رواية عندما عبروا حدود الظلام ...كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحلى من الحلا
    عضو فضي
    • Aug 2007
    • 539

    طلع للشقة وهو يساعد منى بعد ما شكر جاسم وبقية الشباب اللي زفوه إلى العمارة , قال صلاح بعد ما دخلهم : خلاص نروح ..
    قال مراد لمن شافهم ساكتين : لا نجلس كمان شويه عشان يضيفونا بعصير ..
    سحبه صلاح وقال بتريقة : تحرك بكرامتك قبل ما يطردونك بالجزمة ..
    ضحك عمر وقال بحرج : لا أبدا , تفضلوا ..
    قال صلاح وهو يأشر على راسه مودع : دام فضلك , يلا مع السلامة ..
    لمن خرجوا و انصك الباب قال عمر على طول وهو يأشر على غرفة النوم : أسيبك تغيرين فستانك ..
    و لمن دخلت الغرفة تحرك على طول وعلق بشته و دخل الحمام اللي عند مجلس الرجال , صك الباب وقفله بالمفتاح وتحرك وغطى الحوض وجلس عليه وهو يزفر , طالع في جزمته السوداء الرسمية وشرابه الجديد وساعته الفضية وكبكاته , ارتجفت شفايفه فزمها بقوة وهو يدفن وجهه بين كفيه وهو يستند بأكواعه على ركبه , صرخ بداخله ~ أميييييييييييييي ليتك معايا الليلة , ليتك .... عمر استغفر ربك , تعترض على اللي كتبه ربك , الليلة ليلة فرحك , تمالك نفسك عشان منى ~ قام بسرعه ووقف عند المغسلة وفتح المويه وغسل بها وجهه , ولمن رفع وجهه تصنم , لوهلة تخيل عمار , لف من الجنب و هو يطالع في المراية , من زاويه معينه كان يشبهه كثير , بلا شعور مد يده للمرايه ومانتبه لنفسه إلا لمن لامست أصابعه سطحها البارد , نزلت دمعتين عصية على خدوده وهو يقول بداخله ~ عمار تزوجت قبلك في الدنيا لكن إن شاء الله إنك تكون شهيد وزفوك الحور العين ~ مسح دموعه بخشونه وهو يذكر نفسه إنه صار زوج ومسؤول عن حرمة ولازم يكون أقوى من كذا بكثير , غسل وجهه بسرعة وبداخله كان يهتف منادي لأمه وعمار و ...... عمير المفقود اللي مجرد التفكير فيه يهشم قلبه تهشيم ..
    رفع وجهه وتأكد إنه مو واضح عليه أي أثر , مسح بالمنشفة وعدل طاقيته وغترته وخرج , استغرب لمن ماشافها في الصالة , راح لباب الغرفة ورفع يده بيدق ورجع نزلها ورجع جلس على كنب الصالة , ثواني تحولت لدقائق عشر قبل ما ينفتح الباب , قام على طول وفتح عيونه على اتساعها لمن شافها بفستانها , كان وجهها محمر وهي تهمس بصوت باكي : السوسته عالقه ..
    قال بتلعثم : ها ها ..
    نزلت راسها وقالت : السوسته حقت الفستان مهي راضية تتحرك ..
    حمحم بحرج وفرك رقبته وسكت فترة طويلة قال بعدها كإنه لقي الحل : مو لازم تفكين السوسته تعالي نصلي و أوريك البيت ..
    كانت بتقوله الفستان ثقيل و ماتقدر تصلي وتمشي به في الشقة لكنها من حرجها ماحبت تناقشه ..


    *********************


    يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 ه :
    في وقت ما من النهار :

    صرخ بلا كلل : أزهار , عمار ..
    وسحب نفس وهو يبلع ريقه الجاف وكمل صراخه : عمير ..
    كان يحس أطرافه تؤلمه من مجرد تحريكها , لكن كان عليه إنه يستمر في تحريكها عشان ما يغرق , شهق لمن غمرته موجه عاليه وغطس داخل البحر لثواني قبل ما يجدف بيدينه بكل قوة فيه , خرج راسه للسطح وسحب نفس سريع وهو يهتف : رحمتك يارب ..
    ولمن حس بالألم يزيد في أكتافه ورقبته بشكل موجع إثر تجديفه , قاوم دموعه وهو يهمس : رحمتك وسعت كل شيء ..
    من فارقها من فوق ال 15 ساعة تقريبا وهو يسبح بين الجثث وهو يصرخ باسمها وباسم أخوانه وفي نفس الوقت كان يبحث عن سترة نجاة أو أي شي يتعلق فيه لفترة عشان يرحم جسده اللي بدأت عضلاته تتراخى بعد ما كانت تستسرخ من التعب , كانت هناك قطع خشبية و براميل غريبة وبعض الأشياء الطافية حولينه لكن في كل وحدة منهم اثنين أو ثلاثة متعلقين فيها , غمض عيونه بإرهاق وهو يتوقف عن التجديف بيدينه اللي وصلت لمرحلة ما بعد الاسترخاء , وبدأ يحرك أقدامه بدل عنها , كان على هالطريقة يبدل بينهم كل فترة ولمن تذكر إنه يوم جمعة بدأ يقرأ سورة الكهف بهمس و ثواني و حس إنه بدأ يغرق في ظلام غريب ..
    : ارفع صوتك يا شيخ ..
    فتح عيونه المجهدة بسرعة لمن وصله الصوت الهادئ بلكنته المصرية وكأنه قرع ناقوس , انتبه لحظتها إنه إما كان على وشك النوم أو الإغماءة , التفت للرجل الكبير في السن واللي كمل بذات الهدوء وعيونه تلمع بلمعة غريبة : أنا ما أعرفش الإرايه لكن ابني كان يأراها لي كل جمعة ..
    اللمعة تحولت إلى رقرة دموع انسابت على خدوده وهو يهمس : أعطاني السترة دي واختفى ..
    ابتسم عمر بتشجيع وقال وهو يسبح للشيخ الكبير : إن شاء الله يرجع لك بالسلامة يا عم ..
    ولمن قرب منه بدأ يقرأ السورة من بدايتها , كان الشيخ يستمع ودموعه مالها توقف , وبعد ما انتهى من قراءتها بدأ يدعي , يعلم إنه هالوقت الدعاء مستجاب فبدأ يدعي ربه إنه ينجيهم من هالمحنة ويرفع عنهم العذاب , دعا لأزهار وأخوانه ورغم عنه بدأت دموعه تنساب وهو يدعي لأمه بالرحمة , دعا لولد الشيخ الكبير , حس بانتعاش بعد ما دعا ربه , حس نفسه قريب من ربه وأيقن إنه بيستجيب له دعاؤه , ولمن فرغ من دعاؤه قال بصوت جهوري : إدعووووو الدعوة مستجابة في هذا الوقت , إدعو الله ..
    صوت الموج وعصف الهوا البارد اختلط بهمهات الموجودين و صرخات رجاء , لمن جا وقت المغرب توضأ و رفع صوته بالتكبير لكن خانته قواه وغطس مع وحده من الموجات العالية اللي دفعت الكثير للصراخ , وبدأ معاها نواح , كح وهو يحس ملوحة البحر اللي دخلت أنفه وفمه تزيده جفاف وقال : صلوا يا جماعة , دخل وقت المغرب ..
    من بدأ الشفق الأحمر بالظهور بدأ الهوا يزداد جنون , كان بارد بشكل لا يطاق , قبل كم ساعة كان بيموت من شدة الحر بسبب الشمس اللي يحسها تضرب رأس العاري من أي شيء ودحين يتمنى لو شويه من هالدفء اللي كان يحسه , ثواني وغرق المكان بظلام تام , كان يحس وجهه اللي يتبلل كل فترة من ماء البحر اللي بدأ يتفاعل مع جنون الهواء يتحول لقالب من الثلج , حاول يفتح فمه عشان يكلم الشيخ لكنه حس لسانه لاصق في سقف فمه من شدة البرد , ولمن شاف الشيخ يرتجف وهو يخرج يدينه من تحت الموية ويفرك بها أكتافه , تحرك عمر وهمس بالقوة : عم حسين , بردان ..
    هز الشيخ راسه وبدأ فمه يرتجف وتصطك أسنانه , تمنى لو يقدر يسوي شي عشانه , تحرك بصعوبة وهو يحس بالبرودة تجتاحه من الحركة , وبدأ يجدف بأقدامه و يفرك كفوفه بصعوبة قبل ما يمدها ويمسد بها ذراعين الشيخ ويحطها على أذنيه اللي كانت جامده من البروده , كان حسين يدعي له بدعوات صادقة جميلة وهو يحكيه عن ولده المفقود وزوجته وبنته اللي ينتظرون رجعته , هو بشبابه كان يحس البرودة تنخر أكتافه ووجهه وتخترقه للعظام حتى جسده المغمور بالموية بدأ يحس بقرصات وتنمل في كل شبر منه فكيف هذا الرجل العجوز , طالع في الناس اللي همدت أصواتهم المنطلقة طوال النهار , كانوا يسبون ويحللون ويدعون و ينادون طوال الوقت , أما الان أخرستهم البرودة , ما كان يقدر يشوف أي شي أبعد من امتداد يده , بدأت النجوم بالظهور وأعطت إضاءة خفيفه لكنها ما تكفي لتبديد الظلام الدامس , حتى القمر كان مجرد قوس صغير بحكم إنهم في بداية الشهر ..
    : ع ... م ..ر ..
    التفت عمر للشيخ الكبير وقال وهو يحس نفسه يسحب حروفه سحب من فمه اللي بالكاد قدر يفتحه : هلا يا عم ..
    : خد .. ستر.. تي .. شك ..لي .. حم ..وت ..
    انعصر قلب عمر وصرخ بداخله ~ لا أرجوك , ما أقدر أستحمل موت شخص ثاني قدامي , يارب رحمتك ~ همس وهو ينفض عن نفسه التعب ويبدأ يفرك يدينه : لا تفاول على نفسك , إن شاء الله تجي سفينة عن قريب , تراها مهي بعيدة عن ربنا ياعم حسين ..
    بعد ما دفأت أصابيعه مسد وجه الشيخ اللي همس بضعف : ونع .. م بال .. له ..
    استغرب من المويه اللي يحسها , يدينه جفت من كثر الفرك , مد كفوفه وانصدم من الحرارة و العرق اللي يتصبب من جبين الشيخ , ما فتح حسين عيونه وهو يهمس بتعب : يا ابني .. أنا .. عندي .. س .. كر ..
    ~ لا , لا ~ لف وقال بصوت عالي : أحد معاه شي ينأكل , أي شي ؟؟
    ولمن ما سمع رد قال وهو يحاول يخترق حجب الظلام ببصره وهو يسبح بصعوبة من أطرافه اللي حسها كتلة وحدة من التعب والثقل : يا جماعة الرجال معاه سكر , لازم ياكل شي ..
    كان كإنه يكلم أشباح صامته , عرف إنه محد عنده شي , لف على حسين وقال وهو يسبح له : عم حسين , استحمل شويه , إن شاء الله بيجي الفرج ..
    كان الشيخ يرتجف وجبينه يعرق بكثرة , وبعد فترة تراخى راس حسين وتدلى على صدره بطريقة غريبة , مد عمر يده بخوف ورفع راسه بيده اليمين , شافه مغمض العينين وفكه شبه متدلي ..
    : عمي حسين , عمي حسين ..
    حس بالرعب وهو يشوف ملامح وجهه المستكينة , مد يده اليسار و حطها تحت أنفه وحس بالدماء الهاربة ترجع لجسمه وهو يحس أنفاسه الدافية , أطلق أنفاسه الحبيسة وهو يقول : حي , حي , الحمد لله ...
    وضم جسد العجوز وهو يقاوم دموعه وهو يردد : حي , حي , حي ..
    وابتعد عنه لمن ساد سكون غريب , في شي مفقود , بدأ يسمع صوت غريب , انتبه لحظتها إنه أسنانه تصطك في بعضها من شدة البرودة , نفخ في يدينه أنفاس مقطعة من شدة البرد وفركها وهو يدعي بداخله إنه ربي ينجيهم من هالعذاب , شق المكان صوت صرخة محروقة : بنتيييييييييييييي , بنتي سكتت , بنتي ما تتحرك , محمد بنتي ما تتحرك , بنتي ما تتحرك , بنتيييييييييييييييييييي , بنتي ماتت , بنتيييييييييييييييي ..
    اختلطت صرخاتها بصوت رجولي يحاول يهديها , وبدأت الهمهمات تتصاعد , شفقة على ألم على حسرة وكثير من الهمهمات كانت دعاء على الكابتن وطاقمه ..
    الان عرف الصوت المفقود , بكاء الرضيعة , حس باعتصار قلبه , كانت الدقيقة تمر عليهم زي الساعة والساعة زي اليوم , كان يحس إنه يدخل في ظلام غريب ويرجع يصحى منه إما على مناداة واحد على شخص من المجموعة عشان يتطمن عليه أو على صراخ المرأة اللي يخترق المكان كل ما وجدت في جسدها قوة على البكاء أو في لحظة خوف إنه حسين صحي أو صار له شي , كان كل شويه يحط يده تحت أنفه ويتنفس براحة لمن يحس بأنفاسه ويرجع يقاوم الموج ويحاول يسترخي على ظهره عشان يريح عضلاته , لكن الموج الهادر كان يضرب وجهه كل شويه ويخليه يشهق بقوة فيختل توازنه ..
    : عمر , عمر , عمر ..
    فتح عيونه بصعوبة لمن سمع صوت غريب يناديه وانتبه إنه مازال في عرض البحر , شهق وهو يطالع حولينه برعب , كانت أشعة الشمس تخترق الظلام على استحياء , قال وهو يرفع يده بصعوبة عشان يشوف الوقت : لا يكون أشرقت الشمس ..
    حس بتعبه يزيد لمن شاف إنه فاته الفجر , والتفت بسرعة لحسين اللي ربط سترته بحبل موصل بين المجموعة عشان ما ينجرفون بعيد عن بعض , كان على نفس الوضعية , مد عمر يده وحاول يرفع راسه لكنه كان جامد زي الحجر , مد يده المرتجفة تحت أنفه ولمن ما حس بالدفء تسللت الدموع لعيونه وصورهم تتدافع له , أمه وهي تنسل من بين يدينه , صرخات أزهار المتوسلة , عمار , عمير , كتم صرخاته بداخله وهو يذكر نفسه إنه أي إنهيار ممكن يأثر على الكل , التفت وتقطع قلبه وهو يشوف الحرمة الوحيدة معاهم ضامة بنتها الرضيعه الميته ومتشبثه فيها كإنها خايفة إنها تهرب منها أو إنه أحد يخطفها , سأله واحد من الموجودين : مات العجوز ..
    هز راسه بإيوه وانصدم لمن شاف ثلاثة يسبحون بسرعة وهم يتصارعون مين ياخذ السترة , كانت سحناتهم متغيرة وهم يتصارعون بكل قوة في أجسادهم , لدرجة ما كان يهم الواحد فيهم لو غرق الثاني , الكل كان يطالع بصمت وذهول في اللي قاعد يصير , قال عمر بحزم : بسسسسس , هذا بدال ما تترحمون عليه تتصارعون من ياخذ السترة ..
    ولمن وصل أعظمهم جثة لحسين وبدأ يفك السترة بلا اهتمام وهو يحاول يخلصها من جسد حسيت المتصلب حس بدمه يفور , صرخ وهو يدفعه بعيد عنه : سيبه ..
    وبلا مقدمات رفع الرجال يده المكوره وهوى بها على وجهه ..


    ***************************

    تم بحمد الله الفصل العشرون ..

    يليه الفصل الأخير من عندما عبروا حدود الظلام : لنقف عند تلك الحدود ....

    تعليق

    • أحلى من الحلا
      عضو فضي
      • Aug 2007
      • 539

      المشاركة الأصلية بواسطة دنيا الماضي
      والله القصه روعه
      بس ولا يهمك في ناس تقرا علي الصامت بدون رد

      تحياتي
      انتي الاروع

      المشكله اني القي القصه في الصفحه الثانيه

      وهذا مما يخلي المتصفح الجديد ما يشوفها.,....وهذي فايدة الردود هذا اولا

      ثانيا احس انا احد معبرني ويقرا القصه

      ومشكوره على تواصلك معي

      تعليق

      • أحلى من الحلا
        عضو فضي
        • Aug 2007
        • 539

        المشاركة الأصلية بواسطة سنو وايت
        انا من متابعين القصة اول باول
        القصة روعة
        يعطيكي العافية
        شاكره لك المتابعه ياقلبي

        والله يعافيك

        تعليق

        • أحلى من الحلا
          عضو فضي
          • Aug 2007
          • 539

          الفصل الحادي والعشرون : لنقف عند تلك الحدود .

          ((انتهينا ..
          و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..
          و الفقد غاص في لجة الصمت ............الصمت الذي رتلته كثيرا في محراب الخوف..
          الخوف من ترهلات ماضيي الموحش الذي تمنيت أن أغرس سبابتي في عينه ليتوقف عن رمقه إياي بذات النظرة التي تخترق امالي العتيدة لتحيلها إلى أمل وحيد ...
          وحيد وهش يحتاج الكثير من الثقة ليقف على رجليه ..
          .
          .
          .
          دائما ما كنت ألوح بالظلام فوق رأسي كسلاسل أريد أن أرميها لأطوق بها عنق تلك الغيمة البيضاء التي حجبت النور عني ...
          وطالما كان عنقي يؤلمني حينها ..
          ولما بدأ أثر وشمها يظهر عليه ...............
          علمت أنني لم أطوق سواي و لم أكسي غيمة بيضاء بسواد فحسب !!
          بل ألبستني ظلمة متمردة لم يزل أثرها إلى الان !
          .
          .
          .
          .
          يا وجه ظلمتي التي غفت على صدري ..
          يا وجه أوقد بفتيل غفلتي ...
          يا وجه أحتضنه و أمقته ...
          أما ان أن تخلي بيني و بيني ؟؟؟
          أما ان أن تنكفئي في عين ذاك المدى البعيييد .... البعييد عني ؟؟
          .
          .
          .
          .

          أشتاق للنور يا أمي ..
          الرماد يغشى عيني و قلبي يئن من العتمة ..
          هاتي يديك ضعيها على صدري..
          انفثي وانفثي ثم انفثي ....
          علي أستكين إلى رحمة من الله تجلو صفحات ذنوبي ..
          ادعيه ..
          تبتليه..
          ارفعي كفيك الطاهرتين..
          قولي له أني أشتاق إلى نقطة نور تقتات قلبي ..
          ادعيه بالرحيم و دعي دموعك تحكي له همي ..
          ادعيه يا أمي لأنه أرحم بي منك ..
          أرحم بي منك يا أمي ..))*

          *ك/شموخ




          في زمن ما سابق :

          فتح عيونه وهو يحس بالصداع يفتك براسه , شهق لمن ضربت الموية في وجهه وفتح عيونه على اتساعها وهو يقوم من نومه , لمن حس نفسه يتقلب في فضاء غريب هلامي حرك يدينه وهو يشهق , يدين قبضت على أكتافه وصاحبها يهتف : عمر , عمر ...
          فتح عيونه أكثر وانتبه إنه الون الأزرق بدرجاته يحيط به من كل مكان , التفت يمين شاف الحرمة مازالت متشبثه بطفلتها الميتة وزوجها يحاول يسحبها منه وهي تصرخ بهسترية من يحط يده على الطفلة , التفت ليساره وهو يسحب أنفاسه متسارعة اصطدم بصره بالأشخاص اللي رافقوه لزمن ما يعرف مدته ~ عم حسين ~ دوى الاسم في ذاكرته فتلفت حوله , قال اللي جنبه : مات أمس ..
          ~ أمس ؟؟ أنا كنت نايم من أم ..... لا أنا ما نمت ~ تذكر الضربة واستعاد عقله كل اللي صار دفعة وحده ~ كيف نجيت من الغر ...~ وانقطعت أفكاره لمن حس بش يحيط بجسده يمنحه بعد الدفء ويرفعه عن مستوى سطح الموية , لمن شاف سترة النجاة طالع في اللي جنبه بحيرة , ابتسم وقال : أجبرناه يرجع السترة لك لأن العجوز كان يبغاك تاخذها ..
          تلمس السترة وهمس : حسين , اسمه حسين ..
          هز الرجال أكتافه ببرود وبلا مبالاة وهو يتمسك في الطوف الخشبي المربط نفسه فيه وهو يقول : واش يفيد اسمه ؟؟ الله يرحمه وبس ..
          غمض عمر عيونه وهو يصرخ بداخله ~ يهم أهله , أمه وأبوه العجايز , زوجته وبنته الوحيدة اللي يستنونه , يارب رحمتك وسعت كل شيء , يارب إنت أرحم بعبادك من عبادك , يارب تنجي ولده يارب عشان يرجعلهم ~ لف يدينه حول السترة وضمها وهو يحس برودة الأموات تزحف لظهره وبقية جسده لمن تذكرها ~ يارب مالها غيري , يارب نجيني عشان ذيك اليتيمة , يارب نجيني عشان أزهار . أزهار سامحينييييييييييييييييي ~ ...



          *****************************


          يوم السبت 13 / 10 / 1427 ه :
          بعد الفجر بوقت في الرياض :


          فتحت عيونها دفعة وحدة وجلست ترف جفونها لثواني , طالعت في السقف اللي حفظت تفاصيله ورجعت استغفرت وغمضت عيونها وهي تنقلب على جنبها اليمين , رجعت فتحت عيونها لمن انتبهت إنها شافت السقف بكل تفاصيله , قامت بسرعة وهي مستغربة النور المنتشر في الغرفة ..
          : خفت أطفي النور تصحين على صوت الزر ..
          التفتت ليسارها وابتسمت للشخص الجالس على الكنبه بجانب السرير وهمست : أمي ..
          ابتسمت نجلاء ابتسامة حنونه وقالت وهو تقوم من الكنبه : أول مرة تنامين من تعبت ..
          حمدت وسام ربها وقامت عشان تتجهز للمدرسة وهي تخفي عن أمها إنه نومها كان كله فوضى , كانت نايمة ومهي نايمه في نفس الوقت , كانت في أصوات تهدر في أذانيها طوال الوقت وتقلق منامها , غسلت وجهها بتعب وتوضت وخرجت وهي تطالع في ساعتها , زين اللي صحيت قبل الإشراق لأنه نجلاء أكيد ما كانت حتصحيها للصلاة من شدة خوفها , زفرت وهي تلبس شرشفها , كثير من الأمهات تغلبهم عاطفتهم وهذا شي خاطئ خاصة في أمور الدين لازم الحزم , صلت السنة والفرض وجلست تسبح وتقرأ الأذكار , كانت معودة نفسها حتى لو تأخرت على شي أو كانت مستعجلة إنها ما تسيب أذكار بعد الصلاة , يكفيها من الدنيا إنها لمن تقرأ اية الكرسي بعد كل صلاة ما يمنعها من دخول الجنة إلا إنها تموت , من عرفت فضلها صارت تحتقر نفسها لمن ما تلقى دقيقتين بعد الصلاة تقرأ فيها هالاية , وقفت هيام جنبها وبدأت تصلي بسرعة عشان الإشراق مابقي عليه إلا خمس دقائق , قالت وسام : تأني في صلاتك يا بنت ..
          تباطأت سرعة هيام , وكملت وسام الاذكار وتفكيرها يقودها بالرغم عنها لعبد الكريم وعائلته بكل أفرادها , قامت هيام وفكت شرشفها وهي تستغفر بسرعة قبل ما تتحرك خارجة من الغرفة , زفرت وسام وقالت : هيووووووم كم مرة قلت لك على أهمية الطمأنينة في الصلاة , تراها ركن يعني إذا ما اطمأننت تبطل صلاتك ..
          لفت هيام وقالت : أنا أطمأن , إنت بطيئة مو أنا سريعة ..
          ابتسمت وسام وقالت : إنت عارفه لمن تركعين تتساقط ذنوبك وكل ما طولتي في الركوع كل ما زاد تساقط الذنوب ..
          سكتت بتفكير وقالت : إن شاء الله أتذكر المرة الجاية ..
          وراحت بسرعة , قامت وسام بعد ماشافت إن الإشراق له أكثر من خمس دقايق , صلت ركعتين الضحى وخرجت من الغرفة ورفعت حواجبها بتفهم لمن شافت هيام تطقطق على الكمبيوتر قبل ما تضحك وترجع تطقطق قالت بحزم : أجهز نفسي وأفطر ألقاك خلصتي محادثتك ..
          قالت باستنكار : لا ما خلصنا ..
          قالت وسام بحدة : من الساعة 2 و انتي على المحادثة , خافي الله هذا ضياع وقت , كل حرف إنت محاسبة عليه وكل دقيقة وثانية بتنكتب في صحيفتك وتنعرض قدام الخلايق , إذا ربي نازل السما الأولى في اخر الليل يقول هل من مستغفر وهل من داع وإنت قاعدة تكركرين في هرج ماله داعي ..
          وتحركت للمطبخ بدون ما تنتظر تبريرها , صح هيام جالسة في البيت وماعندها دراسة وغيره لكن هذا ما يشفع لها , مفروض تقضي وقتها في شي يفيدها ..
          خرجت بيضتين بتقليها ورجعت رجعتها لمن حست نفسها مسدودة , شهقت لمن حست بإصبع يمر على طول ظهرها و لفت بحدة , ابتسمت لها هيام باستعطاف لكنها ما قدرت تمسك أعصابها فصرخت : كم مرة قلتلك ما أحب أحد يمسكني من ورايا !!
          ولمن شافت وجهها اللي تغير قبل ما تخرج من المطبخ بسرعة فتحت فمها بتناديها لكنها كانت قيد غابت عن نظرها , زفرت وهي تغطي وجهها بيدينها المرتجفة , من انهارت ذاك اليوم وهي تحس نفسها أشلاء , مهي قادرة تتماسك وترجع وسام الهادئة المتحملة , صارت تصارخ وتنافخ على أقل شي ..
          : وسام ..
          بعدت يدينها وقالت بحدة : نعم ..
          وحست بالوجع وهي تتأمل وجه نجلاء الصامت , غمضت عيونها بقوة وهمست : اسفة , أنا ..
          وفتحت عيونها وتحركت خارجة من المطبخ , راحت للغرفة اللي وجدتها خالية , صكت الباب واستندت عليه وهي تزفر ....


          **********************


          في نفس الوقت في جدة :
          في شقة عمر :

          صك عمر الباب بعد ما دق الجرس ينبهها لحضوره , طلت من نهاية الممر وهي تهمس بابتسامة وهي تأشر بإصبعها : دقيقة بس ..
          ابتسم لمن اختفت عن نظره ~ ماعاد تجلس للإشراق يا شيخ ولا عاد نشوفك بعد الصلوات ~ حرك راسه يبعد كلام الرجال اللي قابله وهو خارج من المسجد وتحرك لداخل الشقة وهو يقول بداخله ~ هالكلام عشان ما صرت أجلس إلى الإشراق , طيب أنا توني مالي يومين متزوج , أجل اش بيقولون لو عرفوا إني بأعتذر عن المركز الصيفي هالإجازة !! ~ كان عارف إنه بيتعرض لمثل هالأمر , الإنسان الملتزم وخاصة أئمة المساجد محاسبون أكثر من غيرهم وحياتهم تكون تحت المجهر , وأي خطأ بسيط يصدر منهم لو بدون قصد الكل يصرخ بعده : شوفوا المطوع اش يسوي ؟؟..
          كإنهم يعتبرون هالإنسان الملتزم ملاك لازم ما يخطئ زي بقية البشر , وكل شي حرام عليه حتى الأمور المباحة اللي مافيها ذنب , وقف عند باب المطبخ وتأملها وهي تقفل شنطة الرحلات بسرعة وتتلفت حولينها , دخل وسحب الكيس اللي مهي شايفته وهمس : منى ..
          أول ما سمعت صوته التفتت بسرعة وهي ترجع قصتها بتوتر ورى إذنها , كانت لابسة تنورة مشجرة بألوان زاهية خليط من الأصفر والتفاحي والأزرق البحري توصل لنص ساقها وبلوزة بأكمام قصيرة بلون تفاحي , طالع فيها بخجل و رجع بعد بصره وهو يبتسم ويناولها الكيس , قالت بإحراج وهي تتناوله منه : ش شكرا , كنت أدور عليه ..
          عدل شماغه وهو يسأل : خلاص جاهزة ؟؟
          حطت الكيس في الجيب الجانبي للشنطة وقالت وهي تتحرك : ألبس عبايتي بس ..
          بعد ليساره عشان يفسح لها مجال وتفاجأ لمن لفت هي على اليمين وصاروا متواجهين , لمن حس بضربات قلبه تزيد ابتسم بحرج ولف ليمينه في نفس الوقت اللي لفت هي , طالعوا في بعض بصدمة , ضحك وقال وهو يتمنى إنه حرجه مو واضح على وجهه : يا أنا أتحرك يا إنت تتحركين ..
          دنقت بخجل فبعد هو وأشر لها تعدي , تحركت بسرعة وخرجت , ابتسم وهو يراقبها بحب , لفت لمن تذكرت شي وتصنمت لمن شافته يتأملها , دنق بسرعة و حك جبينه بإحراج قبل ما يسحب الشنطة ويتحرك وهو يقول : أسبقك للسيارة ..
          تجاوزها بسرعة وخرج من الشقة , لمن سمعت صوت باب الشقة ينقفل ضحكت وتحركت عشان تلبس عبايتها وهي ناسية اش كانت تبغى , نظرته طيرت كل شي كان في بالها , طالعت في ساعتها , نص ساعة وتشرق الشمس , تحركت بسرعة و طفت النور وتحركت خارجة من الشقة , أول ما فتحت الباب شافته واقف ومثبت الشنطة على كتفه اليسار , استغربت إنه ما نزل للسيارة , ابتسم بإحراج وقال وهو يمد يمناه : يلا ..
          خرجت وصكت الباب ومدت يسراها بخجل , مسكها ونزلوا وهو يقول : إن شاء الله نلحق الشروق على البحر ..
          ابتسمت وهي تتأمله من ورى غطاها , كانت تضحك بداخلها على نظريته اللي مصر عليها وإنه صباح السبت البحر يكون فاضي لأنه الناس كلهم في أشغالهم ..


          *************************


          بعدها بوقت في الرياض :
          في شقة نجلاء :

          بعد فترة تفكير عميقة لبست أول لبس شافته ومشطت شعرها مشطتين ورفعته بشباصه وهي تخرج من الغرفة , تحركت للشماعة سحبت عبايتها و علقت شنطتها على كتفها و خرجت وهي تقول : سامية تحت , مع السلامة ..
          ونزلت بسرعة وهي تتحاشى إنها تشوف البهو اللي يذكرها باللي صار , ثبتت بصرها على الأرض وهي خارجة , كانت تتمنى لو تروح صحرا ولا فضاء خالي تصرخ فيه بكل قوتها , تحس بداخلها صرخات حبيسة , نزلت الدرجات وتحركت في الشارع تمشي بين العماير لنهاية الشارع , كانت أوجاعها تزيد وهي تصرخ بداخلها ~ ليش كذبتي ؟؟ ليش قلتي سامية تحت ؟؟ ليش كذبتي ؟؟ يا ويلك من ربي ومن عقابه , المؤمن لا يكذب يا وسام , المؤمن لا يكذب , أصلا من قال لك إنك مؤمنة , من قال ؟؟ ~ توقفت عن المشي وهي تحس بالسؤال تختلط على وجهها بإزعاج , دموعها وسؤال أنفها , دورت جوة شنطتها عن منديل لكنها مالقيت فدخلت يدها المغطية بالقفاز تحت غطاها اللي التصق بوجهها ومسحت أنفها ودموعها وهي تكتم شهقاتها , سمعت صوت بوري فرفعت وجهها وهزت راسها بلا لمن شافت سيارة التاكسي وتحركت بعزم , لو جدت السير بتوصل للمدرسة قبل الخط الأحمر , مشيت ومشيت وقطعت سكة وهي مستغربة من بعد مدرستها اللي كانت تظنها قريبة , وقفت بين السكتين تطالع في السيارات المنطلقة بسرعة جنونية , لمن شافت سيارة تشبه سيارة عبد الكريم انقبض قلبها وهي تدعي بداخلها إنه مايكون هو عشان ما تصير فضيحتها بجلاجل , ممكن تنذبح على هالمشي اللي مشيته , لمن تباطأت السيارة حست بنبض قلبها يتباطأ معاها وهي تتخيل الكلام اللي ممكن ينقال لها , ولمن سمعت البوري رفعت راسها بخوف , ولمن شافت السائق السعودي الغريب يأشر لها إنها تعدي حست براحة فضيعة وتسارعت نبضات قلبها فجأة , قطعت السكة وهي تشكره بداخلها و عاهدت نفسها إنها أول مرة واخر مرة تمشي فيها لوحدها ولمن شافت مبنى المدرسة يلوح من البعيد حست بانشراح غريب وحست إنه هالمشي فادها كثير وغير الكابة اللي كانت تملأها , ضحكت بداخلها على خوفها وخبالها اللي خلاها تمشي هالمسافة كلها , أول ما شافت الحارس العجوز الواقف بثوبه العتيد وصندله البداوي اللي عفا عليه الدهر وشماغه المعقود فوق عقاله وهو ضاغط خيزرانه في الأرض بيمناه ويسراه خلف ظهره تبادر لذهنها صورة الحرس الملكي البريطاني ببزاتهم الحمراء وقبعاتهم الفرو الطويلة , سلمت بهمس وقالت : كيف حالك يا عم عبد الله ؟؟..
          قال بحماس بدون ما يتحرك من وقفته : هلا هلا أبله وسام , الحمد لله على السلامة , اش فيك جايه اليوم بدون سيارة ؟؟
          ابتسمت وقالت بهدوء : ظروف ..
          وشكرته ودخلت وهي تحس بحنان عجيب لهالرجل اللي جاوز الستين , 35 سنه وهو في هذه المهنة اللي كانت من بعد الله مصدر رزقه ورزق أبناؤه الثمانية , ابتسمت لبنته اللي في الصف الثاني واللي شالت المكنسة عن أمها اللي ماشية وراها وهي تسب بلهجتها المحببة لنفس وسام في بنات المتوسط اللي ما اهتموا في نظافة الساحة اللي تعبت بالأمس وهي تنظفها , سلمت عليها وسام وتلقت منها أحضان حنونة بعودتها سالمة , قالت البنت بخجل : حمد لله على السلامة يا أبلة ..
          ابتسمت وقالت بحب عميق : جزاك الله خير يا نهلة , تصدقين , كل يوم يزداد إعجابي بك وبخدمتك لأمك ..
          ابتسمت البنت بخجل فقالت وسام بلهجة صادقة : هذا البر كله بتلقينه في دنياك قبل اخرتك , صدقيني ..
          شكرتها ولحقت بأمها اللي تمشي بنشاط عجيب رغم سنونها اللي جاوزت الخامسة والخمسين , تحركت وهي تفكر بالفرق اللي بينها وبين أختها نهاد اللي في الثانوي واللي تستعر من أمها و تحب تتباهى بالأشياء اللي تضغط على أهلها عشان يوفرونها لها من معاشهم القليل ..
          تحركت وتوقفت لمن شافت الدفتر مو في مدخل الإدارة , عرفت إنها تجاوزت الخط بدون ما تطالع في ساعتها , دخلت للإدراة وسلمت على المديرة والمراقبة اللي انهالوا عليها بأسئلة جاوبتها بهدوء وهي تكبت بداخلها ضيقها ونفاد صبرها اللي بدأ يعاودها , وقعت تحت الخط وبسرعة تجاوزت الغرف ودخلت مكتبها , سحبت نفس طويل وعلقت عبايتها وجلست ورى مكتبها ودفنت وجهها بين ذراعينها المعقودة على المكتب ..


