رؤية-2- لرواية الفضيلة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • دليل الساري
    عضو ذهبي
    • Feb 2009
    • 849

    رؤية-2- لرواية الفضيلة


    رواية بول وفرجيني(الفضيلة) للكاتب الفرنسي برناندين دي سانت بيير نشرت عام 1778م
    ترجمها المنفلوطي بلغة عربية راقية

    الملخص

    تدور أحداث القصة في جزيرة( موريس) هي إحدى الجزر الأفريقية الواقعة في المحيط الهندي على مقربة من جزيرة مدغشقر و على مدى غير بعيد من جزائر سيشسل, و هي جزيرة قفراء بلقع ليس بها إلا قليلا من السكان السود المتفرقين في جبالها و غاباتها يستعبدهم بضعة أفراد من المهاجرين الأوربيين النازلين بينهم و يسخرونهم في حراثة الأرض و استنباتها و استخراج معادنها و استنباط أموالها و تقليم أشجارها .
    قدم من فرنسا إلى الجزيرة رجل يدعى ( ميسورس لاتور ) هو وزوجته التي يبدو عليها أنها نبيلة الأصل لطلب الرزق في هذه الأرض المقفرة بعد أن تزوج من حبيبته سرا بعد رفض أهلها الأغنياء مصاهرة الفتى الفقير لهم ، وصلوا مدغشقر في فصل كله وباء وأمراض فلم يلبث أن أصابته الحمى وذهبت بحياته تاركا زوجته أرملة وحيدة في أرض نائيةلا سند لها و لا عضد ليس لديها سوى جارية زنجية ابتاعتها عند حضورها ،أكسبها يأسها هذا قوة و جلدا و صحت عزيمتها على أن تعتمد في حياتها على نفسها , و أن تتخذ لها قطعة من الأرض تستصلحها بيدها هي و جاريتها علها تجد فيها قوتها و مرتزقها .وقبل عام من حضور مدام ( دي لاتور ) كانت تعيش في هذه الأرض امرأة صالحة كريمة رقيقة الحال اسمها ( مرغريت ) قدمت إليها اثر نكبة أصابتها في بلدها بريطانيا على يد احدى الأغنياء الذي غرر بها وقضى معها وقتا ثم تركها لمصابها وحيدة بائسة وترك لها بعض من المال قبل رحيله وعندما احست بأن في احشائها تحمل جنينا استحال مكوثها بين أهلها خوفا من الفضيحة ، قررت الهجرة لإحدى المستعمرات النائية لتبدأ فيها حياتها وتواري عارها ، فوفدت لهذه الجزيرة وبمساعدة بعض المحسنين استطاعت أن تشتري خادما زنجيا أوت إليها وإستخراج ثمارها .وعاشت هنا عيش الصالحات القانتات لا تعرف احدا من الناس ، كانت تجلس دائما على صخرة أمام كوخها تنسج وترضع ابنها( بول)، فلما قدمت مدام دي لاتور وراتها تجلس هكذا أنست لها وأعجبت بها ولتشابه حالهم توطدت العلاقة بينهما وصارحت كل واحدة الأخرى بقصتها .وتقاسموا الأرض التي كانت عليها مرغريت على أن تسكن كل واحدة في قسم وكان منزلهما متقاربين وزرعوا بقية الأرض ، وما هي إلا فترة وتلد مدام دي لاتوري وتضع طفلة جميلة واطلقت عليها مرغريت اسم (فرجيني).
    وعاشوا معا لسنوات في المزرعة امرأتان و طفلان و خادمان و كلب حراسة و عنزتان للبن و بضع دجاجات سعيدين قانعين برزقهم البسيط ، نشأت قصة حب عفيفة بريئة بين بول وفرجيني مكتفين بتواجدهم اليومي معا والقيام بمهامهم اليوميه إلى أن وصلت رسالة من عمة هيلين (مدام دي لاتور)تطلب من فرجيني القدوم إلى فرنسا وأنها ستوصي لها بجميع ثروتها وهذا بعد أن طلبت مدام دي لاتور من العمة بعض المال للمساعدة ورفضت العمة وكانت هذه الرسالة كإعتذار عن رفضها من سنوات .وهنا تبدأ الحيرة من هيلين هل تدع ابنتها ترحل حتى تحصل على ارثها وتستعيد اسم عائلتها أم تبقيها هنا والحياة قاسية ولا مستقبل لها ، فرجيني لا ترغب بترك أرضها التي نشأت عليها وكيف تستطيع البعد عن بول وأمها ، يتمزق لرحيل فرجيني ولكن لا يستطيع حرمانها من فرصة أفضل في الحياة وهناك خوفه من فقدها نهائيا .تسافر فرجيني إلى فرنسا وتعيش مع عمة أمها وتتعرف على عائلتها ولكن لم تتوقف عن التفكير في حياتها السابقة وبساطتها وجمالها .وتمر سنوات ثلاث واخبار فرجيني منقطعة تعلم بول اثناءها القراءة والكتابة , وحاول أن يسافر الى فرنسا ليعمل خادما هناك علة ينجح في لقاء حبيبته التي وعدته بالعودة اليه مهما طال الزمن . لكن فرجيني استطاعت ان توصل رسالة الى اهلها تعلمهم فيها بانها في طريق عودتها اليهم لان عمتها طردتها من قصرها بعد ان رفضت الزواج باحد الاشراف الذي اختارته لها. وفي الوقت المحدد وصلت السفينه الى مقربة من جزيرة موريس الافريقية , لكنها لم تستطع الاقتراب من الشاطىء لأن عاصفة هوجاء هبت على الجزيرة . واستطاعت فرجيني أن ترسل مع احد البحاره رسالة الى امها تعلمها فيها بأنها على متن السفينة وأن اللقاء سيتم صباح الغد. واشتدت العاصفة خلال الليل وجنحت السفينة الى منطفة صخرية بعد ان تمزقت اشرعتها فتحطمت قرب الشاطىء على مرأى من أبناء الجزيرة, وكان بول من أشد المتحمسين لأنقاذ السفينة التي تحمل حبيبته العائدة اليه وقد حاول المستحيل للوصول اليها دون جدوى. وحاول أحد البحارة أن ينقذها قبل لحظات معدودة من غرق السفينه وطلب اليها ان تخلع ثوبها ليحملها على ظهره الى الشاطىء قبل ان يرمي نفسه بالماء لكنها رفضت ان يضمها عارية الى جسمة. فصاح الناس من كل جانب : انقذها , انقذها !!! لكن موجة هائلة ضربت السفينة فأوقعت البحار في الماء , فأغمض الناس عيونهم خوفا , ثم نظروا الى السفينه من جديد , فإذا كل شيء قد انقضى.......
    أما بول فقد اصابه مايشبه الجنون وقضى أيامه الاخيره شريدا هائما مستوحشا الى ان اهتدى الى قبر فرجيني بعد ثمانية ايام فقط فودع حياته هناك ليلتحق بها حيث تعيش في علياء سمائها. ثم مالبثت المرأتان وخادميهما الزنجيان ان لحقوا بهم بعد اقل من شهر, وخلا ذلك الكوخ من سكانه الى الابد...

