السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا متأكد ان هذي القصة راح تعجبكم لانها قصه حب رووووووووعه
بين قيس & ليلى
قويه وكان زياد يلاطفه فرحلوا إلى الوادي ووصلوا بعد أيام يقول زياد: فنصبنا خيامنا قريب من منازل ليلى وكان الليل قد دخل ويتنهد قيس ويطلق أشعاره في هذا الليل ويسأله زياد السكوت لئلا يفضحه.
وترى ليلى الخيام فتطلب من مرجانة ان تذهب لتعرف من هؤلاء علهم يعرفون قيس وتسرع الجارية ليلا وتسمع شعر قيس وصراخه وتدخل عليه وهولا يعي وتحادثه ولا يسمع حتى ذكرت له ليلى فأفاق وعرفها : فقال اعذريني فإني مشغول اللب:
وشغلت عن فهم الحديث سوى ماكان فيك وأنتم شغلي
وأديم نحو محدثي ليرى أن قد فهمت وعندكم عقلي
وكان والد ليلى وزوجها في مكة لقضاء بعض الأعمال.. فرأى قيس ليلى وكان كل ليلة يراها حتى قدم القوم فارتحل هو وزياد وكان قيس يلعلع في الصحراء بصوته بكاء وغناء ورجع لقومه فاستقبلته امه باكية وقدمت له الطعام فامتنع عنه وخرج هائما في الصباح وأبوه يرثي لحاله ويبكي لما ال إليه قيس , فخرج إلى البراري عله يعرف خبرا عنها وبعد وقت طويل سمع انها وصلت لديارها فعاد لأهله ووجد والده مريضا فدخل عليه وقد زال نشاط والده وانقطع صوته فانكب عليه قيس باكيا وضمه لصدره حتى فاضت روحه وقيل ان قيسا نحر ناقته على جانب قبر أبيه وجاء القوم معزين ومعهم والد ليلى فعز القوم ولم يعزي قيسا فجن جنونه واعتراه الهزال وعلمت ليلى ما فعله والدها احتقارا لقيس فازداد مرضها وقد أصبح دمع عينيها سيال . مكث قيس ثلاثة أيام ورحل وهو باكيا حزينا تأخذه رعشة قويه وطال غيابه وكان يسرح مع الغزلان وتغير شكله وقد توحش وانسدل شعره على جسده وأصبح في صورة مريعة وإذا بإمرأة عجوز توقد النيران فجاء قيس
وهربت ظنا منها انه جان وجاء ابنائها وسألوه : أجني أم انسي؟ وانشد لهم شعره واخر ما قاله:
ولو أنني أشكوا الذي قد أصابني إلى ميت في قبره لرثى ليا
وعلموا انه قيسا وخرجت العجوز لرؤية ليلى فقالت لها مرجانة: لا تتعبي نفسك فمنذ ثلاثة أيام لم يدخل عليها أحد ولا تكلم احدا! فرجعت ولم تجد قيس , فكان يرافق الغزلان وأتت الغربان على ذلك الوادي وسمع نعيقها فأنّ وبكى:
ألا يا غراب البين مالك ناعيا أفارقت ألفا أو دهتك الدواهيا
ألا يا غراب البين عذبت مهجتي ولازلت بالانشاد تكوي فؤاديا
أما ليلى بعد فراقها لقيس كانت لا تلذ بطعام ولا شراب وتخاطب نفسها وتعض على يديها حسرة وندامة فضاق وردا بها ولطمها وطلقها وعادت لاهلها ولما علموا أنها لفظت المال والجاه لأجل قيس أخذوا يضربونها ليلا ونهارا حتى أخذها الخبل والبكاء ومكثت ثلاثين يوما لا تأكل ولا تشرب حتى محى المرض والبكاء جسمها وانقفلت عيناها الكحيلتين وسلمت الروح إلى باريها وأقامواعليها العزاء,
وانتشر الخبر وعلم قيس بذلك .........
