أيتها المعلمة ..تعالي انظري إلى السماء أليست رمادية؟؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عاشق الشام
    عـضـو
    • Dec 2005
    • 29

    أيتها المعلمة ..تعالي انظري إلى السماء أليست رمادية؟؟

    كان يمشي رافعاً رأسه إلى أعلى يتأمل في السماء اعترضت طريقه حصى كادت توقعه فركلها بعصبية ثم نفخ بقهر وأخذ يتمتم بحيرة:
    -زرقاء هل هي زرقاء؟!
    رفع رأسه مرة أخرى إلى السماء ثم صاح : لقد وبختني المعلمة ورفضت أن تأخذ رسمتي تقول إني لا أرى جيداً !!
    أنزل حقيبته من على ظهره ثم أخرج رسمته وأخذ يقارن يرفع رأسه إلى السماء تارة وينزلها إلى رسمته تارة ويصيح مستنكراً:
    إذا كانت زرقاء فلماذا أراها في شارعنا رمادية تميل إلى السواد في حين أن المعلمة تراها زرقاء!!
    *****
    شدت المعلمة أذنه اليسرى حتى بكى من الألم ثم تركته وقالت مهددة:
    إذا لم تجب بشكل جيد سوف أشد أذنك اليمنى.
    وضع يده على أذنه وباليد الأخرى أخذ يمسح دموعه ويقول بصوت قطعة البكاء:
    ولكن هذه هي أحد ..الأصوات التي أس..أسمعها عن..عندما أستيقظ..من الن..وم..
    قالت المعلمة بحدة:
    عندما أشد أذنك الأخرى سوف تسمع جيداً.
    خرج من الفصل بعد انتهاء الوقت متوجها إلى بيته يقف بين الفينة والفينة يصيخ السمع إلى – ما تقوله المعلمة- شدو العصافير فلا يسمع إلا أصواتاً تشبه صوت الرعد وصياحاً وبكاء.
    ما زالت أذنه اليسرى تؤلمه فبكى تذكر كلمات معلمته " عندما أشد أذنك الأخرى سوف تسمع جيداً" وتبادرت فكرة إلى ذهنه مسح دموعه بسرعة ثم ركض عائداً إلى المدرسة لعله يسمع شدو العصافير عندما تشد معلمته أذنه الأخرى..
    *****
    صرخت المعلمة في وجهه : ما هي مهنة والدك؟!
    سألته مرة أخرى بحنق:
    قال بصوت خافت يكاد أن يكون همساً:
    يجمع الحجارة.
    ألا توجد لديه مهنة غيرها.
    ما معنى يجمع الحجارة ؟!هل هو بناء؟؟
    هز رأسه نفياً
    إذن ما هو؟؟ ماذا يفعل بالحجارة؟؟
    قال بصوت ملغم بالبكاء يرميها.
    حاول أن يعتصر ذهنه ويستنجد به لعله يتذكر مهنة كان أبوه يزاولها وبعد جهد جهيد تذكر شيئاً فصفق فرحاً وهتف عالياً وقال:
    بلى أنه يصرخ.
    اتسعت عينا المعلمة باستنكار وقالت:
    يصرخ!!
    أجاب مفتخراً بمهنة أبيه:
    نعم يصرخ يقول الله أكبر..
    الله أكبر لعنة الله على اليهود...
    *****
    قال لابنة جيرانه التي لم تدخل المدرسة بعد:
    أنا أكره المدرسة...
    سألته مندهشة: لماذا؟!
    أجاب مستنكراً:
    إنها تعلمنا أشياء غربية.
    ثم أخذ يعد على أصابعه ..السماء زرقاء..نستيقظ على شدو العصافير..لا تعتبر أن لأبي مهنة!
    كانت جارته تنظر إليه بعدم اقتناع وعندما أحس بذلك ..ضخم صوته ورفع سبابته محذراً:
    المدرسة مكان مخيف ..لا تذهبي إليه.
    سألته بخوف:
    لماذا؟؟
    أجاب بحماس ليدعم كلامه..
    لأن أمي وإخوتي يبكون كل صباح عندما أستعد للذهاب إليها ويقبلونني ويعانقونني كأني لن أرجع إليهم ثانية..
    صمت برهة ثم فكر ثم أجاب بشرود:
    لا أدري كل الذي أعرفه أنها مكان مخيف وأنه سوف يأتي يوم لن أعود منها إلى البيت..
    *****
    كاد يطير فرحاً عندما قال له والده:
    سوف اخذك معي غداً نصلي العيد في الأقصى..
    أسرع إلى أمه يستعجلها في رتق بنطاله حتى يلبسه صباح العيد..
    خرج من البيت فرأى ابنة جيرانه تجمع الحجارة سألها:
