رواية عندما عبروا حدود الظلام ...كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحلى من الحلا
    عضو فضي
    • Aug 2007
    • 539

    #81
    في بيت صالح :

    على صوت رنة جوالها فتحت ريم عيونها اللي تحسها حارة من كثر السخونة بصعوبة شديدة وقالت لنفسها ~ هانت يا ريم كلها ساعة ونص وتروحين تاخذين إبرة المضاد الثانية , ياربييييييييييييييي كيف راس يعورني ~ رفعت جوالها , هذي سابع مرة يدق هالرقم عليها , هي ما ترد على أرقام غريبة لكن إذا تكرر كذا مرة ترد , ضغطت السماعة وقالت بصوتها المخنوق : نعم ...
    ولمن ماسمعت صوت قالت بصوت أعلى : ألووووووو ...
    : بعد بكرة راجع لفرنسا ..
    قامت من سدحتها وفركت عيونها بتعب وهي تقول : نعم , مين معايا ؟؟
    وصلتها زفرته وهو يقول : عبد الرزاق ...
    فتحت عيونها على إتساعها لمن سمعت الاسم وميزت الصوت ولحظتها استوعبت جملته الأولى , قال على طول : أنا اتصلت عشان أقولك إني مسافر لليون بعد بكرة وكنت أبغى أستسمح منك قبل ما أسافر ..
    سكتت وهي تحس بتضارب المشاعر اللي كانت تحسه في المدينة يرجع لها من جديد ~ ياربي ليش متصل علي ومهتم بزعلي ؟؟ يا خبلة عشان حركته وقحة وكبيرة كمان , يمسك يدي لا , ما أسمح له أبدا , بسسسسسسس يمكن عشان هو متعود في فرنسا إن , ريم خليك عاقلة , في فرنسا ولا لا الغلط غلط ~ ما قدرت ترد عليه وفي نفس الوقت استحت تقفل الخط في وجهه بحكم إنه متصل يعتذر , همس بتردد : ريم ..
    غمضت عيونها بتعب وقالت بهدوء : خير , مو خلاص قلت اللي عندك ..
    ساد صمت خلى قلبها يخفق بشكل غريب قبل ما يقطعه عبد الرزاق وهو يقول : توصين شي قبل ما أسافر ..
    الناس تقول عادة ( سلامتك ) لكن هي اش بتقول , التزمت الصمت للحظة قبل ما تقول : الله يسهل لك ..
    : still mad from me ؟؟ أقصد لسه زعلانه مني ؟؟
    ~ لا تطولها وهي قصيرة عشان ما أصك الخط في وجهك ~ كتمت هذا كله بداخلها وقالت : لا و مع السلامة ..
    وقبل ما تصك رجعت قالت : ولا عاد تتصل , ترى ما يجوز إنه الولد يتصل على بنت ويكلمها في غير الضرورة حتى لو كانت بنت عمه ..
    وصكت الخط ورمت الجوال بعيد عنها وطالعت فيه بصمت مناقض لاضطرابات قلبها , كانت تحس بشعور غريب يغمرها , شعور أشبه بالحلم اللي تفوق منه و إنت لسه تحت تأثير أحداثه الغريبة الحلوة , غطت وجهها وهي تستغفر وتحاملت على نفسها وقامت رغم تعبها , خرجت من الغرفة و راحت للحمام , غسلت وجهها و توضأت وراحت تصلي الفجر وهي تحاول تتناسى اللي صار , لكن طوال الصلاة كان عقلها يسترجع كلامه أو همسه , و تفاجأت من وسط أفكارها إنها وصلت للتشهد الأخير , اش قرأت في الركعة الأولى أو الركعة الثانية ما تتذكر , سلمت وهي تحس بدموعها تتسلل على خدودها , غطت وجهها وبكت بصمت وهي تصرخ ~ أتوسلك يارب تبعده عن عقلي , أتوسلك يارب ما أبغى أصير زي عهود , يا رب رحمتك ~ مسحت دموعها وعقابا لنفسها ولعقلها ولأفكارها ولشيطانها اللي كان يوزها بأفكار غريبة قامت وكبرت عشان تعيد الصلاة ..
    : ريم , تصلين ؟؟
    صرخة عهود فجعتها لكنها خلتها تنتبه لنفسها وتتذكر , شهقت ولفت على عهود وهي تقتطع صلاتها وقالت بصدمة : أووووووه نسيت ..
    وضحكت من قلبها , ضحكت عهود وخرجت من الغرفة وهي تقول بسخرية : لهالدرجة عقلك مو معاك , ولا عشان راح الوجع خلاص نسيتي ...
    ذابت ابتسامة ريم وجلست على سجادتها وهي غارقة في تفكير عميق فاقت منه وبدأت تقرأ أذكار الصباح ولمن انتهت منها خرجت تدور على أبوها عشان يوديها للمستشفى عشان تاخذ الإبرة , وهي متوجهة لغرفة أمها لقيت عهود قاعدة في المطبخ وتتكلم بهمس في جوالها , أول ما شافت ريم اللي أشرت لها مين تكلمين قالت : صحبتي , تبغين شي ؟؟؟...
    هزت ريم راسها بلا وتحركت , كانت تعرف إنه عهود تكلم واحد من الشباب الكثيرين اللي متعرفة عليهم , يبان على وجه البنت لمن تكلم صحبتها ولا تكلم واحد , قلبها وجعها أكثر , ما كانت عندها الجرأة اللي تخليها تناقش عهود بحزم أو تهددها لو ما وقفت أفعالها إنها تعلم أمها أو أبوها , كاتمة هذا كله في صدرها لأنها تستحي إنها تشرح للعنود أو سفانة اللي قاعدة تسويه عهود ...



    *************************



    شهقت وقالت : انا تجيني جلطة لا شفت الإبرة تبغيني أروح معاك عشان تضربين إبرتك ..
    وصلها صوت ريم الكسير وهي تترجى : الله يخليك عنيدي , والله ماعندي أحد يروح معايا , عهود تقول مافيها حيل وأمي تعبانة , مو معقولة أروح مع أبوية لوحدي ..
    زفرت وقالت وهي تبعد لحافها وتقوم : طيب ألبس عبايتي وأجيك ولا تمرين علي ..
    : دقايق وجايتك ..
    صكت العنود جوالها وتمغطت بتعب , وأول ماخرجت راحت لغرفة الهنوف , دقت الباب ودخلت وهي تقول : سلام على الحلوين ..
    ماردت عليها الهنوف المنسدحة ومتلحفة , تقدمت العنود وجلست وراها وهي معطيتها ظهرها وتطالع في اللامكان وقالت : هنوف بأروح مع ريمان المستشفى اش رايك تروحين معانا , يمكن نمر على مط ..
    : لا ..
    وسحبت لحافها وغطت وجهها أكثر وهي تقول بصوت مخنوق : أبغى أنام لو سمحتي ..
    حكت العنود شعرها وقالت : يعني طردة محترمة ...
    وقامت وتحركت خارجة وقبل ما تصك الباب قالت : هنوف مو لازم تضغطين على نفسك بالتفكير , اللي يريحك سويه و ماعليك من أحد ..
    وصكت الباب وراحت تلبس عبايتها , وهي نازلة شافت أمها جالسة في الصالة ومعاها أبوها يقرأ جرايد , قالت : صباح الخير على أحلى روميو وجوليت في السعودية ..
    نزل أبوها الجرايد وابتسم لها وهو يقول : هلا عنيدي ..
    وطالعت فيها أمها بنظرات مستغربة وهي تقول : على وين ست عنود ؟؟
    ضحكت لمن تذكرت إنها ما استأذنت منهم وقالت : ريمان تبغى تروح المستشفى عشان إبرتها وتبغاني أروح معاها ..
    ابتسم أبوها لمن قالت هدى بحدة : وخارجة بدون استئذان ؟؟
    لفت طرحتها وقالت : نسيت ..
    وقامت بسرعة لمن سمعت صوت البوري وقالت : أهم جووا , مع السلامة ..
    وهي خارجة بسرعة سمعت أبوها يقول : تراك لسه ما استأذنتي ..
    وقفت وقالت من مكانها : أنا رايحة مع ريم ممكن !!..
    ولمن وصلها ضحكهم مختلط بصوت جوالها خرجت وهي تقول : مع السلامة ..
    فتحت باب السيارة اللي ورى وجلست وهي تقول : السلام عليكم ..
    وصكت الباب ودخلت راسها بين المقعدين وهي تقول : كيف حالك عم ...
    بلعت باقي حروفها لمن انتبهت إن اللي جالس مكان السواق مو عمها صالح و رجعت على ورى وغاصت في المقعد وهي تحس بخجل فضيع , ضحكت ريم من قلبها وهي تقول : ليه ساعة أدق عليك بأقولك اللي بيوصلنا عبد الرحمن مو أبويه ..
    دخلت يدها من ورى المقعد وقرصت ريم بقوة , ابتسم عبد الرحمن وقال : كيف حالك عنيد ؟؟
    لفت العنود بوزها عازمة على الصمت وفي النهاية فتحت شويه من فمها وقالت بضيق حاولت تخبيه : الحمد لله ..
    قال يمازحها : كل مالك تطولين ..
    قالت بضيق : قول ما شاء الله ..
    ضحك وقال : ما شاء الله ..
    كانت تكره نبرة صوته الملتوية واللي كل ما سمعتها تسمع صوت خفي بين طياتها يصرخ (( أنا مغزلجي صايع )) , انكمشت في مقعدها ولفت وجهها للقزاز لمن سمعته يتكلم مع ريم , كانت تحس قلبها يضرب زي الطبول بداخلها , ما تتذكر متى اخر مرة ركبت معاه السيارة أو متى احتكت فيه اخر مرة , من تغطت عنه تجنبت أي شي ممكن يرتبط به ..
    : عنيد ..
    لفت بوزها والتزمت الصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لا تناديني بهالطريقة يالحمار , انا لو دريت إنك إنت اللي بتوصلنا ماكان جيت ~
    : عنيد , جهزتوا كل أشياء الزواج ؟؟..
    : .....................
    استغربت ريم صمت العنود , كانت العنود تحس بغليان بداخل صدرها ~ كيف يكلمني بهالعفوية وبهالطريقة , ناسي سواد وجهه , والله أتحدى إذا ناسي ~
    كانت كل مرة تشوفه فيها أو تسمع صوته أو حتى اسمه تتذكر أفعاله بها قبل 17 سنة وهي بنت 7 سنين , هي صح كانت صغيرة لكنها تتذكرها كإنها أمس لمن تشوفه , الكل كان يستغرب كرهها له وسبها الغير طبيعي لمن تجي سيرته ~ الله يعينك عليه يا بندري , الله يعينك عليه , أكرهه ~
    لمن توقفت السيارة عن باب الطوارئ فتحت الباب بتخرج و اتصنمت لمن لف عليها وناولها ورقة وهو يقول : هذي ورقة الإبرة أعطيها للممرضة على بال ما أروح أدفع سعر الإبرة ..
    مسكت الورقة من طرفها وسحبتها وخرجت بسرعة وهي تحس بمغص فضيع في بطنها , ساعدت ريم اللي زادت السخونة عليها ودخلتها لطوارئ النساء , جلست جنبها ولمن جات الممرضة ومعاها الإبرة , غمضت العنود عيونها بكل قوتها ..
    : عنيدي خلاص ..
    لمن شافت الإبرة في ذراع ريم مسحت العرق عن جبينها ويدينها وابتسمت ابتسامة صفراء , ضحكت الممرضة الفلبينية وقالت : إنتي ليه في كوووف ؟؟ هزا إبرة مو هقي إنتي ..
    قالت العنود : أي إبرة تعرق بي مو شرط تكون لي ..
    : عنيد ..
    قامت على مضض وغطت وجهها وخرجت من الغرفة , مد لها إيصال الدفع وفتح فمه بيقول شي , لكنها ما أعطته فرصة سحبت الورقة ودخلت بسرعة و ناولتها للممرضة , جلست جنب ريم وعقلها غصب عنها يسترجع ذكرى لمساته المقززة و ....
    هزت راسها بسرعة ما تبغى تتعمق في ذكريتها القديمة أكثر , سألتها ريم وهي تفرك عيونها بتعب : كيف البيت بعد ماراحت رنود ؟؟ ..
    ابتسمت العنود وقالت : هادي , بس بيني وبينك , أزهارو الضعيفة هي اللي بترتاح مع سفر الجوهرة , اسم إن الجوهرة ماهي مخليتها تتهنى بقعدة ..
    ابتسمت ريم وقالت : ما أدري اش فيها على أزهار مع إنها حبوبة ..
    ابتسمت العنود وقالت وهي تهز أكتافها وتجلس جنبها : الأرواح جنود مجندة ..
    وزفرت بطفش وقالت : لا وتخيلي كمان , رزوق بعد بكرة رايح و الدب بندر كلها كم يوم و رايحة يعني ما بيقعد غيري وغير خيال الماته ..
    ضحكت ريم من قلبها وقالت : حرام عليك تسمينها خيال الماته ..
    قالت العنود : والله من جد , لا تهش ولا تنش , إذا سألتيها جاوبت لكن تفتح هي موضوع ولا تسوي ربشة وجو أبدا , البنت حالها حال نفسها ..
    نزلت ريم كم بلوزتها اللي شمرته وقامت وهي تسأل : اش سوت لمن دريت عن اللي صار لحسان ؟؟
    زفرت العنود وقالت وهي تقوم وتعدل عبايتها : ولا شي , صاحت شوية لمن خبرها جاسم بالموضوع ولمن رجعنا البيت التزمت غرفتها , حاولت فيها نروح المستشفى لكنها رفضت قلت خليها براحتها يمكن تبغى ترتاح شويه ..
    قالت ريم وهي تحط يدينها على خدودها : يا فششششششلة وأنا من دريت باللي صار نطيت مع عمتي نورة والبنات , دحين اش بيقولون ؟؟
    ضحكت العنود وقالت وهي تمسك يدها تخرجها من الغرفة : عاد إنتي وحسان شي ثاني , يعني لو نطيتي عليه تتحمدين له بالسلامة ما أظن أحد يستنكر ..
    قالت بإحباط : والله من جد مستحية , أخاف إني زودتها , يعني لو درت الهنوف يمكن ...
    ضربتها العنود على كتفها وهي تقول بمرح : بنت بلا بلاهة , أنا إن شاء الله بكرة بأروح حتى لو ماراحت هنوف , هذا حسونه حبيب الشعب مو أي أحد , وبجيب معايا باقة ورد ولا علبة شوكلاطة ..
    كتمت بقية الكلام لمن شافته ينتظرهم ونزلت الغطى على نقابها ومشيت بصمت جنب ريم اللي قالت : مشكورة يا عريس , تعبناك معانا ..
    ابتسم وقال وهو يتقدمهم : ولو , مادام ماعندنا شي ليش مانخدمكم ..
    طالعت فيه العنود وهي تحاول قد ماتقدر تتجاهل كرهها له وتحاول تستسيغه عشان أختها , كان أطول وأسمر من عبد الإله و أقل وسامة منه لكن الشي اللي يميزه أكثر شي هو اهتمامه الكبير بأناقته , مايلبس إلا أغلى الماركات ودايم مطقم ملابسه مع الجزمة و الكاب , ~ الله يعينك يا بندري , الله يعينك ~
    سحبت ريم يدها وهي تقول : اح , اش هذا , عورتيني , أظافيرك طويلة ..
    طالعت العنود في أظافيرها وابتسمت وهي تقول : لزوم الشياكة , مطولتها عشان فرح بندوري ..
    قالت ريم : ياختي ركبي أظافير بدل ماتطولينها بهالشكل , ما يجوز تطولينها كذا , بعدين عشان النظافة ..
    قالت العنود باستنكار : لا أنا ما طولتها أكثر من 40 يوم , أكثر من أربعين يوم ما يجوز بعدين يالفالحة تركيب الأظافير هو اللي ما يجوز ..
    لفت عليها ريم وسألت بتعجب : والله ؟؟ أول مرة أسمع بهالشي ..
    ابتسمت العنود وقالت : حتى أنا , مو لمن راحوا الجوهرة والهنوف عشان يحجزون الكوفيرة للبندري أيام إضرابي رفضت البندري العرض اللي فيه تركيب رموش و أظافر لأنها ما تجوز وتضاربت الجوهرة معاها ذاك اليوم لمن رجعوا وأصرت البندري على موقفها وحلفت ماتسوي أي شي ماتعرف هل هو حلال ولا لا والحمد لله الجوهرة صبت كل غضبها على أزهار وسبت ولعنت فيها وهي تقول إنها أكيد اللي معبية راس البندري وتصدقين أشوى إني مسوية إضراب ولا كان تلاسنت معاها ليش حاطة دوبها دوب الضعيفة أزهار ..
    ولمن وصلوا السيارة إلتزمت الصمت إلين وصلوا بيتها , ودعت ريم وخرجت , فتحت لها سيتي الباب , رمت عبايتها وطرحتها على الأرض وجريت للدرج وهي تقول : معليش مدينة والله تعبانة أبغى أنام ...
    وطلعت لغرفتها وهي تسمع همهمة سيتي اللي تعصب لمن تناديها مدينة , كان المكان هادي جدا , دخلت غرفتها وصكت الباب وهي مستمتعة بالظلام والبرودة المنبعثة من المكيف , رمت شنطتها على الكومدينه و رمت نفسها على السرير و تلحفت بلحافها وهي تضحك من شدة فرحتها بالسرير والراحة , دقايق من التفكير الغير مستقر على فكرة واحدة غاصت بعده في نوم عمييييييييق ...



    ************************


    قبل هذا الوقت بساعة :

    غمضت عيونها تحاول تسيطر على موجة الغثيان و الدوخه اللي صايبتها من فترة وفتحتها بإرهاق وهي تقول : جاسم قوم ..
    كان زي الصخرة ما يتحرك , لا صلاة فجر قام لها ولا حتى عمله دحين مو راضي يقوم له , زفرت بتعب و انسدحت تحاول تسيطر على التعب الغريب اللي يفتك بجسمها ~ هل هذا كله وحام الشهور الأولى من الحمل ؟؟ ما أظن , هالحاله جاتني كذا مرة قبل الحمل ~ واستعادت ذاكرتها أول مرة حست فيها بهالشعور المتعب المهلك , كان في ماليزيا في الحديقة ذاك اليوم اللي تضاربت فيه مع جاسم بعد ما عرفت بموضوع حمل البندري , انقلبت على جنبها وهي تحس بوجعها يزيد , ثقل غرييييييييب في قلبها وجسمها , طالعت في الساعة الصغيرة المركزة على الكومدينه واللي كانت تشير للساعة 7 وهي تقول بداخلها ~ لازم أقومه , عمله بيروح عليه , حيبهذلني لو غاب عن العمل , لازم أقومه , لازم أق .. و .. م ... ~ غمضت عيونها بتعب وفتحتها بسرعة , أول ماشافت الساعة تشير ل 9 شهقت بقوة وفزت من نومها ولفت عليه وهزته بقوة وهي تقول بفجعة : جاسم , جاسم الساعة تسعة , جاسم ..
    فتح عيونه دفعة وحدة لمن سمع الرقم وفز وهو يقول : تسعة ..
    قالت بتلعثم : راحت عليه نومه و ...
    لف عليها وصرخ بعصبية وهو يبعد اللحاف ويتحرك للحمام : ليه ما عايرتي الساعة يا هانم إذا إنك مايته على النوم كذا ؟؟
    ودخل الحمام وصفق بابه بكل قوته , قامت أزهار بتجهز أشياؤه و انصدمت لمن حطت رجولها على الأرض وحستها ذايبه لدرجة ما صدقت إنها واقفه عليها , استندت على السرير بتعب وهي تهمس : رحمتك يا رب , استغفر الله العظيم ..
    استعاذت من الشيطان وتحركت في نفس اللحظة اللي خرج فيها , قال بعصبية : ارجعي نامي ..
    وأخذ بذلته ومحفظته وجواله وسحب مفتاحه من التسريحة وخرج وصك باب الغرفة بكل قوته , زفرت بتعب وقالت : فكه ..
    ورجعت للسرير و انسدحت وهي تحس بمشاعر غريبة ..



    *****************************


    الساعة 12 الظهر :
    في الروضة :

    أي نعم تحب الأطفال وبراءتهم وعالمهم الجميل , تحب تحتك فيهم وتتعلم منهم طيبة روحهم زي ماهم يتعلمون منها الكثير , تحب تزرع فيهم كل شي صالح وحلو يفيدهم في حياتهم ويكون بصمتها في هالحياة لكن ..
    : الغياب يخصم منكم 50 ريال , مخالفات الملابس والتأخير الصباحي يخصم 30 ريال و شوفوا أنا من دحين أقولكم أهم شي عندي هو إبداعكم في لوحات الإعلان وتنظيمكم لفصولكم , واللي أوله شرط اخره نور , أي شي يتخرب في الفصل أو يحتاج تصليح إنتم اللي حتدفعون فلوسه وحينخصم من راتبكم , كل اللي تحت يدينكم عهدة ..
    زفرت مشاعل ولفت وجهها تطالع لساحة الألعاب المواجهة لغرفة المديرة المقززة ~ يا لله بدأنا التعب والكرف والمحاضرات اللي مالها أول ولا اخر , انا اش اللي مضطرني أشتغل في مدرسة أهليه , مو كل الراتب 1500 لو خصمتي منها سعر الباص و كل هالأشياء اللي انذكرت وممكن تصير كم بيبقى , أففففففففففففففففف ~ ..
    : بعض ناس مسرحة كإنه مو عاجبها اللي قاعد ينقال ..
    لفت مشاعل وابتسمت للمديرة بصمت , كانت تعرف إن المديرة تستنى منها أقل شي عشان تفصلها من المدرسة , لكن شهادات التقدير اللي حصلت عليها بعد الله بجهد وخبرة خمس سنين تمنعها من طردها باعتبارها مدرسة تمهيدي قديرة ..
    قالت المديرة : النوبة حتتوزع عليكم وحيتعلق الجدول بكرة مع سير منهج التعليمي , وبكرة كمان أبغى منكم تفاعل أكثر مع الأطفال , وياليت تجيبون معاكم أفكار عن ألعاب مسلية ممكن يقضون وقتهم فيها و و و ......
    سرحت مشاعل بأفكارها عن هالمحاضرة اللي حفظتها من كثر ماتسمعها لسنوات وتوجهت بها للبيت ولأخوانها واش ممكن سووا بعد ما أعطوا ناصر الأوراق , مشكلة أبوها ما وقع أخوه على ورقة بشهود على استلامه لكل المبالغ بعد بيعه لنصيبه من الأرض , كم مرة حذرته وطلبت منه يوقعه على ورقه بشهود لن أبوها كان رغم حزمه وشدته طيب ويحسن الظن في الناس , هل كان حيتخيل إنه لمن يموت بيجي أخوه اللي قبض كل حقوقه ويطالب أبناؤه بحقوق وهمية وهو مهو مهتم بكونهم أيتام بلا بيت ملك و عايشين في شقة بالإيجار , ناصر اش دخله في الموضوع ولا بس لأنه صادف وكان نازل للديرة , أصلا ليش ينزل الديرة في هالوقت , زوجته ماكانت في السيارة , هل بيسيبها لوحدها وينزل ولا هي في الديرة ونازل عشان يجيبها و ....
    انصدمت لمن لقيت أفكارها تتحول لناصر وزوجته , لفت واستمعت للمديرة اللي حست كلامها مستساغ أكثر من تفكيرها العقيم في ناصر اللي صار إنسان أجنبي عنها , لازم تعيش حياتها , لازم تعيش حياة جديدة بلا ............ ناصر ..



    ******************************


    في الرياض الساعة 2.30 :
    بعد الغداء في بيت عبد العزيز :

    فتح عيونه على اخرها وفز من مكانه وهو يصرخ غصب عنه : إيش ؟؟
    الكل طالع فيه بصدمة , ونزل عبد العزيز فنجان الشاهي اللي كان رافعه لفمه لمن كمل صقر صراخه وهو يقول : أكيد تمزحووووووووون ..
    وقال بحزم : اصبر خلينا نفهم الموضوع ..
    حطت أريام يدها موضع قلبها وهي تطالع في صقر المصدوم بخوف , قالت أمه ببرود وهي تحرك يدها بلا اهتمام وباليد الثانية ترفع فنجانها : منت مصدق إسأل بنت عمتك ..
    نقل نظراته بينهم وهو يحاول يستوعب اللي انقال , لف على أبوه وسأل : أبويه , من متى سحر راضعة من وفاء ؟؟ من متى ؟؟
    لف أبوه على زوجته وقال : عاليه متأكده من اللي تقولينه , أنا أول مره أسمع به ..
    قالت عاليه ببرود : مو حضرتك إنت و أخوك مخلين أولادكم سبيل اللي يبغى يرضع يرضع , ناسي إنه بنت أختك رضعت سحر عشان ولدها مات في بطنها وهي في التاسع ..
    قال بعدم فهم : ولو رضعتها وفاء واش دخل صقر في الموضوع ؟؟ ليش ما يقدر يخطب سحر ؟؟..
    قال صقر بألم : أبويه أنا راضع من عمتي , يعني وفاء أختي بالرضاع ..
    قام عبد العزيز بصدمة في نفس الوقت اللي كمل فيه صقر وهو يحس بفوران دمه : يعني ما طلع الرضاع إلا لمن قلت لكم أبغى أخطبها , وينه هالرضاع ماطلع من زمان ؟؟ وينه محد تكلم عنه من فوق 25 سنة ..
    التزم الكل الصمت لمن حط عبد العزيز يده على كتف صقر وهو يقول : استهدي بالله , أنا أكلم عمتك وأشوف الموضوع ...
    لف صقر وقال بصوت غريب : أنا بأروح لها ..
    وتحرك لغرفته , لف عبد العزيز لعاليه ورماها بنظرات غضبى , رفعت حواجبها وقالت : خير , ليش تطالع فيني كذا ؟؟
    قال ببرود : يعني ما قدرت تقولين هالموضوع إلا بهالطريقة , الولد توه يتكلم وهو فرحان و يقول نوى يخطب سحر ترمينها في وجهه كذا بلا تمهيد وبلا اهتمام ...
    لفت وجهها بضيق , كمل بتحذير : شوفي والله لو طلع الموضوع من تأليفك ما يصير لك خير ..
    وتحرك لغرفته , زفر سطام ولف على أريام وحرك يدينه بهدوء عدة حركات ,
    قامت بسرعة بعدها وسحبت ساري اللي جا بسبب الأصوات من غرفة التلفزيون اللي يلعب فيها بلاي استيشن , لف على أمه وهز يده بسرعة وصوت تأوهات غريبة تصدر منه , قالت عاليه : لا تعصب علي , شوف أبوك اش قاعد يقول , يعني بأفتري أنا ..
    هز يده وحركها بسرعة وضربها على صدره بقوة , زفرت وقالت وهي تقوم : ألقاها منك و لامن أبوك , واش بيصير لقلبه إذا قلتها بهالطريقة , هو مو بزر عشان نمهد له ..
    قام بسرعة ووقف قدامها وطالع فيها برجاء , رمته بنظرات بارده وهي تقول : خير ..
    حرك يدينه بسرعة لكنه أزاحته من قدامها وهي تقول : ترا مافحالي أناقش الموضوع ..
    تنفس بحده وهو يطالع فيها وهي رايحه للمطبخ وهي تنادي على الشغاله , وتحرك لغرفة صقر , صدم فيه صقر وهو خارج لكنه ما توقف عشان يكلمه , أشر بيده له وهو يحاول يلفت انتباهه بلا فائدة , لحقه بسرعة ووقفه وهو يحط يده على كتفه , لف صقر عليه وقال : سطام واللي يرحم أهلك ما فيني أتكلم ولا فيني أسمع محاضرة ..
    أشر له سطام إنه بيروح معاه , زفر صقر وقال وهو يمد يده : تفضل ..
    ابتسم سطام وركب السيارة , كان صقر يسوق السيارة لشقة أكبر عماته وهو يحس قلبه يخفق بقوة أكبر كل ما قرب من بيتها , وقف سيارته بدون ما يهتم كيف وقفها وخرج منها بسرعة وهو يصك الباب بكل قوته , نزع سطام جهازه الصغير المثبت في إذنه اليسار ودخل سبابته في إذنه وهزها بوجع ~ الله يقطع شرك , ناسي جهازي ~ وخرج وراه وطلعوا للدور الثاني ..
    لف عليه صقر وقال أول ما انفتح الباب : سطام أدخل المجلس أكيد البنات موجودات ..
    رفع سطام راسه وابتسم مشجع لصقر اللي دخل للصاله , دخل وراه وهو يركب الجهاز في إذنه اليمين , طالع في المجلس اللي على يمينه وكمل طريقه للصاله , أول ما دخل اصطدم بصره ببنت غريبة , أول ماشاف اتساع عيونها أشر بيده لكنها سبقته بصرخة خلته يغمض عيونه وهو ينزع جهازه قبل ما يلف وجهه , رجع صقر وسأل : اش فيييييييييييييه ؟؟
    اندست البنت وراه , انتبه لجهاز أخوه اللي في يده وهو راجع للممر , لحقه وقال وهو يأشر بيده : اش فيه ؟؟ تعورك إذنك ؟؟
    هز سطام يده بعصبية وبحركات سريعة , ضحك صقر لأول مرة من غمته أمه بالموضوع , ضربه سطام على كتفه وأشر بيده وعلامات الغيض مرتسمة على وجهه و واضحه في الأصوات الحاده اللي بدأت تعلو منه , قال صقر وهو يأشر بيده على راسه ويتبعها بإشارات متتاليه : سامحني , والله سامحني , أنا اش دراني إنك نزعت الجهاز من صفقتي للباب , والله نسيت إنك حساس من الأصوات العالية ..
    أشر سطام على إذنيه وقبض يده وهزها , ابتسم صقر وقال : سلامة أذانيك ..
    دخلت عمته نجلاء وهي ترحب بهم بابتسامة صادقة , رجع صقر لهمه وتذكر الموضوع اللي جا عشانه , بعد ما سلموا عليها قالت وهي تأشر بيدها إشارات بسيطة مختصرة : عسى ما فجعتك الخبلة بشعافلها , تراها مطفوقة ومطيورة ..
    ابتسم سطام وقال وهو يأشر بيده عدة إشارات منها إشارة وهو يمسح يده على وجهه وختمها بتمرير سبابته على خده , فتح صقر عيونه على اتساعها وماعرف اش يقول لعمته اللي قالت : إيش يقول ؟؟ ياربي على قد ماأحاول أفهم لغة البكم ماأعرف ..
    ابتسم وقال كاذب : يقول لا عادي وجهها يشبهك ..
    ضحكت عمته وقالت : الله يسعده يارب , تسلم عيونه الحلوة , والله بنتي هيام حلوة من وين أشبهها ..
    وتحركت وهي تقول : أروح أجيب القهوة ..
    لف على سطام أول ماخرجت عمته ودقه وهو يأشر بيده ويقول بعصبية : هي ترى مو عادي تقعد تمدح البنات , حلوة ذي قاعد تقول بالعكس كل شي فيها حلو حتى ملامحها , زين اللي رقعت لك , قلت عمتي إنك تقول إنها تشبهها ..
    قطب حواجبه باعتراض وأشر بيده , شهق صقر وقال : أنا عارف إنه عمتي ماتشبهها وإنه هيام أحلى يالخبل ..
    وكمل وهو يأشر على فمه : قاعد أرقع لك , أرقع ..
    ابتسم سطام وركب جهازه وهو يقول بصوت مخنوق : طيب , طيب ..