          *************************


          بعد نصف ساعة في فيلا أحمد :
          في غرفة العنود :

          : أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل ...
          ولمن خلصت أدراج تسريحتها على ما أرسل قالت باعتراض : لا ..
          وثواني ورجعت تأشر على أدراج التسريحة وهي تكرر الكلمتين وتأشر بعدها على أبواب الدولاب الستة : أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرس يوووووووووو ..
          وفردت يدينها وهي تقول بحزم : اخر مرة , على عدد اللي في البيت , أمي , أبويه , وال ....
          وعدت الهنوف والشغلات الثلاثة ولمن وصلت لما أرسل صرخت وهي تحك شعرها : ليه ؟؟؟
          ورمت نفسها على ورى منسدحة على سريرها , زفرت الهنوف اللي كانت تراقبها بصمت وقالت بطفش وهي تقفل الكتاب اللي في يدها : يختي إرسلي وفكينا , لازم تعدين ..
          قامت العنود من سدحتها وربعت بحماس وهي تقول : والله ..
          ومسكت جوالها وفتحت القفل وهي تقول : كان قلتي هالكلام من زمان ..
          ولمن فتحت الرسايل والابتسامة على وجهها قطبت والتفتت للهنوف وهي تهمس : طيب اش أرسل له ؟؟
          ضحكت الهنوف وقالت : لك ساعة أرسل ما أرسل واخر شي منتي حاطة في بالك اش بترسلين ؟؟
          زحفت العنود لطرف السرير وانزلقت من فوقه ببطء وجلست على الأرض جنب الهنوف وقالت : غششيني , اش أرسل ؟؟ انتي مجربة ولك باع طويل في هالسوالف ...
          ضحكت الهنوف وقالت وهي تفتح الكتاب : انقلعي عني , كل وحده وتجربتها , روحي دوخي زي ما دخت أول مرة ..
          لصقت فيها العنود وهمست برجاء وهي تطالع فيها بعيون متسعة بريئة : تكفييييييييين , قوليلي اش أرسل , رسالة غزل ولا رسالة خفيفه فيها دعوة ناعمه ولا إن شاء الله سب إنتي بس قولي ..
          دفتها الهنوف وقالت : لا تحاولين تطالعين فيني بهالعيون الكذابة , روحي ارسلي اللي يناسبك وفكيني ..
          لفت العنود بوزها وطالعت في جوالها وهي تقول : الدب من رجع جواله ما أرسل إلا رسالتين ومكالمة وحده , لا و ثلاث أرباعها صمت ..
          مسكت الهنوف ضحكتها وهي تقول بهدوء : عادي , يمكن هو من النوع الهادي اللي ما يحب يتكلم على الفاضي والمليان ..
          مصمصت بشفايفها بعدم استساغه لهالتبرير وهي تقلب في الرسايل , ثواني وقالت بطفش : اش رأيك أكتب شي بنفسي ؟؟ مو أحلى ؟؟
          هزت الهنوف راسها بتأييد وهي تحاول تركز على الديوان الشعري اللي اشترته مؤخرا ..
          وهي تحاول تستذوق الكلمات اللي تقرأها وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : صباح الخير يا بارد يا لوح يا جدار ..
          قهقهت الهنوف لمن سمعت كلمات العنود ولفت عليها وقالت : حرام عليييييييييييييك ..
          قالت العنود باستنكار : لا تحرمين على كيفك , مو عشان حسونه مريحك ما تحسين فيني ..
          سكتت الهنوف للحظة ورجعت قالت بهدوء : لا تقارنين , مو كل الرجال زي بعض لو بدأت تقارنين بتهدمين حياتك قبل ما تبدئينها يا عنيد ..
          ولمن شافت صمت العنود ابتسمت , كانت حاسة بدواخل أختها الرومانسية بجنون , كانت عارفه إنها تتساءل بداخلها عن سبب فتور عدنان تقارنه بالرغم عنها بحسان المندفع , همست بلطف : عنود قلبي أنا فاهمة اش بتقولين , ترا ممكن الرجال الصامت يكون حبه وتقديره واحترامه أعمق من الشخص اللي يعبر بالكلمات زي حسان , وطبعا هذا مو معناته إنه حسان مو صادق في حبه , لا بس في فروقات , يعني إنت لمن تكونين مع البنات تجرين وتبوسين وتضمين وتشترين ورود وتهدين وغيره لكن أنا عكسك , هاديه وما أعرف أعبر لكن هذا مو معناته إني ما أحب البنات أو ما أحبك بمقدار حبك لا , لكن كل له طريقته في التعبير , فهمتي ..
          قالت بصوت مخنوق وهي تزم شفايفها بضيق : الأفندي من قبل فرح عمور ما اتصل ولا أرسل , أففففففففففففففففففف , وما أبغى أرسل يقوم يقول هالبنت راميه نفسها ولا ما حسبت ...
          ابتسمت الهنوف وقالت بلطف : انزعي هالفكرة من راسك مافي هالشي بين الزوج وزوجته , مو لازم يكون هو المبادر , ودك ترسلين ارسلي , ليش تمنعين نفسك عشان هو ما أرسل , ارسلي وشوفي رده ..
          طالعت فيها وقالت بتريقة : طالعوا من يتكلم عن المبادرة ..
          رجعت الهنوف تفتح الديوان بخجل وهي تهمس : مو معناته إني ما أتكلم عندكم إني ما أبادر بشي ..
          رفعت العنود حواجبها ورمتها بنظرات فاحصة , لفت الهنوف وسألت بحدة لمن شافت نظراتها : خير ؟؟
          ابتسمت العنود بخبث وهمست : يمه منك وأنا أقول ولد خالتي مو مصروع من فراغ , بنت اش سويتي في الولد ؟؟
          زاد احمرار خدودها وهي تهمس : ولا شي , يعني اش بأسوي ؟؟
          ورجعت ودفنت وجهها في الكتاب وهي تقول بهمس أخفت : شوية رسايل ومكالمات وبس , الزهرة لو ما لقيت مين يسقيها بطبيعة الحال بتذبل ..
          شهقت وقالت بعدم تصديق : لا ما أصدق ..
          ضحكت الهنوف وقالت بهدوء بدون ما تطالع في أختها : تراني أستحي أقول هالكلام لأختي الصغيرة لكن إعرفي إن الرجال ما يعطي إلا بمقدار ما ياخذ , لا تنتظرين إنه يكون المبادر المعطي , الرجال زي الطفل الصغير لازم تراعينه وتبينين له إنه هو دنيتك وكل شي في حياتك لكن الذكية تخلي هالعطاء بحدود معقولة عشان ما يطالبك بالمستحيل بعد فترة , افهميها عاد ..
          تأملتها العنود بعدم تصديق , لأول مرة تسمع هالكلمات من الهنوف اللي كانت دائما تظهر لهم بمظهر الخجولة الصامته المستسلمة لكل شي حولها , لفت الهنوف وكملت : وشي مهم , لا تتكلمين عن أيييييي شي يصير بينك وبينه ..
          ابتسمت العنود وقالت : لا توصين حريص , أمي أعطتني محاضرة طويلة عريضة بعد الملكة عن الحفاظ على أسرار الزوج على قولتها ..
          ضحكت الهنوف وقالت : نفس المحاضرة اللي تلقيتها واللي تلقتها البندري الله يرحمها ..
          زفرت العنود لمن جا ذكر أختها وقالت وهي تقلب الجوال بين يدينها : الله يرحمها ..
          قالت الهنوف تخرجها من صمتها اللي بدأت تغرق فيه : قالت لك في محاضرتها على الشكوى ..
          ضحكت العنود وقالت : حسيتها كإنها بتخنقني , تقول لو ظلمك ولا تمشكل معاك على أي شي لا تجين تشتكين لأنه لو انحل الموضوع بينكم بعد كذا وتصافيتم وصرتم سمن على عسل بيقعد في قلبي وبأكرهه ليش سوى فيك كذا حتى لو تظاهرت قدامك بالعكس ..
          هزت الهنوف راسها وقالت بتأييد : إعرفي إنه مشاكلك لو طلعت من بين جدران بيتك وتجاوزتك إنت واياه حتنقلب حياتك وقتها لجحيم , كلوا في بعض وتضاربوا وتصافوا بدون شوشرة ..
          سألت العنود بتردد : عمرك تمشكلتي مع حسان ؟؟
          وانصدمت لمن قالت الهنوف بطريقة التضخيم : أوهوووووووو , لازم تصير شوية ..
          ودخلت يدينها في بعض تبغى تعبر عن المعنى قبل ما تكمل : لكنها تنحل الحمد لله ..
          ولمن شافت إنها كشفت كثير من الأشياء اللي ما يعرفها من حولها قالت بهدوء : ارجعي لرسالتك و تذكري إن المشاكل لا بد منها في بداية أي شي ..
          تذكرت العنود أمها وهي تهول لها أول سنة الزواج وهي تقولها إنها بتكون كلها مشاحنات لأنه كل واحد فيهم غريب عن الثاني وإنه الحرمة الذكية هي اللي تصبر أول سنة وتتجاوزها عشان تنجح بقية السنين لأنها هي اللي مفروض تقدم بعض التنازلات بدون ما يكون فيها تقليل من كرامتها , حتى إنها حكتها عن مواقف صارت لها واستغربت فيها إنه أبوها كان بهالشكل العصبي لكنها فهمتها إنه هذا الشي من طبيعة الرجل , حزمت أمرها وبدأت تكتب رسالتها , تأملتها الهنوف بابتسامة وهي تتذكر أول أيام ملكتها اللي كانت باختصار فوضى مشاعر واضطرابات تضحكها كل ما تذكرتها ..
          ربع ساعة مرت قبل ما تقهقه وهي تطالع في العنود اللي تدور في الغرفة زي الأسد الحبيس وهي تصفق يدينها وهي تقول بقهر : أنا اش خلاني أسمع كلامك , أنا حماره لو سمعت كلامك مرة ثانية ..
          ورفعت الجوال وطالعت في الرسالة اللي أرسلتها وصرخت : لا , أنا كيف كتبت هالكلام ؟؟
          وكشرت وهي تتريق على رسالتها ورمت الجوال بعدها على سريرها وهي تزفر وتغطي وجهها وهي تقول بصوت مخنوق من يدينها : ما يجي أنتحر ؟؟
          خففت الهنوف من ضحكها وحمحمت عشان تقاوم ضحكة جديدة وهي تقول : عنيد لا تتندمين على شي سويتيه , خلاص صار الشي وانتهى ..
          بعدت العنود يدينها وقالت بقهر : ما يجي أرجع الوقت وما أضغط زي الإرسال ..
          قالت الهنوف : قولي الحمد لله ..
          كورت يدينها ورفعتها لعيونها وقالت وهي تمثل البكاء : أها , أنا غبية , أكره نفسيييييييييييييييييي , حتى هو الدب ما رد , أها ..
          قامت الهنوف وحضنتها وهي تضحك وتقول : يا بنت عادي اش فيييييييييك ؟؟ الوحده لازم تمر بهالإضطربات والخوف و ..
          : هنوووووووووووووووووووووووووووووووووووف بلا فلسفه ...
          : طيب بأسكت ..


          *****************************
          الساعة 9 صباحا في الرياض :
          في مبنى وزارة التعليم :

          لف وجهه و غمض عيونه بقوة وهو يقبض يدينه ..
          : أخ سامر ..
          فتح سامر عيونه والتفت لصاحب الصوت وسحب نفس عميق ونحت ابتسامة مصطنعة وهو يقول : إن شاء الله ..
          لمن جا الرجال بيناوله قلم سحب قلمه المعلق في جيبه وقال بهدوء : معايا قلم ..
          وطالع في الورقة اللي قدامه , الكل كان يحاول فيه إنه يقبل واسطة أبوه , أخوانه كلهم , سحر , خلود , أمه حتى عماته حاولوا لكنه أصر على رأيه ومارضي بأي واسطة , رص القلم بقوة ووقع على الورقة , طالع في توقيعه للحظة قبل ما يناول الورقة للرجال اللي ابتسم له وهو يقول : الله يسهل لك ..
          قام وصافحه وتحرك خارج من الغرفة للممر الطويل المزدحم واللي يحوي غرف يصدر منها ضجيج العاملين , ابتسم للأشخاص اللي التفوتوا له لحظة خرجوه ومشي بخطوات ثابته , ولمن خرج من المبنى الكبير للمواقف تأملها للحظة قبل مايزفر وهو يقول : الحمد لله ..
          تحرك لسيارته وخرج جواله ودق على رقمه , ماكمل نص رنة إلا ووصل له الصوت المهتم وهو يقول : بشر ..
          ابتسم وقال : خير إن شاء الله , نقلوني للعيينة ..
          صمت أبوه حسسه بالذنب وذكره بواسطاته اللي سواها عشان ينقله للرياض بعد ما خرج من معهد الأمل , فقال بابتسامة : من بعد العيينة عن الرياض يا أبوي كلها ساعة بالكثير وأنا عندك ..
          زفرة أبوه وصلته وزادت عقدة الذنب بداخله قبل ما يسمعه يقول بمرح : على الأقل ما رجعوك للمردمة ..
          ضحك وقال وهو يحس بالإنشراح يرجع له : على قولك ..
          كمل أبوه بصوت قوي : يلا إن شاء الله كله في ميزان حسناتك , ربي بيختبر صبرك ..
          قال وهو يرص جواله : إن شاء الله تكفير عن اللي سويته ..
          ولمن ساد الصمت من الطرف الثاني دنق وفتح سيارته وهو يكمل : أنا رايح دحين للمدرسة عشان اخذ ورقة إخلاء الطرف ..
          : الله يسهل لك يا ولدي ..
          جلس في مقعده ودخل المفتاح وهو يقول : جزاك الله خير و ...
          توقف عن إنهماكه وهمس : سامحني يا أبوي ..
          وسكت للحظة يبلع غصة في حلقه وهو يكمل : في امان الله ..
          وقفل الجوال بعد ما سمع وداع أبوه , حط الجوال في حامل صغير معلقه عند المكيف اللي جنب الباب وقفل الباب وهو يصرخ بداخله ~ سامحني لأني صغرت من قيمتك قدام الناس وخليتك تتوسط لي عند اللي يسوى واللي ما يسوى , سامحني لأني بعد هذا كله رميت كل تعبك وما رضيت بالواسطة ~ طالع لورى ورجع سيارته عشان يخرج من الموقف وهو يفكر إنه محد حيفهم سبب اللي سواه , كان يبغى يعاقب نفسه , محد يعرف إنه إلى الان يلوم نفسه على حالة الإدمان اللي كان فيها , الكل يلقي اللوم على سليمان اللي كان يعطيه الحبوب على إنها حبوب صداع واللي كان يدسها في المويه أحيانا لو ما رضي ياخذ الحبوب لأنه مايبغى يتعود على أخذ الحبوب كل ما وجعه راسه , الكل يلقي اللوم عليه إلا هو , كان يلوم نفسه ليل نهار اللي ما انتبه للي حوله إلا متأخر , متأخر جدا , وحتى لمن انتبه مارضي يتحرك ويتعالج استمر في اللي كان فيه وهو يردد لنفسه إنه مايقدر يتعالج ولو تعالج بيرجع زي اللي قبله , كان يردد لنفسه المدمن بيظل مدمن وبيحن لإدمانه فليش أتعالج , ضرب الدركسون بقبضة يده بقوة وهو يعض شفته بقهر ورجع رفعها بتوجع ولمس الندبة اللي في خده , كان وده يشوف الثلاثة اللي ضربوه وشوهوه عشان يسلم على راسهم , بعد يده وطالع في ظاهرها اللي تخترقه خطوط أسمر من بشرته زفر وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
          وسحب نفس عميق وهو يصرخ بداخله ~ إنت تستحق كل شي يصير لك , تستحق كل شي , تعذب عشان تكفر ذنوبك وعشان تطهر ذاتك , خلي عقدة الذنب تخف عنك و... ~
          خرج من أفكاره لمن مر من عند مدرسة بنات , طالع في لوحتها ورجع يطالع في الطريق وهو يبتسم على حركته , خرج جواله وضغط رقم 2 في الاتصال السريع , ابتسم لمن سمع صوته المرح وهو يقول : والله توني اللي دخلت المنتدى , خلاص أطلع دحين ..
          ضحك وقال بغيض : لا تقوووول داخل باسمي ..
          : ها إنت ماكنت داري ..
          : ماهر يالنذذذذذذذذذذل قلت لك لا تدخل باسمي , والله لا أغير الرقم السري ..
          وصلته ضحكة ماهر قبل ما يقول بخبث : ياخي يازينها مراقبة قسم المرأة أبغى أشبك معاها وما بتطالع في وجهي ما دمت عضو عادي ..
          شهق وقال بصدمة : قسم بالله لو ترسل لها أذبحححححححك ..
          قال بتريقة : رسالة بريئة , بري ..
          قاطعه بحدة : بعيد عنك البراءة ..
          ضحك ماهر وقال : أصلا ما بتعطيني وجه لأنه على زين هرجها إلا إنها قوية , خلاص أحول على ذيك العضوة المرجوجة اللي دايم تقيم مشاركاتك , شكلها متيمة في غرا ..
          : ماهر إطلع من المنتدى ..
          ضحك ماهر وقال وهو يسمعه ضغطة الفارة : سجلنا خروج ياهادم اللذات ..
          زفر سامر وسحب أنفاس يحاول يهدي نفسه قال بعدها : نقلوني للعيينة ..
          : وععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع , بيض , بيض , بيض ..
          قهقه سامر من قلبه وقال : ياخي هالكلمة اللي مخترعينها ماخشت لي من زور , اش بيض ؟؟
          قال يفهمه : شفت الشي العفن اللي يرفع الضغط و يحتوي على كل شي مقرف , هذا يطلق عليه بيض ..
          هز راسه وقال : أها , طيب سري يلا ..
          : سري إنت ..
          : روح نام أحسن لك من تضيع الوقت في النت , أنا رايح المدرسة أسوي إخلاء طرف ..
          : الله يسهل لك ..
          ابتسم وقال : خبر أمي وسحر ..
          وصلته زفرته وهو يكمل عنه : وعدنان وخلود و خالد و ياخ اش هالقرف ؟؟ ترا الترابط الزايد يجيب الغثيان مو ناجي من هالسلسلة إلا المريخية اللي ما يدور عليها أحد تدور على أحد ..
          ابتسم سامر لأنه عارف إنه متضايق لأن الكل تدخل و كلمه على أريج اللي متخاصم معاها إلى الان ومو راضي يروح عشان يحل الموضوع وحتى مكالمة مو راضي يكلمها , قال : سوي اللي تشوفه , يلا مع السلامة ..
          وقفل الجوال وهو يحس قلبه يتقطع على توأمه , حاله في الأيام الأخيرة ما يسر العدو , وخروج مرة عمه اللي ماهي راضية ترجع لبيتها رغم كل المحاولات إلى الان زايد الطين بلة ومعقد الموضوع أكثر , خرج من أفكاره لمن شاف أسوار المدرسة , وقف سيارته وسحب نفس وتحرك , ابتسم له الحارس العجوز , سلم عليه سامر وسأله عن حاله وهو يحس بتوتر من أصوات الشباب اللي مازالوا في فترة الفسحة , فتح له الحارس الباب فدخل وهو يزين وجهه بابتسامه ..
          : أستاذ سامر ..
          اتسعت ابتسامته على صرخة طلابه المختلطة , تجمع حوله اللي يعزونه منهم , بلا شعور جال ببصره عليهم يدور عن وجهه لكنه ماشافه , مد يده يصافح الطلبة اللي طالعوا في يده بإحراج , ابتسم ابتسامة عريضة وقال : ما بتسلمون ..
          صافحوه بابتسامة متوترة , كان عارف إنه محد فيهم متعود على مصافحة أستاذه , استمع لأخبارهم بعد ما سألهم عن حالهم وتوجه بعدها للإدارة , حس بطعنة نجلاء لمن سلم عليه المراقب اللي زين وجهه بابتسامة باردة متكلفة وهو يناوله ملف وهو يقول : المدير في اجتماع مع بقية الأساتذة , هذا ملفك في كل أوراقك وبداخله كمان ورقة إخلاء الطرف موقعة ومختومة ..
          كان فاهم قصد المدير من هالحركة , ماكان يبغى يشوفه أو يسلم عليه لأنه عارف إنه كان بيده ينهي الموضوع وديا بينه وبين الاباء بدون شوشرة و بدون تدخل الوزارة , ابتسم وقال وهو يتناول منه الملف : شكرا , جزاك الله خير ..
          وتحرك وهو يقول بثبات : بأجلس عند أستاذ يوسف إلين ينتهي الإجتماع لأني أبغى أسلم على المدير وباقي الأساتذة ..
          وتوجه لمكتب المرشد الطلابي , كان بابه مفتوح , ابتسم وهو يشوفه جالس ورا مكتبه وهو يطالع من قزاز طاقته الواسعة المفتوحة على الساحة , دق الباب دقتين , التفت يوسف وأول ماشافه رسم ابتسامة ترحيب عريضة وهو يقوم من مكتبه وهو يهتف : ياحيا الله سامر ..
          وفرد ذراعينه , ضمه سامر وهو يحس بالطعنة اللي بداخله تخف , طبطب على ظهره بقوة وهو يهلي ويرحب فيه , ولمن بعد عنه قال بمرح : سمعت إنك رايح للعيينة ..
          ابتسم وقال : إي والله ..
          شد بيده على كتف سامر وهو يقول : شد حيلك ما أبغى أسمع عنك غير كل خير , وريهم الأستاذ سامر اللي أعرفه ..
          ذابت ابتسامة سامر للحظة لكنه رجع نحتها على وجهه وهو يقول : الله يسهل ..
          طبطب على كتفه ورجع شد عليها قبل ما يلف وهو يأشر له على المقعد اللي قدام مكتبه , جلس سامر وجلس يوسف مقابل له وهو يسأله عن أحواله ..
          دقايق مرت ووصلهم أصوات الأساتذة الخارجين من غرفة المدير , قام سامر وابتسم لمن شافهم جايين له بعد ما سمعوا من المراقب إنه جا , ثواني بعد تبادل السلام ولقي نفسه يضحك من قلبه على تنكيتهم على مدارس العيينة وأحوال أساتذتها , ولمن وصلهم صوت المراقب اللي يذكرهم بحصصهم ودعوه وتحركوا وهو توجه لغرفة المدير وهو شايل ملفه , تعدى من عند المراقب ودق باب غرفة المدير , قام المدير ومد يه من ورى المكتب , لكن سامر تحرك ولف من عند المكتب وصافحه وسلم عليه عربه وهو يقول : شكرا , جزاك الله خير ..
          وبعد عنه وهو يقول بصدق : لايشكر الله من لا يشكر الناس , كان شرف كبير لي إني درست في هالمدرسة , فعلا أنا شاكر لك دعمك لي في بداية حضوري , تشجيعك كان له فضل كبير بعد الله في تحسن مستواي , مع السلامة , إدعيلي ..
          وابتسم لوجه المدير المبهوت وخرج بهدوء وهو يرص على الملف بكل قوته و هو يصرخ بداخله ~ انتصرت , انتصرت ~ ماينكر إنه بذل مجهود خرافي للابتسام ولقمع كلمات العتاب اللي كانت تستصرخ بداخله لكنه حس بشعور غريب بعد ما قال هالكلمات , حس كإنه قفز سور عالي كان يعترض طريقه , أول ما خرج للساحة اللي خلت من الطلاب وسادها هدوء غريب لثواني اخترقت نسمة الهواء البارد ذاك الصمت واختلط صوتها بصوت تطاير أكياس الأكل اللي تناثرت بإهمال في الساحة وبصوت رنين علبة مشروب غازي تدحرجت في طرف الساحة , نزل الدرجات القليلة وتحرك وهو يحس باعتصار غريب بداخله , كان أكثر ما سبب هالعصرة هو غياب بدر اليوم , كان تراوده لهفة غريبة لرؤية وجهه المقطب وملامح الطفش اللي تلوح عليه عادة , ابتسم وتحرك خارج من أسوار المدرسة ..


          ************************

          تعليق

          • أحلى من الحلا
            عضو فضي
            • Aug 2007
            • 539

            بعدها بوقت في جدة :
            فيلا أحمد :

            : عنوووووووووووود , لا صلاة ظهر ولا عصر , قومي واستغفري ربك ..
            انقلبت العنود النايمة على بطنها على جنبها وهي تقول : سيبينيييييييي , دقيقة بس , دقيقه بس والله نعسا...
            وتخافت صوتها واختفى وهي تغط في النوم , زفرت الهنوف لمن شافت الجوال الغاطس في الفراش واللي كان مدفون تحتها , شالته وحطته على الطاولة ورجعت تصحيها وهي تقول : عنيييييييييييييييييييييييييييييييييييد ..
            ولمن شافت إنه ما اهتز فيها شي حتى رموشها دلالة على صحيانها هزتها وهي تقول : عنوووووووووووووووود ..
            رفت جفونها من دون ما تفتحها وهي تهمس : هنوف الله يخليك جلست أراقب الجوال ثلاث ساعات والدب ما دق فالله يخليك خليني أنام ..
            قالت الهنوف بعناد : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى , العصر له نص ساعة مئذن ..
            طلعت صوت باكي وهي تقول : خمس دقايق بس ..
            زفرت وقالت : خمس دقايق ..
            وتحركت خارجه وهي تقول لأمها الجالسة في الصالة : هذا كله من السهر ..
            قالت هدى بهدوء : تعرفينها تمر عليها أيام ما تنام , من زواج عمر ما جاها النوم , لا في الليل ولا في النهار , عيونها طايحة لكنها ما تغمض ..
            قالت الهنوف وهي تزفر : الله يعينها , لازم تغير هالطبع فيها قبل ما تتزوج ..
            : لا تجيبين طاري الزواج عشان مايجيني استفراغ ..
            التفتوا وشافوها عند الباب شعرها الطويل مفلوت بفوضويه وبلوزة بجامته القطنيه جهتها اليمنى محشور جوة البنطلون وهي تحك شعرها بيمناها وباليسرى تحك جنبها من تحت البلوزة , قالت أمها وهي تأشر على خصرها المكشوف من حكها : هي غطي , شويه وتفصخين ..
            زفرت وتحركت ببطء وهي تسحب رجولها ورمت نفسها على الكنبه جنب أمها , حطت راسها في حضن أمها ودلت رجلينها من فوق يد الكنبه وهي تقول : نعسانه ..
            مسدت هدى شعرها وهي تقول بحنان : يلا قومي صلي وارجعي نامي ..
            قالت الهنوف وهي تضرب أقدامها المدلاة العاريه : حلوة ترجع تنام , خططنا نروح لجرير مع البنات ولا ناسية ..
            قالت العنود وهي مستمتعة لأقصى حد بدبدبة أمها لشعرها : يا ذا جرير , أشوفكم صايرين افات كتب , بس مو مشكلة لو تبغيني أروح المريخ رحت لك , أمي شويه على اليسار ..
            ضحكت الهنوف وقالت أمها وهي تدفها : قومي صلي ..
            قالت برجاء وهي تنقلب على جنبها وتسحب يد أمها وترجعها لشعرها : أمي تكفين , كمان شويه ..
            التمعت الدموع في عيون هدى وهي تمسد على شعرها وهي تهمس : البندري الله يرحمها ماكانت تحب أحد يلعب في شعرها عكسك , من هي صغيرة في الابتدائي وهي تخلي شعرها مفرود وتقصه كله عشان ما أمشطه أو أمسكه ..
            سكتت الهنوف وقالت العنود وهي ترفع يدها وتقبض بها على يد أمها اللي على راسها : راحت لحياة أفضل إن شاء الله , راحت للي أحن مني ومنك يا أمي ..
            سحبت هدى يدها و مسحت دموعها قبل ما تنزل وقالت : الله يرحمها ..
            اعتدلت العنود في جلستها وقالت بحماس : أمي تعالي معانا لجرير والله بتعجبك ..
            استغربت أمها من الطلب وقالت : واش أبغى فيها ؟؟
            قامت وسحبت أمها من يدها وهي تقول : كلمي أبويه وقوليله بأخرج مع البنات , يلا نتنفه شويه , من عند جرير ننطلق لشارع الأربعين نحو البيك ونطلب لنا ذيك الوجبة المحترمة بالثوم , أففففففف ..
            وتحت إلحاحها راحت هدى تكلم أحمد وراحت العنود عشان تصلي , أول ما شافت الجوال في موضعه على الكومدينه تفلت عليه وقالت بغيض وهي تدخل الحمام : مالت ..
            صلت فرضينها وهي تحس بقهر على تفويت الظهر , قامت وهي تقول بعتاب : انرمت صلاة الظهر في وجهك يا ست عنود وقالت لك ضيعك الله كما ضيعتيني , استغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
            وجلست على سريرها وفتحت الدرج عشان تخرج شنطتها الصغيرة المحتفظة فيها بمصروفها , انتبهت للمستطيلين اللي فوق بعض رسائل ورادة :4 مكالمات لم يتم الرد عليها : 9 ..
            شهقت ورفعت الجوال بسرعه وفتحته , مكالمتين ورساله من سفانة تذكرها بالخرجة و ثلاث رسائل وسبع مكالمات من الدب , انصقت لمن قرت الرسائل من تحت من أول رسالة وصلتها ..
            (( كنت في اجتماع مهم وما خلص إلا قبل شوي عشان كذا مارديت ))
            فتحت الرسالة اللي بعدها بسرعة وهي تحس نبضات قلبها تزيد ..
            (( عنود ليش ما تردين ؟؟ ردي علي ضروري ))
            قالت بغيض وهي تفتح اللي بعدها : كنت نايمه , واش دراني إنك في اجتما ...
            ولمن وقع بصرها على الرسالة الأخيرة فتحت عيونها على اتساعها ...
            (( عنيدي قلبي ..
            بعدي الجوال عنك لمن تنامين عشان ما تفضحين أسرار الدولة وانتي نايمه ..
            أول مرة أدري إنك من النوع اللي ما يصحى من النوم على دق الجوال و....
            (*_*) يتسحب في الكلام كمان ..))
            صرخت من أعماق قلبها : لا ا ..
            وبعد نص ساعة من صرختها اللي خرقت سكون الفيلا , مسحت دموعها الغزيرة وهي تحاول قدر الإمكان إنها تتمالك نفسها لكن من شافت خدود العنود المنتفخه من كثر الزعل وعيونها المحمرة المنفخة من كثر البكى انفجرت تقهقه مرة ثانية وهي تمسك بطنها بيد وباليد الثانية تمسح دموعها وهي تقول بتأوه : يا بطنييييييييييي يا بطنيييي , والله بتتفتق ..
            قالت العنود بغيض وهي تطالع فيها بحقد : يعلللللللللللها تتفتق يارب على الضحك اللي ضحكتيه عليه ..
            زاد ضحك سفانه وهي تقول : غصصصصصصصصب عني , غصب عني , أووووووهووووووو , بطني , بطنيييييييييييي والله بتتفتق والله بتتفتق من كثر الضحك ..
            قالت ريم وهي تزفر : صراحة يا عنود دوري لك حفرة وادفني نفسك فيها , اش هالموقف السخييييييييييييييييف اللي حطيتي نفسك فيه ..
            التمعت الدموع في ماقيها وهي تقول بتريقة عشان تضيع الصيحة اللي تحاربها : إذا فيك حيل تحفرين احفريها وريحيني لأني من كثر ما جفت موية وجهي تعبت وأنا أتشحد الناس موية للوجه فماعاد فيني حيل , تسوين فيني خدمة لو حفرتي لي حفرة ..
            قالت الهنوف بتعاطف : استغفر الله مو لهالدرجة الموقف م .. م ...
            وسكتت مهي قادرة تكذب عليها أكثر , قالت ريم بتريقة وهي تشوف عمتها جايه : خلونا نروح المكتبة أول بعدين لمن نرجع أساعدك في حفر الحفرة ..
            زفرت العنود وهمست : أموت وأعرف أنا اش قلت له , ماني متذكرة ولا حرف ..
            قالت سفانة وهي تلف طرحتها : إن كان سبيتيه بوحدة من سباتك ذات الوزن الثقيل قولي على الدنيا السلام ..
            شهقت العنود وقالت : أنا ما أسب هالسبات إلا ..
            رفعت سفانة حاجبها وقالت : فاكرة يوم اتصلت عليك وقاطعتيني وأنا أسلم وقلتي #### يالكلبة لا عاد تتصلين علي وأنا نايمة ..
            ضربت صدرها وهي تقول : بيطلقنيييييييييي , والله يطلقني لو سمع هالسبة ..
            وصفعت خدودها وهي تطالع فيهم , ضحكوا كلهم و سحبت ريم جوال العنود وبعد عدة ضغطات قالت : أقل من دقيقة زمن اخر مكالمة , اش تتوقعين قلتي فيها ..
            قالت سفانة بتريقة وبطريقة مسرحية : ##### تبعها شهقة عدنان المصدوم قبل ما يقفل السماعة في وجهها ..
            هتفت الهنوف باستنكار : سفانه ..
            ولفت على العنود الشاحبة وقالت وهي تسحبها : سبيك منهم يحبون يتريقون , إمشي أمي تستنى ..
            خرجوا لهدى اللي تنتظرهم عند سيارة السواق , سألت الهنوف : مين جابكم ؟؟ ..
            ابتسمت سفانة وقالت وهي تمرر سبابتها اليمنى بين أصابعها اليسرى عشان تعدل قفازها : حسونه ..
            والتفتت لريم اللي كانت تتأملها , استغربت من نظرتها لكنها كملت : والشي الغريب ستو ريم طاح عليها أدب غير طبيعي ..
            خرجت ريم نفسها من سرحانها وتأملها لسفانة وقالت مدعية الأدب : خلاص الرجال تحدد زواجه , لازم أحترم نفسي شوية ..
            ضحكت الهنوف بإحراج وقالت سفانة بتريقة وهي تخاطبها : تصدقين عاد , أول مرة يكون هادي ورزين , شكله تحديد الزواج عقله شوي , حتى جدة حمده قالت له لو دريت إنه تحديد زواجك بيثقلك كان حددناه من 10 سنين , وطبعا استلمناه محشات وهو لأول مرة مطنش وساكت ..
            همست الهنوف بلا تفكير وهي تحط يدها موضع قلبها : يا قلبي هو ..
            صرخوا بحماس و أشرت عليها سفانة وهي تقول بحماس : سمعتك , سمعتك , والله عند حسونه ..
            وقالت ريم بتريقه وهي تضحك : شكله حسونه عقل والهنوف قامت تتخيبل ..
            ولفت على العنود وسألت : مو ؟؟
            وتخافت سؤالها وهي تشوف العنود مهي معاهم سارحة في عالم ثاني , دقتها سفانة بقوة وهي تقول : الله ماخذ عقلك وسبيتيه وإنت نايمه يتهنا به ..
            وضحكوا لمن ضربتها العنود وهي تسبها بغيض وهدى تناديهم عشان يستعجلون وهي تدق على السواق عشان يجي للسيارة ..



            **************************


            بعد العشاء في الرياض :
            شقة نجلاء :

            : لو تقدم لك سامر توافقين عليه ؟؟
            بعدت وسام بصرها عن شاشة الكمبيوتر والتفتت لهيام باستغراب وهي تسأل : اش هالسؤال الغريب ؟؟
            ~ يكون دريت عن الموضوع ولا سمعتني أنا وأمي !! ~ كان قلبها ينبض بقوة بداخلها وهي تطالع في أختها بانتظار إجابتها , هزت هيام أكتافها وقالت وهي تسحب مقعد بلا ظهر : قابلته اليوم وهو طالع لغرفته فجا هالسؤال في بالي ..
            وجلست , ~ أشششششششششششوه , على بالي ~ رجعت وسام لشغلها وبدأت تفتح صفحات المواقع اللي تبحث فيها عن دراسات تختص بمشكلة الشذوذ الجنسي , كانت مشكلة ملاك وشلتها تؤرق نومها , سألت وهي تطلع على المعلومات المكتوبة : واش معنى هالسؤال اللي في بالك ؟؟
            قالت وهي تهز أكتافها : لأنه أثير رفضته , فقلت لنفسي ..
            التفتت وسام بصدمة وقاطعتها وهي تقول : أثير ..
            استغربت هيام ردة فعلها فهمست : مو هو تقدم لأثير قبل فترة عن طريق سحر ورفضته أثير ..
            قطبت وسام حواجبها وهي تهمس بحيرة : عن طريق سحر !!..
            قالت هيام بسرعة : جس نبض بس ..
            طالعت فيها وسام بحدة وقالت بعتاب : المفروض مادام الموضوع مجرد جس نبض محد يتكلم فيه ..
            وزفرت وقالت وهي ترجع للشاشة : الحق على أثير , كان المفروض ما تطلع الموضوع ..
            قالت هيام بإعتراض ودفاع : يعني ما تقول لنا ؟؟
            قالت وسام وهي تلف عليها : لا , مفروض ما تقول , لأنه هالموضوع كان سري , أصلا الخطبه مفروض تكون سرية لأنه لو ماصار موافقة من أي من الطرفين محد يدري عشان مايتضرر واحد فيهم ..
            وزفرت وقالت : دحين أسألك بالله لو تقدم سامر لك أو لإسراء أو أي وحدة من بنات العائلة بتوافقون ولا ترفضون ..
            ولمن سكتت هيام قالت : شفتي , مافي وحدة بتوافق , ليييييييه ؟؟ لأنه ست أثير رفضته , كل وحده بتقول رفضته أثير وأوافق عليه , تقدم لأثير قبلي , كان وده في فلانه ورفضته وكان وكان , عرفتي ليش مفروض تسكت وماتتكلم ..
            ولمن شافت تغير وجه هيام ابتسمت وقالت : حبيبتي , هالكلام نفسه ينطبق على الرجال , يعني لو سامر دخل نظرة شرعية على أثير وماعجبته وكان الكللللل داري إنه شافها وماعجبته اش بيصير ؟؟ كل اللي بيتقدمون لأثير بعد كذا بيتراجعون لأنهم مهم عارفين سبب تراجع سامر , بيقولن أكيد مهي حلوة ولا فيها عيب ولا ولا وهي مافيها شي بس ممكن إنها ماناسبت سامر ..
            فكرت هيام وقالت : إي والله صح , ما فكرت بهالشي ..
            زفرت وسام وقالت بغيض وهي تهز راسها بتحسر : كان المفروض تعرفون هالشي , منتم صغار ..
            قالت هيام وهي تشوفها تعدل نظارتها اللي تلبسها وقت الشغل على الكمبيوتر عشان الأشعة الصادرة منه على قولتها : تصدقين لمن شفته اليوم جلست أسأل نفسي ليش رفضته أثير عشان شكله , صح هو فيه ..
            لفت وسام وهتفت بصدمة تقاطعها : إيش ؟؟ رفضته عشان شكله ؟؟..
            انتفضت هيام من صرختها الحادة وسألت بتوتر : وسام اش فييييييك ؟؟
            زفرت وهي تضرب الفارة بقوة على سطح المكتب وتطقطق بها تقفل الصفحات وهي تقول بغيض : هيام قفلي الموضوع رجاء , صدق صدق سخافة بنات , قال إيه , ترفضه عشان شكله , لاحول ولا قوة إلا بالله , في بنات في البيوت يتمنون أي رجال طيب عشان يعيشون في بيت خاص بهم ويجيبون عيال , يحلمون بحياة غير الحياة اللي يعيشونها وناس تتشرط , من جاءكم من ترضون دينه فزوجوه , يا خسارة بناتنا اللي صار همهم الشكل ..
            سحبت نفس ولفت على هيام اللي تطالع فيها بتوتر , سألتها بهدوء : لو تقدم لك بترفضينه ؟؟
            هزت هيام راسها بإيوه وهي تقول بسرعة : بس مو عشان شكله , لا والله , أصلا اش أستفيد من واحد حلو أخلاقه شينه , هو صح في ضربه في وجهه غريبة وشكلها ما أدري كيف لكن أنا بأرفضه عشان الإدمان ..
            وقالت بسرعة قبل ما تتهمها أختها بالقسوة : أكثر المدمنين يرجعون للإدمان و ...
            قطعت حديثها وهتفت بخوف : تخيلي لو رجع للإدمان ..
            فكرت وسام إنه فعلا هالموضوع صعب جدا , ماقدرت تلوم هيام خاصة إنها واجهت رجل في حياتها مارس بعض أنواع الإدمان ومو أي رجل , أبوها , و كل بنت من حقها إنها تخاف على مستقبلها مع رجل كان له ماضي مريب زي سامر , ولمن تذكرت إنه أثير رفضته عشان شكله حست بدمها يغلي يداخلها من الغيض خاصة وهي تتذكر وحده من بنات ثاني متوسط تصيح عندها وتشتكي لها من حبها المجنون وتعلقها بالممثل الهندي هرتيك وبوسامته و ابتسامته , زفرت وهمست لنفسها : الحمد لله , ما أتخيل إن الشكل يكون عندي أساس لكل شي ..


