بسم الله الرحمن الرحيم
الجاسوس
نظر حمدي حوله وهو يقف امام مكتب ويتاكد من اللوحة المعلقة على بابه تفيد انها غرفة التحقيق الخاصة بالموساد ودق الباب وانتظر حتى يؤذن له بالدخول وذاكرته تسترجع قصة حياته بشريط مصور سريع
تذكر امه وهي تحمله مودعة جنازة والده وتذكر كيف عاملته امه بكل تدليل الدنيا
حتى افسدت فطرته من قناعة وتحمل وتزوجت امه من عمه شقيق ابيه وكانت تنفق عليه كل مال يصل ليديها ولم يتدخل عمه في تربيته لارضاء والدته ولاكرام روح اخيه
وكبر حمدي وكبرت طلباته وتوفي عمه ولم تعد امه تمتلك ما تعطيه اياه بعدما ترملت للمرة الثانيه فلم يعد بحاجة اليها وكان خالد ابن عمه هو الوحيد الذي يعطف عليه ويعطيه من مصروفه وحتى بعدما كبر اصبح يقطتع جزءا من راتبه له
وكانت نفقاته تزداد فينفق على القمار وعلى الخمور والهو بشتى انواعه وتذكر حمدي يوم ان نفذ ماله الذي يحمله وكان صاحب المحل يريد ان يسلمه للشرطة لولا تدخل السيد ماجد كان لبقا مؤدبا يبتسم دائما فسدد ديون حمدي كلها واعطاه مئة دولار وحمدي يشكره وظل حمدي كل يوم ينتظر لعل الاستاذ ماجد ياتي ولكنه لم يعود
وفي يوم وهو ينتظر على باب المحل اذا بسيارة بيضاء تتوقف ويترجل منها السيد ماجد فجرى عليه حمدي ليطلب ان يدخله المحل معه لانه كالعادة لا يملك النقود التي ملكته ودخل مع ماجد المحل وجلس معه على طاولته وطلب له المشروب الروحي وساله لماذا لا تعمل يا حمدي اجابه حمدي اني لا احسن اي عمل ولم اكمل تعليمي ولم اعمل يوما
استغرب الاستاذ ماجد من كلامه ثم ساله هل تحب ان تعمل معي في المؤسسة التي اعمل بها اجابه حمدي نعم واقبل قدمك ولكن كما تعلم فانا لا ملك شهادة ولا اي شئ
قال ماجد لا تقلق وتعال لي يوم الاحد في هذا العنوان وذهب حمدي ودخل مكتب ماجد للمرة الاولى وتعجب من اتساع وفخامة المكتب وتمنى لو انه يصبح مثله في يوم واستوقف افكاره ماجد قائلا ماذا تشرب اجاب حمدي اي شئ ونظر متسائلا لماجد الذي فهم نظرته تريد ان تسال عن العمل ساجيبك بعد ان تشرب العصير
نحن نعمل لحساب مؤسسة اجنبية تطلب منا تقارير ميدانيه ولها فروع في كل انحاء العالم سال حمدي مانوع التقارير وكيف الحصول عليها اجابه ماجد انت من ستاتي بالتقرير ونوعه عن كل شئ عن المباني والسكان والمساجد والمستشفيات وكل شئ اجاب حمدي الان استطيع ان اذكر لك كل شئ استوقفه ماجد باشارة صارمة من يده قائلا لا بل كتابة وبهدوء وراحة فانت تعلم الان وضع البلد اجاب حمدي طبعا طبعا واعطاه ماجد مئة دولار وانصرف
وصارت تقارير حمدي تتوالي عن كل شئ وفي يوم طلبه ماجد الي المكتب واعطاه مبلغ من المال وشربا سويا وفجاة قال له ماجد حمدي نريد معلومات هذه المرة ولكن عن شخص والمكافئة ستكون كبيرة جدا
اجابه حمدي لو طلبت معلومات عن ابي الذي لم اره سوف اتي بها ضحك ماجد قائلا ليس بهذه الدرجة نريد معلومات وصمت قليلا ونظرات حمدي تتلهف لسماع الاسم ليحصد المكافئة ونطق اخيرا ماجد نريد معلومات عن خالد
سلمان بهت حمدي ولم ينطق ولكنه تكلم بعد قليل خالد ابن عمي اجابه ماجد باشارة من راسه ان نعم
وانصعق حمدي واراد ان يخرج من المكتب ولكن ماجد امسك ذراعه بقسوة لم يعتادها حمدي وصرخ في وجهه انت ما ذا تظن نفسك انت جاسوس لاسرائيل وكل تقارريك بخط يدك وتوقيعك موجودة في مكتب ظابط الموساد ونستطيع ان نرسلها في ثانيتين لمن يقتلوك باسرع من ذبح الدجاج جلس حمدي منهارا وبدا يهذي ولكن خالد لماذا خالد
قال له ماجدي نحن لانريد اذيته ولكن نريد معلومات عنه متى يخرج متى يدخل البيت مع من يتكلم وهكذا فقط والمكافئة كبيرة كما وعدتك ولن يعلم احد الا اذا .........