    ******************************


    في نفس الوقت في جدة :
    في فيلا أحمد :


    : هذا وقته تتكلمين عن السوق وريحاته ست عنيدي ..
    زفرت العنود وقالت بحزم وهي تقوم عن الكنبه وتوقف في مواجهتها : يعني اش تبغيني أسوي ؟؟؟ مو معقولة بنأخر كل شي عشان اللي صار , بعدين قالولك لو رحت السوق مابيطيب حسان ولا بيأثر عليه , لله الوقت ضيق ولازم نستغل كل دقيقة فيه ..
    لفت الهنوف وجهها وقالت بضيق : بتروحون روحوا أنا ماني رايحه لمكان ..
    دنقت البندري اللي جالسه جنبها راسها بصمت , لمن انتبهت لها العنود دعست بطرف رجلها قدم الهنوف وهي تأشر براسها على البندري , تلون وجه الهنوف وقالت على طول بتلعثم : قصدي مو دحين , أنا تعبانه شوي , روحوا انتم وأزهار وقضوا الناقص لأنه فعلا مابقي وقت ..
    قالت البندري بابتسامة هادئة صارت تزين وجهها في الأيام الأخيرة على غير العادة : مو مشكلة حتى لو ماقضيت باقي أشيائي ممكن أكملها هناك , أصلا ماعندي هناك شي أسويه ..
    قالت العنود بحماس حازم : يا سلام , إلا عندك شي تسوينه يادب , دراستك لازم تكملينها وتهتمين فيها سامعة , مو لا رحتي هناك على بالك الدراسة ماعاد هي مهمة , أبغاك ترجعين بروفسورة في الكمبيوتر وأبغاك ترطنين إنجليزي عشان تصححين مفاهيم الدلووووووووخ المعفنيييييييييييين اللي هناك عن الإسلام و......
    سكتت لمن شافت عيونهم المتسعة وهم يطالعون فيها باهتمام وصرخت : هي يا مساطيل تراكم شوية وتاكلوني بعيونكم ..
    انتبهوا لحظتها إنهم متنحين وهم يطالعون في حماسها العجيب وانفجروا بالضحك لمن ضمت نفسها وهي تكمل : خوفتوني على عمري ..
    : إنت تخافين ؟؟ إنت ينخاف منك , الديناصورات نفسها تخاف منك ..
    لفت عليه لمن وصلها صوته الساخر وحطت يدها على خصرها وقالت : لا والله سيد رزووقوو , أشوف الأخ خبير ديناصورات ..
    رفع حواجبه وقال بهدوء : هذي حشة دحين ؟؟ يعني لازم أضحك , استني استني ..
    وقام يدغدغ نفسه وهو يمثل إنه يضحك , الكل ضحك على حركته حتى العنود اللي تقدمت له وضربته على كتفه وهي تقول : والله بنفتقدك يا دب ..
    قال وهو يرمي نفسه على أول كنبه قابلته : وأنا بأفتك منكم ..
    جلست العنود جنبه وقالت بدلع وهي تمسد كتفه : حبييييييييييييييييييييييبي والله رزوق عمري ..
    مط شفايفه بطفش وقال : خيييييييير , هاتي من الاخر , اش عندك ؟؟ فلوس ماعندي ..
    عقدت حواجبها وقالت باستنكار : يا خي الواحد ما يدلع إلا عنده شي ..
    قال بلهجة ماتقبل النقاش : هاتي من الاخر ..
    ابتسمت وقالت : تودينا السوق ..
    قام على طول وقال : السلام عليكم ..
    نطت وراه ومسكته وهي تقول برجاء : رزوقووووووو ..
    رن جواله في اللحظة اللي قال فيها : مواعد واحد من الشبا .... هي شفتي , هذا هو يدق ..
    وخرج جواله وهو يقول : Hiiiiiiiiiiiiiiii ..
    وضحك من قلبه لمن وصله صوت عمر الهادئ وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ياخي الناس تسلم أول مو تهاهي ...
    وقال يقلده : ياخي قايلها أنا غياض فيك , ماني قايل السلام عليكم أنا حرررررررر , مو عاجبك دور مطوع زيك تتصل عليه ..
    شهقت العنود وصرخت : وا ...
    لف عليها عبد الرزاق وهو مفرصع عيونه وضربها بطرف يده ولف يكمل كلامه , غطت فمها بيد وحكت كتفها باليد الثانية , همست الهنوف : بنت استحي , كيف تشهقين وتصرخين وهو يكلم رجال الله يفضح إبليسك ..
    أشرت على جواله وهمست لهم : تعليقة ريم ..
    لفوا على عبد الرزاق اللي قال : طيب شويه و جايك يلا انقلع عن وجهي , ماني قايل مع السلامه بكيفي ..
    وصك الجوال والتفت للعنود وقال وهو يتقدم منها : والله لا أوريك ..
    صرخت العنود لمن شافته جاي لها وشردت وهي تقول : يا حمار والله غصب عني ..
    وصرخت بتوجع لمن شد شعرها وهو يقول : لمن أرفع الجوال تصكين حلقك سامعه ..
    لفت عليه وشدت شعرها من قبضته وسألت بعصبية من الوجع اللي تحسه في فروة راسها من قوة شدته : ليش تعليقة ريم معاك ؟؟
    انصدم من سؤالها لكنه قال بسرعة : ليه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ؟؟
    انتبه للصمت اللي ساد قبل ما تقول الهنوف بهدوء : إيوه مافي إلا ريم عندها هالتعليقة لأنه هي مسويتها بنفسها ..
    تمالك صدمته وقال : مالكم دخل ..
    وتحرك نازل من الدرج , لحقته العنود وقالت : هي منته مودينا السووووووق ؟؟
    جاوبها الصمت , لفت على أخواتها وطالعت فيهم للحظة قبل ماتجري على التلفون , نطت البندري وقالت : هي , اش بتسوين ؟؟
    : بدق على ريم ..
    سألتها الهنوف بتوتر : واش بتقولين لها ؟؟
    طالعت فيهم وقالت بهدوء : بأسألها عن تعليقتها ..
    أول ماسمعت صوت الرد قالت : ألوووووووووووووووووووو ..
    وصلها صوته المقيت وهو يقول : هلا عنيد ..
    رفعت بصرها للبندري و أشاحته بسرعة وهي تقول : ممكن أكلم ريم ..
    : ريم نايمه ..
    : طيب شكرا أ ..
    قاطعها : تبغيني أصحيها ولا أقول لها شي ..
    بلعت ريقها وقالت بهدوء : لا شكرا , أكلمها بعدين ..
    وصكت الخط , ولمن شافتهم يطالعونها ابتسمت وقالت بمرح وهي تتنهد : العريييييييييييس ..
    ولمن شافت تغير ملامح أختها ضحكت وقالت : أظن بعض ناس يقولون ياليتنا إحنا اللي دقينا ..
    ابتسمت البندري ابتسامة رصينة وهي تصرخ بداخلها ~ ما دريتي عني شبعانه من صوته ومن كذبه ومن كلللللللللللللللل شي , اللهم أستغفرك وأتوب إليك ~
    الهنوف ضربت العنود وهي تقول : وحضرتك ليش ماتصلتي على جوالها , متصلة على البييييييت ..
    ماكانت تبغى تصدمهم وتقول إنها متصلة على الجوال وهو بوقاحته رد عليه فكملت الموضوع معاهم على إنها متصلة على البيت وهي تصرخ ~ هذا من وين طلع لي دحيييييييييييييييييين , مو افتكينا منه من زمان , يارب سترك , يارب تعين البندري عليه ~ ..



    **************************

    تعليق

    • أحلى من الحلا
      عضو فضي
      • Aug 2007
      • 539

      #82
      الساعة 3.30 الظهر :
      في شقة أزهار وجاسم :


      ~ لا ما أقدر أطالع فيه , ليه يا جاسم ؟؟ ليه ؟؟ أزهار حاولي تكونين عادية , لا تبينين شي , حاولي ~ ابتسمت وقالت وهي تصب له كاسة مويه : تصدق عمور مسوي عزيمة غدا لعبد الرزاق ..
      ورفعت راسها لمن ماجاوبها وزفرت بداخلها لمن شافت حواجبه المعقودة بغضب , سمت ومدت يدها للأكل بصمت ~ ما حأناقشه دحين , حأكون حكييييييييمة و ما حأفتح فمي عشان مايلقى عذر وينفجر فيني , أكيد ضغط العمل زاده , أنا اش ذنبي إن كان هو ثقيل نوم وأنا راحت علي نومه من التعب , أففففففففففففففففففف كيف الرجال فضيعين , أوووووو لا يكون لاحظ !! يكون هالعصبية لأنه دري باللي سويته , يا ماما ~ مدت يدها بالملعقة بتاخذ من السلطة في نفس الوقت اللي كان رافع ملعقته ولمن صدمت به وتناثر الأكل رمى الملعقة بعصبية وقام , طالعت في السفرة بصمت , أمس كانوا حلوين زي السمن على العسل , زفرت وقامت عن الطاولة وبدأت تنظفها لأنها تعرفه لمن يقوم عن السفرة ما يرجع لها إلا وقت العشاء ..
      فتح كمبيوتره وهو مغتاض منها , اليوم أخذ تهزئ محترم من العقيد ليش جاي متأخر , مو كافي إنهم إلى الان حاطينه تحت المجهر ليش إنه منقول حديث لهم وبالواسطة ومشككين في كفاءته رغم كل شهادات التزكية و التوصية الملحقة بملفه , كان جزء بداخله يحط اللوم عليها , هي السبب اللي خلاه ينقل من الدائرة اللي كان مرتاح فيها ومكون صداقات و ...
      : اش فيه الجهاز مايشتغل ؟؟
      قالها وهو يضغط زر التشغيل للمرة الثالثة , طالع في التوصيلات وانتبه إن السلك منزوع , استغرب وهو يشبك الفيش , عمره ما نزع السلك وحتى أزهار عمرها ما نزعته ~ يكون لمن نقلته هنا ما شبكته , لا لا , أنا بنفسي اشتغلت عليه قبل ما أروح للتحليل مع العنود و ..... يمكن لمن كانت تنظف و ... ~
      سكنت أفكاره لمن دوى صوت مروحة الكمبيوتر أول ما شبك الفيش في القابس وطلعت له الشاشة الزرقاء بعد ثواني تنبهه إنه أغلق الجهاز بطريقة خاطئة ..
      سحب كرسيه وجلس عليه و أفكار تدور برأسه , ما كان حاط كلمة سر لجهازه لأسباب أهمها إنه ماعنده شي مهم يخبيه و ما في أحد في البيت غيره هو وأزهار اللي يعرف إنها مستحييييييييييل تفتح الكمبيوتر بدون إذنه , ورغم يقينه إنها مستحيل تفتح جهازه حرك الفارة بلا تفكير و فتح المستندات الأخيرة , حس بأنفاسه تتسارع من العصبية , قام بسرعة وهو يحس إنه معمي من شدة غضبه صرخ بعصبية : أزهار ...
      ودخل المطبخ وهو يحس دمه يغلي , انصدم لمن شافها طايحة على الأرض و حولينها الأشياء , في لمح البصر حس بكل غضبه يتلاشى وهو يجري لها , جثى على الأرض ورفعها وهو يقول بخوف : أزهار , أزهار ..
      تدلت يدينها بليونه وضحت له إنها مغمي عليها , هزها وهو يصرخ : أزهار ..
      ورفع يده وصفعها عدة صفات لكنها ما استجابت له , حس بنبضات قلبه اللي كانت تهدر بقوة من شدة الغضب تزداد سرعتها من كثر الخوف , دنق وحط إذنه عند فمها وحس براحة لمن سمع ونها الخفيف , زفر وشالها بسرعة , فتحت عيونها وهمست بتعب : جاسم ..
      حطها على كنبة الصالة وقال وهو يمددها : اش فيك ؟؟ اش صار ؟؟
      غمضت عيونها وهي تحس بنفس الشعور اللي قاومته أيام وليالي يرجع لها أقوى من أول , نزلت دموعها غزيرة وهي تحاول تكتم شهقاتها , انفجع من ردة فعلها وسأل بتوتر : ليش تبكين ؟؟ عادي هالموضوع يصير وقت الوحام ولا ؟؟
      هزت راسها بلا وهي تقول بصوت كسير : ما أعرف , ما أدري اش فيني ؟؟
      وزاد صياحها وهي تقول : أحس بخنقة , أحس إني تعبانه ..
      مسح على شعرها وقال : أوديك المستشفى ..
      وتحرك عشان يجيب عبايتها , حاولت تقول له لا لكنها فعلا كانت بحاجة لحل , هالموضوع أرقها كثير , لبست العباية بلا نقاش وتحركت وهو ساندها , وطول الطريق للمستشفى وهي تبكي بصوت مخنوق وكل ما حاولت تهدي نفسها تزيد , ولمن فحصتها رانيا الطبيبة النسائية في المستشفى العسكري اللي فتح لها فيه جاسم ملف وسوت لها تحاليل ....



      *************************


      .................. يتبع..
      الساعة 4.30 في الرياض :
      فيلا عبد الكريم :

      : ماميييييييييييييييييييييييي , heeeeeeeeeeeelp ...
      صرخة سلافة الحادة وصلتهم رغم إنهم جالسين في صالون الدور الأرضي , تبعها صوت خطوات مسرعة كل مالها تقترب مختلطة بصوت خطوات ثانية قوية زفرت حنان وقالت : يالله تسكنهم في مساكنهم ...
      : سحر وقفي أحسن لك ..
      نقزت سحر الثلاث درجات الأخيرة وجريت لأمها وهي تصرخ بخوف , فتحت حنان عيونها على اخرها مصدومة من اللي قاعد يصير , وقفت سحر جنبها ودست شي وراها وقالت وهي تلهث : والله لو تموتييييييييييييييييييييييييييين ما عطيتك إياه ..
      وقفت سلافه قدامها وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : سحر والله لا أوريك ...
      ومدت يدها وهي تقول :give it to me nooooooooooooooow ..
      : موتي ..
      : سحر يا حماره ..
      : هي نجوم السما أقرب لك على هالسبة يالوقحة ..
      ضربت سلافة الأرض برجلها وقالت بصوت باكي : مامي شوفيها , خليها ترجع ال charger حقيييييييييييي ..
      مدت سحر يدها بشاحن المحمول وقالت : شايفته ..
      ورجعت دسته وهي تقول : إحلميبه ..
      حنان بعد ماتعبت من لف راسها يمين ويسار عشان تتابع كلامهم عل وعسى تفهم شي قالت بحزم : بس إنتي وهي , اش صار ؟؟
      ضربت سلافة الأرض مرة ثانية وقالت : سحر أخذت شاحن لاب توبي ومهي راضية ترجعه وأنا قاعدة أنزل موادي لهالترم ..
      قالت سحر ببرود : طيب ممكن تقولين لها السبب عشان ما تحسب أمي إني معتدية على حقوقك الشخصية ست سلف ..
      حطت سلافة إصباعها عند راسها وقالت : أنا بكيفي متى ما نظفت نظفت , المهم إني حأنظف وبس ..
      لفت سحر على أمها وقالت بعصبية : يعني بالله متى حتنظف يعني أنا مغسلة صحون الغدا ومنظفه المطبخ ومغسلة 3 حمامات وهي الكسلانه ماعندها إلا غرف النوم ليش ماقامت تنظفها من الصباح وهي قاعدة على لاب توبها وكل ما كلمتها قالت حأنظف حأنظف شلت عنها الشاحن من فوق الساعة والنص ودحين يوم خلص شحن بطاريتها جاية تدور عن الشاحن ما قالت أقوم أنظف ..
      : المهم إني حأنظ ...
      قاطعتها سحر : متى ؟؟ الغرف تجيب الهم مو كافي ما تنظيفينها إلا مرة وحدة وحاكمة علينا مانحرك شي لأنك ماحتنظفينها مرة ثانية ..
      زفرت سلافة وقالت وهي تأشر بيدها للسما بغيض : كله منك يا سوناتي الهمممممممممم , يعني مالقيتي إلا هالوقت تشردين فيه , حسبي الله ونعم الوكيل عليك ..
      قالت أمها : ياليتها شردت لوحدها , حتى السواق شردته ..
      قالت سحر : إحمدي ربك إنتي في البيت ونايمة إلى الظهر مو الضعيف سمور من جا من المدرسة ما ارتاح ...
      ولفت على سحر وقالت : تعطيني إياه من يوم أخلص تنظيف الغرف ؟؟
      هزت سحر راسها وقالت : إن شاء الله , المهم نظيفيها زين ..
      لفت بوزها وطلعت وهي تسب وتلعن وتدعي على سوناتي , جلست سحر جنب أمها وقالت : أففففففففففف مابغت تتحرك ..
      قالت حنان : الله يهديها لازم الواحد يجري وراها عشان تسوي الشي , ماأدري اش بتسوي في بيت زوجها ..
      ضربت سحر صدرها وقالت بألم : الله يعييييييييييييييييييييييييينك يا زوج سلافة , يا حبيييييييييييييييبي والله حزنانه عليه من دحين ..
      دخل سامر وهو شايل أكياس مقاضي و قال بابتسامة خبيثة : وزوجك ؟؟
      مطت شفايفها بقرف وقالت : الله يخليك لا تجيب سيرته لأني أستناه يجي عشان ألعن سابع جدوده ليش توه اللي فكر يجي ومافكني من سلافووووووووو من بدري ..
      ولفت أصابعها بتهديد وهي تكمل بصوت ممطوط : يا إنيييييييييي ناوية له على نيه ...
      قهقه من قلبه وهو يتخيل شكلها لو عرفت إنه جا وفوق هذا إنه صقر , حط الأكياس على الأرض وهو يغنى : ناويلك على نيه بس انت اصبر شويه اذا ماعلقك فيني وغلاك يصير بيديه والله لشغل افكارك وشعل بالهوا نارك واسكن قلبي بدارك واعلمك الرومانسية ..
      ضحكت سحر عليه خاصة لمن قالت أمه بحسره : هي وينها هذا اللي بتعلمها الرومانسية أشر عليها وأنا أجيبها لك من شعرها ...
      ضحك وقال وهو يدق أمه بمزح : يوم الله يريد إن شاء لكن ها , مو تجرينها من شعرها , بنت الناس عيب ..
      ضحكت أمه وقالت : شايفني متوحشة لهالدرجة , أمزح معاك أنا ..
      فرد يدينه وقال وهو ينحني لها : فديت اللي يمزحون ..
      وضمها , دفته أمه بحرج وهي تقول : من وين متعلم هالكلام ؟؟
      جلس جنبها وقال : هذي يا طويلة العمر عضوة عندنا خليجية يوم ترد على صحبتها تقولها فديتك فديتك وعجبتني الكلمة ..
      شهقت سحر وقالت : أو صح ..
      وابتسمت وهي تقول : مبرووووووووووووك عليك المشرف المميز يا حلو إنته , توصى فيني ها ..
      ضحك وقال : يوم تشاركين في قسم الإنجليزي أقيمك وأتوصى فيك ..
      لفت بوزها وقالت : مالت مالقيت إلا قسم الإنجليزي ..
      لفت أمه عليه وقالت : متى كرموك ؟؟
      ابتسم وقال وهو يحك حاجبه : ما أدري , لمن نزلت جدة ماكانوا منزلين الموضوع , ويوم رجعت لقيتهم مكرميني وأنا ياغافل لك الله ..
      قالت ببساطه : طيب سوي حذف لذيك العضوة الملسونة اللي اسمها العصلا في قسم الأسرة , كلامها مو زين ..
      طالعوا فيها وقهقهوا في لحظة وحده , قالت حنان : ليش تضحكون ؟؟
      مسحت سحر دموعها وقال سامر بعد ما تنحنح : أمي كيف أسوي حذف وهي ماخالفت , بعدين أنا في قسم الإنجليزي اشلي في قسم الأسرة ..
      لفت حنان بوزها وقالت : أجل مشرف على إيه ؟؟ والله يا إنها هالحرمة ماتدخل لي من زور , فيلسوووووووفه و المشكله كلامها كله غلط في غلط ..
      قالت سحر : إذا كلامها غلط ردي عليها ..
      شهقت وقالت وهي تقوم : أي أرد عليها , والله يطلقني أبوك لو درى إني أرد في المنتديات , وأتطلق عشان مين , عشان وحده عصلا ..
      ضحك سامر وقال : يا حليلها أم خالد , يارب ترزقني وحده زيها ..
      قامت سحر وحلفت على أمها ما تشيل ولا كيس وشالتها عنها , لفت حنان عليه وقالت : سمووووووور الأشياء قليلة , متأكد جبت كل المقاضي ..
      خرج من جيب بنطلون الجنز ورقة المقاضي وطالع في التشخيطات اللي مسويها وقال : جبتها كلها ..
      ولمن لمح شي مو مشخوط قال بمزح : وهذا الشي أبو الأجنحة لو سمحتم لا تكتبونه لي لمن أروح للسوبر ماركت , فضيحة أكياسهم شفافه , يكون في علمكم خرجت من السوبر ماركت ورحت بقالة صغيرة حاسبت عليه وأنا متلثم , قالي مافي اللي تبغاه قلت الأهل يبغون طيار ولا ما أشتري والحمد لله لقي ..
      قطع كلامه و ضحك من قلبه لمن شاف سحر شارده للمطبخ , جات أمه وضربته على كتفه وقالت بعصبية مصطنعة وهي تقاوم ابتسامتها : بسك إحراج ..
      قال من وسط ضحكه : أمزح معاها ..
      ولمن لمح سلافة نازله قال بصوت عالي : تراني جبت الطيار تلقينه عند سح .. اي ...
      تأوه وهو يحك كتفه لمن ضربته أمه مره ثانيه وهي تضحك غصب عنها , ضحك لمن شردت سلافة للمطبخ , قال : والله البنات تحف ..
      وقام وتمغط وقال : بأروح أنام , صحيني لا أذن المغرب ..
      ابتسمت حنان بحب وقالت : الله يوفقك ويسهل لك دربك يارب ويسعدك وين مارحت ..
      ابتسم لها وقال : الله لا يحرمني منك ولا من دعواتك الحلوة ..
      وراح لغرفته , راقبته وهي شايله همه , اليوم راح داوم لأول مرة من إنقطاع سنتين عن التدريس , وإلى الان ما كلمهم عن تجربته اليوم وكيف إحساسه , كان يتهرب من كل سؤال يسألونه إياه , حتى عدنان يوم اتصل عليه وكلمه كان يرد عليه بردود مختصره ما تشرح شي , تمنت لو عبد الكريم موجود عشان يكلمه ويناقشه لكنه في رحلة بيرجع منها بعد يومين حتى ماهر مسافر في رحلة لنيويورك ..


      ************************

      في نفس الوقت :
      في بيت نجلاء :


      حبس أنفاسه وطالع في عمته اللي جالسه بصمت , أخذ وقت طويل عشان يقدر يفتح الموضوع ويكلمها فيه لكنها صدمته وقالته إنه ما عندها خبر أكيد عن هالموضوع لكنها تتذكر شي عن سحر والرضاع , راح لصلاة العصر هو وأخوه وترجاها ما يرجع إلا وهي جايبة خبر أكيد من وفاء ..
      طالعت فيه عمته بتوتر , كانت تحبه حب كبير بحكم إنه ولدها الوحيد , زفرت وقالت وهي تفرك يدينها : والله ما أدري اش أقولك يا صقر !! اتصلت على وفاء وقالت إنها ما تتذكر كم مرة رضعتها ..
      زفر بقوة وخرج الهوا الحبيس في صدره وقال : هي بالله هذا كلام , يا ناس وحده ترضع و ما تعرف كم مرة رضعت , يعني بالله ما تعرفون إن الرضاع شي كبير ومهم ..
      قالت عمته : والله حاولت أخذ منها كلمة لكنها أصرت إنها ما تتذكر , أنا أتذكر إنها شفتها ترضعها ثلاث مرات في فترة نفاسها قبل ما تسافر المدينة مع زوجها , وما أدري إن كانت رضعتها وأنا ماني موجودة ..
      أشر سطام له بحماس , زفر صقر وقال : مو عشانهم مهم متذكرين معناته إنه ما في رضاع ..
      ورجع لف على عمته وقال : عمه ..
      طالعت فيه بحب وقالت بلهفة : يا هلا ..
      همس برجاء : لازم أعرف كم رضعة , تراني مكلم ماهر وسامر على موضوع الخطبة , يعني لازم أنبههم في أقرب فرصة قبل ما يكلمونها و ..
      خرج جواله وقال : أنا أكلمها بنفسي ..
      انتبه سطام لظل منعكس على باب المجلس , رفع بصره وابتسم لمن عرفها من طرف تنورتها الزيتي الواضحة من طرف الباب ورجع نزل بصره , ركب الجهاز ورجع نزله لمن سمع صوت صقر الحاد وهو يقول : كيف ما تعرفين كييييييييييييف ؟؟ ..
      ولف عشان يقرأ شفايفه أريح لراسه وإذنه , ركز عليها وهو يدعي بداخله إن الموضوع ينتهي على خير ..
      قال صقر من بين أسنانه : وفاء ..
      وصله صوتها الخافت الخائف وهو تقول : حبيبي صقر والله ما أتذكر , ياخي كنت بنت 18 يوم رضعتها و كان اللي مات أول أولادي , يعني كنت خبلة ما أهتم بشي , اش بيذكرني دحين بعد 26 سنة ؟؟ ..
      : اللهم طولك يارووووووح , يعني أنا اش أسوي ؟؟ أوقف الخطبة ولا إيه ؟؟
      : إسأل أمي هي فاكرة ..
      قاطعها : عمتي مهي متذكرة غير ثلاث رضعات , وفاء يعني بالله منتي متذكرة سحر بنتك ولا لا ؟؟ مو معقولة ..
      سمع صوت فوضى من جهة وفاء تلاها صمت , قال : وفاء .... وفاء ..
      وصله صوتها الخافت أشد خفوتا من المعتاد وهي تقول : صقر , أم ماجد أكدت له دحين إنه سحر بنتنا ..
      حس بشعور غريب يموج بداخله ويقلب كيانه قلب , غمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ يعني أنا خالها ا , أنا خال البنت اللي كنت بأتزوجها ~
      : صقر .. صقر ... صقر ..
      : صقر ..
      فتح عيونه على صوت عمته وناولها جواله وهو يهمس : أم ماجد أكدت الرضاع ..
      شهقت عمته وضربت صدرها وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
      قام أول ما سحبت منه الجوال وتحرك بسرعه وخرج , تمسكت فيه هيام وقالت بخوف : صقر ..
      بعدها بخفه وهو يقول : مو دحين ..
      وتحرك خارج من الفيلا , لصقت في الجدر وهي تسمع أمها تصرخ بعصبية : كيف أهملتي شي زي كذا كييييييييييييف ؟؟ عارفه إنتي اش سويتي ؟؟ اش موقف سحر دحين ؟؟ وأولادك ؟؟ دحين طلع الرضاع , سته وعشرين سنة وين كنت وقتها , ليه ماخبرتيني ؟؟ خالك رأفة بحالك قالك رضعي سحر لكنك رضعتيها 3 مرات وطفشتي وقلتي ما بتكملين الرضاع , الكلللللللللللللللل عارف إنك ماكملتي الرضاع عشان كذا انسى , دحيييييييييين جاية تأكدينه , صقر , تسألين دحين عن صقر ؟؟ خرج ووجهه مسود ..
      غمضت هيام عيونها وسدت أذانيها ما تبغى تسمع صراخ أمها على أختها الكبيرة وجريت لغرفتها , رمت نفسها على سريرها وهي تحس قلبها بيخرج من قفصه من شدة الخوف والرعب ~ سحر بنت أختي , يعني تقابل أبوي وتقابل أعمامي وجدي كمان , وصقور يصير خالها بالرضاع , ياربي رحمتك ~
      : هيومه ..
      رفعت راسها عن مخدتها أول ما سمعت صوت أختها , صرخت وهي تنط من السرير : وسام , سحر رضعت من وفاء ..
      ضحكت وسام وقالت : أها , طيب ..
      ولفت عنها وجلست على سريرها بتعب وفتحت المجلة اللي كانت في يدها , قالت وهي تهزها : يا حماره والله أتكلم من جد , صقر خطبها وقالوله ما تقدر لأنها بنت أختك بالرضاع ..
      انتفضت وسام وصرخت : صقر خطب سحر ..
      مسكت هيام المجلة وضربتها على راس وسام وصرخت : هذا اللي لقطتيه , أقولك طلع خالها بالرضاع ..
      سكنت حركات وسام للحظة وهي تطالع بعيون متسعة وهمست بعدها وهي تقطب حواجبها : ما فهمت ..
      صرخت هيام : يا عالم ارحموني منها ..
      ورفعت يدينها للسما وقالت بقهر : يارب خذها يارب وريح البشرية من غباءها ..
      وخرجت من الغرفة بغيض , لحقتها وسام ببطء وهي تقول : تعالي هنا , اعتذري لو سمحتي , لا تنسين إني أكبر منك , بنت , هيامو ..
      دخلت هيام الحمام وصكت الباب بكل قوتها , حكت وسام جبينها وتحركت لمصدر صوت أمها وتوقفت لمن سمعت صوت همهماته واهاته المميزة , ابتسمت ورجعت للصاله دقايق وجاتها أمها وهي تزفر بضيق , تحركت بسرعة بقدر ما تسمح لها قدمها وراحت للمطبخ , طلت من طاقته للشارع , ابتسمت وهي تشوفه واقف بحيرة قدام الشارع الخالي من السيارات قبل ما يأشر حركة بيده , ضحكت من قلبها لمن فهمت سبته , واندست أول ما شافته يلتفت راجع للعمارة , رجعت وجلست بهدوء ولا كإنها سوت شي , وانتبهت لحظتها إنه أمها تمسح دموعها , فتحت عيونها على إتساعها وقالت : أميييييييي ..
      وشهقت وكملت : لا تقولين الموضوع اللي قالته هيام حقيقة ..
      كانت متعودة على كذب هيام وتمثيلها البارع اللي يخدعها دايما , واليوم اللي قررت ما تطيح في خدعها يطلع حقيقة , صوت رنين الجرس خلاها تخرج من دوامة الأفكار اللي أغرقتها بشكل مرعب , لفت على الممر ورجعت لفت على أمها وهمست : أمي ترى هذا سطام ..
      قامت أمها عشان تفتح الباب و راحت هي للحمام ودقت الباب وهي تقول : هيام , هيام افتحي الباب ..
      ولصقت إذنها في الباب ولمن سمعت بكاها لصقت فمها في طرف الباب و قالت : هيوم حبيبي مو زين تصيحين في الحمام ..
      وصلها صوت شهقة هيام قبل ماتقول بصوت مقطع : إنتي ما شفتي وجهه لمن خرج , حبيبي هوه والله انصدم بالخبر ..
      همست وهي خايفة من ردة فعلها : طيب لا تنطقين اسم الله في الحمام ..
      فتحت هيام الباب بقوة , ابتسمت وسام وقالت على طول : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
      رمت نفسها على صدر وسام وهي تقول من وسط بكاها : ماشفتي وجهه , ماشفتي وجهه ..
      ابتسمت وسام ومسحت على شعرها وقالت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن لو خطبها كان تعسوا في حياتهم و لا واحد فيهم يطلع مايناسب الثاني ويتطلقون وتصير مشاكل , والحمد لله الرضاع خير لهم ..
      رفعت هيام وجهها وقالت : اش شعوره لمن يقابلها ؟؟ قصدي أكيد بيتقابلون بحكم إنه خالها صح ؟؟
      هزت راسها بإيوه والابتسامة الهادئة مازالت تزين وجهها وكملت : وبتقابل أبوية وأعمامي وجداني و حتى ماجد زوج وفاء وعيالها بتقابلهم , يعني وضعها صعب زي وضع صقور ..
      بعدت هيام عنها وقالت : طيب صقور فين راح ..
      مسكت ضحكتها لمن تذكرت سبة سطام وقالت : ما أدري , بس شكله نسي سطام ..
      جات أمها وقالت بسرعة : بنات وين مفتاح سيارة السواق ؟؟
      تحركت وسام وسحبته من فوق دولاب التلفزيون وناولته لأمها اللي رجعت للمجلس , حست بألم يفتك برجلها , نزلت بصرها وزفرت وهي تقول : الحمد لله ..
      وتحركت ببطء للكنبه ورمت نفسها عليها وحطت رجلها اليمين فوق الطاولة , ضربتها هيام على جبيرتها وهي تسأل : تعو....
      : اي , يا متوحشة ..
      سحبت هيام يدها وقالت : سورييييييييي ..
      جات أمهم وجلست على الكنبه المقابله لهم وزفرت وهي تقول : الله يسهل ..
      طالعوا فيها الثنتين بتوتر أنهته وسام وهي تبتسم وتقول : عسى أن تكرهوا شئيا وهو خير لكم ..
      تغير وجه نجلاء لمن سمعت هالكلمات اللي ذكرتها بماضي سحيق , ماضي موجع ..


