حين تدق أجراس الخريف .. معلنة للعالم قدوم فصل الشتاء
حيث ستسقط أوراق الأشجار .. وتذبل تلك الورود الجذابة ..
ويدخل الناس في سبات طويل .. تموت معه أحلام عام قد مضى ..
ويزيد عمق الجرح الغائر في الأعماق .. رغم إبحار سفن الذكريات بعيدا عن موانئ
حتى جليسي يغيب وتغطيه السحب بعيدا عني فلا أراه كما كنت بباقي الفصول
ما أصعبها من فترة أنازع فيها صعوبة الوحدة ..
أتنفس الألم .. وأتغذى على الجراح ..
نائحة أن لا احد يفهم ذاك الشعور المميت ..
بعيدا عن الأحباب والأصحاب ..
وحيدة مع برد الشتاء .. والبرق يضيء ذلك الليل الموحش الطويل
محاولة تبديد غيوم الألم من سمائي لكن عبثا هي محاولاتي ..
وبعد إطلاله صغيرة من نافذتي
ونظراتي تلاحق تلك الأوراق الساقطة من الأحضان على قارعة الطريق
والخوف ينتشر في أنحاء جسدي .. كأن كل ورقة تأخذ من العمر شيئا ..
أحاول الصراع في لجة هذه الحياة المريرة ..
لأعيد بسماتي الوفية لشفاهي .. واسترجاع براءة الأمل المؤود
لست ادري ما حدث لي فقد تشابهت الساعات والأيام عندي
فلم اعد أرى أي اختلاف في الأشياء ..
يومي كأمسي يبكيني .. فأعود تلك الفتاة التي ما مل الدمع جفنها ..
فقسوة الأيام قد علمتني أعيش وحيدة رغم أنهم بقربي جميعا ..
فغربة الديار قد جعلتني أنثى الوحدة لا أرى أحدا .. ولا اسمع أحدا
سوى صوت تلك الساعة اللعينة .. وهطول المطر على شباك نافذتي ...
وموت امنياتي بنهاية عام وبداية اخر ..
*
*
*
منذ فترة طويلة لم تلامس اناملي القلم ..
وها انا عدت لاضع بعضا من خربشاتي ..
تعليق