            ************************


            بعدها بوقت في جدة :
            في فيلا أحمد :

            زفرت وقالت وهي تتحرك ورا العنود : عنيدي , الشردة ما تنفع , إلى متى بتشردين ..
            طالعت فيهم العنود بحدة وقالت وهي تفك عبايتها : طببببببببببببببعا مو حضراتكم اللي منتم عارفين اش قلتم أثناء نومكم ..
            سحبت الهنوف شنطتها وخرجت منها جوالها و ناولته لها وهي تقول بحدة : ردي على ولد الناس وإنت ساكته ..
            قالت وهي تسحب الجوال وتطالع فيهم باستنجاد : طيب خليكم معايا ..
            هزوا أكتافهم باستسلام , ردت على عدنان وهي تهمس : نعم ..
            لمن وصلها سلامه الهادئ البارد ردت عليه وهي ترقص خصرها لهم وتمثل إنه تلطم خدها , مسكوا ضحكهم وأشروا لها تركز معاه , صمت ساد بعد ردها للسلام , ثواني مرت وصارت دقيقة , أشرت لها سفانة بتساءل هزت أكتافها وتحركت في الغرفة وسحبت دفترها وكتبت لهم في اخر صفحة ( صمت , اش أسوي ؟؟ ) , أشرت لها الهنوف تتكلم , أشرت بيدها بغيض بمعني إيش , همست الهنوف بدون صوت : أي شي , كيف حالك ؟؟
            سحبت نفس واستجمعت شجاعتها وقالت : ا , كيف حالك ؟؟
            وغمضت عيونها بقوة , لكن الصمت كان جوابها , فتحت عيونها وسألت بخوف : اش فيك ساكت ؟؟
            وصلها صوته البارد وهو يقول : مافيني شي , بس أنا من كثر اتصلاتي عشان تطنشيني يا ست عنود ..
            انصعقت من لهجته وكلامه , فقالت بتلعثم : ما طنشت أنا كنت ..
            قال يقاطعها : لا طنشتي , لكن المرة الجاية يوم ما يكون فيك حيل تردين اقفلي الجوال وأنا أفهم , أما إنك تخليني أدق و ما تردين ..
            أشرت لهم يخرجون وهي تقول بخوف وهي تحس نبضات قلبها تتسارع : مهي حكاية ما فيني حيل , الجوال كان ..
            قال يقاطعها : ماكلفتي على نفسك تتصلين تشوفين اش كنت أبغى ؟؟
            التفتت لمن حست بيد على كتفها , مدت لها الهنوف الدفتر وراحت , طالعت فيه لقيتها كاتبه ( لا تجادلين , أكيد زعلان , اسكتي وخليه يفرغ بعد ما يهدأ فهميه ) , سكتت وهي تحس الدموع تحارب عيونها وكمل هو بغيض : أنا ما أدري لو إني من هالرجال اللي يتصلون عشر مرات في اليوم واخر الليل اش كنت بتسوين , يعني أنا ما اتصل إلا من فترة لفترة ويوم أتصل يا نايمه يا الجوال بعييييد !!..
            كان ودها تقول المرات اللي فاتت رديت لكنها التزمت الصمت زي ما نصحتها هنوف أكيد هي مجربة وعارفه , وتفاجأت لمن كمل بدون ماينتظر ردها : حتى رسالتي ماكلفتي على نفسك تردين عليها ؟؟ ما فكرتي اش شعوري , زين اللي نمت و مانتظرت رد ...
            وكمل ببرود مفزع : وحتى بعد ما صحيت لا لقيت رسالة ولا مكالمة , ما أقول غير شكرا على الاهتمام ..
            وسكت بعدها , كانت تسمع أنفاسه الثائره , مسحت دمعة سالت على خدها وجلست على السرير وهي راصة الجوال على إذنها بصمت , ثواني وصلها صوته الهادي وهو يهمس : ماني سامع رد ..
            ابتسمت وقالت : هو إنت سألت عن شي , إنت قاعد تقر ..
            ولمن سمعت صمته قالت : ما بأقعد أبرر لأني ما أحب التبرير , لكن إعرف إني ما طنشت , أنا من صحيت اضطريت أخرج من البيت وهذي رجعتي وكنت ناوية أتصل رغم صعوبة الاتصال ..
            سألها بحدة : رغم صعوبة الاتصال ؟؟
            سحبت نفس وقالت بحدة : أنا ماني فاكرة اش قلت لك وأنا نايمة ..
            وتفجرت دموعها اللي حبستها طويل بصمت , مسحتها بخشونة وهي مقهورة من حساسيتها الزايد وقالت بنفس الحدة : إنت ماتعرف الضغط النفسي اللي تعرضت له وأن أحاول أعصر مخي أحاول أتذكر اش قلت في الدقيقة ..
            صمت ساد قبل ما يقول بصوت غريب : مهي دقيقة , الدقيقة كانت ثاني مكالمة مو الأولى اللي صكيتي الخط فيها على وجهي ..
            شهقت وهي تفز من مكانها , وتفاجأت لمن قال بعصبية : دحين مطنشتني ومخليتيني أهوجس وأراجع رسايلي خوف فيها شي زعلك كللله عشان كذا ..
            قالت بذهول وهي تحس قلبها يخفق بشكل غريب : ها ..
            قال بحدة : اش ها ..
            حدته خففت حالة السرحان اللي صابتها فقالت بداخلها بغيض ~ يا دب لا تتريق ~ ورجعت تقول بحنية ~ اخ يا عممممممري هو خايف على زعلي ~ جلست على السرير وهي تهمس بخجل : والله ما قصدي أصك السماعة في وجهك أنا لمن ما أنام فترة وأرجع أنام والجوال عندي ممكن أتكلم بدون , بدون ..
            وما عرفت كيف تشرح له , فكملت وهي تمسح بقيا دموعها : وخفت إني زعلتك بكلمة ولا ..
            وقطعت تفسيرها وتجمدت يدها عند طرف عينها هي تسأل بخوف : زعلت مني ؟؟
            قال بهدوء : لا لأني عرفت إنك نايمة , بس لا عاد تخلين الجوال جنبك وإنتي نايمة , أخاف يتصل عليك واحد ويقعد يسحبك في الكلام , اللي زعلت منه عدم ردك ..
            ~ كنت برا , معقول لازم أعطيه تفاصيل تحركاتي ~ قاطع أفكارها لمن كمل بعتاب : أنا ما ألزمك تعطيني خبر كل ما خرجت , مالي حق في هالشي وإنت منتي تحت سقف بيتي , لكن لمن أتصل ردي علي وقولي إنك برا بأصك وارجع أتصل بعد فترة أو أستناك تتصلين لا رجعت , أو على الأقل ارسلي رسالة خبريني فيها إنك ما تقدرين تردين لأنك برا , ما بتكلف عليك شي ..
            حست بالخجل من نفسها وكان ودها تعتذر لكن كلمة اسف ما خرجت من بين شفايفها وكانت تحس برغبة في الدفاع عن نفسها وتبرئة نفسها قدامه , دق عليها وهي في المكتبة وماقدرت ترد عليه وهي خايفة إنها تحتاج تبرير وغيره والمكتبة أبدا مو مكان مناسب لفض النقاشات في الجوال , تناست هذا كله لمن تذكرت أمها لمن قالت لها اخضعي له في كل اللي يقوله و تذكري إنه جنتك ونارك و حيصير الرجال اللي تبغين فقالت بصدق متجنبة كلمة اسف قدر الإمكان : المرة الجاية بأتذكر هالشي إن شاء الله وما بيتكرر ..
            وزفرت براحة , ماكان صعب عليها إنها تعترف بخطأها و استغربت لمن قال بلطف يفهمها : عنودي أنا زعلت لأني كنت أبغى أسمع صوتك , من الصباح وأنا أتصل , حتى يوم رديتي علي وسمعت صوتك كنت شويه وتضاربيني ليش صحيتك من النوم ..
            ضحكت وقالت بعفوية وهي تلعب في خصلة من شعرها : أصير شرانية وقت النوم ..
            زفر وقال بضحكة : على كذا الله يعيني ..
            لمن انتبهت لكلمتها اللي ممكن لها معاني كثيرة قالت بلا تفكير : لا ماقصدت النوم النوم , قصدت ..
            ولمن شافت إنه تفسيرها زاد الطين بلة غمضت عيونها وهي تسمع قهقهته , ضربت جبهتها وهي تقول من بين أسنانها : غبية , متخلفة , كان سكتي , هذي اللي بتكحلها تعميها ..
            و تفاجأت لمن قال : بالعكس , ضحكتيني في وقت كنت في أمس الحاجة فيه إني أضحك ..
            عضت طرف يدها وهي تصرخ بداخلها ~ كنت أكلم نفسي , اخ يا رب متى أبطل هالأفكار المسموعة و ~ فتحت عيونها على اتساعها وسألت بسرعة : لييييييييش ؟؟
            : ليش إيش ؟؟
            انحرجت من اندفاعها فهمست : ليش كنت في أمس الحاجة إنك تضحك ؟؟
            بدأ يكلمها عن العمل وعن ثامر بشكل مختصر واستمعت له بصمت وبعد ما انتهى قالت له وهي تتذكر كلام أزهار لجاسم اللي يتذمر من عمله كل ماجاهم : الخيرة فيما اختاره الله , يمكن مالك خير في هالمنصب أو ممكن كان بيجر عليك شي مو زين , ربي ما يضيع تعب أحد , بيجي يوم ويقدرون تعبك وإخلاصك في العمل ..
            همس بصوت غريب : هذا اللي كنت محتاج أسمعه من الصباح ..
            حست بإحراج فضيع رغم إنه ماقال شي , لكن نبرة صوته كان فيها شي غريب , قالت بدفاشة تبغى تضيع خجلها : يعني لو مو رسالتي ما كان اتصلت سيد عدنان ولا فكرت حتى تتصل ..
            انصعقت من جرأتها لكنها ما كانت تقدر تتراجع , سبت خجلها ودفاشتها وهي تغمض عيونها وهي تعض لسانها بقهر , وتفاجأت لمن قال بهدوء : لو بأطاوع نفسي بأتصل كل شوي وبأتكلم على الفاضي والمليان فأحسن شي إني أتصل يوم يكون عندي شي ..
            ~ يا حمار لو تقول كيف حالك بس مو لازم تقعد تقرقر , بين إنك مهتم بس , أفففففففف ليش ما يحس فيني ؟؟ ~ انقطعت أفكارها لمن سأل بذات الهدوء اللي يثير أعصابها : تبغيني أتصل كل يوم ؟؟ إذا تبغيني ..
            قالت تقاطعه بإحراج وحدة : لا ..
            وصرخت بداخلها ~ مالت عليك تحسسني كإني أتشحد منك الاتصال ~ قال بشبه ضحكة : طيب لا تاكليني ..
            لفت بوزها بغيض وهي ودها تدخل السماعة وتخنقه من القهر اللي تحسه , قال بعد لحظة صمت ينهي المحادثة : تامرين على شي ..
            من الضيق والخجل بالقوة سحبت الكلمات من فمها سحب وهي تهمس : مايأمر عليك عدو ..
            قال : في أمان الله ..
            لفت بوزها وهمست : في حفظ الله ..
            وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : العنود ..
            رجعت الجوال لإذنها وقالت بلا تفكير : هلا ..
            وصلها همسه وهو يقول : أول مرة تنطقين اسمي ..
            حست بقلبها بيخرج من قفصه , حطت يدها على موضع قلبها و قالت بعفاشة من شدة خجلها : طيب ويعني ؟؟..
            ضحك وقال : اش فييييك بتضاربين ؟؟ كنت بأقولك إنها أول مرة أسمعك تنطقينه ..
            وكمل بهمس رقيق : المرة الجاية أبغى أسمعك تنطقينه بدون كلمة سيد ...
            ~ أها بيوصل عتبه بشكل لطيف , فهمنا يا سيدي , أسمعهم يقولون مزحة برزحة أول مرة أشوف همسه برزحه ~ خرجت نفسها من أفكارها لمن قال : يلا تصبحين على خير , عندي مخطط لازم أخلصه قبل ما أنام ..
            همست : وإنت من أهله , الله يعينك ويسهل لك ..
            وقفلت الجوال وطالعت فيه فترة قبل ما تزفر وهي تحطه جنبها , فردت يدها اليسار وبدأت تطوي أصابيعها بسبابتها اليمنى وهي تعدد : أول مكالمة في العزا , ثاني مكالمة في رمضان في سيارة جاسم , ثالث مكالمة يوم أوراق عوعو العلة أنا اتصلت ..
            وقطبت وهي تقول : أحسبها ولا لا !! أحسبها مادام كلمني فيها ..
            وكملت : رسالة العيد ..
            رجعت قطبت وقالت : أحسب الرسايل !! لا , أعددها بس ما تنحسب ولا ..
            طالعت في يدها اليسار وطالعت في يدها اليمين , فردتها وطوت خنصرها تحسب الرسايل في اليمن , كملت : مقابلة العيد , مكالمته في نفس اليوم من جوال جاسم , رسالته من جواله أول ما رجعه ومكالمه بعدها , ورسالة قبل زواج عمر , واليوم ثلاث رسايل ومكالمة ..
            طالعت في يدينها ولمن شافت إنها ضيعت الحساب قالت وهي بتقوم : لا زين , مادام انطوت كل أصابيعي الحمد لله ..
            لمن رن جوالها برسالة لفت بسرعة وفتحتها ..
            (( ما كل غالي بالرسايل نوفيه ..
            بعض الغلا في داخل القلب مرساه ..
            دايم لكل إنسان ميزة تحليه ..
            وإنتي بعيني شي ما ألحق على أقصاه ..
            الله يطول عمر قلبك ويحييه ..
            لشخص يشوفك ......... أنت أجمل هداياه ))
            خرجت من أفكارها بعد إعادتها للرسالة كذا مرة لمن حست بوجع في وجهها , اكتشفت إنها كانت مبتسمة لأقصى درجة , ضحكت وهي تتخيل لو أحد دخل عليها بيشوفها مجنونة تطالع في الجوال وهي مبتسمة , مدت يدها ورصت أطراف فمها بتضيع الضحكه وهي تهمس : حمار , خبل بي ..
            وفكرت لثواني اش ترد عليه , لمن لقيت إنها مستحيل ترسل له من الرسايل اللي عندها لأنها ماتحب ترسل إلا رسالة تعنيها بكل مافيها تذكرت رسالة تناسبها فأرسلتها ورمت الجوال وخرجت للبنات ..


            **************************
            في نفس الوقت في الدمام :

            (( هذي الرسالة مافيها كلام ..
            بس شوف اسمي عاليها تلقى اسمي يضويها ..
            وش تبي أكثر من هذا الشي يحليها !!
            قول مغروره قول اللي تبي ..
            أنا أدري أي رسالة مني لو فاضية ..
            تنسيك الدنيا وبلاويها ..
            وهذي حقيقة صعب عليك تخفيها (*.^) .. ))
            رفع حواجبه لثواني قبل ما يضحك وهو يقول : الله يعينني عليك يا عنود , الله يعينني عليك ..
            وطالع في الجوال ورجع يضحك , دخل عليه أيمن بدون ما يدق الباب , قال : خير , الأخ مبسوط ..
            حمحم عدنان وحط الجوال على ساند الأقلام اللي في طاولته وقال وهو يعدل المخططات المفردوة على الطاولة الرسم المائلة وقال بتريقة : متى أعلنوا قرار منع الضحك ..
            اتكأ أيمن على طرف الباب وقال وهو يحك رقبته وذقنه اللي ما حلقها بشكل عكسي من تحت لفوق : لا بس قلت أشوف يمكن عندك خبر حلو من هنا ومن هنا , تعرف النفس خايسة هالأيام ..
            وصلهم ضحك هاني من الصالة وهو يقول : خايسة هالأيام عشان الخويات كثروا ومنت عارف تتصرف معاهم , ياخي قلت لك خليك على خمسة ماسمعت ..
            ابتسم عدنان بأسف على حال أصحابه وقال وهو يمسك المسطرة يتأكد من المقاسات : إنت تقرب من ربك شبر يتقرب منك باع , وروح له مشي يجيك هرولة ..
            قطب أيمن مو فاهم اللي قاله , لف عليه وقال بعتاب : قصدي صلي فروضك اللي ما أدري متى اخر مرة ركعت فيها لربك و بتلقى الخير ينفتح في وجهك ..
            قال باعتراض : أنا أصلي ..
            رفع عدنان حواجبه ورجع لأوراقه بصمت قبل ما يقول بهدوء : صدقني لو استمريت في اللي تسويه ببنات الناس لمن تخطب وتتزوج ما بيكفيك حلالك لأنت منت متعود على وحده ..
            ورجع رفع راسه وقال : أصلا ما بتشوف حلالك شي , بتقعد طول عمرك ما تتلذذ إلا بالحرام ..
            تأفف أيمن وخرج وهو يقول بحدة : أنا اش خلاني أجي عندك ..
            هز عدنان أكتافه وقال ببرود : أنا ماقلت لك تعال ولا ضربتك على يدك وقلت لك افتح بابي ..
            وزفر لمن انكسر المرسام وشق المخطط من قوة ضغطه , رمى المرسام ورفع يدينه ودفنها في شعره وهو يشده بقهر وهو يهتف : اخ ..
            : واو , هذا كله من الغيض ..
            لف عدنان على هاني ورجع طالع في المخطط اللي صار واجب عليه إنه يعيده وجع لف عليه مرة ثانية وهمس : حاله زايد يا هاني , حاله زايد , أمس حتى الجمعة ما راح يصليها , مو معقولة نسكت على حاله ..
            قال هاني باعتراض : إنك لا تهدي من أحببت , قول الله يهديه ..
            زفرعدنان لمن سمع طبقة الباب الخارجي و قال : ما قلت شي , الهداية بيد الله أي نعم , لكن إحنا علينا ذنب لو ما نصحناه , إحنا أصحابه , أنا ما أبغاه يتعلق في رقبتي يوم القيامة ليش ما نصحته , هو بيزعل مني , وبيزعل من كلامي , لكن أنا وراه وراه حتى لو ما عجبه هالشي , من أول أنا أمازحه واخذه باللين لكن حاله كل مالها تتدهور , أنا بأقاطعه لو في نسبة 1 % إنه يعتدل بجفائي ومقاطعتي له , وإنت لازم تسوي نفس الشي ..
            قال باعتراض : يعني أتضارب معاه ..
            قال بحزم : جافيه , لا تكلمه , أنا بأتبع هالطريقة لكن لوحدي ما أقدر ..
            حك شعره وقال بخجل : طيب أنا زيه كيف أجافيه ..
            قال عدنان باعتراض : على الأقل تصلي , هو ما يصلي , الفرق بيننا وبين الكافر الصلاة إذا تركها اش صار الفرق بينه وبين الكافر ؟؟ الصلاة , الصلاة , الصلاة ..
            قال هاني يسكته : خلاص فهمت ..
            لف عدنان لمخططه وهو يحس بغليان جوة صدره , غضب ممزوج بألم وحسرة , زفر وقال وهو يبعد المخطط ويحط ورق رسم جديد : الله يحفظه , إن شاء الله ما يفوق من معاصيه بغضب من الله , بحادث أو شلل أو غيره ..
            قال هاني : أعوذ بالله , اش هالكلام ؟؟..
            قال عدنان بحدة : هالكلام شفته بعيوني , أكثر الناس ما يفوقون من معاصيهم إلا على مصيبة , ويكون في علمك نعمة من الله لو فاق و ما كان هو الميت اللي يفوقون اللي حولينه من بعد موته ..
            طالع فيه هاني بصدمة وخرج , غمض عدنان عيونه وهو يستغفر , ماكان عارف اش اللي ثوره , كان مبسوط لأقصى حد بمكالمته مع العنود , فتح عيونه لمن استوعب سبب زعله , العنود خلته يتخيلهم وهم يكلمون بنات الناس بهالحرية ويسمعون لأصواتهم الناعمة وهم يعاتبون أو يضحكون أو يزعلون أو يمازحون , حرام يضحكون عليهم , البنات يتأثرون بالكلمة وممكن تعني لهم الشي الكثير مو زي الرجل هو لاحظ هالشي , كلمة منه ممكن تغير مزاج العنود وتقلبه زي ...... وابتسم وهو يتذكر صوتها وهي تنطق اسمه ..... زي ما كلمة منها ممكن تغير مزاجه وتقلبه ..



            ***************************


            يوم الأحد 14 / 10 / 1427 ه :
            الساعة 3 بعد الظهر :
            في مبنى الشركة :

            : حلوة ..
            طالع عبد الكريم في سامر اللي طلب منه يمر عليه في الشركة بعد ماينتهي دوامه وهو يحس بخيبة أمل من كلمته المختصرة فقال يستحثه : حلوة وبعدين !!
            هز سامر أكتافه وضحك بحرج وهو يشوف حماس أبوه وقال : وبعدين !! اش تبغاني أقول ؟؟
            ابتسم عبد الكريم وطالع في يدينه المعقودة على المكتب , ابتسم سامر وقال بصراحة : ارتحت لها , بعدين مو باين إنها فوق الثلاثين ..
            طالع فيه أبوه بفرح فكمل بلطف : على بركة الله , الله يقدم لنا اللي فيه الخير ..
            حس عبد الكريم بفرحة غامرة لكنه ذكر نفسه إنه مايغرق فيها لأنه الموضوع الأهم دحين , قال سامر لمن شاف الوجوم على وجه أبوه : أبويه ..
            ركز عبد الكريم عيونه على وجه ولده فابتسم له سامر وقال : بتقول الموضوع اللي قلت إنك محتفظ به لنفسك ..
            زفر عبد الكريم وقال بثبات وهو يركز بصره على سامر : قبل كل شي لازم تعرف إنه هالموضوع مايعرف به أحد غيري وغير عمتك نجلاء , إنت عارف عمك فهد وكيف كان واش كان يسوي في عمتك , صح عرفنا متأخر لكننا عرفنا ببلاويه ولمن هددناه شرد , وتعرف إنه وسام اللي هي بنت أخوه الشهيد عاشت معاه من ماتت أمه وهي طفلة لأنه أمها تخلت عنها , عمتك ربتها إلين كبرت و تقدم لها كذا واحد من ضمنهم ولد عمك سطام لكنها رفضتهم كلهم , وتعرف حكاية فيصل اللي تحرش بها ..
            قطب سامر حواجبه و ما علق وهو يطالع لثواني في يدين أبوه المقبوضة و اللي ابيضت مفاصلها بشكل مرعب قبل ما يرفع بصره لوجهه باهتمام وعقله يحاول يربط وسام بعمها فهد وتربية عمته مع حكاية الخطاب و فيصل ..
            : الموضوع المهم إنه اكتشفنا إنه فيصل كان يتحرش بها لأنه يعرف فهد من أيام سهراته وبلاويه ..
            وسكت مو عارف كيف يصوغ الموضوع بأبسط شكل ممكن وزفر وكمل : وسام كانت مخبية الموضوع لوقت طويل لأنها كانت خايفة يفضح سر في طفولتها محد يعرفه غيرها وغير عمها فهد , السر هذا إنه , إنها , ..
            واختنق صوته رغم عنه وهو يستجع قوته وهو يكمل : إنه عمها اغتصبها وهي صغيرة بنت سبع أو ثمانية سنين ..
            اتسعت عيونه لدرجة حس بالوجع فيها وبلا شعور قام من مقعده وهو يلف وجهه عن أبوه وهو يمسحه بيدينه وهو أنفاسه لها صوت مسموع , أول ما دار بخلده وجال بفكره ابتسامتها , اندفعت بقوة بين زوايا عقله اللي يصرخ ~ عمها اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها ~ قام عبد الكريم ووقف جنبه وهو يحط يده على كتفه , بعد سامر يدينه وقال : أبويه أحتاج وقت عشان ..
            قاطعه عبد الكريم : أبغى أقولك على التفاص ..
            همس سامر بصوت غريب يقاطعه : مهي مهمة , الشي المهم وعرفته ..
            : بس ..
            تحرك سامر وقال : عن إذنك ..
            وخرج من المكتب بسرعة , طالع عبد الكريم في باب مكتبه اللي انقفل بعد خروج سامر ورجع جلس على كرسيه وهو يطالع في النافذة المفتوحة ستائرها قدامه , غمض عيونه ورجع راسه وريحه على ظهر مقعده الجلدي وهو يرجع الكرسي لورى ويقدمه بحركة رتيبة ...
            صوت الرياح المحملة بالغبار اختلط بصوت يهتف : أبو خالد , الكميييييييييين , اللاسلكي مو راضي يفجر الكمين ..
            وصوت متحسر مختلط بصوت حديد الدبابات الثقيلة القادم من البعيد يقول : لا إله إلا الله , لنا يومين نعده , الدبابات الروسية وصلت ..
            : حاول مرة ثانية , حاول و ..
            : عمي أبو خالد ..
            فتح عبد الكريم عيونه وهو يحس إنه جسمه ثقيل ثقل عجيب , التفت بعيونه لسكرتيره وحاول يحرك فمه لكنه ما قدر ..
            : عمي عبد الكريم اش فيك ؟؟
            خرج من هالحالة الغريبة وحرك راسه بصعوبة وهو يهمس بصوت ثقيل : مافيني إلا الخير إن شاء الله ..
            فرك عيونه بتعب وابتسم لوجه الشاب الشاحب المترقب وقال : علاء ..
            ابتسم علاء وقال وهو يحط بعض الرسائل على المكتب : البريد وصل يا عم ..
            شكره عبد الكريم فخرج وهو يقول بتحبب : ثواني و أجيب لك كاسة عصير بارد ..
            ضحك وقال يقاطعه : لا تجيب ولا شي , لو شربت شي ووصلت البيت شبعان بتقتلني أم خالد ..
            ضحك علاء وقال : على أمرك ..
            وخرج , زفر عبد الكريم وطالع في المظاريف وبدأ يفتحها بعد ما صنفها حسب أهميتها ..


            **********************


            قبل المغرب في جدة :
            في فيلا حمده :

            : يا عرب ..
            ابتسمت سفانة أول ماوصلها صوته العالي وقالت وهي تقوم بسرعة : وراك ..
            ودقت الخنساء المنبطحة وقدامها مجلة : تحركي , عبد الإله بيدخل ..
            هزت أكتافها وقالت وهي تقلب المجلة بلا اهتمام : مافيني , ليش جاي ؟؟ اليوم مو أربعاء عشان يجي ..
            رفستها بخفة وهي تهمس : تحركي يا وقحة , لا يسمعك ..
            زفرت الخنساء وقامت وهي تضرب يدها على سطح المجلة قبل ما تسحبها بطفش , قال حمده : يا معبرة إي والله يالمعبرة , بيتك هو عشان تحكمين مين يجي ومتى ..
            زفرت الخنساء وهي تلف بوزها , قالت حمده بعصبية : تحركي , يعلكن ما تكثرن من بنيات ..
            لفت سفانة وقالت باستنكار : جده لا تجمعين في الدعوة , أنا اش سوييييييييت ؟؟
            هشت حمده بيدها وهي تقول بنفس العصبية : : أقول انقلعي وصكي حلقك ..
            تغير وجه سفانة فقالت بهمس : يالفشلة , طيحتي وجهي يا جدة ..
            وقامت تدور حولها , قالت حمده بغيض : اش دورين دحين والرجال واقف برا ..
            قالت سفانة بتريقة : خنوس ماشفتي خشم طايح هنا ولا هنا ..
            ضحكت حمده و قالت الخنساء وهي تشاركها الضحك : تستاهلييييييييين , ما تعرفين جدة أم الكسحات ..
            وتحركت للباب وتوقفت فجأة وقالت وهي تدنق : أهو لقيته ..
            ولفت على سفانة ومثلت إنها ترمي شي وهي تقول : التقطي خشمك ..
            طالعت حمده في السما تتمتم بدعاوي خفيه لمن مثلت سفانة إنها التقطت خشمها وبدأت تركبه في وجهها وهي تلحق بأختها , قالت الخنساء وهي توقف عند الباب : طري..
            وشهقت لمن شافت ثوب قدامها , ضحك حسان وقال : خرعتك ..
            ضربته وهي تقول باستنكار : وقفت قلبي ..
            قال وهو يسحبها من كتفها ويدفها بخشونه : تحركي الرجال من متى يستنى ..
            ولف ومد يده بيدف سفانة لكنها قالت وهي ترميه بنظرة محذرة : أمشي باحترامي ..
            وتحركت من جنبه وهو يطالع فيها وهو يصطنع الخوف , ومن أعطته ظهرها دفها بخشونه وقال بسرعة عشان ماترد الضربة : عبود أدخل ..
            أشرت على دقنها متوعدته من ورى الباب , حرك حواجبه غياض ودخل غرفة جدته , سلم عبد الإله على جدته , دقايق ووصلهم صوت إنشاد علي بالسلام , ابتسم حسان وقال : أبوي يعلن وجوده ..
            تلفتت حمده يمينها ويسارها وهي تقول بعصبية : وين مسفعي ؟؟
            قال حسان وهو يتأمل شعرها المحنى : جده حلو شعرك لا ت ..
            قاطعته بعصبية : دور مسفعي وإنت ساكت ..
            قام عبد الإله وقال وهو يسحب طرفه من تحت جدته : مو هذا هو ..
            لفت على جنبها وسحبته ولفته بسرعة وغطت سروالها , قال حسان بمزح : لا حلاته خط البلدة معطيك منظر ملوكي ..
            مسكت كرتون المنديل ورمته عليه , تلقاه وهو يضحك ..
            : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أشوف ولدي معذبك يا عمتي ..
            ابتسمت حمده اللي تلثمت وقالت : من يومه معذبني ..
            سلم عليها ولف سلم على عبد الإله وهو يرحب به , قال عبد الإله : عمي عاقبه وغير موعد زواجه ..
            فتح حسان عيونه على اتساعها وهو يقول : ا يالنذل ..
            ضحك علي وقال : لا مايهون علي ولدي ..
            قال حسان بعدم اهتمام وهي يرجع ظهره لورا مستند على ظهر الكنبه : أصلا ماعاد يهمني , لأنكم لو أجلتوه , حالف أيمان الله لا أطبح على بيت خالي في ليل أظلم وأسرق حرمتي و أشرد ..
            انفجروا بالضحك وقالت حمده وهي تحط يدها على راسها باستنكار وهي مصدقة كلامه : الله لا يفضحنا , لا تطبح ولا شي , أنا أجوزكم لو أجلوه , أهم شي اركد ولا تفضحنا بين العربان , ا يا فضيحة الندم اش بيقولون علينا وقتها ..
            ضحك حسان وقال وهو مستمتع بتصديقها له : إيوه جدتي , خليك وراهم وراهم عشان ما أفضحكم بين العربان ..
            لف علي وقال وهو يحط يده على فخذ عبد الإله : وإنت متى نفرح بك ؟؟
            توتر عبد الإله وما عرف اش يقول , قالت حمده بفرح : كان بيخطب وبطل ..
            قال حسان اللي عارف إنه جدته بتموت فرحة ليش انتهى موضوع جيهان اللي ما تدري إنه كان من تحت راس الحريم وبدون شور عبد الإله : جده ما كان بيخطب , إشاعة , إشاعة ..
            قال علي وهو يتأمله : ها ماجاوبت سؤالي ..
            ابتسم عبد الإله وقال بإحراج : الله يسهل , قاعد أدور على وظيفة أحسن من اللي أنا فيها وإن شاء الله ربي يسهل ..
            قال حسان بحماس : ترا خالي أحمد لمن جانا أمس بعد المغرب قال إنه كلم عمي عبد الكريم ووعده خير إن شاء الله ..
            ابتسم عبد الإله وقال بفرح : والله ..
            استغرب حسان من عدم معرفته فقال : ماخبرك خالي صالح , أمس كان هنا وتكلموا في الموضوع ..
            هز راسه بلا وهو يقول بحيرة : يمكن خاف أتحمس وما يكون في وظيفة ..
            وبعد تجاذب أطراف الحديث قال علي متذكر : حسان نسيت المقاضي في السيارة , روح دخلها ..
            وسحب مفتاح السيارة ورماه لحسان اللي طالع فيه بنظرة مطولة , ابتسم علي وقال : روح توكل ..
            زفر وقام , قال عبد الإله وهو يقوم : أساعدك ..
            حط علي يده على كتفه ورجعه وهو يقول بهدوء : ارتاح مهي كثيرة ..
            خرج حسان وسحب نفس طويل وتحرك لداخل الفيلا , لقيها منسدحة على الكنبة الطويلة وفي يدها الريموت تقلب في قنوات المجد , قال : سفانة قومي ساعديني في المقاضي , أنا أخرجها من السيارة وإنت دخليها البيت ..
            لفت عليه بدون ما تقوم من سدحتها وهزت راسها بلا وهي تقول : مافيني حيل , بعدين هذا شغلكم إنتم الرجال ..
            قال بنفاد صبر : قومي ..
            تأففت وهي تقوم , أول ما شاف ثوبها القطني قال : اش هالشكل روحي غيري شكلك , إلبسي تنورة وبلوزة ..
            طالعت فيه وقالت بتريقة : ألبس لمين ؟؟ لا تقول أتكشخ للمقاضي , نقص علي ألبس تنورة وبلوزة للطماطم والدقيق ..
            وزفرت وهي تتحرك , حك شعره بغيض وهو يطالع فيها من ورى , تحرك وقال : استني ..
            لفت عليه فمسد شعرها يرتب الباروكة وقرص خدودها , دفته وهي تقول باستنكار : هيييييييي , اش عندك ؟؟
            قال باعتراض : شكلك خرع ..
            طالعت فيه باستنكار وهي تقول : اش لك دخل ؟؟ يوووووووووو ...
            وطالعت في المرايا وهي ترجع تعدل الخصلات اللي بعثرها وهي تقول باستغراب : أول مرة تعلق على الشكل ..
            وطالعت في نفسها ولفت ورمته بنظرة حاده وهي تقول : ماني خرعه لهالدرجة يا دب ..
            زفر ومشي قبلها , وقفت عند باب الحوش و مسكته تطالع عليه من وراه وهي تقول بتريقة : تحرك بسرعة لا أحترق ترا بشرتي حساسة , وشموس جدة ما عندها 1 , 2 حرق على طول ..
            خرج حسان جواله ودق دقه ورجعه لجيبه قبل ما يفتح شنطة السيارة ويخرج منها الأكياس , خرج علي جواله وطالع فيه وقال وهو يقوم : عن إذنك يا عمتي , دقيقة وجاي ..
            هزت حمده راسها , لف علي لعبد الإله وقال : عبد الإله روح ساعد حسان أشوفه تأخر ..
            قام عبد الإله وهو يقول : إن شاء الله ..
            ولمن خرج من غرفة جدته ابتسم له علي وقال وهو يمشي معاه : ترا أبوك جاني ومعاه عمك وخبروني إنك تبغى تخطب سفانة لكن الفلوس هي اللي مانعتك ..
            ارتبك عبد الإله وطالع فيه بصدمة , ابتسم علي بلطف وقال : ترا إحنا نشتري الرجال ما نشتري الفلوس يا عبد الإله , وأنا قلت لأبوك هالكلام أمس زي ما قلته لك دحين ..
            سكت عبد الإله وما عرف اش يقول , طالع فيه علي وقال بثبات : أكيد إنت تعرف إنه سفانة صابتها عين وطاح شعرها ..
            وسكت وكمل بصوت مهزوز : إن كان ماتعرف إحنا عرضناها على أطباء وشيوخ لكن مافي شي نفع معاها , بالمختصر يمكن تمر سنين وسنين بدون ما يطلع شعرها لكن الأمل بالله ماينقطع ..
            وزفر قال عبد الإله : أنا عارف هذا كله يا عمي ..
            قال علي : خليني أكمل , لأنه من حقك تعرف , هي مو بس شعر راسها اللي طاح , كمان ما عندها حواجب لكنها ترسمها بكحل أو شي زي كذا , تلبس باروكة أفتى لها الشيخ بجواز لبسها وما تنزعها إلا وقت النوم وفي هالوقت تلبس إيشارب و ..
            ولمن حس بغصة في صوته مد عبد الإله يده وشدها على يد علي وهو يقول : أنا عارف هذا كله وشاريها ..
            سحب علي نفس وقال : إذا كذا أبغاك تشوفها عشان تتأكد من رأيك قبل ما يكون كل شي رسمي و ..
            قال عبد الإله بسرعة : ما يحتاج , أنا ..
            ابتسم علي وقاطعه : أنا عارف إنك أكيد شفتها في مرة من المرات لكن هالنظرة غير ..
            دنق عبد الإله راسه بإحراج , قال علي وهو يسحبه : بنطبق السنة وبتتربص لها بدون ماتدري ..
            وكمل لمن شافه على وشك الإعتراض : إحترام لمشاعرها في حالة تراجعت ..
            وطالع فيه بثبات وهو يقول : ما أبغى بنتي تتعرض لصدمة ثانية , هي دحين في الحوش مع حسان , أبغاك تشوفها وتتأكد من رغبتك في خطبتها و إذا كنت متردد من دحين تكلم ..
            هز عبد الإله راسه وقال : ماني متردد بسس ..
            وانحرج وهو يقول : بسس ..
            ضحك علي وقال : لا تنحرج ولا شي , تحرك قبل ما تدخل تراها مطيورة ..
            زفرت بطفش وقالت : حسان , هذا إيييييييييييييييييه تخترع مقاضي حضرتك ..
            دخل حسان وهو شايل الأكياس وقال بحدة : اششششش رخي صوتك , تكلمي بهدوء و ..
            شهق لمن شافها رافعها ثوبها وعاقدته على وسطها وسيقانها باينه , حط الأكياس على الأرض بسرعة وقال وهو يسحب ثوبها : بتضاربيييييييين , في حراج الصواريخ إحنا ..
            وشهق وقال وهو يأشر على رجولها : حفيانه ..
            وضرب جبينه وهو يقول من بين أسنانه : الله يفشلك , الله يفشلك ..
            حطت يدينها على خصرها وقالت وهي تهز رجلها بعصبية : شوف سيد حسان , يا تقولي دحين اش فيك علي يا أتوطا بطنك ..
            نزل يدينها عن خصرها وحط يدينه على أكتافها عشان توقف هز وقال : ما عندي شي , شيلي المقاضي وبس ..
            زفرت وتأففت وهي ترفع ثوبها وتعقده وهي تقول بصوت ممطوط : رجال مايجون إلا بالعين الحمرا ..
            طالع فيها حسان وهو ماسك ضحكه , كشرت له وهي تسحب الأكياس وتتحرك لباب المطبخ , لمن اختفت عن بصره زفر وهمس : الله يفشل إبليسك , كافي ثوبك العرة اللي رايحه ألوانه كإنه متوارث من سنين جدي ..
            خرج وجاب باقي الأكياس وكرتون الطماطم والخيار , حطها على الأرض و لمن سمع صوت صندل رجالي رفع راسه وهو يقول : بنتك فشيلة و ثوبها الخرع ي ..
            سكت لمن شاف رجل صغيرة بيضاء داخل صندل أبوه البداوي الكبير , ولمن ارتفع بصره أكثر شاف سيقانها وانتهى بوجه سفانة المعصب واللي لبست صندل أبوه , ابتسم بخوف وقال بدحلسة لمن شاف نظراتها الحادة ويدينها اللي ارتفعت لخصرها : سفسف , هلا والله ..
            قالت بعصبية وهي تحرك يدها : هلا فيك سيد حسونه , أشوفك تكبرت علينا , من حددوا جوازك صرنا وععععععع ما نعجب , اش فيه ثوبي ؟؟ عشنا وشف ...
            وانقطع صوتها لمن صك حسان فمها بيده وجرها لداخل المطبخ وهو يقول : خلاص فهمت اش بتقولين , خلاص ..
            ولمن شاف نظرات الاستنكار منها سابها وقال وهو يحك رقبته بتوتر : ولد الجيران كان مار خفت يسمع صوتك النشاز و ...
            شرد لمن صرخت : حسان ..
            خرج بسرعة وهو يسمع خطواتها السريعة و قفل باب المطبخ الخارجي ومسكه عشان ماتفتحه ولمن سمع دقها على الباب مختلط بتوعداتها رفع راسه للسما وهو يقول : الله يسامحك يا أبويه , قلت لك هالطريقة ما تنفع مع بنتك أم الفشايل , وين أودي وجهي من عبد الإله , عز الله شرد الرجال , حتى لو كان في صورة راسمها تحطمت مع خبال هالبنت , الله يسامحك يا أبويه ..
            ولمن هدأ الدق زفر براحة و تحرك للأكياس وقبل ما يشيلها شافها جاية من الباب اللي ورا , شهق وشرد لداخل البيت وهو يسمعها تصرخ متوعدة : وراك وراك يالدب ..
            دخل لغرفة جدته وحمد ربه لمن شاف عبد الإله جالس بصمت جنب أبوه , جلس بهدوء وهو يقول بداخله ~ أشششششششششوه اللي ما شافها تو , المجرمة , خبلة يا ناس , خبلة ~ طالع في أبوه شافه يتكلم بهدوء مع جدته ولا كإنه كان في شي مخطط له , واختلس نظرة لعبد الإله الصامت , حس عبد الإله بنظرات مصوبة عليه فرفع بصره لحسان , لف حسن وجهه وهو يبتسم لشي قالته جدته وهو مو عارف اش هو لكنه شاف أبوه مبتسم , ورجع طالع في عبد الإله , شافه حاط يده قدام فمه كإنه يحك أنفه وهو يعدل شماغه باليد الثانية , وانتبه إنه يقاوم ابتسامة كانت تهاجمه بقوة , قام علي وقال : يلا يا عيال , عشر دقايق ويؤذن المغرب ..
            ولمن خرج رفع عبد الإله بصره وإلتقى بنظرات حسان المهتمة المتسائلة ابتسم لثواني قبل ما تنطلق منه ضحكة مخنوقه حاول يكتمها قدام جدته , انفجر حسان بالضحك و تبعه عبد الإله , طالعت فيهم حمده باستنكار وقالت : يا الله تسكنهم في مساكنهم ..
            وبعدت لثمتها وتفلت داخل ثوبها ورجعت قالت وهم غارقين في الضحك : بسم الله على عيالي , اش فيكم ؟؟ كن أحد ضاغط زر ..
            صوت جرس الباب تعالى وخلاهم يخففون ضحكهم , تبع الجرس أصوات مختلطة قبل ما يوصلها صوتين يقول في وقت واحد : إحنا جينا ..
            حطت حمده يدينها على راسها وهي تقول : يا حظي , هذولي اش جابهم , انتم متفقين تجون ولا إيش ..
            هز عبد الإله أكتافه بحركة مبهمة , و لمن دخل محمد و أحمد عيال جلال قالت بحدة : اليوم مو اثنين ولا ربوع اش جايبكم ؟؟
            سلموا عليها وهم يضحكون , كانت متعودة على جيتهم يوم الإثنين لأنها تكون صايمة فيه فيجون عشان ياكلون من فطورها , شربة , سمبوسة , مقلية اللي ماياكلونها إلا في رمضان , والأربعاء عشان إجتماعهم المعتاد , جلسوا شوية وتحركوا بعد ما أذن المغرب , قال عبد الإله عند الباب مستغل وجود عيال جلال : يلا نشوفكم إن شاء الله ..
            وابتسم لحسان اللي طالع فيه بحدة ليش بيروح وهو ما قاله شي , أشر على راسه وتحرك , ما كمل دقيقة من حرك السيارة رن جواله رنة رسايل , وقف سيارته عند المسجد اللي جنب بيتهم وخرج الجوال وهو يخرج من السيارة ضحك لمن قرأ رسالة حسان ..
            (( لا تحسب نفسك نفذت بجلدك , اليوم عازم نفسي على عشا في أي مكان تحدده ميزانيتك )) , صكها وحول جواله لصامت ودخل المسجد ..