وعرف حمدي معنى والا وانطلق لتنفيذ مهمته وبدا يتقرب من خالد الذي احبه كاخ له وخالد سعيد بهذا التحول من حمدي ظانا ان سلوكه قد تغير واصبح حاله افضل وصار يرافقه كظله وحذر رفاق خالد من حمدي ولكن خالد كان دائما يدافع عنه ويحببهم فيه
حتى جمع الكم الكبير من المعلومات واخذ يرسلها تباعا والمكافئات تزداد وحمدي يتفنن في استقاء المعلومة حتي
كلمه ماجد يوما يطلب منه ان يذهب في رحله لفندق ثلاث ايام على حساب المؤسسة وفرح خالد بالجائزة
وفي الليلة الاولى كان نازل الي بهو الفندق ليشرب الكحول كعادته فشاهد في التلفاز مشهد لقصف عنيف قد دمر البيت بكامله ودقق النظر حمدي ليري ان البيت المقصوف هو بيتهم بيت عمه وعرف سبب الاجازة والمكافئة وانهار يبكي ويبكي ولكن البكاء لا يفيد وعاد لبيته والجيران يعزوه وقالت له جارته ام سمير اسرع الي امك في المستشفي هي الوحيدة التي بقت حيه وانطلق حمدي مسرعا للمستشفي ودخل ليجد امه قد تحول لونها سوادا وقد احترق كامل جسدها وسمعت النحيب وعرفت صوت ابنها فنظرت نحوه وطلبت من ان يقترب وهمست في اذنه خالد استشهد بين يدي و هو يقول لك شكرا يا ابن عمي افلما سمع صوت الصاروخ الذي دمر البيت
نطق اسمك واستشهد وانا اقول لك اني ساموت ولكني غاضبة عليك وسأحاججك يوم القيامة واني لا انكر اني سببا في ما وصلت اليه ولم تكمل ام حمدي حتى لفضت انفاسها
وانهار حمدي وهاتفه لم يتوقف عن الرنين ونظر ليجد سبعون مكالمة من السيد ماجد لم يرد عليها
واخيرا رد حمدي وطلب منه ماجد ان يذهب اليه ليعزيه ولكن ليس في مكتب الشركة ولكن في مكتب الموساد
ولم يذهب حمدي مباشرة بل ذهب لاحد رفاق خالد وقص عليه كل الحكاية وقال اعلم ان الاعدام هو طريقي ولن افر منه ولكني اريد ان افيدكم بشئ اني ذاهب لملاقاة ماجد واريد ان تجهزوني بحزام لانتقم لاهلي واريحكم من دمي النجس فطلب منه رفيق خالد ان ينتظر وتكلم مكالمة سريعة وتم الامر وارتدى حمدي الحزام بعد ان تعلم كيفية تفجيره وافاق من شريط افكاره ودموعه تتساقط على صوت ماجد يطلب منه الدخول ويبتسم فاتحا ذراعيه ليعزيه قائلا مكافئتك كبيرة حبيبي لقد ارحتنا من المطلوب الاول ويعتصر ماجد قلبه ويمسك نفسه بعنف حتى لا ييضغط الحزام وتكلم قائلا سيد ماجد قاطعه ماجد قائلا رافي خبيبي كولنيل رافي قال حمدي كولنيل اريد ان اقابل رئيسكم الان لاحصل على مكافئتي ودية اهلي فانت تعلم كم هم غاليين علي
ضحك رافي كثيرا وقال تعجبني حبيبي فانت لا تضيع فرصة وتكلم في الهاتف الداخلي قليلا وقال هيا بنا ومشى امام حمدي حتى وصل لمكتب المدير ودخلا ليجداه قد اجتمع باثنين من مساعديه والسكتيرة وضحك المدير لحمدي وهو يصفق له وصفق الحاضرين وتكلم حمدي اعلم ان اهلي لا يساون عندكم شئ وان ابن عمي ليس الا واحد على اجندتكم
وانا وكل ابناء شعبي لا نساوي شيئا وحياتكم غاليه وحياتنا رخيصة وبمناسبة حياتكم الغاليه فانا قد حددت ثمنا لخيانتي وهو دمائكم اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله حاول ماجد ان يصل لحمدي ليمنعه ولكن انفجر المكان وتطايرت الاشلاء واعلن عن قصة الجاسوس التائب للعبرة ودفن بجانب اهله وخلدت ذكراه مع الشهداء
بقلم محمود دياب
الجاسوس
نظر حمدي حوله وهو يقف امام مكتب ويتاكد من اللوحة المعلقة على بابه تفيد انها غرفة التحقيق الخاصة بالموساد ودق الباب وانتظر حتى يؤذن له بالدخول وذاكرته تسترجع قصة حياته بشريط مصور سريع