      *****************************


      في جدة :
      فيلا صالح :



      حست بضربات قلبها تزيد وتعلى , غمضت عيونها وعقلها يدور بحث عن إجابة سريعة , وأخيرا فتحت عيونها وقالت : ضيعتها , ما أدري فين ضيعتها ..
      وصلها صوت العنود اللحوح وهي تقول : أها , علينا , لو ضيعتيها كان جبتي الجنان لنا عشان ندور عليها ..
      ~ الله يقطع إبليسك يا رزوووووووووق دحين كيف أصرف العنود بدون ماتحس إن الموضوع فيه شي , ياربيييييييييييييييي و الله بأروح فيها ~ قالت بصوت حاولت قد ما تقدر تصبغه بالهدوء والصدق المدعى وهي تحس رعبها يزيد من دخول سفانة : أقولك اختفت من جوالي بدون ما أدري , لكن كنت وقتها ماني فاضيه أدور عليها لأني كنت مفجوعة على أبويه ليش دخل المستشفى ..
      ابتسمت سفانة وقالت : تكلمين مين ؟؟
      في نفس الوقت اللي قالت العنود : وليش أحسك خايفة , أنا متصلة عشان أقولك إني لقيت تعليقتك , بس مستحيل تتخيلين مع مين ..
      كانت خايفة من إنفضاح توترها و مهي عارفه ترد على مين ولا مين , طالعت في سفانة بصمت وهي راصة على جوالها بيد ..
      طالعت فيها سفانة باستغراب وسألت : ريم اش بك ؟؟..
      ونادت العنود : ريمان , وين رحتييييييييييييييييييييي ؟؟..
      قالت بحدة وعصبية مفاجأة لمن انتبهت لتتنيحتها : نعم , معاكم يالرجة إنتي وهيه , دوشتوني وحده تتكلم مو ثنتين ..
      ضحكت سفانة عليها وحطت الصينية اللي شايلتها على الكومدينه اللي جنب سريرها و جلست جنبها وهي تقول : أكيد عنيدي ..
      وصل ريم صوت صرخة العنود وهي تقول : الله يسد سموع إبلييييييييييييس قولي امين سديتي سمعي يالمتخلفة ..
      ضحكت وقالت : اسفة , والله ماني قادرة أركز عليك ولا على سفانة ..
      شهقت العنود شهقة قوية , قالت ريم بفجعة : بنت روحك لا تخرج ..
      صرخت بعد شهقتها : يالخوانا ات , مجتمعين بدونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , يازفووووووووووووووووووت ..
      قهقهت ريم وسحبت سفانه منها الجوال وقالت بهدوء وهي تحول على المكبر الصوتي : هي , صوتك وصلني من الطاقة , ارحمي حقين الاتصالات من صوتك النشاز ..
      : انا صوتي نشاز يا صوت البقر , والله لا أوريكم اللي مجتمعات بدون ما تعطوني خبر ..
      قهقهت سفانة وقالت : والله هي كلها عمارتين بيني وبينها قلت ليش ما أجي و اتطمن عليها مسكينة وجعانه ..
      : ###### ....
      صرخوا الثنتين باستنكار و ضحكت ريم و سفانه تقول : يا وصخة لمي لسانك حاطه على سبيكر ..
      شهقت العنود وسألت : لا يكون مرة عمي في ؟؟ ..
      : لا إحمدي ربك ..
      : أشوه , المره الجاية يالفالحة يوم تحطين سبيكر أعطيني تنبيه ..
      : خليهم يعرفون سواد وجهك ولسانك الوصخ يالوصخة ..
      : يالدبالية , افتحوا الباب أنا جاية دحين ..
      طالعت ريم في الجوال بدهشة وهي تقول : من جد ؟؟
      : والله من جد , من بعد المسافة , أطق عبايتي وأجي , تبغون شي من السوبر ماركت ؟؟
      قالت سفانة بحماس : شكلي على ذوقك بس ركزي على الحلاوة القطن والايس كريم أبو أربعة ..
      : ماشاء الله ما صدقت ست سفانة , انتي بالذات ما بجيب لك شي عشان تتعلمين ما تخونيني ..
      قالت سفانة بسرعة : اخر مرة والله اسفه ..
      : طيب أفكر , يلا مع السلامة ..
      لمن صكت الجوال ضربتها ريم وهي تقول : بنت تذلك الدب هذي بحلاوة قطن و ايس كريم ..
      قالت سفانة وهي تفرك يدها وتجلس على سرير عهود القريب من الطاقة : والله أحبها ..
      ابتسمت ريم ولفت وجهها للصينية اللي حاطه فيها سفانة شربة عدس سوتها لها جدتها حمده وقالت : الله يسعدها جده متعبة نفسها ..
      قامت سفانة عن سرير عهود وشالت الصينية وحطتها على فخوذ ريم المربعة فوق سريرها : تقولك إشربيها عشان تلم عظامك وتخرج البرد منه ..
      مسكت ريم الملعقة وقالت : أصلا جده لو يصير عندك كسر في رجلك تعطيك العدس وتقولك زين ..
      ضحكت سفانة ورعبت فوق السرير وقالت وهي تشيل مخدة عهود القلب وتضمها لصدرها : العدس عندها علاج كل مرض ..
      ~ ياربي دحين لو جات العنود اش بيفكني منها ومن تحقيقاتها , فرحت يوم نست الموضوع على الجوال , ياربييييييييييييييييييي والله قلبي يعورني , بنت ريم , خليك على كلمتك , إنتي ضيعتيها و ما تدرين فينها , طيب لو قالت لي عند عبد الرزاق اش أقول ؟؟ اش المفروض تكون ردة فعلي ؟؟ أعصب , أستغرب , أطلب منها ترجعه من عنده , ولا ...... اه , كله منك يارزوق كله منك , أنا ناقصتك ولا ... ~
      : ريم ..
      رفعت بصرها لسفانة اللي أشرت لها على الملعقة وهي تقول بحيرة : لك ساعة ماسكة الملعقة قدام فمك , بتاكلين ولا لا ..
      زفرت وهي تحط الملعقة في فمها , ورجعت طالعت في سفانة وسألت بلا تفكير : اش شعورك نحو عبد الإله ؟؟
      تمنت لو توقف الزمن وتسحب كلمتها وترجعها لفمها , لكن وجه سفانة الهادئ وهي تقول بعفوية : حزنت عليه من قلب لأني عارفه إنه أكبر متضرر من حكاية الرصاصة ..
      زفرت بداخلها براحة إنه سفانة فهمت السؤال على أساس اللي صار قبل يومين ~ شكله العنود ماقالت لها إني قريت رسالتها ~ خرجت من أفكارها واستمعت لسفانة وهي تكمل : أبويه راح بعد الظهر عشان يبادله لكنه رفض , يوم رجع أبويه قال لأمي يخلي خالي يروح للمستشفى عشان يخرج عبد الإله من هناك لأنه مانام من يومين وشكله صاير زي الأشباح ..
      ضحكت ريم وقالت : وييييييييي أشوفه جا معصصصب وأبويه وعبد الرحمن يدخلونه للبيت غصب عنه , أتاريهم جابرينه , وما دخل لغرفته إلا لمن حلف عليه أبويه ما يطلع ..
      ضحكت سفانة وقالت : حرام عليهم , يخلونه براحته هو حرررر , صح تعب عليه بس هو مبسوط , يعني أنا لو وجعت عنيدي بأجلس عندها إلين تقوم بالسلامة خلي عاد لو أنا اللي ساهمت في وجعها , وهو نفس الشي ..
      طالعت في سفانة بإعجاب شديد وقالت : أنا نفسي أعرف هو ليه مصر يعذب نفسه , كلنا عارفين إن الموضوع خطأ , يعني محد يلومه ..
      ابتسمت سفانة بهدوء وقالت : هو يلوم نفسه وهذا يكفي , أخص شي هو لوم الذات ..
      وسكتت وسألت بحيرة : اش فيك تطالعيني كذا ؟؟
      ضحكت ريم وقالت وهي تنزل راسها وتطالع في زبدية العدس : ولا شي ..
      ~ ما شاء الله عليها , كيف تقدر تتحكم بتصرفاتها كذا ؟؟ تتكلم عن عبد الإله بدون ما تتلعثم أو تخجل أو يبان على وجهها شي , أنا لو ما قريت رسالتها كان ما لاحظت عليها أبدا إنها تكن له مشاعر ~ خرجت من أفكارها لمن حست بيد دافيه على جبينها , التفتت ليسارها وهي ترفع بصرها اللي اصطدم بنظرات سفانة الحانية وهي تسأل : مسخنة يا قلبي ؟؟ لا منتي مسخنة ولا ..
      ولمن سحبت يدها وهي تكمل : يمكن يدي حاره ..
      حست بالبروده تجتاح جبينها , جلست سفانة جنبها و دنقت عليها وحطت جبينها على جبينها وقالت : لا منتي مسخنة الحمد لله ..
      وبعدت عنها وهي تقول بحيرة : بس اش فيك شاحبة و يا غير مسرحة وعقلك في عالم اخر ..
      بعدت ريم الصينية وحطتها على الكومدينه وهي تقول كاذبة : غثيانه و ما أبغى اكل ..
      انفتح باب الغرفة بعد دقتين قوية و عبد الإله يقول : ريم ..
      التفتت ريم ليمينها و انصدمت من دخوله المفاجئ بدون ما يستنى إذنها بالدخول و ما قدرت تنطق بحرف , أول ما شافته سفانة مواجه لها شهقت وتحركت عشان تغطي نفسها ناسية إنها على السرير , وصرخت برعب لمن لقيت نفسها تهوي من فوق السرير , صرخت ريم وهي تحاول تمسكها : سفانة ..
      لمح عبد الإله شي يهوي بين سرير ريم وعهود ويختفي عن أنظاره فوقف متنح , ريم اللي ما قدرت تمسك نفسها أكثر قهقهت من قلبها وقالت وهي تبعد لحافها وتنزل من سريرها : وراك يا أفندي , إطلع برا ..
      تراجع وهو يحك شعره وصك الباب , انحنت ريم وهي تضحك على سفانة اللي طايحة على جنبها اليمين ودافنه وجهها في ذراعها وقالت : سامحيني سفسف والله شكلك كان تحفه ..
      ووقفت عن الضحك لمن شافت أكتاف سفانه تهتز وصوت غريب يطلع منها , حطت يدها على كتفها وهي تقول بخوف : سفانة ..
      انفجرت سفانة بالضحك و انقلبت على ظهرها وهي تتأوه و تقول : اي ظهري , الله يفشل إبليس ..
      ضحكت ريم ومدت يدها تسندها عشان تقوم وهي تقول : فجعتيني على بالي تصيحين ..
      حمحمت سفانة وقالت وهي ترتب شعرها : هو صح تعورت من الطيحة و كبريائي تكسر و متأكدة إنه شكلي كان زي الأراجوز بس الموقف يضحك ..
      وشهقت ولفت على ريم وقالت : تكفييييييييييييييين لا تقولينه لعنيدي الحشاشة والله ما بتعايرني به سنة ..
      ضحكت ريم وقالت : أحاول ما أقولها , تعرفين لساني مفلوت و من دحين أقولك لو قلته تراه بحسن نية ...
      رمتها سفانه بنظرة حاده وهي تقول : مافي فضيحة تنقال بحسن نية , ترى لو عرفت عنيد بأذبحك ها , وروحي شوفي أخوك اش يبغى ..
      خرجت ريم من غرفتها لقيته مربع فوق الكنب اللي في الصاله , أول ماشافها سأل : مين ؟؟
      قالت بعصبية وهي عارفه إنها أكيد سمعها تصرخ باسمها : يعني منته عارف مين ؟؟ المفروض تستنى إلين أقولك أدخل ..
      قال بإعتراض : عهود قالت إنك صاحية و ماخبرتني إنه عندك أحد ..
      قالت باعتراض مماثل : ولو , يمكن كنت قاعده أغير ملابسي , بس فشلت البنت وخليتها تطيح ..
      ابتسم بتعب وقال : طمنيها و قوليلها ما شفت إلا خيال , والله ما انتبهت لها , هي تعورت ؟؟
      حست بخيبة أمل غريبة إنه ما شافها , ضربته على كتفه وقالت : لا والله ؟؟ طاحت من فوق السرير وتسأل تعورت !! أكيد تعورت ..
      تثاوب وقال : أبويه فين ؟؟
      عقدت حواجبها بتفكير وقالت : عند جده أكيد ..
      قام بسرعة وبنشاط عجيب وقال : إذا جا قوليله عبد الإله نام وراح للمستشفى ..
      شهقت وقالت : ماني مكذبه عليه ..
      لف عليها وقال : أنا أقولك إني نمت , يلا مع السلامة ..
      واختفى من قدامها قبل ما تنطق بحرف , رجعت للغرفة وقالت أول مالفت عليها سفانة : شارد عن أبويه ما يبغاه يشوفه وهو راجع للمستشفى ..
      ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني هو مرتاح كذا , الله يخليهم لبعض يا رب ..
      وسحبتها وهي تقول : تعالي عشان تكملين العدس ولا والله أعلم حمده عنك وما بيفكك منها إلا ملك الموت ..
      راح عبد الإله لغرفته , تشطف وغير ولبس ثوبه ونزل وهو حاط شماغه على كتفه , دق الجرس بشكل مزعج وهو نازل , أشر للخدامة إنه بيرد وفتح الباب بقوة وهو منزعج من الدق ..
      : أناجيت ...
      انتفض برعب و نزل راسه أول ما عرفها وتراجع وهو يسمع شهقتها المقرونه بضربة مختلطه بصوت البندري وهي تقول بهمس معاتب : قلت لك يالخبلة يمكن في أحد ما سمعتي ..
      مسك ضحكته وقال : حياكم , تفضلوا ..
      سمع صوت خطواتهم وسلام العنود الهادئ المناقض لصرختها المدوية قبل شوي , رد السلام وخرج وصك الباب وراه ..
      شهقت العنود وضربت خدودها وقالت وهي تنطط : يا فشلتييييييييييييييييييييي , يافشلتي , اش بيقول عني دحين ؟؟
      قالت البندري تعدد على يدينها : طفلة خبلة مرجوجة ووقحة صايعة قليلة أدب ..
      ووقفت شويه وكملت : ا وبيدعي لعدنان الضعيف اللي بياخذ مخفوفه زيك ..
      قالت العنود بعصبية : هي حدك عاد , كلللللللللللللللها رضينابها لكن طفلة ...... أبدا , هذا الطول والعرض طفلة ..
      طالعت فيها البندري بصدمة وقالت : رضيتي بكل السبات حتى صايعة ومخفوفه ومارضيتي بطفلة ..
      عضت العنود لسانها بتريقة وهي تبتسم ابتسامة واسعة , وطلعت جري من الدرج لغرفة ريم وعهود , زفرت البندري وقالت : هالبنت غريبة بشكل ..
      وانتبهت إنها لوحدها , ياما مرت عليها أيام كانت تتحين الفرص وتخترع الأعذار عشان تلقى وقت تكون فيه لوحدها بدون رقيب عشان تلتقي به , يسرقون فيه بعض النظرات والابتسامات وأحيانا بعض اللمسات غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ سامحني يارب , تخفيت عن عيون البشر وتناسيت عيونك اللي ما تنام , أنا كيف وصلت لهالإنحطاط اللي خلاني أعصي ربي وأضيع ديني وأخون أهلي وناسي تحت أنوفهم , ياربي رحمتك , أي زواج هذا اللي بيضمني معاه , أي زواج ~ زفرت وتحركت بسرعة للدور اللي فوق , ماتبغى تفكر أكثر , خلاص تعبت من كثر التفكير بالجاي , قررت تعيش يومها بيومه من دون ماتشغل نفسها بتفكير يتعب قلبها , الله كاتبه ربي بتشوفه ..
      دخلت لغرفة ريم اللي كان بابها مفتوح على ضحك ريم وسفانة على العنود اللي تقول : قسما بالله انتفض ما أكذب عليكم ..
      قالت البندري بعد ما سلمت : غصب ينتفض ..
      لفت طرحتها وحطت برقعها ولبست عبايتها على راسها وضمت أطراف العباية تحت دقنها ونطت وهي مايله على يمينها وهي تقول تقلدها : أنا جيت ..
      زاد ضحك سفانة وريم من تمثيل البندري وقالت العنود باعتراض : مو لهالدرجة ..
      فكت البندري حجابها وهي تضحك وقالت : والله أخس , ريمان شربي أخوك من طاسة الخلعه , صدقيني العنود قطعت الخلف عنده ..
      لمحت سفانة تغير وجه العنود الطفيف قبل ما تضحك وتقول بمزح : إي طبعا خايفه عليه , أخو زوجك لازم تدهنين سيرك عن أهله ..
      كانت أكثر وحده تفهمها , عرفت إنها محرجة ومقهورة من اللي صار لأبعد درجة خاصة وإنه اللي حصل الموقف معاه هو عبد الإله , فقالت تنهي الموضوع : ما شاء الله بندوري اش العباية الكشيخه هذي ؟؟ يا حركتات من متى تلبسين عباية على الراس ؟؟
      سكتت بإحراج , فقالت ريم تخرجها من إحراجها : صح , أول مرة أشوفك لابستها , ما شاء الله حلو شكلها وقماشها أسود السواد اللي هو , اش نوع قماشها ؟؟ ..
      ابتسمت و قالت بفخر : هذي عنود أهدتني إياها , و اليوم أول مرة ألبسها ..
      حمحمت العنود وقالت : شكريا , شكريا , هذي كريب ياباني يا طويلة العمر عشان كذا سوادها كحل , لكن الحقيقة تقال , أنا رحت أفصل لنفسي وحده فقال لي الهندي اللي يطول عمر أمه إنه إذا فصلت ثنتين يسوي تخفيض فقلت مالي إلا أفصل وحده لبندوري لأني عارفه إنه هنوف مفصلة قريب ..
      ضحكت ريم قالت : طيب خليك ساكته , خليها كإنها منك , بعدين ليه الله يطول عمر أمه مو عمره ..
      شهقت العنود وقالت : وأنا اش لي في الرجال أدعي له , عيب , أدعي لأمه ..
      ضحكت سفانة وقالت : والله إنت تحفة بجد , إلا متى تطلع نتيجة تحليلك إنت والمحروس ..
      حطت يدها على بطنها وتغير وجهها وهي تقول : بطني تكفين لا تقولين نتيجة , تصدقين انتظار نتيجة الثانوية العامة أهون من هالنتيجة ..
      ماحسبوا يشوفونها متوترة فقاموا يعلقون ويتريقون عليها ..



      *****************************

      تعليق

      • أحلى من الحلا
        عضو فضي
        • Aug 2007
        • 539

        #83
        في مستشفى العسكري :


        أخيرا طمنتها على كل شي وإنه الحمل سليم وكل شي سليم , أزهار اللي ما اقتنعت بحكاية إنه مافيها شي قالت بهمس وهي مستحية من وجود جاسم : دكتورة أحس نفسي متضايقة وتعبانه على طول و ...
        قاطعتها الدكتورة وهي تبتسم لها : عادي يا حبيبتي الشهور الثلاث الأولى كلها مشاعر مضطربه ..
        ولفت على جاسم ورمقته بنظرات رقيقة و الابتسامة مازالت تزين شفايفها , زفرت أزهار وقالت بإصرار : لا قصدي في شعور غريب ينتابني وأفكار مهي طبيعية تراودني , أحيانا أحس بدوخة في غير وقت الصباح و ما يكون قبلها غثيان و ...
        قاطعتها الدكتورة : كله عادي ..
        زفرت مرة ثانية وهمست باستسلام : طيب ..
        ولمن جات بتخرج قالت الطبيبة بهمس لجاسم اللي قام معاها : أستاذ جاسم ممكن كلمة ..
        لف عليها فهمست بابتسامة متسعة : مدام أزهار تدلع عليك شويه , أكيد إنك مهملها الفترة اللي فاتت وهي تحاول تلفت نظرك لأنه كل الفحوصات تدل على إنها الحمد لله ما فيها أي شي ..
        حس براحة من كلامها وقال بمرح وهو يبتسم : إذا على كذا الحمد لله , مقدور عليه الموضوع , خفت الموضوع أكبر من كذا ..
        ضحكت وقالت : لا لا تخاف عليها , صحتها زي الفل ..
        لف و انصدم لمن شاف نظرات أزهار الحادة و شفايفها المزمومة بغيض , حمحم ولحق بها ومسك ذراعها وهو يقول بهدوء : مشينا ..
        سحبت ذراعها منه وقالت بعصبية : ما أحتاج مساعدتك ..
        وغطت وجهها وتحركت بخطوات قويه برا الغرفة , ابتسم للدكتورة وخرج وراها , لحقها وقال بهمس : أزهار ..
        لفت عليه وهي ناسيه هي فين وصرخت : ما أبغى أسمع ح ....ر....
        ودارت الدنيا حولينها فجأة وخلتها تقطع كلامها , غمضت عيونها وهمست : أبغى عمر ..
        وفتحت شنطتها وخرجت جوالها ودقت على عمر و هي تقول : ما بأرجع معاك البيت , بأروح أرتاح عند أخويه ..
        انصدم من اللي قاعد يصير , تلفت حولينه وهمس بغيض وهو يمسكها من ذراعها : رخي صوتك وتحركي نتفاهم في السيارة ..
        سحبت ذراعها وقالت بصوت مخنوق من دون ما تقول السلام : عمر تعالي في مستشفى العسكري دحين , في قسم النساء والولادة ..
        مسك ذراعها مرة ثانية ورصها بقوة وهو يهمس : بنت , بلا دلع زايد , فجعتي أخوك ..
        زاد اختناق صوتها وهي تطنشه و تقول لأخوها : ما أبغى أرجع البيت , تعال خذني دحييييييييييين ولا والله أخذ تاكسي ...
        وهي تصك الجوال رص ذراعها أكثر وقال من بين أسنانه وهو يدفها قدامه : تحركي قدمي , فضحتينا قدام الناس , والله تروحين البيت وانتي ماتشوفين الدرب ..
        التفتت له بحده وقالت وهي تسحب ذراعها : ماني راجعة اليوم البيت ..
        فلت ذراعها فجأة وهو يحس بغيض ماله حدود منها , انفلات ذراعها المفاجئ اللي اختلط مع موجة دوخه جديده خلاها تطيح على الأرض من طولها , صدم راسها في الأرض بقوة وطاحت شنطتها وتناثرت أشياءها من قوة الطيحة , ما استوعب جاسم اللي صار إلا لمن سمع صوت ضجة سقوطها اللي تبعها صوت صرخات وشهقات متنوعة , شافها على الأرض عند أقدامه , هتف بخوف : أزهار ..
        جريت الدكتورة رانيا ومعاها ممرضتين وانحنوا على أزهار ..
        اسمها وهو ينطلق من بين شفايف جاسم اخترق عقله وهو خارج من المصعد مع مجموعة طلبة , لف للجموع المتحلقه وتحرك بخطوات واسعة وأزاح الجموع المتحلقه , وأول ماشاف السواد التام اللي مو باين منه شي هتف صوت بداخله ~ والله , أزهار , والله هي ما غيرها ~ وتأكد لمن شاف جاسم , صرخ بطول صوته : نقاله بسرعه ..
        قالت رانيا بخوف : دكتور مطلق أ ...
        تجاهلها و ساعد الممرضتين في شيل أزهار وحطوها على النقاله وهو يسأل جاسم المذهول : اش صار لها ؟؟؟
        وتحركوا ورا النقاله لغرفة الطوارئ , قالت رانيا وهي تمشي وراه : دوبها خرجت من عندي وسويت لها فحص شامل ما كان فيها شي ..
        التفت لرانيا وعقد حواجبه لمن تذكر تخصصها وسألها بحزم : أزهار حامل ؟؟
        قالت : إيوه و ....
        توقف عن مشيه وطالع فيها بصدمة ورجع التفت لجاسم وسأل : من متى ؟؟
        انتبه جاسم للي حوله ~ هذا بأي حق يسأل هالأسئله عنها ؟؟ ومن سمح له يلمسها ويشيلها على النقاله ؟؟ واش كان عشان يتصرف بهالحرية معاها ؟؟ مو عشان كان دتورها لفترة يجي دحين ويتصرف بهالطريقة ~ عقد جاسم حواجبه وقال بحزم : ممكن أعرف بأي صفة تسأل وليش تتوقع مني إني أجاوبك ؟؟
        تراجعت رانيا لمن شافت نظرات جاسم البارده , قال مطلق بهدوء وهو يتفرس في وجه جاسم ونظراته الحاده : بصفتي طبيبها النفسي وأتوقع منك تجاوبني بصفتك زوجها والحريص على مصلحتها ..
        طالعت فيه رانيا بصدمة وهي تقول : أزهار مريضتك يا دكتور مطلق ..
        لف عليها وقال بحزم : كان عندها Memory loss وحاليا تستخدم APO-CITALOPRAM ..
        حطت يدها على فمها وهي تشهق شهقة خفيفة قالت بعدها باعتراض : مهو مكتوب في ملفها إنها مريضة نفسية أو إنها تستخدم هذا الدواء ..
        انصعق جاسم ~ اش هذا الأبوستيلوبرام اللي ما قيد سمعت به , من متى تستخدمه ؟؟ ~ سأل بتردد وهو يلاحظ الوجوم على وجيههم : ليش ؟؟ هذا الدوا يأثر على حملها ؟؟
        صمت مهيب ساد الممر قبل ما يقول مطلق بهدوء : ما أدري اش التطورات اللي صارت من اخر جلسة حضرت فيها أزهار عشان كذا لازم نفحص حالتها و نسألها أول عن ..
        قاطعه جاسم بصوت حاد وهو يحس بغيض من نطقه لاسم أزهار بهالسهولة : أبغى طبيبة تفحصها ..
        التزم مطلق الصمت وقالت رانيا : مافي طبيبة نفسية عندنا هنا ..
        قال جاسم : ما يهمني , أنا أبغى طبيبة تفحصها ...
        خرجت الممرضة وقالت بخوف : the patient wakes up and she's crying dac ..
        دخل جاسم بسرعة ولحقته رانيا , تناهى لمسامعه صوت بكاء مخنوق غريب , بعد الستارة وتصنم لمن شافها مستلقية على ظهرها بعبايتها وهي تمسح أقدامها في الفراش كإنها متوجعة من شي وهي مغطية وجهها المكشوف بيدينها والممرضة تحاول تفرد يدها اليسار عشان المحلول المثبت فيها , تقدم بشويش من الجهة اليمين وهمس وهو يمسح شعرها المتناثر على المخدة : أزهار ..
        حست لحظتها بكل أوجاعها تتضاعف أعطته ظهرها وقالت من بين شهقاتها وبدون ماتزيح يدينها عن وجهها : إطلع برا ..
        وزاد صياحها وهي تقول برجاء : الله يخليك إطلع برا ..
        وارتفع صوت بكاءها بشكل غريب خلى قلبه ينقبض , ماقدر ينفذ طلبها , تحرك بعيد عن السرير وابتعد عن نظرها لكنه وقف ورى الستارة وهو يسمع لصوت بكاءها المختلط بصوت رانيا وهي تقول : خلاص يا أزهار , قوليلي اش تحسين بالضبط ؟؟ تعبانه ولا في وجع ولا ...
        ~ دحين جاية تسألني , من أول قاعدة تتأمل في جاسم وترميه بنظراتها وهو حضرته مبسوووووط ~ قاطعتها أزهار اللي ما عاد تحتمل سماع صوتها أكثر بصوت حاد وهي تبعد يدينها عن وجهها عشان تدف يد رانيا اللي على كتفها : مالك دخل فيني , مو أنا قاعدة أتدلع على زوجي ..
        ارتبكت رانيا وقالت : صدقيني يا مدام أزهار أنا ما قصدت اللي قولته , حبيت أخفف الجو شويه و ..
        ~ كذابه , كذابه ~ قاطعتها أزهار بذات الصوت الغريب واللي حاولت تسيطر على حدته بلا فائدة : مو لو حضرتك تحسين باللي أحسه ما قلتي تتدلع , كيف تسمين نفسك طبيبة وإنتي ما تحسين بالام مريضك ؟؟ ..
        تلعثمت وهي تقول : لا أنا ..
        قاطعتها وهي تحس بغثيان غريب : إنت حتى ماخليتني أشرح لك كل اللي أحسه على طول سكتيني ..
        لمن شافت تلون وجه رانيا حست بالذنب , ما تحب تحسس أحد بالذنب حتى لو كان غلطان , سحبت نفس عميق ومسحت دموعها تهدأ نفسها وكملت بصوت أقل حدة : ما أبغى أحد ولا أبغى أي شي , أبغى أخويه و بسسسس , سيبوني في حالي ..
        قالت رانيا تحاول تستميلها وهي عارفه بداخلها إنها ما استمعت لها بشكل كافي : طيب اش رايك , الدكتور مطلق موجود ويبغى يشوفك , أدخله ؟؟..
        رفعت أزهار وجهها بصدمة وهمست بلا شعور : مطلق ..
        الراحة اللي تلمسها جاسم بين طيات صوتها وهي تهمس باسمه بكل حرية حسها زي الطعنة في قلبه , رافقها شعور غريب زي النيران في جوفه يصرخ فيه إنه ما يخلي مطلق يدخل لو على جثته ..
        : أبغى جاسم أول ..
        همسها المضطرب وصل لمسامعه رغم خفوته , غمض عيونه للحظة وفتحها وهو يزيح الستارة ويدخل لها , أول ما التقت عيونه بعيونها شاف الدموع تتجمع فيها مرة ثانية , قال بعتاب : ليه ما قلتيلي إنك تاخذين دوا نفسي ..
        سؤاله الغير متوقع خلى الدموع تتجمد في عيونها وهي تهز راسها بلا , كمل بضيق وهو مقهور ليش ماوثقت فيه إلى الان : إلا تاخذين , مطلق بنفسه قال إنك تاخذين دوا ..
        بلعت ريقها وقالت بتلعثم : لا , أنا ...
        قاطعها بصوت أعلى : إنتي عارفه إنه يأثر على الحمل , يعني مو بس أهملتي نفسك إنت أهملتي النونو كمان و ..
        أول ما سمعت ذكره للنونو صرخت : خلاص ..
        صكت أذنيها بكفوفها وصرخت مرة ثانية : ما أبغى أسمع , ما أبغى أسمع أكثر ..
        تحرك بسرعة وجلس على السرير جنبها و قال : أزها ...
        دفته بعيد عنها وصرخت : إطلع برا ...
        تراجع لورى من دفعتها القوية لكنه انصدم أكثر من نظرات عيونها الغريبة , حاول كذا مرة يكلمها ويفهمها لكنها كانت سادة أذنيها وتطالع فيه بذات النظرات , خرج من الغرفة وهو يحس بأعصابه مشدودة من نظرة عيونها اللي انحفرت بداخله لقي مطلق واقف يدور في الممر , أول ما شافه مطلق تصنم في مكانه وجلس دقايق يقاوم شي بداخله وأخيرا تقدم منه وقال بصوت حاد وهو يهز يده بعصبية : هذي مهي طريقة تتعامل فيها مع مريضة نفسية , إنت قاعد تزيد حالتها سوووووووووووء , المفروض تتعامل معاها بطريقة خاصة ..
        صوت مطلق الحاد كان بمثابة القشة اللي قصمت ظهر البعير , صرخ جاسم بعصبية : ترا ماني ناقصك , أنا مريت بأخص يومييييين في حياتي , بعدين مالك دخل في حرمتي , أنا حر كيف أعاملها سامع , وإذا مو عاجبك أعلى مافي خيلك إركبه ..
        لأول مرة من فترة طويلة يفقد مطلق زمام أعصابه وهو يقول بصوت عالي : إلا لي دخل , أزهار مريضتي وأنا بصفتي طبيبها هذا بحد ذاته يخلي من حقي إني أهتم بمصلحتها ..
        تتبع عمر الأصوات والضوضاء اللي جمعت الناس وهو يطالع في جواله اللي أزهار مهي راضية ترد عليه , و انصدم لمن شافهم الاثنين ~ اش يجيب جاسم ومطلق في مكان واحد ؟؟ وليش لاصقين كذا في بعض و ~ انتبه لحظتها للناس المتجمعة حولين هذولي الاثنين , تحرك بسرعة في نفس الوقت اللي تحرك جاسم بعصبية ومد يده باستفزاز وطبطب بها على خد مطلق وهو يقول من بين أسنانه : أقوووول يالحبيب لو عاد نطقت اسمها فكك هذا أكسره لك ..
        دف مطلق يده بقوة وقال بنفس النبرة العالية وهو يقرب من جاسم أكثر كإنه يبين له إنه مو مهتم في اللي قاعد يقوله : يكون في علمك إنها حاليا ما هي قادرة تسيطر على انفعالاتها , وكلامك زي البنزين على النار , إنت قاعد تضغط عليها ..
        هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطلق استهدي بالله ..
        ونقل بصره بينهم وسأل بخوف وأصوات غريبة توصله : اش فيكم ؟؟ اش عندكم ؟؟
        التزموا الصمت وكل واحد يشيح بوجهه عن الثاني , قال وهو يركز بصره على جاسم : جاسم , اش صار ؟؟ فين أزهار ؟؟
        ميز الأصوات الغريبه , حس بإنقباض غريب في قلبه , إلتفت وهو يقول بصدمة : هذا صوت صياح أزهار ..
        و لمن جا بيتحرك مسكه مطلق من يده ورص عليها وهو يقول : خليها ترتاح شويه ..
        قال بحدة : بتقولون لي اش فيه ولا بتخلوني زي المجنوووووون ..
        سكت مطلق وفلت يد عمر وهو مو قادر يقول إنه ما حيعرف حالتها إلا لمن يفحصها احترام لرغبة جاسم اللي وضح له إنه ما يبغاه يفحص زوجته , قال جاسم بصوت غريب : أزهار تاخذ دوا نفسي ..
        لف عليه عمر وهو يحس ضربات قلبه تتسارع وهو يقول : إيوه , ليه ؟؟
        همس بعتاب : وأنا اخر من يعلم ..
        وتبادل نظرات صامته مع عمر قبل ما يعطيه ظهره وهو يتحرك مبتعد , مسكه عمر وهو يقول : جاسم ما كنت أدري إنه ما عندك خبر , ما توقعت إنه أزهار ما قالت لك ..
        لف عليه جاسم وانطلقت الكلمات منه بلا تفكير وهو يقول بقهر : هي تقول شي أصلا ..
        قال مطلق بهدوء : أفضل إنكم تتفضلون لمكتبي عشان تتناقشون هناك بخصوصية ..
        ولف على رانيا وقال : دكتوره رانيا , رجاء ماتعطين أز .. المريضة أي دواء قبل مراجعتي , وحاليا أعطيها محلول فقط ..
        ولف على طلبته المكونين من أربع شباب وبنتين وقال : سووا جولة على المرضى , بعد شوية حأطلب Diagnosis من كل واحد فيكم عن الحالة المرضية ونوع الأدوية اللي ممكن تعطى له ونوع treatment ..
        وأشر لجاسم وعمر إنهم يتبعونه وتحرك بهدوء قبلهم , تبادل عمر نظرة قلقة مع جاسم وتبع مطلق , زفر جاسم ولحقهم ...