            ************************

            تعليق

            • أحلى من الحلا
              عضو فضي
              • Aug 2007
              • 539

              بعد صلاة العشاء بوقت في الرياض :
              فيلا عبد الكريم :

              : سامر ما جا ؟؟
              زفرت حنان وقالت : عبد الكريم ايش عندك ؟؟
              هز عبد الكريم راسه وقال : ها لا , ولا شي , بس ماشفته عشان كذا أسأل ..
              لفت وجهها وقالت : حتى يوم نجلس لوحدنا من دون العيال تشغلنا سيرة العيال ..
              ضحك على غيرتها وقال : خلاص راحت عليها هالأشياء , كبرنا ياأم خالد ..
              طالعت فيه باستنكار وقالت : تكلم عن نفسك أنا لساعني صغيرة ..
              جس بجزء من همه ينزاح وهو يقهقه من قلبه , قالت حنان : والله , من يومي وأنا أسمع إن الرجال يجرون ورى الحريم لا كبروا والحريم يقولون خلاص كبرنا , ما أخبر إن الرجال هو اللي يقول راحت علينا ..
              قام وسحب جواله اللي يرن وقال : هذا أبو عبد الرحمن ..
              قطبت وقالت وهي تأشر له : ما أعرف منه هو بس رد , أشرد , أشرد ..
              ضحك وقال : صالح أخو أبو جاسم ..
              ورد عليه , وبعد محادثة طويلة قال : قلت لك مافيها تعب ولا شي , أصلا أنا من خبرني أبو جاسم قلت له يجيني عبد الإله هنا ومعاه شهاداته وشهادات الخبرة ومايصير إلا كل خير , ولو ما تبغاه يجي إرسل ملفه و ...
              ضحك وقال : ولو يا أبو عبد الرحمن , عزيز وغالي , هذا ولدنا زي ماهو ولدكم ..
              وابتسم وقال بعد فترة صمت : الله يسلمك يارب , الناس لبعضها يا صالح , الناس لبعضها ..
              وكمل بتحذير : بس ها تراني مدير صارم ما أحب الحال المايل و ....
              ضحك وقال : ما يحتاج عصا الله يهديك , مدرسة ابتدائي إحنا ...
              ورجع قال بلطف : خلاص يجيني عبد الإله متى مالقي حجز وأشوف القسم اللي يناسبه إن شاء الله , يا هلا , حياك , حياك يالغالي , في حفظ الرحمن ..
              قفل الجوال والتفت لزوجته اللي قالت بتقطيبة : وظيفة ثانية ؟؟ إنت إلى متى بتوظف ؟؟ إنت بنفسك تقول عندك زيادة في عدد الموظفين ..
              زفر عبد الكريم وقال : كيف يا حنان ؟؟ كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..
              وابتسم وقال : أبشرك لقيت حل لزيادة الموظفين , بأفتح فرع للشركة في تبوك وأنقلها بعض الموظفين المستعدين للنقل ..
              طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله يسهل لك دربك يا أبو خالد وين مارحت على اللي تسويه للناس , كنك ناقص شركات ؟؟ تذكر بس إنك لمن فتحت فرع الدمام صابك عجز في الميزانية ..
              ضحك وقال : يلا هي الفلوس تروح وتجي , صابني عجز مؤقت وبعدها فتح لي ربي أبواب الرزق وأنا في أشد حالات الضيق ..
              حست بخوف لمن تذكرت الشهور اللي مرت عليهم قبل ثلاث سنين وما كان يقدرون يجيبون فيها بريال عيش لأنه يادوب تكفي فلوس عبد الكريم لرواتب الموظفين في شركاته , 6 شهور تناوبوا فيها عدنان والتوأم عشان يدفعون الفواتير ويجيبون المقاضي للبيت بعد نقاش حاد مع عبد الكريم اللي كان يرفض مساعدتهم لأنه عارف إنه هو السبب في اللي يصير , كانوا محامين الشركة ينصحونه بإقفال فرع من فروعه لكنه رفض لأنه الموظفين يفوقون ال 100 موظف في ذاك الفرع , وكان يقول دايم : أموت أنا وأهلي جوع ولا أجوع 100 أسرة ..
              ولمن أجبروه المحامين على إقفال الفرع عشان المصلحة العامة للشركة وبقية الفروع ظهر من العدم رجل أعمال كان مدين له من سنين بعدة ملايين وجا يسددها , وانقشعت عنه الغمامة وازدهرت أعماله أكثر بعدها , ابتسمت لمن تذكرت ضحك أولاده عليه ليه أعطاهم شيكات بكل المبالغ اللي دفعوها كإنهم موظفين عنده وكيف اضطر عبد الكريم يكتبها مرة ثانية لمن قطعوا الشيكات ..
              خرجت من ذكرايتها لمن ضحك عبد الكريم وقال : تصدقين تذكرت على سالفة العجز , عدنان هو الوحيد اللي ما سحب مبلغ الشيك , سامر أول من سحبها بعد كم شهر و ..
              سكت و اكتأب وجهه زفرت حنان وهي تتذكر إنه كان وقتها مدمن وسألت تخرجه من أفكاره : وماهر ؟؟
              ابتسم وقال : بعد توأمه بشهور , بالضبط بعد ملكته , شكله صرف كل رواتبه في مكالمات الجوال والهدايا ..
              قالت بضحكة : أجل أصبر شوي على عدنان , صدقني بيسحب الشيك ..
              ضحك وقال : زين اللي مخلي الشيكات مفتوحه ..
              وسرح وكمل : والله ما أظن عدنان يسحبها ..
              وزفر وقال : الله يوفقه دنيا واخره ..
              أمنت حنان وهي تقول : وينقله هنا ويريح قلبي ..
              صدح صوتها النحيل في الصالة وهي تهتف aaaaaaaady وmaaaaaaaaaamy لوحدهم ..
              ابتسم عبد الكريم وقال بتريقة : إنت حية ؟؟ الحمد لله ..
              لفت بوزها وقالت بضيق : not funy , أنا طفشانة ..
              وجلست جنب أبوها وقالت : باباتي إيش رايك نسافر إجازة الحج لماليزيا ..
              طالع عبد الكريم في ساعته وقال : أها , جا وقت رواقنك ..
              ومثل إنه يتحرك بيقوم وهو يقول : وأنا جا وقت نومي ..
              مسكته وقالت بإعتراض : daaaaaaaaaaaaaad ...
              زفر وقال : يالييييييييييييييل ماطولك ..
              ولمن شاف حنان تقلب المجلة ابتسم وقال : إقنعي أمك هي اللي تكره السفر بالطيارة ..
              طالعت فيه حنان باستنكار وتحرك سلافة على طول وجلست جنبها وهي تزن على راسها , ضحك عبد الكريم وأشر على راسه وراح لغرفة النوم , زفرت حنان وقالت بصوت عالي ممتليء بالغيض : وأنا أقول التوأم من فين جايبين النذالة ..
              وزاد غيضها لمن سمعت ضحكته من الغرفة ..


              ****************************


              يوم الثلاثاء 16 / 10 / 1427 ه :
              بعد صلاة الفجر :
              في فيلا صالح :

              : يا حيا الله المعرس ..
              ابتسم عبد الإله وقال وهو يزرر ثوبه : أقول , ذبحتيني , كل ماشفتيني قلتي عريس , أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوين ؟؟..
              ضحكت ريم وقالت وهي تهز خصرها : بأتحزم وأرقص ..
              وسكتت لمن انفتح باب غرفة النوم وطلعت منه عهود , قال عبد الإله وهو يطالع فيها وهي رايحة للمطبخ : يا الله سكنهم في مساكنهم , ترى السلام لله ..
              رفعت يدها وكملت طريقها , كان عارف إنها لسه زعلانه من استجوابه لها رغم إنها تملصت منه , من ذاك اليوم ناغزه قلبه وحاس إنه ورى هالبنت شي , بعد هالأفكار عنه وهو يأكد لنفسه إنه أخواته بعيدين عن أي شكوك ~ ويعني كذبت على أمك عشان تزوجك , أكيد من كثر حبها لجيهان , اخ مو هو تعلقها بجيهان هو اللي موترني , أكيد بينهم شي ولا ... عبد الإله ~ تحرك وقال : نسختي المعلومات اللي طلبتها منك من الCD للUSB ..
              شهقت ريم وقالت : أوو أوووووووو ..
              طالع فيها باستنكار وقال : ريم ..
              قالت وهي تهز راسها وتناول ال CD والUSB : سوري حبيبي , والله شكل منافذ ال USB في جهازي خربانه أو مهي متقبلته وقلت من يوم تصحى بأخبرك ونسيت ..
              زفر وقال وهو يتناولها منها ويتحرك : اش هالحظ ؟؟ جهازي في الشركة محرك أقراصه خربان ..
              ولمن مر من الغرفة شاف محمول عهود فقال : لقيت الحل ..
              لمن دخل الغرفة شهقت ريم وحست بموية باردة تنسكب على جسمها , خافت يشوف شي في جهاز عهود اللي ما تسمح لظلها إنه يمسك جهازها المدعمته بكلمة سر مايعرفها أحد بعكس جهازها اللي سبيل للعائلة , تحركت بسرعة وقالت بخوف حاولت تخفيه : أكيد مقفل , أنادي عهود عشان ..
              قاطعها وهو يفك باب الأقراص ويدخل القرص : لا مفتوح ..
              وأخرج ال USB المثبت بأمان ودخل ال USB حقه , وفتحه بسرعه وبدأ ينسخ المعلومات وهو يطالع في ساعته , لمن ظهرت مدة النسخ اللي تدل على 3 دقائق حست براحة , قال بعجلة : ريم جيبيلي كاسة لبن الله يسعدك ولا أقولك هاني لبانة إذا عندك عشان أغير ريحة فمي ..
              تحركت خارجة لغرفتها وطالعت للمطبخ وهي تطقطق أصابيعها ..
              طلع صوت التنبيه يخبره عن إنتهاء مدة النسخ , خرج الUSB وحطه على الطاولة وفتح درج الأقراص وهو يقوم من الكرسي , تصنم لمن شاف إن جهازه يشبه جهاز عهود , ضرب جبهته لمن تذكر إنه اشتراها مع بعض , سحب الاثنين والغطا الوحيد وتحرك خارج , اصطدم بعهود اللي ثبتت صينية أكلها وهي تهتف : بسم الله , اش كنت تسويييييييييييي ؟؟
              ابتسم وقال : كنت أنسخ من ...أووووووو سالفة طويلة وأنا مستعجل ..
              وتحرك خارج وهو يقول : ريم خلاص أنا رايح ..
              حطت صينيتها على الطاولة ولمن شافت الUSB مختفي شهقت برعب وهتفت : عبد الإله ..
              وجريت خارجة من الغرفة في اللحظة اللي وصلها صوت إنغلاق الباب الخارجي , حطت يدها موضع قلبها وهي تتنفس برعب وتصرخ بداخلها ~ لا , بأروح فيها لو شاف اللي في الجهاز , لا ~ وحست بأطرافها تبرد وبشعر جسمها كله يوقف من شدة الهلع , تسارعت ضربات قلبها وتعرق جبينها رغم البرودة اللي تحسها , غمضت عيونها وهي تحاول تهدي نفسها ..
              : عهووود ؟؟
              لفت بعصبية على ريم وصرخت : ليه ماقلتيلي إنه حضرت أخوك الأفندي قاعد يفتش في جهازي ..
              انصدمت ريم من هجومها وقالت بحدة : اللي على راسه بطحه يحسس عليها ست عهود , عبد الإله نسخ من قرصه للUSB وخرج , لا فتش ولا شي ..
              صرخت عهود : أخذ الUSB حقي كمان يا حماره ..
              هتفت ريم : لا تسبييييييييييييييييييين , أنا اش لي ؟؟
              وتحركت رايحة لغرفة التلفزيون اللي صارت تنام فيها معظم أياما هروبا من تشاركها الغرفة لعهود , قالت عهود بعصبية : الله يلعنك ويلعنه ويلعنكم كللللللكم ..
              وتحركت بعصبية لغرفتها , لفت عليها ريم باستنكار وهي تهتف : اللعن حرام يا وقحة ..
              : ريم , عهووووووووووووووووود ..
              صوت عبد الإله اللي اخترق المكان جمد الدم في عروق عهود , طلع وقال وهو يلهث : وحدة فيكم محفظتي بسرعة ..
              جريت ريم لغرفته , لهث وهو يقول : أشوه اللي وقفت عند المحطة عشان أعبي بنزين ..
              ~ يا غبية , من وين بيلقى جهاز ويفتح جهازك بهالسرعة , تمالكي نفسك , تمالكي نفسك ~ سألت عهود وهي تتنفس براحة : أخذت جهازي يا دب ..
              سحب الجهازين من جيبه وقال : ما عرفت أي منهم حقي فسحبتهم الاثنين ..
              حست بقلبها بيتوقف من السعادة , سحبت جهازها وقالت : أحتاجه ..
              قال باعتراض وهو يتناول محفظته من ريم : يمكن يطلع حقي ..
              قالت وهي تتمسك فيه وتهز راسها بلا : أنا أعرف جهازي ..
              وأشرت على على كشط أسود خفيف على سطحه الفضي وقالت : فيه علامه ..
              طالع عبد الإله في جهازه وابتسم وقال : زين ماعندي ...
              وودعهم وراح , قبضت عليه عهود وهي تضمه أكثر لصدرها وابتسامة عريضة تزين وجهها , تحرك لغرفتها بعد ما أطلقت زفرة راحة عميقة , عقدت ريم ذراعينها وقالت : ارتحتي ست عهود , الله العالم اش عندك فيه ..
              لفت عليها عهود وسوت حركة وسخة بيدها ودخلت الغرفة وقفلت الباب بالمفتاح , سكت ريم فمها اللي انفتح من الذهول وقالت بشفقة : الله يهديك ..
              وتحركت لغرفة التلفزيون ..
              دخلت عهود ال USB وفتحته وزفرت براحة لمن شافت ملفاتها ونقلت بصرها على أسماء الملفات الموجودة ..
              (( محادثات + صور جي جي )) , (( محادثات عامة )) , (( صور متنوعة )) ..
              وراحت وكتبت خاصية فتح المخفي وظهرت لها ثلاث مجلدات جديدة ..
              (( فوفو محادثات + رسائل + صور )) , (( صوري )) , (( مو مهم )) ..
              فتحت صورها وزفرت لمن شافت صورها المتعددة , لو درى إنها بتحط صورها على الجهاز بيذبحها على غير قبلة فكيف لو شاف صورها هذه وباقي الملفات , ابتسمت وهي تعض لسانها لمن شافت صورتها اللي قال لها عليها فوفو إنها ما نومته الليل , كانت صورة لها وهي جالسة على سريرها وعارية إلا من نقاب على وجهها , ضحكت وقالت : والله إني شيطانة ...
              وزفرت لمن تذكرت تهديد العنود الواثق بإنها حتفضحها بأشياء سابتها لها البندري لو صار شي لجاسم وأزهار , قالت ببرود : الله يقهرك يا البندري , ملاحقتني حتى وإنت في قبرك , أففففففففففففففففف ..
              ماكانت متخيلة إنه المخطط اللي تعبت وهي تسويه وتدبره يتوقف بسبب وحده ماتت , زفرت مرة ثانية وقالت وهي تظلل على كل المجلدات : زي هالأشياء مفروض ...
              وضغطت زر الحذف وهي تكمل : حذف على طول ..
              وعقدت ذراعينها وطالعت في شاشة جهازها وهي تفكر بجيهان اللي من لمحت لها إنه عبد الإله ممكن ما يوافق على اللي تبغاه صارت ماعاد ترد على مكالماتها ~ لازم ألقى مخطط جديد , حسانو الأهبل غارق لشوشته في حب البشعة الهنوف يعني خارج من القائمة , ما كو إلا جاسم باخذه بأي طريقة و ..... صح ليه ما أحول على عبد الرزاق و .. لالالالا , من زينه صار من قوم جزاك الله خير من عاشر أخو اللعينة أزهارو , أفففففففففففف لو ما طلعت أزهار من العدم كان ...... ~ ظهرت نافذة جانبية تنبهها لدخول سلطان الحب وهو كاتب : ##### لأحلى ##### في جدة كلها ..
              ضحكت وقالت وهي تفتح النافذة : يلعن أبوك , أنا أعرف كيف أوريك شغلك ..
              وتناست جيهان ومخططاتها وبدأت تطقطق على جهازها وبعد تبادل بعض الكلام ضحكت وقالت : أنا أوريك ..
              راحت لسلة المحذوفات واسترجعت ملف صورها ورجعت أرسلت صورة لها تمثلها وهي متربعة فوق كرسي بجانب طاقة الغرفة بقميص أحمر عاري بلا حبال فوق بنطلون جينز ضيق و متلثمة بغترة والمكياج يلون عيونها الكحيلة الواسعة ..
              : ودي ##### , يا ##### ..
              ضحكت وقالت : عارفه ..
              ورجعت طقطقت بعدة عبارات وهي تضحك مابين وقت والثاني ..
              ولمن ظهرت عدة نوافذ ..
              ####### في الغربية : ربي راضي علي اللي لقيتك أون لاين يا عسل ..
              طبيب قلوب : يا صباح ال #### , ال ###### , كيفك يا ##### ..
              زفرت وقالت : هذا وقته , لازم أغير نك نيمي يمكن يحلون عن سماي شويه , أففففففففف ..
              وأغلقت كل النوافذ وهي تقول : سوري شباب , ماني رايقة لكم , صرتم دقة قديمة ..
              ورجعت لسلطان الحب الفرد الجديد في قائمتها الطويلة في بريدها الثالث واللي تعرفت عليه في أحد المنتديات على عكس البقية اللي التقطتهم من الشات والدردشة ..


              ****************************


              بعد صلاة العصر في فيلا عبد الكريم :

              طالع سامر في أبوه المتكي على طرف الكنبة الطويلة ورافع رجوله عن الأرض وهو يقرأ جريدة , ما فاتحه في موضوع وسام من ذاك اليوم في المكتب يمكن لأنه كان يتجنبه ويحاول قدر الإمكان ما يجلس في مكان واحد مع أبوه وهم لوحدهم , لف بصره للكنبة المقابلة وطالع في أمه المبتسمة وهي تطالع في سلافة المربعة فوق الكنبة وسحر الواقفة قدامها وهي معصبة على الاخر وتسب وتلعن اللغة الإنجليزية اللي ذبحتها بها سلافة اللي طالعت فيها من فوق لتحت قبل ما ترجع بصرها لمحمولها بلا اهتمام يذكر , ابتسم ورجع لف على أبوه , قرب منه وقال : أبويه ..
              لف عبد الكريم راسه وطالع له من فوق نظارة القراية من دون ما يسيب الجريدة , ابتسم سامر وقال بثبات : ما تبغى تخطب لي ..
              اعتدل عبد الكريم في جلسته ولف عليه بجسده و هو ينزل نظارته , طالع فيه بلهفة حاول يكبتها عشان ما ينصدم لو قصد سامر بنت ثانية وقال بهدوء : أشر بس ..
              قال بضحكة : المشكلة بعد تفكير اكتشفت إني بأخطبها منك لأنه مالها غيرك ..
              انزلقت النظارة والجريده من يد عبد الكريم وطاحت على الأرضية الرخامية مصدرة صوت مختلط بصوت تطاير الجريدة , التفتت النساء الثلاث بتساؤل , طالع عبد الكريم في سامر وجال ببصره في تقاسيم وجهه يبغى يأكد لنفسه إنه اللي سمعه يقصد به وسام , دوى صوت خالد وهو يصرخ من أعماقه وهو يجري للكمين اللي فشل اللاسلكي في تفجيره أثناء مرور دبابات الروس في كابل : لا إله إلا الله , الله أكبر ..
              قبل ما يرمي القنبلة اللي فجرت الكمين لكن بعد ما تلقى المئات من الطلقات اللي اخترقت صدره ووجهه , المنظر عصف بذاكرته بالصوت والصورة لدرجة إنه رائحة النيران والبارود المختلطة بالغبار المتناثر أزكمت أنفه وأصوات الشباب اللي ماسكينه عشان ما يجري له وهو يصرخ : خالد ..
              وهم يصرخون : شهيد يا أبو خالد , إن شاء الله شهيد ..
              بدأ يسحب أنفاس حسها اختفت من الصالة , وبلا مقدمات غطى وجهه وهو يجهش ببكاء غريب , شهق سامر بفزع وضم أبوه وقامت حنان من مكانها بخوف وسحر تقول بغزع : أبويه ..
              وحنان تسأل سامر وهي تحط يدينها على أكتاف زوجها : اش قلت له ؟؟ أحد مات ..
              طالع فيهم سامر بذهول وهو يحس لسانه معقود واكتفى بهز راسه بلا , جلست سحر عند رجول أبوها وحطت يدينها على ركبته وهي تهمس بخوف : أبويه , أبويه ..
              و التمعت عيونها بالدموع , لأول مرة تشوفه بهالحالة , بعد عبد الكريم يدنه ومسح دموعه و لف يدينه حولين سامر وضمه بقوة وهو يهمس : الله يفرحك زي ما فرحتني , الله يفرحك يا ولدي ..
              قالت حنان باستنكار : يفرحك ؟؟ هذا كله فرررررررح ..
              وضحكت سحر على استنكار أمها ومسحت دموعها اللي هددت بالإنهمار وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , بس اش المو.....
              وانقطع كلامها بصرخة سلافة اللي دوبها انتبهت للي يصير : ooooooh my gaaaaaad , اش عندكم متجمعين ؟؟
              مسكت سحر الخدادية اللي على الأرض ورمتها على سلافة اللي قالت بصوت نحيف مستنكر : إنت اش فييييك علييا , daaaaaaaad شوف بنتك ..
              ابتسم عبد الكريم وهو يبعد عن سامر اللي كان مصدوم من شدة فرحة أبوه , لو درى إنه بيفرح هالكثر كان من زمان وافق بدون تفكير , ربت عبد الكريم على كتفه ولف على حنان وقال : ولدك عزم يتزوج أخيرا ..
              صرخوا البنات صرخة حماس وابتسمت حنان بفرح وقالت : هذي الساعة المباركة , طيب تعلم ابوك قبل ما تعلمني ..
              قالت سحر بحماس : طبعا الوظيفة واستقرينا فيها الحمد لله والبيت موجود وفاضي كإنه يناديه , مابقي إلا العروسة ..
              ابتسم سامر وعبد الكريم يقول لحنان بلطف : شوفي يا أم خالد , الله رزقك أربع أولاد , اثنين إنت اخترتيلهم و اثنين هم اختاروا ..
              قطبت حواجبها وقالت : قصدك التوأم اللي طلعوا لي نخل في راسي هم اللي اختاروا , ليش ما عجبوك هند والعنود اللي اخترتهم لأخوانك ؟؟ ..
              قال سامر بإحراج : والله ما قصدت كذا بس ..
              قال عبد الكريم وهو يقوم : أنا أفاتح أمك ..
              وتحرك للغرفة وتبعته حنان بعد ما أشرت على دقنها متوعدة سامر اللي ابتسم لها باستعطاف , أول ما غابوا عن بصره لف وانصدم لمن شاف وجهين مبتسمة مقابلة له , بعد سحر وسلافة وقال : اسألوا أبويه ..
              وقام , قبل ما يكمل قومته سحبته يد سحر القوية ورجعته للكنبه بعنف و صوتها المعصب يدوي وهي تقول : نعم , والله تقول ورجلي على رقبتك ..
              ضحك وقال وهو يطالع في تقطيبتها : مو قبل أمي , يعني ...
              وصرخ لمن مدت يدينها ورصت رقبته بقوة وهي تقول بعناد : تقول و إنت ما تشوف الدرب ولا بأذبحك ..
              صرخت سلافة وهي تسحبها مصدقة إنها بتخنقه , لفت سحر عليها وطالع فيها سامر وانفجروا بالضحك عليها , تأففت وهي تقول بصوت نحيف : أصلا الحق علي اللي أفكر فيكم , ماتهمني عروستك وما تهمني هال هال متوحشة ..
              وراحت لمحمولها , شالته وراحت لغرفتها , ضربت سحر صدرها وقالت : يا حبيييييييييبي يا زوجها المسكين , والله أمه داعية ليلة قدر اللي بياخذ هالتيمون ..
              طالع فيها سامر وقال بحيرة : تيمون ؟؟
              رفعت يدها وهي تأشر وتقول : شفته ذاك النمس الخبيلة اللي مع بومبا في الأسد الملك اللي ذبحونا فيه بنات خلودي , هو ماغيره , متفلسف ونحيف وطويل زيها وصوته يرفع الضغط ..
              ضحك سامر وقال : كانت مريخية اش خلاها تيمون ؟؟
              قالت بجدية وهي تضرب فخذها : تصدق عاد , أهل المريخ أرسلوا لي رسالة يشتكون فيها ليش أشبها بهم , جاهم اكتئاب نفسي وكثرت نسبة الانتحار عندهم ..
              قهقه من قلبه وهي تكمل : اضطريت أغير هاللقب , والله يعيني لا جات شكوى من عند قبيلة النموس بأضطر أغير ..
              قال : حرام عليك حشيتيها حش وقطعتي لحمها ..
              قالت : لا أنا أقوله في وجهها يعني مو غيبة ..
              وصلهم صوتها النحيف الحاد من بعيد وهي تقول : بس أنا ماني مسامحتك عليه وبأجرك به يوم القيامة ..
              وتبعها صوت صفقة الباب القوية , عض سامر شفته وهو يهمس : يا ويلك منها عصبت ..
              أشرت بيدها بعدم اكتراث ورجعت طالعت فيه وقالت بحماس : مين اللي في بالك ؟؟
              ابتسم وقال بهدوء : وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
              فتحت عيونها على اتساعها وهي تقول بعدم تصديق : وسام ..


              ***************************
              العصر في جدة :
              في شقة عمر ومنى :

              طالعت فيه وهو منسدح على الكنبه الطويلة في الصالة ~ ياربييييييييي كيف أصحيه , مستحيه ~ قالت بصوت أعلى : عمر , عمر ..
              وقربت أكثر وهي ترفع صوتها أكثر وهي تقول : عمر صلاة العصر ..
              زفرت وتقدمت منه , هزت كتفه وبعدت عنه بسرعة , شافته ما تحرك من نومته , صرخت باخلها ~ يارب , كيف أصحيه ؟؟ أول مرة يكون نومه ثقيل كذا , العادة من يسمع صوتي يفز , يكون تعبان ولا ~ شهقت وتحركت بسرعة , مدت يدها بتردد ولمست جبينه , سحبت يدها لمن شافت إنه حرارته طبيعية , تنهدت وقالت وهي تتأمله : ياربي كيف أصحيه ؟؟..
              ~ أبوسه ~ شهقت من الفكرة اللي طرت في بالها وهزت راسها تنفضها وهي تحس خودها حارة , حطت يدينها على خدودها وهي تهمس : مستحيل ..
              ~ منى , الرجال بيخاف على نفسه لو صحيته ببوسه , عمر قوم قبل ما أتهور ~ شافت شبح ابتسامه على وجهه , ~ يحلم , يبتسم في الحلم ~ طالعت فيه بحيرة وهي تعتقد حواجبها , قال بدون ما يفتح عيونه : الحمد لله اللي ماني نايم بعمق كان راحت علي الصلاة ..
              شهقت لمن فتح عيونه وابتسم لها وهو يقوم , سألت بخجل : كنت صاحي ؟؟
              رفع يده يمسد شعره بإحراج وهو يقول : ها ..
              حس بإحراج إنه يعترف لها عن الرغبة المفاجئة إنه يمثل عليها إنه نايم و في نفس الوقت ما يبغى يكذب عليها ويقولها إنه كان نايم , قام بسرعة وقال : الص الصلاة بتقوم ..
              وتحرك بسرعة للحمام , طالعت فيه وهو رايح ولمن اختفى ضحكت على خجله اللي مو راضي يتخلص منه , المشكلة إنها أجرأ منه لكنها تخجل غصب عنها من خجله ..
              لمن خرج وهو يعدل طاقيته وشماغه على ذراعه طالع فيها بابتسامة , تأملته بمحبة عميقة , تنحنح وخفض بصره وهو يسأل : تبغينا نروح بعد الصلاة على طول ؟؟
              ~ الله يفشل العدووووووو , هو استحى وأنا ما استحيت ~ جلت حنجرتها وهمست وهي تطالع في الأرض : على كيفك ..
              ابتسم وقال وهو يتحرك في الممر : خلاص أجي ألقاك جاهزة ..
              ورجع لف عليها , شافها مدنقة , ابتسم وقال : منايا ..
              رفعت راسها , بعد بصره بخجل لثانية ورجع طالع فيها وهو يهمس : نروح لها بدري عشان يمدينا نتمشى برا بعدها ..
              ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : إن شاء الله ..
              خرج وصك الباب , طالع فيه وابتسم وهو يتذكر حركاتها ..
              : الصلاة يا أحلى متنح قدام الباب ..
              تمنى لو تنشق الأرض وتبلعه لمن شاف أبو صلاح وكمال أصغر عياله خارجين من الشقة المجاورة , ضرب أبو صلاح ولده وهو يقول : عيب عليك , يا طول لسانك ..
              ابتسم بإحراج ونزل شماغه على وجهه وتحرك نازل بعد ما سلم عليهم ...


              ******************************


              في الرياض :
              في فيلا عبد الكريم :


              : وسام , مالقي إلا وسام ؟؟ ..
              ما استغرب كلمتها أو استنكارها وهو يقول بهدوء : هو يبغاها ..
              قالت باستنكار : لكنها قد خلود ..
              قال يصحح لها المعلومة : أصغر منها بنص سنة تقريبا ..
              قالت باستنكار : بس برضو أكبر منه بكثير ..
              وهزت راسها بلا وهي تقول : أنا ماني موافقة ..
              ابتسم عبد الكريم والتزم الصمت لدقائق قطعته حنان اللي كانت تدور في الغرفة وهي تقول : مستحيل أوافق ..
              لكنه مارد عليها , زفرت حنان وهي عارفه إنه ورى صمته شي كثير , تحركت وجلست جنبه وقالت باستعطاف تبغى تفهمه وجهة نظرها : حبيبي , والله فرق بينهم , الحرمة أعقل من الرجال اللي في سنها , هذا شي معروف , قصدي إنها تكون أحكم , فكيف يتزوج وحده أكبر منه ..
              قال بهدوء : الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم ..
              قالت باعتراض : هذا الرسول , بعدين هذا زمان ..
              هز راسه وقال : مافي شي تغير , ويعني أكبر منه ..
              قالت باعتراض : بسسس ..
              قاطعها بهدوء متسائل : اعتراضك بس على العمر ؟؟
              انصدمت من سؤاله وفكرت شويه ورجعت قالت : بس العمر ..
              همس بلطف : حنون جاوبي سؤالي ..
              زفرت وأعطته جنبها وهب تقول باعتراف : البنت حبوبة وطيبة وخدومة وأختك دايم تمدحها ..
              ورجعت لفت عليه وقالت : بس برضو مسألة العمر مهمة , بنات عمانه وعماته كثير ..
              ابتسم وقال : جس نبض وحده منهم ورفضته ..
              طالعت فيه بصدمة ورجعت قامت وهي تقول بعصبية : وأنا ما أدري , هذا كللللللللله يصير وأنا ياغافل لك الله , من متى صاروا الأولاد كتومين عني بهالشكل ؟؟ ..
              قال وهو يهز أكتافه : أنا كمان ماكنت أدري , هو وأخته تفاهموا وتكتموا على الموضوع , و ما دريت إلا لمن جا موضوع وسام ..
              زفرت وقالت باعتراض وبلهجة ماتقبل النقاش : أنا ماني موافقة ..
              قام عبد الكريم من جلسته وهو يزفر وتحرك خارج من الغرفة , قالت باعتراض معصب : وين رايح ؟؟
              لف عليها وقال بهدوء : أروح أخبره إن العروسة ما ناسبتك وأخليه يفكر بغيرها ..
              سكتت للحظات قبل ما تفرك يدينها بتوتر وهي تقول : لا لا تقول له دحين , قصدي أخاف يزعل و لا , أففففففففففففففف ..
              تأففت وهي تحس نفسها في دوامة , ابتسم وقال : اش رأيك تتفاهمين مع سامر بنفسه وتعرفين سبب رغبته فيها , يمكن تقتنعين أو تقنعينه يصرف نظره عن البنت ..
              فرحت وقالت : إي والله صح , فكرة زينه ..
              ولمن شافت ملامحه الهادئة حست بقلبها إنه يخفي شي وكبير كمان , طالعت فيه بتأمل وتأكدت ظنونها لمن بعد بصره عنها وهو يمسح لحيته اللي تخللها البياض , سألت بهدوء وهي تتذكر دموعه وفرحته اللي غابت عن تفكيرها من صدمتها بهوية البنت : إنت اش رأيك ؟؟
              قال بصدق وهو يطالع فيها : أنا لو علي وبيدي أبغى أجيب المملك اليوم وأعقد لهم ..
              ولمن شاف ذهولها قال : السن مو عيب في البنت يا حنان , دحين لو تقدم واحد لسحر وهي في هالسن وكان في ال 23 أو 24 بترفضينه عشان السن ولا بترضين لو إنه كان راغب في سحر وأمه هي اللي منعته بحجة إنها أكبر منه ؟؟ فكري إنه وسام بنتك زي سحر , السن مو عيب , بعدين لا تنسين إنه سامر كمان فيه عيب , كان مدمن وإنتي شفتي بنفسك إنه المجتمع لا يمكن يطالع فيه بنظرة إحترام وهو متناسي ماضيه , بعدين الرسول بنفسه قال تنكح المرأة لأربع : لجمالها ودينها ولمالها ولنسبها فاظفر بذات الدين , ماذكر السن , هذا شي إنتم فرضتوه وطبقتوه , الرجال ما يتزوج إلا بنت أصغر منه , المسألة بالعقل مو خذني جيتك , ويعني أكبر منه ؟؟ بتكون أعقل !! والله يا زين العقل , تخافين يعايرها ولا يندم على قراره ؟؟ سامر مو صغير وهو متقدم وهو عارف سنها , بتكون وسام ثقيلة وما تدلع عليه ومن ذا الكلام ؟؟؟..
              ابتسم و كمل : مافي بنت في الدنيا ما تقدر تتغنج وتتدلع , يا حبكم إنتم الحريم لتصغير نفوسكم ..
              ولمن شاف شبح ابتسامتها قال بتحبب : حنون إنت لو كنت أكبر مني كنت بأتعلق في رقبة أبوي و أبوك إلين يجوزني إياك ..
              ضحكت بإحراج وقالت : عبد الكريم ..
              قال بصدق وهو يتذكر حبه القديم لها : والله ..
              وضحك وقال : تتذكرين أيامنا استغفر الله لا حجاب ولا شي , وكل يوم وأنا متنصب عند باب الحوش يعني يعني أخاف واحد من الصبيان يتحرش فيك وأنا حاميها حراميها ..
              حمرت خدودها لمن استعادت الماضي وهي تقول باعتراض : لا والله ما كنت تسوي شي , بس واقف تطالع أو تدافع عني وعن باقي البنات لمن يجون عيال الحارة يخربون لعبنا ..
              ولمن انتبهت لابتسامته الهادية قالت باستنكار وعصبية : لا تحاول تضيع الموضع ..
              قهقه وقال : والله ما كنت أضيع , الذكريات الحلوة جات فجأة و كنت ..
              سكت وكمل بصدق : كنت أبغى أأثر عليك ..
              طالعت فيه بصدمة لمن زفر وكمل بصوت مخنوق : والله لو تعرفين اش شعوري وأنا أسمع إنه ولدي بيخطب بنت خالد الله يرحمه كان ..
              وسكت وهو يشيح بوجهه ويداري غصة تثقل حلقه كل ما ذكر اسم أعز أصدقاؤه , تنهدت وقالت : ما أقدر أقولك موافقة دحين لكن أوعدك إني أفكر في الموضوع بحيادية بس بعد ما أستخير و أسمع من سامر ..
              ابتسم بفرح وقال : هذي حنان اللي أعرفها ..

