إبتهال - قصائد حب
تأليف الشاعر العراقي المرحوم أبي ضاري
إعداد و إلقاء : د . عدنان جواد الطعمة
كان المرحوم الشاعر أبو ضاري شاعر الإذاعة و محطة التلفزيون العراقية ، يقدم إسبوعيا برنامجا عن الشعر الشعبي العراقي سواء أكان الأداء بالتمثيل على المسرح أو بالإلقاء . صدر له ديوانه الأول بعنوان فراكين الهوى أي عربات قطار الهوى . قرأت ديوانه عدة مرات و تأثرت بقصائده الوجدانية البديعة . قررت الذهاب إلى محطة التلفزيون و الإذاعة العراقية في حينه للتعرف على هذا الشاعر الموهوب . أخبرني موظف الإستعلامات بأن أبا ضاري ( سالم خالص ) يعمل مديرا لمدرسة إبتدائية للبنين في منطقة حافظ القاضي ببغداد . و على الفور ذهبت إلى مبنى المدرسة الإبتدائية بعد أن عبرت الشط على موده ( نهر دجلة ) إلى جانب الرصافة . فوجدت أن مدرستين في هذا المبنى ، إحداهما تباشر صباحا و الثانية مدرسة أبي ضاري بعد الظهر . فقررت الإنتظار و ذهبت إلى مطعم و مقهى بعد أن تناولت الكباب المشوي و شربت الشاي ( مكانكم خالي يا جماعة ) سرت في زقاق ضيق إلى المدرسة و حييت الشاعر مديرها ، حيث رحب بي كثيرا . و بعد تلك الزيارة دعوته عندي و دعاني ايضا في داره بحي على الصالح ، وكان إبنه الصغير ضاري يلعب في الحديقة . ثم دار الحديث الشيق معه حول ديوانه و قصائده الأخرى التي لم تنشر . و سألته عن قصائده المحببة إلى نفسه في ديوانه ، قال : أنا أعرفها و لكني أريد أن أسمع منك أي القصائد التي أعجبتك . فقلت له إبتهال ، خطار ، نصيحة ، صراحة و غيرها . قال لي : يا عدنان إنت شاعر . فقلت له يا أخي أنا لست شاعرا بل أتذوق و أحب الشعر ولي قابلية في اختيار من حقول الشعر باقات ملونة .
وكررت السؤال عن قصيدة إبتهال فأجابني بأنها من أكثر القصائد التي يحبها . فقلت لماذا ؟ قال سأحكي لك قصة هذه القصيدة .
و بعد أن تنفس قليلا قال أن كلمات القصيدة هي كلمات زوجتي الحبيبة أم ضاري التي كانت تخاطبني بها بين حين و اخر. و عندما أسمع منها جملة أو عبارة أذهب خفية إلى مكتبتي و أسجل تلك العبارة في دفتر خاص . وبعد عدة أشهر ذهبت زوجتي مع ولدنا ضاري في أحد أيام الجمعة لزيارة اقربائنا ، و كنت جالسا في حديقتي خطرت هذه الفكرة على بالي و ذهبت إلى مكتبتي و أخذت دفتر الملاحظات وجلست أتصفح صفحات الدفتر و أتعمق بكلمات زوجتي . و بعد الإستراحة و شرب الشاي صغت كلماتها الرائعة بهذه القصيدة " إبتهال " .
ثم سألته عن رايه بقصائد و أشعار الشاعر الملهم و الفنان المبدع مظفر النواب ، فأجابني قائلا :
" يا أخي عدنان نحن الشعراء مثل صاغة حلي الفضة و الذهب ، و لكن مظفر النواب صائغ مجوهرات .
ثم اراني ديوانين مخطوطين أحدهما عن الأمومة و الثاني عن الطفولة لأنه كان محبا و عاشقا لولده .
شكرته على دعوته الكريمة و إجابته الصريحة .