        *************************


        في مستشفى الملك فهد :


        طالع في يدين الدكتور رامي وهو يفك اللصق عنه بشويش ورجع طالع في أبوه الواقف عند نهاية السرير و جنبه أمه , كان يحس بضربات قلبه تتسارع غصب عنه , رفع رامي بصره للشاشه ورجع طالع فيه بابتسامة مشجعة وهو يقول : ليش التوتر يا بطل , ماشاء الله قطعت شوط طويل بعون الله ..
        ابتسم لرامي مجامل وهو يصرخ بداخله ~ كيف ما أتوتر وأنا أفكر في رئتي ؟؟ إن شاء الله تقدر تعمل بنفسها , ولو ماعملت بنفسها حأقعد طول عمري على جهاز التنفس ؟؟ حسان لو تفتح عمل الشيطان , خلي ثقتك في ربك كبيرة , اللي نجاك من الموت يسهل عليك هالأمر , يارب رحمتك ~ , لمن رفع رامي يده بيأشر للمممرضه إنها تطفي الجهاز رفع حسان يده ورصها على يد رامي , قال رامي بسرعة للممرضة : wait ..
        رفعت الممرضة اصباعها عن الزر وطالعت فيهم بصمت , حس حسان بالخجل من نفسه وبعد بصره عن أبوه وأمه , قالت نورة بهدوء : حسان حبيبي تبغانا نطلع ..
        هز راسه بلا وهو يحس دموعه بتخونه وهو يصرخ بداخله ~ يارب قوينيييييييييييييييي ~ قبض علي بيدينه على أقدام حسان وقال بصوت قوي : حسان , حسان ..
        انتبه حسان لحظتها إنه ينتفض من الخوف , قال رامي بهدوء وهو يبعد عنه : إذا تحس بضغط أو توتر ممكن نأجل الموضوع لبكرة الصباح ..
        قال علي وهو يضغط أقدام حسان عشان يخفف نفضتها : اللي يريحك ياولدي ..
        ~ لا , فكوه عنيييييييي ~ هز حسان راسه بلا ورفع يده بتهور بينزع الجهاز , مسك رامي يده وقال بحزم هادئ : مو بهذي الطريقة , شويه شويه , إذا مستعد نطفي الجهاز أول ..
        غمض عيونه بقوة وأشر بيده , قال رامي بعد فترة صمت : tern it off ..
        صوت زر جهاز التنفس تبعه تخافت صوت الضجيج الصادر منه , حس حسان بشي ثقيل جثم على صدره تبعه اختناق مفاجئ ممزوج بغصة مزعجة لمن سحب رامي الخرطوم اللي بداخل حلقه , غمض عيونه من شدة الغصة و رجع فتحها على اتساعها وقبض على يد رامي بقوة , قال رامي بهدوء : عادي , عادي , حاول تتنفس بهدوء ..
        شهق حسان شهقة قويه وحس بألم فضيع في صدره , قبض على يد رامي أكثر وهو يجاهد عشان يخرج الهوا وبيده الثانية قبض على غطاء السرير , قال رامي بهدوء وهو يضغط يده : حسان إنت متوتر , تنفس بشويش وحاول تخرج الهوا مو بس تدخله ..
        توالت شهقات حسان و حمر وجهه ومن بين أنفاسه المخنوقة شافها قابضة على عبايتها بقوة وهي تطالع فيه بثبات , أشر بيده على أمه وحركها بقوة , لف علي على نورة وقال بهدوء وهو مازال قابض على أقدام حسان اللي تبغى تتفلت منه : أم حسان ما عليك أمر إطلعي شويه ..
        قالت بهدوء وهي تتحرك لحسان : اسفه ما أقدر ..
        وحطت يدها على جبين حسان وهي تقول بصوت ثابت : ما أقدر أسيبك يا حسان ..
        حس بدفء يدها رغم القفاز اللي يغطيها , نزلت دموعه وهو يشهق بقوة , كان يحس اختناقه يزيد وبرئتينه اللي بتتفجر توجعه بشكل لا يوصف , قال رامي بسرعة : give ma the pipe , مدام أم حسان تراجعي شويه لو سمحتي ..
        هز حسان راسه بلا وهو يجاهد عشان يزفر الهواء لكن شهقاته المتواليه واللي تحسسه بنيران تشتعل في صدره ما كانت تسمح له يخرج الهواء , حس بأصواتهم تبتعد عنه وحس بذبول غريب في جسمه ..
        : حسان , ولدي , حسان ..
        فتح عيونه بسرعة على صرختها الخايفة و حس بيدينها اللي قابضه على أكتافه وهي تهزه , حس بوجع في صدره لكنه انتبه إنه يتنفس بنفسه , ضمته نورة وهي تصيح وتقول : لا عاد تخوفني كذا ..
        غمض عيونه بوجع و ما قدر يقولها تبعد عن صدره لكن رامي قال بمرح : أم حسان الله يهديك ما جيتي تضمينه إلا من هناك جهة العملية , تعالي من يمينه ..
        وقال علي بمزح وهو يسحبها عن حسان : من أول مسويه فيها قوية وتنهارين في الأخير ..
        وضمها وهي تصيح من قلبها على صدره , ابتسم حسان وفتح فمه بيتكلم لكنه حس بوجع منعه من الكلام , ابتسم رامي وقال وهو يطبطب على كتفه : يا بطل , يعني عشان بعد الله قدرت تتنفس لوحدك مستعجل على نفسك تبغى تتكلم , تونا مخرجين خرطوم كان ضاغط على حنجرتك , أصبر شوي ..
        وكمل وهو ياخذ السجل من الممرضة : ما قلتلك إنك كنت متوتر , من يوم بدأت تغيب عن الوعي جسمك تصرف بطبيعية وتنفس لوحده ..
        غمض حسان عيونه كإنه يشكره وفتح عيونه ولف على أبوه وأمه وابتسم بتعب , كان يحس هالدقايق استنفذت كل طاقته , حاول يفتح عيونه وقت أطول لكنه غاص في ظلام مريح ..
        دنق رامي بسرعة وهو يسحب شي معدني يشبه القلم , فتح عين حسان وسلط عليها الضوء و قال يطمنهم وهو يرفع جسمه : عادي هذا من تأثير الإرهاق ..
        ومسك ذراعه وقاس نبضاته وضغطه وقال : الحمد لله , كل شي مطمئن ..
        وطالع فيهم بإعجاب وقال بابتسامة صادقة وهو يتذكر قصة علي اللي سمعها تتوارد بين الموجودين في المستشفى من بعد دخول حسان : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
        ابتسم علي وقال : الله يجعلنا وإياك منهم يا رب , الحمد لله على كل شيء , الحمد لله حمدا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ..
        زاد إعجابه بتواضع علي وقال : دحين إن شاء الله بنخليه تحت الملاحظة لساعتين و ننقله بعدها لغرفة عادية ..
        قال علي بامتنان : جزاك الله خير يادكتور و جعل الله كل ما تفعله في ميزان حسناتك ونفع بك الأمة ..
        حس رامي بالإحراج من كلامه فتنحنح و رافقه وخرج وهو يشرح له عن الترتيبات والأدوية والتعليمات اللي لازم يتقيد بها حسان , وقفت نورة من الجهة اليمنى من السرير عند راس حسان , خلعت قفازاتها ومسحت على شعره بحنان وسلمت على راسه وخدوده وضمته بشويش ووقفت تتأمله بحب , وصلها صوته المرح يقطع تأملاتها وهو يقول : أم حسان , وين بتباتين الليلة عندهم أرسل لك اللحاف والمخدة ..
        لفت عليه وابتسمت وهي تقول : أبغى أجلس معاه شويه ..
        جا وسحب لها الكرسي الوحيد في الغرفة وقال وهو يطبطب عليه : تفضلي ياستي , ولا يقعد في خاطرك إنك ماجلستي عنده ..
        جلست و مدت يدينها وقبضت على يده وهي تقول بصوت متهدج : شفته يموت قدام عيوني ..
        حط يدينه على أكتافها وقال : هو شكله حس بهالشعور عشان كذا طلب منك تخرجين ..
        هزت راسها وقالت وهي تمسح خده وترتب شعره : لا مو كذا , هو ما كان يبغاني أشوفه وهو يتوجع , لأنه طول السنين اللي إنت غبت فيها كان يبتسم , عمري ما شفته مقطب أو حتى معصب , كان يكتم غيضه أو يفجر غضبه بعيد عني , حتى يوم يمرض يروح للمستشفى ويرجع بدون ما يقول لي لأنه خايف أشيل هم فوق همي , ترى مامداني الوقت عشان أقولك إنه ما قصر معاي في شي ولا مع أخواته , والله شالهم على كفوف الراحة , خدمنا بعيونه وكان يبدينا على نفسه , الله يرضى عليه , يشهد ربي إني راضيه عليه دنيا واخره , الله يوفقه و ينور دربه ..
        ابتسم وهو يشوف وجه حسان المستكين وقال : الحمد لله , ربيتي رجال يا نورة , انتي تحصدين اللي تزرعينه , بعدين هو اش يبغى من الدنيا ؟؟ اللي يبغاه حصل عليه والحمد لله , رضاك ودعواتك , في شي أحسن من رضى الوالدين ودعواتهم ؟؟ ..
        زفرت وهي تتحمد الله , ولمن قامت تصنمت في مكانها للحظة قبل ما تقول باستغراب : عبد الإله ..
        لف علي وقال باعتراض لمن شاف وجهه الشاحب : إحنا ما أرسلناك البيت عشان ترتاح ..
        طالع في حسان المنزوع عنه الجهاز وقال بصوت حاد مبحوح : حرام عليكم من كلامكم حسبته مات , والله لو مادققت فيه ولاحظت إنه يتنفس كان مت وراه و ..
        قطع كلامه لمن تهدج صوته وتنفس بحده وهو يطالع فيهم باعتراض , ضحك علي وتحرك له وضمه وهو يطبطب على ظهره بقوة وهو يقول : ولد , اش فيك صاير خواف ؟؟ وين إيمانك ؟؟
        قال باعتراض وهو يقاوم دموعه اللي حسها بتخونه : مو حضراتكم قاعدين تتكلمون بطريقة كإنكم تنعون ميت وتذكرون محاسنه ..
        ضحكت نورة وقالت وهي تحط يدها على كتفه وتضغطها بتشجيع : عبووووود ما توقعت قلبك سخيف كذا ..
        بلع غصته وبعد عن علي وقال : معليش مع حسونه قلبي سخيف , عادي ..
        ضحك علي وقال : الله يخليكم لبعض ..
        وسحبه معاه وهو يكمل : و بتمشي معايا دحين عشان ترجع للبيت ترتاح ..
        قال برجاء : عمي تكفى والله مرتاح مع حسان هنا , والله ..
        طالع فيه وهو يزفر بضيق وقالت نورة : علي خلي الولد براحته ..
        قطب عبد الإله حواجبه وقال باعتراض : عمتي نورة عمي يقول ولد وسكتنا ترجعين تقولينها , حرام عليكم طاق ال 27 تقولون علي ولد ..
        قالت نورة وهي تضحك : بتظل ولد في نظري لو جبت 5 عيال , يلا روح من قدامي قبل ما أغير رأيي وأخلي علي يجرك لبيت أبوك جر ..
        ابتسم وسلم على راسها وهو يشكرها و دخل عند حسان , وقف عند راسه وتأمله بصمت , مد يده وضربه على كتفه وهو يقول : يا حمار تفك الجهاز من دوني , إصحى وأوريك شغلك ..
        ولمن شافه مستكين صامت , عيونه مغمضه بهدوء , فمه شبه مفتوح من التعب , راح وبلل قطعة شاش ورجع مسح بها شفايفه و دنق عليه بعدها وسلم على جبينه تسليمه طويله قاوم فيها غصته ورجع جلس على الكرسي لمن تذكر عبد الرزاق يوم قاله إنه صاير زي البنات دموعه عند الباب , ابتسم ومسح عيونه وهو يقول بضحكه : ما ألوم البنات يوم يصيحون كل شوي , حاجة تريح ..
        وبعد فترة سحب الكرسي وقربه من سرير حسان واتكأ بأكواعه على السرير ودفن راسه بينهم وهو يقول : عارف وأنا جاي هنا قابلت العنود , إنت عارف إنه عدنان خطبها لكن اللي ماتعرفه إني تقدمت لها قبل لكنها رفضتني ..
        ورفع راسه وطالع في حسان وقال : هي لا يروح فكرك بعيد , ترى مارفضتني عشان شي , قال إيه قال عشان في وحده تحبني , تصدق أدفع اللي في جيبي وأعرف الحمارة اللي تحبيني , على أي أساس تحبني الخبلة !! بناتنا خربت عقولهم ستار أكاديمي و خرابط الحب , بغيت أنجن لحظة عرفت سببها السخيف لرفضي وخرجت وأن ناوي إني أقول لعمي على كل شي وهو يتصرف معاها ومع الخبلة الثانية لكنك ساعتها اتصلت علي وطلبت مني أقابلك ..
        زفر ورجع دفن راسه وهو يقول : صوتك كان غريب , عزمت يوم أجيك أستشيرك في الموضوع , ويوم جيتك أول كلمة قلتها يا خي ابتسم الحياة حلوة بس نفهمها , وكان ذاك اليوم هو أول مرة تطلب مني فيها أدينك , ما دريت إنك بحاجة الفلوس إلى لمن طلبت سلفه , حسيت لحظتها بنفس إحساسي دحين , إني ما قدرت أصير أخوك وأفهمك بدون ما تتكلم وتتطلب , كان نفسي وقتها أعطيك كل ما أملك و ما أصعبها هاللحظة اللي خرجت فيها الفلوس ومديتها لك وأخذتها و إنت تبتسم , ماتدري إنه هاللحظة هي نفسها اللي خلتني أنسى موضوع عمي واللي كنت بأقوله , علمتني إنه مافي شي يستاهل العصبية والزعل , استحقرت نفسي قدامك وإنت شايل هم أمك وأخواتك ومصاريفهم وأنا فاضي بأحط راسي من راس العنود والخبلة اللي معاها ..
        : صدق فاضي ..
        رفع راسه بسرعة لمن وصله الصوت الثقيل المتحشرج وأول ماشاف حسان مفتح نص عيونه وهو يطالع فيه بتعب فز من الكرسي وصرخ بحماس : حسان ..
        ولمن انحنى عليه رفع حسان يده وهو يأشر على صدره باليد الثانية , ضحك عبد الإله وقال : صح إنها سبة بس والله أحلى كلمة سمعتها ..
        ابتسم حسان وهمس بصوت مخنوق متقطع : انقلع .. عني .. يالمز ..عج ..
        عدد عبد الإله على أصابيعه وقال : فاضي , مزعج خذ راحتك حبيبي , يا حيا الله هالصوت اللي يشبه صوت جدتي حمده بعد 70 سنة ..
        ضحك حسان ولف على نفسه بتوجع وهو يمسك صدره بقوة , قالت الممرضة اللي دخلت على أصواتهم : إس هادا ؟؟ هادا مريد لازم ما في إدهاك بئدين في عوووور..
        قال عبد الإله بلهجة خنوعة : على أمرك , اسف عمتي والله ما قصدت ..
        ولمن ضحك حسان مرة ثانية وهو يتوجع لفت عليه الممرضة وقالت : إس فيه قوووووووول ؟؟ يلا لو سمهت out , out pleas , هادا مريد تحتو ملاهدا سويه بعدين هو في روح غرفة فوق..
        وقامت ترطن بالفلبينية ..
        : أشوفكم مطلعين جن ميري ؟؟
        التفت عبد الإله للدكتور رامي اللي كمل : توني قايل لعمك إنه الضحك واحد من الممنوعات , ممنوع بتاتا عشان مكان العملية وعشان رئته ..
        قال عبد الإله بهدوء : إن شاء الله ..
        طالع فيه رامي وأشر على الباب الزجاجي الكبير وقال : طيب ممكن يا بطل تخرج من هنا إلين تنتهي فترة الملاحظة , هي كلها ساعتين ..
        ابتسم عبد الإله وخرج بعد ما أشر لحسان مودع ...