              في الصالة :

              قطبت حواجبها بتفكير وقالت وهي تعقد رجلينها فوق الطاولة القزاز اللي قدام الكنب : سؤال مهم ..
              طالع فيها سامر المجاور لها وقال : اسألي ..
              لفت عليه وسألت : هو انتم الرجال تحبون من نظرة ؟؟
              ضحك على سؤالها وقال وهو يتلمس ندبته : لا هي مهي مسألة إني شفتها خلاص حبيتها , أنا يوم قلت إني شفتها يوم تغدت عندنا قصدت إنها عجبتني وارتحت لها فهمتي , بس مو معناته حب , الحب أكبر من كذا بكثير ..
              قالت : و ماهر ..
              قطب وقال : شوفي هو ممكن زي حالة ماهر يسمى حب بس مو من نظرة , لا هو حب من الطفولة , أنا من وجهة نظري أفضل يطلق إعجاب أو افتتان من أول نظرة بدل حب من أول نظرة , لأنه بالعقل , فلنفرض إنك شفتي واحد حلو بالسوق , فيه كل المواصفات , جسم طويل وعيون جميلة ومشيته واثقة وشكله محترم ورزه و ..
              قالت بحماس وهي تلتفت له : ياي ..
              ضربها بطرف يده على راسها وهو يقول : هي , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
              ضحكت وقالت : خيال , اش فيك أنا ماني قاعدة أطالع ..
              ابتسم وكمل : المهم شفتي هالرجال ماشي قدامك ..
              قالت بسخرية تبغى تغيضه : حماس ..
              رماها بنظرة وهو يقول بعصبية : المهم , شفتيه , تحبينه ؟؟
              قالت على طول : طبعا لا ..
              قال وهو يأشر : أها ما تحبينه لكن ممكن يكون عجبك شكله أو أي شي ثاني , بالمختصر لفتك , عشان كذا ما أفضل إنه يقال حب من أول نظرة ..
              قالت بجدية : بس لو شافته سلافة وبنات عماتي كان ماتوا عليه ..
              قال بجدية مماثله : بس برضو مو حب ..
              طالعوا في بعض لفترة قبل ما يسأل سامر : إنت اش رأيك في خطبتي ؟؟
              قطبت سحر وقالت بغموض : متفهمة اللي قلته وما أدري اش أقول ..
              قال بتريقة : لا جاوبتي على سؤالي ..
              قامت وقالت بهدوء : دام إنت رغبان محد يقدر يقول شي , هذي حياتك وإنت اللي بتعيشها , صح ولا لا ؟؟
              تنهد وقال وهو مقطب : ما أدري اش بتقول أمي ؟؟
              هزت أكتافها وقالت بابتسامة : ما دام أبويه موافقك يعني حصلت على 60 % من الأصوات ..
              وكملت لمن طالع فيها بحيرة : هذا مو تصغير من شأن أمي , بس الحلو في أمي وأبويه لمن يكون واحد فيهم موافق يقدر يقنع الثاني , يعني لو أمي موافقه كان قلت إنك حصلت على 60 % ..
              هز راسه متفهم ورجع قال : لا تقولين عشان كذا تحصلين دايم على اللي تبغينه ..
              ضحكت وقالت وهي تأشر على راسها : طبعا , فكر فيها , أقنع واحد فيهم وأرميه على الثاني عشان يتكفل بإقناعه وبكذا ..
              أشرت بيدينها بحركة مبهمة , ضحك وقال : يالشيطانة ..
              قالت وهي تتحرك لغرفتها : الحمد لله 26 سنة ما عشتها كذا ..
              ابتسم وهو يراقبها وقال : الله يرزقك السيد سين اللي يقدرك ويثمنك ..
              لفت عليه وقالت بعصبية : سمعتك , إدعيلي بالجنة لو فيك حيل تدعي , سيد سين حقي ما في أحد له دخل فيه , ثانيا الزواج مهو أهم شي في الحياة ..
              وضحك وهي تكمل طريقها وهي تقول : أصلا أنا ناويه له نية شينة عشان كذا شارد ..
              ابتسم وهو يتأملها , ولمن انفتح باب غرفة أبوه وأمه التفت لوراه , ابتسم لمن خرج أبوه أول , طوي عبد الكريم شماغه وهو يغمز له بخفة , مسح سامر ابتسامته لمن شاف تعابير الجدية على أمه تبعت أبوه وهي ترميه بنظرة حادة قبل ما تقول : قبل كل شي لازم تعرف إني زعلانه ..
              وتحركت وجلست على الكنب , حطت رجل على رجل وأعطته جنبها وهي تستند على ذراع الكنبه , قام من مكانه وجلس جنبها فبعدت عنه وهي تقول بحزم : لا تكلمني ..
              قال برجاء وهو يحط يده على كتفها : أمي ..
              زفرت وقالت وهي تلف عليه : دحين أنا من سنة وشوي وأنا أطارد وراك عشان أخطب لك وأدور لك على عروسة واخر شي يوم تتخذ هالخطوة تروح لأبوك ..
              ورجعت أعطته ظهرها , لف على أبوه بحيرة فأشر له أبوه إنه يدهن سيرها شوية كمان وبترضى , لفت وشافت حركة يده فقالت بحدة : عبد الكريم , لا توز ..
              ضحك عبد الكريم وقال : ماوزيت ..
              : مين اللي يوز ميييييييييييين ؟؟
              التفتوا لخالد اللي سأل هالسؤال وهو شايل غدي النايمة , قامت أمه وشالتها منه عشان توديها للغرفة الداخلية وهي تقول : أبوك يوز أخوك علي ليش زعلانه عليه , مايبغاه يراضيني ..
              التفت خالد لهم وقال بمزح : خيييييييييير اش صار في الدنيا أبويه قالب على أمي ؟؟ صراحة وناسة من زمان ماسمعنا هوشة ..
              طالع فيه سامر باستنكار والتزم عبد الكريم الصمت وهو يكتفي بابتسامة , وتفاجأوا لمن قالت حنان اللي رجعت : خويلد , هذا كلام ..
              ضحك وقال وهو يجلس جنب أبوه : أمزح ..
              زفرت وقالت بحسرة : وينك يا عدنان ؟؟ مايبرد قلبي غير هالولد , الله يسهل له ويوفقه دنيا واخره , ويارب ما تغمض عيني قبل ما أشوف عياله يارب ..
              طالع فيها خالد وهو يقول بصوت ممطوط : أفا يا أم خالد , ماهقيتها منك تمدحين الأعزب المثالي وتكشتيني ..
              قال ماهر وهو طالع من الدرج : راح هاللقب من وقع على ورقة سجنه ..
              وهز راسه وهو يكمل بسخرية : أقصد ورقة زواجه ..
              رماه عبد الكريم بنظرة حاده وقال : الناس تسلم أول ..
              قال السلام وهو متجاهل نظرة أبوه , ردوا عليه وقال سامر وهو يتأمل بذلته : رايح أخيرا ؟؟
              هز راسه وابتسم وهو يقول : لنننننننندن ..
              سألت حنان : ومتى راجع ؟؟
              هز أكتافه وقال : يومين ثلاث على حسب الجدول , ممكن يصير فيه تبديل ولا شي ..
              ودعوه لكن عبد الكريم قاطع وداعهم وهو يقول بتساؤل : المهم حليت الموضوع قبل ما تسافر !!
              ابتسم ابتسامة غريبة وهو يقول : حليته أخيرا ..

              تعليق

              • أحلى من الحلا
                عضو فضي
                • Aug 2007
                • 539

                الساعة 5,30 بعد العصر في جدة :
                في شقة جاسم و أزهار :

                فتحت أزهار باب الشقة بحماس وهي تقول : يا حيا الله من جا ..
                ابتسم عمر وقال وهو يفسح المجال لمنى عشان تدخل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                صكت أزهار الباب وتحركت بتضمه لكنها مسكت نفسها في اخر لحظة ومدت يدها له , تحرك عمر متجاهل يدها الممدودة وضمها بقوة , حست بالدموع تحرق جفونها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تضمه وهي تقول : ألف ألف ألف مبارك عليكم ..
                طالعت فيهم منى وغصب عنها حست بالغيرة وهي تشوفه يضمها بهالطريقة والفرح على وجهه لكنها ذكرت نفسها إنها الوحيدة الباقية له , بعدت أزهار عنه وسلمت عليه ولفت على منى اللي بعدت غطاها وهي تبتسم بخجل , فردت ذراعينها وضمتها بقوة وهي تقول : يا دبه اش هالحلاوة ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
                وبعدتها وهي تتأملها بابتسامة , نزلت راسها بخجل وهي تقول : بعض مما عندكم ..
                ضحكت أزهار وقالت : يا بنت , من متى تستحين مني ؟؟
                قرصتها من طرف خفي وهي تأشر لها بعيونها يعني اسكتي , ضحكت أزهار وقالت وهي تأشر على الصالة : تفضلوا تفضلوا ..
                ودخلتهم للمجلس بعد ما أخذت عباية منى , كانت لابسة بنطلون أسود له قصة واسعة من تحت وفوقه بلوزة تل بشرايط تنربط على الكتف , مشجرة بالأسود وخليط من درجات الأحمر طويلة توصل لركبتها ولابسة تحتها بلوزة سوداء تل أكمامها قصيرة , جلست منى وبلا تفكير جلس عمر جنبها ورجع زحف بعيد عنها شوية ووجهه متغير من الخجل , مسكت أزهار ضحكتها وقالت وهي تجلس على الكنبة المقابلة : يا هلا والله , تو مانور بيتي ..
                ولمن ردوا عليها بحرج وكل واحد مبعد نظره عن الثاني تأملتهم بفرح , ولمن لاحظت إنها تتأملهم قامت وهي تضحك وتقول متذكرة : القهوة ..
                قالت منى : لا تتعبين نفسك ..
                ابتسمت وقالت : تعبكم راحة ..
                وتحركت للمطبخ , جابت الصينية , قامت منى وسحبت منها الثلاجة وصبت لعمر أول , ابتسم عمر وهمس : شكرا ..
                ابتسمت له وصبت لأزهار ورجعت صبت لنفسها وجلست مكانها , قامت أزهار وقدمت لهم من الشوكلاته وهي تقول : هذا من الزايد اللي في فرحكم ..
                ابتسموا بخجل وهم ياخذون منها , بالرغم عنها غبطتهم بداخلها وهي تتذكر أيام زواجها الأولى وبالذات يوم راحت لبيت أهله , جاسم حاط رجل على رجل ويكلم أبوه وأمه ووجهه واضح فيه أثار الضرب وهي جالسة بين الهنوف والعنود وهي تضحك وتنكت معاهم , ابتسمت لهالذكريات اللي جرت وراها ذكريات المطار والضياع و .... هزت راسها وطالعت في أخوها ومنى ومسكت ضحكتها لمن شافت منى تحاول تسحب طرف بلوزتها اللي تحت عمر المنهمك في فتح الشوكلاته اللي في يده , انتبه لحركة منى فقام بسرعة وهو يعتذر بإحراج , لمن لفوا عليها فدنقت راسها ومدت يدها بسرعة يعني بتاخذ شوكلاته وهي حاسة بالإحراج منهم ~ وييييييي دحين يقولون قاعدة تراقبنا يالفشلة و ...... ~ رن جرس الباب وأنقذها في هاللحظة , قامت بسرعة وهي تقول : هذا جاسم ..
                وراحت وفتحت الباب , شافته لاف بوزه وهو متكي على طرف الباب وهو لابس بنطلون جنز ويلوزة بيضاء مرسوم عليها رسوم بألوان مختلفه , ابتسمت وهمست : جووا العرسان ..
                حك شعره وهو يدخل وقال : عارف , مو عشان كذا تأخرت في الرجعة عشان يكون عندك وقت ترحبين بهم ..
                ورفع صوته وهو ينادي : أبو عبد الله ..
                ثواني وخرج عمر وهو مبتسم , رحب فيه جاسم وهو يسلم عليه , سابتهم أزهار وراحت لمنى , تحركت لها وجلست جنبها وهي تقول بفرح : والله بأموت من الفرحة ليش إنكم عندي ؟؟
                ابتسمت منى وقالت بحب صادق : ولو , إنت أول الناس اللي نزورهم ..
                ابتسمت أزهار وقالت : بشريني كيف عمور ؟؟ ترا لو سوالك شي من هنا ومن هنا بس قوليلي وأنا أأدبه ..
                ابتسمت منى وقالت : لا ترا ما أرضى عليه ..
                طالعت فيها أزهار وقالت بتريقة : أمووووووووت أنا على اللي ما يرضوووووون ..
                ضحكوا وقالت أزهار وهي تغمز لها بتريقة : عشنا وشفنا منى تزورني بهالشياكة ..
                ضربتها منى وهي تقول باستنكار : أزهار ..
                ضحكت وقالت وهي تأشر على تنورتها وبلوزتها الرسمية اللي عاقدة عليها شال مناسب : حتى أنا , فاكرة ما نتقابل إلا بالقمصان ..
                ورفت بعيونها الكحيلة والمطلية جفونها بلون ذهبي وهي تكمل : والوجه زي ما خلقه ربي ..
                ضحكت منى و قالت : يا زينها من أيام ..
                وبعد تبادل الأحاديث وصلتهم حمحمة عمر قبل ما يدخل وهو يقول : يلا مشينا ..
                شهقت أزهار وحاولت فيهم يجلسون يتعشون عندها لكن عمر رفض وهو يقول بلطف : بنت عيب , زوجك فيه ..
                دنقت عليه وهمست بتريقة وبصوت يمكن لمنى إنها تسمعه : فكني منه شويه صاير لصقة جنسون ..
                ضحك من قلبه وكبح ضحكته و خاطب أزهار وهو يطالع في منى : لا تقولين بيجي يوم بتقول عني منى هالكلام ..
                استحت منى وماعرفت اش تقول , قالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : مو دحين , لكن بعدين معليش أقولك لو جلست في البيت من تصبح إلين تمسي بتقول عنك هالكلام ..
                ضحكت منى بإحراج وقطب عمر حواجبه بتفكير , زفرت أزهار وقالت وهي تدفه : بدري عليكم هالشي ..
                ضحك وقال : اللي يسمعك يقول لك 8 سنين متزوجة , بنت مالك إلا 8 شهور ..
                قالت بلا تفكير : أصلا أنا من أول يوم في زواجنا كنت كإني عايشة معاه 10 سنين ..
                ولمن شافت نظرة عمر تذكرت في لمح البصر ذكرى ليلتها المريرة وموقف عمر من جاسم فقالت بسرعة : قصدت إني كنت عايشة معاه من قبل وأنا ما أعرف إنه زوجي ..
                وابتسمت لهم وتحركت تجيب العباية لمنى عشان يخرجون من باب المجلس , ولمن رجعت ابتسم عمر وحط يده على كتفها وشد عليها , مسدت يده وهي تقول : الله يوفقكم ويسعدكم دنيا واخره ..
                تحركوا وخرجوا , ابتسمت لمن شافت عمر يمد يده لمنى اللي مسكتها بخجل وهي تلوح مودعة باليد الثانية , رجعت للصالة ودخلت غرفة التلفزيون , شافته متمدد وهو يقلب في التلفزيون بدون ما يحاول يطالع في البرامج , بس يضغط باستمرار , زفر ورمى الريموت وراح للتلفزيون وسحب سلك المجد وشبك سلك الإريل , وقلب على القناة السعودية الأولى ورجع قلب على الرياضية وهو يقول بطفش : ما في إلا غصب واحد وغصب اثنين , عييييشة ..
                سكتت وما علقت وهي تجلس على الكنبه القريبة منه , من بعد فترة من تحقيقه لرغبتها وهو يحاول يستميلها عشان يرجع الدش ويشفر كل القنوات ماعادا الإي ار تي الرياضية و العربية والجزيرة لكنها مصرة على رأيها , كان يعصب عليها أحيانا وهو يتذمر من روحته لبيت عمه صالح عشان يشوف المباريات لكن يرجع يسكت , كانت أوقات ثورانه ورغبته في إرجاع الدش مرتبطة بأوقات المباريات الحصرية على القنوات الفضائية , وكانت تحاول قدر الإمكان في هالأوقات إنها تستخدم كل كياستها ولطفها ورقتها وكل سبل الإغراء عشان ينسى هالفكرة , لمن رمى الريموت وراحد لكمبيوتره زفرت بداخلها وهي تصرخ ~ ياربيييييييييييييييييييي , هذا واحد من هالأيام , يارب عديه على خير ~ ولمن ماسمعت تذمره عرفت إنه قاعد يشتغل على النت , زفرت براحة وراحت تحول السلك عشان تتفرج على أهلا أهلا في قناة المجد , قال بصوت بارد : لا تحولين عن الرياضية ..
                لفت وشافته مثبت عيونه على شاشة الكمبيوتر , ابتسمت وسابت السلك مكانه و تحركت عشان تجيب ثلاجة القهوة ..


                **************************


                في نفس الوقت في الرياض :
                فيلا عبد الكريم :

                : عبد الكريم لا ..
                صرخة أمها اللي اخترقت المكان خلتها تلتفت بخوف وهي تدف كرسي مكتبها على ورى وتنزع السماعات اللي توها حطتها , جريت خارجه من غرفتها و شهقت وهي تشوف أمها متعلقه في أبوها اللي واقف قدام ماهر الواضح من بذلته إنه مستعد يروح وحده من رحلاته , كان أبوها ماسكه من تلابيبه و ماهر مدنق بصمت وخالد واقف عندهم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , ما في شي ينحل بالصراخ ..
                قال عبد الكريم بعصبية وهو يهزه : الطلاق مو لعبة تفهم , الطلاق مو لعبة , إتق الله تطلقها طلقة ثانية وإنتم ما تزوجتم لسه , طلقه ثانية ياماهر , حليلك الطلاق , تكلم ..
                التزم ماهر الصمت وشهقت حنان وهي تفلت يدينها عن عبد الكريم وتضرب صدرها بصدمة وهي توها تستوعب الكلمة الخافته اللي نطقها ماهر وخلت زوجها ينفجر من العصبية , قالت باستنكار: طلقتها , طلقت أريج ..
                ورجعت حطتها على راسها وهي تقول : يا حسرتي على عيالي اللي واحد بيتزوج والثاني بيطلق , يا حسرتي على عيالي ..
                ماتحرك سامر اللي كان عارف بالموضوع من جلسته و تصنمت سحر في مكانها تحاول تستوعب اللي ينقال ~ طلاق , طلاق للمرة الثانية , على إيه هالمرة ؟؟ هو كلمني بس ما توقعته بيسويها بهالسرعة , اش صار ؟؟ هو قال بعطيني فرصة أكلم أريج ~ تحركت بسرعة ومسكت يد أبوها اللي عمرها ماشافته بهالشكل وقالت برجاء : أبويه تكفى خلاص ..
                أول ما سمع صوتها المتوسل انتبه لنفسه ففلت ماهر و قال بحزم وهو يشيح بوجهه : لا أشوفك قدام عيوني إلا وإنت مصلح هالمصيبة اللي مسويها ..
                قال ماهر بهدوء وعيونه مازالت على الأرض : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة ..
                شهقت حنان وجلست على الأرض من شدة صدمتها الزواج بقي عليه أقل من شهرين , تحركت سحر و سندتها بخوف وهي تقول : أمييييييييييييييي ..
                طالع عبد الكريم بحدة في ماهر و لمن شاف خالد يترجاه من ورا ماهر إنه ما يعصب ويثور مسك أعصابه بالقوة وهو يقول بحزم : إنت أخذتها وإنت اخترتها بنفسك محد ضربك على يدك ولازم تتحمل نتيجة اختيارك , دحين توكل على الله , روح رحلتك وإن شاء الله تهدأ وتفكر زين و إنت بعيد عن كل شي هنا ..
                قال ماهر بعناد : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة لو إش ما صار ..
                رص عبد الكريم شفايفه , لمن شاف خالد حركة قال باستنكار وهو يدف ماهر من كتفه : ماهر , قالك أبويه روح واستهدي بالله ..
                طوى عبد الكريم يدينه وقبضها بقوة وهو يقول بأهدأ صوت قدر عليه : خالد خليه براحته , روح لا تتأخر على رحلتك ..
                طالع فيه ماهر باعتذار ماتجاوز شفايفه قبل ما يعطيهم ظهره وهو يسحب شنطته بقوة بيد واليد الثانيه يعدل فيها بذلته اللي انفكت أزرارها ..
                زفر عبد الكريم وهو يستغفر ويقول : أنا اش فيني , أنا اش فيني ..
                قال خالد بضيق : والله يحق لك اللي سويته , أجل فرحان وهو يقول طلقتها ..
                قام سامر وقال باعتراض : لا تحسب إنه كان هين عليه هالقرار , كلنا نعرف إنه يموت على التراب اللي تمشي عليه أريج ..
                وطالع في أبوه الصامت بوجه شاحب وقال بتأكيد : أبويه والله كان صعب عليه هالقرار ..
                همست حنان وهي تطالع فيه باستنكار : يطلقها في الملكة !! وهو مادخل عليها !! لسه ماشاف منها شي عشان يطلقها , ياربي استر , يارب تهدي سرهم ..
                وقامت وقالت وهي تحط يدها على كتف عبد الكريم : عبد الكريم ولا تجيب سيرة لأخوك , أنا أتفاهم معاه لا جا من سفرته , لا تزعل نفسك ..
                أكبرت سحر أمها بداخلها , رغم إنه أمها تاخذ من كلام مرة عمها المسموم و تقابلها أريج ببرود فضيع إلا إنه هذا ما خلاها تفرح بانتهاء هالعلاقة ..
                طالع فيها عبد الكريم وهمس وهو يفك أزرار ثوبه : الحمد لله على كل حال , الحمد لل ..
                وشخصت عيونه للأعلى قبل ما ينهار فجأة على الأرض , صرخت سحر بصدمه وهي تشوفه ينهار : أبويه ....
                وجري خالد له يحاول يسنده و تحرك سامر وهو يهتف : أبويه , أبويه ..
                لكنه طاح على الأرض قبل ما يوصله أحد , طاح شماغه وعقاله من قوة الطيحة , طالعت حنان فيه بذهول , كان متمدد على الأرض بلا حراك , هزه خالد وهو يقول : أبويه , أبويه ..
                وانطرحت سحر عند صدره وهي تهزه مع خالد وهي تصرخ : أبويه قووووووووم ..
                زحفها خالد بقوة وخشونه وهو يصرخ : وخريييييييييييي ..
                و سدح أبوه على ظهره , مسك سامر سحر وشد على ذراعينها يهديها ..
                : أبويه ..
                صرخة ماهر شقت المكان وهو يجري من عند الدرج اللي طلعه درجتين درجتين بعد ماوصلته صرخة سحر , انطرح على الأرض وحط يده بسرعه على الجانب الأيسر من عنق أبوه , كان يلهث من الجري لكنه حاول يركز تفكيره مع دقات قلب أبوه , قال يهديهم : النبض كويس ..
                و اعتدل في جلسته ونزع جاكته ورماه ورجع فتح فم أبوه وقرب إذنه منه ثواني و رفع راسه وهو يقول بهدوء غريب : التنفس طبيعي كمان ..
                وحط يده على جبين أبوه وهو يسأل : نام أمس زين ؟؟
                طالعوا كلهم في أمهم اللي كانت تطالع في المنظر بصمت , سحبت سحر جلابيتها وهي تهمس : أمي ..
                هزت أمها راسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق : نومه متقطع ويسهر كثير و .....
                وهتفت لمن شافت عبد الكريم يفتح عيونه ببطء : أبو خالد ..
                قال خالد وهو يقوم : تحركوا نوديه المستشفى ..
                هز ماهر راسه وقال يمنعهم : ما يحتاج ..
                وتحرك وقلب أبوه على جنبه اليمين وحط يده على راسه وهو يهمس : أبويه ..
                فتح عبد الكريم عيونه وطالع بحيرة يحاول يستوعب اش اللي صار , رفع ماهر راسه بشويش ودخل رجله المطويه تحت راس أبوه عشان يرتاح وهو يقول : جاتك إغماءه بسيطة ..
                حاول عبد الكريم يقوم لكن خالد رجع راسه على فخذ ماهر وهو يقول بخوف : أبويه خليك منسدح ..
                قال عبد الكريم بثبات وهو يحاول يقوم : مافيني شي ..
                أول ما سمعت حنان صوته صرخت : عبد الكريم ..
                ورمت نفسها على صدره تصييح من قلبها , تسللت الدموع لعيون سحر اللي غطت وجهها وهي تنشج بصمت , تنهد سامر براحة وهو يرص ذراعينها أكثر , قال خالد بهدوء وهو يمسح ظهر أمه : أمي مافيه إلا العافية إن شاء الله ..
                قال ماهر بابتسامة : أمي عادي , إغماءة تعب ..
                ومسد جبين أبوه المقطب وهو يقول باعتذار مبطن : شكله أبويه مزعل نفسه هاليومين ..
                زفر عبد الكريم وقام رغم محاولات عياله إنه يرتاح , ضم حنان وقال بصوت ثابت : اش فيك تصيحين ؟؟ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , حنان , حنان ..
                رفعت حنان راسها ولمن شافت وجهه الشاحب زاد صياحها وهي تضمه , زفر عبد الكريم ومسح شعرها بصمت , زاد صياح سحر بعد ماشافت منظرهم , حمحم خالد وهو يقول بمزح عشان يخفف الجو : نحن هنا ..
                ضحكت سحر من بين دموعها ومسحتها بقفا يدها وهي تقول : طيب لا تطالع , خليها تفرغ اللي في قلبها ..
                قال خالد بتريقه : مناظر مخلللللله بالأداب العامه , يمه عيب عليك تخلين عيالك يشوفون هالمناظر ..
                ضحكوا وسكتوا لمن طالع عبد الكريم في خالد بحدة يعني أسكت وهو يقول : حنان الله يهديك لو صار لي شي كذا بتسوين , وأنا اللي أقول إنه عندي حرمه قوية مابأخاف على عيالي لو صار لي شي ولا ..
                قالت تقاطعه وهي تبعد عن حضنه : ولا تنطقها , لا كتب ربي أجلك ذاك الساعة بأصبر نفسي لكن لا تنطقها قدامي ..
                ورجعت تصيح وهي تقول : قلت لك لا تفكر كثير فوقك رب كبير لكنك ماسمعتني ..
                زفر وهو يضمها وهو يستغفر ويحوقل , نزلت سحر بصرها للأرض وهي تدعي ربها إنه أخوانها ما يلاحظون خجلها عشان ماياخذونها مسخرة , ثواني وقال ماهر : خالد لا يفوتك , لا يفوتك شكل سحر ..
                رفعت راسها وانصدمت لمن شافته يأشر عليها وخالد وسامر يطالعون فيها وهم ماسكين ضحكهم , قالت بحدة وهي تقوم : مالكم صلاح ..
                تعثرت بتنورتها وهي قايمه من شدة الخجل فرجعت جلست على الأرض بقوة , انفجروا بالضحك عليها وهي تتأوه وهي تحط يدها على ظهرها وهي تصرخ : أنذال ..
                قامت حنان وسندت عبد الكريم اللي قام بصعوبة , قال ماهر يوصي أمه والكل قام يبغى يسنده : لازم ياكل له حاجة زينه وينام , أبويه ترى اللي صار لك من الإرهاق , شكلك مجهد نفسك كثير ..
                تذكر عبد الكريم لحظتها فقال : رحلتك ..
                قال بابتسامة : في ستين داهية , أدق عليهم دحين وأقولهم غياب اضطراري و ..
                قاطعه بحزم : دحين تروح ..
                قال باستنكار : أبويه غيابي أقل من القليل مافيها شي لو غبت اليوم و جلست معاك ..
                هز عبد الكريم راسه وقال بلطف وهو عارف في قرارة نفسه إنه ماهر يبغى يجلس لأنه يحس نفسه السبب في إغماءته : أنا ما فيني شي الحمد لله , روح ياولدي , روح شوف شغلك ومصالحك , ما قصرت جزاك الله خير ..
                قال ماهر بحزم : تبغى مصلحتي وراحتي خليني أجلس ..
                وتبادلوا نظرة طويلة قبل ما يتحرك عبد الكريم للكنبة ويجلس عليها , زفر ماهر وخرج جواله بسرعة عشان يتصل بالمسؤول , بعد ما تطمنت حنان عليه لفت على سحر وقالت : سحر حبيبتي روحي حطي لأبوك شويه من شوربة الخضار وكاسة مويه وأهم شي علبة العسل ..
                هزت سحر راسها وتحركت نازلة للمطبخ , طالع عبد الكريم في السقف المزين برسومات جبسية فخمة تتوسطه نجفه كبيرة من الكريستال , غمض عيونه وتمدد على الكنبه , ولمن حس بيدينها على راسه تكبسه بخفه همس : أم خالد ارتاحي مافيني شي ..
                لكنها استمرت تكبس راسه بخفه وهي تقرأ عليه , كان عارف إنه السبب في اللي هو فيه موضوع وسام اللي شغله من عرفه ..



                ***************************

                في جدة :
                بعد وجبة العشاء في غرفة حمده :

                طالعت بتوتر فيهم ونزلت راسها وهي تفرك يدينها اللي تحسها زي مكعبات الثلج وهمست : أستخير أول و .. و .. اللي تشوفونه ..
                ابتسمت أمها وسألت : ما بتسألين مين اللي نتكلم عنه ؟؟
                طالعت فيهم سفانة لثانية ورجعت خفضت بصرها بصمت خجول , هم قالوا لها إنه طيب و مدحوا في أخلاقه وأهله وقالوا إنه أكبر منها بثلاث سنين وعنده وظيفة وبيت ملك , فركت يدينها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ شي أكيد أبغى أعرف منهو المتقدم ~ لكن صرختها ما تجاوزت شفايفها , حط علي يده على كتفها بحنان وقال : عبد الإله ولد خالك ..
                رفعت وجهها لهم بصدمة وهتفت غصب عنها : عبد الإله !!
                قطب حسان حواجبه وسأل : وليه مستغربة ؟؟
                حست أنفاسها تختفي وهي تقول : بس هو , قصدي , هو , مو , صحبة عهود و ...
                ابتسمت نورة وقالت بلطف : لا يا قلبي , هالموضوع طلع مجرد كلام حريم عبد الإله ما له دخل فيه وما تقدموا لهم ولا كلموا البنت أصلا ..
                قالت حمده بعفوية : الحمد لله , طلع هالكلام كذب , ماودي ولدنا يطلع عن العايلة , البنت مالها إلا ولد عمها ولا ولد خالها ..
                بلعت سفانة ريقها وجالت ببصرها على ملامحهم ورجعت قامت وهي تهمس : عن إذنكم ..
                وتحركت بسرعة , أول ما خرجت من غرفة جدتها تفاجأت بأختها والعنود المبتسمات , كانت ملامح السعادة مرتسمة بأجمل معانيها على وجوههم , زمت شفايفها اللي ارتجفت لثانية قبل ما ترمي نفسها على صدر العنود , ضمتها العنود بقوة وهي تهمس بفرح : ودي أصرخ بطول صوتي ..
                وضمتها أكثر وهي تقول : ياي , كني أنا اللي انخطبت ..
                ضحكت الخنساء وقالت : صدق صدق خبلة ..
                تنهدت وقالت : أخيييييييييييييييرا من كم وأنا أستنى هالخطبة , كنت ماسكة لساني خوف ما يصير الموضوع رسمي ..
                رفعت سفانة وجهها ومسحت دموعها وهتفت : كنت تدريييييييييييييين ؟؟
                ابتسمت وقالت : من زما ...
                وصرخت وهي تشرد لمن شافت الشر مرتسم في عيون سفانة اللي لحقتها وهي تقول : يا نذله ..


                ***************************
                الساعة 12 مساء :
                في فيلا عبد الكريم :

                انفتح الباب مختلط مع رنات الجرس وصوت جهوري يقول : السلام عليكم ..
                شهقت سلافة وقالت : impaaaaaaaaaaassipol ..
                وتحركت وطلت من فوق الدرابزين , شافته رافع ثوبه ويطلع الدرج درجتين درجتين , صرخت : عدنان ..
                كان مقطب حواجبه وهو يطالع في أرجاء الصالة الواسعة , ورجع لف عليها وابتسم وهو يمد يده و يقول : هلا سلافة , كيفك ..
                سلمت عليه وهي تقول : اش جابك ؟؟ اليوم مو ربوع ..
                ابتسم وقال بتريقة وهو يلف للدرج : عادي إذا مضايقك أرجع الدمام ..
                قالت معترضه بصوتها النحيف وهي تمسك ذراعه : لا مو قصدي ..
                ابتسم وقال : جيت عشان أبويه , فينه ؟؟
                استغربت من سبب جيته وقالت وهي تهز أكتافها : ما أدري في ...
                انقطع كلامها بصوت شهقة مختلطة بصوتها المتعجب الخايف يقول : عدنان , اش جابك ؟؟..
                ابتسم وهو يلف على أمه اللي طلعت الدرج وقال : اش فيكم متعجبين ؟؟
                وسلم عليها , مسكته وطالعت فيه ولفت حولينه تطالع فيه , ضحك وقال : اش فيكم ؟؟ جيت عشان خالد قالي إنه أبويه تعب شويه و ...
                شهقت حنان وقالت : خالد ..
                وزفرت بقهر وقالت : قلت له لا يقولك لكنه مايسمع ..
                صرخت سلافة باستنكار : daaaaaaaady تعب متى ؟؟؟ أنا وين كنت ؟؟
                سأل عدنان أمه : أبويه فين ؟؟
                قالت وهي تقطب حواجبها : ماشفته في المجلس الخارجي !!..
                هز راسه بلا وسلافة تطالع فيهم باستنكار وهي تقول : لا تطنشونييييييي , بابي تعب من إيه ؟؟
                قالت وهي تقطب حواجبها : غريبة قبل نص ساعة قال عنده موضوع ضروري مع واحد من أصحابه جاي له عشان كذا خرج للمجلس وأرسلت لهم القهوة مع سامر ..
                قطب حواجبه وسأل : سامر وينه ؟؟
                قالت بابتسامة حنان : في غرفته , صار ينام بدري عشان يصحى بدري , تعرف صار في العيينة ..
                هز راسه ونزل الدرج , طالعت فيه سلافة باستنكار ورجعت لفت على أمها وسألت بغيض وصوتها يزداد نحف : ليش مطنشيني ؟؟
                تحركت حنان وشالت شنطته وهي تهمس بحب : الله يخليلكم أبوكم ويخليكم له و ...
                صرخت سلافة : maaaaaaaaaaaaaaaaaaaaam ..
                انتفضت حنان وطاحت منها الشنطة وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم , إنت هنا ..
                قبضت سلافة يدينها بغيض وطلعت صوت مقهور قبل ما تروح لغرفتها وهي تضرب رجولها في الأرض بغيض وهي تقول : دايما كذا , دايما كذا ..
                قالت حنان بصوت عالي : سلافه حبيبتي تعالي , ماسمعتك , سلافه ..
                : thaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks ما أبغى شي ..
                وصكت الباب , هزت حنان أكتافها وشالت شنطة عدنان وتحركت لغرفة سحر , فتحت الباب بعد ما دقته لقيتها نايمة رغم الأنوار المفتوحة ومحمولها قدامها على السرير مفتوح على صفحة منتداها المفضل ونظارتها ضاغطة على خدها , زفرت وسحبت النظارة وبعدت المحمول وحطته على الطاولة جنب النظارة ولحفتها وتحركت طفت الأنوار وقفلت الباب وهي تدعي بداخلها إن الله يصلح أبناءها ويهديهم , نزلت لقيت عدنان جالس في الصالة جنب أبوه وهو حاط يده على ركبته يكبسها بحنان , من يومه وهو أحن وأبر الأبناء عليها وعلى زوجها , دعت له بالتوفيق وهي تسمع عبد الكريم يقول : معناته كنت مطير يا سيد عدنان ..
                ابتسم عدنان وقال : مي ذيك السرعة , ما جاوزت ال 120 ...
                قال عبد الكريم : الله أكبر , 120 لو انفقع إطار ولا شي لا قدر الله , تراني أحلفك يا ولدي ما تجاوز ال 100 في الخط السريع ..
                ابتسم وهز راسه وهو يقول : إن شاء الله , المهم بشرني عنك ..
                زفر وقال : ارتحت من شي ودخلت في شي ..
                وطالع فيه بنظرات حادة وهو يقول : تصدق إنه ماهر طلق أريج ..
                فتح عدنان عيونه على اتساعها وهتف : مرة ثانية , لاحول ولا قوة إلا بالله , هو اش عنده هالولد ؟؟ ..
                تنهد وقال : ما أدري عنه ..
                قطب عدنان حواجبه وقال بطفش : هالمرة ما بأتدخل , خلهم هم يصطفلون , كل ما تضاربوا راح أحد يصالحهم ..
                همس عبد الكريم : أمك الثانية ما رجعت , يمكن عشان كذا المشاكل زايدة ..
                فتح عيونه على اتساعها وهو يهتف : خالتي عاليه ما رجعت البيت !!
                وانتبه لأمه اللي تحركت بخفة رايحة للمطبخ عشان ما تتدخل في مناقشتهم , قال : أمي ..
                لفت عليه حنان وهي تقول : هلا ..
                طالع فيها طويل قبل ما يهمس : أمي روحي لخالتي و ...
                شهقت وقالت بحزم : مستحيل لو أمي الله يرحمها تطلع من قبرها وتقولي روحي لها مارحت ..
                قال : بس إنتي عارفه ما لها سلفة إلا إنتي , عماتي استحالة يروحون لها لأنهم ما يطيقونها و ..
                قاطعته : عدنان , إنت تعرف اللي بيني وبين مرة عمك ..
                قال باعتراض : أمي مرت 29 سنة ..
                قالت بألم : وهي 29 سنة تذكرني بهالشي ..
                قام لمن شاف نظرة الألم في عيونها وهمس : أمي اللي صار كان مو بيدك و ..
                أشاحت بوجهها عنه وهمست : أجيب لكم شي تشربونه ..
                وتحركت للمطبخ , زفر عدنان ولف على أبوه اللي هز أكتافه بحركة عجز , رجع طالع في المطبخ وتحرك نحوه بحزم ..
                : لا أصدق عيناي , عدناني هنا ..
                تلاشى عزمه والتفت بابتسامة لسامر اللي فرد ذراعينه عن اخرها , ضمه بترحيب وهو يقول : أمي تقول إنك نايم ..
                ضحك وقال : شغلني المنتدى شويه وما نمت , متى جيت ؟؟
                أجل موضوع الحديث مع أمه وتحرك راجع للصالة مع سامر وهو يجيب على أسئلته ويسأله عن باقي أخوانه , خالد خرج يتعشى مع هند والبنات وماهر مايدري عنه ..


