سوء الخاتمة ......... حسن الخاتمة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنوتة كول داخلة سكول
    عـضـو فعال
    • Jul 2009
    • 82

    سوء الخاتمة ......... حسن الخاتمة

    ((سوء الخاتمة))

    صحبنا على ظهر سفينه نجول بها حول البلدان طلبا للرزق شاب صالح ، نقى السريرة طيب الخلق ، كنا نرى التقى يلوح في قسمات وجهه ، والنور والبشر يرتسمان على محياه ، لا تراه الا متوضئا مصليا ، أو ناصحا مرشدا
    ان حانت الصلاة أذن لنا وصلى بنا ، فان تخلف أحد عنها أو تأخر عاتبه وأرشده ، وكان معنا على هذه النصيحة السجية طيلة أسفارنا .
    وألقى بنا البحر الى جزيرة من جزر الهند فنزلنا اليها وكان مما تعود عليه البحارة أن يستقوا أياما يرتاحون فيها ، ويتجمعون بعد عناء السفر الطويل يتجولون في أسواق المدينة ليشتروا أغرب ما يجدون فيها لأهلهم وأبنائهم ثم يرجعون الى السفينة في الليل ، وكان منهم نفر ممن وقع في الضلال ، يتيمم أماكن اللهو والهوى ومحال الفجور والبغاء ، وكان ذلك الشاب الصالح لا ينزل من السفينة أبدا ، بل يقضي هذه الايام يصلح في السفينة ما احتاج منها الى اصلاح ، فيفتل الحبال ويلفها ، ويقدم الأخشاب ويشدها ويشتغل بالذكر والقراءة والصلاة وقته ذاك.
    قال الراوي : وعينه ترقرق بالدموع وتنحدر على لحيته : وفي احدى السفرات وبينما كان الشاب منشغلا بأعماله تلك اذا بصاحب له في السفينة ممن أتبع نفسه هواها وانشغل بطالح الأمور عن صالحها ، وبسافل الأخلاق عن عاليها يهامسه ويقول :
    صاحبي ، لم أنت جالس في السفينة لا تفارقها؟ لم لا تنزل حتى ترى دنيا غير دنياك ؟ ترى ما يشرح الخاطر ويؤنس النفس! أنا لم أقل لك تعال الى أماكن البغاء وسخط الله ، ولا الى البارات وغضب الله ، هيهات يا صاحبي ، لكن تعال : فانظر الى ملاعب الثعابين كيف يتلاعب بها ولا يخافها ، والى راكب الفيل كيف يجعل من خرطومه له سلما ثم يصعد برجليه ويديه حتى يقيمه على رجل واحدة ، واه لو رأيت من يمشي على المسامير أنى له الصبر ، ومن يلقم الجمر كأنما هو تمر ، ومن يشرب ماء البحر فيسيغه كما يسيغ الماء الفرات ، يا أخي انزل وانظر الناس ! فتحركت نفس الشاب شوقا لما سمع ، فقال:
    وهل في هذه الدنيا ما تقول.
    قال صاحب السوء : نعم ، وفي هذه الجزيرة . فانزل ، تر ما يسرك ، ونزل الشاب الصالح مع صاحبه ، وتجولا في أسواق المدينة وشوارعها حتى دخل به الى طرق صغيرة ضيقة ، فانتها بهما الطريق الى بيت صغير فدخل الرجل البيت وطلب من الشاب أن ينتظره وقال : ساتيك بعد قليل ولكن ! اياك اياك أن تقترب من الدار . جلس الشاب بعيدا عن الباب يقطع الوقت قراءة وذكرا . وفجأة ! اذا به يسمع قهقهة عالية ، ليفتح الباب وتخرج منه امرأة قد خلعت جلباب الحياء والمروءة.
