السلام عليكم
قصه حقيقية حدثت للدكتور// عبدالرحمن العشماوي اقرائها واستفد من العبر :
قصه حقيقية حدثت للدكتور// عبدالرحمن العشماوي اقرائها واستفد من العبر :
حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأول من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولة غربية ، كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغا ، بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فرغا ، قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغا ، أو أن ييسر الله لي فيه جارا طيبا يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ، نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعا حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ، ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد!
وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ ... فتاة في ميعة الصبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزينة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرقة والجمال .. كان العطر فواحا ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكية ، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الركاب ، حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رأيته يحاصر المكان بعينيه ، وجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) (( ألا وإن طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )).
ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها (( لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ))؟
كان الجواب واضحا في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها ، ليست لغيره من الناس ، وما دامت له فإن طيبها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ، كان هذا الجواب واضحا ، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ، قد زاد الأمر وضوحا في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يفح طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جو الدرجة الأولى من الطائرة ، أكانت الأنظار اللاهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟
عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير ، أخذت الفتاة كأسا من عصير البرتقال ، وقدمته إلي ، تناولته شاكرا وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكت ،ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياء - كما أظن - ، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك ديدنه ، كتبت قصاصة صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات ؟ ))، فلم يلتفت بعدها .
عندما غاصت الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ، وجهت حديثها إلي قائلة إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذة ، ومن حسن حظي أنني أجاور شاعرا يمكن أن يرسم لوحة شعرية رائعة لهذا المنظر ... لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا..لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلا على وجهها وضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ، لقد بدا وجهها ملونا بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صففته بطريقة خاصة تعجب الناظرين ...
قلت لها : سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..
قالت: إنها تدل على قدرة الله تعالى ..
قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسرارا عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد.
قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئا من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إلي ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ..
لقد تمنيت من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف من أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .
وسكت قليلا كنت أحاور نفسي حوارا داخليا مربكا ، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاء ظاهرة ، أم أترك ذلك إلى اخر المطاف ؟
وبعد تردد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها.
وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصات ملونة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي ...
وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة ..
إنها خواطر حالمة ، هي فتاة رقيقة المشاعر جدا ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سببا في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوار شامل مع الفتاة ..
قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنى ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئا ، فماذا أردت أن تقولي ...؟
بعد صمت قالت : لا أدري ماذا أردت أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يخيم علي الليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة ، أتأمل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علانة ، بل تعجبني أحيانا ملامح أحد الفنانين فأتمنى لو أن ملامح زوجي كملامحه ، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحس بالرغبة في النوم ، بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي ...، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكانا .
عجبا ، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها ...
(( إنها مريضة )) قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج .
قلت لها : ولكن خواطرك هذه لا تعبر عن شيء مما قلت إنها عبارات براقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق ...
قالت : عجبا لك ، أنت الوحيد الذي تحدثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب ، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعث إلى المحرر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة .
وهنا سألتها مباشرة : هل لك هدف في هذه الحياة ؟!
بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت لها :
هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .
هل أنت مسلمة ؟!..
هنا تغير كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغير ، جلستها على المقعد تغيرت ، قالت :
هل تشك في أنني مسلمة ؟ ! إني – بحمد الله – مسلمة ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ، لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حر ليس أسيرا لأحد ، إني أرفض أن تتحدث بهذه الصورة .....
وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ...
لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (( كان مقالا طويلا مليئا بالمغالطات والأباطيل ، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كليا حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد ، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها – كما أخبرتني فيما بعد-، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :
أتشك في إسلامي ؟!
قلت لها : ما معنى الإسلام ؟!
وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ ... فتاة في ميعة الصبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزينة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرقة والجمال .. كان العطر فواحا ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكية ، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الركاب ، حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رأيته يحاصر المكان بعينيه ، وجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) (( ألا وإن طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه )).
ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها (( لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ))؟
كان الجواب واضحا في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها ، ليست لغيره من الناس ، وما دامت له فإن طيبها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ، كان هذا الجواب واضحا ، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ، قد زاد الأمر وضوحا في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يفح طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جو الدرجة الأولى من الطائرة ، أكانت الأنظار اللاهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟
عندما جاءت ((خادمة الطائرة )) بالعصير ، أخذت الفتاة كأسا من عصير البرتقال ، وقدمته إلي ، تناولته شاكرا وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكت ،ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياء - كما أظن - ، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك ديدنه ، كتبت قصاصة صغيرة (( ألم تتعب من الالتفات ؟ ))، فلم يلتفت بعدها .
عندما غاصت الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذالك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ، وجهت حديثها إلي قائلة إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذة ، ومن حسن حظي أنني أجاور شاعرا يمكن أن يرسم لوحة شعرية رائعة لهذا المنظر ... لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا..لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلا على وجهها وضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ، لقد بدا وجهها ملونا بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صففته بطريقة خاصة تعجب الناظرين ...
قلت لها : سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..
قالت: إنها تدل على قدرة الله تعالى ..
قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسرارا عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد.
قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئا من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إلي ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ..
لقد تمنيت من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف من أنا لقد كان في ذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها .
وسكت قليلا كنت أحاور نفسي حوارا داخليا مربكا ، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاء ظاهرة ، أم أترك ذلك إلى اخر المطاف ؟
وبعد تردد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها.
وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصات ملونة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي ...
وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة ..
إنها خواطر حالمة ، هي فتاة رقيقة المشاعر جدا ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سببا في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوار شامل مع الفتاة ..
قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنى ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئا ، فماذا أردت أن تقولي ...؟
بعد صمت قالت : لا أدري ماذا أردت أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يخيم علي الليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة ، أتأمل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علانة ، بل تعجبني أحيانا ملامح أحد الفنانين فأتمنى لو أن ملامح زوجي كملامحه ، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحس بالرغبة في النوم ، بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي ...، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكانا .
عجبا ، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها ...
(( إنها مريضة )) قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج .
قلت لها : ولكن خواطرك هذه لا تعبر عن شيء مما قلت إنها عبارات براقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق ...
قالت : عجبا لك ، أنت الوحيد الذي تحدثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب ، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعث إلى المحرر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة .
وهنا سألتها مباشرة : هل لك هدف في هذه الحياة ؟!
بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت لها :
هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل .
هل أنت مسلمة ؟!..
هنا تغير كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغير ، جلستها على المقعد تغيرت ، قالت :
هل تشك في أنني مسلمة ؟ ! إني – بحمد الله – مسلمة ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ، لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حر ليس أسيرا لأحد ، إني أرفض أن تتحدث بهذه الصورة .....
وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ...
لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (( كان مقالا طويلا مليئا بالمغالطات والأباطيل ، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله , ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كليا حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد ، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها – كما أخبرتني فيما بعد-، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني :
أتشك في إسلامي ؟!
قلت لها : ما معنى الإسلام ؟!
تتبع
تعليق