وصار النور في عينيه ظلاما وصاح : وداعا ياليلى هل من رجوع لأرى وجهك الجميل؟ ورجع إلى الديار وكان قيس كلما سمع تغريد العصافير صاح : ليلى تركتيني وحيدا في هذه الحياة البائسه ياليتني مت قبل أن أفقدك لقد مات كل أمل بعدك يا ليلى وسألحق بك عما قريب ثم ابتهل إلى الله إنني عبدك المعترف هدني الحب أسألك أن تجمع بيننا وإن كانت يد الأقدار قد انتشلت روحها وكتب ان لا أراها بعد اليوم فخذ روحي إليك كما أخذت روحها لأستريح مما انا فيه, ووصل إلى حي ليلى فلما أقبل ازداد نحيب الناس وبكائهم وقام والد ليلى وحضنه وبكى وسأل قيس عن قبرها فدلوه عليه فلما راه انقلب عليه جاثيا واحتضنه : أيها القبرلقد ضممت رفات من أحبها وفيك دفنوا كل امل لي في الحياه إن روحي ترفرف حول رفات ليلى , وكان يضم القبر ويحضنه ويسأل: ليلى أين فمك الضحوك؟ اين رقة ابتساماتك؟ وأين دلالك؟ ابكي أيتها العينين على
رحيل ليلى الأبدي. وظل هذا حال حتى أقبل الليل وقيل انه كان يأوي إلى القبر ليلا ونهارا وكان يرثيها بالأشعار حتى جف جلده وضعفت قوته وجاء إليه رجلا ليواسيه ففر منه ثم اندفع إلى قبرها فاصطدم به وانهارت عظام جسده من حجارة القبر ثم يغمر رأسه في الرمل متوهما رؤية ليلى وتقبل هند اخته فتحضنه وتبكي وتهون عليه حتى غشي عليه. فلما أفاق قالت له: إن ليلى ماتت فدعنا نخطب لك غيرها فارحم نفسك وارحمني! فنظر إليها وقال: وانت يا هند تعاذليني في ليلى أحب الناس إليّ وقد احترق قلبي عليها وتغيرت أحوالي وأصبحت شريدا من أجل حبها .. لقد ذهبت ليلى وذهبت معها أيام الصفاء ليلى في كل يوم أشعر بإنتهاء الحياة وانني على حافة القبر ليلى لقد تركتِ لي ذكرى تمزق قلبي وتقطعه إربا ثم بكى وبكت معه ليلى وقد ظهرت له ظبية فلحق بها وقال : السلام عليك يا هند فما أراك تريني بعد اليوم وانطلق جاريا خلف الظبية.
خرج اهله يبحثون عنه فلم يجدوه ولم يلتمسوا له اثرا وفي اليوم الرابع قالوا : فلما ايسنا منه عدنا طالبين الديار فبينما نسير إذ مررنا بواد كثير الحجارة فوجدناه ميتا بين الحجارة وكان قد خط بإصبعه عند رأسه :
توسد أحجار المهامة والقفر ومات جريح القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
قال زياد: فحملناه ونحن نبكي وجاء كل من سمع بوفاته وقمنا بتكفينه ودفنه ولم تبقى فتاة من بني جعدة ولا بني الحريش إلا خرجت حاسرةصارخة عليه بالندب والنواح واجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وينشجون عليه وحضر حي ليلى معزين وكان أبوها أشد القوم جزعا وجعل يقول ماعلمت أن الامر يبلغ كل ذلك ولكني كنت امرىء عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثة ما يخاف مثلي فزوجتها ولو علمت ان الامر يجري على هذا لما أخرجتها عن يدك يا قيس .
ودفن قيس بجانب قبر ليلى نام قيس نومته الاخيرة إلى جانب حبيبته ليلى , وتحلل جسمه إلى تراب غمر تراب حبيبته , ولم يرى يوما كان أكثر باكيا وباكية على ميت سوى قيس عام 490 من الهجره ولم يكن بينه وبين ليلى إلا خمس وعشرون ليلة.
رحم الله العاشقين الذين سمعت بأخبارهم جميع الأقطار فسبحان من له البقاء!!!