    في انتظار رؤيتكم الفكرية بأقلامكم الجميلة

    تحياتي..دليل الساري
  • وزير السلطان
    عضو مؤسس
    • May 2005
    • 3779

    #2
    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بداية أهنئيك على هالسرد الرائع للروايه وكذلك ترجمتها ...
    بالشكل النصي الجميل
    في حياتنا أشياء نستغني عنها بإسم الحب...بإسم الوفاء...
    مثل مافعلت(زوجة ميسورس لاتور)
    ضحت بالأمول وبكل ملذات الدنيا على أساس تعيش بإسم ماذكرته انفا.
    - كذلك نستفيد أنه لاينبغي لنا أن نتوقف عند حد معين ونيأس...
    ينبغي لنا أن نستمر في الأصرار على قهر ظروف المعيشه....
    (مثل مافعلت زوجة ميورس)...
    أصرت وكونت لها مصدر دخل يعينها على حياته.
    - ينبغي لنا أن نهتم باأعظم شيء بحياتنا واللي هو
    الشرف فإذا فقدنا أصبحت حياتنا مالهاأيا معنى..
    صرنا مجرد إسماء محسوبه على الدنيا...
    نموت ونذوق ألم الموت ويلاته بس مانخسر هالشيء(مثل تصرف فرجيني)...
    تركت الحياه من أجل شرفها....
    - تأكيد لما قد يتردد في الأذهان....
    وماقد قرأنه بكذا كتاب...
    (أن من الحب ماقتل)...
    وفاة بول بسبب حبه وشغفه على فرجيني..
    - بقي أن نعلم أخيرا أن السعاده الحقيقه
    ليست بكثرة المال....ولا بكثرة الجاه...
    إنما هي بوجود تلك الأرواح النقيه التي قد لاتملك سوى قوت يومها فقط..
    كما هو حال العائلتين....
    التي نشأت بينهما علاقة تألف وحب....