    ماذا تفعلين؟!
    أجابت بسعادة غداً العيد..
    نعم ولكن لماذا تجمعين الحجارة!!
    وقفت رافعة رأسها بشموخ وقالت:
    يجب أن أفعل شيئاً عظيماً يوم العيد قال لي أبي أني إذا جمعت أكبر عدد من الحجارة له ولإخواني فإني بذلك قمت بعمل عظيم.
    قال وقد نهشت الغيرة قلبه:
    سوف أقوم بعمل أعظم من عملك غداً سأصلي العيد في الأقصى.
    لم تلتفت إليه فقد كانت مشغولة بجمع الحجارة فانحنى على الأرض يجمع معها.
    *****
    أسرعت إليه قبل أن يمشي مع الرجال إلى المسجد ودست في جيبه حصى قال متعجباً:
    أنا ذاهب أصلي.
    قالت وهي تشير إلى الرجال:
    كلهم فعلوا ذلك.
    ابتسم لها ثم جرى ليلحق بأبيه ..سمع أحدهم يهمس في أذن والده..لماذا تأخذه معك إنه صغير.
    فاستشاط غيضاً وقال :
    أنا لست صغيراً..انظر..
    أخرج من جيبه الحصى ثم ردها مرة أخرى ..فضحك والده وقال:
    نعم يا ولدي أنت لست صغيراً..
    *****
    تفرق الناس بعد خروجهم من المسجد وعلت الصيحات والهتافات " الله أكبر الله أكبر"
    نظر حوله فلم يجد والده وعرف بغريزته أنه قد ضاع في هذه الجموع وأنه لا وقت ليبحث عن والده..
    رأى فتيه يركضون ركض معهم عزم على ألا يفارقهم راهم يختبئون وراء براميل معدنية ويلقون الحجارة من ورائها فتصيب ما شاء الله أن تصيب..
    اقترب منهم وأخرج من جيبه الحصى ووضعها بقربهم ثم التفت يجمع لهم ما يتسنى له جمعه من الحجارة والحديد..
    تذكر في هذه اللحظة ابنة جيرانه فشعر بزهو لقد قام بعملين عظيمين في يوم العيد..
    *****
    خلع قميصه وفرشه على الأرض وأخذ يجمع الحجارة فيه ثم جمع أطرافه حتى جعله كالصرة أخذ يركض إلى الفتية ويلقي بين أيديهم ما جمعه ثم يعود مرة أخرى يتنقل من مكان لاخر لم يجد أحداً منهم استغرب التفت حوله يبحث بين تلك الجموع الكبيرة .
    تقدم من البراميل لعله يجد أثراً عليهم رأى دماء على الأرض رفع نظره إلى البرميل فوجد فيها ثقوباً عديدة وكبيرة رفع نظره أكثر فوجد أمامه يهودي يصوب رصاصة تجاهه وفي غمضة عين اندفع إلى الوراء بقوة وسقط على ظهره أحس بألم شديد وشعر بأنه مبتل .
    نظر إلى صدره فهاله المنظر ثقب كبير في الجهة اليمنى من صدره ودماء تسيل حتى وصلت إلى بنطاله المرتق فعرف ما معنى الموت رفع عينيه إلى السماء يتحاشى منظر الدماء والموت فابتسم وأخذ يصرخ بوهن ويشير إلى أعلى :
    أيتها المعلمة ..أيتها المعلمة ..تعالي انظري إلى السماء أليست رمادية؟؟

    منقوووووووووووول
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أخطر انسانة; 01-10-2008, 06:27 PM.
  • ســراب
    عـضـو فعال
    • Jan 2006
    • 166
    • .::[SaraB]::.

    #2
    شكرا قصه جميلة جدا!

    تعليق

    • سبيعيه كول
      عـضـو فعال
      • Jul 2008
      • 80

      #3
      يسلموووووووووووووووووووووا


      على القصه

      تعليق

      • انسانه مجروحه
        عـضـو فعال
        • Aug 2008
        • 72

        #4
        يسلمووو ع القصه

        تقبلي تحياتي .... انسانه مجروحه

        تعليق

        • اميرة المطر
          عـضـو
          • Sep 2008
          • 21

          #5
          شكررررررررا على القصه


          يسلمووووووو

          تعليق

          google Ad Widget

          تقليص
          يعمل...