                *************************

                الساعة 2 صباحا في جدة :
                الدور الثاني في فيلا حمده :

                : أكيد موافقة ..
                ارتجفت سفانة السارحة وهي تتأمل الظلام لمن خرق صوت العنود المكان وهي تقول هالكلمتين بلهجة ثابته يشوبها تساؤل بسيط , ابتسمت وضمت لحافها وقالت بهدوء : بأستخير وأشوف ..
                قامت العنود من سدحتها على ظهرها واتكت بأكواعها على المخدة وطالعت في سفانة وهي تحاول تشوف ملامحها وسط الظلام وقالت : بلا سخافة , أظن ودك تقولين موافقة من عرفتي إنه عبد الإله ..
                زفرت سفانة و انقلبت على جنبها اليمين و أعطتها ظهرها بصمت , زحفت العنود من مكانها على الأرض وفتحت الأبجورة وهي تقول : بنت هالزفرة ما تطمن ..
                ورجعت لفت على سفانة النايمة على طراحة مجاورة لطراحتها على الأرض و حطت بطنها على خصر سفانة وطالعت في وجهها وهي تقول : سفانة دب ..
                ولمن شافتها مغمضة عيونها بقوة قربت وجهها وباستها على خدها وهي تهمس بدلع : سفسفه ..
                ولمن شافت دمعتين تتسلل من عيونها شهقت وزحفت من فوقها على الجنب الثاني وهي تقول باستنكار : بنت تصيحين ليه ؟؟
                تأوهت سفانة وهي تمسك خصرها اللي حستها انسحق بثقل العنود ومسحت دموعها وهي تقول : عورتيني ..
                ولمن جات بتقوم رجعتها العنود لسدحتها وقالت وهي تجلس : تكلمي , ليش هالدموع ؟؟
                طالعت فيها سفانة بصمت , تأملت العنود الشال المربوط بإحكام على راسها ورجعت ضمت فخوذها لصدرها وطوقتها بذراعينها وهي تسند دقنها على ركبها وهي تقول بحيرة وهي تخفي خوفها : خايفة لأنه حلمك صار حقيقة وحبيبك خطبك ..
                ضحكت سفانة ومسحت دمعة تسللت لعينها وهي تهز راسها بلا , ورجعت ركزت بصرها على العنود , زفرت العنود ومدت يمناها ومسدت بكفها على كتف سفانة المستلقية وهي تهمس : تكلمي , أنا أصريت أنام عندك اليوم لأني عرفت من عيونك إنه عندك كلام كثير ودك تقولينه ..
                زفرت سفانة وانقلبت على جنبها اليسار وأعطتها ظهرها للمرة الثانية , تأملتها العنود بصمت وهي تتلمس شعرها المتناثر على أكتافها وحول جسمها وهي تتحمد الله بداخلها , لمن شافت أكتاف سفانة تهتز مدت يدها ومسدت ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ حاسة بك يا سفانة , ما أتخيل نفسي بلا شعر , الحمد لله , والله الواحد مايشكر ربه على نعمته ولا يحس بها إلا لمن يفقدها , والله حاسة بك يا قلبي , وأعرف إنك تبغيني أقولها بس ما أقدر , والله ما أقدر أفتح معاك هالموضوع , الله يسامحها اللي سببت لك كل هالوجع إن ماكانت دارية وإن كانت دارية يارب تتعذب في دنياها قبل اخرتها ~ قامت سفانة مسحت دموعها ورفعت يدينها وفكت الشال المعقود وسحبته بصمت , تأملتها العنود وهي تصرخ بداخلها ~ أنا فاهمة مايحتاج تقربين لي ياسفانة ~ , رجعت لفت سفانة الشال على راسها وهي تقول بصوت مخنوق : بيتحمل هالشكل لو شافه ؟؟..
                قالت العنود بابتسامة : والله حلوة حتى وإنت قرعة ..
                طالعت فيها سفانة وهي تزم شفايفها فكملت بحماس : والله صدقيني ما بأكذب عليك وما بأحلف بالله كذب , مو بشع للدرجة اللي إنت مصورتها وخليتها أمر مأساوي , بعدين أكيد مليوووووووووون في المية عبد الإله عارف بالعين اللي صايبتك ..
                قالت سفانة : العلم شي والشوف شي ثاني ..
                قالت العنود بتريقة : خلاص أطلبي نظرة شرعية وأدخلي عليه شايله العصير وإنت بصلعتك تقان حبحب صيفية طازة ..
                هتفت سفانة : عنوووووووووووووووووووووووود ..
                ضحكت العنود وقالت : اش أسويلك تقولين العلم شي والشوف شي , إنتي أصلا من تتزوجينه بتحرصين إنك تكونين بالباروكة ووقت النوم بتربطين الشال عادي , شوفيهم البنات على كثر ما عاشروك محد شاف صلعتك المقدسة إلا أنا وأخواتك ..
                ضربتها وهي تقول : يا حمارة اش صلعتك المقدسة ..
                هزت العنود أكتافها وقالت : والله , إنت من كثر منتي حريصة إنه محد يشوفها أشك إنت إنت نفسك قيد شفتيها , ويعني لو جا يوم وشاف صلعتك , ربي كتب عليك هالشي مو إنتي جبتي مكينة وحلقتي راسك , بلاء ولازم تصبرين عليه ..
                فتحت سفانة فمها فقالت العنود تقاطعها بحزم : عارفه إنه الكلام سهل , شي أكيد سهل , أنا دحين قاعدة أتكلم وأنا ماني عارفه بالضبط إش شعورك , حاسه به بسسس , ولو كنت تنتظرين إنه أحد يحس في مصيبتك غيرك إنننننننننسسسسسسي , الدنيا كل شايل همه وبسسسسسسسسسس ..
                زفرت سفانة بعد لحظة صمت وقالت : مو بس هالموضوع ..
                ربعت العنود وقالت : وهذي جلسة , يلا اتحفيني ..
                : عنوووووووود ..
                قالت العنود وهي تضحك : قلت لك من ساعة خلينا نتكلم قلتي ننام , والله كنت عارفه إنك مابتنامين , يلا هاتي اللي عندك عشان نقوم بعدها نسوي لنا ذاك الأندومي اللذيذ بالليمون وشوية شطة و فلفل و..
                : عنود ..
                قطعت العنود وصفها الحالم وقالت : أوكي , معاك يلا قولي اللي عندك ..
                فركت سفانة يدينها وبدأت تطقطق أصابيعها وهي تتأتئ وهي تقول : هو , الموضوع , هو ....
                قالت العنود تستحثها بلهجة جادة : أنا موافقة على حبيب قلبي عبود قوليها يلا ..
                ضحكت سفانة وضربتها وهي تقول : خليني أتكلم , صدق إنك حشرة , نشبتي الكلام في حلقي ..
                وكملت باستنكار : بعدين مين قلك إنه حبيب قلبي ..
                لفت العنود وجهها وقالت : شفت أرنب شارد و الله مو أرنب قطيع أرانب ..
                ورجعت طالعت في سفانة وقالت وهي تحرك يدها بطريقة مبهمة : بنمشيلك هالكذبة هالمرة لكن لا عاد تعيدينها ..
                قالت سفانة بسرعة : أخاف بعد هذا الفرح اللي جاكم ما تطلع النتيجة توافق , أنا ماكنت متخيلة إنه بيتقدم لي في يوم ولمن كلمني أبويه على العريس اللي تقدم لي كنت مستبعدة تماما عبد الإله , وأول ماعرفت ما حسيت بالفرح زي ما تخيلت , حسيت بخوف , ليش تحقق لي هالشي وتقدم عبد الإله ؟؟ ليش أنا مو الخنساء ولا أسماء ولا سمية ؟؟ ليش ...
                قاطعتها العنود وهي تقبض على ذراعها : في شي اسمه قضاء وقدر ..
                وطالعت فيها بذهول وهي تكمل : بعدين مستكثرة على نفسك إنه ربي حقق لك شي كنت تبغينه , ما أظن إنه ربي بخل على أحد من عباده , نعمه مالها عد وهذي وحدة من النعم اللي أعطاك إياها ..
                ورصت يدها بقوة وهي تأكد لها بحزم : هذا الشيطان يقولك اش معني وليش وغيره عشان يشغلك عن شكر الله , بيشكك في دينك وبيزعزع ثقتك في الله , اشكري الله واستخيريه , إن طلعت النتيجة توافق الحمد لله اللي تمم عليك نعمه وإن ما طلعت توافق برضو الحمد لله ربي يحبك و بيختبرك أو إنه يبغالك الخير والخير يكون ساعتها مع غير عبد الإله ..
                وطالعت فيها بحيرة وهي تقول : ما أخبر إنك ضعيفة إيمان كذا ..
                زفرت سفانة وقالت : أنا عارفه هذا كله , بس ...
                وسكتت لمن زفرت العنود وهي تقول : تصدقين عاد , هذا كله كلام وبربره اللي قاعده أقوله لك , بأصارحك دحين , والله انتظار النتيجة والتفكير بإنها متوافقة ولا لا كان يأرق ليلي , تعذيييييييييييييب , وأنا والله شفقانة عليك من دحين , بس المهم خليك أقوى ..
                قالت سفانة بتوتر : أنا جالسة أفكر بجماعتنا لو دريت إنه مافي توافق بيطلعون عني إني مريضة , هم إلى الان مهم فاهمين حكاية التوافق وغيره ...
                قالت العنود باستبعاد : حبيبتي الناس تطورت وصارت تفهم , مهم جهال عشان يطلعون هالكلام ..
                هتفت سفانة : مو حضارتهم قالوا هالكلام قبل شهر عن بنت ال .......
                شهقت العنود وهتفت : كذابة ..
                قالت سفانة وهي تحرك يدينها بعصبية : والله , ما سمعتي أم حمد لمن جات ونقلت خبر عدم التوافق اش قالت , تقول أكيد البنت فيها الكبد الوبائي ولا إيزد عشان كذا ما طلعت النتيجة توافق ..
                قالت العنود بقهر وهي تضرب فخوذها : اخ ليتها تنطق اسم المرض زين قا إيزد قال , يامن يحط يديني على رقبة أم إيزد الهرمة هذي ...
                ورفعت يدينها وقالت : ويعللللللللللللللللللل الإيزد يجي في عدوك يا أم حمد قولي امين ..
                ضحكت سفانة وقالت : أشووووووووه اللي ما دعيتي على الحرمة ..
                ضربت العنود صدرها بقهر وقالت : دعيت على نفسي لأني انا عدوتها , الله لا يكسب شيطانك يا أم حمد الفتانة ..
                وصرخت بغيض : قاهرتنيييييييييييييييييييييييييييي , يا أنا ياهي في هالعالم , صدقني لو قابلتها يا قاتل يامقتول ..
                قهقهت سفانة وقالت : إحمدي ربك اللي ما طحتي في لسانها والله تكرهين حياتك ..
                قالت : الله لايقول أطيح في لسانها لأني ذاك الساع بأطلع وسسسسسخ قلبي فيها ..
                : عجوز يالمتخلفة عجوز تحطين نقرك من نقرها ..
                قالت العنود بعصبية : هذا القهههههههههر , عجوز رجل في الدنيا ورجل في القبر وتحشششششششش في خلق الله وما سلمت بسة سابع حارة ورانا من لسانها ..
                نسيت سفانة كل خوفها وتوترها وهي تضحك على العنود وهي تحاول تفهمها بشتى الطرق إنها قاعدة تغتابها وإنه أم حمد قاعدة تاخذ من حسناتها وهي نايمه , انفتح الباب وطلت منه الخنساء وهي تقول : يالله سكنهم في مساكنهم , ماكنتم نايمييييييييين ؟؟ متى مداكم تصحون !!..
                ولمن شافت سرير سفانة الفاضي ضحكت وقالت وهي تأشر عليهم : صدق بدو , سايبين السرير ونايمين في الأرض ...
                قالت العنود وهي تهز أكتافها : مو حضرة أختك ما تحب أحد يشاركها السرير وأصرت تنزل الأرض وهي تحلف علي أنام على السرير يعني يعني مسوية فيها بتكريم ضيفها لكني قعدت على قلبها , وراها وراها ..
                ضحكت سفانة وقالت باعتراض : مو كذا ...
                قلدتها العنود بتريقة وقامت وهي تقول : تحركي جعت من كثر الدعاء على أم حمد ..
                قالت الخنساء : هو إنت دريتي ..
                قاطعتها سفانة : خلاص , صكيها سالفة , العنود لها ساعة تاكل في لحمها الضعيفة ..
                شهقت العنود وقالت بتحذير : لا تقولين ضعيفة عشان ما أحط كل حرتي منها فيك ..
                ضحكت الخنساء وقالت : خلاص , خلاص , أسبقكم على المطبخ ..
                وكملت بحماس : اش رايكم نلعب كن كان ..
                شهقت العنود وقالت : الله , والله فكرة تجنن ..
                وسحبت سفانة المتأففة بحماس ..


                ***********************
                يوم الجمعة 19 /10 / 1427 ه :
                في شقة نجلاء بعد صلاة العصر :


                صكت نجلاء السماعة وهي تطالع في وسام الجالسة على الأرض وهي ماسكة ورقة وقلم تحسب اللي صرفوه هالشهر و هيام منبطحة على بطنها وهي تطالع في الورقة وتسحب طرفها , زفرت وسام ورفعت القلم وضربته في جبهتها وهي تقول : بسك رجه , خليني أركز ..
                زفرت هيام بطفش وقالت وهي تريح راسها على يدينها المعقودة : طفش ..
                سألتها : قريتي سورة الكهف ؟؟
                : إيوه ودحين طفشانه ..
                ابتسمت وسام وقالت : قلت لك أدخلي دورة مكياج اشغلي وقتك ما سمعتي ..
                رفعت راسها و قالت باعتراض : لوحديييييييييييييييي ..
                ورجعت ريحت راسها وقالت : طفش , اش أقعد لوحدييييي ؟؟ بعدين مين بيوديني ويجيبني ..
                قالت وسام بصبر لمن غلطت في الحساب بسبب إزعاجها من دون ماترفع راسها عن الورقة : قلت لك أنا أتكفل أوصلك و أرجعك ..
                ورفعت راسها لمن زفرت هيام وابتسمت وقالت : كم هيومه عندنا ؟؟ هي وحده ونعزها ونغليها , أشري يا بنت ونسويه لك ..
                ضحكت هيام ومدت يدها بتثاقل ولعبت في خصلة وسام المتدلية جانب وجهها وقالت : ما أبغى شي بس خليك دايم كذا , ترا البيت كان بشع وإنت زعلانه ..
                حست وسام بغصة ترجع لحلقها وطعنة في قلبها وهي تقول بداخلها ~ لهالدرجة كنت مأزمتهم ؟؟ حتى أمي قالت نفس الكلمة قبل يومين ~ , ابتسمت وقالت بهدوء وهي ترجع للورقة : كنت تعبانة مو زعلانه , لازم تمر على الإنسان لحظات زي كذا مو على طول مبتسم ..
                ابتسمت هيام وتمطت بكسل وهي تقول بصوت مخنوق : بس إنت غير , دايم مبتسمة عشان كذا مو لايق عليك الزعل ..
                قالت باعتراض : تعب مو زعل , بعدين أنا بشر ..
                ضحكت وقالت بتريقة : طيب يا بشر إرجعي لحساباتك ..
                اكتفت نجلاء بتأملهم بصمت وهي تحس إنها ودها تنفجر ببكاء عميق , قالت هيام لمن شافت الحساب : واو , في فلوس , يعني نوصي عشا ..
                ضربتها وسام بالقلم وهي تقول : بلا صرف زايد , يا دوب يكفي لاخر الشهر , لسه باقي 6 أيام على استلام الراتب , فلنفرض صار شي طاريء ولا ..
                قاطعتها بخبث : والحساب الإحتياطييييييييييييي اللي يفوق الالاف ..
                شهقت وسام وقالت : يمه منك , قولي ماشاء الله لا ينقص , بعدين هذا لوقت الحاجة ..
                قالت وهي تأشر على أمها : في كمان حساب أمي التقاعدي ..
                ضربت وسام صدرها وقالت وهيام تقهقه : بنت , أوصيلك عشا لا تقعدين تعددين , ترا ما يحسد المال إلا أصحابه يالخبله ..
                ولفت على نجلاء وقالت باعتراض : أمي قلت لك لا تعلمينها على حساب التوفير هالبنت ما تتبل في فمها فولة ..
                ابتسمت نجلاء بهدوء , طالعت فيها وسام بحيرة وطلت هيام من وراها براسها وهي تقول : مامي أي مطعم نوصي ؟؟ ..
                قالت نجلاء : نوصي من أيييييي مطعم تبغونه لو في اخر الرياض , ولو تبغون نروح نتسوق في الفيصلية ونروح للمطاعم أنا جاهزة ..
                صرخت هيام بحماس وهي تقوم وبدأت تنطط وهي تصرخ : بنخرج , بنخرج , واي بنخرج ..
                وجريت وهي تقول : عباتي , عباتي وينك ؟؟
                ضحكت وسام على خبالها واتكت على الكنبه اللي جالسة عليها نجلاء وهي تقول : خير أم وفاء , اش المناسبة ؟؟
                قالت نجلاء بصوت مخنوق : فرحانة اليوم لدرجة ودي أطير , حرام الواحد يفرح ..
                ضحكت وسام على تعبيرها وقالت وهي تقوم وتجلس جنبها : لا حرام ولا شي يا عمري بس فرحينا معاك ..
                قالت وهي تقوم : نتمشى ولمن نرجع يصير خير ..
                : يلا ..
                غرقت وسام في الضحك لمن جاتها هيام وهي لابسه عبايتها وماسكة طرحتها وغطاها في يد وجزمتها في اليد الثانية , قالت نجلاء وهي تضحك : أركدي يا بنت , مطيورة , خلينا نتوضأ , نصلي العصر ونتحرك ..
                ضربت الأرض برجلها وهي تقول : طيب بسرعة , تمشون على أقل من مهلكم ..
                قالت وسام وهي تصك الدفتر اللي كانت تحسب فيه : إنتي المطيورة ..
                وشهقت لمن سحبتها هيام ودفتها للغرفة وهي تقول : وسام استعجليييييييي ..
                : هيام , شويه شويه , الفيصلية مي طايرة ..
                تأملتهم نجلاء وهي تقول : الله يسعدكم يا رب ..


                **********************

                .

                تعليق

                • أحلى من الحلا
                  عضو فضي
                  • Aug 2007
                  • 539

                  قبل المغرب في جدة :
                  في شقة جاسم :

                  قطبت حواجبها وهي تدنق راسها أكثر تحاول تركز على الدعاء , كانت لابسة شرشفها ومتوجهة للقبلة , قطبت حواجبها أكثر وهي تحس بإصبعه ينغز خصرها , جاهدت عشان تبقى ثابته وهي تقطب حواجبها أكثر , ولمن حست بإصباعه يقرب دفته بكوعها , ضحك وقال : يلا تدعين لأمة محمد كلها إنت ..
                  ابتسمت شبه ابتسامة وهي تصلي على الرسول وتتحمد لله عشان تختم دعاءها , ولمن انتهت لفت عليه وقالت بحدة : جسوووووووووووووم ..
                  كان منسدح على الكنبة الطويلة اللي وراها وهو مدلي يده بكسل , ابتسم وقال : لك نصصصصصصص ساعة تدعين , حشا تراويح هي , ما صار دعاء ..
                  عدلت وضع شرشفها وقالت : أنا ما أدعي لنفسي بس , بعدين أنا ماحسبت أدخل في جو الخشوع جيت تنغزني ..
                  حرك حواجبه وقال بطريقة مسرحية : أنا شيطان الإإإإنس مواهاها ها ..
                  ضحكت وقالت وهي تقوم : يالله تسكنهم في مساكنهم , قوم إدعي الدعاء مستجاب في هالوقت , قول يارب فكني من حالة الخمول اللي أنا فيها ..
                  وشالت السجادة وهي تفكر في حالة جاسم في الفترة الأخيرة , صار من العمل للبيت ومن البيت للعمل , زفرت ولفت عليه وقالت مقترحة : اش رأيك تروح بعد المغرب لجده حمده ..
                  قال وهو يعطيها ظهره : كنت عندها الربوع ..
                  لفت بوزها ورجعت قالت بلطف : طيب اش رايك تروح تتعشى مع حسان من فترة ماخرجتم ..
                  قال بصوت متثاقل : أنا كل يوم في وجهه وقاعد معاه , تصدقين , غايضني ترابطه مع عبد الإله , أحس إنه صار منسجم معاه أكثر مني ..
                  قبضت يدينها وهزت راسها وهي تستغفر بداخلها , لف عليها فغيرت ملامحها على طول وابتسمت له وهي تقول : لا تنسى إنه كان لك فترة مهي بسيطة في الشرقية وماكان عنده إلا عبد الإله ..
                  طالع فيها بحاجب مرفوع وقال : خير اش عندك ؟؟
                  أخفت مشاعرها وقالت : لا ولا حاجة حبيبي , أروح أجهز لك قهوة ..
                  قال بأذية : قوليها قوليها عادي , مليتي من وجهي وتبغين تفتكين مني ..
                  وقبل ما تتكلم كمل : ماني متحرك من البيت ..
                  رسمت أجمل ابتسامة تقدر عليها ولفت عليه وهي تقول كاذبة : لا مين قال ؟؟
                  وجات له وجلست جنبه وهي تقول : لو اش ما صار مستحيل أمل منك حبيبي ..
                  وسلمت على خده وطبطبت على كتفه وهي تقول بحيوية ونشاط : أروح أجهز القهوة وإنت قوم تروش عشان تنشط نفسك ..
                  ولمن دخلت المطبخ زفرت وهي تقول بداخلها ~ كمان إحنا احريم مايعجبنا العجب , لا غاب وانشغل زعلنا وقلنا مهمل ولا جلس في البيت تتمنين يخرج شويه عشان تتنفسين شويه وتاخذين راحتك و .... , صح هم ليه ما يصيرون وسط , أفففففففف , المشكلة ما تقدر الوحده تجلس ساكته أو مقطبة لازم على طول مبتسمة ورايقة , ياربيييييييييييييي ~ حطت الكافتيرا على النار وهي تدعي ربها يبعد عنها حالة الطفش اللي هي فيها , طالعت في الصينية اللي سحبتها من الدولاب وهي تفكر بأخوها , ارتسمت ابتسامة على شفايفها وهي تتذكر شكله , الفرحة واللمعة في عيونه , الراحة والاستقرار اللي لمستها فيها ..
                  : عندي ضاربه البوز وهنا مبتسمة ..
                  لفت عليه وهي تصرخ بداخلها ~ يارب , دقيقة راحة بسسسسسسسسس ~ حافظت على ابتسامتها وهي تقول : متى ضربت البوز يا عمري ؟؟
                  شافت في عيونه النظرة اللي تكرهها ~ لا , هذا معناته ناوي حرش , يدور على مضاربة , الله يعيني ~ , حط يدينه على خصره وقال بحدة : تراني أعرف الابتسامة اللي من قلبك واللي ترسمينها تمشية حال ..
                  زادت عرض ابتسامتها وهي تقول : جاسم متضايق من ..
                  قال بعصبية : لا تبدئين الموال , من أعصب تسألين متضايق من العمل ولا من أي شي ثاني , ليش ما يكون ضيقي منك ؟؟
                  ذابت ابتسامتها وهي تحط الصينية على الطاولة وهي تقول : إذا مضايقتك في شي قول ..
                  أشر على الصينية اللي ضربت الطاولة بقوة رغم عنها وقال : لا والله , تضربينها بقوة يعني معصبة , عصبيتك هذه على نفسك مو علي ..
                  زفرت وقالت بسرعة : اسفة ما قصدت , المرة الجاية بأكون أحرص وأنا أحطها ..
                  سأل بحدة : اش قصدك ؟؟ تسكيتة يعني ..
                  كانت تحس بدمها يفور بداخلها لكنها ذكرت نفسها إنه صبر على عصبيتها كثير في الأيام الماضية , قبضت يدها بقوة و فردتها وهي تهمس بهدوء : ما قصدت شي ..
                  أشر على يدها وسأل : واش هالحركة ؟؟
                  حست بضغطها يرتفع لكنها كبحته وهي تقول : حركة تريحني ..
                  ولمن فتح فمه يطلع سبب جديد للمضاربة قالت بصوت عالي : جسوووووم ..
                  وسحبت نفس عميق وكملت : قبل المغرب الشياطين تشد حيلها عشان تشغل الواحد عن هالوقت ..
                  ورسمت ابتسامة كرتونية , قال بعصبية : قصدك أنا شيطان ..
                  قهقهت من أعماق قلبها على فهمه الخاطئ , رماها بنظرة حادة وقال وهو يخرج : أحسن لي أخرج ..
                  لحقته وهي تحاول تمسك ضحكتها وهي تقول : لا والله ما قصدت , إنت فهمتني خطأ و ..
                  لمن خرج بعد ما سحب جواله ومفتاحه وصك باب الشقة بقوة , طالعت في باب الشقة للحظات نقزت بعدها وهي تصرخ : الحمد لله ..
                  طالعت في الشقة , غمضت عيونها تنصت للصمت , تنهدت وقالت : أخيييييييييرا هدوء ..
                  راحت طفت عن الكافتيرا وراحت تمددت على الكنبه باسترخاء , لمن أذن المغرب قامت صلت الفرض والسنة ورجعت تمددت على الكنبه تقرأ الأذكار وهي حاطة يمينها على بطنها , وزفرت بعد ما انتهت وقالت : والله الشغل رحمة من رب العالمين , الله يعين اللي زوجها عاطل أو متقاعد ..
                  ولمن مر بعض الوقت قامت عشان تتصل عليه لأنه لو ما اتصلت عليه بيرجع ويسوي مشكلة جديدة , اتصلت مرة ومرتين وثلاث وهي تدعي بداخلها إنه مايرد , بعد الاتصال الثالث أرسلت رسالة رقيقة كتبتها وراحت لغرفة التلفزيون بعد ما سوت لها كوب نسكافيه , استرخت قدام التلفزيون وهي تقلب في قنوات المجد باستمتاع , كانت عارفه إنه لمن يرجع من خرجته بيسوي واحد من اثنين , إن كان معصب مرة بيسكت ويعلن زعله إلى صباح الغد اللي بيصحى فيه ويتعامل معاها كإنه ماصار شي , وإن كان رايق بيجي ومعاه شوكلاتتها المفضلة أو ايس كريم أو أي شي بسيط يعلن فيه أسفه بدون ما تخرج الكلمة من فمه ويرجع يتعامل معاها كإنه ماصار شي , زفرت وقالت : رجال ...


                  *********************


                  بعد العشاء :
                  في شقة نجلاء :

                  شهقت وقالت باعتراض : لا ..
                  سألت نجلاء بصدمة : ليه لا ؟؟ عبد الكريم بنفسه مكلمني وقال إن الولد يبغى يخطبك وهو عارف كل شي ..
                  كانت تبغى تقول لأمها إنها قالت لا استنكار مو اعتراض , حاولت تستوعب الكلام اللي تقوله أمها وهي تصرخ بداخلها ~ لا , مستحيييييييييل , ليش وافق على وحدة زيي ؟؟ ليييييييش ؟؟ ~ قالت نجلاء وهي تحط يدها على كتف وسام : حتى يبغى يجي هو وحنان عشان يتقدمون لك رسمي , لكن بعد ......
                  ما انتبهت لباقي الكلام وهي تهتف بداخلها ~ بيخطبني رسمي ؟؟ أمه موافقة ؟؟ بأتزوج سامر , لا , مستحيل ~ سحبت وسام كتفها من تحت يد نجلاء وقالت وهي تهز راسها بلا : بهالسرعة ؟؟ لا أمي لا , أنا لازم أفكر , لازم أهيئ نفسي ..
                  وهي تقول هالكلمات أول ما طرأ في بالها كيف كلم عبد الكريم سامر , كيف وصل له الموضوع , واش وجهة نظر سامر , أكيد شك إنها سوت شي ونجلاء وعبد الكريم متسترين عليها , كيف وافق ؟؟ وقفز تفكيرها بلا شعور لأول ليلة لهم , حست برعب خلاها تختنق , شهقت تحاول تضيع هالخنقة لكنها زادت , شهقت نجلاء وهي تقول : بسم الله عليك ..
                  شهقت وسام مرة ثانية ورفعت يدينها لياقة بلوزتها تحاول تبعدها , فزت نجلاء من جلستها وهي تقول برعب : وسام اش فيييييييييك ؟؟
                  كانت تصرخ بداخلها ~ هوا أبغى هوا ~ وفكرة الليلة الأولى تهاجمها بشكل غريب مرعب , حاولت تلقط أي نسمة هوا , هزتها نجلاء وهي تصرخ : وسام ..
                  فتر جسدها وتراخت يدينها لمن حست بظلام يجتاحها ببطء لولا برودة الموية اللي اندفعت من فم هيام اللي جات على صراخهم , شهقت وسام بقوة وهي مصعوقة من برودة الموية واندفع الهوا لصدرها , شربت هيام من كاسة الموية وبخت وجه وسام مرة ثانية وهي تسأل بخوف : خلاص ..
                  شهقت وسام وقالت بصوت مخنوق مرتجف وهي تبعدها عنها : خلاص , خلاص ..
                  وجلست على الكنبه وهي تحس أطرافها كلها ترتجف , سحبت نجلاء كاسة المويه من هيام وحطت شويه في راحتها اليمين وبدأت تمسح وجه وسام وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك ..
                  ومسحت نحرها ورجعت مسحت وجهها , كانت وسام تسحب أنفاسها سحب من أنفها وهي تجز على أسنانها عشان ترص فكها المرتجف , قالت هيام اللي سمعت كل شي من المطبخ : منتي وجه نعمة , الناس لا انخطبوا يفرحون , يخجلون , ينفجعون , لكن يختنقون ويموتون هذي أول مرة تصير ..
                  ابتسمت وسام مجاملة وهي تضم يدينها لصدرها قبل ما ترفع رجولها للكنبه عشان تحس إنها ملمومة شوي , جلست نجلاء جنبها وتأملتها للحظات قبل ما تضمها بصمت , غمضت وسام عيونها بقوة , في كل خطباتها السابقة كانت ما تفكر ولا تمنح نفسها فرصة لتخيل أي شي , ترفض على طول بأي حجة ويعتريها خوف إنهم يشكون من رفضها المستمر , ياما كانت تفكر بينها وبين نفسها بعد ما ترفض إنها تقبل بالمتقدم الجديد وبعد ما تتزوجه ويكتشف تحكي له على الحقيقة لكنها تتراجع من تتخيل نظرته لها سواء كانت حقد أو خيبة أمل , ماتبغى تبدأ حياتها بغش , تتخيل إنه كان يرسم لها صورة جميلة ويعطي المهر ويجهز الشقة وكل شي وأخيرا يصاب بخيبة أمل وهي السبب في هالخيبة اللي ممكن يتجاوزها أو إنها تخرب حياتها إما بطلاق أو عيشة كلها شك واحتقار , ماكانت تبغى توصل لهالأمر , الان وهي عارفه إنه عارف وموافق قفزت ذاكرتها لليوم اللي كان هاجسها , هو حيكون عارف بكل شي لكن هي كيف حتتقبله و ..........
                  صوت لهاثه , رائحة تبغه , يدينه السمراء الخشنة بأظافيرها المكسرة من قل التقليم على بشرتها الغضة الصافية , قبلاته وتوابعها و الأبشع من هذا كله ........
                  فتحت عيونها على اتساعها لمن تذكرت بالصوت والصورة ذيك اللحظة اللي كان عقلها دايم يحجبها عنها ويحاول يضفي عليها ضباب مريح صرخت من أعماقها وهي تتشبث في نجلاء , انتفضت نجلاء من صرختها وضمتها أكثر , تفجرت الدموع من عيون وسام اللي رفعت راسها لنجلاء وهي تشهق وتقول : ما أبغى أتزوج , أمي الله يخليك ما أبغى أتزوج , أنا كنت أطاوعكم عشان ماتزعلون مني , أنا ما أبغى أتزوج , أنا مرتاحة كذا ..
                  ورجعت دفنت وجهها وهي تصرخ : ما أبغى أتزووووووووج ..
                  أشرت نجلاء لهيام إنها تروح لكن هيام هزت راسها رافضة وهي تجلس على يسار وسام وتحط يدينها على ظهرها تمسحه بخفة , زادت دموعها وزاد انتحابها لمن حست بلمسات هيام الحنونة , كانت تبكي وهي تحس بعقدة الذنب من الألم اللي سببته لهم كدوامة تكبر وتكبر بداخلها لدرجة كادت تبتلعها لولا إنه صوت خفي بداخلها كان يهمس بضعف من وسط الامها ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , على قدر الإيمان يكون الابتلاء ~ تعاظم هالصوت بداخلها وبدأ يدوي ~ كل شي يهون إلا المصيبة في الدين يا وسام , دنيا , دنيا ما فيها إلا الشقاء , ولدت عشان تعبدين وتكافحين والراحة لمن تدخل رجلك اليمين الجنة , الدنيا ابتلاء ~ وزادت دموعها وهي تهمس لنفسها : ياربي يكون ابتلاءك هذا اختبار من محبة مو عذاب , يارب يكون اختبار مو عذاب ..
                  ماتدري كم مر من الوقت وهي على هالوضعية لكنها توقفت عن الانتحاب واكتفت بشهقات متتالية وهي تحس بصداع يفتك براسها , ماتحركت عن وضعيتها وهي حاسة بالأمان من اختناقها بجلابية أمها واحساسها بدفء جسمها من تحت الجلابية , هالدفء كان يشوبه بروده تلسع قمة أنفها وأسفله لمن تسحب أنفاسها بقوة , كان ودها تدخل بداخل نجلاء وتختفي عن العالم ولمن تذكرت إنه هالبطن مهي البطن اللي حملتها تسع شهور غمضت عيونها وهي تدفن وجهها أكثر وهي تصرخ ~ انتي أمي , انتي امي , انتي أمي ~ ....


                  ****************************

                  الساعة 10,30 في جدة :
                  شقة مشاعل :

                  : أصلا كان المفروض تدخل هاله على الحرمة مو مشاعل ..
                  زفرت سعاد وقالت لبنتها الكبيرة : مشاعل أكبر منها و كيف ندخل هاله قبلها ..
                  قالت حنان بطفش : هي جربت نصيبها وخلصنا , لازم ما تحرم هاله من النصيب ..
                  قالت سعاد باستنكار : أختك لساعها بنت , بعدين هي ما بتقطع نصيب أختها إن شاء الله , اللي كاتبه ربي بيصير ..
                  لفت بوزها وقالت ببرود : خلينا واقعيين يا أمي , مشاعل مطلقة يعني مفروض ما تحلم بواحد زي اللي تقدم قبل كم يوم , مالها إلا مطلق زيها ولا متزوج ..
                  وزفرت وقالت : بس من سمعوا إنها تطلقت فص ملح وذاب , طيرت الرجال , كان لقطه , لو شافوا هاله كان إحنا نتكلم في تفاصيل العرس دحين ..
                  وكملت بحدة : العريس الجاي بتدخل هاله وتنثبر مشاعل في الغرفة , أنا عارفه إنه الأصول إن البنت الكبيرة اللي تدخل لكن هالشي مفروض ما يتطبق على مشاعل اللي رفضت العريس اللي جاها قبل ..
                  تنهدت سعاد وقالت وهي تضرب يدينها : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
                  ورجعت قالت بضعف : أنا ما أقدر أكلم أختك في هالموضوع , تعرفينها وتعرفين حساسيتها وكيف تتعب بسرعة من كثر ما تكتم في قلبها ..
                  قالت حنان وهي تقوم : أنا أكلمها في هالموضوع ..
                  قالت مشاعل وهي تدخل الصالة : ما يحتاج سمعت الكلام كله ..
                  مصمصت حنان شفايفها وقالت : التجسس يسمعك شي ما تحبه ..
                  ابتسمت مشاعل بسخرية وقالت : صوتك واصل للجيران وتقولين التجسس ..
                  وكملت بلا اهتمام : شوفي يا قلبي بتدخلون هاله بتدخلون أحلام , لو بتدخلين بناتك الصغار ما يهمني , ناركم تحرق حطبكم ..
                  ومدت سبابتها بتحذير وهي تقول : لكن تقولين المفروض والمفروض هذا اللي ما أسمحك , موووووووو بكيفك تقررين مصيري وتفرضين أفكارك علي , من حقي أتزوج اللي أبغاه وإذا مو عاجبك أعلى ما في خيلك اركبيه ..
                  : مشاعل ..
                  صوت عبد الله الهادر واللي دخل على اخر جملة قالتها رج المكان قبل ما يهتف : يا قليلة الأدب , اعتذري من أختك الكبيرة ..
                  هتفت مشاعل باستنكار : إنت ماسمعت اش قالت و ..
                  صرخ بحدة : اعتذريييييييييييييييييييييي ..
                  زمت شفايفها والتزمت الصمت وبداخلها نار تحرك صدرها , قال ببرود : نظراتك هذه يعني ما تبغين تعتذرين ..
                  وصرخ : إنقلعي غرفتك لا أشوف وجهك ..
                  تحركت مشاعل راجعة للغرفة وهي تتمتم : دايم كذا , دايم كذا ..
                  دخلت وصكت باب الغرفة , زفرت هاله اللي تقلب في مجلة أشعار وقالت بدون ما تطالع في أختها : سيبيك منهم , وحده لاهية مع زوجها ومتى ما طفشت جات تصرف وتحرف فينا وواحد مقهور من حرمته يجي يحط حرته فينا ..
                  ضحكت مشاعل وقالت وهي تنسدح جنبها على السرير : اششششششش لايسمعونك ويغيرون نظرتهم لك , تراهم شايفينك الملاك المسكين اللي ربي خلاها تجي ورى أختها المطلقة اللي ما تبغى أحد يتزوج قبلها ..
                  حركت يدها بعدم اهتمام وهي تسمع أصواتهم المتعالية في الصالة وقالت : طنشيهم ..
                  ودفت المجلة لها و أشرت على أبيات شعر عجبتها وقالت : إقري هذي شوفي كيف حلوة ..
                  اتكت مشاعل على مرفقها و بعد ما قرأتها قالت بتقطيبة : حلوة بس أحس شي في أبياتها ..
                  قالت هاله اللي تكتب بعض الأشعار زيها : شوفي أحس هالكلمة ثقيلة ومغيرة شوية في الوزن ..
                  : إي صح , لو حط بدالها ...
                  اندق الباب بسرعة ودخل منه معاذ وهو يقول بعصبية : أحد استخدم الكمبيوتر وأنا ماني فيه وشغل النت كمان , وحده فيكم ؟؟..
                  هزوا روسهم بلا فخرج وهو ينادي أحلام وصفق الباب بكل قوته , طالعوا في بعض وقاموا من سدحتهم في وقت واحد , قالت مشاعل بتساؤل وهي تتأمل تعابير أختها : دخلتي الكمبيوتر ؟؟..
                  عضت هاله شفتها فشهت مشاعل وقالت باستنكار : هاله ..
                  قالت باعتراض : كنت بأشوف المنتدى اللي تتكلم عنه صحبتي والله ما دخلت غيره ..
                  سكتتها مشاعل لمن سمعت خطوات في الخارج لكن الخطوات استمرت في طريقها , زفرت براحة وهمست : حسسسسسسسسك عييييييييييييييينك يدري معاذ والله يقص أصابيعك قص ..
                  قالت هاله بخوف : عسى ما تفضحني المخبوووووووولة أحلامو , لسانها مفلوت ..
                  ضحكت مشاعل وقالت تهديها : صح لسانها مفلوت لكنها مهي خوافه و ممكن تدخل في عين معاذ وتقلب الطاولة عليه وتصير هي المستج ..
                  وصلهم صوت أحلام العالي وهي تقول : حبييييييييييييييييبييييييييييييييي والله لو ما عندك شي ما تصدع لي راسي بهالشكل , قلتلك مية مرة ما دخلته , تعال تعال اش فيه جهازك خايف عليه كل هالخوف و ...
                  : أحلام ..
                  ضحكوا الثنتين وقالت مشاعل بتشفي : أحححححححححححسن ما ينفع لهم إلا أحلامو ..
                  زفرت هاله وقالت بغيض : والله شي يقهر , ظلم هو أصغر مننا ويدخل النت على كيفه ومتى ما اشتهى بس لأنه ولد و إحنا لبنات لو طاحت سنوننا وإحنا عندهم من كثر العجز ما بيخلونا براحتنا وبيتحكمون فينا ..
                  زفرت مشاعل وغمضت عيونها وهي تنسدح وأفكارها تتدافع ~ لو ما تزوجت بأجلس تحت رحمتهم ؟؟ طيب إلى متى ؟؟ الحمد لله , الحمد لله , يارب رحمتك وعفوك يارب ~

                  تعليق

                  • أحلى من الحلا
                    عضو فضي
                    • Aug 2007
                    • 539