وظلت قصيدة قيس المؤنسه التي كانت تؤنسه في وحشته من أجمل قصائد الغزل ولقيس شعر مبثوث في كتب الأدب , ومن هذا الشعر نرى ان مجنون بني عامر قلب هائم, وعقل شارد , وضلوع خفاقه وروح أرق من النسيم وجسم ذائب, وعين ذاهلة وفيه رقة وسذاجة مريض الغرام, لا يملك شعوره ولا يقوى على تسيير القلب على طريق السواء , ويغمى عليه ولا يفيق إلا لذكر ليلى وأخيرا قضى عليه الألم والوجد , فوجد طريحا على الرمال صريع حبه وهيامه.
( الملحمة العامرية)
تذكرت ليلى والسنين الخواليا وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح,قصرت ظله بليلى , فلهّاني, وماكنت ناسيا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة إذا جئتكم بالليل لم أدرٍِ ما هيا
خليليّ إن لا تبكياني ألتمس خليلا إذا أنزفت دمعي بكى ليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنّان كل الظن أن لا تلاقيا
لحى الله أقواما يقولون أننا وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
خليليّ, لاوالله, لا أملك الذي قضى الله في ليلى ولاماقضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
وخبّرتماني أن تيماء منزل لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فيا رب سو الحب بيني وبينها يكون كفافا لا عليّ ولا ليا
فما طلع النجم الذي يهتدى به ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا
ولا سمّيت عندي لها من سمية من الناس إلا بلّ دمعي ردائيا
ولا هبت الريح الجنوب لأرضها من الليل إلا بت للريح حانيا
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها عليّ , فلن تحموا عليّ القوافيا
فأشهد عند الله أني أحبها فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا وبالشوق مني والغرام قضى ليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالليل خاليا
أراني إذا صليت يممت نحوها بوجهي, وإن كان المصلى ورائيا
ومابي إشراك ولكن حبها وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها أو أشبهه , أو كان منه مدانيا
خليلي ليلى أكبر الحاج والمنى فمن لي بليلى أو فمن ذا لها بيا
خليلي ما أرجو من العيش بعدما أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتجرم ليلى ثم تزعم أنني سلوت , ولا يخفى على الناس مابيا
فلم أرى مثلينا خليلي صبابة أشد علي رغم الأعادي تصافيا
خليلان لا نرجو اللقاء ولا نرى خليلين إلا يرجوان التلاقيا
يقول اناس علّ مجنون عامر يريد سلوا , قلت أنى لما بيا
إذا ما استطال الدهر يا أم مالك فشأن المنايا القاضيات وشانيا
إذا اكتحلت عيني بعينك لن تزل بخير وجلأّت غمرة عن فؤاديا
فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي وأنت التي إن شئت أشقيت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدا يرى نِضوَ ما أبقيتِ إلا رثى ليا
إذا سرت في الليل الفضاء رأيتني أصانع رحلي أن يميل حياليا
يمينا إذا كانت يمينا وإن تكن شمالا ينازعني الهوى عن شماليا
وإني لأستغشي وما بي نعسة لعل خيالا منك يلقى خياليا
هي السحر إلا أن للسحر رقية وإني لا ألفي لها الدهر راقيا
معذبتي لولاك ماكنت هائما أبيت سخين الدمع حران باكيا
أناجي الذي فوق السماوات عرشه ليكشف حبا بين جنبي ثاويا
معذبتي قد طال وجدي وشفني هواك , فيا للناس قل عزائيا
و قائلة وارحمتا لشبابه فقلت : أجل وارحمتا لشبابيا
ألا يا حمامات العراق أعنيي على شجني , وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
تمر الليالي والشهور ولا أرى غرامي لها يزداد إلا تماديا
فيارب إذ صيرت ليلى هي المنى فزني بعينيها كما زنتها ليا
وإلا فبغضها إلي وأهلها فإني بليلى قد لقيت الدواهيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلي إن ضنوا بليلى فقربا لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
تقبلو تحياتى
مرح القلوب
انا متأكد ان هذي القصة راح تعجبكم لانها قصه حب رووووووووعه
بين قيس & ليلى
قويه وكان زياد يلاطفه فرحلوا إلى الوادي ووصلوا بعد أيام يقول زياد: فنصبنا خيامنا قريب من منازل ليلى وكان الليل قد دخل ويتنهد قيس ويطلق أشعاره في هذا الليل ويسأله زياد السكوت لئلا يفضحه.