        *******************************

        أول ما فتح دخل للصفحة الرئيسة للمنتدى شافه ..
        ** Vampire ** الحالة متصل ..
        رفع حواجبه باستغراب وقال : ياسلام ..
        خرج جواله ودق على الرقم وهو يضغط بالسهم على ** Vampire ** عشان يشوف هو في أي موضوع ..
        (( إن الهاتف المطلوب لايمكن الاتصال به الان فض ... ))
        صك الخط ورجع دق على رقم ثاني وحط الجوال على إذنه وثبته بكتفه وهو يكتب موضوع في صفحة الورد ..
        وصله الصوت المرحب : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
        قطب حواجبه ووقف عن الكتابة وقال : وعليكم السلام , أشوف بعض ناس أون لاين ..
        و لمن وصلته الضحكة الهادئة عقد حواجبه وقال : تراني معطيك الباسورد صح بس في حالة صار لي شي تخبر المنتدى مو عشان تدخل باسمي ..
        زادت ضحكته وهو يقول : والله حلوة لوحة المشرفين , اش رايك أحذف ..
        قاطعه وهو يمسك الجوال اللي كان بيطيح : عدنان واللي يرحم أمك لا تحذف شي ..
        وصله صوت عدنان الهادئ وهو يقول : هي أمزح معاك , من جدي يعني بأتصرف من راسي , المهم تراني دخلت باسمك لأنه حضرة المراقب سوالي حظر , هذا دوبه دوبي , اخر مرة وأنا موجود أرسل لي لو تغير اسمك مية مرة بأعرفك وبعدها عطاني الحظر ..
        ضحك سامر من قلبه وقال : دواك , تستاهل يوم أقولك ممنوع مناقشة المذاهب ما تسمع ..
        : يا خي كنت أرد عليه بأدب وبأجوبة منطقية وبدلائل ما تجاوزت حدودي ..
        قال سامر بأسف : سوري يالحبيب بعد تحريات اكتشفت إن المراقب من طينة كاتب الموضوع عشان كذا سوا لك حظر ..
        وصله صوت عدنان البارد وهو يقول بلا مبالاة : المهم بسوي لي بريد جديد و بأدخل باسم جديد ..
        غير مكان الجوال للإذن الثانية وهو يقول باستغراب : عدنان أسألك بالله ماطفشت من كثر ما يسوون لك حظر , هذي رابع مرة ..
        : وراهم وراهم إلين يملون , كل ماشفت موضوع مو عاجبني بأرد , قل الحق ولو على نفسك , يعني يكتب قصة كلها فسوق وفجور وخرابيط الحب اللي تلعب بعقول البنات والشباب وقلنا حرية قلم لكن يكتب أخطاء دينية ويدافع عنها بحماس , اخ يالقهر , قلبي يحترق منه ..
        ضحك سامر من قلبه وقال : إنت تقول إن المراقب دوبه دوبك وإنت دوبك دوب هالعضو ..
        : لا هو زايد حاله , عنده قلم قوي وجرئ يدخلك في عمق الكتابة لكنه ياحسافة يدس السم في العسل ..
        شاف نافذة طلعت له ..
        $ أحلى فراولة $ : حبيب قلبي ..
        ابتسم وفتح النافذة وكتب : هلا والله ..
        وهو يسأل عدنان : اش قلت لي اسمه ؟؟ ..
        جاوبه عدنان وهو يزفر بطفش : التقاء الساكنين ..
        عقد حواجبه واعتدل في جلسته وهو يقول : إيش ؟؟ واش معناه التقاء الساكنين , أفتكر قيد مر علي في مرحلة دراسية ..
        وضحك لمن قال عدنان : إنننننننننسى , هذا شي ما تفهمونه إنتم قوم yes , no , بعيد عن مجالك بعد الشمس عن الأرض ...
        $ أحلى فراولة $ : هلا حبي , هلا قلبي , والله واحشني يا أصيل ..
        قال وهو يكتب كلماته بسرعة : و إنت من فضاوتك تقعد تقرأ قصص ..
        : مشكلتي ما أقرأ إلا له, كتاباته أدبية لغتها قمة في الرقي , الله يهديه ويهدينا أجمعين ..
        ضغط زر الإدخال وهو يبتسم ..
        % اتحادي أصيل % : هلا فيك , كيف حالك حبيبتي ؟؟
        : سموووووووور , معايا ؟؟
        انتبه سامر للجوال وقال : أوووو نسيتك , دخل علي ماهر ماسنجر ..
        : من لقي أحبابه , يوم تخلص من عنده أعطني رنة لو لقيتني موجود , يلا سلام عليكم ..
        ابتسم يوم شاف الصورة المتحركة للسمراء اللي ترسم القلب بروجها وقال : في أمان الله ..
        $ أحلى فراولة $ : حبيبي اش سويت في المدرسة اليوووووووووم , عسى ما تعبت ؟؟
        ضحك وكتب بسرعة ..
        % اتحادي أصيل % : يا شينك يوم تقلد الحريم , عز الله عوفتني فيهم ..
        $ أحلى فراولة $ : هههههههههههههه , مي راكبة ؟؟..
        % اتحادي أصيل % : جنوط على حمار ..
        $ أحلى فراولة $ : الله يخسك يالملعون ..
        % اتحادي أصيل % : كم مرة قلنا لك لا تلعن , بعدين غير اسمك تراك جبت اللي الشبهة , بالقوة افتكيت من لسان سحور المرة اللي فاتت ..
        $ أحلى فراولة $ : اش أسوي ؟؟ لزوم المسرحية اللي مسويها على واحد من الشباب ..
        % اتحادي أصيل % : لا تقول سعود ..
        $ أحلى فراولة $ : خخخخخخخخخ هو في غيره أبو البنات , ياحبه للحريم , والله لا أطلع الحب هذا من عينه ..
        % اتحادي أصيل % : أبو طبع مايغير طبعه ..
        $ أحلى فراولة $ : أحاول , المهم , كيف عملك اليوم ؟؟ ولا أقول ..
        $ أحلى فراولة $ : ركب الكاميرا خليني أشوفك ..
        % اتحادي أصيل % : تعرفها ..
        $ أحلى فراولة $ : يا حيوان ..
        % اتحادي أصيل % : نو وي ..
        $ أحلى فراولة $ : ليه ؟؟
        طالع سامر في الشاشة طويل قبل ما يكتب ..
        % اتحادي أصيل % : تبغى الحقيقة ؟؟
        % اتحادي أصيل % : مارحت الدوام اليوم ..
        أرسل له صورة واحد مفجوع عيونه تخرج من مكانها , ابتسم بألم لمن شاف الصمت من جهة ماهر وأخيرا تحرك وكتب ..
        % اتحادي أصيل % : وصلت لباب المدرسة ويوم شفت الطلاب تراجعت ..
        $ أحلى فراولة $ : ليه كانوا ضخام ؟؟
        ضحك من قلبه وكتب ..
        % اتحادي أصيل % : عيال ثانوي اش تبغى أحجامهم يعني ؟؟
        % اتحادي أصيل % : و ..
        % اتحادي أصيل % : و رجعت بعد الطابور الصباحي ودخلت متأخر واعتذرت من المدير عن الدخول لأي حصة وجلست منزوي على كرسي مكتبي في غرفة المدرسين وأنا أحس إن الكل يصرخ فيني إنت مدمن ..
        $ أحلى فراولة $ : ما حاول واحد من المدرسين إنه يكلمك ..
        % اتحادي أصيل % : واحد بس , لكن يوم شاف برودي و هدوئي قرر ينسحب هو كمان بهدوء ..
        $ أحلى فراولة $ : وتعترف كمان ..
        طالع في صورة الولد اللي يلعب في بالون المويه ويرميه على الشاشه , زفر وكتب ..
        % اتحادي أصيل % : غصب عني , ليه سنتين مبتعد عن محيط الدراسة , حسيت بإحساسي أول يوم داومت فيه قبل سنين , وكمان المدرسين اللي عندي أصغرهم عمره 36 سنة متزوج وعنده 3 عيال , يعني ويني و وينهم ..
        $ أحلى فراولة $ : عادي , المهم دخلت المدرسة يا بطل , أنا فخور بك ..
        % اتحادي أصيل % : لا والله !! إحلف يا شيخ , شايفني بزر عندك ..
        $ أحلى فراولة $ : ههههههههههههههههههههههههههه ..
        % اتحادي أصيل % : إنقلع عن وجهي وروح كلم حرمتك ..
        $ أحلى فراولة $ : ##### ...
        % اتحادي أصيل % : يالوصخ , فمك يبغاله غسل على قولة سلمى ..
        $ أحلى فراولة $ : اخ , ذكرني لا رجعت أروح أسلم عليها , تراني مارحت لها من فترة وإنت تعرف جدتك لو غبت عنها يوم تقول لي سنة ماشفتك ..
        % اتحادي أصيل % : ههههههههههههههههههههههههههه , إنت تستاهل اللي يجيك يالقاطع ..
        $ أحلى فراولة $ : اش أسوي لسفراتي ؟؟ ولا أقعد عند سلمى وهي تصرف علي وعلى النقاقة اللي ماخذها ..
        % اتحادي أصيل % : محد ضربك على يدك , الكل شارد عن بنات عمي عبد العزيز وإنت ضارب بكلام الكل عرض الحايط و رايح لعرين اللبوة وماخذ بنتها تستاهل , ذووووووووق ..
        $ أحلى فراولة $ : أحبها ..
        قطب سامر حواجبه وطالع في الشاشة بقرف وهو يقول بقهر : اش اللي محببه في وحده بززززززززرة زي أريج , يعععععععععععع والله ماعنده ذوق ..
        ورجع كتب ..
        % اتحادي أصيل % : الله يسهل لكم ويجمعكم على خير ..
        $ أحلى فراولة $ : مشكور , المهم أبغاك بكرة تروح المدرسة وتدخل حصصك سامع ..
        استغرب سامر لمن سمع صوت جرس البيت الداخلي لكنه طنشه و كتب..
        % اتحادي أصيل % : إن شاء الله , انتبه لنفسك ..
        ولمن تذكر كتب ..
        % اتحادي أصيل % : وصح , سامحني ظلمتك على بالي إنت اللي داخل باسمي للمنتدى لكنه طلع الأعزب المثالي ..
        $ أحلى فراولة $ : يا بخت المظلوم بالجنة , حلالك إظلم زي ما تبغى , كللللللللللللللللللللها اخذها منك يوم القيامة ..
        % اتحادي أصيل % : روح إنقلع ..
        $ أحلى فراولة $ : وإنت إنقلع ..
        وقفل المحادثة وتحرك خارج من الغرفة لمن سمع صوت الجرس يرن بإلحاح , استغرب إنه مافي أحد يرد على الجرس وتذكر إنه الشغاله شردت يعني إستحاله أحد يرد , فتح الباب و انصدم لمن شاف المنظر , ثلاث بنات لابسات عبايات على الكتف وطرح على أكتافهم ووراهم رجال ..
        ابتسم الرجال لمن شاف ذهوله وقال : سامحني أخوي شكلي غلطان في ..
        صرخ سامر بحماس : خالد ..
        وتجاوز البنات وضمه بفرح وهو يقول : الحمد لله على السلامة , الحمد لله على السلامة ..
        ابتسم خالد وقال وهو يضمه : إنت أي واحد فيهم ؟؟
        ضحك سامر وقال وهو يبعد عنه ويتأمل وجهه : يعني , يعني ما تعرفني ..
        ولف على البنات وطالع فيهم بتعجب وقال وهو يأشر عليهم : غيناء , غيداء , غدي ..
        ضحكت أكبرهم واللي فهمت تريقته وقالت أصغرهم بصوت نحيف : انا مو غيداء السعليه أنا غديييييييييييييي ...
        ضربتها أوسطهم وقالت بعصبية : انا سعليه يالفطساء ..
        شهقت غدي وقالت بدلع وهي تأشر على أنفها بطريقة مسرحية : حد السيف هذا كللللللللله وتقولين فطساء , ودك في زيه ..
        قهقه سامر وقال : يلعن أبو التكبر , بنت من وين جايبة هاللسان الطويل وإنتي توك صغيرة ..
        لفت عليه وقالت وهي تعدل طرحتها : عمي أنا 7 سنين وين صغيرة ..
        حط يده على جبينه وقال بتطويل : سبببببببببببببببببببببببببببع سنيييييييييييييييييييييين , أتاريك عجوز ..
        رمته بنظرات حاده بنص عينها وقالت : لا تتريقك أتكلم جد ..
        انبهت سامر منها و ضحك خالد وقال : الله يحفظها , لا تراعيها , والله تاكلك بقشورك ..
        تقدمت غيناء أكبرهم واللي ماتجاوزت ال 10 وسلمت عليه بخجل وهي تقول بصوت واطي : كيف حالك عمو ؟؟
        سلم عليها وعلى بقيتهم وطالع لورى وقال : وين أم غيناء ؟؟
        ابتسم خالد وقال : هاهاو ضحكتني , تبغاها تجي هنا وتسيب أهلها وهي ماحسبت من الله توصل السعودية , من المطار قالت ماتشوف وجهي إلا في المطار وإحنا راجعين باكستان ..
        ضحك وأشر له يتفضل وهو يقول : من حقها , سنة ما شافتهم ..
        ولف و قال بصوت عالي : أمي إلحقي , تعالي بسرعة ..
        قال خالد : لا تفجعها ..
        طنشه سامر وقال بصوت أعلى : أمي ..
        طلت أمه من الدرج وهي تسأل بخوف : اش في .....
        وسكتت لمن شافته من البعيد واقف في الممر وحوله بناته , حطت يدها موضع قلبها اللي حسته يخفق من الفرحة وهي تهتف بعدم تصديق : خالد ..
        و نزلت الدرج بسرعة عجيبة , تقدم خالد بسرعة أكبر وقطع الممر وطلع درجتين قبل ما يلقاها في حضنه تضمه وهي تبكي , ابتسم وضمها وهو يقول : أم خالد الله يهديك , ليش الدموع ؟؟
        مرت فترة وهو يحس بإهتزاز جسمها بين ذراعينه , ضمها وهو يفكر إنه مستحيل يلقى الإنسان أحد يحبه زي أمه , سلم على راسها وهو يقول : يمه خلاص حبيبتي ..
        صرخت سحر بعدم تصديق : وا , خالد ...
        ولفت وهي تهتف : سلافه خالد جا ..
        ونزلت الدرج ووقف قدامهم وقالت : يمه أعطيني فرصة أسلم ..
        ابتسم لها خالد وأشر لها تسيبها كمان شوي إلين ترتاح , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها وسلمت على خده وهي تقول : وحشتنا ..
        ولفت على بناته وفردت يدينها وهي تقول : هلا بالأميرات الثلاثة ..
        وسلمت عليهم بحب وهي عارفه إنهم كعادتهم أول ما يجون , كاشين و ساكتين , نص يوم بس وتطلع كل مواهبهم الدفينة ..
        : oh my god , no way !! , خالد ..
        لفت سحر و حركت فمها بدون صوت تقلدها وهي تمثل بيدها حركات عدم التصديق , ضحكوا البنات وقال سامر بضحكه : ياكرهك للإنجليزي ..
        لف خالد وقال : صح , صقر برا يبغاك في موضوع ..
        ابتسم سامر وطالع في سحر بنظرة تسلية قبل مايخرج لصقر اللي سلم عليه أول ماشافه وتحمد له بسلامة خالد , طالع في سامر بحيرة وهو يقول : الله يسلمك من كل شر ..
        وسكت قبل مايسأل : صقر اش به وجهك ؟؟
        طالع فيه صقر بصمت للحظات طويلة بترها لمن سأل : كلمت سحر على الخطبة ؟؟
        هز راسه بلا وهو يقول : لا , قلت خلي إلين يرجع أبويه من السفر , ليش ؟؟ تبغاني أكلمها دحين ؟؟
        هز راسه بلا وهو يقول بهدوء عجيب : مايحتاج , انسى الموضوع تماما لأنه عمتي نجلاء تقول إنه سحر راضعة من وفاء ..
        قطب حواجبه بتفكير ورجع فتح عيونه عن اخرها وهو يقول : لا تقول ..
        هز صقر راسه وقال : والله , أم زوج وفاء أكدت الرضاع ..
        شهق سامر وقال : بسسسسسسسس , كييييييييييييييييييييف ؟؟
        هز صقر أكتافه باستسلام وهمس : علمي علمك ...
        طالع فيه سامر بألم ووجع , كان وده يعرف اش يفكر فيه وهو هادي كذا ليه , لف صقر وقال : هذا اللي كنت أبغاه منك , زين اللي محد دري بالموضوع غيرنا , إنساه طيب ..
        وقف مذهول يطالع في ظهر صقر وهو راجع لسيارة وحاول قد مايقدر يحرك لسانه أو يدينه لكنه ماقدر , وقف بصمت يتتبع اخر لمحات السيارة اللي غابت في أقرب منعطف على اليسار , جلس يفكر بعمق لدقائق يحاول يستوعب الموضوع وأخيرا رجع للمجلس و أول ماشاف سحر جالسة جنب خالد وهي لافه يدينها حولين ذراعه بمحبة زفر ودخل وهو يتصنع الابتسامة ...




        ***************************



        في مستشفى العسكري :

        : دحين سواء في حالة كانت تاخذه وهي حامل أو في حالة تركته لازم تجيها هالأعراض , إكتئاب , دوخة , عصبية زائدة , تصورات غريبة , أفكار مبهمة , خمول , تعب وإرهاق ..
        و لف على عمر اللي كان وجهه واجم وسأله : متى بالضبط صرفت لها الدواء اخر مرة ..
        قال عمر وهو يفكر : على ما أعتقد قبل زواجها بيومين وكنت صارف لي روشته حق شهرين ..
        قال مطلق وهو يهز راسه : فاكر , طيب كم مضى على زواجكم ؟؟
        سأل سؤاله وهو يطالع في جاسم اللي قال بسرعة : شهرين وأسبوعين بالضبط ..
        زفر مطلق وهو يفرك عيونه وهو يقول : الدكتورة رانيا تقول إن الحمل له ثلاث أسابيع تقريبا ..
        وضغط قلمه وكتب على الورقة اللي قدامه وهو يكمل : يعني لو إنها كانت تاخذ الحبوب بانتظام هذا معناته إنه لها ...... 16 يوم بدون الحبوب والحمل مدته 21 يوم يعني كانت تاخذ الحبوب لمدة ...... 5 أيام أثناء الحمل ..
        وحط القلم وقال وهو يطالع فيهم : ونقدر نقول ساعتها إن شاء الله إن الخمسة أيام ماتأثر على حملها , لكن هذا في حالة حسبنا إنها ما تركت أي حبه أو نسيتها لكن لو في حالة نسيت وحده ورجعت أخذتها في اليوم الثاني بتختلف الأيام ..
        ركز نظره على جاسم وسأل : هل لاحظت عليها تغير في شخصيتها في يوم , يعني كانت فيها على غير العادة ؟؟ ..
        لمن شافه مقطب يفكر , حمحم وقال وهو يركز نظره على الورق : طيب هل لاحظت عليها ..
        وحمحم مرتين وكح و كمل : أي برود عاطفي في الأوقات الحميمة ؟؟..
        نزل عمر راسه وقطب جاسم حواجبه بعصبية لمن تذكر لحظات زي كذا , قال مطلق يفسر له : ترى هذي كلها دلائل على عدم أخذها للحبوب فأنا أبغى أعرف إذا كانت نسيت بعض الجرعات ...
        زفر جاسم وهو يقول : مرت أيام نادره كنت أشوفها فيها متضايقة وطفشانه و ...
        سكت وهو يتذكر إنها كانت تحرص إنه مايشوفها إلا مبتسمة , حس بقلبه يخفق بقوة ومشاعر ألم تكتسحه ~ كانت تاخذ دوى نفسي , عمرها مابينت لي , أنا زوجها وعايش معاها في نفس البيت كيف ماعرفت , أزهار ليش دسيتي عني ؟؟ ليش ؟؟ ~
        حس بأصابع باردة تقبض على يده اللي مريحها ركبته , رفع بصره وانتبه لنظرات عمر المتسائلة , لف على مطلق وقال : متى تفحصها يا دكتور ؟؟
        أخفى مطلق دهشته من سؤاله وقال بهدوء : حاليا ما أظن حالتها تسمح إني أدخل عليها , قصدي أفضل إنه عمر يدخل عليها أول بما إنها طلبته ونشوف بعدها اش ممكن نسوي ..
        ولف على عمر وقال : إذا دخلت عليها أبغاك تحرص أشد الحرص إنها ما تدري إن الدواء هذا يأثر على حملها و إنه له اثار جانبية على الطفل عشان ماتزيد حالة الإكتئاب اللي ممكن هي فيها الان وكمان عشان ماتكذب في أخذ جرعات الدواء ..
        قال عمر باستنكار : تكذب !!! أزهار ما تكذب ..
        زفر مطلق وقال : ممكن في هالحالة إنها تكذب عشان تقنعنا إنها ماسببت ضرر لجنينها ...
        : مستحيييييييييييل تكذب ..
        قال مطلق بهدوء : عمر هي في حالتها الان لا شعوريا حتكذب عشان نفسها , عشان ما تتلقى الملامة وعشان تخرج نفسها من عقدة الذنب وماتقعد عايشه فيها طول حياتها لو لا قدر الله صار لحملها شي ...
        زفر عمر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
        ابتسم مطلق بتشجيع وقال : إن شاء الله خير , أنا عند ظن عبدي بي ..



        *********************







        تعليق

        • أحلى من الحلا
          عضو فضي
          • Aug 2007
          • 539

          #84
          من غمضت عينها اللي بعد جهد وقفت دموعها رجعت الصور تتدافع قدام عيونها وتذكرها باللي صار , فتحتها بسرعة وقامت , حست بشي على صدرها يدفعها , انتبهت للممرضة اللي ابتسمت بحنان وهي تقول : مداد لازم في راحة ..
          رجعت رمت نفسها على ورى وهي تطالع في السقف ..
          دخل عمر لغرفة الطوارئ وراح للسرير اللي دلته عليه الممرضة , سحب نفس عميق ودخل وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
          فتحت عيونها عن اخرها وقامت من سدحتها , أول ماشافته نزلت من السرير وهي تقول بصوت متهدج : عموووووووور ..
          تصنم في مكانه لمن شافها , كانت شاحبه بشكل غريب , ضمته بقوة وهي تقول : عمووووووور , وينك ؟؟ ليش تأخرت علي ؟؟
          لف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟ إن شاء الله أحسن ..
          غمضت عيونها بقوة لمن حست بالدموع ترجع لها وهمست : الحمد لله بخير بس أبغى أروح البيت دحين ..
          ولمن شافته ساكت رفعت راسها وطالعت فيه بعيون زايغة , قال بهدوء : أزهار تراني فاهم اللي تحسينه ..
          تفجرت الدموع من عيونها وقالت : لا ماتدري , ماتفهم , محد يفهم اللي أحسه ..
          قال بهدوء : حبيبتي أزهار ترى اللي تحسينه والأفكار الغريبة اللي تجيك مو من عقلك , هذي من تأثر الدواء اللي تاخذينه ..
          بعدت عنه وطالعت فيه بنظرات غريبة , قال بهدوء : الدواء اللي تاخذينه إذا سبتيه فجأة يسبب أعراض جانبية لأن الجسم تعود عليه , يسبب دوخات , غثيان , خمول وتعب , ضيق وعدم رغبة في أشياء كثيرة , وأعراض كثيرة تخص العقل لأن الدوا أصلا مضاد للإكتئاب وجسمك كان متعود عليه لفترة طويلة ..
          استعادت ذاكرتها أول مرة راودها هالشعور في ماليزيا ولمن رجعت الفندق تذكرت إنها نسيت تاخذ دواها وأخذته ومن بعدها ما حست بهالشعور , وربط عقلها الموضوع وتذكرت الأيام اللي تلتها ونسيت فيها الجرعة يرجع لها نفس هالشعور , غمضت عيونها بقوة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله ..
          وغطت وجهها بيدينها وهي تقول : يارب لك الحمد , والله كنت بأنجن وأنا أفكر طول هالمدة اش اللي فيني ..
          حزن عليها وقال : الحمد لله , بس ليش ماتكلمتي ؟؟ ليش ماقلتي ؟؟
          مسحت دموعها اللي مهي راضية توقف وهي تقول : ماكنت أبغى أشغلكم ..
          ابتسم وقال : الله يهديك يعني بتكلفين علينا لو تكلمتي ..
          قالت بصوت مقطع من كثر البكى : مشاكلي كثيرة عشان كذا قلت مو لازم ..
          تقدم منها وقال يقاطعها : غبية ..
          وضمها وهو يكمل : يعني زوجك ومافيها مشكلة تدسين عنه أنا تدسين عنييييييي ؟؟ يعني مافي من أهلك إلا أنا وتدسين ..
          سندت جبينها على صدره وهي تحس براحة , حضنه يختلف عن حضن جاسم , حضنه أدفأ , همست بتعب : كنت أحس بخمول وخوف غريب , أحيانا اصحى نص الليل والضيق يخنق صدري خنق وما أدري اش فيني , أقعد أدور البيت وأقرأ قران وأصلي والضيق هو هو مايتغير بس يخف , أحيانا أفكار غريبة تراودني لكني أنفضها وأنا بأموت من الخوف ..
          ورفعت راسها وقالت : يعني الدوا هو سبب هذا كله ..
          هز راسه وهو يخفي عنها خوفه من إنها أخذت الدوا أثناء حملها , مطلق شدد عليه مايثيرها بأي طريقة وإنه يبقيها هادئة قد مايقدر عشان حالتها , لازم يسألها بدون ماتحس إن الموضوع ممكن فيه شي ..
          سألته بحيرة : الدكتورة تقول الدكتور مطلق برا , اش جابه هنا ؟؟
          ابتسم وقال وهو يجلسها على السرير : حتى أنا استغربت طلع إنه هذي المستشفى اللي يشتغل فيها وراح للملك فهد كطبيب زائر عشان الدكتورة كانت عندها إجازة ذاك الوقت ...
          سكتت لفترة بعدين سألت بهمس : جاسم برا ؟؟
          : إيوه برا , تبغيني أدخ ..
          هزت راسها بلا وهي تقول بحدة : لا ..
          ونزلت راسها لمن شافت نظراته المتسائلة وسألت : عرف بالدوا صح ؟؟..
          حس بتوتر , خاف يكلمها في الموضوع ويأثر عليها فالتزم الصمت , طالعت فيه برجاء وقالت : عمور عرف ؟؟
          هز راسه بإيوه وقال : لازم يعرف , إنتي ليش ماقلتي له ؟؟
          نزلت راسها وحطت يدينها في حضنها وهمست : ماكنت أبغاه يدري إني اخذ أدويه نفسيه ..
          : أزهار حبيبتي مو عيب إنك تاخذين دوى نفسي , ناس كثير ياخذون أدويه , الطب النفسي زيه زي باقي الأمراض ..
          هزت راسها بلا وهي تقول : برضو , ماكنت أبغى أقول له ..
          ولمن حس بإختناق صوتها قال بهدوء : طيب ارتاحي دحين و ..
          سألته فجأة : الدوا أثر على الحمل ؟؟
          انصعق من سؤالها المفاجئ وقال : ها , لا , قصدي ..
          زفر وقال بصدق : ما أدري ...
          التمعت عيونها وهي تقول : جاسم قال إني أثرت على النونو وإني ..
          جلس جنبها وقال يقاطعها وهو يحط يده على كتفها : جاسم ماقصد هالشي ..
          هزت راسها بلا وقالت بحزم : إلا قصده أصلا هو ماهمه فيني ..
          طالع فيها باستغراب وهو يردد كلامها : ماهمه فيك ؟؟
          غمضت عيونها بقوة تمنع دموعها وقامت من عنده لكنه رجعها وهو يقول بلطف : أزهار لازم ترتاحين ..
          دفت يده و قامت ولفت عليه وصرخت بعصبية : أنا مرتاحة , إنتم بس فكوني وسيبوني لوحدي ..
          وحست بالوجع لمن شافت عيونه المتسعة بصدمة من صرختها فتمالكت نفسها غصب وهي تقول : تعبت من كثر ماتقولون ارتاحي , والله تعبت ..
          وزفرت وقالت : هو لو الراحة بيدي كان ارتحت وريحت اللي حولي لكنها مهي بيدي , في شي يخل ..يني غصب أ ..
          سكتت وهي تتأمله بصمت , ولمن ابتسم لها بهدوء ارتجفت شفايفها لكنها رصت عليها بقوة قبل ما تهمس وهي تشوف نظراته الغريبة لها : عمور إذا هذا من تأثير الدوا علي كيف الجنين ..
          وارتجفت شفايفها أكثر وهي تكمل بهمس أشد خفوتا : أنا وقفت الدوا عشانه ..
          وشهقت بقوة وغطت وجهها وهي تقول بصوت متوجع : والله وقفت الدوا عشانه , كان مكتوب إنه ممنوع للمرأة الحامل وأنا وقفته , والله وقفته ..
          قام وضمها وهو يقول : أزهار إن ..
          هزت راسها بلا وهي تقول بنفس الصوت المتوجع وهي تدفه : لا تتكلم , الله يخليك لا تقول شيييييييييييييييييييي , خلوني أسمع صوتي بس ما أبغى أسمع صوت ثاني ..
          بعد عنها وطالع فيها بخوف وهو يهمس : تبغيني أخرج ..
          سدت أذنيها و هزت راسها بلا وهي تقول بنفس النبرة الموجعة : خليك هنا بس لا تتكلم ..
          هز راسه بإيوه وهو يصرخ بداخله ~ يارب ارحم حالها , ياربي أختي ومالي غيرها وإنت أعلم , لو صار فيها شي , استغفر الله العظيم , عمر ترى لو تفتح عمل الشيطان , إن شاء الله إنها بخير , إن شاء الله إنها بخير ~
          وقف في مكانه بصمت وهو يتأملها ولمن لف وجهه عنها انتبه لجزمته السوداء الجلد الباينه من تحت الستاير , صاحت شويه ورجعت مسحت دموعها وقالت : أنا وقفت الدوا من بعد شهر وأسبوع من الزواج ومن وقفته وأنا أحس نفسي غريبة , ماربطت إنه هذا بسببه أو من تأثير إني سبته , مشاعل هي اللي نبهتني إنه هالأدوية ممكن ماتنفع للحامل في حالة إني حملت ووقتها رحت وقرأت الورقة وما فهمت منها شي إلا إنه المقبلين على الحمل لازم يستشيرون الطبيب قبل والحامل والمرضع لازم ما يتعاطون هالدواء فوقفته , ماتتخيل وقتها الأفكار اللي كانت تجيني بسبب اللي أحسه , فكرت في كل الإحتمالات اللي ممكن تكون السبب , البعد عن الله , مس , عين , سحر زي ماصار لمشاعل , كل شي خطر ببالي وكنت طول هالمدة أضغط على نفسي وأحاول أتجاهل اللي أحسه ..
          واختنق صوتها وهي تكمل : تعبت , والله تعبت ..
          سكت احترام لرغبتها بعدم سماع أي صوت رغم إنه كان وده يواسيها , كان يعرفها , مستحيل تشتكي لأحد إلا لمن توصل لحد الإنفجار ..
          بلعت ريقها وقالت بهدوء بعد ماتنحنحت : عمر الله يخليك أبغى أروح البيت , أبغى أروح دحين ..
          طالع فيها للحظات وسأل بعدها بتردد : وجاسم ؟؟
          لفت وجهها وهمست : قوله إني تعبانة وأبغى أرتاح ..
          انتبه لحظتها لتحرك مطلق من ورى الستارة , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , ارتاحي انت هنا , دقايق وراجع لك ..
          ولمن خرج لقي جاسم واقف في الممر ومعاه مطلق اللي ماسك ملف يقرأ فيه ويدون عليه بعض الملاحظات , أول ماخلص تدوين ملاحظاته قال : الحمد لله , شيء مطمئن إنها وقفت الأدوية قبل فترة فبكذا نستبعد حكاية التأثر على الحمل لكن ...
          حك حاجبه اليمين وكمل : من نبرة صوتها ومن كلامها يبدو إنها مهي قادرة تتجاوز فقدان الدوا رغم إنه مررررر ....
          طالع في الملف وكمل : أكثر من شهر على عدم تعاطيها ..
          ولف عليهم وكمل بهدوء : وطبعا هذا مهو شيء مستغرب خاصة إنها كانت تتعاطاه لأكثر من 7 شهور وبنسب عاليه في البداية ..
          وزفر وكمل وهو ينقل بصره بينهم : حاليا ما أقدر أوصف لها أو أعطيها أيييييي دواء , المهم الان إننا نهتم بحالتها النفسية , خاصة في أشهر الحمل الأولى , يعني أعراض الوحام مع أعراض عدم تقبل جسمها لتوقف الدواء حتكون عصيبة عليها فياليت نضغط على أنفسنا شويه ونسايسها بأي شي هي تشوفه إنه هو راحتها , يعني هي حاليا تشوف إنه راحتها في جلستها في بيت أهلها فالأفضل إنها تروح مع عمر ..
          قال عبارته الأخيرة وهو يطالع في جاسم اللي رماه بنظرات بارده قبل مايلف على عمر وهو يقول بهدوء بارد : الله يعيننا نسوي زي مايقول الدكتووووور ..
          ما انتبه عمر لنظرات العداء الغريبة المتبادلة بينهم وهو يرجع للغرفة عشان يقول لأزهار تجهز نفسها ..
          لبست أزهار حجابها ودخلت يدينها جوة العباية لأنها نسيت قفازاتها من كثر تعبها وتحركت مع عمر اللي حط يده بخفة ورى ظهرها كإنه يساعدها , أول ماشافته حست بكل مشاعرها تثور , لفت وجهها بعيد عنه لمن شافته يتقدم لهم ..
          : أوصلكم للسيارة ..
          قالها وتقدمهم بخطوات حازمة , طالعت في ظهره بحسرة و لفت على عمر وسألته : وين الدكتور مطلق ؟؟ اش قال ؟؟
          ابتسم عمر وقال : الحمد لله , طمنا عليك وقال إن شاء الله الجنين ما حيكون عليه أي ضرر , يعني اتطمني المهم صحتك بس ..
          ابتسمت براحة , ولمن خرجوا للمواقف لف جاسم عليهم , دنقت راسها وأشر عمر على مكان سيارته , وقف جاسم عند الباب اللي جنب السائق وفتحه لمن فتح عمر السيارة , لمن لاحظ إنها تجاهلته و ما طالعت فيه ابتسم وقال : انتبهي لنفسك ..
          جلست على المقعد بصمت , صك جاسم الباب وقال يخاطب عمر بمرح وهو يتأملها : هالله هالله في حرمتي ..
          ابتسم عمر لمن شافه يطالع في أزهار اللي مارفعت بصرها له ولو لجزء من الثانية وقال وهو يشغل السيارة : في عيوني إن شاء الله , انتبه لنفسك , في امان الله ..
          رفع جاسم يده مودع وتحركت السيارة مبتعدة عن المكان , طالعت أزهار في المراية الجانبية وشافته واقف يطالع في السيارة , غطت وجهها لمن بدأت الدموع ترجع لها ...


