{امن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } سورة البقرة
{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} سورة البقرة216
الرضا بالقضاء والقدر إحدى شعب الإيمان بالله ولا يكتمل الإيمان إلا به ،
والمؤمن الحق يؤمن بالقضاء خيره وشره
والرضا : هو عدم الجزع في أي أمر من أمور الحياة الدنيا ، والفرح وسكون النفس
وقول الحمد لله على كل حال.
هذه مقدمة من كتاب "رضوا بقضاء الله" للكاتب منصور عبد الحكيم
وهنا سأعرض بعض من قصص المؤمنين والمؤمنات بقضاء الله وقدره خيره وشره
التي وردت في هذا الكتاب لعلنا نقتدي بهم وننال رضوان الله .
على بركة الله نبدأ بأولى القصص
أم موسى والرضا بقضاء الله
قال تعالى :( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) (7) القصص
والقصة تبدأ برؤيا الفرعون المصري في منامه أن نارا قد أقبلت من نحو بيت المقدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط-المصريين-ولم تضر بني إسرائيل ، فلما استيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والحذقة والسحرة، وسألهم عن ذلك فقالوا:
هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سببا من هلاك أهل مصر على يديه..فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك البنات.
ولما قام جنود فرعون بتنفيذ أوامره وخشى أهل مصر وشكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل وإحتمال تفانيهم مع مرور السنين، أمر بقتل الغلمان عام وتركهم عام اخر.
وجاء ميلاد موسى في العام الذي يقتل فيه الغلمان إلا أن أم موسى استطاعت إخفاء حملها عن أعين رجال فرعون
الذين كانوا يمرون على نساء بني إسرائيل بالقابلات لمعرفة الحوامل منهم .
ولما وضعت أم موسى طفلها نبي الله موسى عليه السلام سقط في أيديها..ماذا تفعل ؟ وإنه سوف يكتشف أمره ويقتل، فأوحى إليها..الله قال ابن كثير وغيره ليس بوحي الأنبياء وإنما هو إرشاد من الله إليها، أن ترضعه فإذا خافت عليه القتل وضعته في صندوق و ألقته في البحر !! أن الله سوف يرده إليها سالما معافا ويجعله من المرسلين.
ورضيت أم موسى بقضاء الله وقدره وألقت بطفلها في البحر كما أمرها الله سبحانه وتعالى، فألتقطه ال فرعون، وذكر المفسرون : أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسروا على فتحه ، حتى وضعنه بين يدي
" اسيا " امرأة فرعون، فلما فتحت الصندوق كشفت الحجاب ورأت وجهه يتلألأ بالأنوار الربانية ونور النبوة حبته حبا شديدا
فلما جاء فرعون وراه أمر بقتله، فقالت له: قرة عين لي ولك.
قال لها فرعون: أما لك فنعم وأما لي فلا .
ثم حرم الله عليه المراضع التي أتوا بهن لإرضاعه ، حتى قالت أخته لهم : هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون .
قالوا لها : ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه ؟
قالت : رغبة في سرور الملك ورجاء منفعته .
وهكذا عاد موسى إلى أمه كي تقر عينها وتسعد به ، وجعلت لها اسيا زوجة فرعون راتبا على ذلك أيضا..سبحان الله العظيم
تعليق