تذكر امه وهي تحمله مودعة جنازة والده وتذكر كيف عاملته امه بكل تدليل الدنيا
حتى افسدت فطرته من قناعة وتحمل وتزوجت امه من عمه شقيق ابيه وكانت تنفق عليه كل مال يصل ليديها ولم يتدخل عمه في تربيته لارضاء والدته ولاكرام روح اخيه
وكبر حمدي وكبرت طلباته وتوفي عمه ولم تعد امه تمتلك ما تعطيه اياه بعدما ترملت للمرة الثانيه فلم يعد بحاجة اليها وكان خالد ابن عمه هو الوحيد الذي يعطف عليه ويعطيه من مصروفه وحتى بعدما كبر اصبح يقطتع جزءا من راتبه له
وكانت نفقاته تزداد فينفق على القمار وعلى الخمور والهو بشتى انواعه وتذكر حمدي يوم ان نفذ ماله الذي يحمله وكان صاحب المحل يريد ان يسلمه للشرطة لولا تدخل السيد ماجد كان لبقا مؤدبا يبتسم دائما فسدد ديون حمدي كلها واعطاه مئة دولار وحمدي يشكره وظل حمدي كل يوم ينتظر لعل الاستاذ ماجد ياتي ولكنه لم يعود
وفي يوم وهو ينتظر على باب المحل اذا بسيارة بيضاء تتوقف ويترجل منها السيد ماجد فجرى عليه حمدي ليطلب ان يدخله المحل معه لانه كالعادة لا يملك النقود التي ملكته ودخل مع ماجد المحل وجلس معه على طاولته وطلب له المشروب الروحي وساله لماذا لا تعمل يا حمدي اجابه حمدي اني لا احسن اي عمل ولم اكمل تعليمي ولم اعمل يوما
استغرب الاستاذ ماجد من كلامه ثم ساله هل تحب ان تعمل معي في المؤسسة التي اعمل بها اجابه حمدي نعم واقبل قدمك ولكن كما تعلم فانا لا ملك شهادة ولا اي شئ
قال ماجد لا تقلق وتعال لي يوم الاحد في هذا العنوان وذهب حمدي ودخل مكتب ماجد للمرة الاولى وتعجب من اتساع وفخامة المكتب وتمنى لو انه يصبح مثله في يوم واستوقف افكاره ماجد قائلا ماذا تشرب اجاب حمدي اي شئ ونظر متسائلا لماجد الذي فهم نظرته تريد ان تسال عن العمل ساجيبك بعد ان تشرب العصير
نحن نعمل لحساب مؤسسة اجنبية تطلب منا تقارير ميدانيه ولها فروع في كل انحاء العالم سال حمدي مانوع التقارير وكيف الحصول عليها اجابه ماجد انت من ستاتي بالتقرير ونوعه عن كل شئ عن المباني والسكان والمساجد والمستشفيات وكل شئ اجاب حمدي الان استطيع ان اذكر لك كل شئ استوقفه ماجد باشارة صارمة من يده قائلا لا بل كتابة وبهدوء وراحة فانت تعلم الان وضع البلد اجاب حمدي طبعا طبعا واعطاه ماجد مئة دولار وانصرف
وصارت تقارير حمدي تتوالي عن كل شئ وفي يوم طلبه ماجد الي المكتب واعطاه مبلغ من المال وشربا سويا وفجاة قال له ماجد حمدي نريد معلومات هذه المرة ولكن عن شخص والمكافئة ستكون كبيرة جدا
اجابه حمدي لو طلبت معلومات عن ابي الذي لم اره سوف اتي بها ضحك ماجد قائلا ليس بهذه الدرجة نريد معلومات وصمت قليلا ونظرات حمدي تتلهف لسماع الاسم ليحصد المكافئة ونطق اخيرا ماجد نريد معلومات عن خالد
سلمان بهت حمدي ولم ينطق ولكنه تكلم بعد قليل خالد ابن عمي اجابه ماجد باشارة من راسه ان نعم
وانصعق حمدي واراد ان يخرج من المكتب ولكن ماجد امسك ذراعه بقسوة لم يعتادها حمدي وصرخ في وجهه انت ما ذا تظن نفسك انت جاسوس لاسرائيل وكل تقارريك بخط يدك وتوقيعك موجودة في مكتب ظابط الموساد ونستطيع ان نرسلها في ثانيتين لمن يقتلوك باسرع من ذبح الدجاج جلس حمدي منهارا وبدا يهذي ولكن خالد لماذا خالد
قال له ماجدي نحن لانريد اذيته ولكن نريد معلومات عنه متى يخرج متى يدخل البيت مع من يتكلم وهكذا فقط والمكافئة كبيرة كما وعدتك ولن يعلم احد الا اذا .........