                    اقترب منها وحنى وجهه بجانب وجهها و ... شهقت بقوة وهي تقوم نومها , حطت يدها على موضع قلبها وهي تهتف : بسم الله الرحمن الرحيم , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
                    سحبت أنفاس مضطربة ورفعت جوالها المجاور لها , لمن شافت الساعة 2 بعد منتصف الليل , زحفت اللحاف ونزلت من سريرها وهي تمتم لنفسها : سهام الليل لا تخطئ يا وسام , سهام الليل لا تخطئ ..
                    حمدت ربها على هالكابوس اللي صحاها من عز نومها , راحت الحمام وتوضت وخرجت صلت ركعتين استخارة وصلت الشفع والوتر ودعت فيه من قلبها ودموعها على خدها , وبعد ما فرغت من صلاتها جلست سارحة وهي تتذكر الأمس الغريب , كانت تحس باختناق أنفاسها حتى بعد ما انتهت ثورتها و شرحت لها نجلاء كل شي يتعلق بسامر ~ وسام أكيد اللي يصير دحين هو جواب استخارتك السابقة , بس أنا حسبت الموضوع انتهى بعد ما استخرت وصار موضوع فيصل و .... وسام ما خاب من استخار , بعدين خلاص أمك قالت إنه عارف بعمرك وبكل شي و فوق هذا شافك ووافق , ليش مترددة ؟؟ خايفة من ذيك الليلة ؟؟ عادي , كل البنات يخافون منها مو بس إنت , صح إنت عشتي تفاصيل مرعبة بسسسس , ياربي ارحمني , والله ماني عارفه اش فيني , أوافق ولا لا ؟؟ بسسسسس , مو معقولة بأرفض بعد ما حاولت أمي و خالي عبد الكريم جهدهم عشان يساعدوني , واش بيقول سامر لو رفضته , وحده زيي ممكن ترفض .... وسام لازم ماتفكرين في الموضوع كإجبار أو كشفقة عشان تقدرين تعيشين حياتك بشكل طبيعي , لازم تدخلين وإنت واثقة و .... أفففففففففف كيف بأكون واثقة و ......... وسام رجعنا , إنت مو سبب اللي صار , اللي صار كان مقدر ومكتوب وشي مو بيدك إنك تغيرينه فلازم تعيشين به , لا تخلينه يأثر عليك , ترا الرجال ما يحبون الحرمة المهزوزة , .... لايكووووووون مستحية !! أستحي من إيه أنا ووجهي , مني صغيرة ولا عذ..... ~ غمضت عيونها وهمست بداخلها تأكد لنفسها ~ أنا عذراء في مشاعري , وسام إنت تجاوزتي مشوار طويل بفضل الله وحده , غيرك انحرفوا مستغلين هالوضع وغيرك ضعيوا غيرهم من البنات , لكن إنتي الحمد لله صنتي نفسك وشقيتي طريقك بفضل الله بإرادة قوية وإيمان أقوى بإذن الله ~ فتحت عيونها وطالعت في نقوش سجادتها اللي أهدتها لها نجلاء في إحدى الرمضانات السابقة وقارنتها بنقوش الشرشف المماثلة لها , تلمست نعومة سجادتها وهي تصرخ بداخلها ~ لو كنتي مع أمك ومارمتك بكل برودة قلب ما كان صار لك شي من هذا كله لكن .... كنت بتكونين لحظتها زي جنى , فارغة عاطفيا تدورين الحب والحنان عند أي إنسان حتى لو كان من بنات جنسك , بعيدة عن ربك , عبايتك ضيقة مطرزة ورائحة العطر تفوح منك في كل مكان , كنت بتكونين زيها ~ حمدت ربها بداخلها كثير وهي تتذكر إلتزام نجلاء اللي زرعته بداخلها من نعومة أظافرها , الفروض اللي صلتها من كانت في صفها الثاني من المرحلة الإبتدائية , السنن اللي حافظت عليها و صلاة التراويح والتهجد اللي داومت عليها من المتوسط , إلين وصلت الثانوي وهي مشبعة بالإيمان اللي زرعته بداخلها شيئا فشيء وهي تجاهد في زوجها اللي أقل ما يقال عنه فاسق ماجن , زجاجات الخمر والدش والسهرات اللي تستمر إلى تباشير الصباح كل هذا كانت تصبر عليه على أمل إنها تهديه في يوم لكن هيهات , كان وكأن على قلبه الران اللي قرأته في القران , ما انتبهت من سرحانها إلا لمن سمعت صوت اذان الفجر حست نفسها لحظتها كأنها خرجت من بئر عميقة مظلمة , سحبت نفس عميق وخرجته وهي تبتسم , خرجت من غرفتها متجهة لغرفة نجلاء لكنها توقفت عن مشيها لمن شافت هيام جالسة على الكرسي قدام الكمبيوتر وعيونها متشبثة في الشاشة , زفرت وقالت : أصبحنا وأصبح الملك لله ..
                    شهقت هيام ولفت عليها وهي تقول : بسم الله فجعتيني يالخايسة يال ### ..
                    فتحت وسام عيونها على اتساعها وهي تردد : يالخايسة يال ### ..
                    وشهقت وقالت : بنت من فين جايبة هالكلمة ..
                    وتوجهت لها بغضب , شهقت هيام وصرخت وهي تشرد عنها : واي ما قصدي , والله ما قصدييييييييييييي , وسام ما أحب أحد يجري ورايا ..
                    نزعت وسام شرشف الصلاة اللي كان يعيقها ورمته على الكنبة اللي تتوسطهم واللي كانوا يدورون حولينها وقالت بعصبية : والله بتنضربين أنا حلفت ..
                    ولمن تحركت لليمين صرخت هيام وهي تشرد عنها : وا , توبه , أنا الخايسة , والله ما عاد أقول هالكلمة ..
                    قالت وسام بحدة وهي توقف مكانها وهي تلهث : رخي صوتك لا تصحى أمي ووقفي مكانك ترا مافيني أطاردك ..
                    قالت وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلام , عشان تضربيني , حكم قراقوووووش هو ..
                    وصرخت وهي تلف بسرعة لمن حاولت وسام تلحقها , صرخت وسام بغيض وهي تقول : بتنضربين ..
                    فتحت نجلاء باب غرفتها وشهقت لمن شافتهم يجرون وسط الصالة حولين الكنب وهم يصارخون , قالت : وسام , هيام , اش هالحركات؟؟ وحده 33 ووحده 27 الله يفشلكم فضحتونا مع الجيران ..
                    صرخت هيام وهي توقف ورا الكنبه : ماما شوفيها بتضربني ليش قلت عليها خايسة ..
                    رفعت وسام ثوبها وقالت : هي بس هالكلمة ..
                    صرخت هيام بفزع لمن نطت وسام للكنبه ونقزت من فوقها عشان تمسكها , صرخت نجلاء وهي تغمض عيونها لمن انقلبت الكنبه وأصدرت ضجيج مختلط بصرخة البنتين وفتحت عيونها بسرعة وصرخت : وسام ..
                    وجريت تبعد الكنبه اللي فوقها , قالت هيام بغيض : عرفنا الحب لمييييييييين ..
                    ودفت وسام اللي فوقها وهي تقول : قومي عني يالدبه يالبرميل ..
                    ما قامت عنها وسام وضربتها على جانب ذراعها وهي تقول : أحسن عشان ما عاد تتعلمين كلمات وسخة وتجين ترمينها بلا حساب ..
                    قالت نجلاء بعصبية : وسامو اش هالحركات ؟؟ تبغين رجلك تنكسر زي ذيك المرة ..
                    مسدت شعرها وقامت وهي تقول بهمس ممازح : اسفة , تعرفيني تجيني حالات خبال مفاجئ ..
                    ومدت يدها تساعد هيام اللي ضحكت من قلبها وهي تقول : والله شكلك كان تحححححححفة و إنت ناطة زي طرزان , تصدقين وإنتي ناطة سمعت خلفية فيها صوته ..
                    وقلدت صرخة طرزان , لمن شاركتها وسام الضحك زفرت نجلاء وهزت راسها وهي تقول : الله يبسطكم دوم يارب ..
                    وتأملت وسام بسعادة , كانت تحس بانشراح عجيب لمن تشوفها سعيدة ومبتسمة وخالية من الهموم , لفت وسام عليها ولمن شافت نظرتها حست بخجل غريب فدنقت راسها بسرعة , استغربوا حركتها , قالت هيام بتريقة : خييييييييييييييييير اللهم اجعله خير , اش صار في الدنيا عشان تستحي ست وسا ....
                    وسكتت وهتفت : وا لا تقولين إنك بتوافقين على سامر ..
                    حست وسام بإحراجها يزيد وهي تقول بتلعثم : ها , لا , قصدي ,ها .....
                    ووقفت عن فرك يدينها وأشرت على غرفتهم وهي تقول : بأروح أصلي الفجر و أتجهز عشان المدرسة ..
                    وقرنت كلامها بتحركها نحو شرشفها الطايح على الأرض , طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تحاول تستوعب إنه هالخجل والهدوء وعدم الثوران معناته إنها ... , وقبل ما تتحرك لها تحركت هيام وتشبثت في ذراعها وهي تصرخ : وا بيصير عندنا جواز , أخيرا , أخيرا ..
                    لفت عليها وهتفت باستنكار : هيام ..
                    فردت هيام يدها قدام وجه وسام وهي تقول بطريقة مسرحية وبلغة فصحى : لاتقولي شيئا يا أختي العزيزة , فالتهرب و الخجل علامة الرضى ..
                    حطت وسام يدها على خصرها وقالت : لا والله , أعرفهم يقولون السكوت علامة الرضى ..
                    قطبت هيام حواجبها وقالت بجدية وهي تحط يدها تحت دقنها : والله , ما أفتكر إنه كان السكوت هو علامة الرضى ..
                    ضحكوا عليها لكنها قاطعتهم وهي تطالع في وسام وهي تسأل بشكل مباشر : المهم إنتي موافقة على سامر ؟؟
                    سكتت وسام وماعرفت اش ترد , كانت تحس بخجل غريب وهي تفكر بانفجارها الغريب أمس وبمشاعرها المتناقضة المترددة اليوم , حست نفسها مهي متزنة وانفعلاتها مبالغ فيها و , قطع لأفكارها صرخة هيام وهي تقول : ساكته , أمييييييييي وسام ساكته ..
                    وقامت تنطط بفرح , ضحكت وسام وقالت نجلاء وهي تأشر عليها وعلى الأرض : هي يالخبلة , أهجدي الله يفضح إبليسك أزعجتي الجيران وقومتيهم من نومهم ..
                    قالت بفرحة غامرة : بأكون أخت العروسة ..
                    قالت وسام وهي خايفة من اندفاعها : لسه ما سوينا التحاليل ..
                    التفتوا لها في نفس اللحظة وانتبهت وسام لحظتها إنها صرحت بموافقتها علانية , ضمت شرشفها وقالت بسرعة وهي تسمع صوت الإقامة : تأخرت عن الصلاة , ورايا سشوار و مكياج و لبس و ......
                    وشردت قبل ما تعلق وحده فيهم عليها لمن شافت نظراتهم , دخلت الغرفة وصكت الباب وسحبت نفس طويل وخرجته بصوت عالي وهي تقول بداخلها ~ استخرت الحمد لله و الله يقدم اللي فيه الخير ~ ...


                    *************************
                    يوم الأحد 21 / 10 / 1427 ه ..
                    بعد صلاة العصر في الرياض :
                    فيلا سلطان :

                    : هي إركد , وراك تدور زي المخبول , تقان واحد مقروص ..
                    دنق سامر راسه وسط ضحك عماته وجدته سلمى تقول باعتراض : سلطان , وراك على الولد , فرحان بيخطب , والله لو إنه إنت مكانه كان ترقص ببشتك فوق برج التلفزيون ..
                    قال وهو يعدل بشته : أنا لو مكانه كان أرقص عند قصر الملك مو عند برج التلفازيون بس ..
                    طالعت فيه سلمى بطفش ولفت على سامر وقالت بابتسامة حنونة : وليدي لا أوصيك , إقرأ على نفسك ..
                    قال سلطان وهو يلف فمها يقلدها بتريقة : إقرأ على نفسك ..
                    وكمل بأذية : يعني يعني حاطة نفسها فاهمة وغيره , اسكتي بس اسكتي ..
                    قالت أم أيمن باعتراض : أبويه ..
                    قال بعصبية وهو يلف عليها ويأشر بعصايته : اسكتي إنت كمان , أصلا إنت دايم في صف أمك , إنت دلعوتها ..
                    أشر لها عبد الكريم تسكت ودقتها نجلاء وهي تهمس : اششششش , حسناء ماتعرفين أبويه إنتي , أمي اللي هي أمي ساكته , اشششش ترا مافينا لمضاربة جديدة , خليهم يروحون يخطبون بنتي ..
                    زفرت أم عادل وقالت : تتوقعين خوالها وأمها يقولون شي ولا يعترضون ..
                    لفت نجلاء بوزها وقالت بحدة وهي تأشر بيدها : والله لو فتحوا فمهم بحرف لأشق حلقهم شق , نقص علي , بنتي مربيتها وهم ولا سألوا فيها و يوقفون في وجه زواجها ..
                    قال عبد العزيز برعب مصطنع : أول مرة أشوف هالجانب منك يا نجلاء ..
                    قالت أم عادل بلا تفكير : وين كان كل هالعصبية والتهديد أيام فهد ..
                    ولمن تغير وجه نجلاء قالت باعتذار : تراني ما قصدت شي و ..
                    هزت نجلاء راسها متفهمة وقالت : لا عادي ..
                    وكملت بعد تنهيدة طويلة : أنا ما أفكر إلا في وسام دحين ..
                    وطالعت في أخوانها وأبوها اللي مستعدين عشان يروحون لبيت أخوال وسام , هي لو عليها ماكانت تبغى تدق لهم باب لكن أبوها وأخوانها أصروا إنهم مايمشون إلا بالأصول , ومادام فهد وصيها مختفي فلازم يخطبونها من أخوالها وأمها , رافقتهم إلى الباب وهي تفرك يدينها بتوتر وتطقطق أصابيعها , ابتسمت لسامر اللي يعدل غترته وعقاله بتوتر , حطت يدها على كتفه وشدت عليها وهي تبتسم بصمت , ابتسم وقال : الله يسهل , أحس نفسي غلط و أنا ماشي من دون ماهر ..
                    قالت بهدوء وعقلها مشغول : الله يخليكم لبعض ..
                    دنق وقال بمرح عشان يخفف توترها : تبغيني أصفع واحد فيهم قبل ما أجي , أذبح , أخنق ..
                    ضحكت من قلبها وقالت وهي تدقه : خليك مؤدب عندهم ولا تفتح فمك , إذا عقدت على وسام وتم كل شي صفعهم واذبحهم وسوي اللي تبغاه , دحين حاولوا تسايرونهم ..
                    ابتسم وقال : عمه ليش مهولة الموضوع يمكن يوافقون بلا شوشرة وغيره ..
                    لمعت عيونها بنظرة ألم وهي تقول : بلاك ما تعرفهم , روح توكل يا ولدي الله يفتح لك ..
                    سلم عليها وخرج وهو يلوح لعماته الواقفات وراها بابتسامة , وهو خارج شاف سطام واقف عند نهاية السلم الخارجي , ابتسم ورفع يده بالتحية بدون مايتكلم وذابت ابتسامته لمن شاف نظرات سطام الحادة له , نزل درجتين وهو يطالع فيه بحيرة و يحرك يدينه بيسأل اش فيه لكن سطام ماخلاه يكمل سؤاله وطلع الدرجتين الباقية ووقف على الدرجة اللي تحت درجة سامر , حرك يدينه بسرعة وهو يصدر أصوات حادة , استغرب سامر هجومه وقال وهو عارف إنه لايمكن يجاريه في حركات اليدين : بالله كيف بأخطبها وأنا ما أبغاها ؟؟ ..
                    حرك سطام يدينه وضربها في بعض بعنف والأصوات الصادرة منه تحتد أكثر , ابتسم وقال : والله عارف إنها أكبر مني وعارف سالفة فيصل وكل هالأشياء , ياخي اش فيك ؟؟
                    زفر سطام ومسح وجهه ورجع حرك يده بحركات خفيفة وأشر على صدره , قطب سامر حواجبه وقال بصدمة : تحبها ؟؟
                    هز سطام راسه بإيوه ورجع هزه بلا وهو يعيد نفس الحركات , مسد سامر جبينه وقال : ماني فاهمك , عيد بس بشويش ..
                    طلع سطام صوت معصب وهو يعيد الحركات بغيض ..
                    : يقولك هو يحبها من طفولته لكنها رفضته واختارتك عشان كذا يبغاك توعده إنك تحبها من كل قلبك , إذا وعدته حيرتاح باله وقلبه عليها ..
                    لف سامر على صقر المتكي على الباب الخارجي بذهول ورجع طالع في سطام للحظات , لمن شاف العزيمة في عيونه زفر وقال : إن شاء الله ..
                    وكمل بعصبية : و ترى هالكلمات الجريئة ماعاد أبغاك تعيدها قدامي لو ربي كتب لنا نصيب , ياحلاته يجيني ولد عمي ويقولي أحب مرتك من الطفولة ..
                    ضحك صقر لمن ابتسم سطام براحة من سمع كلمة إن شاء الله وطنش بقية الكلام وهو يتحرك لداخل الفيلا , راقبه سامر بحواجب مقطبه , نزل صقر وقال : خليك منه و لا تشيل همه , تعرفهم البكم ما يفهمون قوة الكلمات اللي تنقال , طول عمره ياخذ على راسه بسبة كلامه ومايتوب ..
                    وحط يده على كتف سامر ورافقه للخارج وهو يقول : كلها كم شهر ويتزوج وتفتك من إزعاجه ..
                    هتف سامر : ليه هو بيزعجني مرة ثانية ..
                    هز صقر كتفه وقال : الله أعلم , ترى سطام عليه طلعات , يعني ممكن يجيك كل يوم ويطلب منك تجدد الوعد له ..
                    ولمن شاف الصدمة في عيون سامر قهقه وقال : اش فيييييك ؟ طنشه وبس ..
                    قال بضيق : ما أدري ليه أحس بشي جوتي , يعني أخوك فرد عضلاته قدام وسام ولوى مفصله ذاك اليوم من كثر ما يضرب فيصل وما اهتم بالوجع , ما أتخيل إنه ..
                    طالع فيه صقر وسأل بسخرية يقاطع شرحه : تغار ؟؟..
                    وقبل ما يرد سامر ضحك وقال : يمه منك تغار وإنت ما خطبتها لسه أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوي ..
                    ضحك سامر وهو يحاول يخفي الغيرة المفاجأة اللي اجتاحته من بعد ما اعترف له سطام إنه يحبها وقال : لا مو حكاية غيرة , بس ..
                    : سامر , سواقين أبوك يالوسخ ..
                    أول ما وصله صوت جده المعصب واللي مخرج عصايته من الجيب ويولح لها وهو يكمل : لنا ساعة نستناك ..
                    حس بامتنان لهالمقاطعة , ودع صقر وراح للسيارة بسرعة , وبعد ما قف أبوه المقعد وجلس عليها مع عبد العزيز وحمدان وحرك أخو خالد السيارة , لف وجهه وطالع في الطريق وهو يسرح بأفكاره ~ لو إنه كل شي طبيعي كان ممكن إنه وسام تقبل بسطام ؟؟ طبعا لي لا , خاصة وهو أكبر مني و ... , سامر بس هي خلاص رفضته , بس رفضته عشان سبب إنت عارفه مو عشان شي فيه , يكون وافقت علي لأني الوحيد اللي عارف بالموضوع و , سامر اش هالكلام ؟؟ إنت فكرت بهذا كله من قبل وقلبته من جميع النواحي , تذكر اللي قاله لك الطبيب النفسي , أهم شي تدخل لهالعلاقة وإنت واثق من نفسك تمام الثقة , واثق من رأيك , واثق من اختيارك لهالطريق لأني الرجل و بأكون المسؤول عن القيادة في هالعلاقة , لازم أرمي كل الماضي ورايا وأبدأ حياة جديدة تماما من أول يوم وهي كمان لازم تتناسى الماضي عشان تنجح العلاقة ~ ابتسم براحة وهو يشكر ربه اللي خلاه يصارح دكتوره النفسي اللي في مجمع الأمل واللي أشرف عليه لسنتين بكل الحقائق وباح له بكل أفكاره وهواجسه , كلام الطبيب ونصائحه وكشفه لحقائق خجل سامر إنه يسأله عنها كانت مفيدة بشكل كبير وهي اللي خلته بعد توفيق الله إنه يحزم أمره ويقرر إنه يخطب وسام ..


                    *************************
                    في بيت سعيد جد وسام :


                    شمل سلطان واللي معاه بنظرة سريعة وقال : يا هلا فيكم والله ..
                    ابتسم عبد الكريم وقال للمرة الرابعة : المهلي ما يولي ..
                    ولف على أبوه وأعطاه نظرة سريعة , كان مرجع ظهره لظهر الكنبه ومروق على فنجان القهوة , حمحم سلطان واعتدل وهو يسند عصاه جنبه وقال مخاطب أكبر خوال وسام : والله يا أبو سعيد إحنا جاينكم طالبين القرب منكم ..
                    ابتسم أبو سعيد وقال : هذي الساعة المباركة ..
                    رد له سلطان الابتسامة وقال : إحنا طالبين بنتكم اللي نسيتوها وما طالعتم في وجهها من كانت ..
                    كح عبد العزيز بصوت عالي مفتعل ولف عليه خالد بسرعة وهو يقول لاتمام المسرحية : سلمت ..
                    همس حمدان الجالس عن يمين أبوه : يبه خلي الموضوع ودي , جاي تحارب ..
                    لف سلطان بوزه لثواني ورجع رسم ابتسامة مداهنة وهو يقول : جايين نطلب بنت أختك وسام لولد ولدي سامر ..
                    زفر عبد الكريم براحة إنهم ماسمعوا باقي تعليق أبوه , قطب أبو سعيد وقال باستنكار : وسام !! وسام مين ؟؟
                    دقه أخوه أبو عثمان اللي يصغره والجالس عن يمينه وهو يبتسم بتوتر وهو يقول : قصدكم بنت نورة الكبيرة ..
                    قطب أبو سعيد حواجبه ولمن تذكر قال بذات الاستنكار وبنبرة تقليل قيمة وهو يحرك يده : بنت خالد اللي ..
                    قال سلطان يقاطعه وهو يأشر بعصاه : إيييييي هي بنت الشهيد , اليتيمة المنسية ..
                    تحرك عبد الكريم الجالس عن يساره وحط فنجانه على الطاولة ورمى لأبوه نظرة رجاء , رفع أبو سعيد حواجبه ماكان عاجبه الموضوع المفاجئ خاصة وهو كان متوقع من اتصل عليه عبد الكريم إنهم جايين يخطبون وحده من بناته أو بنات أخوانه , زم شفايفه وسأل ببرود : ووين ولد أخوك فهد عنها ؟؟ مو عمها ووصيها !! و ...
                    دقه أبو عثمان بخفه لكنه تجاهله و ضرب جبينه وقال بنظرات وقحة : أوووو صح , شرد من البيت قبل سنين ..
                    ابتسم سلطان على هالكلمة المقصود بها التنغيز خاصة إنه موضوع الطلاق الغيابي لبكره وأكبر بناته نجلاء صار موضوع الكل في الفترة الأخيرة وقال لمن شاف نظرات الاستنفار الحاد على وجوه أولاده وخالد وسامر : إييييي قبل خمس سنين وأفتكر جيت لك وقتها وقلت له إنه وسام صارت بلا وصي وإنه فهد مختفي ..
                    وكمل وهو يضرب بعصاه الأرض ضربات متتالية : وإن ما كنت ناسي أو صابني الخرف قلت لي إنه نورة متزوجة وعندها ثلاث أولاد وثلاث بنات وماودك تزيد عليها مشاكلها خاصة إنه زوجها متزوج عليها ويمكن يطلقها و ...
                    طالع فيه بنظرة حادة وهو مستمر في ضرب الأرض الرخامية بطرف عصاه وهو يكمل : قلت كلام كثير عن إنك ما تقدر ترعاها وقامت بنتي نجلاء جزاها الله خير ودقت الصدر زي ما دقته قبل 28 سنة ..
                    وأنهى حديثه بضربه حاده على الأرض , ساد صمت مهيب على المكان قبل ما يقطعه سلطان وهو يقول بحزم : اللي بيته من زجاج ما يقذع الناس بحجر يا أبو سعيد ..
                    همس أبو عماد باستنكار : أبو سعيد , بترادد سلطان بن حمدان , احشم سنه تراه أكبر من أبوك ..
                    رسم سلطان ابتسامة لطيفة وقال يخفف الجو المكهرب : خلنا ننسى كل اللي انقال , ونبدأ من جديد إحنا جايين نخطب وودنا نجمع راسين بالحلال , وحسب الأصوووول البنت ما لها إلا انتم فجايين نطلب بنتنا لولدنا ..
                    خوال وسام الأربعة التزموا الصمت لفترة , مهم عارفين ايش يجاوبون , هم ما يعرفون وسام لا عمرها و لا شكلها ولا حتى شي ممكن يخليهم يختارون قرار , رمى أبو سعيد كبيرهم واللي في نفس عمر حمدان بكر سلطان من مرته الأولى سامر بنظرة غريبة وهو يقول ببرود : مو هذا المتقدم هو ولدكم المدمن ؟؟ مو صعب إن الواحد يزوج واحد مدمن خوف إنه ..
                    امتعق وجه سامر اللي فتح عيونه على اتساعها من كلمته المباشرة و قام سلطان وقاطعه بحدة وهو يقول بعصبية : نعنبووووك على أبوك , احترم شيباتك وشيبات اللي قدامك , هذي طريقة تخاطب فيها واحد متقدم لكم ..
                    قام حمدان وقال بهدوء : يبه استهدي بالله ..
                    عبد الكريم رغم الفوران في دمه من طريقة أبو سعيد إلا إنه تمالك نفسه ومسك أبوه يحاول يجلسه لمن هبوا أخوال وسام وهو يهمس : أبويه هالمسائل ما تنحل بهالطريقة , من حقهم يسألون عن خطيب بنت أختهم و ...
                    قاطعه سلطان بعصبية : لا , من حقهم يسألون لكن بهالطريقة الهمجية لا , بعدين إحنا مكلمينهم من ربوع , ما أمداهم يسألون عنه ولا هو غريييييييب ما يعرفون فين يسألون عنه , أنا جاي عشان الأصول بسسسسسسس ولا وسام بنت بنتي انا , جاي عشان يعرفون مسودين الوجه إننا أحشم منهم , والله لو أبوهم حي مارضى باللي سووه في وسام الضعيفة واللي يسوونه دحين , أصلا الحق مو عليكم الحق علي انا اللي متعني وجاي لحد باب بيتكم عشان أطلب منكم وإنتم منتم حقين حشيمة , خسارة تربية سعيد فيكم ..
                    قام عبد العزيز وخالد , لمن شافهم سامر قاموا تمالك صدمته من اللي صار واللي قاعد يصير وقام معاهم , قال أبو عثمان برعب لمن شافهم قايمين : أبو حمدان اللي يهديك علامك معصب , إجلس واستهدي بالله و إن شاء اللها ما يصير إلا اللي يرضيكم ...
                    قال سلطان بعصبية : مالي قعدة إذا رباح بن عطية الله مو موجود , أنا ماينهان واحد من عيالي قدامي وأجلس ساكت ...
                    من انذكر اسم أمير القبيلة ساد الوجوم والترقب الوجيه , دنق أبو سعيد راسه وتحرك أبو عثمان بسرعة وسلم على راس حمدان وقال : وهذي حبة على الراس , اسفين يا عم حقك علينا ..
                    لف سلطان وجهه وهو يتكي بيدينه على عصاه وهو يقول من بين أسنانه : ما تكفي حبة الراس , الموية لا طاحت في التراب ما ترجع يا أبو عثمان ..
                    تقدم أبو سعيد وسلم على راس سلطان بالرغم عنه بعد نظرات أخوانه وهو يقول : لك اللي يرضيك ..
                    ولمن ما فتح سلطان فمه بحرف قال أبو عثمان : سمي اللي تبيه يا أبو حمدان وإحنا نقول جاك ..
                    لمن لف سلطان وجهه ووقع بصره على سامر زفر وقال وهو مستمر في وقوفه : البنت إحنا جاسين نبضها من أممممممها ..
                    ضغط على كلمة أمها وهو يكمل ببرود : اللي هي بنتي و نقدر نقول إنها مبدئيا موافقة , المطلوب إننا نروح نسوي الخرابيط هذي اللي يقولون عليها ..
                    قال عبد الكريم : تحاليل ما قبل الزواج ..
                    قال سلطان وهو يهز يده : هي هذي , يسوونها وإن طلعت متوافقة نجي نتفاهم بالتفاصيل لكن إعرف إننا بنعرس الولد مع توأمه ..
                    انصعق الكل من قراره المفاجئ وحس سامر بجفاف في حلقه لكنه ما تجرأ يفتح فمه بحرف و جده في هالحالة العصبية , ابتسم أبو عثمان وهو يقول : تم ..
                    وأشر على الكنب وقال : تفضل كمل قهوتك يا عم ..
                    زفر سلطان وقال وهو يعدل بشته : ما عليك زود , قهوتكم مشروبة ..
                    وتحرك خارج , وخرجوا وراه أولاده وخالد اللي طالع في سامر بضحكة مكتومه وهو يهمس : سامر عيونك بتخرج ..
                    خرج سامر من ذهوله ولف على خالد وهمس : ما أقدر أتزوج في هالمدة , مستحيل , شهرين بسسسسس , كيف أجهز نفسي والبنت كيف تجهز نفسها و ...
                    سكت لمن تذكر كلام الطبيب النفسي وإنه البنت تحتاج لتهيئة نفسية قبل ما تقبل على الزواج , زفر وهو مو عارف كيف بيخرج من هالورطة ولمن تذكر ماهر اللي زعل ليش مهو أول شخص يعرف بنيته لخطبة وسام وليش قرر يتزوج لمن هو قرر يطلق وبالرغم من كل محاولاته مارضي , وقال إنه الطريقة الوحيدة لإرضاءه إنه يكون زواجهم في يوم واحد لكن سامر رفض ورفض يقول أسبابه , همس بداخله بغيض ~ دعوايك يا النذل ~ , وطول الوقت في سيارة عبد العزيز الجيب اللي يسوقها خالد وسلطان يسب ويلعن والكل ملتزم الصمت ..
                    عبد الكريم اللي يحب يلقى للي حوله مليون عذر لو اضطر همس بعد صمت طويل ما يخترقه إلا صوت أبوه : يبه , هم ما قصدوا إهانة , قصدوا يسألون عن الولد , أي رجال بيسأل عن المتقدم ل ..
                    لف سلطان الجالس في المقدمة وقال وهو يأشر بيده : ثلاث عقود وشوي ما سألوا عنها ودحييييييييييييييين جايين ينفشون ريشهم ويحطون نفسهم مهتمين وما يبغون أي رجال لبنتهم , وييييييييييينهم يوم كانت توجع أنصاف الليالي وبنتي تجري و تترجى أخوانها يودونها مستشفيات وغيره ها ؟؟ وينهم يوم كانت تتلقى ضرب الحيوان فهد وهي تدافع عن بنتهم وبناتها ها ؟؟
                    ورجع يسب ويلعن وفجأة التفت لسامر وقال بحزم : بكككككككرة من صبح الله وإنت في المستشفى مع وسام ..
                    وأشر على خالد وقال : توديهم من غبشة ..
                    قال خالد بابتسامة : جدي ترا أنا مخلص إجازتي وأداوم من أمس مو معقوله بأستأذن بك ..
                    لف عنه سلطان وهو يهش يده بعدم اهتمام وقال لولد : كريم , من بكرة وإنت معاهم ..
                    ابتسم عبد الكريم وفتح فمه بيتكلم لكن أبوه انطلق يقول بعصبية : لا تجيب لي عذر لا من هنا ومن هنا , الشركة شركت لو غبت سنة محد سائل فيك , بكككككككككككككرة من غبشة وإنت في المستشفى ..
                    ولف يطالع على قدام وهو يزفر ويقول : إن شاء تطلع متوافقه , وحتى لو طلعت النتايج مي متوافقة بأجوزهم غصب نكاية في أبو سعيد ..
                    كتموا ضحكهم وهم يسمعون صوت العصاية وهي تضرب في أرض السيارة دلالة غيض سلطان اللي مو متخيل إنه خرج من عندهم بدون ما يشرشحهم ويدفعهم ثمن إهانتهم لسامر ..
                    لفوا والتفتوا لسامر الوحيد في المقعد الخلفي , ابتسم سامر بتوتر وهو يقول بداخله ~ دامها وصلت ليد سلطان الله يعيني ~ ...
                    ساعة وكانت الصالة في فيلا عبد الكريم ترج بقهقة ماهر , لف سامر بوزه وقال بغيض : ماهر ..
                    حط يده على صدره وهو يقول بتنهيدة من شدة الضحك : يا شماتتي فيك , سلطان بيتولاك ..
                    ورجع يضحك وخالد يقول بأسف : للأسف صرت السكين اللي في يد جدي واللي بيذبح فيها ال سعيد ..
                    ورجع يضحك وهو يقول : تخيل خلى عمي عبد العزيز يتصل على محمد مطر لأنه ولده يشتغل في المستشفى يبغاه يتوسط ويطلع النتيجة في يومين ..
                    قال عبد الكريم وهو ماسك ضحكته : ماهر , خالد , سيبوا أخوكم في حاله , كافي جده ..
                    طالع فيه سامر باستنكار وهتف : أبويه ..
                    لف عليه عبد الكريم وقال وهو يمسح ابتسامته : هلا ..
                    زم سامر شفايفه فانفجر عبد الكريم بالضحك وهو يقول : والله ماني قادر أمسك نفسي ..
                    ورجع حمحم وقال بشبه ابتسامه : سامر يا ولدي , خير البر عاجله , بعدين البيت جاهز والفلوس جاهزه و ..
                    ولف على ماهر الغارق في الضحك وقال بشبه ضحكه : ماهر خلاص ..
                    قام سامر عنهم وقال بغيض : عن إذنكم ..
                    كان مقهور لأنهم مهم فاهمين سبب اعتراضه على تقديم الزواج , كلهم معتقدين إنه خايف ويخترع أعذار واهية ..


                    **************************

                    تعليق

                    • أحلى من الحلا
                      عضو فضي
                      • Aug 2007
                      • 539

                      بعدها بنص ساعة في شقة نجلاء :

                      : بكره !! أمي ..
                      زفرت نجلاء وقالت : اش أسويلهم ؟؟ قالوا بكرة قلت بكرة ..
                      ضربت يدينها على فخوذها وقالت باستنكار : أنا رديت صباح السبت أروح أسوي التحليل صباح الاثنيييييييييين ..
                      ابتسمت هيام وقالت باندفاع : ولو طلع توافق بتتزوجين مع أريج ...
                      فتحت وسام عيونها على اتساعها وطالعت في أمها باستنكار , لفت نجلاء وضربت هيان وهي تقول بعتاب : حبة حبة ...
                      هتفت وسام : أمي ..
                      وهزت راسها بلا وهي تقول : مستحيل , مستحيل أتزوج في شهر وشوي ..
                      وتحركت رايحة للغرفة , لحقتها نجلاء وهي تقول : وسومه قلبي , عارفه إن الموضوع سريع , بس خير البر عاجله ..
                      : مستحيل ..
                      لفت نجلاء على هيام ورفعت يدها وقبضتها دلالة غيضها من هيام وهي تهمس من بين أسنانها : الله يسامحك , ماكنت بأخبرها إلا بعد ما تطلع النتيجة ..
                      ورجعت دخلت الغرفة وهي تقول بألطف لهجة ممكنة : وسومه , بدري على هالكلام , خلي النتيجة تطلع وبعدها إن شاء الله نتفاهم و ...
                      وخفت الصوت وباب غرفة وسام ينغلق , هزت هيام أكتافها وقالت : وأنا اشد راني ..
                      وابتسمت وهي تقول بحماس : أنا أخت العروووووووووووووسة ...
                      وبدأت ترقص وهي تدندن ..


                      ***************************
                      في نفس الوقت في جدة :

                      : بكره يعني بكره ..
                      زفرت نورة وقالت : يابنت عييييييييييييييييييييب , اش نقول ؟؟
                      زفرت سفانة وقالت : اش له داعي التأخير ؟؟ خلاص قلت موافقة ورديتم لخالي اش نقعد نسوي بالانتظار ..
                      قالت خولة تفهمها : سفانة حبيبي , عيب نتصل عليهم ونقولهم نبغى التحاليل بكرة وإحنا قبل يومين ردينا عليهم , اش بيقولون عننا ..
                      قالت بضيق : يقولون اللي يقولونه , أنا لو علي كان سويت التحاليل من قبل ما يتقدم ..
                      ابتسمت العنود لوجوههم المستنكرة وقالت بهدوء : عمه سفانة معاها حق , مو حلو هالانتظار , تعرفين التحاليل صارت كإنها الجواب النهائي للموضوع ..
                      قالت سفانة تأيدها : إيوه بتكون الجواب النهائي للاستخارة , إذا توافق ولا لا , تخيلي ننتظر ننتظر و اخر شي ما يطلع في توافق ..
                      زفرت نورة وقالت خولة : خلاص أنا أكلم حسان يكلم عبد الإله , مو لازم ندخل الكبار فيها ..
                      قامت سفانة وضمتها وهي تقول : شكرا يا أحلى أخت في الدنيا ..
                      ضحكت خولة وقالت : اجلسي والله لو سمعك أحد بيقول عليك مصروعة جواز ..
                      ابتسمت براحة ولفت للعنود وأشر بيدها علامة الانتصار , خرجوا من الغرفة وسابوها هي والعنود لوحدهم , قالت العنود بهدوء : لا تنسين اللي قلنا عليه ..
                      ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني يا عنود أنا عارفه إنه لو في خير لي مع عبد الإله ربي بيجيبه ولو لا , الحمد لله ..
                      زفرت العنود وهي تقول بداخلها ~ ليتني أصدقك , أنا كانت أيام الانتظار عذاب وإرهاب نفسي مايحتمل وعدنان ماكان يعني لي زي ما يعنيلك عبد الإله , يارب يطلع توافق يارب , يارب يطلع توافق يارب ~ ..
                      : بنات ..
                      صرخة سمية خلتهم يلتفتون للباب اللي دخلت منه قبل ثواني من دخول الخنساء وهي تدفها وتقول : أنا اللي بأنقل الخبر ..
                      ولمن بدأوا يتصارعون ويصارخون قالت سفانة بحزم : بسسسسسسس إنت وهي ..
                      توقفوا عن المصارعة فكملت : تكلمي يا سمية ..
                      لفت سفانة بوزها بغيض وقالت سمية بحماس : تعرفون رغد بنت سعود ال ..
                      قطبت العنود بعدم فهم فقالت سفانة تقرب لها : اللي جوازها بعد الهنوف بأسبوعين ..
                      هتفت العنود إنها عرفت معلومة : اللي بياخذها ولد راجح ..
                      هزوا راسهم وكملت سمية : توهم كنسلوا كل شي , يقولون طلعت النتيجة مهي متوافقة ..
                      انمغصت بطن سفانة بالرغم عنها وهي تشهق وتضرب صدرها بصدمة , هتفت العنود : كيييييييييييف , هم مخطوبين لبعض من سنتييييييييين ..
                      هزت سمية أكتافها بحيرة فقالت الخنساء بأسف : ماكانوا وقتها مطلعين قرار إنه ما يكتب عقد الزواج إلا بشهادة التوافق هذه , ودحين عشان بيملكون سووا التحاليل وانصدموا لمن طلعت مهي متوافقة ..
                      قالت سفانة بألم : يا قلبييييييييييييييي هي ..
                      قطبت العنود حواجبها وقالت بداخلها بغيض ~ الله يقطع شركم , هذا وقت تجيبون فيه هالأخبار , سفانة مهي ناقصة ~ سألت بحيرة : مين نقل هالخبر ؟؟
                      طالعوا فيها بابتسامة فشهقت وهي تهتف : لا تقووووولووووووووووووون أم حمد الفتانة ..
                      قهقهوا على اللقب اللي تطلقه العنود على جارتهم وسمية تقول : هييييي ماغيرها ..
                      ضربت العنود فخذها وقالت : الله أكبر عليها ويكشف بحالها العجوووووز الشمطاء ..
                      شهقت سفانة وهتفت وهي مقهورة من ضحك البنات على كلمات العنود اللي قالتها بكل برودة دم : عنووووووووووووووووود ..