وترى ليلى الخيام فتطلب من مرجانة ان تذهب لتعرف من هؤلاء علهم يعرفون قيس وتسرع الجارية ليلا وتسمع شعر قيس وصراخه وتدخل عليه وهولا يعي وتحادثه ولا يسمع حتى ذكرت له ليلى فأفاق وعرفها : فقال اعذريني فإني مشغول اللب:
وشغلت عن فهم الحديث سوى ماكان فيك وأنتم شغلي
وأديم نحو محدثي ليرى أن قد فهمت وعندكم عقلي
وكان والد ليلى وزوجها في مكة لقضاء بعض الأعمال.. فرأى قيس ليلى وكان كل ليلة يراها حتى قدم القوم فارتحل هو وزياد وكان قيس يلعلع في الصحراء بصوته بكاء وغناء ورجع لقومه فاستقبلته امه باكية وقدمت له الطعام فامتنع عنه وخرج هائما في الصباح وأبوه يرثي لحاله ويبكي لما ال إليه قيس , فخرج إلى البراري عله يعرف خبرا عنها وبعد وقت طويل سمع انها وصلت لديارها فعاد لأهله ووجد والده مريضا فدخل عليه وقد زال نشاط والده وانقطع صوته فانكب عليه قيس باكيا وضمه لصدره حتى فاضت روحه وقيل ان قيسا نحر ناقته على جانب قبر أبيه وجاء القوم معزين ومعهم والد ليلى فعز القوم ولم يعزي قيسا فجن جنونه واعتراه الهزال وعلمت ليلى ما فعله والدها احتقارا لقيس فازداد مرضها وقد أصبح دمع عينيها سيال . مكث قيس ثلاثة أيام ورحل وهو باكيا حزينا تأخذه رعشة قويه وطال غيابه وكان يسرح مع الغزلان وتغير شكله وقد توحش وانسدل شعره على جسده وأصبح في صورة مريعة وإذا بإمرأة عجوز توقد النيران فجاء قيس
وهربت ظنا منها انه جان وجاء ابنائها وسألوه : أجني أم انسي؟ وانشد لهم شعره واخر ما قاله:
ولو أنني أشكوا الذي قد أصابني إلى ميت في قبره لرثى ليا
وعلموا انه قيسا وخرجت العجوز لرؤية ليلى فقالت لها مرجانة: لا تتعبي نفسك فمنذ ثلاثة أيام لم يدخل عليها أحد ولا تكلم احدا! فرجعت ولم تجد قيس , فكان يرافق الغزلان وأتت الغربان على ذلك الوادي وسمع نعيقها فأنّ وبكى:
ألا يا غراب البين مالك ناعيا أفارقت ألفا أو دهتك الدواهيا
ألا يا غراب البين عذبت مهجتي ولازلت بالانشاد تكوي فؤاديا
أما ليلى بعد فراقها لقيس كانت لا تلذ بطعام ولا شراب وتخاطب نفسها وتعض على يديها حسرة وندامة فضاق وردا بها ولطمها وطلقها وعادت لاهلها ولما علموا أنها لفظت المال والجاه لأجل قيس أخذوا يضربونها ليلا ونهارا حتى أخذها الخبل والبكاء ومكثت ثلاثين يوما لا تأكل ولا تشرب حتى محى المرض والبكاء جسمها وانقفلت عيناها الكحيلتين وسلمت الروح إلى باريها وأقامواعليها العزاء,
وانتشر الخبر وعلم قيس بذلك .........