    أواه !! انه الباب نفسه الذي دخل فيه الرجل .
    تحركت نفس الشاب فدنا من الباب ويضع سمعه لما يدور في البيت ، اذا به يسمع صيحة أخرى ، فنظر من شق الباب ويتبع النظرة أختها لتتواصل النظرات منه وتتوالى وهو يرى شيئا لم يألفه ولم يره من قبل ، ثم رجع الى مكانه ولما خرج صاحبه بادره الشاب مستنكرا : ما هذا؟! ويحك! هذا أمر يغضب الله ولا يرضيه ، فقال الرجل : اسكت يا اعمى يا مغفل ، هذا أمر لا يعنيك.
    قال الراوي : ورجعنا الى السفينة وفي ساعة متأخرة من الليل ، وبقي الشاب ساهرا ليلته تلك . مشتغل الفكر فيما راه ، قد استحكم سهم الشيطان من قلبه ، وامتلكت النظرة زمام فؤاده ، فما ان بزغ الفجر وأصبح الصباح حتى كان أول نازل من السفينة وما في باله الا ان ينظر فقط , ولا شئ غير أن ينظر ، وذهب الى ذلك المكان ، فما ان نظر نظرته الاولى واتبعها الثانية ، حتى فتح الباب وقضى اليوم كله هناك واليوم الذي بعده كذلك فافتقده ربان السفينة وسأل عنه :
    أين المؤذن؟ أين امامنا في الصلاة؟ أين ذلك الشاب الصالح ، فلم يجبه من البحارة أحد ، فأمرهم أن يتفرقوا للبحث عنه فوصل الى علم الربان ممن ذهب به الى ذلك المكان فأحضره وزجره وقال له :
    ألا تتقي الله ألا تخشى عقابه ، عجل اذهب فأحضره ، فذهب اليه مرة بعد مرة لكن دون جدوى فلم يستطع احضاره لأنه كان يرفض ويأبى الرجوع معهم ، فلم يكن من قائد السفينة الا أن أمر عدة من الرجال أن يحضروه قسرا، فسحبوه بالقوة وحملوه الى السفينة.
    قال الراوي : وأبحرت السفينة راجعة الى البلاد ومضى البحارة الى أعمالهم وأخذ ذلك الشاب فى زاوية من السفينة يبكي ويئن حتى لتكاد نياط قلبه أن تتقطع من شدة البكاء ، ويقدمون له الطعام ولا يأكل ، وبقي على حاله البائسة هذه بضعة أيام ، وفي ليلة من الليالي ازداد بكاؤه ونحيبه ولم يستطع أحد من أهل السفينة أن ينام فجاءه ربان السفينة وقال له :
    يا هذا اتق الله ماذا أصابك لقد أقلقنا أنينك فما نستطيع أن ننام ، ويحك ما الذي بدل حالك؟ ويلك ما الذي دهاك؟ فرد عليه الشاب وهو يتحسر : دعني فانك لا تدري ما الذي أصابني ؟ فقال الربان : وما الذي أصابك ؟ عند ذلك كشف الشاب عن عورته واذا الدود يتساقط من سوأته ، فانزعج ربان السفينة
    وارتعش لما رأى وقال : أعوذ بالله من هذا ، وقام عنه الربان وقبيل الفجر قام أهل السفينة على صيحة مدوية أيقظتهم وذهبوا الى مصدرها فوجدو ذلك الشاب قد مات وهو ممسك خشبة السفينة بأسنانه ، استرجع القوم وسألوا الله حسن الختام ، وبقيت قصة هذا الشاب عبرة لمن يعتبر. ولا حول ولا قوة الا بالله.
    أرجو من كل من يقرأهذه القصة ان ينشرها لأصحابه ليكسب فيها اجر وثواب ان شاء الله. "




