4- الأصل في الأسماء الإعراب
شرح القاعدة:
الاسم قسمان : مُعرب ، ومبني .
والنحويون يقولون : الأصل في الأسماء أنها مُعربة والبناء فرع
الاسم المعرب هو : (ما تغير اخره لفظاً أو تقديراً) (لفظاً) مثل كلمة : الطالب . تقول : جاء الطالبُ ، ورأيتُ الطالبَ ، ومررت بالطالبِ .
فالطالب اسم مُعرب لأن اخره وهو (الباء) تغير ، والسبب في التغير تغير العوامل التي دَخلت عليه لأن (جاء) عامل ، (رأيتُ) عامل ، (الباء) في المثال الأخير عامل ، فلَما العوامل هذه غيرت اخر الكلمة في اللفظ سُمِيَ هذا اللفظ مُعرباً وهذا واضح ، لكن الذي يُشكل على الطلاب أحياناً هو الإعراب التقديري لأن الإعراب التقديري ما تَظهر الحركة فقد يقول قائل : كيف أعرف إن هذا مُعرب ، أو إن هذا مبني ؟ لأن ما عندي حركات ؟ فمثلاً : جاء الفتى ، ورأيتُ الفتى ، ومررتُ بالفتى . مافيه ضمة ، ولا فتحة ، ولا كسرة ، ومع هذا هو اسمٌ مُعرب لكن قالوا : إنه مُعرب في التقدير وهو ما منع من ظهوره مانع ، إما تعذر ، أو ثِقَل ، أو مُناسبة . والإعراب المُقدر بالنسبة للإسماء يكون في ثلاثة أسماء :
1- المضاف لياء المُتكلم مثل :
هذا كتابي ، حفظت كتابي ، قرأة في كتابي . ولهذا - وهذه من القواعد أبداً ما تتغير ينبغي حفظها ليكون إعرابك صحيحاً - الاسم المضاف لياء المتكلم إعرابه دائماً يكون كالتالي : فمثلاً لو أردنا أن نُعرب (هذا كتابي) نقول : هذا : الهاء حرف تنبيه ، ذا : اسم إشارة مُبتدأ مبني على السكون في محل رفع .
كتابي : كتاب : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمةٌ مُقدرة على ما قبل ياء المتكلم وهو (الباء) منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المُناسبة .
(حفظت كتابي ) نقول : كتابي : كتاب : مفول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مُقدرة على ما قبل (ياء) المُتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المُناسبة .
(قرأة في كتابي) نقول : في : حرف جر . كتابي : كتاب : اسم مجرور ب(في) وعلامة جره كسره مُقدرة على ما قبل (ياء) المُتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المُناسبة .
2- والمقصور : وهو كل اسم اخره (ألفٌ) لازمة مثل :
الفتى ، العصى ، المنتدى . فالحركات ما تظهر عليها لأن اخرها (ألف) والألف ما تقبل الحركات ، ولهذا يقول النحويون : إن الحركة هنا ما تظهر للتعذر . ومعنى التعذر : الإستحالة - يعني مُستحيل إن الحركات تظهر على الألف ، ما أحد يستطيع يَنطق الحركات على الألف أبداً - . فتقول مثلاً في إعراب : (حضر الفتى) : الفتى : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مُقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر . وهذا أيضاً إعراب ما يتغير - قاعدة في إعراب الاسم المقصور - ومثله النصب ، ومثله الجر .
3- والمنقوص : وهو الاسم المُعرب الذي اخره (ياءٌ) لازمة مثل :
القاضي ، الداعي ، الداني ، القاصي ، الساعي . والمنقوص يَختلف عما قبله فيه حركة واحدة من حركات الإعراب تظهر عليه التي هي (الفتحة) لأن (الفتحة) و (الياء) بينهما مُناسبة شديدة ، ولهذا يقولون : تظهر (الفتحة) على (الياء) لِخِفَتِها ، أما الضمة في حالة الرفع ، والكسرة في حالة الجر فهي ممكن أنها تظهر لكنها ثقيلة ، فأنت مثلاً تقول : (جاء القاضي) يُمكن - ما فيه استحالة - تقول : (جاء القاضيُ) لكن أيهما أخف ؟ الأول أخف ، (مررت بالقاضي) يُمكن أن تقول : (مررت بالقاضيِ) بس فيه ثِقَل ، ولهذا يقولون : المنقوص : الذي منع من ظهور الضمة والكسرة عليه هو الثِقَل . فتقول : (جاء القاضي) : القاضي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمةٌ مُقدرةٌ على (الياء) منع من ظهورها الثِقَل . وهذه قاعدة في إعراب الاسم المنقوص ، والمجرور تقول : كسرة مُقدرة على (الياء) منع من ظهورها الثِقَل . أما النصب فتظهر الفتحة تقول مثلاً :
أجبتُ المُناديَ ، رأيت الداعيَ : المناديَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على اخره . إذ الفتحة ظاهرة ، هذه الأسماء الثلاثة هي التي يكون إعرابها تقديرياً ، ومعنى تقديرياً : أن الحركة لا تظهر .
تعليق