    دليل الساري..
    كان لي شرف الأستمتاع بهذه الروايه الأدبيه...والتفكير في أحداثها..رغم إختصارها..إلا أننا قد كان لنا رؤيه أدبيه ...حفظك الله ورعاك....

    تعليق

    • عاشقة المطر
      V - I - P
      • Sep 2008
      • 1562

      #3
      غاليتي...

      قصة وان اختصرتيها الا انها تحمل بطريقتك الجميلة العديد من صنوف اخلاقيات وتصرفات البشر..

      كان للكاتب نظرة كغيرة في تلك الحقبة بأن البيئة والفضيلة هما اللذان يؤثرا على شخصيات القصة وعلى اي انسان خلق..

      استمد من الظروف المحيطة بتلك الشخصيات..

      اولها المجازفة والأصراركما فعلت ( د ي لاتور) ونفس النتيجة رغم اختلاف الاحداث ما حصل للسيدة ( مرغريت)..

      وكان حب الخيرممزوج بحب عذري عكس ماهو واقع ببيئته. وهذا ما حدث مع (بول) و(فرجيني)..

      كان هنا للحب طريق للفضيلة ويتضح عندما اراد احدهم ان ينقذها من الغرق فرفضت فرجيني واختارت الطهارة عن تلاصق الاجساد..

      يتضح ان الكاتب مو لعا بحب النقاء ..

      ومهما كانت النتيجة في نهاية القصة الا انها انتهت تلك الوجوه بالموت دون التبادل بينهم وتركت لعقولنا ترجمة ما كان سيحدث ان بقوا...

      وتركت لنا عدت نتائج..

      اولها الأصرار على الشيء وان بدى ميؤسا منه..

      فضائل عدة فهمناها الفضيلة حب العطاء التبادل في العطاء الحب العذريوالموت

      قرئتها بطريقتي ومهما اختلفنا سنفيد ونستفيد..

      اشكرك ساري.. من كل قلبي..

      تعليق

      • ღرفيف الروحღ
        عضو ماسي
        • Nov 2008
        • 1443

        #4

        و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

        بداية و قلب كل شيء..اهنئك غاليتي دليل على ذوقك و جمال اختياراتك..
        فرواية (الفضيلة) أكثر من رائعة..تحمل العديد من المزايا و الخاصيات..
        و إن كان حديثي الموجز عنها ليس بكفؤ لها..فإني سأشير إلى بعض النقاط فيها :
        - ( لا يأس مع الإرادة )..
        فمع علم السيدة دي لانور بمدى صعوبة الحياة بتلك الجزيرة..إلا أن العزيمة ذللتها..
        و تمكنوا أخيرا بالظفر بمصدر لقوت معيشتهم..
        - تفضيل فرجيني الموت بطهارة و نقاوة على تعريتها..و هنا يظهر حب الكاتب للنقاوة..
        - الحب العميق قد يكون أحيانا قاتلا للأسف..و كم من حب قد قتل..
        رغم وجود الحب الذي ينتهي به الأمر للنهايات السعيدة...
        - و أخيرا ؛ الحياة تكون أفضل إذا فتح بعضنا قلوبه للبعض الاخر..
        و تحابت القلوب..و أنست النفوس بالنفوس..و امتدت الأيدي لمد العون لمن يحتاج..
        لنعيش بسعادة و هناء..