    ((حسن الخاتمة))


    القصة لشابة في الثلاثة والثلاثين من عمرها .. وقد حدثت في عام 1418 ه كما يحدثني زوجها بذلك ..
    لا أكتمكم سراً إذا قلت لكم لقد والله ضاقت عليّ حروف اللغة على سعة معانيها حال كتابة هذه القصة .. التي أحسست أنني أكتبها باندفاع .. وأقولها الان باندفاع ..
    يقول زوجها : زوجتي لها في الخير سهم .. تعيش هم الدعوة إلى الله تعالى .. حتى كان همها أن تنطلق إلى الدعوة إلى الله تعالى خارج أرض المملكة .. وأنا بحمد الله تعالى أعيش هذا الهم ..
    اتفقت أنا وهي على الخروج إلى الدعوة .. لمدة شهر وقد تزيد على ذلك ..
    في ذلك اليوم .. كانت تتكلم عن الدعوة بشوق وحماس .. كانت هذه عادتها .. لكنني لاحظت عليها في ذلك اليوم مزيد اهتمام .. وفجأة .. بدأت توصينا على الأولاد .. وفي تلك الليلة أحسّت بتعب .. ذهبت بها أثر ذلك إلى المستشفى .. ثم تم تنويمها لإجراء الفحوصات ..
    الفحوصات تثبت أن كل شي سليم .. وكان دخولها للمستشفى في ليلة الثلاثاء ..
    من الغد أي يوم الأربعاء والأمر لا يدعوا إلى القلق .. لكن من معها في الغرفة يسمعنها كثيراً تردد قول الله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
    وفي يوم الخميس .. وبعدما صلّت صلاة الضحى .. اتصلت علي تطلب مني أن أسامحها إن كان بدر منها تقصير .. تذكر ذلك وهي تردد الشهادة كثيراً ..
    ذهبت إلى المستشفى مسرعاً .. وكان الوقت ضحى ولا يسمح بالزيارة في ذلك الوقت .. فاتصلت عليها من صالة الانتظار .. وإذا هي تردد الشهادة ثم تقول لا إله إلا الله .. إن للموت سكرات .. أشهد أن الموت حق .. وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة حق وأن النبيون حق ..
    أغلقت سماعة الهاتف على أثر ذلك .. وحاولت بالمسؤولين مرة أخرى .. لكنهم رفضوا أن أقوم بزيارتها ..
    طلبتُ الطبيب .. فقال زوجتك ليس فيها شي .. لكنها تحتاج إلى تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية .. فلأول مرة كما يقول الطبيب امرأة تكون في سكرات الموت وتقول هذا الكلام !! .. زوجتك ليس فيها شي ..
    يقول زوجها .. في أثناء حديثي مع الطبيب فاضت روحها .. بعدما تلت قوله تعالى {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28
    ثم نطقت بالشهادة .. فتوفيت رحمها الله تعالى كما تذكر النسوة الجالسات معها ..
    يقول زوجها : رؤيا فيها بحمد الله تعالى منامات كثيرة .. وتكاد تتفق الرؤى أنها في قصر فسيح .. وعليها ثوب أخضر .. بحالة طيبة وحالة حسنة ..


    تحياتي......
  • *عبير الزهور*
    V - I - P
    • Jun 2008
    • 3267

    #2
    بارك الله فيك عالنقل الجميل
    لك مودتي

    تعليق

    • @همسة حنين@
      عـضـو فعال
      • Oct 2009
      • 53


      • تبشرني على بعدك.. وتثمر بآلحضور غيآب
        ~ عجب !
        وشلون هآلبشر تغيب عني بدون حضور
        تصدق عآد كنت آدري بأنك خآين وكذآب
        ولكن ..
        كنت آمرهآ بنية صآدقة وشعور !!

      #3
      يالله اللهم احسن خاتمتنا ...
      شكرا لكي مؤثرة جدا ..

      تعليق

      • بنوتة كول داخلة سكول
        عـضـو فعال
        • Jul 2009
        • 82

        #4
        رد: سوء الخاتمة ......... حسن الخاتمة

        مشكوورين عالمرووور

        تعليق

        • SOoΚaRh
          V - I - P
          • Jan 2009
          • 1778

          #5
          رد: سوء الخاتمة ......... حسن الخاتمة

          يارب نسألك حسسن الخاتمة ...

          يعطيك ألف عافية
          =)

          تعليق

          google Ad Widget

          تقليص
          يعمل...