كانت المملكة كلها تغمرها البهجة والفرحة فقد وضعت الملكة طفلة صغيرة جميلة , وفي * سبوع * ألأميرة دعا الملك كل الجنيات الطيبات إلى حفل رائع . لكنه نسي أن يدعو واحدة منهن . وأمام المدعوين من أمراء وأعيان وأفراد الشعب , اقتربت الجنيات من مهد ألأميرة . وتمنت لها الأولى دوام الجمال وحسن الخلق . وتمنت لها الثانية الحكمة والعلم الوفير , وتمنت لها الثالثة الثراء ومحبة جميع المخلوقات . وفجأة أقبلت الجنية الرابعة كالزوبعة وقالت بغضب للملك :
- (( إنني أشعر بالأهانة , لأنك نسيت أن تدعوني . لذلك سوف تموت الأميرة في سن السادسة عشرة وبسبب شكة إبرة مغزل قديم )).
فزع الملك واصدر في الحال أمرا بمنع استعمال المغازل اليدوية في المملكة كلها . لكن جنية طيبة استطاعت أن تحول اللعنة إلى نوم مدته مئة سنة .
وبدأت الأميرة تكبر وتزداد حسنا وحكمة وعلما وفي يوم بلوغها العام السادس عشر من عمرها , توقفت أثناء نزهتها أمام باب صغير ولما طرقت الباب انفتح بهدوء . ووجدت الأميرة نفسها في غرفة فيها عجوز محنية الظهر , تغزل الصوف . وقالت لها العجوز مشجعة , وهي تقدم لها المغزل ((جربي غزل الصوف بنفسك )).
ولأن الأميرة لم تكن لها دراية بالغزل , ولم تشاهد مغزلا من قبل , فقد انغرست إبرة المغزل في إصبعها , وسقطت في نوم عميق في الحال , واستولى النوم أيضا على جميع أهل القصر حيثما كانوا .
النباتات فقط لم تخضع لمصير اللعنة , التي أصابت الأميرة وأهل القصر , فأخذت تنمو خلال سنوات طوال , حتى أحاطت القصر كله بأغصان شائكة .
ومرت الأعوام المئة . وذات يوم كان أحد الأمراء الشبان يمر أثناء نزهة في تلك المنطقة , فشد انتباهه الحائط الغريب من النباتات الشائكة , فاقترب منها , ولدهشته كانت تتباعد لتفسح له في الطريق ليمر بينهما بسلام . ولم يلبث حتى وصل إلى القصر الملكي , حيث اكتشف الأميرة النائمة .
وبهر الأمير بجمال الأميرة , فأ مسك بيدها ليساعدها على النهوض . وفي الحال فتحت الأميرة عينيها وأفاقت , وكذلك استيقظ كل من في القصر .
وبعد بضعة أسابيع أقيمت الأفراح بزواج الأميرة والأمير , وعاش الجميع في سعادة وهناء , سنوات طويلة .
تحيتي .. اخوكم لحن المفارق
تعليق