                      ***************************

                      .
                      .
                      .
                      .
                      .
                      .
                      .
                      .
                      .
                      .

                      يوم الأربعاء 24 / 10 / 1427 ه :
                      بعد العصر بوقت في فيلا حمده :

                      : عبد الإله , هو في غيره ..
                      زفرت سفانة وهمست للعنود وهي تشوف ريم داخله وهي تجاوب جدتها اللي سألتها مين جابها : قلبي يعورنييييييييييييييييي , ليش كلهم التفتوا لي ..
                      ضحكت العنود ودقتها وهي تقول بتريقة : سلامة قلبك يمكن لأنه خطيبك , يممممممممكن ..
                      دقتها سفانة وهمست بغيض : لا تعصبيني زيهم , ماصار خطيبي لسه , النتايج ما طلعت ..
                      سكتوا لمن وصلتهم ريم وسلموا عليها , جلست ريم وبدأت تسأل الموجودات عن أحوالهم واخر أخبارهم قبل ماتلف على العنود وهي تهمس : أبو زوجك اتصل على عبود وطلب منه يجيه يوم السبت الرياض ..
                      ابتسمت العنود وقالت : إي قالي ..
                      سألت ريم بابتسامة خبيثة : ميييييييييين ؟؟
                      لفت بوزها وقالت : ماني ناطقه اسمه , هو ذاك تعرفينه ...
                      قالت الهنوف : لا تحاولين , الكل في البيت يحاول يمسكها مرة وهي تقول اسمه ..
                      قهقهت ريم وقالت : الله يقطع شرك يالخبلة ..
                      لفت عليهم سفانة وسألت وهي تحط يدها على خصرها : تحشون فيني ..
                      لفوا عليها وقالت ريم : اللي على راسه بطحة ..
                      زفرت سفانة وهمست وهي تنقل بصرها بين أمها وخوالها وباقي البنات : أحس إنهم كلهم يتكلمون عني ..
                      ضحكت قالت العنود بلهجة حزن وهي تطبطب على فخذ سفانة : يا قلبي , كني أشوف نفسي قبل كم شهر , عادي ياقلبي , مريت بهالحالة من قبل ..
                      دفت سفانة يدها وقالت بغيض : طيب لا تتريقين ..
                      سألت الهنوف ريم : طيب ما كملتي , واش بيسوي لا سافر الرياض ؟؟
                      قالت ريم : نقول إن شاء الله يعطيه عم عبد الكريم وظيفة , بسسسس ..
                      و تنهدت وكملت : عبد الإله متردد لأنه عمي عبد الكريم قاله إنه لو توظيفه بيشتغل في الرياض أول تحت نظره أقل شي سنه قبل ما يفكر ينقله لفرع جدة ..
                      شهقت العنود وقالت : نعم , بتروح سفانة عني للرياض ..
                      ضربتها سفانة وهي تقول بعصبية غريبة : النتايج ما طلعت لسه لا تربطيني به ..
                      استغربت ريم كلامها لكن قطع أفكارها الهنوف اللي قالت بتريقة : طالعوا مين يتكلم , الخوانة اللي بتسافر الشرقية ..
                      شهقت العنود لمن استوعبت الفكرة اللي غابت عن ذهنها وصرخت : لا ..
                      التفت الكل لها وصكت ريم فمها بقوة وقرصتها سفانة وهي تهمس : الله يرج إبليسك ..
                      : ويعلللللللللللللللللللللللك الصمخ قولي امين ..
                      كتموا ضحكتهم لمن كملت حمده وهي تلوح بعصاها : حسك يعل الله يقطع حسك , قسم بالله لو خرجتي تلقين أم مبارك شايلة عفشها وشاردة من بيتها من صرختك يالمعبرة , الهرج بالمذاوقة مو بالصراخ ..
                      وبعد محاضرة طويلة عن الصوت المنخفض وإن الحرمة لازم يكون صوتها همس زي الكناري قالت العنود وهي تمسح دموع وهمية : الله يقطع إبليسكم , يعني مو كافي صدمتوني بالواقع خليتوني أتهزأ من حمده دخيل الله ..
                      قالت الهنوف : وأنا اشد راني إنك خبلة ونسيتي إنه بيتك بيكون في ...
                      : اشششششششششششششش , لا تعيدينها , خلاص فهمت ..
                      زفرت الهنوف ولفت على ريم وقالت بهدوء : شوفي أنا أنصحك تخلين عبد الإله يستخير ..
                      هزت العنود راسها مؤيدة وقالت بحماس : و يتصدق كمان ..
                      طالعوا فيها بحيرة وريم تقول بتساؤل : يتصدق ؟؟
                      هزت راسها وقالت : الصدقة لها فوائد عظيييييييييييمة, خليه يتصدق بنية إنه ربي يسهله طريقه ..
                      وتلفتت لهم وسألت : مايجي ؟؟
                      هزوا أكتافهم بحيرة , لفت بوزها وقالت وهي تأشر على الهنوف : مو ذاك اليوم حكيتيني عن الوجه الأسود اللي كان حسان يشوفه في ...
                      شهقت الهنوف وهتفت باستنكار تقاطعها : عنيييييييييييييييييييييييد ...
                      غطت فمها بيدنها وفحت عيونها على اتساعها وهي تطالع يمين ويسار في ريم وسفانة اللي قالت غصب عنها : قصدك الوجه الأسود اللي كان يزوره في منامه لمن صار له الحادث ..
                      رمت الهنوف أختها بنظرة حادة فقالت العنود : نسييييييييييييييييييييت ..
                      وهزت أكتافها وقالت : بعدين حتى لو دروا بالسالفة مافيها شي , خلاص الأجر جا لحسان ومايضره دحين , خليهم يستفيدون ..
                      وكملت بحماس لمن زفرت الهنوف باستسلام : ذاك اليوم , يوم الحادث , وقف حسان عند المحطة يعبي بنزين وبعد ما اشترى المقاضي من السوبر ماركت كان معاه 10 ريال حق كيسين الثلج اللي لازم يشتريها عشان العصيرات , لقي ولد صغير يغسل سيارة من السيارات وجنبه بنت صغيرة تلعب في عروسة صغيرة مكسرة , راح للمطعم واشترى سندوتشين وعصيرين وأعطاها لهم , فرحوا فيها وسابوا كل اللي في يدهم وقاموا ياكلون بنهم , لمن شاف منظرهم وشاف الأربع ريال الباقية في يده ناول كل واحد فيهم ريالين واتصل على جاسم وطلب منه يجيب أكياس ثلج معاه ..
                      ولمن شافتهم صامتين قالت : يا غبيات مو الطبيب قال إنه حسان نجى بأعجوبة وإنه الرصاصة ما أصابت القلب مباشرة و ...
                      شهقوا لحظتها وغطت ريم فمها بتأثر وقالت سفانة وهي تحط يدينها موضع قلبها : سبحانك يارب , يا حبيبي يا أخويه ..
                      قالت الهنوف : والله هو بالقوة قالي , يقول الصدقة لازم الواحد يخفيها بحيث ما تعرف يساره ما أنفقت يمينه مو يقعد يتباهى بها ..
                      قالت ريم بتأثر : بس لو قالها مابيكون تفاخر لأنه كذا يحمس الناس للصدقة , وا ياقلبي هوه حسونه ..
                      ضربتها العنود باستنكار وضحكت سفانة وهي تقول : زووووووووجته ساكته إشلك إنتي ..
                      قالت بغيض : زوج أختي , ما أسمحلك ..
                      انحرجت ريم وهي تقول : لا والله , ما قصدت شي , الكلمة طلعت عفوية و ...
                      الهنوف اللي كانت تعرف ريم وعفويتها وتعلقها الطفولي القديم بصديقها حسان واللي كانت تثير موجة ضحك بينهم وهي تعلنه دوما قبل ما يتقدم للهنوف قاطعتها بابتسامة هادئة متفهمة : سيبيك من هالخبلة ..
                      انحرجت ريم من تفهم الهنوف , وذكرت نفسها بحزم إنها لازم تنسى صديق طفولتها إحتراما لمشاعر الهنوف , المشكلة إنها من كثر ما تردد صديقي حسونه صارت الكلمة متعلقه في لسانها , قالت العنود بهدوء مو من طباعها : أنا أقول هالكلام عشان ما تغلط قدام أحد ثاني غيرنا , يعني إحنا وفاهمين الحقيقة لكن لو سمعتها وحدة من اللي يحبون القيل والقال مو بعيد يوم يومين وتلقين الناس يقولون ريم كانت تحب حسان وهو ما أدري اش فيه و يبدأون يطلعون إشاعات مالها طعم ..
                      صمت ساد وهم يتبادلون النظرات المتوترة فيما بينهم , ابتسمت العنود ابتسامة واسعة وهي تقول : مو لايق عليه دور الناصحة مو ؟؟
                      انفجروا بالضحك والعنوف تقول من وسط ضحكها : على الأقل عشتي دقيقة من عمرك بجدية ..
                      وسفانة تقول : والله يطلع منها عمود الكهرب ..
                      قالت ريم بتريقة : أراهنكم إن هالدقيقة تمر بها في السنة مرة ..
                      رمتها العنود وقالت بفلسفة : المراهنة حرام ..
                      طالعت فيها ريم بدهشة مصطنعة وهتفت : إحلفي ..
                      وكملت بتريقة : يعني كني ماني عارفه , محرد كلام يالدلخة مو من جد ومو رهان بفلوس ..
                      حركت العنود حواجبها وقالت : إحلفي ..
                      وضحكت والهنوف تقول بتنهيدة حسرة : خسارة الدقيقة اللي قبل شوي ..

                      ***************************
                      في الرياض الساعة 7 بعد المغرب :

                      أول اخترق صوت سلامه العالي أرجاء المكان جريت سحر عشان تستقبله كعادتها , ابتسم عدنان وسلم عليها وهو يسأل بحماس : وين العريس ؟؟
                      قالت بضحكه : جالس وهو ضارب البوز ..
                      طالع فيها بحيرة وهو يمشي معاها وهو يسأل : ليش ؟؟
                      قالت بطفش : ماهر زودها , من الصباح وورقة النتايج معاه و مو راضي يقول النتيجة لأحد , تضارب معاه سامر لمن رجع من المدرسة لكنه حلف ما يقوله على النتيجة إلا لمن تجي , رق أعصاب بس ..
                      حط شنطته عند باب غرفته و طلع الدرج وهو مقطب حواجبه , أول ما طل عليهم قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                      وتوجه لأمه وأبوه وسلم عليهم ولف على سامر وقال بهدوء وهو يتوجه له : , النتيجة متوافقة ..
                      صرخ ماهر باستنكار : عدنان ..
                      وقهقه خالد وهو يقول : أحححححححححححححسن جاك اللي يعرفلك ياأنذل خلق الله ..
                      قام سامر وضمه وهو يحس براحة غريبة , قال ماهر بضيق : أنا اللي كنت أبغى أخبره ..
                      قالت سحر باستنكار : مالت , هذي طريقة , سقطت بالولد وسقطت بنا , حتى أبويه وأمي ماقلتلهم إلا بعد ماوعدوك ما يقولون النتيجة ..
                      مد عدنان يده لماهر , فمد يده بطفش ومن دون مايقوم , رماه بنظرة حادة فقام وسلم عليه وهو يقول : هادم اللذات كنت ..
                      وانقطع كلامه لمن تلقى بوكس قوي في خصره من يد عدنان اليسار وهو يقول : احفظ لسانك وإنت تخاطب اللي أكبر منك ..
                      تأوه بشدة ولف على سامر اللي طالع فيه بتشفي قبل مايلف وجهه عنه , ضم خالد عدنان وسلم على راسه وهو يقول : ينصر دينك , ليتك أعطيته ضربة ثانية ..
                      لف ماهر بوزه ونزل , قال عدنان وهو ينزل غترته ويطويها بعناية ويحط طاقيته وعقاله فوقها : لو دريت إنه مسوي فيكم هالشي كان اتصلت وخبرتكم بالنتيجة ..
                      وابتسم لسامر وقال : كنت داري من الصباح لكني فضلت أوصل المباركة بنفسي يوم أجي ..
                      : عموووووووووو ..
                      جريت غدي ورمت نفسها على حضن عدنان اللي ضمها وسلم عليها ومد يده يحث أخواتها الخجولات على السلام , قالت حنان بعد فترة : غدي حبيبتي قومي عن عمك توه جاي من السفر تعبان ..
                      قال خالد وهو يطالع أصغر بناته الواقفة قدام عدنان وهي سانده كتفها على صدره وتلعب في لحيته : وييييي طالع كيف راميه نفسها , بنت , قومي عن عمك خنقتيه ..
                      لفت يدينها حولين رقبة عدنان وجلست على فخذه وهي تطالع أبوها بعناد وهي تقول بدلع : بأدلع على عمي بكييييييييفي ..
                      وسلمت على خد عدنان وقالت : حبيبي والله ..
                      ضحك عدنان على حركتها المقصودة خاصة لمن أدت نتائجها بفعالية و قالت سحر بعصبية : لا والله , قومي يلا ..
                      لفت عليها وقالت بميوعة : ماني ..
                      وكملت وهي تحضن عدنان أكثر وهي تحط خدها على خده : غيرانة ليش ما تقدرين تحضنينه زيي ..
                      ضحكوا كلهم لمن تحركت سحر بعصبية وهي تقول : والله هالبنت بتجيب أجلي ...
                      وسحبتها وهي تقول : قومي يلا ..
                      تشبثت في عدنان وهي تقول : لا مابي ..
                      وطالعت في عدنان وهمست : عمووووووووو ..
                      ابتسم بهدوء وقال : إنت عارفه اش بأقول ..
                      زفرت بطفش وقالت : اسمعي كلام عمتك , أففففففففففففف , صدق عذاب ..
                      زفرت سحر وقالت لخالد : الله يعينكم عليها ..
                      وقالت تقلدها بتريقة : أفففففففف , صدق عذاب ..
                      قال عدنان بابتسامة : ماشاء الله عليها تحسينها أكبر من سنها ..
                      قالت بغيض: هذي لو تمثل يعطونها الجائزة الأولى في الميوعة ..
                      أشر عدنان بيده بنظرة رجاء لسحر اللي فهمت إنه يقصد إنه يبغى كاسة موية , تحركت نازلة وهي تقول بعفوية : لا تخلونها تتفرج على التلفزيون لوحدها , تلقاها تقلب يمين ويسار ..
                      زفر خالد وهو يفكر بزوجته , طلع ماره في لحظة نزولها وهو شايل الطرف , قالت بتريقة : متأخرة مرررررررره يا محترم , والله ياويلك من سامر وجهه إلى الان مسود من حركتك ..
                      ضربها ماره بالظرف وطلع وهو يلوح به وهو يقول : سموووور ..
                      رماه سامر بنظرة معصبة ولف وجهه عنه , ناوله الظرف فسحبه بدون مايطالع فيه وحطه جنبه بدون ما يفتحه , سكت الكل للحظة , سامر كان من النوع اللي ما يعصب إلا نادرا ولمن يعصب تصيبه حالة خرس تذبح كل من حوله , لمن شاف خالد نظرة ماهر المعبرة قال يزيده : بدري , كان أخرتها يومين كمان يا سيد ماهر , خنقت فرحته ..
                      قالت حنان اللي ما تحملت النظرة في عيون ماهر اللي جلس بصمت وهو يتأمل توأمه : خالد اش هالكلام , خلاص ماهر قصد يمزح مع أخوه ..
                      قال خالد وهو يلعب في الطاولة الخشبية اللي محطوط عليها فنجانين شاهي : الشي لازاد عن حده ينقلب ضده ..
                      دقه عدنان اللي جالس جنبه وهمس وهو يرفع فنجانه : لا تزيد الطين بلة , وين ناوي توصل ؟؟..
                      همس : ودي أذبحه على حركته السخيفة ..
                      بدأ عبد الكريم يسأل عدنان عن أحواله عشان يخفف حدة الجو , لف سامر يطالع عدنان والتقى بصره بماهر اللي ابتسم له , ما ألقى له بال وهو يركز بصره على عدنان , قام ماهر وقال بصوت عذب وهو يأشر على سامر : وينحط على الجرح يبرى , و ينحط على الجرح يبرى ..
                      ومسح على موضع قلبه وهو يبتسم لسامر , اعتدل خالد في جلسته وهو يبتسم وبدأ يدق على الطاولة , بدأ ماهر يرقص وهو يغنى : القلب سلم لك أمره في حالتي و انت أدرى ياللي حنانك وطيبك ينحط على الجرح يبرى ..
                      ابتسم عدنان لسحر اللي وقفت تتطالع المنظر وهي ماسكة كاسة الموية وسحب الفنجانين عن الطاولة , عاد ماهر المقطع و أشر بعده على عيونه وهو يغمز و يكمل : شفاف يانوووور عيني , حبوب و قلبك يبيني , زهرة شبابي و سنيني تفداك ألفين مره ..
                      وأشر على صدره وهو يهز راسه وهو ينزل لمستوى سامر اللي غطى وجهه وهو يضحك على خبال توأمه , بعد ماهر يدينه عن وجهه وقومه بالقوة وهو يعيد المقطع و يكمل : الله لما تكلم كنك تغني ترنم و الورد منك تعلم و الشعر يضيع شعره ..
                      وفلت وحده من يدينه وبدأ يرقص قدامه وهو قابض على يده الثانية , ضحك لمن شاف أمه وأبوه يصفقون والابتسامة الواسعة مرتسمة على وجههم وخالد اللي زحف الطاولة لعدنان عشان يدق بداله قام يرقص وهو يرفع ثوبه ويغني مع ماهر , ضحك عدنان وبدأ يدق ببراعة , أشر ماهر على سامر وهو يسحب يده يستحثه : حنون ربي يصونك في طيبتك في عيونك , دنياك حبي وكونك , يا طيب عمري وعطره ..
                      سحب سامر يده وبدأ يرقص معاه , ضحك ماهر وهو يرقص و يحرك يدينه ويأشر بها على سامر وهو يكمل : فديت صوتك فديتك , شفتك عشقتك هويتك , ياليت تدري ياليتك , غلاك يا كبر قدره ..
                      وعاد المقطع بصوت ضاحك وهو يشوف بنات أخوه اللي جووا على الصوت وبدأوا يرقصون بحماس حولين أبوهم , رجع لف على أمه وأبوه وتقدم لهم وهو يرقص , قال عبد الكريم بتهديد مازح يحوي العتاب بين طياته وهو يأشر بيده : أوريك , أوريك , أغاني ها , شغلك عندي ..
                      نزل ماهر للأرض قدام أبوه وهو يهز راسه ويأشر على قلبه وهو ينهي أغنيته : القلب سلم لك أمره في حالتي و انت أدرى ياللي حنانك وطيبك ينحط على الجرح يبرى ..
                      ومد ذراعه وهو يمسدها , قهقه عبد الكريم على حركته وقال وهو يضرب ذراعه : قوم عني , برضو ما سامحتك ..
                      قالت غدي وهي تجري وتضم ماهر من وراه : عمو مرة ثانية , مرة ثانية , صوتك يجنننننننننننننننننننننننن ..
                      رجع جلس خالد جنب عدنان وهو يلهث ويقول بابتسامة : أجل لو سمعت صوت أسامة اش بتقوووول ؟؟
                      لف عدنان على خالد وضربه على بطنه وهو يقول بتريقة : مافي لياقة غصب مافي نفس ..
                      قال خالد وهو يسحب الطاولة من عنده : يلا ورينا لياقتك , أرقص وأشوف تلهث بعدها ولا لا ..
                      ضحك عدنان وسأل بهدوء : قيد شفتني أرقص ؟؟
                      لمن هز راسه بلا هز أكتافه وقال : ما بأغير طبعي دحين ..
                      قال ماهر وهو يجلس جنب سامر اللي ابتسم له معلن انتهاء الحرب الباردة اللي بينهم : إحساسي لو إنك ترقص بتطلع فنان ..
                      قال عدنان بهدوء : من رقص نقص ..
                      قهقهت سحر وقالت بتريقة : ضربة ثلاثية مباشرة , العادة أسمع عصفورين بحجر , هالمرة ثلاثة بحجر ..
                      فهم عدنان قصدها لمن تلقى ضربة على كتفه من خالد وهو يقول باستنكار : قصدك إحنا ناقصين ياللي ما تستحي ..
                      طالع لأخوانه وقال بضحكة : والله ماقصدت شي , هم يقولون هالعبارة دايما و ...
                      ضحك لمن نط عليه ماهر وهو يخنقه , وزاد ضحكه لمن صرخ ماهر بتوجع لمن عضته غدي اللي حسبته بيذبح عدنان من جد , هرش ماهر يده وقال : يالمسعوووووووووورة ..
                      وراح يجري وراها وهي شاردة , مروا من عند سلافة اللي رمتهم بنظرة استخفاف قبل ما تأشر على المكان اللي اختفوا فيه وهي تقول بصوت نحيف : هذا واحد بيتزوج بعد 62 يوم ..
                      تغير وجه سامر لمن سمع الرقم المحسوب بدقة وذكر نفسه إنه هذا نفس الرقم اللي بيكون بعده زواجه من وسام , ضحكوا على كلامها وطريقة إلقاؤه وزاد ضحكهم لمن أشر خالد على سامر وهو يقول بحماس : لا يفوتكم وجه سامر ..
                      انقطعت ضحكاتهم لمن قال ماهر ببرود : أشوف الكل يتكلم كإنه موضوع زواجي محسوم ..
                      سكت الكل وكسى الوجوم وجوههم خاصة عبد الكريم اللي قطب حواجبه وهو يطالع الأرض بصمت , قالت حنان بتردد : ولدي إنت ما بتكسر فرحتنا بكم ..
                      قال سامر يطمنها بثقة : أمي ما عليك من كلامه , هو وعدني لو طلعت النتيجة توافق وأصر جدي يزوجني معاه بيراجع أريج ..
                      قال عدنان باستنكار : بترجعها عشان تتزوج مع سامر في يوم واحد ..
                      هز أكتافه ببرود واستهتار وقال : على الأقل يكون عندي سبب عشان ما أتمم الطلاق ..
                      حمحم عبد الكريم وقال وهو يقوم : اتبعوني على المكتب ..
                      ابتسمت حنان بلطف وهي تتأمله باحترام , كانت عارفه إنه قام لأنه مايقدر يقول يا حريم إخلوا الجو للرجال عشان يتفاهمون , قام خالد وعدنان وقال سامر وهو يحرك حواجبه : جاك الموووووووووت ياتارك الصلاة ..
                      هز ماهر أكتافه بلا اهتمام وقال وهو ينزل معاهم لمكتب أبوهم : عادي , ما عاد تفرق معي ..
                      وتوقفوا لمن وصلهم صوت أذان العشاء , لف خالد على ماهر وقال : أهبووووووووووو , قاري على نفسك إنت ..
                      ضحك ماهر وقال : ربي يحبني ..
                      وتحرك بحماس لغرفته وهو يقول : بأروح أتوضأ ..
                      تبادلوا النظرات وتحركوا بعدها , طلع عدنان يجيب شماغه ونزل سامر وخالد , توجه سامر لغرفته وهو يخرج الورقة من الظرف ويقرأها و تحرك خالد لأبوه في المكتب عشان يقوله إنهم بيصلون ويناقشون موضوع ماهر براحة بعد الصلاة ...


                      **************************
                      صباح يوم السبت 27 / 10 / 1427ه :
                      مستشفى الولادة في جدة :

                      عند الاستقبال اللي كان واقف عنده قبل خمس أيام مرت عليه كخمس أشهر من طولها نفث الهواء من بين شفايفه وهو يحاول يهدي نفسه وهو يشوف المسؤول يدور بين الملفات , التفت ليمينه لمن حس بيد على كتفه , ابتسم بتوتر لحسان ..
                      : تفضل يا شيخ , ..
                      التفت بسرعة وحس بمشاعر متضاربة وهو يشوف الظرف الملون الممدود اللي كتب عليه بخط عريض ( شهادة توافق ) , مد يده وتناول الظرف وهو يقول : الله يبارك في عمرك ..
                      ابتسم ولف على حسان اللي اندفع وضمه وهو يقول : ألف مبروووووووك ..
                      طبطب عبد الإله على ظهره وهو يتنفس براحة , ولمن بعد عنه تحركوا خارجين وهو يخرج الشهادة , ابتسم لمن شاف اسم المخطوبة المكتوب تحت اسمه , ناول الورقة لحسان اللي اتصل على جدته أول , ولمن سمع صوتها قال : مبرووووووك عليك يا جدة العريس والعروسة ..
                      وضحك وقال : والله توافق ..
                      ورجع ضحك وقال : جده عيب بلحيتي و شواربي تقولين أكذب عليك , والله توافق ..
                      وصك الجوال وقال وهو يلتفت لعبد الإله : تقول ما أصدق إلا لمن أشوف الورقة , مارضيت تبارك ..
                      قهقه عبد الإله وقال : عمري ما شفت وحده خوافة ومتشائمة زي جده حمده , اللي يسمعها وهي تبغى الورقة أول يقول إنها تعرف تقرأ ..
                      قال حسان وهو يرجع الشهادة للظرف : هي لا شافت هالقلوب والورد بتعرف إنه توافق ..
                      طالع لعبد الإله من فوق السيارة وقال بحماس وهو يفتح باب سيارة : أبو رحم ..
                      ضحك عبد الإله وقال وهو يفتح الباب المجاور للسائق وهو يقول : سم ..
                      قال : لا بس أجرب اللقب الجديد ..
                      ودخلوا السيارة , رن جوال حسان , قطب وقال : يووووو ..
                      ورفع الجوال وقال : هلا وال ...
                      وسكت لمن طلع صوت جاسم العالي من الجوال وهو يصرخ : يالنذل , ليه ما خبرتنيييييييييييييييييي ..
                      ضحك وقال : أهبوووووووووو مسسسسسسسرع ماجاك الخبر توني خارج من المستشفى وداخل السيارة و ..
                      لف على عبد الإله وقال : صك في وجهي ..
                      رن جوال عبد الإله , ضحك عبد الإله لمن ميز النغمة , رفع الجوال وقال : هلا بو أحمد , الله يبارك في ..
                      ضاربه حسان وسحب منه الجوال وقال بعصبية : والله ما النذل غيرك , مردووووووووووده يال#### , يال ##### تصك الخط في وجهي ..
                      قهقه عبد الإله وقال وهو يستمع لمضاربتهم : عصب أبو علي ..
                      وزاد ضحكه لمن صك حسان الخط وهو يقول بحماس : رديتها فيه ..
                      ثواني ورجع جوال عبد الإله يرن وحسان يعطيه مشغول كل ما رن قبل ما يخليه يكمل الرنه , سحب عبد الإله جواله وقال : خليك في السواقة , لا عصبت إنت وهالجاسم , شي ...
                      ورجع رد على جاسم وهو يضحك على توعد جاسم ...
                      خلى حسان يحطه في البيت وأعطاه الظرف عشان يوريه جدته وهو منحرج إنه يروح بنفسه عشان يودي الظرف , دقائق وكان حسان جنب حمده وهو يناولها الشهادة , طالعت فيها وهي تصغر عيونها , ابتسم وقال وهو يقلبها : جده ماسكتها بالمقلوب ..
                      قالت بحدة : أعرف ..
                      ورجعت طالعت في الظلاسم اللي قدامها قبل ما تقول : إقرأ ..
                      ابتسمت نورة وهي تتأملهم بسعادة , ونطت الخنساء وراهم وقالت وهي تدخل راسها بينهم : جده أنا أقرأها ...
                      وبدأت تقرأ مضمونها وحمده تهز راسها بتفهم وأخير قالت : الله يتمم لهم على خير يارب ..
                      ولفت على مسفعها ومسكت طرفه المعقود فكت العقده وخرجت منه فلوس , سحبت منها خمسين ريال وناولتها له وقالت : جيب لي من هالباقات اللي فيها ورود ..
                      ابتسم حسان وهو يتناول الخمسين لكنها رجعت سحبتها وناولته 100 ريال وهي تقول : وهات من هالكيكات اللي يحبونها وأكتب وجدتك حمده ..
                      ضحكوا لمن قال حسان : يا حيييييييييييييييي , حمده الرومانسية ..
                      ونغز خصرها وهو يقول : من متى هالحركتات , ترى ما نقدر إحنا ...
                      انتفضت بقوة صرخت بعصبية وهي تضربه : ويعللللللللللك , كم مرة قلتلك لا تنغز يعل ينزغون عدوينك ..
                      قهقه وقال وهو يحرك حواجبه ويمد سبابته لخصرها بتهديد : ليه ما تحبين أحد ...
                      قاطعته بتحذير حاد وهي تبعد : حسانووووووو , بالعصا ..
                      قالت نورة : حسان , سيبك جدتك في حالها ..
                      : اش فيكم ؟؟
                      طالعوا كلهم لسفانة الواقفة عند الباب واثار النوم على وجهها , نطت الخنساء من فوق السرير من بين جدتها وحسان وهي تصرخ : توافق ..
                      طالعت فيهم سفانة بحيرة وعدم فهم , ولمن ضمتها بقوة وهي تقول : مبرووووووووووووووووووووك ..
                      فهمت الموضوع , طالعت فيهم بصمت وهي مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , أشر حسان على وجهها وقال : نفس التعابير اللي على وجه خطيبها ..
                      حمرت خدودها من الخجل لمن ضحكوا عليها , وشردت لغرفتها , قالت حمده : تعالي نسلم علييييييييييك ..
                      وضربت يدينها وهي تقول : شردت البنية ..
                      ولفت على حسان وضربته وهي تقول : كله منك ..
                      حك كتفه وقال : اح , وأنا اش لي ؟؟
                      وقام وسلم على المية وقال وهو يدخلها في جيب ثوبه : يلا نشوفكم إن شاء الله , شكرا على الهدية يا جده ..
                      وتحرك خارج وهو يسمع توعدات حمده لو لهف المية وما جاب لها اللي طلبته منها ..
                      قامت نورة وراحت تلحق ببنتها عشان تبارك لها وتجيبها لجدتها اللي مانامت الليل لأيام من كثر ما تفكر بالنتيجة ...


                      *************************


                      : النتيجة إيجابية , عنود يا دب النتيجة توافق ..
                      شهقت العنود وفتحت عيونها على اتساعها وهي تفز من سريرها , بعدت اللحاف وهي تهتف : نتيجة سفانة توافق !!! ..
                      هزت الهنوف راسها وهي تقول بابتسامة فرح : إيوه توافق , توها عمتي نورة اتصلت وخبرتني ...
                      تحركت بسرعة وشالت جوالها وشنطتها , قالت الهنوف بحيرة : اش تسوين ؟؟
                      قالت وهي تتحرك خارجة من الغرفة : بأروح لها ...
                      شهقت وقالت وهي تلحقها : استنينيييييييييييييييييي ...
                      ابتسمت هدى لمن شافت العنود خارجة ببجامتها وقالت : مبرو .... على وين ؟؟
                      سألت سؤالها بحيرة لمن شافت العنود تسحب عبايتها , لفت العنود عليها وقالت بوجه تملأه تعابير غريبة : بأروح بيت جده , بأروح أبارك لسفانة ...
                      لمن شافت هدى الرجفة اللي في يدين العنود ابتسمت وقالت بلطف وهي تقوم وتربت على كتفها : سلمي على عمتك نورة وباركيلها عني ..
                      لبست العنود عبايتها وهي مهي عارفه بإيش تفكر , ركبت السيارة ودقائق كانت عند باب الفيلا , تحركت بسرعة ودقت الجرس بإلحاح , أول ما انفتح الباب وطل وجه الخنساء دخلت وسألت وهي تبعد طرحتها : وين ...
                      واختنق سؤالها لمن شافتها عند عتبة باب غرفة حمده , طالعت فيها سفانة بعيون لامعة من أثر الدموع اللي بدأت تتجمع فيها , شهقت العنود شهقة بكاء مكتوم و جريت لها وضمتها وهي تغمض عيونها بقوة عشان تمنع دموعها وهي تهمس : ألف ألف ألف مبروووووووك ..
                      وأول ماسمعت شهقة البكاء اللي طلعت من أعماق سفانة تركت لدموعها العنان ..
                      لمن شافت حمده منظرهم قالت : ياسيادي , اش جايبك مع ظهر الله , والله اللي يشوفكم يقول مات لكم أحد ..
                      سحبتهم الخنساء بعيد عن الباب ودخلتهم وقالت بصوت مخنوق : هي إنتي وهي مسوين فيلم هندي , خطبة مو عزاء ..
                      تشبثت سفانة بالعنود أكثر وهي تنشج نشيج صامت , ضمتها العنود و بدأت تصيح من قلبها , قالت حمده بعصبية : بس إنت واياها ..
                      ابتسمت الهنوف وقالت وهي تفك طرحتها وتسلم على جدتها : جده خليهم براحتهم ..
                      حاولت الخنساء تجلسهم وهي تقول : بنات خلاص , ماصارت خطبة هذه ..
                      لكنهم ما تحركوا من مكانهم , نورة اللي دخلت وشافتهم ضامات بعض ويصيحون شهقت وهي تقول : بسم الله إش فيكم ؟؟
                      وتحركت لسفانة المرتمية على صدر العنود وهي لافه ذراعينها على خصرها وبعدتهم وهي تقول : بنات ..
                      لكن العنود كانت تشبثت أكثر بسفانة وهي تهز راسها بلا وهي تهمس : خلينا يا عمه ..
                      ورجعت تصيح أكثر وهي تحس بدموع سفانة الساخنة على نحرها , التمعت الدموع في عيون نورة وهي تقول : عنيد , سفانة قلبي خلاص ..
                      مسحت الخنساء دموعها وهي تضحك وتقول : حولوه مأتم ..
                      قالت حمده بصوت مخنوق وهي تمثل العصبية : أنا أسمي هالشي هباله , اش له داعي الصياح دحين ..
                      ورفعت طرف مسفعها ومسحت أطراف عيونها وهي تكمل : هبالة ..
                      قهقهت الهنوف وقالت : طيب ليش تصيحين يا جده ؟؟
                      ضحكت العنود من بين دموعها ومسحت على شعر سفانة ولمن تذكرت إنها ما حتحس بالمسحة عليه مسدت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : سفسف ..
                      مارفعت سفانة راسها عن صدر العنود وهي تشهق من كثر البكى , رفعت العنود راسها لعمتها وقالت بابتسامة : تشعثرنا ..
                      وارتجفت شفايفها وقالت : كإننا حبوب كيرم واتفرقنا بضربة ..
                      ضحكت عمتها على التشبيه وقالت وهي تربت كتفها : هذي سنة الحياة يا قلبي ..
                      قالت الخنساء : أجل أنا اش أقول ؟؟ اللي بتختفون عني كلكم مرة وحده , صدق دبب , الهنوف والعنود وسفانة مرة وحده ..
                      قالت حمده بعصبية : قولي ماشاء الله عن تحسدينهم يصير فيهم شي ..
                      ولفت على نورة وقالت : لا تخبرون الناس دحين يحسدونهم ..
                      ضحكت نورة وقالت : أمي , على إيش يحسدون ؟؟
                      قالت بصوت مخنوق : مو هم من عرفوا إنه وليدي ملك بنتينه في يوم واحد ماتت وحده فيهم في عرسها ..
                      قالت نورة بلطف : يمه هذا قضاء وقدر ..
                      زمت شفايفها اللي تجعدت أكثر و قالت بغيض : نص قبورنا عيوننا ..
                      قالت الهنوف برقة وهي تجلس جنب جدتها : جده حبيبتي الواحد يقرأ الأذكار ويتوكل ..
                      همهت بعدم اهتمام ولفت على سفانة والعنود وقالت بعصبية : خلاص , بس إنت واياها ..
                      ضحكوا وبعدوا عن بعض وهم يمسحون عيونهم , طالعت العنود في سفانة بابتسامة مغتصبة , ضحكت سفانة ومدت يدها تمسح رموش العنود الملتصقة من أثر الدموع وهمست : شكرا ..
                      تغيرت تعابير العنود فدنقت راسها وسندته على كتف سفانة ورجعت تصيح , ضمتها سفانة فقالت حمده : رجعنا لطير ياللي , بعدوا عني ...
                      وبدأت محاولاتها الثقيلة عشان تقوم من السرير وهي تتلفت حولينها تدور على عصايتها وهي تكمل : أنا أعرف كيف أطلع هالدميعات من عينكم يا المعبرات ..
                      بعدت العنود عن سفانة وتحركت بسرعة وجثت قدام سرير جدتها ودفنت راسها في حضن جدتها وهي تقول بصوت باكي : ما نبغى نسيبك , سفانة بتروح الرياض وأنا بأروح الشرقية , ما أبغى أروح الدمام , أنا ما أحب الحي الثاني خلي عاد مدينة ثانية ..
                      تغيرت ملامح حمده واكتست بحزن لكنها بعدت العنود عنها بخشونة وهي تقول بصوت يحمل نبرات البكاء اللي جاهدت عشان تمنعه : قومي عني , أصلا هذي الساعة المباركة اللي تفكوني فيها من رجتكم , طول ليلي وأنا أدعي إنه ربي يفكني من خلقتكم و ..
                      رجعت حطت يدينها على راسه العنود وضمتها وهي تقول بصوت حزين : والله كنت أبغاكم تروحون بس مو مع بعضكم كذا ومكان بعيد كمان , خلاص البقية ما بأدعيلهم بالجواز ...
                      قالت الخنساء وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلام , تدعين لي زي ما دعيتيلهم مالي دخل ...
                      ضحك الكل لمن بعدت حمده يمناها عن راس العنود وقالت وهي تتلفت : عصاتي ويييييين ؟؟ اي يالمعبرة إي والله يا لمعبرة يا قليلة الميز , تبغين الجواز ياللي ما تستحين ..
                      ضحكت العنود , و همست بداخلها لمن حست بافتقاد عميق ~ هي الدنيا كذا يا بندوري , هي كذا يا قلبي , حزن وفرح , مافي شي يستمر على حاله , ليتك هنا , ليتك هنا تضحكين وتسمعين أخبارنا , ليتك هنا , لا تخافين إنتي بقلبي دوم ~ غمضت عيونها وهي مستمتعة لأقصى حد بدفء يسرى جدتها اللي استشعرتها , دفء مختلط بريحة الحنا اللي ما تفارق يدينها إلا نادرا وهمست بداخلها بألم ~ ياربي كيف بأقدر على فراق هالعجوز , ياربي كيف بأتحمل الغربة في الدمام ~ ...


                      *************************

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...