وصار النور في عينيه ظلاما وصاح : وداعا ياليلى هل من رجوع لأرى وجهك الجميل؟ ورجع إلى الديار وكان قيس كلما سمع تغريد العصافير صاح : ليلى تركتيني وحيدا في هذه الحياة البائسه ياليتني مت قبل أن أفقدك لقد مات كل أمل بعدك يا ليلى وسألحق بك عما قريب ثم ابتهل إلى الله إنني عبدك المعترف هدني الحب أسألك أن تجمع بيننا وإن كانت يد الأقدار قد انتشلت روحها وكتب ان لا أراها بعد اليوم فخذ روحي إليك كما أخذت روحها لأستريح مما انا فيه, ووصل إلى حي ليلى فلما أقبل ازداد نحيب الناس وبكائهم وقام والد ليلى وحضنه وبكى وسأل قيس عن قبرها فدلوه عليه فلما راه انقلب عليه جاثيا واحتضنه : أيها القبرلقد ضممت رفات من أحبها وفيك دفنوا كل امل لي في الحياه إن روحي ترفرف حول رفات ليلى , وكان يضم القبر ويحضنه ويسأل: ليلى أين فمك الضحوك؟ اين رقة ابتساماتك؟ وأين دلالك؟ ابكي أيتها العينين على
رحيل ليلى الأبدي. وظل هذا حال حتى أقبل الليل وقيل انه كان يأوي إلى القبر ليلا ونهارا وكان يرثيها بالأشعار حتى جف جلده وضعفت قوته وجاء إليه رجلا ليواسيه ففر منه ثم اندفع إلى قبرها فاصطدم به وانهارت عظام جسده من حجارة القبر ثم يغمر رأسه في الرمل متوهما رؤية ليلى وتقبل هند اخته فتحضنه وتبكي وتهون عليه حتى غشي عليه. فلما أفاق قالت له: إن ليلى ماتت فدعنا نخطب لك غيرها فارحم نفسك وارحمني! فنظر إليها وقال: وانت يا هند تعاذليني في ليلى أحب الناس إليّ وقد احترق قلبي عليها وتغيرت أحوالي وأصبحت شريدا من أجل حبها .. لقد ذهبت ليلى وذهبت معها أيام الصفاء ليلى في كل يوم أشعر بإنتهاء الحياة وانني على حافة القبر ليلى لقد تركتِ لي ذكرى تمزق قلبي وتقطعه إربا ثم بكى وبكت معه ليلى وقد ظهرت له ظبية فلحق بها وقال : السلام عليك يا هند فما أراك تريني بعد اليوم وانطلق جاريا خلف الظبية.
خرج اهله يبحثون عنه فلم يجدوه ولم يلتمسوا له اثرا وفي اليوم الرابع قالوا : فلما ايسنا منه عدنا طالبين الديار فبينما نسير إذ مررنا بواد كثير الحجارة فوجدناه ميتا بين الحجارة وكان قد خط بإصبعه عند رأسه :
توسد أحجار المهامة والقفر ومات جريح القلب مندمل الصدر
فياليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
قال زياد: فحملناه ونحن نبكي وجاء كل من سمع بوفاته وقمنا بتكفينه ودفنه ولم تبقى فتاة من بني جعدة ولا بني الحريش إلا خرجت حاسرةصارخة عليه بالندب والنواح واجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وينشجون عليه وحضر حي ليلى معزين وكان أبوها أشد القوم جزعا وجعل يقول ماعلمت أن الامر يبلغ كل ذلك ولكني كنت امرىء عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثة ما يخاف مثلي فزوجتها ولو علمت ان الامر يجري على هذا لما أخرجتها عن يدك يا قيس .
ودفن قيس بجانب قبر ليلى نام قيس نومته الاخيرة إلى جانب حبيبته ليلى , وتحلل جسمه إلى تراب غمر تراب حبيبته , ولم يرى يوما كان أكثر باكيا وباكية على ميت سوى قيس عام 490 من الهجره ولم يكن بينه وبين ليلى إلا خمس وعشرون ليلة.
رحم الله العاشقين الذين سمعت بأخبارهم جميع الأقطار فسبحان من له البقاء!!!
