أكدت دراسة نشرتها جميعة التغذية الأمريكية , أن كمية فيتامين ( ب 6 ) الموجودة في حليب الأم قد تؤثر في نمو وتطور طفلها جسدياً وعقلياً .
وقال الأطباء : إن كمية استهلاك الأم لهذا الفيتامين ينعكس على الكمية الموجودة في حليبها , ووجود كميات عالية منه في الحليب , يحسن القدرات التعليمية ووظائف الجهاز العصبي المركزي عند الطفل . وقام الباحثون في هذه الدراسة بسحب عينات من حليب الثدي المؤقت , وهو الذي ينتج بعد الولادة بثمانية أو 11 يوماً , من 25 مرضعة تراوحت أعمارهن بين 15 – 26 عاماً , وقياس مستويات مادة " بيريدكسال " وهي الشكل الأساسي من فيتامينات ( ب 6 ) ومراقبة النمو العصبي للطفل وسلوكه .
وسجل هؤلاء أن معدل الاستهلاك اليومي من فيتامين ( ب 6 ) بين المرضعات كان نحو 3,5 ملليجرام , وتناولت معظمهن الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على الفيتامين المذكور بين عناصرها .
ووجد الخبراء أن المستويات العالية من البريدوكسال في حليب الثدي , تصاحبت مع درجات عالية من النمو العصبي عند الرضيع وقدرة أكبر على أداء مهمات التعلم والتعامل مع البيئة حوله , وسيطرة أفضل على الوظائف العصبية الحيوية الذاتية كالتنفس وتنظيم درجة الحرارة .
وأوضح الأطباء أن فيتامين ( ب 6 ) يلعب دوراً مهماً في تطور السلوك الطبيعي عند الأطفال الرضع , وقد اظهرت الدراسات وجود مستويات أقل من فيتامين ( ب6 ) عند الأطفال الذين يرضعون من حليب الثدي , مقارنة بمن يرضعون من الحليب الصناعي , مما يشير الى حاجة الأمهات الى تناول كميات كافية من هذا الفيتامين المهم .
وقال الباحثون : إن الرضع الذين لا يملكون مستويات كافية من الفيتامين يتعرضون لعدد أكبر من المشكلات السلوكية كزيادة البكاء والنكد , وفي حال النقص الشديد , يصاب الأطفال بنوبات تشنجية .
ويوصي الأطباء جميع الأمهات الحوامل والمرضعات بتعاطي الفيتامينات قبل الولادة للتأكد من حصول الطفل على كميات كافية من فيتامين ( ب 6 ) وغيرها من العناصر المغذية , ويمكن تناول هذا الفيتامين مباشرة من مصادره الغذائية التي تشمل القمح والحبوب الكاملة والملفوف والشمندر والبرتقال .