          ****************************


          : والله ؟؟ الله يبشرك بالخير يارب ..
          لصقت العنود في سفانة وحطت إذنها على الجوال بفضول وهي متجاهلة سحب البندري لبلوزتها عشان تجلسها , دفتها سفانة وهي تقول : فكوا الجهاز عن حسان وقدر يتنفس لوحده ..
          صرخوا بحماس وكان أكثرهم حماسا ريم رغم وجعها , ضحكت سفانة لمن سمعت صوت أمها تقول من الطرف الثاني : أكيد هذا ريم ..
          وقالت : أكيد طبعا , المهم متى بتوصلون عشان أتجهز ..
          وصلها صوت أمها المحرج المتردد وهي تقول : أبوك عازمني على عشا بمناسبة سلامة حسان ..
          ابتسمت بفرح وقالت بحماس : الله يسعدكم دووووووووووووووووم يارب , روحوا حبايبي المكان اللي يعجبكم , أقول أمي في مطعم صيني يجنن عند سوق النجار مستر وحيعجب أبويه , ولا أقول عندكم مطعم شيزان الهندي قريب منه , اختاروا اللي يعجبكم ولا ...
          ضحكة أمها قطعت كلامها قبل ماتقول : شكرا يا قلبي , خلاص بنروح لواحد فيهم , بس انتي كيف بترجعين لل ..
          قاطعتها سفانة : عادي أخلي العنود والبندري يوصلوني وهم راجعين البيت , أهم هنا عندي , أهم شي استمتعوا بوقتكم ..
          : الله يرزقك الزوج الصالح يا بنتي ..
          : الجنة الجنة , أهم شي الجنة يا أمي ..
          ضحكت نورة وقالت : الله يرزقك الزوج الصالح في الدنيا والجنة معاه في الاخره , يلا في امان الله يابنتي ..
          : مع السلامه , سلمي على أبويه ..
          صكت الجوال ونطت بفرح وهي تقول : رايحين مطعم , رايحين مطعم ..
          طاح الجوال من يدها من كثر ماتنطط , طالعوا فيها باستغراب وقالت البندري : اللي يشوف فرحتك يقول بتروح معاهم ..
          زفرت سفانة وقالت بتأثر وهي تدنق على جوالها : هذي أول مرة بيروحون مطعم من فوق خمس سنين فراق , ياحبايبي هم , حتى يوم تلاقوا كانوا مهمومين من اللي صار لحسان ..
          وسحبت الجوال اللي نشب في الزولية اللي كلها خيوط صوف وهي تكمل : الحمد لله اللي اتطمنوا عليه وبدأوا يفكرون بنفسهم ..
          ولفت بوزها لمن انقطعت تعليقتها , جلست على الأرض جنبهم وهي تحاول تحرر تعليقتها من الزولية , لحظتها تذكرت العنود اللي ناسيته , لفت على ريم وقالت بحماس : أووووووووو صح !! ماكملت لك كلامي , ماتتخيلين مع مين شفنا تعليقتك ؟؟
          حست ريم بالرعب يملأ قلبها والمغص رجع لبطنها وهي تصرخ بداخلها ~ شفنا , شفنا , يعني مو هي بس اللي عرفت ~ حاولت تتمالك نفسها وهي تسأل بهدوء : مع مين ؟؟
          طالعت فيها العنود باستغراب وهي تقول : اش فيك منتي متحمسة ؟؟
          بالقوة قدرت تمسك نفسها وماتفتح عيونها عن اخرها من شدة الرعب , نقلت سفانة نظرها بينهم وهي تسأل : عن إيش تتكلمون ؟؟
          قالت البندري وهي تلف عليها : فاكرة ميدالية ريم اللي بهذلتنا عليها ..
          طالعت فيهم ريم بتوتر وسفانة تسأل بحيرة : أية ؟؟
          قالت العنود بحماس : ذيك اللي سوتها بأسلاك النحاس ولفتها على الكريستاله و ..
          قاطعتها سفانة متذكرة : اه , اش فيها ؟؟
          ابتسمت العنود وقالت : ريم ضيعتها و ماتصدقين لقيتها عند مين !!
          لفت على ريم و كملت بحماس : عند رزوق ..
          شهقت سفانة وقالت : رزوووووق ماغيره ..
          نقلت ريم نظراتها بينهم وهي مهي عارفه اش المفروض تكون ردة فعلها وأخيرا قالت بعدم تصديق مصطنع : كذابه ..
          هزت العنود راسها وقالت : والله , ويوم سألته قال ليش مافي إلا ريم عندها هالتعليقة ويوم قلته إنك سويتيها بنفسك ضيع الموضوع وراح ..
          وضحكت وكملت : شكله سارقها وإنت منتي دارية ...
          قطبت سفانة حواجبها وقالت : متى لحق يسرقها وليش ؟؟
          لمن شافتهم بيتعمقون في الموضوع قالت تنهي الموضوع : أنا فقدتها لفترة وتوقعت إنها طاحت من الجوال بدون ما أحس , المهم خليه يرجعها ليه ..
          ابتسمت البندري وقالت : الحلال يرجع لأصحابه ..
          ولفت العنود بوزها وقالت : أحاول , بس ما أضمن لك , رزوق عليه طلعات أحيانا ..
          انفتح الباب ودخلت عهود , سلمت عليهم وجلست معاهم وهي تسأل : الله يحيكم , ماشاء الله إش سبب الزيارة الغير متوقعة هذي ...
          ضحكت سفانة وقالت : اللي يسمعك يقول أول مرة نطب عليكم من دون موعد , بعدين كم ريمان عندنا , هي وحده وغاليه علينا ..
          ابتسمت ريم وهي تسمع لهروجهم وتأملت ابتساماتهم وضحكهم براحة , لكن الشي اللي استغربته هو البرود الغريب اللي صار يكسو علاقة أختها بالبندري رغم إنه مرت عليهم فترة مايفترقون عن بعض وطول الوقت وهم يتهامسون بمواضيع ماتنتهي , انتبهت من شرودها على صوت عهود وهي تسأل : اش أخبار العرسان ؟؟
          قالت سفانة بمرح : يوم تقولين العرسان حددي , العرسان الجدد ولا اللي بيصيروووووون عرسان ..
          قالت ريم بابتسامة : لا أزهار من بعد ماحملت ماعاد هي عروس , خلاص العروس دحين بندوري ...
          قالت العنود باعتراض : زهره بتكون عروسة إلين تجيب النونو ..
          قالت عهود : هو قصدي أخبارها ..
          استغرب الكل سؤالها عن أزهار لكن العنود قالت : الحمد لله إن شاء الله زينين , اخر مرة سمعت أخبارهم فجر الجمعة يوم جابنا جاسم للبيت بعد مادرينا بالخبر ...
          : يعني ما جاتكم ؟؟
          : وليش تجينا يوم جمعة وزوجها وراه دوام ..
          قالت بهدوء : أسأل , قلت يمكن تجي تزور الهنوف وتخرجها من صمتها وصدمتها ..
          وكملت بسخرية : أخبرها خبيرة في إخراج الناس من صدماتهم ...
          دق جوالها ريم اللي كان فوق سريرها ومنع البنات من التعبير عن اللي بيغون يقولونه , مدت سفانة يدها لأنها الأقرب وطالعت في الاسم وقالت مبتسمة وهي تمد الجوال لريم : واحد من الناس , اش الاسم السخيف هذا ؟؟..
          حست بأعصابها مشدوده , سحبت الجوال بسرعة وأعطته مشغول وهي تقول بداخلها ~ إنت مابترسيها على بر ~ , استغربوا إنها تعطيه مشغول كل مادق , دق عليها فوق الخمس مرات , شويه طلعت نغمة ثانية , رفعت العنود جوالها وقالت بضحكه وهي تفع الخط وتحط الجوال على إذنها : ذكرنا القط فجاء ينط , هلا رزوق ..
          فتحت عيونها على اتساعها وقالت بصدمة : ها ..
          سدت سماعة الجوال وسألت بتوتر : ريم رزوق يقول ليش ماتردين على جوالك !!
          فتحت ريم عيونها على اتساعها و ماعرفت اش ترد خاصة والكل كان يطالع فيها بنظرات غريبة وأخيرا قالت بهمس : قوليله اش تبغى ..
          رجعت العنود الجوال وقالت : تقولك اش تبغى ؟؟ بعدين تعال إنت ووجهك استحي قاعد تدق على جوال البنت , ترى ... ها ...
          غمضت عيونها وطلع صوت عبد الرزاق الحاد واضح و هو يصرخ : أعطيني إياها وانتي ساكته ..
          مدت الجوال لريم وقالت : خذي يبغى يكلمك ..
          كانت بتعاند وترفض لكنها خافت تشككهم زيادة فمدت يدها وأخذت الجوال وهمست : السلام عليكم ...
          كان صوته حاد وهو يقول بعصبية : تو الناس , مابغينا ست ريم , ترى شوفي لو حطيت في بالي أوصلك أوصلك سامعة , يوم أدق تردين ..
          التزمت الصمت واكتفت بإبعاد بصرها عن البنات اللي يطالعون فيها بفضول , وصلها صوته أهدأ وهو يقول : أنا تحت , بسرعة خلي الشغالة تجيب لي شنطة عبد الإله ..
          سألت بحيرة : أي شنطة ؟؟
          قال بحدة : لي كم وأنا أدق على تلفون البيت وعلى الأنترفون , عبد الإله طلب من أمك تجهز أشياؤه لأنه بينام عند حسان , يبغى ثوب وبنطلون وبلوزه وملابس داخليه و اللاب توب حقه مع ملحقاته ..
          همست بإحراج : إن شاء الله أخرجها دحين ..
          وصلتها زفرته تبعها صمت طويل قبل ما يهمس : شربتي دواك ؟؟..
          حست بنبضات قلبها تتسارع وهي تقول بتلعثم : ها , إيوه ..
          : طيب يلا خلي الشغالة تطلع لي الأشياء ترى لي ساعة ملطوع عند الباب , مو انتي تنزلين , ماني متوحش أخليك تنزلين وانتي تعبانه ..
          كبحت ابتسامتها اللي رغم عنها بدأت تصارع شفايفها وقالت : إن شاء الله ..
          : take caer , bay bay ...
          : مع السلامة ..
          وصكت الجوال وقالت لعهود بهدوء مصطنع : يقول له ساعه عند الباب يدق الجرس والتلفون محد يرد , يبغى شنطة عبد الإله اللي جهزتها أمي لأنه رايح المستشفى , روحي قولي لإيمي توديها له ..
          قامت عهود بعد مارمتها بنظرة غريبة ترافقها ابتسامة ملتويه , أول ماخرجت عهود سألتها العنود بحيرة : طيب عرفنا ليش داق عليك بسسسس ليش مسميته واحد من الناس ؟؟
          قالت بمرح مصطنع : لأنه واحد من الناس ..
          ضحكت سفانة والبندري وقطبت العنود حواجبها وهي تقول : في شي ماني فاهمته ..
          قالت ريم وهي تقوم من مكانها بسرعة : ماوريناكم الصور اللي طبعتها أسماء ..
          وفتحت درجها وخرجت مظروف كبير وخرجت منه الصور و سفانة تقول متذكرة : صح , جبت الصور معايا , تقولكم أسماء بعد ماتخلصون منها قطعوها , هي عندها نسخة على الجهاز ...
          نسيوا الموضوع وهم يسحبون الصور اللي التقطتها لهم أسماء في زواج جاسم وأزهار , ارتاحت ريم لمن شافت انشغالهم وقالت بداخلها ~ صرت مصطنعة من أولي لاخري , رعععععععععععععب , والله تعبت , اش أسوي مع هالولد , كيف يفهم إنهم بيسبب لي المشاكل ؟؟ ياربيييييييييييييييييييي .......... شربتي دواك ؟؟ ~ سرح عقلها لمن تذكرت همسه المفاجئ و حست بخفقات قلبها تزيد كإنه توه اللي قالها , هزت راسها تبغى تبعد هالتفكير من عقلها وحاولت قد ماتقدر تركز مع البنات اللي قاموا يحشون في بعض وكل وحده تتريق على حركة الثانية ووضعيتها في الصورة ..



          **************************


          وقف وسط الصاله وهو ينقل بصره فيها والصمت يحسه يلف حولين رقبته ويخنقه , العاده لمن يدخل يسمع جريها قبل ماتنط عليه عشان تحضنه أو تفاجأه من ورى الباب أو واقفه قدام الباب تزين شفايفها ابتسامة محبة هادئة , صك باب الشقة بضيق وتحرك للمطبخ عشان يشرب مويه ولمن شاف الصحون المكسرة على الأرض تذكر منظرها وهي طايحة على الأرض , دنق وشال الأجزاء المتناثرة وانتبه لخيط دم بين الحطام , حط الأجزاء في حوض المغسلة وسحب منديل بلله ومسح خيط الدم ورمى المنديل في الزباله وغسل يدينه وراح صب لنفسه كاسة مويه , شربها وهو يمشي لغرفة النوم وهناك شاف بذلته العسكرية على الأرض مكان ما سابها أول مارجع من العمل , زفر ورفعها وحطها على كرسي التسريحة وهو يقول : زين اللي بكره عندي رمايه ..
          فتح الدولاب وتأكد من وجود الفرهول الخاص بالرماية , كان معلق وتحته جزمته الخاصه وشرابه ~ من عرفتها وهي منظمة ~ صك الدولاب وانسدح على السرير وطالع في السقف بصمت , كان يسمع صوت تكات عقرب الثواني للساعة من شدة الهدوء , حس بالإختناق يرجع له لمن تذكر كلامها اللي ماينتهي وهي تحكيها اش كانت تسوي من راح إلين جا وهو يترجاها تسكت عشان ينام كم ساعة , انقلب على جنبه ومسك جواله اللي حطه على الطاولة وبدأ يقلب في الرسايل اللي فيه وفي الأستديو , وشويه قلب على الجهة الثانية وهو يفتح على الألعاب وبدأ في لعبة البالوت اللي مخزنها في الجوال , لعبة ولعبتين ورمى الجوال وهو يزفر بطفش , طالع في السقف مرة ثانية بصمت , قام وفتح المكيف عشان يكسر الصمت الخانق وقفل الأنوار و رجع انسدح , غمض عيونه يبغى ينام لكن صورة مطلق رجعت له بشكل غريب وخلت النوم يطير من عينه , حاول يتذكر كلام أبوه لمن كان يحكيه عن الجلسات اللي يحضرها مع أزهار بانتظام لكنه ماقدر يستعيد شي لأنه أصلا ماكان يلقي لكلام أبوه بال في ذاك الوقت , كان يهز راسه كإنه يستمع وهو عقله في وادي ثاني لأنه كان يشوف إن الإستماع لموضوع عن البنت الغريبة اللي احتلت بيته أمر سخيف وماله معنى , سحب جوال وقام كتب رسالة وأرسلها لها وطالع في شاشة الجوال بمشاعر غريبة مختلطة خلته يستعيد ذكرى ليلى ورسائلها , انتظر وانتظر لكن ماكان في أي رد , عمره ما حس بخيبة الأمل اللي حسها الان لمن ما ترد ليلى على رسائله , كتب رساله ثانيه و أرسلها وانتظر , دقائق مرت وتحولت لربع الساعة ولا مجيب , تنهد وقام بسرعة ..




          ***********************



          (( البيت من دونك ظلام )) ..
          (( أنا رايح لبيت أهلي لأني ماني قادر أنام في البيت من دونك )) ..
          غرقت الدموع عيونها وهي تقرأ رسايله للمرة الخامسة , صكت الجوال وحطته تحت مخدتها وضمت لحافها بقوة وهي تسحب نفس طويل عشان يفك شويه من الخنقة اللي تحسها , صرخت بداخلها وهي تغمض عيونها بقوة ~ لييييييييييه ؟؟ ليه لازم تعذبني كذا ؟؟ ليييييييييييه ؟؟ ياربي رحمتك , يارب انزع هالمشاعر من قلبي , يارب خليني أقوى , اه يا جاسم كيف حرقت قلبي !! كنت متحملة كل المشاعر اللي أحسها وأقاومها عشانك , كنت أقول كافيه عذابه , لكن اللي شفته خلاني أنهار , كل القوة اللي كنت أتسلح بها و أحارب بها مشاعري الغريبة تلاشت , ليييييه يا جاسم ؟؟ ~
          دق باب الغرفة ودخل وهو يهمس بلطف : أزهار نايمه ؟؟
          غمضت عيونها بقوة والتزمت الصمت عشان يحسبها نايمه , زفر وصك الباب وراح للصالة , رمى جسده على الكنبه وهو يستغفر , مسح وجهه ولحيته وطالع في ساعة الحائط اللي تشير لل 11 مساء , قام وفك أزرار ثوبه , وصله صوت جرس الباب , تحرك له وهو يعقد حواجبه بحيرة , فتح الباب وتصنم لمن عرفها رغم حجابها , ماتوقع إنها تجي وهو ماله نص ساعه مكلمها وشارح لها حالة أزهار ..
          دنقت راسها وهمست بخجل وهي ترص على الصينية اللي شايلتها : أمي سوت هالأكل لأزهار لمن عرفت إنها جات من المستشفى ..
          حس بإحراج من منظره , مسد شعره و ضم أطراف ثوبه و تحرك مبتعد عن الباب وهو يقول بهمس مخنوق : تفضلي ..
          حست بأعصابها مشدوده وهي تدخل للشقة , حاولت تتذكر اخر مرة شافته فيها و زاد إحراجها لمن تذكرت إنه زواجهم تحدد , حطت الصينية على طاولة المدخل , أشر لها على غرفة أزهار وقال : تلقينها جوة حاطه نفسها نايمه و ..
          سكت غصب عنه لمن نزلت غطاها , تأمل وجهها الخالي إلا من ملمع بسيط على شفايفها , ابتسم وهمس : وحشتيني ..
          رفعت نظراتها المصدومة فلف وجهه بسرعة وحمحم بإحراج وهو يقول : روحيلها , أسيبكم براحتكم ..
          وتحرك لغرفته , لمن صك الباب غطت فمها وهي تضحك على حركته , شالت الصينية وفتحت الباب بصعوبة ودفته برجلها وهي تقول : يا دببببببببببببببب ..
          حطت الصينية على الطاولة اللي جنب السرير وفتحت الأنوار وهي تقول : زهووووروووو قومي ..
          جلست جنبها ودنقت عليها وسلمت على راسها وهي تقول : هذي من أمي ..
          وباستها على خدها وكملت : وهذي مني ..
          ولفت وجه أزهار اللي باين إنها مغمضة عيونها بقوة وأنفها الأحمر يوضح إنها كانت تصيح وسلمت على خدها الثاني وهي تقول : وهذي من جارتنا أم خلدون ..
          ودنقت وهي تقول : وهذي ...
          ضحكت أزهار ودفتها وهي تقول : إيش , أمة محمد موصيتك تسلمين علي ..
          شاركتها الضحك وهي تقول : إيوه يابنت , كذا أزهار اللي أعرفها , قومي يا دبه وشوفي أمي اش مسويه لك أكل , متوصيه فيك تقول لازم تاكلين كثير لأنك دحين لازم تغذين اثنين ..
          قامت أزهار من سريرها وطالعت في منى للحظة قبل ماتضمها وهي تقول : شكرا ..
          ضمتها منى بقوة وهي تقول : لا شكر على واجب , يلا كلي ..
          وشالت القصدير عن الصحون , قالت أزهار وهي تقوم : هذي يبغالها جلسة أرض ..
          ضحكت منى وشالت الصينية وحطتها على الأرض وصكت الباب وجابت مخده وحطتها وقالت : طيب إجلسي فوقها ..
          جلست عليها أزهار وبدأت تاكل وهي تحس شهيتها مفتوحة بشكل كبير , ابتسمت منى وهي تراقبها وبدأت تحكيها عن اخر أخبار الجيران , وأزهار تضحك على وصف منى للمناسبات اللي صارت ..
          وقف عمر متردد عند باب الغرفة كان مبسوط إنه يسمع ضحك أزهار وخايف يدخل فتستحي منى كعادتها وتقعد ساكته , زفر ورجع جلس على الكنب وفتح التلفزيون رغم إنه يحس إنه بيموت ويشوف منى ..
          : كيف رضيلك أبوك تجين هنا دحين ..
          ابتسمت وقالت : أمي نشبت فيه , ماخلت شي ماقالته له عشان يقبل , قعدت تقوله إنك وحيده وتعبانه وماعندك أحد وطبعا مانسيت تمدح عمور وإنه طيب ووووو من هذا الكلام وأخيرا وافق ..
          طالعت فيها أزهار بابتسامة ملتويه وقالت بصوت خفيض : وطبعا الربحان من وضعي هو ست منى , ماحسبت , حطت نفسها ماتبغى تروح وإنها منحرجة وهي ودها تطير عند بعض ناس ..
          ضحكت منى بحرج وقالت باعتراض : لا , هو , لا ..
          ورجعت ضربتها وهي تقول بتريقة : محد عارفني غيرك ..
          قهقهت أزهار من قلبها وهي تقول : الله يعينك يا عمووووووور على مابتلاك ربي ..
          حطت يدها على قلبها وقالت بطريقة مسرحية : ويييييي أخيرا ارتحت بعد ماشفته ..
          قالت أزهار : صدقيني هو اللي ارتاح , مسوين عليه حظر تجوال الفترة الأخيرة ..
          لمن تذكرت منى كلمته اللي انطلقت بعفوية حست بخجل فضيع , دنقت راسها ولعبت بطرحتها وهي تقول : لازم , مابقي شي على الزواج , بعدين عشان دراستي وغيره ..
          ابتسمت أزهار وقالت : الله يجمعكم على خير في أقرب وقت ..
          طالعت فيها منى بخجل وهمست بصدق : إن شاء الله أقدر أسعده و أعوضه ..
          ابتسمت أزهار براحة وقالت : إن شاء الله هو كمان يسعدك ..
          قامت وقالت بمرح : لازم أروح قبل مايجي أبويه ويخرجني مع شعري ..
          ضحكت أزهار وقالت وهي بتقوم : جزاك الله خير و ..
          جلستها منى وقالت : أعرف طريقي , ارتاحي وانتبهي لنفسك , بكرة أول ما تصحين من النوم رني عليه عشان أجيك ومعايا الفطور , خلينا نستعيد أيام الهياته ..
          طالعت فيها أزهار بحيرة وسألتها : ليش ماعندك كلية بكرة ؟؟
          ابتسمت وقالت : اش فيك نسيتي يابنت !! إحنا مانداوم إلا بعد البزران بأسبوع ..
          قالت متذكره : اه الإجازة اللي فرضناها من روسنا , إفتكرتها ..
          ضحكت منى وهي تتحرك خارجه وهي تقول : زين اللي افتكرتيها , يلا مع السلامة ..
          وخرجت وصكت الباب بهدوء وهي تطالع في الصالة بحيرة ~ مالت عليك , ليه ماخرج من غرفته إلى الان , لايكون راح نام , أففففففففف , خجله بيذبحنييييييييييي , لو كان واحد ثاني كان ماحسب تجيه فرصة ~ تحركت وهي تعدل طرحتها وهي تهمس بغيض : الدب ماشفته زين ..
          وتحركت في الممر وهي تفكر إنها كانت قلقانه عليه بسبب نبرة صوته اللي وضحت لها خوفه على أزهار , كان ودها تطمنه وجها لوجه , حست باختناق ورجع راسها على ورى لمن انشدت طرحتها , تأوهت وهي تمسك رقبتها وتلف على ورى بتشوف الشي اللي نشبت فيه طرحتها , فتحت عيونها على اخرها , طالع عمر فيها وطالع في أصابيعه الماسكه طرف طرحتها , سابها بسرعة وقال بحرج : ناديتك ما سمعتيني ..
          مسكت ضحكتها على حركته عشان ماتحرجه أكثر والتزمت الصمت وهي تعدل طرحتها , ابتسم وقال وهو يطالع في الأرض : عسى ماعورتك ..
          ~ خليتني أباغم زي الغنمه المذبوحه وتقول عسى ماعورتك ~ مسكت ابتسامتها وقالت بصوت مخنوق مصطنع : أحس نفسي مختنق ..
          رفع راسه وطالع فيها بخوف وسأل : مخنوقه ؟؟..
          مسكت ضحكتها وهي تقول بداخلها ~ سامحني , هالطريقة هي الوحيدة اللي كانت حتخليك تطالع فيني ~ حطت يدها على رقبتها وهمست : لا دحين أحسن بس أحس كإن الطرحة لسه خانقتني ..
          تقدم منها وقال بقلق وهو ناسي خجله : يمكن أثرها بس , أشوف ..
          ~ تشوووووووووف , تشوف إيه ؟؟ ~ حست بالخجل لمن شافت إنها تمادت في لعبة هي مهي قدها , تنحنحت وقالت وهي تدنق راسها وتحكم لف طرحتها : ها , لا خلاص , دحين أحسن ..
          توقف مكانه لمن شاف خدودها بدأت تحمر , ابتسم بمحبة وقال بأسف : سامحيني على الدفاشة ..
          ~ ياربيييييييي حسسته بالذنب ~ هزت راسها وقالت بلا تفكير وهي تمسك طرف الطرحة : لا , كنت أتدل ..
          وسكتت لمن انتبهت لغلطتها , طالعت فيه برعب و طالع فيها بصدمة قبل ما يضحك من قلبه ضحكة لأول مرة تسمعها , تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها لحظتها , غطت وجهها بطرف الطرحة وعدلت عبايتها على الراس وتحركت وهي تهمس : مع السلامه ..
          مسك يدها اليمين يمنعها من الخروج فلفت عليه , دنق عليها و سلم على خدها وهمس : الله يخليك لي يارب ..
          بعدت عنه بحرج وحمدت ربها إنه الغطى مو موضح تعابير وجهها المتغيرة وأنفاسها المقطوعة ولا كان ماتت من كثر الخجل , تحركت بسرعة وفتحت الباب وخرجت ولحظتها استغرب من الجرأة اللي طاحت عليه فجأة , حمحم بخجل وتحرك وراها , وهي تضغط جرس شقتهم حست بوجوده , فتح لها كمال الباب وسأل بصدمة : إنتي من وين جايه ؟؟
          طنشته ودخلت بسرعة , انتبه لحظتها لعمر الواقف عند باب شقته , قال : اها , كانت عندك ..
          تجاهل عمر لهجته الغريبة و أشر على راسه بتحيه وهو يقول : سلم على عمي وعمتي وقولهم جزاكم الله خير ..
          طالع فيه كمال بنظرات تسليه وسأل وهو يغمز له بعين : جزاهم الله خير على إيييييييييييييييييه ؟؟
          حس عمر بخجل فضيع داراه وهو يقول بعصبية مصطنعة : أقول أدخل أشرب لك كاسة حليب قبل ماتنام , عيال اخر زمن ..
          ودخل الشقة وصك الباب وهو مغتاض من ضحك كمال اللي قال بكل هدوء : ليه مستحي حلالك ..
          تحرك لغرفة أزهار وهو يقول : حشى مافي براءة في أطفال هالزمن , أنا أتنافض من الخجل وهو يقولها كإنه يناقش فلم كرتون ..



          *********************



          .............. يتبع ..

          تعليق

          • أحلى من الحلا
            عضو فضي
            • Aug 2007
            • 539

            #85
            يوم الأحد 17 / 8 / 1427 ه :
            الساعة 6.30 الصباح :

            وقف بعد ماركن سيارته وسحب نفس عميييييييييييييييق وتحرك بخطوات متردد , أول ماوصل عند البوابه اللي واقفين عندها مجموعات متحلقه من الشباب , اللي شايل شنطة على الكتف واللي حاط الكتب داخل سجادة مثبتها فوق راسه واللي من دون شنطة , ومجموعة واقفه بعيد والدخان الأبيض الصادر من بينهم يوضح إنهم قاعدين يدخنون خارج أسوار المدرسة حث خطواته وخلاها ثابته , قال بصوت جهوري وهو يبتسم : السلام عليكم ..
            ردوا عليه بعضهم السلام والكل يتفحه بنظرات تباينت مابين الحاده والمتفحصة بفضول و البارده والغير مهتمة , تعداهم بخطوات قوية ودخل المدرسة وهو يسلم على كل من يمر عليه , ولمن دخل مبنى المدرسة راح لغرفة الوكيل , سلم عليه وهو يوقع في دفتر الحضور , دون وقت حضوره وراح لغرفة المدرسين , وقبل مايدخلها دخل الحمام الخاص بهم , أول ماصك الباب استند عليه وزفر بقوة وهو يطالع في السقف , مسح جبينه اللي بدأ يندي وتحرك للمرايه , حط شنطته فوق المغسلة وعدل شماغه وهو يقول : قطعت ربع المشوار يا سامر , رببببببببببع المشوار ..
            سحب نفس عميق وشال شنطته وخرج , دخل غرفة المعلمين وقال بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , كيف صباحكم يا شباب ؟؟ ..
            ردوا السلام وهم يطالعون فيه بتساؤل , حمحم وقال : معليش على عدم تفاعلي معاكم أمس , تعرفون الواحد توه منقول و ...
            عفوه من بقية الكلام وهم يرحبون فيه بحفاوة , ابتسم وهو يقول بداخله ~ ربع المشوار الثاني , باقي نصه بس ~ , جلس على مكتبه رتبه وجهز أوراقه إلين رن الجرس يعلن بدأ الطابور الصباحي , سحب نفس عميق وتحرك بعد ماخرج الأساتذة , مشي وراهم وهو يسحب أنفاس ويخرجها من فمه عشان يخفف توتر , أول مانزل الدرجات وشاف الشباب اللي وقفوا بملل على شكل طوابير كسى وجهه بهدوء مصطنع ووقف مع بقية الأساتذة عشان يستمعون للسلام الملكي والإذاعة المدرسية , كان مركز بصره على الطلبة اللي يؤدون الإذاعة باهتمام وهو متجاهل نظرات بقية الطلاب اللي حسها تخترق وجهه , ولمن رفع يده بيلمس ندبته انتبه في اللحظة الأخيرة وحولها لشماغه رغم إنه عارف إنه مايحتاج تعديل , عدله بخفه ونزل يده وعقد يدينه على صدره , ولمن انتهت الإذاعة لف بصره على الطلاب وانصدم لمن شاف الكل بلا استثناء مثبت نظره عليه , ابتسم لهم بهدوء وتحرك لنهاية الطوابير لمن بدأ كل مدرس يتقدم الطابور المسؤول عنه في الحصة الأولى ..
            : شغلت الكل , أول مرة يكونون هاديين كذا ..
            لف سامر على المرشد الطلابي اللي أعطاه نصائح مفيدة بالأمس وهو اللي توسط له عند المدير عشان مايدخل حصصه وقال بابتسامة : الله يعين , جزاك الله خير على أمس ..
            ابتسم المرشد وقال : ولو , مين أول فصل بتدخله إن شاء الله ..
            : الحصة الثانية , أولى / ج ..
            ابتسم وقال بتشيجع : المهم ركز على اثنين , بدر وهيثم , لو قدرت توصلهم توصل للفصل كله , تراهم متزعمينهم ومسوين فيها عناترة زمانهم , وركز على بدر ..
            قال سامر بامتنان : الله يجزيك عني خير الجزاء يا أستاذ يوسف ..
            حط يده على كتف سامر وشد عليها بقوة وقال : روح ريح وراجع درسك قبل ماتدخل عند الطلاب ..
            هز راسه وقال : إن شاء الله ..
            وتحرك مع بقية الأساتذه اللي ماعندهم حصة أولى ورفع جواله اللي كان يهتز داخل جيبه , رفع الجوال وفتح الرسالة وابتسم لمن شاف إنها منها ..
            (( صباح الخيييييييييير يا قرصان سامر , قصدي يا أستاذ سامر , ليه ما أخذت مومو معاك عشان تقص رقبته قدام الطلاب عشان يخافون منك , أوووووو لا تدري عني المريخية والله تقتلني , المهم انتبه لنفسك وشد حيلك بس مو مرة عشان ما ينقطع خخخخخخ , بالتوفيق حبيبي ))
            فتح رسالتها اللي وصلته صباح الأمس ..
            (( جوووود مورنينغ مستر سامر , اي هوب يو ار فاين ناو , أقول سمورو لاتضحك , ما أعرف إنجليزي ولا كان كتبت لك بالإنجليزي , إحمد ربك اللي كتبتها عربي وأنا فاهمة معناها , تراني قعدت ساعة أترجا الدب المريخيه عشان تقولي اش معني أتمنى إنك بخير بالإنجليزي ويكون في علمك تأففت فوق العشر مرات وهي تنقلني , المهم انتبه لنفسك وخليك أسد , جووووود لاك , مع السلامة وبالتوفيق يا عسل ))
            ما غلط يوم سماها الحنونه , صك الجوال ورجعه لجيبه وهو يتذكر كلام صقر , حس بحسرة غريبة , تمنى من قلبه لو صقر ياخذ سحر لكن قدر الله , كيف حتتقبل سحر موضوع الرضاع , واش حتكون ردة فعل الكل لمن يصرح عمه بهالموضوع , نفض هذا كله وهو يجلس على مكتبه ويفتح كتابه عشان يراجع الدرس ...



