مصير طفلة
**********
صوت أقداما من بعيد
وباب مغلق
ورياح تداعب ستائر تلك النافذه
هناك في اخر الممر توجد غرفة صغيره.. تقبع فيها طفلة لم تتجاوز الخامسة عشرا من عمرها,
كملاك صغير نائم على ذلك السرير الأبيض
فتحت عينيها وادارت برأسها فلم تجد حولها سوى إمرأة نائمه على كرسي خشبي متهالك
وطاولة خشبيه امام سريرها ...
نظرت الى النافذه وحاولت أن تسترجع ماحدث لها بالأمس وماسبب مجيئها هنا
في تلك اللحظه مر أمامها شريط حياتها
فقد ولدت وهي لم تعرف سوى زوجة الأب الظالمه والدها صاحب الشخصيه الضعيفه امام زوجته واخوتها الصغار التي كانت تخدمهم منذ صغرها وتقوم بأعمال المنزل وحدها وكأنها خادمه لهم
فلا تأكل سوى بقاياطعامهم
ولاتنام حتى ينام الجميع
ومكان نومها بالقرب من الحمام
ومحاولاتها للانتحار أكثر من مره التي بائت بالفشل
وشربها لدواء الغسيل
لكي تتخلص من حياتها التعيسه
وشربها لدواء الغسيل
لكي تتخلص من حياتها التعيسه
********
وفي ليلة ظلماء أخذت زوجة الأب كعادتها تضرب الفتاه وتمسكها من شعرها وتدخلها المطبخ وتقوم بكييها بملعقه ساخنه وتنعتها بأبشع الألفاظ
ولم تجد الفتاه مفر منها سوى الهروب من البيت ..
لاذت بالفرار ألى الشارع فهو أصبح أمانا أكثر من بيت والدها
وهناك في الطرقات تركض وتركض دون حذاء يقييها
وفي أخر الطريق لجأت لحاوية كبيره من القمامه تبحث عن أكل يسد رمق جوعها ويسكت صرخات معدتها
فلم تجد سوى فتات خبز يابس أكلته وتمددت بالقرب من الحاويه حينها سمعت صوت أشخاص يقتربون اكثر وأكثر
فأذا هما رجلين كانا بحالة سكر وكانت الساعة الثانية من منتصف الليل ..
عند تلك الحاوية أفترساها دون رحمه ولاشفقه فكانت صرخاتها تدوي بالمكان ولكن لامجيب لها
****
وفي الصباح الباكر مع صوت العصافير وأمتلا الحاويه بأصوات القطقطه
أتت أمراه طاعنه بالسن كعادة كل صباح تاخذ علب المشروبات من تلك الحاويه لكي تبيعها للشركات من اجل حفنه مال لها ولاولادها
هناك وجدت طفلة شبه غائبة عن الوعي وتنزف منها الدماء
ركضت بها لأقرب مستشفى
وقطع حبل أفكارها صوت باب الغرفه وظهر منه رجل طويل أسمر ذو عينان حمراوتان يتطاير منها الشرر
فزعت المراه من نومها وأذ به يتهجم على تلك الطفله وينعتها بالساقطه الفاجره
هنا تدخل أمن المستشفى لابعاده عنها امام ذهول تلك المرأه
وكان أخر مانطقه ذلك الرجل قبل أخراجه من الغرفه من قبل الأمن
أنتي لست أبنتي وأنا لست أباك .. لاأريد رؤيتك بالبيت والا قتلتك يا....
هنا سقطت دمعة الفتاه وأخفضت رأسها
ولسان حالها يقول ماهو المصير
وأحتضنتها تلك المرأه وهي تقول لها لن يمسك أذى من الأن .....
بقلم / نعومه
23/4/ 2010 م
تعليق