وعرف حمدي معنى والا وانطلق لتنفيذ مهمته وبدا يتقرب من خالد الذي احبه كاخ له وخالد سعيد بهذا التحول من حمدي ظانا ان سلوكه قد تغير واصبح حاله افضل وصار يرافقه كظله وحذر رفاق خالد من حمدي ولكن خالد كان دائما يدافع عنه ويحببهم فيه
حتى جمع الكم الكبير من المعلومات واخذ يرسلها تباعا والمكافئات تزداد وحمدي يتفنن في استقاء المعلومة حتي
كلمه ماجد يوما يطلب منه ان يذهب في رحله لفندق ثلاث ايام على حساب المؤسسة وفرح خالد بالجائزة
وفي الليلة الاولى كان نازل الي بهو الفندق ليشرب الكحول كعادته فشاهد في التلفاز مشهد لقصف عنيف قد دمر البيت بكامله ودقق النظر حمدي ليري ان البيت المقصوف هو بيتهم بيت عمه وعرف سبب الاجازة والمكافئة وانهار يبكي ويبكي ولكن البكاء لا يفيد وعاد لبيته والجيران يعزوه وقالت له جارته ام سمير اسرع الي امك في المستشفي هي الوحيدة التي بقت حيه وانطلق حمدي مسرعا للمستشفي ودخل ليجد امه قد تحول لونها سوادا وقد احترق كامل جسدها وسمعت النحيب وعرفت صوت ابنها فنظرت نحوه وطلبت من ان يقترب وهمست في اذنه خالد استشهد بين يدي و هو يقول لك شكرا يا ابن عمي افلما سمع صوت الصاروخ الذي دمر البيت
نطق اسمك واستشهد وانا اقول لك اني ساموت ولكني غاضبة عليك وسأحاججك يوم القيامة واني لا انكر اني سببا في ما وصلت اليه ولم تكمل ام حمدي حتى لفضت انفاسها
وانهار حمدي وهاتفه لم يتوقف عن الرنين ونظر ليجد سبعون مكالمة من السيد ماجد لم يرد عليها
واخيرا رد حمدي وطلب منه ماجد ان يذهب اليه ليعزيه ولكن ليس في مكتب الشركة ولكن في مكتب الموساد
ولم يذهب حمدي مباشرة بل ذهب لاحد رفاق خالد وقص عليه كل الحكاية وقال اعلم ان الاعدام هو طريقي ولن افر منه ولكني اريد ان افيدكم بشئ اني ذاهب لملاقاة ماجد واريد ان تجهزوني بحزام لانتقم لاهلي واريحكم من دمي النجس فطلب منه رفيق خالد ان ينتظر وتكلم مكالمة سريعة وتم الامر وارتدى حمدي الحزام بعد ان تعلم كيفية تفجيره وافاق من شريط افكاره ودموعه تتساقط على صوت ماجد يطلب منه الدخول ويبتسم فاتحا ذراعيه ليعزيه قائلا مكافئتك كبيرة حبيبي لقد ارحتنا من المطلوب الاول ويعتصر ماجد قلبه ويمسك نفسه بعنف حتى لا ييضغط الحزام وتكلم قائلا سيد ماجد قاطعه ماجد قائلا رافي خبيبي كولنيل رافي قال حمدي كولنيل اريد ان اقابل رئيسكم الان لاحصل على مكافئتي ودية اهلي فانت تعلم كم هم غاليين علي
ضحك رافي كثيرا وقال تعجبني حبيبي فانت لا تضيع فرصة وتكلم في الهاتف الداخلي قليلا وقال هيا بنا ومشى امام حمدي حتى وصل لمكتب المدير ودخلا ليجداه قد اجتمع باثنين من مساعديه والسكتيرة وضحك المدير لحمدي وهو يصفق له وصفق الحاضرين وتكلم حمدي اعلم ان اهلي لا يساون عندكم شئ وان ابن عمي ليس الا واحد على اجندتكم
وانا وكل ابناء شعبي لا نساوي شيئا وحياتكم غاليه وحياتنا رخيصة وبمناسبة حياتكم الغاليه فانا قد حددت ثمنا لخيانتي وهو دمائكم اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله حاول ماجد ان يصل لحمدي ليمنعه ولكن انفجر المكان وتطايرت الاشلاء واعلن عن قصة الجاسوس التائب للعبرة ودفن بجانب اهله وخلدت ذكراه مع الشهداء
بقلم محمود دياب
تعليق