            *****************************


            طالع أحمد بحيرة في البذلة الكاملة المخصصة للرماية والمعلقه في الشماعه , وطلع للدور العلوي , لقي البندري جالسه ومعاها كتاب الأذكار , ابتسم وقال بتحبب : ماشاء الله هالأيام صرت أشوفك كثير , هذا كله عشان بتروحين عنا يعني ..
            رفعت البندري راسها وابتسمت وهي تقول : شفت كيف , أبغاكم تفتقدوني ..
            زفر وجلس جنبها وهو يقول : إحنا بنفتقدك من غير شي يابنتي ..
            وحط يده على شعرها المغطى بشرشف الصلاة , ابتسمت له وقالت : بس إن شاء الله أكلمكم دايما وماتحسون إنكم إفتقدتوني , بعدين عندنا الماسنجر , نشغل الكاميرا وأكلمكم كإني قاعدة وسطكم ..
            شرشف صلاتها الملفوف حولين وجهها خلاها تبان أصغر بكثير من عمرها , بعد يده عن راسها وطالع فيها بألم وهو يقول : سامحيني يابنتي ..
            انصدمت البندري من كلمته فسألت بتوتر : على إيه يا أبويه ..
            قال بخجل : والله ماكنت موافق على عبد الرحمن , خاصة بعد ماتضارب هو وعمك وخلاه يدخل المستشفى , لحظتها قررت إني أفسخ الخطبة لكن أخوانك وقفوا في وجهي وقالوا كلام كثير اقتنعت فيه مؤقتا لكن كل فترة يجيني شعور بالذنب , أحس نفسي رميتك عليه وهو ..
            ~ اه يا أبويه , منته داري بالحقيقة ~ حطت يدها على يده وقالت بتأكيد : أبويه عشان تتطمن أبغى أقولك أشياء , أولها أنا لو ما أبغى عبد الرحمن كان رفضته , هو ولد عمي وماله غيري ومالي غيره , أنا عارفه إنه عبد الرحمن أخلاقه شويه لكن صدقني الولد ماله إلا بنت عمه هي اللي بتتحمله وبتحاول تصلحه , يعني إذا أنا بنت عمه رفضته من يقبل به , وعمي صالح اش بيكون شعوره , ثانيا لا تنسى إنه الكل يقول إنه تغير من بعد ما وجع عمي صح ولا لا ؟؟ أهم شي عرف غلطه و استسمح من أبوه وأمه ووعدهم إنه يتغير , و صار يجلس عندهم كثير وانتهى سوء التفاهم اللي بينهم والحمد لله , فليش شاغل بالك إلا الان ؟؟ ..
            طالع فيها وسألها برجاء : متأكدة إنك تبغينه ؟؟ ترى ممكن أقول لعمك إنك ماتبغين عشان أمريكا صعب تعيشين فيها 3 سنين و دراستك ..
            ~ ياليييييييييييييييت , يالييييييييييييييييييييت , لكن غصب عني اخذه , مين بياخذني بعد الفضيحة اللي سويتها , أنا اللي رميت نفسي تحت أقدامه من البداية وحأظل تحت أقدامه للأبد يا أبويه ~ هزت راسها وقالت بحزم وهي تبتسم : متأكدة , ودراستي بأكملها هناك , وصدقني اللغة اللي بأكتسبها إن شاء الله بتساعدني في قسمي أكثر , لا تشيل هم حبيبي ..
            زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , والله إني أدعيلك وأدعي لأخواتك دايما ..
            ابتسمت بمحبة وضمته وهي تصرخ بداخلها ~ ويني عنك كل هالسنين ؟؟ ويني عن كل هالحب , كل هالحنان , ليه توني اللي حسيت فيه ؟؟ ليه دورته عند إنسان ثاني , يا حبيبي يا أبويه ~ حست بيدينه حولينها تضمها بلطف , زاد اختناقها وهي تصرخ ~ سامحني يا أبويه , ماتدري باللي سويته , خايف علي من عبد الرحمن وإنت ماتدري إني زيه , بعت نفسي برخيص , كان ثمن شرفي شوية كلام معسول ورسايل وهدايا , سامحني يا أبويه ~ , بعد عنها أبوها وسأل : صح , ليه بذلة أخوك حقت الرماية معلقه على الشماعة ؟؟
            : بذلة أخويه ؟؟
            : جاسم ..
            قطبت حواجبها بتفكير وقالت : ما أدري ..
            ولمن شافت أمها حارجه من الغرفة سألت : أمي بذلة جاسم حقت الرمايه ليش معلقه تحت ؟؟
            : بذلة جاسم !!!! ما أدري ..
            وصلهم صوت عبد الرزاق المستنكر وهو يصرخ : maaaaaaaaaaaaam what is he doing in my roooooom???
            سألت هدى بضيق وهي تفكر ببذلة جاسم : هذا اش قاعد يقول ؟؟
            طل عليهم عبد الرزاق من الدرج وقال : حضرة النقيب محتل سريري ليه ؟؟ ماعنده بيت ينام فيه ؟؟
            طالعوا فيه بصدمة وسألت هدى : جاسم نايم هنا ؟؟ في غرفتك !!!
            قال بطفش : لا في جيبي , إنزلي شوفيه نايم على سريري ..
            قال أحمد بحزم : هيييييييي تراك تكلم أمك مو واحد من أصحابك ..
            حك عبد الرزاق شعره وقال : أنا جاي طفشان وتعبان أبغى أنام فألقى السرير محتل , ليه مانام في غرفته لو حرمته طاردته من البيت ..
            نزلت هدى لتحت وقالت البندري : حاجة غريبة ما ...
            قال بخشونة يقاطعها : صكي حلقك محد طلب رأيك ..
            قام أحمد وقال : ولد , مين سمح لك تخاطب أختك بهالطريقة , حتى لو هي أصغر منك تحترمها ..
            حست البندري برعب إنها بتسبب مشكلة بين أبوها وأخوها , فقالت : لا أبويه ..
            قاطع أحمد كلامها وهو يقول لعبد الرزاق بعصبية : جاي طفشان وتعبان من كثر السهر مع الناكسين اللي زيك وتحط حرتك في أمك وأختك , اش قالت أختك عشان تسكتها بهالطريقة , ويكون في علمك معاملتك لها تراها مهي عاجبتني هاليومين ..
            حست برعب وتخيلت لو يفضح عبد الرزاق كل شي في لحظة غضب فقالت بهدوء : أبويه عادي , متعودين على عبد الرزاق , الله يخليك مايحتاج هذا كله ..
            رماها عبد الرزاق بنظره شذره وتحرك نازل , زفر أحمد وقال : ياإن هالولد مطلع لي نخل في راسي , ساعات يازينه وساعات ...
            زفر بضيق وقال بحسرة : ما أقول إلا الله يهديه ويصلحه , الله يهديك يا عبد الرزاق ..
            جلسته وجلست جنبه وهي تحمد ربها إنه ماتهور عبد الرزاق وطلع كل شي , انفتح باب غرفة نومها وطلعت منه العنود وهي تفرك عيونها بيد وباليد الثانية تحك شعرها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش عندكم من فجر الله خير ؟؟
            قالت البندري : روحي إلحقي صلي الفجر قبل الإشراق وتعالي نحكيك ..
            طالعت في ساعتها وشهقت وهي تقول : باقي 7 دقايق ..
            وجريت راجعة للغرفة وهي تقول : ليه ماصحيتونيييييييييييييييييييييييي ؟؟
            ضحك أحمد لمن قالت البندري : تكسرت يدي من كثر ما أصحيها ..
            لف عليها وسألها : إلا وين الهنوف ؟؟ من زمان ماشفتها ..
            زفرت وقالت : معتزلة في غرفتها , حتى أمس مارضيت تروح معانا لريم ..
            قام وقال : أروح أشوفها ...
            وقفت هدى عند راس السرير وطالعت بحيرة في جاسم الغارق في النوم , مدت يدها وهزته من كتفه بهدوء وهي تهمس : جاسم , أبويه جاسم ..
            قال عبد الرزاق بتريقة : أمي قاعدة تهدنين عليه عشان ينام ..
            ومد يده وضرب جاسم بكل قوته وهو يكمل بصوت عالي : هييييييييييي , قوم عن سريري ..
            بعدت أمه يده وهي تقول : بشويش عليه لا تفجعه , مو زين الواحد يصحى على فجعه ..
            : أمي تعبان , خليه يقوم , جاسم يال ### ..
            ضربته أمه على كتفه وهي تقول : استح على وجهك تقول هالألفاظ قدامي ..
            قام جاسم على مناقشتهم وطالع فيهم بعدم استيعاب , ولمن تذكر قام بسرعة وهو يسأل : الساعه كم ؟؟
            قالت أمه : سبعة إلا ربع , إنت ليش هنا ؟؟
            ضرب جهته وهو يقول : لا صليت ولا لبست , ياربيييييييييييييي كمان اليوم بأوصل متأخر ..
            وفتح عيونه بصدمة لمن تذكر ونط من السرير منطلق للحمام وهو يهتف : عندي رمايه , الباصات حتمشي من دوني ..
            زفرت هدى وقالت : برضو ماقال لي هو ليش هنا , وحرمته وين ..
            انسدح عبد الرزاق على بطنه بملابسه من دون ماينزع الجزمة وهو يتنهد براحة , ضم المخده وغمض عيونه بتعب , دنقت هدى وفكت حبال الجزمة وحطتها عند طرف السرير وهو تقول : الله يصلحكم يارب ..
            فتح عيونه لكنه مالتفت لها وثبت نظره على صورته وهو صغير المحطوطة على الطاولة , سمع صوت خطواتها الهادئة المختلطة بحفيف ثوبها تبتعد , انقلب على ظهره وطالع فيها وهي تخرج من غرفته وصوت غريب يصرخ بداخله ~ بكرة حتروح , بكرة حتفارقهم ~ سكًت الصوت وهو يقول بداخله ~ أحسن أنا ودي أفارقهم , خليني أتنفس شويه بدل الكتمه والخنقه والحصار اللي أنا قاعد فيه هنا ~ غمض عيونه بقوة وفتحها لمن انفتح باب حمامه بقوة مفاجئة وخرج منه جاسم بنفس السرعة اللي نط فيها وهو يقول : مشكور على الغرفة ..
            صرخ عبد الرزاق وهو يطالع فيه وهو يقف الباب : لا عاد تعيدها مرة ثانية سامع !!
            وزفر وانقلب على بطنه ودفن وجهه في المخده وهو يقول مخاطب الصوت اللي رجع له : خلاص ..
            سلم تسليمة الفراغ من الصلاة وشافها واقفه قريب منه وماسكه ساندوتش وكباية شاهي , قام وتناوله منها وهو يقول : مشكور يمه ..
            شاف نظراتها القلقة وهي تقول : ترى أنا ما أبغى أتدخل ..
            و شاف ساعة الحائط اللي دلته على تأخيره لكنه طنشها , أمه أهم من عمله ,
            قاطعها بهدوء : ما فيها تدخل أبد , الموضوع ومافيه إنه أزهار تعبت أمس ووديتها المستشفى فقال الدكتور لازم ترتاح في بيت أهلها شويه عشان نفسيتها تعبانه ..
            : تعبانة من إيه ؟؟
            وابتسم وقال : سوينا فحوصات وطلعت حامل ..
            صرخت أمه صرخة فرحة قبل ماتضمه وهي تقول : مبروووووووووك , مبروووووووك يا ولدي , والله فرحانة لكم من قلبي ..
            بعد الكباية اللي ماسكها عشان ماتكب على أمه اللي اندفعت له فجأة وضحك وهو يقول : لهالدرجة فرحانة ..
            بعدت عنه وقالت بلهفة : كيف ما أفرح , ما أعز من الولد إلا ولد الولد ..
            حس براحة وهو يشوف ابتسامتها , عشقه إنه يكون سبب لهالابتسامة , قالت لمن انتبهت للوقت : روح الله يرضى عليك إلحق شغلك بس لاتسرع ها ..
            سلم على راسها وقال : علمي أبويه تراني ماقلت له ..
            وحشر الساندوتش في فمه ولوح لها وهو خارج , طالعت فيه بفرحة وتحركت لغرفة عبد الرزاق الأقرب لها ودقت الباب وفتحته وهي تقول بحماس : أزهار حامل ..
            لف عليها وطالع فيها بحواجب معقدة وهو يسأل ببرود : so what !!
            ولمن شاف عدم الفهم على أمه قال بطفش : ويعني ؟؟
            زمت شفايفها بضيق وقالت : نام نام ..
            وصكت الباب وهي تزفر ولمن تذكرت أحمد طلعت الدرج وهي تحس نفسها خفيفة ونشيطة على غير العادة , سمعت صوته جاي من غرفة الهنوف , دخلتها بفرح وشافت الهنوف جالسة على السرير بين أخواتها اللي جالسات معاها فوقه وأحمد جالس على كرسي مجاوره لسريرها , قالت بحماس : أزهار حامل , توه جاسم خبرني ..
            ابتسموا البنات وقال أحمد بفرح : بالله , الله يبشرك بالجنة , على البركة , على البركة ..
            وصرخت العنود براحة : الحمد لله , الحمد لله , أخيرا عرفتم , والله عانيت خلال هاليومين من كثر ما أنا بالقوووووووووووة ماسكة لساني , الكلمة توصل هنا هنا ..
            وقرنت كلامها وهي تمد لسانها وتأشرعلى طرفه وكملت : مت وحيت هاليومين ..
            ضحكوا عليها وقالت البندري بتريقة : لازم تموتين وتحين عندك خبر ومنتي قادرة تقولينه ..
            قالت العنود : كله من جسوم , قال أنا أعلم , وكل ما اتصل أقول أخيييييييرا بيعلم وأرتاح ويطلع موضوع ثاني ..
            ضحك أبوها وقال : الله يعينك على نفسك ..
            وطالع فيها بتحبب وهو يقول : ويعين عدنان عليك ..
            سيطرت على انفعلاتها وكست وجهها بهدوء وهي تقول بدلع : يحمد ربه اللي ماخذ العنووووووووود بنت أحمد , يجيله أصلا يلقى وحده زيي ..
            وقالت البندري تأكد : يبوس يده وجه وقفا ..
            حمحمت العنود بفخر وسلمت على خد البندري و هي تقول : وييييييييي مشكورة ياقلبي ...
            تقدمت هدى منهم و هي تقول : مين يشهد للعروس ؟؟
            قال أحمد وهو يحاول يحسب : متى تطلع النتيجة !! ..
            سيطرت على انفعلاتها للمرة الثانية وهي تقول : يوووو يا أبويه مستعجل على إيه , بدري , بدري ..
            : نتطمن بس ..
            : اللي فيه الخير بيقدمه ربي ..
            ابتسم وقال وهو يقوم : صادقة , يلا أنا أقوم أجهز نفسي للعمل أروح أوقع واستأذن وأجيك ...
            قالت الهنوف باعتراض : مايحتاج تكلف على نفس ..
            قاطعها : لا كلافة ولا شي ..
            ولف على هدى وتحرك خارج معاها وهو يقول : بأستئذن عشان أوديها غصب عنها لزيارة حسان , أمس يقولون شاله عنه الجهاز فقلت أحسن تروح تزوره في الصباح عشان ماتنحرج من وجود أهله في العصر ..
            قالت : الله يقويك يارب ..
            : إلا ماقلك جاسم هو ليش نايم هنا , ووين أزهار عنه ؟؟
            وبعدت أصواتهم و هدى تجاوبه : يقول أمس سووا الفحوصات وراحت أزهار تنام عند أخوها عشان نفسيتها شويه تعبانة , أكيد من الوحام ..
            نطت العنود من السرير ومسكت بطنها وهي تقول : مغغغغغغغغغغغغغغغغغص , وييييييي بغيت أموت من كثر المغص ..
            قهقت البندري وضحكت الهنوف لأول مرة من درت بالحادث وقالت : وحاطه نفسك قوية على إيه , طلعتي خيخه ..
            قالت باعتراض : أنا قويه بس اسمه يجيب لي المغص ..
            زاد ضحك البندري وهي تقول : على كذا ماصرتي قويه ..
            قالت وهي تطالع فيها بنص عين : نشووووووووووفك يوم جوازك اش تسوين , بتطلعين خيخه زيي وقولي ماقالتها عنيد ..
            اختفت ضحكتها يوم طرت العنود الزواج لكنها حاولت قدامهم تبين نفسها عادية وهي تقول : طيب نشوف ..
            قالت الهنوف تعقب على كلامها : إذا أحيانا ربي ..
            لفوا عليها وهم يقولون : إن شاء الله ..
            وكملت العنود وهي تحط يدها موضع قلبها : يوووووووو بعض ناس رايحين يشوفون حبيب القلب مازولا ..
            نزلت الهنوف راسها وهمست : عشان أبويه بس ..
            رفعت حواجبها وقالت : عشان أبويه بسسسسسسس , عيني في عينك ..
            ضربتها البندري وسحبتها برا الغرفة وهي تقول : سيبي البنت في حالها ..



            ***************************


            ابتسمت وهي تلحس بطرف لسانها الدم اللي تسلل من بين شفايفها ..
            : لا تبتسمين يعلك المووووووووووت ..
            مسحت فمها بقفا يدها وكتمت ابتسامتها وهي تقول : إنت تامر امر ..
            ماوصلت لحرف الراء الأخير إلا وصفعة جديدة تهوي نفس الخد ~ يعلللللللللل يدك الكسر , يارب تموت ويصلون عليك اليوم الظهر ~ ..
            : لا تطالعين فيني كذا , رخي نظرك ..
            ركزت نظرها عليه بعناد ..
            : نزززززززلي عينك ..
            : وسام تكفين نزلي نظرك ..
            بلعت ريقها وبعد صراع بداخلها بعدت نظرها وهي تحرك فكها اللي حسته تحرك من قوة الصفعات اللي تلقاها , طالعت في أمها الواقفة عند طرف المجلس ووراها هيام اللي تطالع في المنظر برعب , سحبت نفس وقالت بهدوء : خلصت ضرب ...
            صفعة جديدة خلتها تبلع باقي حروفها وأمها تصرخ : حرام عليك اللي تسويه , تراك شوهت البنت , خاف الله فيهم ..
            : مالك دخل , إذا مو عاجبك إنقلعي لأهلك ..
            صرخت بقهر : وأسيب بناتي تحت رحمتك , الله لا يقول ..
            لمن تحرك صرخت هيام وهي تدس وجهها في ظهر أمها ورغم الجبيرة اللي في يدها تحركت وسام وصرخت وهي تمسكه من كمه باليد السليمة : هيييييييييي حدك , والله لا أكسر يدك لو مديتها ..
            لف عليها وهو يصرخ : إنت قد هالكلمة يال ###### ..
            لمن شمت أنفاسه الكريه تراجعت بسرعة تتفادى ضربته الجديده , كانت تعرفه لمن يرجع من سهرته اللي تمتد لتباشير الصباح لازم يكون مزاجه حاد , طاح على الأرض من اختلال توازنه فتحركت وسام بسرعة قد ما تقدر وسحبت أمها وهيام و دخلتهم للجلس الثاني و صكت الباب وقفلته بالمفتاح وهي تسمع صراخ أبوها وسبه وشتايمه اللي يشيب لها شعر الراس , زفرت براحة وتراجعت عن الباب اللي بدأ يهتز من قوة ضرباته وقالت بطفش : ويييييييييييييي , اليوم مزاجه ماش ..
            ولمن شافت نظرات أمها الكسيرة ودموع هيام ابتسمت وقالت : خير اش فيكم ؟؟
            ضمتها أمها وهي تشهق من كثر البكى اللي كتمته , ابتسمت ولفت يدينها حولين أمها وهي تقول : يوووووووو يا أم وفاء , اللي يشوفك يقول أول مرة يسوي زوجها كذا ..
            صاحت نجلاء وضمتها بقوة وهي تقول : والله ماتهمني نفسي قد ماتهميني يا بنتي , حرام اللي يسويه فيك ..
            ضحكت وسام وقالت : أووو عادي ..
            وصرخت بداخلها ~ هو لو على الضرب هين ~ وكملت : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
            وطالعت في هيام وأشرت لها بعيونها توقف بكى وهي تأشر بطرف خفي على أمها , مسحت هيام دموعها وقالت : طيب ماجا الوقت اللي نشتكي فيه لأحد ..
            لفت عليها أمها وقالت بحزم : لا ..
            : أمي خلاص الوضع صار ماعاد يحتمل , الأسبوع اللي فات كاسر يد وسام , و اللي قبله عقال و اليوم مسوي في وجهها خرايط , بكرة اش بيسوي والأسبوع اللي بعده ..
            نزلت راسها وقالت بحسرة : عمره ماكان كذا , أبوك مريض حاليا ولازم إحنا نكون جنبه ..
            طالعت فيها وسام وضحكت بداخلها وهي تقول ~ مريض حاليا بسسسسسسسسسس , والله من سنين وهو مريض لكن ماشاء الله صبرك يهد جبال ~ وخرجت من أفكارها لمن لفت عليها هيام وهي تسألها : بالله انتي اش رايك يا وسام في اللي تقوله أمي ..
            تلمست وسام خدها اللي حسته بدأ يورم وقالت ببرود : والله زوجها و هي حره ..
            قالت هيام بعناد : أصلا وفاء المرة اللي فاتت مسكتني عشان تستجوبني على اللي قاعد يصير و ميعاد وميران شاكين كمان ..
            قالت أمها بحزم : يدرون بكيفهم , المهم الشكوى ما تجي مني ..
            تحركت وسام بتعب وجلست على الكنبة وسندت رجولها على الكنبة الثانية وهي تقول : يارب رحمتك ..
            ولفت بوزها لمن تعالت ضربات الباب بشكل أقوى وقالت : ياربييييييي اش هالإزعاج ؟؟ مو كافي راسي مصدع ..
            سندته على ذراع الكنبه وقالت : لا هدت ثورته صحوني عشان أروح أنام في الغرفة ..
            طالعت فيها نجلاء بألم وقالت هيام بغيض : يا ربي كيف هالبنت تبط الكبد , بارده , أمي مو معقوله اللي قاعد يصير , والله لو يدري خالي عبد الكريم ولا عبد العزيز لا غير يذبحونه ..
            : أخواني اخر ناس أدخلهم في موضوع أبوك , أسكتي وفكيني من صوتك , وسام اللي تتلقى كل الضرب ما تكلمت تجين انتي تتكلمين ..
            : يمه يعني أنا عاجبني اللي قاعد يصير لوسام ..
            : اسكتي ومالك دخل ..
            و من وسط ضربات الباب المتتالية المختلطه بجرس الباب اللي أكيد يدقه واحد من الجيران المنزعجين كعادتهم من الصجة غمضت عيونها متجاهلة الأوجاع اللي تفتك بوجهها وهي تتذكر الماضي ..
            : بابا خلاص , الله يخليك خلاص ..
            مارحم صوتها الطفولي المترجي وهو يلهث ويقول : شويه بس ..
            : اه يععععععععععع , ما أبغى ..
            صفعة تلاها صوته الخشن وهو يقول : أصصصصصصصصص ..
            يدينه الخشنة وهي تتلمس مناطق حساسة من جسدها الغض ونظراته اللي تلمع ببريق مقرف والمناظر الغريبة اللي تخدش براءة عيونها الباكية هذا كله خلاها تحس ب ..
            : وسام ...
            شهقت بقوة وهي تفتح عيونها على اتساعها , اليد دافيه على جبينها واللي تمسح العرق المتصبب منها وصوتها الحنون المختلط بصوت صفير غريب وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبتي نايمه هنا ليه ؟؟
            طالعت في المطبخ بحيرة وتعلق بصرها بنجلاء , صرخ صوت بداخلها ~ خلاص انسيه يا وسام , انسيه ~ قامت من الكرسي اللي جالسة عليه بتعب وقالت : نمت وأنا أستنى الكفتيرا تفور ..
            ابتسمت نجلاء وقالت : مو زين تنامين وانتي قاعدة عشان رجلك ..
            طالعت في رجلها وزفرت وهي تتحرك للكفتيرا , طفت النار عنها وصبتها على كباية النسكافيه المجهزتها وهي تسمع لصوت هيام العالي وهي تكلم وحده من صحباتها , ابتسمت وهي تسمعها تحلف لصحبتها إنه أخوها بالرضاع طلعت البنت اللي خاطبها تصير خالته بالرضاع وقالت وهي تشتم ريحة قهوتها السوداء المرة : أصبحنا وأصبح الملك لله , هذولي البنات من يقعدون في البيت ماعندهم غير التلفونات والحش في خلق الله وهاتك ياذنوب ..
            سمعت صوت طبقة الباب القوية فتحركت بأسرع شكل تسمح به جبيرتها , طالعت في الباب الخارجي وشافته داخل وهو يطالعها بكره , اتسعت عيونها برعب ..
            : وسام أنا أسألك متى بيفكون الجبيرة ؟؟ ..
            لفت على هيام اللي جايه لها وهي مجرجرة التلفون وراها ورجعت طالعت في الممر وانصدمت لمن مالقيته قدامها ..
            : وسام في إيش تطالعين ؟؟
            وطلت هيام في الممر ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بنت ..
            غمضت وسام عيونها بتعب وهمست : بعد ثلاث أيام أفكها إن شاء الله ..
            وتحركت لغرفة نومها وحطت الكوب على مكتبها ورمت نفسها على سريرها وهي تصرخ بداخلها ~ انسيه يا وسام , انسيه ~



            *************************


            ......................... يتبع ..

            تعليق

            • أحلى من الحلا
              عضو فضي
              • Aug 2007
              • 539

              #86
              بداية الحصة الثانية :
              الساعة 8.5 صباحا :


              وقف سامر خارج الفصل وهو ضام دفتر التحضير وكتاب الإنجليزي لصدره بيد واليد اليسار قابض فيها على المقلمية , سحب نفس عميق وهو يسمع أصوات الشباب داخل الفصل مختلطة بصوت احتكاك أرجل الكراسي بالأرض تلاه بعض لكمات وشتايم , خلاص أعطاهم فترة خمس دقايق من رن الجرس لازم يدخل ويضبطهم دحين , حمحم وضرب أقدامه في الأرض عشان تنسمع خطواته ودخل وهو يقول : السلام عليكم ورحم الله وبركاته ..
              البعض قام ورد بأدب , عرف لحظتها إن اللي ردوا هم الأوائل على الفصل لأن البقية زفروا بضيق وهم يرجعون لمقاعدهم بطفش , حط أشياؤه على الطالوة ووقف مكانه بثبات وهو ينقل بصره بينهم بصمت , قال واحد وهو يخرج كتبه ويضربها على سطح الطاولة بطفش : يا كرهي لهالمادة السخيفة ..
              : افتكينا منها أمس ..
              : يوووووووووووووو اش هالطفش ..
              ~ سامر خليك ثابت , لا تعطيهم فرصة يلاحظون توترك أو خوفك , الإنطباع الأول هو اللي يرسخ دايم , خليك ثابت , خليك ثابت ~
              : أقول اش فيه الأستاذ مسطل ..
              : صاير أبو الهول ..
              وتعالت همهمات وضحكات لكنه ظل على جموده وهو ينقل نظراته على الكل بلا استثناء وهو يجاهد إنه يتجاهل ضربات قلبه المتعالية واللي حسها مسموعة لكل المدرسة مو بس طلاب هالفصل , بدأت الأصوات تتخافت شويه شويه ولمن مرت خمس دقائق كان الصمت يسود الفصل والكل يطالع في سامر بتعجب , رماهم بنظرة شامله وسأل بهدوء : did you all finished writing?? if you did, someone please clean the chalkboard

              (( هل أكملتم الكتابة ؟؟ إذا انتهيتم فلينظف أحدكم السبورة رجاء )) ..
              قام واحد من الطلبة اللي جالسين في الطاولات اللي قدام ولمن بدأ يمسح السبورة قال واحد ضخم في نهاية الفصل : أستاذ ماكتبت الدرس لسه ..
              ~ بدأنا , سامر تصرف زي ماكنت تتصرف دايما ~ تقدم بسرعة لأول طالب قدامه وسأله : نقلت اللي على السبورة ؟؟
              هز الولد راسه فمد يده وقال : أعطيني دفترك لو سمحت ..
              خرج الولد الدفتر بسرعة وناوله له , تحرك لنهاية الفصل وحط الدفتر على الطاولة وابتسم للضخم وقال بهدوء : هذا دفتر زميلك أنقل منه الدرس ورجعه له لأنه مضى عشر دقائق على بدأ الحصة و صدقني لو كان وقت الحصة أطول من ال 45 دقيقة اللي صارت 35 الان كان أعطيتك وقت عشان تنقل الدرس ..
              ~ يارب مايرد , يارب مايتواقح معاي ~ لمن شافه ساكت ومبهت من تصرفه , رجع لبداية الفصل وهو يصرخ بداخله ~ yes , yeeeeeeees ~ ومع كل خطوة يحس نفسه سيطر على انفعلاته وتوتره أكثر , لف عليهم لمن وصل لطاولته وهو يقول بكل الثبات اللي حسه يتسلل له ويتشعب بداخله : There are some important rules ..
              (( هناك بعض القواعد المهمة ..))
              طالع فيهم وكمل : first , i did not ask for the chalkboard to be cleaned, but, i'll give another chance to write whatever you wished if you dont exceed 10 minutes
              (( أولا : لن أقول أنني أريد السبورة نظيفة ولكن سأمنحكم الفرصة لكتابة ماتريدون إذا لم تتجاوزا العشر دقائق ..))
              ورفع يده وعدد على أصابيعه :
              second:
              never speak arabic in class, even if you asked for authorization to go to the bathroom. If your english is weak, i still want to hear you speak it

              (( ثانيا : عدم التحدث باللغة العربية خلال الفصل حتى عند طلب الإذن بالذهاب للحمام , حتى لو كانت لغتكم ضعيفة أود سماعها )) ..
              وابتسم بتشجيع لمن شاف البعض اللي فهم الكلام مقطب بعدم استساغة للموضوع وكمل يقول : don't think this will be a new type of terrorism , all I want is that you get Accustomed to the language here until you use it abroad without shame , hearing the recurrence of the words will force you to focus at these words and remember it
              ..
              (( لا تعتقدوا أن هذا سيكون نوعا جديدا من الإرهاب , كل ما أريده أن تتعودوا على اللغة هنا حتى تستخدمونها في الخارج بلا خجل , الاستماع لإعادة الكلمات ستجبرك على التركيز على هذه الكلمات وتذكرها )) ..
              ولمن شاف استماعهم وصمتهم حس براحة إنه بدأ يستعيد شيء من ثقته , أشر على الوسطى وكمل وهو يرفع واحد من حواجبه بتسلية : I am the only entitled to speak Arabic
              (( أنا الوحيد المسموح له بالتحدث بالعربية )) ..
              : أستاذ ..
              : ليييييييييش ؟؟
              : واللي مايعرف ..
              : اش قاعد يقول ؟؟
              : علمي علمك , إذا فهمت تعال قولي ..
              : هي مالك فهمت شي ؟؟..
              : يعني سايب الفصل كله وجاي لي أنا اللي ما أفك الييس من النو ..
              تجاهل همهاتهم و نزل يده ونقل بصره بينهم وقال بصوت ثقيل :
              Most importantly , you will haaaaaaaate the situation in the beginning and also you will be praying for my death
              ..
              (( الأكثر أهمية , ستكرهووووون الوضع في البداية و أيضا ستصلون لكي أموت )) ..
              ضحكوا الطلبة اللي فهموا الحديث وهو كمل بثقة : but you will thanke me at the end ..
              (( لكن ستشكرونني في نهاية الفصل )) ..
              وانتبه لحظتها لحاجة مهمه فقال :
              Forgive me for my lack Gustatory , my name is Samer Abdel-Karim Al … , I will be your teacher for this year and the next two years, if god keeps me alive till then.

              (( أعذروني على قلة ذوقي , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم ال ..... سأكون معلمكم لهذه السنة والسنة التي بعدها والتي بعدها إذا كتب لي ربي الحياة )) ..
              وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : وهالمرة حأسوي استثناء وحأشرح القواعد المهمة عندي مرة ثانية باللغة العربية ولاخر مرة , أنا الأستاذ سامر عبد الكريم ال ....
              وبدأ يقولهم على القواعد باللغة العربية واللي بعدها بدأ الطلاب يفهمون اش يقول وبدأوا يشتكون ويبدون عدم رغبتهم بهالشروط لكنه وعدهم إنه ما حيضغط على أي أحد ويجبره على التحدث في حالة عدم رغبته لكن بشرط إنه هالشخص مايتكلم طوال الحصة ..



