وهو قوله بيقين ان لله وانا اليه راجعون " اللهم اجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيرا منها
مع تذكر وتدبر الايات التى وردت في فضل الصبر وجزاء الصابرين
كذلك احاديث النبى صلى الله عليه وسلم التى تحث على الصبر وثواب اهله
اضف الى ذلك مراجعة ما كان عليه السلف واحوالهم عند نزول البلاء.
وفى كل ذلك يكون العبد على علم ويقين ان لله الحكمة البالغة
فيما نزل به من بلاء وانه لن يخيبه ولن يضيع صبره واحتسابه
وعندها ترضى النفس وتسلم لاقدار الله
فاذا غلبت عليه نفسه وداهمته اشواق اللقاء والحنين
فليعزها وليسلها بهذه الابيات:
أراك هجرتني هجرا طويلا ---- وما عودتني من قبل ذاكا
عهدتك لا تطيق الصبر عني ---- وتعصي في ودادي من نهاكا
فكيف تغيرت تلك السجايا ----ومن هذا الذي عني ثناكا
فلا والله ما حاولت غدرا ---- فكل الناس يغدر ما خلاكا
فيا من غاب عني وهو روحي ----فكيف أطيق من روحي إنفكاكا
وما فأرقتني طوعا ----ولكن دهاك من المنية ما دهاكا
يعز على حين أدير عيني ----أفتش في مكانك لا أراكا
ختمت على ودادك في ضميري --- -وليس يزال مختوما هناكا
فوا أسفي لجسمك كيف يبلى ---- ويذهب بعد بهجته سناكا
فيا قبر الحبيب وددت أني ---- حملت ولو على عيني ثراك
ولا زال السلام عليك منى ---- يزف على النسيم إلي ذراكا
اسال الله باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يجمعنا فى جنات النعيم مع سكنت اليهم ارواحنا وابت الاقدار الا الفراق
وان حالت الاقدار دون لقيانا... ففى رياض الخلد نلقاكم ويكفينا
لم تستيقظ , بكى ( ماما أبي فطور ) , صرخت في وجهه :
فطور الحين؟ أقول رح نام !... هرب الطفل من أمه وقدأخافته بصوتها المرعب ! فتح التلفاز... وجلس قليلا... ثم أسرع إلى المطبخ وقد غلبه الجوع... أراد أن يصل إلى الرف العلوي من الدولاب لكي يصلحالفطور ! سقط وأسقط معه بضعة! أكواب وصحون !
استيقظتوالدته وسارت بسرعة لترى...
اختبأ تحت طاولة الطعام
أمسكت بتلابيب قميصه و أشبعته ضربا وهي تكرر : ليش ما قلت لي إنك تبيفطور! ... هرب من الخوفولم يأكل.
الساعة الثانية عشرة ظهراأعدت الوالدة الإفطار !
أكل بشراهة... واتسختملابسه... نظرت إليه وصرخت : أنت غبي ما تعرف تأكل , شف محمد ولد خالتك كبرك وأعقل منك؟ اغرورقت عيناه بالدموع وهرب إلى فناءالمنزل ولم يكمل إفطاره
الساعة الثالثة ظهرا...
عاد والده من عمله... فرح الصغير واستبشر , وأخذ يحدثوالده عن ابن الجيران وعن فيلمراه في قناة كذا... وعن مسلسلحدث فيه كذا وكذا... كان الوالدمستلقيا على السرير... قالالطفل بهدوء : بابا .. بابا وش فيك ما ترد علي؟! حرك رأس والده بيديه الصغيرتين فإذا به ( في سابع نومة )
الخامسة عصرا...
اجتمعت صديقاتالوالدة في المنزل! ...
وقد تأنقالصغير ولبس أجمل ثيابه... وعندما هم بدخول غرفة الضيافة سحبته والدته... منيده بشدة وقالت :
الثامنة مساء... عاد الصغير وقد اتسخت ثيابه الجديدة... وعلا صوته بالبكاء... رأته الأم ورفعت صوتها : (الله لا يعطيك العافيةيا خبل ) ! وش مسوي في ملابسك؟...أرادأن يشكو لها من أحمد ابن الجيران الذي ضربه وقال له كلام (قليل أدب) ! لكنها ضربته قبل أن يتحدث التاسعة مساء... جاء الوالد , واجتمع مع عائلته للعشاء.. أراد الصغير أن يحدثه عن ابن الجيران... لكنه كلما هم بالكلام قال له أبوه : أنا تعبان ماني فاضي لخرابيطك. العاشرةمساء... نام الصغير أمامألعابه... فأتت الوالدة لتحمله , وأمطرته بقبلاتها الحارة , ثم تمتمت : أحبك يا أشقى طفل في العالم !
والصغير في سابع نومة لا يحس بالقبلات
ضحك الأب وقال :صح... فيه شقاوة مو طبيعية الله يعينا عليه.
تعليق