وظلت قصيدة قيس المؤنسه التي كانت تؤنسه في وحشته من أجمل قصائد الغزل ولقيس شعر مبثوث في كتب الأدب , ومن هذا الشعر نرى ان مجنون بني عامر قلب هائم, وعقل شارد , وضلوع خفاقه وروح أرق من النسيم وجسم ذائب, وعين ذاهلة وفيه رقة وسذاجة مريض الغرام, لا يملك شعوره ولا يقوى على تسيير القلب على طريق السواء , ويغمى عليه ولا يفيق إلا لذكر ليلى وأخيرا قضى عليه الألم والوجد , فوجد طريحا على الرمال صريع حبه وهيامه.
( الملحمة العامرية)
تذكرت ليلى والسنين الخواليا وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح,قصرت ظله بليلى , فلهّاني, وماكنت ناسيا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة إذا جئتكم بالليل لم أدرٍِ ما هيا
خليليّ إن لا تبكياني ألتمس خليلا إذا أنزفت دمعي بكى ليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنّان كل الظن أن لا تلاقيا
لحى الله أقواما يقولون أننا وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
خليليّ, لاوالله, لا أملك الذي قضى الله في ليلى ولاماقضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
وخبّرتماني أن تيماء منزل لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فيا رب سو الحب بيني وبينها يكون كفافا لا عليّ ولا ليا
فما طلع النجم الذي يهتدى به ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا
ولا سمّيت عندي لها من سمية من الناس إلا بلّ دمعي ردائيا
ولا هبت الريح الجنوب لأرضها من الليل إلا بت للريح حانيا
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها عليّ , فلن تحموا عليّ القوافيا
فأشهد عند الله أني أحبها فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا وبالشوق مني والغرام قضى ليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالليل خاليا
أراني إذا صليت يممت نحوها بوجهي, وإن كان المصلى ورائيا
ومابي إشراك ولكن حبها وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها أو أشبهه , أو كان منه مدانيا
خليلي ليلى أكبر الحاج والمنى فمن لي بليلى أو فمن ذا لها بيا
خليلي ما أرجو من العيش بعدما أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتجرم ليلى ثم تزعم أنني سلوت , ولا يخفى على الناس مابيا
فلم أرى مثلينا خليلي صبابة أشد علي رغم الأعادي تصافيا
خليلان لا نرجو اللقاء ولا نرى خليلين إلا يرجوان التلاقيا
يقول اناس علّ مجنون عامر يريد سلوا , قلت أنى لما بيا
إذا ما استطال الدهر يا أم مالك فشأن المنايا القاضيات وشانيا
إذا اكتحلت عيني بعينك لن تزل بخير وجلأّت غمرة عن فؤاديا
فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي وأنت التي إن شئت أشقيت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدا يرى نِضوَ ما أبقيتِ إلا رثى ليا
إذا سرت في الليل الفضاء رأيتني أصانع رحلي أن يميل حياليا
يمينا إذا كانت يمينا وإن تكن شمالا ينازعني الهوى عن شماليا
وإني لأستغشي وما بي نعسة لعل خيالا منك يلقى خياليا
هي السحر إلا أن للسحر رقية وإني لا ألفي لها الدهر راقيا
معذبتي لولاك ماكنت هائما أبيت سخين الدمع حران باكيا
أناجي الذي فوق السماوات عرشه ليكشف حبا بين جنبي ثاويا
معذبتي قد طال وجدي وشفني هواك , فيا للناس قل عزائيا
و قائلة وارحمتا لشبابه فقلت : أجل وارحمتا لشبابيا
ألا يا حمامات العراق أعنيي على شجني , وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
تمر الليالي والشهور ولا أرى غرامي لها يزداد إلا تماديا
فيارب إذ صيرت ليلى هي المنى فزني بعينيها كما زنتها ليا
وإلا فبغضها إلي وأهلها فإني بليلى قد لقيت الدواهيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلي إن ضنوا بليلى فقربا لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
تقبلو تحياتى
مرح القلوب
تعليق