و تخليدا لذكرى الراحل الأخ سالم خالص ( أبو ضاري ) قررت عام 1990 نشر مختارات من الشعر الشعبي العراقي بعنوان إنت كلبی لو كلبهم ( إنت قلبي لو قلبهم ) كانت في مقدمة الكتاب سبع قصائد للمرحوم أبي ضاري .
فلنقرأ و نستمع سوية إلى كلمات أم ضاري ، املا أن تلقى منكم حسن الرضا و القبول ، وشكرا .
إبتهال
إبدير حبك كلبي راهب عالك شموع الوفه
اكثر من الحب أحبك و اكثر من العاطفه
چلمة الحب و المودة بحقك شويه او قليل
ريت بالقاموس چلمه أكبر او تشفي الغليل
شويه لو كتلك حبيبي شويه لو كتلك خليل
أكبر امن الهوى العذري او بالأرض ماله مثيل
أسمى من حب البلابل للربيع
وأعلى من حنية الأم عالرضيع
أذكرك لو ردت لذنوبي شفيع
وانت ادابي او علومي لو نسيت المعرفه
أكثر امن الحب أحبك واكثر امن العاطفه
* * *
لو كضيت وياك عمري بالعذاب او بالكدر
او ما شفت لحظه سعيده او متت بالهم و القهر
إعتقد لو للدنيا أرجع ما أحب غير بشر
أقوى امن الموت حبك واقوى من حكم القدر
ما خطر حتى اعلى بال الأنبياء
منوجد بالأرض مثله اولا السماء
حبي دوله او دينها الرسمي الوفاء
و العلم كلبي اليرفرف بالوصال او بالجفه
أكثر امن الحب أحبك واكثر امن العاطفه
شرح بعض مفردات القصيدة
كلبی = قلبی
راهب = رجل ديني ، راهب الكنيسة
عالك = مولع ، شاعل الشموع
چلمة الحب = كلمة الحب
لو كتلك حبيبي = لو قلت لك حبيبي
لو كضيت وياك = لو قضيت معك
ألمانيا في 20 نيسان 2010
تأليف الشاعر العراقي المرحوم أبي ضاري
إعداد و إلقاء : د . عدنان جواد الطعمة
كان المرحوم الشاعر أبو ضاري شاعر الإذاعة و محطة التلفزيون العراقية ، يقدم إسبوعيا برنامجا عن الشعر الشعبي العراقي سواء أكان الأداء بالتمثيل على المسرح أو بالإلقاء . صدر له ديوانه الأول بعنوان فراكين الهوى أي عربات قطار الهوى . قرأت ديوانه عدة مرات و تأثرت بقصائده الوجدانية البديعة . قررت الذهاب إلى محطة التلفزيون و الإذاعة العراقية في حينه للتعرف على هذا الشاعر الموهوب . أخبرني موظف الإستعلامات بأن أبا ضاري ( سالم خالص ) يعمل مديرا لمدرسة إبتدائية للبنين في منطقة حافظ القاضي ببغداد . و على الفور ذهبت إلى مبنى المدرسة الإبتدائية بعد أن عبرت الشط على موده ( نهر دجلة ) إلى جانب الرصافة . فوجدت أن مدرستين في هذا المبنى ، إحداهما تباشر صباحا و الثانية مدرسة أبي ضاري بعد الظهر . فقررت الإنتظار و ذهبت إلى مطعم و مقهى بعد أن تناولت الكباب المشوي و شربت الشاي ( مكانكم خالي يا جماعة ) سرت في زقاق ضيق إلى المدرسة و حييت الشاعر مديرها ، حيث رحب بي كثيرا . و بعد تلك الزيارة دعوته عندي و دعاني ايضا في داره بحي على الصالح ، وكان إبنه الصغير ضاري يلعب في الحديقة . ثم دار الحديث الشيق معه حول ديوانه و قصائده الأخرى التي لم تنشر . و سألته عن قصائده المحببة إلى نفسه في ديوانه ، قال : أنا أعرفها و لكني أريد أن أسمع منك أي القصائد التي أعجبتك . فقلت له إبتهال ، خطار ، نصيحة ، صراحة و غيرها . قال لي : يا عدنان إنت شاعر . فقلت له يا أخي أنا لست شاعرا بل أتذوق و أحب الشعر ولي قابلية في اختيار من حقول الشعر باقات ملونة .
