{ لا تخجل البكاء }
عندما يحل الليل و يسود الصمت
عندما يحل الليل و يسود الصمت
و تختفي النجوم و لا يظهر القمر
أذهب دون وعي إلى الحديقة القديمة
أتأمل السماء الخاوية والفارغة
و أتوه في ظلمتها وغموضها
فيتغلغل الحزن في قلبي
و تسري الدموع على خدي
لأنها تذكرني بنفسي
وحيدة هي السماء
ذهبت الشمس
و اختفت النجوم
و لم يظهر القمر
كان الكل حولها
و فجأة تركوها وحدها
أحسست بحزنها وألمها
فقلت لها: ابكي يا سماء
ابكي وانزلي دموعك ولا تخجلي مني
فأنا مثلك أتألم في صمت ولا أخجل البكاء
ابكي واخرجي ما بداخلك من ألم وحزن وغضب وهم
و إذا بها تستمع إلى كلماتي
فأمطرت مطرا حرا
إنها دموع ألم وحرقة السماء الحزينة
بعد أن احترق قلبها بفراق من تحب
فجلسنا معا نبكي إلى أن جاء الصبح
وأشرقت الشمس من جديد
فقلت للسماء كفي عن البكاء
ها قد رجعت الشمس الرقيقة
جاءت لتخرجك من الظلام والحزن
إنها لا تقوى على فراقك
تطل عليك كل يوم ولا تمل
اتركي الدموع لي يا سماء
فأنا أولى بها
لقد رحل أحبابي ولم يعودوا
و لن يعودوا
اتركي الدموع لي يا سماء
فأنا أولى بها
نداء إلى كل من يتألم في صمت
لا تخجل البكاء
الدموع دواء الروح والقلب
فاترك دموعك نغسل و تداوي جراحك
بقلمي الوحيد
دموع ألم
تعليق