        أكتفي بهذا القدر و تحياتي للجميع

        تعليق

        • أميرة الاطلس
          عضو متألق
          • Sep 2009
          • 383

          #5

          عليكم والسلام

          لقد تطرق الكاتب لاجمل الصفات التي بدات تنتدر في المجتمع الغربي الحالي وهي صفة الفضيلة التي ترمز للكثير من المعاني النبيلة:الحب والتضحية والوفاء والنقاءوالعفة،
          عبر هدا الملخص سافر بينا الكاتب عبر حقبة زمنية قديمة،ليعرفنا عن الحياة الانسان الغربي القديم ،الدي اصبح في ايامنا الحالية وبمنظورنا هو رمز الفساد والانحلال الاخلاقي واشياء اخرى كثيرة.
          احداث الرواية صورت لنا قدرة الانسان على التضحية بمجموعة من اشياء تعتبر في وقتنا الحالي من اساسيات الحياة (كالمال والمكانة الاجتماعية )من اجل مشاعر واحساسيس نبيلة وهدا يتمتل في زوجة السيد ميسوريس التي ضحت من اجل ان تبقى مع من تحب بكل شئ ورمت به ورائها واعتبرته من الماضي،وصلت تضحيتها لترك بلدها والعيش في مكان يفتقر لابسط شروط الحياة،ولم تكتفي بهدا فرغم انه كان بامكانه العودة الى بلدها وحياتها الرغيدة،بعد موت زوجها الا انها فضلت ان تعيش على ذكراه ،مع انها اصبحت معها اليوم طفلة تحتاج اشياء كثيرة في الحياة.
          وفي نفس الوقت يتطرق الكاتب لموضوع العار والفضيحة والعفة،ونظرة المجتمع الغربي لها في تلك الفترة حيث انه كانت تعتبر من المسلمات،وهدا يتضح جليا في مرغريت التي غرر بها باسم كلمات رنانة لتفقد شئ كان يعتبر هو تاج المراة هناك (العفة)،والتي اصبح يعتبر اليوم حسب نظرة
          الفردالغربي المعاصر من التانويات ان لم نقل انه لم يعد شئ مهم،فتقرر ماغريت الرحيل حتى لا تعيش مضظهدة في مجتمع لا يرحم.
          التراحم والحياة الاجتماعية والرافة تجسدت في لقاء مدام دي لاتور ومرغريت،حيت كل ماجمعهما هو قسوة ومعاناة الحياة الصعبة،ورغم دلك عاشا معا في بيت واحدفي حب والوئام،في حين صفة ترابط وحب العائلة بات معدوما في المجتمعات الغربية العصرية باستتناء القلة.
          العفة والنقاء تجسد في فرجيني التي فضلت ترك الرحيل الابدي على ان تفقد مبادئها،في الوقت الدي اصبحت الفتاة الغربية اخر همها مبادئها.
          والحب والوفاء والاخلاص تمثل في بول الدي لم يستحمل فراقها فاصيب بالجنون ولم يرتح الا عندما اصبح الى جوارها.
          رواية جميلة جدا وملخصها يعطينا معاني كثيرةللحياة،وقد كان منفلوطي راقيا ورائعا لان اعطانا صورة جميلة عن المجتمع الغربي
          وهنا نستنتج ان المجتمعات قد تتطور بشكل ايجابي وهدا يتمتل في تطور ها في الميدان العلمي والابتكار..الخ،او تطور سلبي ويتمثل في غياب واندثار المبادئ والاخلاقيات الانسانية،
          عزيزتي دليل اهنئك على اختيارك الرائع الراقي
          دمت بخير

          تعليق

          • دليل الساري
            عضو ذهبي
            • Feb 2009
            • 849

            #6

            مساء معطر بشذى أرواحكم النديه

            أسعدتني مشاركاتكم وإن قلت بالعدد ولكن احتوت على فكر راقي وهذا هو المراد
            كلا أصاغ منظوره للرواية بشكل واقعي واعي ومبدع
            وبعد التشاور وقع الإختيار على رؤية الأخت نورالينا
            تميز طرحها برؤية مختلفة وعميقة


            وكل الشكر والتقدير لكل من
            سيف الملوك
            عاشقة المطر
            رفيف الروح

            انتظرونا مع رواية ورؤية جديدة

            دليل الساري

            تعليق

            • ◄زيتية العينين►
              V - I - P
              • Oct 2009
              • 2488

              #7

              تعليق

              • نوران العلي
                V - I - P
                • Feb 2009
                • 3156

                #8
                مبروك

                الف مبروك ..

                نورالينا ..

                فكر متميز ورؤيه نيره

                بارك الله فيك


                يعطيك العافيه دليل الساري لمجهودك الرائع
                تحياتي
                نوران فلسطين

                تعليق

                • وزير السلطان
                  عضو مؤسس
                  • May 2005
                  • 3779

                  #9
                  ألف مبروك أخت نور الينا
                  وحظ أوفر لي ولباقي المشاركين
                  ألف شكر أخت دليل
                  يسعدك ربي

                  تعليق

                  • *مزون شمر*
                    عضو مؤسس
                    • Nov 2006
                    • 18994

                    #10
                    وعليكم السلام
                    الف مبرووك نورالينا
                    وحظ اوفر للبقيه

                    الله يعطيك العافيه دليل على مجهودك

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...