وكررت السؤال عن قصيدة إبتهال فأجابني بأنها من أكثر القصائد التي يحبها . فقلت لماذا ؟ قال سأحكي لك قصة هذه القصيدة .
و بعد أن تنفس قليلا قال أن كلمات القصيدة هي كلمات زوجتي الحبيبة أم ضاري التي كانت تخاطبني بها بين حين و اخر. و عندما أسمع منها جملة أو عبارة أذهب خفية إلى مكتبتي و أسجل تلك العبارة في دفتر خاص . وبعد عدة أشهر ذهبت زوجتي مع ولدنا ضاري في أحد أيام الجمعة لزيارة اقربائنا ، و كنت جالسا في حديقتي خطرت هذه الفكرة على بالي و ذهبت إلى مكتبتي و أخذت دفتر الملاحظات وجلست أتصفح صفحات الدفتر و أتعمق بكلمات زوجتي . و بعد الإستراحة و شرب الشاي صغت كلماتها الرائعة بهذه القصيدة " إبتهال " .
ثم سألته عن رايه بقصائد و أشعار الشاعر الملهم و الفنان المبدع مظفر النواب ، فأجابني قائلا :
" يا أخي عدنان نحن الشعراء مثل صاغة حلي الفضة و الذهب ، و لكن مظفر النواب صائغ مجوهرات .
ثم اراني ديوانين مخطوطين أحدهما عن الأمومة و الثاني عن الطفولة لأنه كان محبا و عاشقا لولده .
شكرته على دعوته الكريمة و إجابته الصريحة .
و تخليدا لذكرى الراحل الأخ سالم خالص ( أبو ضاري ) قررت عام 1990 نشر مختارات من الشعر الشعبي العراقي بعنوان إنت كلبی لو كلبهم ( إنت قلبي لو قلبهم ) كانت في مقدمة الكتاب سبع قصائد للمرحوم أبي ضاري .
فلنقرأ و نستمع سوية إلى كلمات أم ضاري ، املا أن تلقى منكم حسن الرضا و القبول ، وشكرا .
إبتهال
إبدير حبك كلبي راهب عالك شموع الوفه
اكثر من الحب أحبك و اكثر من العاطفه
چلمة الحب و المودة بحقك شويه او قليل
ريت بالقاموس چلمه أكبر او تشفي الغليل
شويه لو كتلك حبيبي شويه لو كتلك خليل
أكبر امن الهوى العذري او بالأرض ماله مثيل
أسمى من حب البلابل للربيع
وأعلى من حنية الأم عالرضيع
أذكرك لو ردت لذنوبي شفيع
وانت ادابي او علومي لو نسيت المعرفه
أكثر امن الحب أحبك واكثر امن العاطفه
* * *
لو كضيت وياك عمري بالعذاب او بالكدر
او ما شفت لحظه سعيده او متت بالهم و القهر
إعتقد لو للدنيا أرجع ما أحب غير بشر
أقوى امن الموت حبك واقوى من حكم القدر
ما خطر حتى اعلى بال الأنبياء
منوجد بالأرض مثله اولا السماء
حبي دوله او دينها الرسمي الوفاء
و العلم كلبي اليرفرف بالوصال او بالجفه
أكثر امن الحب أحبك واكثر امن العاطفه
شرح بعض مفردات القصيدة
كلبی = قلبی
راهب = رجل ديني ، راهب الكنيسة
عالك = مولع ، شاعل الشموع
چلمة الحب = كلمة الحب
لو كتلك حبيبي = لو قلت لك حبيبي
لو كضيت وياك = لو قضيت معك
ألمانيا في 20 نيسان 2010
تعليق