يقولون عنها ليلة لامعة منيرة حالمة..
و أقول عنها ليلة ظلماء قاتمة..
يقولون عنها ليلة أنس و اهتمام بالنفس..
أما أنا أقول ليلة خذلان و شعور باليأس..
يقولون عنها أنها ليلة تألق و جمال و حبّ..
أرى أنها ليلة نسيان و تعب و فراغ في القلب..
يقولون أنها ليلة غبطة و سرور و هناء..
لكنّي أقول : إنها ليلة ألو و وحدة بل ليلة وحشاء..
ليلة لا تعلم عنها شيئا
و لم تتقفى لها أثرا..
و لم تلتمس إليها سبيلا..!
علقت ببيتي..
حبيسة جدران غرفتي..
بين زواياها و ثناياها..
و بين زجاج النوافذ و ما وراها..
و صرير الأبواب..
و الإشتياق إلى الأحباب..
و لوعة من لوعات العذاب..
أسئلة لم أجد لها جواب..
و السكون ينتهبني أشد انتهاب..
فما أمر مذاقه ! و ما أقسى ملازمته !
هناك..بينما أنا في أمس الحاجة إلى سمير ليلي..
و أنيس وحدتي..
و مبدّد وحشتي..
إلى من يبرد الغلة التي تعتلج في صدري..
إلى شخص يحمل إلي بين يديه هدية تهبط حلاوتها إلى أعماق قلبي..
و تثلج روحي..
و ترفرف بها سعادة فتشعرني بقدر من الإهتمام..
إلى من يمطرني بوابل من الضحكات و القبلات..
إلى من يضع يده في يدي..
و راحتها على خدّي..
و يرمي برأسه على كتفي..
و تلامس أنامله شعري..
و يبسم لي..فأبسم له..
و نقضي على تلك الليلة فكأنما أرواحنا صعدت عاليا للسماء لتساهر الكواكب و النجوم..
و تحوم حول الغيوم....
ما أشقاني و أحوجني إلى مثل ذلك !
فأين أنت حتى الان ؟؟؟
لم أستطع أن اشعل الشمعة..
و لا أن احضر قالب الحلوى في غيابك..
أو ازين ليلتي بشذى الورود الحمراء..
و الأضواء الزرقاء و العطور الفيحاء..
لا شيء قطّ سوى ليلة سوداء !
أعجب لموقفك..تنظر إلي فقط و لا تتكلم أبدًا..
و كأن الخرس أصاب لسانك..!
و لا تشعر بحساسيّتي و الامي..
تمزق فؤادي كما يمزق المطر قطع السحاب..
كم أبغض الرجل الصامت !
ما زلت حبيبي كما كنت..
تدعني أنتظر أكثر و لا أدري لم تفعل بي كذلك..
تثير جنوني في هدوءك و تصرفاتك تلك..!
و كأن الفتيات اللواتي يحطن بك..
و يدرن حوليك..
هن كل ما أثر فيك و تغلّب عليك..
و تنسى و تهمل رواية حبّنا..
القصة التي شهدت عليها الأرض و السماء..
الطير و الهواء..
التي شهد عليها الزهور و المطر..
خرير المياه و شذى الزهر..
و كذا حفيف الشجر..
القصة التي نطق باسمها القدر..
فها أنت هناك..و ها أنا ذا هنا..
تحول المسافات بيننا..
و الصمت يصارع ألسنتنا..
و لا شيء جديد حتى الان..
إنما أخاف أن يفوت الأوان..
فأخسرك كما خسرتك ليلة ميلادي..فليت شعري يجمع بيننا الزمان..
و بعدها لن يفرق بيننا أي كائن كان..
فهل ستشرق شمس الحب لتغرب شمس الأحزان ؟؟
بقلمي الذي ما عاد يحتمل..!
تعليق