              *************************


              الساعة8,20 صباحا :


              كانت تحس درجة حرارتها ترتفع وتنخفض , فركت يدينها المتجمدة اللي كانت تشتعل حرارة قبل ثواني وركزت بصرها على بوابة المستشفى , حست بشي يجثم على كتفها , التفتت لأبوها اللي ابتسم وهو يقول : يلا ننزل ..
              حست بالسخونة تجتاح جسمها مرة ثانية من شدة الخجل , فتحت الباب وخرجت بصمت , وهي تمشي وراه حمدت ربها إنه رفض ياخذ العنود معاهم رغم إنها وعدته تجلس في الانتظار إلين يخلصون لأنها تبغى تفطر في الدانوب بعد المستشفى , دخلت المصعد وهي تحس أنفاسها كل مالها تختنق , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ ~ هنوف اش فيك ؟؟ عادي بتروحين تتحمدين له بالسلامة وتطلعين ~ لمن سمعت صوت جرس المصعد فتحت عيونها وخرجت ورى أبوها اللي التفت يتأكد إنها تتبعه كإنه حاس إنه ودها تشرد , مع كل خطوة تخطوها ومع كل رقم تقرأه على اللوحات المثبته على الأبواب تتسارع نبضات قلبها , زفرت بينها وبين نفسها لمن شافت أبوها يوقف قدام باب غرفة وهو يدقه , أول ما انفتح الباب وطل من وراه عبد الإله تراجعت خطوتين ولصقت في جدر الممر , ابتسم عبد الإله بعد ماسلم على عمه وقال بمزح : يافرحة بعض ناس , أخاف يكتبون له خروج اليوم ..
              تمنت لو تنشق الأرض وتبلعها خاصة لمن ضحك أبوها وهو يضربه على كتفه بتحبب وهو يسأله : كيفه دحين ؟؟ صاحي ..
              قال وهو يحك جبينه : الحقيقة توه نام , مانام طول الليل ..
              : لا ..
              قال عبد الإله : مو مشكلة تفضلوا ..
              و دخل ثواني و رجع خرج و هو يقول : زين أروح أفطر في الكافتريا ..
              ومر من عندهم وهو يقول : الحمد لله على سلامته يا الهنوف , سامحينا على اللي صار ..
              همست بخجل : الله يسلمك ..
              قال أحمد بسرعة وهو يلحقه : هي تعال , وين رايح لوحدك ..
              لف عليه عبد الإله بتساؤل فقال : استناني أروح معاك ..
              مسك ضحكته لمن فتحت الهنوف عيونها عن اخرها ومسكت كم ثوب أبوها وهي تقول باعتراض : أبويه ..
              قال بهدوء : أدخلي على زوجك , دقايق وأجيك , أنا خلاص شفته أمس ..
              وتحرك , طالعت في ظهره برعب ورجعت طالعت في باب الغرفة المفتوح كإنها تطالع في وحش مفترس , وقفت لفترة طويلة في مكانها وتحركت بعدها لداخل الغرفة , صكت الباب وفتحت غطاها , طالعت بتردد في الستارة اللي مغطية المنظر عنها , تحركت ببطء وهي تطالع ليمينها , بدأ المنظر يتضح لها شويه شويه , أول ما شافت أقدامه المغطية بلحاف المستشفى وفوق بطانية تغطيه إلين ركبه و تسلل بعدها نظرها للأعلى وتصنم على صدره الملفوف بشكل مخيف واستقر على وجهه المستكين , كان نايم على ظهره والسرير شبه مرفوع من عند راسه , تدافعت الدموع لعيونها بسرعة , غطت وجهها وكتمت شهقتها اللي كانت بتسلل من بين شفايفها , بعدت يدينها وهي تطالع فيه بخوف , حركت أقدامها بالقوة وسحبتها سحب إلين وصلت عند منتصف السرير وقفت في مكانها وهي تتأمل وجهه , ماتتخيل إنها كانت حتفقده لولا رحمة ربي , مسحت دموع تسللت لخدودها بأطراف أصابيعها وهي تشد على شنطتها ونقابها باليد اليسرى , زفرت بشويش عشان ماتزعجه و هي تتأمله بصمت , لمن لاحظت إنها تتأمل كل تقاسيمه سحبت نفس عميق وهي تحس بالخجل يخنقها , بعدت نظرها عنه وتأملت الضماد اللي على صدره , مدت يدها بتلمسه ورجعت سحبتها ~ هنوووووف اش هالخبال ؟؟ انتي بتقرين عليه ~ مدت يدها بعد تردد طويل وحطتها على صدره وهي تهمس : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
              كررتها ثلاث وهي تحس بالدموع تتسلل لعيونها مرة ثانية , سحبت يدها ومسحت دموعها وهي تصرخ بداخلها ~ استغفري ربك , هذا الصياح كله وهو نجى , إحمدي الله , الحمد لله , الحمد لله , يارب لا تحرمني منه , يارب لاتحرمني منه ~ تراجعت عن السرير لمن تغيرت أنفاسه فجأة , سحب نفس عميق وقطب حواجبه دلالة الوجع وهو ينقلب على يمينه , كتمت أنفاسها بتوتر ولمن استقر في نومته خرجت أنفاسها اللي كتمتها , ضحكت على نفسها وعلى خجلها الزايد الغريب , تمنت لو عندها شوية من جرأة العنود , صح صايرة تخونها جرأتها مؤخرا لكنها تعتبر أكبر جريئة في نظرها , تقدمت ومدت يدها بلا تفكير ومسدت حواجبه المقطبه وهي تبتسم بحب , ولمن حست برغبة إنها تمسح شعره قبضت يدها و تراجعت بسرعة وهي تحس نفسها بتموت من الخجل , لبست نقابها وخرجت من الغرفة , على خروجها التقت بأبوها , ابتسم وسأل : وين رايحة ؟؟
              همست بخجل : خلاص اتطمنت عليه ..
              : صحي ..
              هزت راسها بلا , زفر ومد يده وقبض على يدها اللي حسها بارده زي الثلج , ضغطتها دلالة شكر وامتنان , ضحك وتحرك وهو يقول : الحمد لله ربي رزقني كل الأنواع , خجلك و جرأة العنود واعتدال البندري , لو تعطيك العنود شويه من اللي عندها كان صرتم معتدلات زي البندري ..
              ضحكت وقالت وهي تحس براحة عجيبة بعد ماشافته : كان وقتها ماحيصير لكل فينا شخصيتها الخاصة , صح ؟؟
              ولمن هز راسه سألته : ومين اللي تحب شخصيتها أكثر ؟؟
              دخل المصعد وقال : كل وحده فيكم لها مكان ..
              قالت : لا ما أبغى هالجواب الديموقراطي ..
              لاحظ إنها بدأت تنطلق بعد ماحبست نفسها وصامت عن الكلام ليومين ~ والله إنتم الحريم , عجيبات ~ قال بهدوء : هالجواب الديموقراطي عشان ما أتحاسب قدام الله على التفريق , اللي لها معزة خلي لها معزة داخل القلب وبس ..
              كانت متأكدة مليون إنه العنود هي اللي لها المعزة الخاصة لكنها فرحت إنه ماصرح بهالشي قدامها , رصت يده بقوة وقربت منه وهي تخرج من المصعد ..
              لف عليها وابتسم لها وهو يحس إنها رجعت طفلته الصغيرة , من صغرها كانت تحب ترص على يده وتضمه وهو يمشي , ولمن اصطدم بصره بحجابها اللي وضح طولها وتجاوز راسها لكتفه تذكر إنها كبرت , وبعد كم شهر حتغادره زي البندري وماحيمر طويل قبل ماتفارقه العنود كمان , سحب يده من يدها ولفها على كتفها وهو يمشي في المواقف ..



              **************************


              الساعة 3 قبل العصر :


              طالع جاسم في الوجوه المتأمله له , نزل راسه لصحن الرز ورفع ملعقة لفمه وهو يقول : خير ..
              نزلت الهنوف عيونها وتشاغلت بكاسة الموية وركزت البندري عيونها على الأكل
              وهدى تقول : خير ياستاتي ذبحتم أخوكم , عنيد ..
              رفع بصره لقيها لسه مبحلقة فيه , ابتسم وقال : خير ست عنيد ..
              سألت بلا تردد : كيف تعبت أزهار ومتى ؟؟ إحنا كنا معاها لفجر الجمعة وكانت صحتها زي البمب ما شاء الله ..
              شهقت هدى وقالت بعصبية : بنت , اش هاللقافة الزايدة ؟؟ مالك دخل فيهم ..
              لفت العنود بوزها وقالت باعتراض : شايله هم أزهار بس ..
              قال بهدوء : تعبانه شويه وتبغى ترتاح ..
              طالعت فيه وقالت بمزح : أهم شي مو إنت مزعلها ..
              : عنووووووووووود ..
              قالتها أمها باعتراض حازم ودقتها الهنوف من جهة والبندري من جهة , رماها بنظرة بارده وطنشها , قال أحمد بابتسامة هادية : عنود حطي راسك في أكلك ..
              استغربت ردة فعلهم وقالت وهي تحشر اللقمة في فمها : أمزح معاه شايفته طفشان ..
              جا عبد الرزاق وهو يسحب رجوله ورافع يده اليسار و مدخل يده اليمين من تحت فنيلة القطنية يحك جنبه بطفش وهو يسأل : اش تاكلون ؟؟
              قالت أمه : سليق ..
              أول ماوقع بصره على البندري قال : أستغفر الله , يا سدة النفس مع صباح الله خير ..
              انكمشت البندري ورخت بصرها للسفرة بسرعة والعنود اللي ما انتبهت لوجهة نظراته قالت : أولا إحنا محنا صباح , قربنا من العصر دحين , ثانيا السليق يسوى الأكل كله مو عشان ذقت الخرابيط الفرنسية تقول على السليق سدة نفس ..
              زفر وقال : يا شين الملاقيف اللي يدخلون في السالفة عرض , أقول كلي كلي , انتفخي عشان مايقول عدنان ضاحكين علي ومزوجيني عود مكرونة بيتوني ..
              شهقت وقالت باستنكار لمن ضحك الكل على تعليقه : أنا مكرونة بيتوني ؟؟
              قال ببرود وهو يطالع البندري بنظرات حاده : عووووود مو المكرونة بكبرها عشان ماتكثرين نفسك و ناشف مو مستوي كمان ..
              قامت البندري اللي ماقدرت تتحمل نظراته وقالت : الحمد لله شبعت ..
              وتحركت لغرفتها رغم محاولات أمها إنها تاكل أكثر , زفر عبد الرزاق براحة وجلس معاهم , قالت العنود : يعععععععع , قوم غسل يدك على الأقل , توك محكحك إلين قايل بس ..
              مد يده بعناد و ومسح الأكل اللي كان في ملعقتها , نزلت الملعقة وهي تقول : يا قرفففففففففف , رزووووووووووووووق ..
              ضحك باسمتاع و سحب ملعقة وبدأ ياكل , حطت اللقمة في السفرة وهي تقول : خلي ربي يحاسبك على النعمة اللي قاعد تلعب فيها ..
              لف جاسم على عبد الرزاق وهمس : هي خف على البندري عشان أبوي مايلاحظ شي , كافي إلى الان مو راضي على إصرارنا على الزواج ..
              قال عبد الرزاق ببرود : خلي يدري عن سواد وجهها ال ##### , والله لو أصر أكثر على فسخ الخطوبة كان خبرته بكل شي ..
              دقه جاسم وهو يهمس : مهما صار حسك عينك تفكر تعلمه , ترا وقتها بيكون أجله ..
              لف عليه عبد الرزاق ورماه بنظرات غريبة ورجع لأكله , سأله بحيرة : ليش تطالعني كذا ؟؟
              قالت بهدوء : تغيرت كثير ..
              عقد حواجبه وقال بصدمة : تغيرت !!
              وانتبه لنفسه لمن شاف نظرات الكل منصبة عليه , ابتسم عبد الرزاق وقال : 180 درجة ..
              طنشه جاسم وكمل أكله وهو غصب عنه يحس الأكل رغم لذته ماله طعم من كثر تفكيره في أزهار اللي ماردت على رسايله ولا على مكالمته الوحيده قبل ساعة ..



              *****************************



              بعد صلاة العصر بوقت :
              في المستشفى :

              : لا , لا تقول ..
              ابتسم عبد الإله وقال : والله ..
              ضرب حسان حاجز السرير بطرف يده وهو يقول متأوه من الوجع : اش هالحظ ؟؟ اي صدري ..
              ضحك عبد الإله وقال : يا شيخ ارحم نفسك , الحركة المفاجئة العنيفة تراك ممنوع عنها , إنت بس أشر وأنا أجيبها لك دحين ..
              طالع فيه حسان بضيق وقال وهو ينتحنح بسبب الحشرجة اللي مازال يحسها في حلقه : تنكت إنت ووجهك ..
              ابتسم عبد الإله وقال بثقة : والله أجيبها لك إنت بس قول ..
              هز حسان راسه وهو يكح و قال برعب : لا بطلت , لهجتك خوفتني ..
              قهقه عبد الإله وقال : الله يقطع سواليفك , أتكلم جد تبغاني أجيبها أجيبها ..
              هز راسه مرة ثانية وقال : لا شكرا هي متى مابغت تجي تجي ..
              قال بعناد : ترا عمي جارها ولا هي ماتبغى تجي ..
              لف حسان بيمسك مخدته عشان يرميها عليه لكنه توقف وهو يصرخ ويمسك صدره , نط عبد الإله ومسكه وسدحه وهو يقول : إنت ليش تتصرف كإنك صرت طبيعي , تراك ما كملت 20 ساعة من فكوا عنك الجهاز يالمتخلف , قبل يومين ضاربتك الرصاصة ..
              غمض حسان عيونه بقوة وهو يعض شفايفه بوجع , مسح عبد الإله العرق عن جبينه بالمنديل اللي سحبه وهو يقول : ترا أخرج عنك وأخليك لوحدك عشان ماتتهور ..
              : أخرج وفكه من خلقتك يا أخس لصقة جنسون ..
              : أنا أول مرة أشوف قاتل يمشي في جنازة اللي قتله ..
              قال حسان من بين أسنانه بوجع : أحلى لصقة وأحلى قاتل ..
              لف عبد الإله وابتسم وهو يقول بأدب : جزاكم الله خير هذا من طيب أصلكم ..
              وحرك حواجبه , رماه جاسم بنظرة لا مبالية وهو يقول : ولو أحلى لصقة برضك مزعج ..
              وقهقه عبد الرزاق وهو يقول : ترا مو لايق عليك الأدب ..
              وسلموا على بعض ووقف جاسم جنب حسان وهو يسأله عن حاله , قال حسان : أشوفك مغرز عندي كل شويه ناط , ماعندك بيت تقعد فيه ..
              فتح فمه بيتكلم لكن عبد الرزاق سبقه وهو يقول بتريقة : كشتته حرمته ..
              شد عبد الإله ظهره وقال بتريقة : أحه , أبو أحمد تكشته حرمه , ماهقيتها منك يالأسد ..
              قال عبد الرزاق وهو يطالع في جاسم اللي أشر له يسكت : وأزيدك من الشعر بيت , كشتته وراحت بيت أهلها ومالها نية ترجع حاليا ..
              : أفا يا ولد العم , ياخسارة الشوارب فيك , روح شدها مع شعرها ورجعها ورجلك فوق رقبتها ..
              قال حسان بعصبية : بس انت واياه مايجوز تحرشون , بعدين اش هالسوقيه ؟؟ اش هالألفاظ رجلك فوق رقبتها بنت الناس نعجة عندكم ..
              ضحكوا كلهم على عصبيته المفاجأة وقال عبد الإله : أعذروه , زعلان عشان بعض ناس غاليييييييييين جووا وهو في سابع نومه , حتى ريقانه نازله على المخده ..
              فتح عيونه على اتساعها وهو يسأل بصدمة : كذاب , كنت مريقن ؟؟
              : والعيون نص مفتوحة وتشخر كمان , يوم دخلت عليك قعدت أوقل , يا بنت عمي المسكينة , أشوفها شارده مسسسسرع ما خرجت , حتى عبايتها كانت تطير وراها وهي تجرجر في عمي عشان تخرج من المستشفى ..
              رجع جاسم راسه على ورى من كثر الضحك وضرب عبد الرزاق فخذه وهو يقهقه
              طالع فيهم حسان بضيق وقال : اضحكوا , اش وراكم ؟؟ وإنت ..
              ولف على جاسم وهو يكمل : إنقلع عن وجهي لا أشوف شيفتك , قاعد أدافع عنك وتضحك علي ..
              حمحم جاسم وقال : ياخي غصب عني أضحك ..
              لف على عبد الإله وقال : وإنت , لا أشوفك تقعد عندي الليلة , مستغني عنك ..
              وبعد فترة من المناقشات ودعهم جاسم وخرج هو وعبد الرزاق وتقابلوا في الممر مع عمهم جلال وعياله وسلموا عليهم ...



              *************************


              في المساء :
              في فيلا أحمد :


              طالع في جواله وزفر وهو يطالع في الاسم دق عليه مرة ومرتين وثلاثة ومافي رد , حس بضيق وبأعصابه شويه وتفلت من زمامها , رمى الجوال وانسدح وهو يطالع في سقفه الجبس المزخرف بأشكال هندسية تتخلها إضاءات صفراء صغيرة , وبعد فترة تحرك وخرج للصالة ومسك تلفون البيت ودق الرقم , وصله صوتها الناعم وهي تقول بدلع : يا هلا ..
              سكت للحظة قبل فوصله صوتها الطبيعي وهي تقول : عنيدي ترا مافيني للعبك ..
              ماعرف اش يقول لكنه في النهاية قال : بكرة الصباح مسافر ..
              صمت طويل ساد لدرجة إنه اعتقد إنها صكت الخط , قال بتساؤل : ريم ..
              وصله صوتها المخنوق وهي تهمس : حرام عليك اللي تسويه فيني , تراني عايشه برعب من كثر ماتتصل علي , ياخي ارحمني والله لو مو ولد عمي كان اشتكيتك لأبويه , تراني ما أبغى المشاكل ..
              قال وهو يحس نبض قلبه يتسارع بخوف من صوتها الغريب : ريمان أنا ..
              صرختها اخترقت أذنه وهي تقول بعصبية : مايحق لك تدلعني , ولد عمي على عيني وراسي لكن إنت تجاوزت حدك , تجاوزته كثيييييييييير وأنا ساكته لا عاد تتصل على جوالي لأنك لو اتصلت مرة ثانية والله شوفني حلفت لا أعلم عليك أبويه وأقوله إنك تضايقني وإنك ..
              قال يقاطعها : طيب كلمة بس ..
              : ولا حرف , ما أبغى أسمع منك حرف مع الس ..
              ابتسم وقال لمن حس إنها بتنهي المكالمة : أحبك ..


              ***********************


              واقفة في المجلس شبه المظلم اللي راحت له عشان تختفي عن أنظار أهلها اللي بيعرفون من ملامح وجهها الخايفة إنه في شي , حست بكل أعصابها المشدوده ترتخي من كلمته , انهارت جالسة على أقرب كنبه لها وهي تحس رجولها الذايبة تنتفض بقوة , رصت الجوال على إذنها بقوة و انحنت وهي تلف يدها اليسرى على بطنها اللي بدأت تلتوي بشكل مرعب , كانت تحس نبضات قلبها زي القطار الهادر بداخلها وكلمته ونبرته تتردد زي الصدى بداخلها ~ أحبك , أحبك , أحبك , أحبك ~ غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ لييييييييييش ؟؟ ليش تسوي فيني كذا , ياربي هل هذا عقاب لي ولا اختبار , يارب ~ همست بضعف : اتق الله ..
              وفتحت عيونها اللي تسللت منها دمعتين وهي تقول بقهر : اتق الله في اللي قاعد تسويه , لو إنك تحبني صح كان جيتني بالحلال و مارضيت علي الغلط , إنت زيك زي أي واحد في الشارع , تتوقع لو لاحقني زيك وقالي هالكلمة اللي شوهتها بأصدقه ..
              ولمن اختنق صوتها كتمت صياحها ماتبغاه يعرف كيف أثرت فيها كلمته وخلتها تنهار , لازم تبان قوية قدامه , لازم , بلعت ريقها وكملت بصوت قوي : ويكون في علمك لو إنك اخر رجال في العالم ما حبيتك , اللي ما يراعي حق الله في نفسه مايراعيها في غيره ..
              وصلها صوته وهو يهمس بصوت غريب : شكرا , مع السلامة ..
              صكت الجوال بيد مرتجفه وطالعت فيه برعب , انفلت من أصابيعها وطاح على الأرض الرخامية وهي ترفع يدينها وتغطي وجهها وبلا مقدمات انفجرت تصيح من قلبها , كانت تحس كل عضو في جسمها يئن وكل نبضة من نبضات قلبها توجع روحها أكثر ..


              *********************

              Revenge # my #
              طالع في اسمها المسجل في جواله وهو يبتسم ~ انتقامي , والله طلعت هي المنتقمة مو أنا ~ غير اسمها ل my deadly # # وقال وهو يزفر : هذا أنسب ..
              وزفر مرة ثانية وقام عن الصالة وتحرك لغرفته لكنه توقف عند غرفة جاسم , دق الباب ودخل لقيه غارق في النوم , ابتسم وخرج وهو يحس بعدم رغبة في النوم , طلع للدور العلوي ولقي العنود مربعة على الكنبة وهي تقلب في القنوات , أول ما شافته نطت للطاولة اللي قدامها وغطت صينية الأكل وهي تقول : تبغى تجلس حياك , تبغى تاكل إنقلع ..
              قال وهو يجلس جنبها : بالله هذي طريقة تودعين فيها أخوك اللي مسافر بكره ..
              بعدت عن الصينية بسرعة وهي تقول : لا حبيبي تفضل ..
              ضحك وقال وهو يسحب ساندتشها : ينضحك عليك بسرعة ..
              أكل لقمة ورجعه لها وهو يقول : وعععععععع , جبنة سايلة مع حلاوة طحينية , حلو ومالح ..
              قالت باستمتاع : أححححححححححلى شي ..
              ورفعت كوبها وهي تكمل بنفس الاستمتاع : و مع كوب نسكافيه أووووفففففف كملت ..
              طالع فيها بقرف وهو يقول : منتي حقت نعمه , تعالي فرنسا وشوفي الأكل الصح وقولي أووفف ..
              سألته باهتمام مفاجئ : إي صح , طول عمري بأسألك هالسؤال وأنسى , اش أحلى شي في فرنسا ..
              قال بلا تردد : حريمها ..
              وحرك حواجبه غياض لمن طالعت في بصدمة , لفت بوزها وضربته وهي تقول : أكلمك جد ..
              قال وهو ياخذ الكوب منها ويشرب منه : برج إيفل طبعا والريف الفرنسي المحيط بجبال الألب , طبيعة ولا في الخيال ..
              وكمل وهو يغمز لها : بتشوفين تناسب شهر العسل ولا لا ؟؟
              بلعت اللقمة اللي فمها بدون ماتمضغها زين فحستها بداية بتقطع حلقها , حنت ظهرها لقدام وهي تتأوه , كانت تحس اللقمة تضغط على ظهرها و تكتم أنفاسها , ضربها على ظهرها بعفاشة وهو يقول : يالمفجوعة ..
              لفت عليه وهي تحك مكان ضربته و قالت وهي تخبي خجلها : أنا المفجوعة ولا إنت اللي تفكيرك زي وجهك , بعدين هذي مي يد ماشاء الله مرزبة , ذكرتني بيد سفانو ..
              : والله إنك jock لمن تنكسفين , مهي لايقة ..
              بعدت وجهها عنه وثبتت نظرها على التلفزيون وهي تقول بهدوء مصطنع وهي تحس نفسها بتموت من الخجل من جوة : ما فهمتها بس أكيد سبة , لو سمحت خليني أركز على المسلسل ..
              طالع في التلفزيون بصمت وعقله في مكان ثاني , ولمن خرجت البندري من الغرفة لف وطالع فيها بحدة وقام وهو يقول : إذا أتت الشياطين انصرفت الملائكة ..
              ونزل على طول , قالت العنود بصوت عالي تمازحه : ترى الصح إذا حضرت الملائكة انصرفت الشياطين ..
              ولفت على البندري اللي تغير وجهها واكتسى بألم صارخ وقالت : هو اش به عليك ؟؟ مهو طبيعي , انتي تضاربتي معاه يابنت من دون ماتقولين لي ..
              هزت راسها بحركة مبهمة وهي تكمل طريقها لغرفة الهنوف اللي وعدتها تساعدها في فرز الملابس اللي بتاخذها معاها لأمريكا عشان تتبرع بالباقي قبل رمضان ..


              ************************



              يوم الاثنين 18 / 8 / 1427 ه :
              صباحا في الشقة :

              فتح الباب وابتسم وهو يقول بترحاب صادق : هلا والله ..
              ابتسم جاسم وقال : السلام عليكم ..
              سلم عليه عمر وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , تفضل تفضل حياك ..
              دخل جاسم الشقة وجلس في الصالة وهو يدور ببصره في الأرجاء , قال عمر بإحراج : معليش الشقة حايسة , تعرف عشان البويات وتغير الفرش و ..
              ابتسم جاسم وقال : لا عادي , عارف كيف تأثيث البيت يتعب ..
              تحرك عمر لغرفة أزهار وهو يقول : دقيقة أصحيها لك ..
              ماقال خليها تنام لأنه يحس برغبة ملحة إنه يشوفها , لمن دخل عمر الغرفة زفر جاسم وطالع في الظرف اللي في يد والأكياس اللي في اليد الثانية وهو يتذكر كمبيوتره , تأفف وهو يقول بداخله ~ يعني كان لازم تخلي صور ليلى عندك في الجهاز , أفففففففففففففف أنا اش خلاني أحطها واش خلاني أنساها وما أمسحها , أكيد كل هذا اللي مسويته مو من تأثير الدوا بس ~ ..
              : أزهار , بنت , زهرة ....
              فتحت عيونها ببطء ولمن شافت عمر تذكرت هي فين وليش وعقلها استعاد كل اللي صار , استغفرت وقامت وهي تفرك عيونها وتسأل : الساعة كم ؟؟
              ابتسم وقال : لسه توها 9 الصباح , قومي زوجك جاي يسلم عليك ..
              فتحت عيونها على اتساعها وكانت تبغى ترفض رفض قاطع إنها تقابله لو ما شافت نظرة عمر المتوترة القلقة , قامت وقالت : دحين أخرج ..
              خرج عمر وهمس وهو يسحب شماغه اللي كوته له أزهار وعلقته : دحين جايه , يلا مع السلامة لازم أروح الجامعة دحين عندي محاضرة ..
              ودعه جاسم وهو يحس براحة إنه بيكون معاها لوحدهم , ماكان يبغى شاهد على مناوشاتهم في حال قررت أزهار تنفجر وتنشر الغسيل على الملأ بصوت عالي ..
              خرجت بعد ما كحلت عينها و مشطت شعرها وحطت لمعه خفيفه على شفايفها , وقفت عند باب غرفتها ولا تعدت عتبته لأكثر من شبر , وقف وابتسم بتردد ابتسامة خفيفه لكنها طنشته وتجاهلت خفقات الألم في قلبها وهي تشوفه واقف ببذلته العسكرية و طالعت ببرود في اللي في يده وهي تقول لنفسها ~ أزهار اخزي الشيطان , الرجال جايب معاه فطور , أعدي الموضوع وأخليه يشوفني هبلة ملطشة عادي عندها اللي قاعد يصير , لو تنازلت دحين مابيكون لي صوت بعدها , بسسسسسسسسسسس , أكيد إنه .. أزهار لا تدورين الأعذار له ~ , ابتسم لمن شاف برودها اللي حسه غريب ومناقض لشحصيتها و قال وهو يلوح بيده بالظرف : جبت نتيجة تحليل العنود ..
              بلا تفكير قالت بلهفة : بشر ..
              اتسعت ابتسامته أكثر خاصة لمن رجعت ضبطت ملامحها المنفعلة , تقدم منها وهو يخرج الورقة من الظرف وناولها لها , مسكت طرف الورقة وسحبتها وعيونها تجري على السطور ..
              أول ماشافت اسم الخاطب والمخطوبة والتوقيع على توافق الطرفين قالت بفرح وهي تحط يدها موضع قلبها : يا حبيبتي يا عنوووووووود ..
              مد يده بجواله وقال : خذي بشريها ..
              لفت عليه وقالت بفرح : أنا , ليه هي ماتدري ؟؟
              قال وهو يتأملها بنظرات غريبة : أنا خرجت الورقة بالواسطة ولا هي ماتخرج قبل أسبوع ..
              مدت يدها بتاخذ الجوال وساعتها تذكرت إنه قاعد يسايسها , رجعت يدها وقالت : أدق من جوالي ..
              ودخلت الغرفة بتجيب الجوال ~ ياربي هالرجال بارع في تضيع المواضيع , أففففففففف ~ دقت على جوال العنود وهي تتناساه للحظة , ولمن وصلها صوت العنود النوم وهي تقول : هلا , هلا والله ..
              ضحكت وقالت بعفوية : واش ذا الصووووووت , بنت تذكري ماتجاوبين على عدنان وانتي نايمة ..
              قالت العنود من بين أسنانها : مغغغغغغغغغغغغغغغغغغغص , طيرتي النوم من عيني الله يقطع شرك ..
              ضحكت بخفة وقالت بعناد : واللي يقولك النتيجة معايا دحين ..
              الشهقة القوية وهي تصرخ : إيييييييييييييييييييش ؟؟
              تلاها صوت ضجة غريبة وتأوه , سألت بحيرة : بنت اش فيك ؟؟
              : طحت من فوق السرير ..
              ضحكت من قلبها وهي ترجع راسها على ورى وقالت : الله يقطع شرك انتي ياتحفة , هذا كللللللللللله عشان النتيجة ..
              : أزهار أخلصي , اش النتيجة ؟؟
              عقدت حواجبها وهي تقول بتفكير : إممممممممممممممممم ...
              : يالدببببببببببببببببببببببببببببب ..
              صوتها المقهور المترقب وضح تماما إنها خارجة من قلبها , ضحكت وقالت : ألف مبروك يا قلبي , توافق ..
              شهقت العنود وقالت بصوت ثقيل وبغير تصديق : كذابة ..
              : والله شوفيها قدامي أقرأها لك ؟؟..
              قالت بصوت ممطوط غير مهتم : لا مايحتاج , إعفيني من هالتفاهات اللي مالها داعي ..
              أزهار اللي تعرف ردات فعل العنود الغريبة ضحكت وقالت : تفاهات , يلا أسيبك لوحدك تفكرين في اللي قلته , مع السلامة ..
              : إنقلعي ..
              : شكرا , جزاك الله خير ..
              صكت الجوال وطالعت فيه وهي تبتسم وتقول : الله يوفقها يارب ..
              ولمن لفت شافته واقف عاقد يدينه قدام صدره وهو مستند بكتفه اليمين على إطار الباب وهو يتأملها تحركت وأعطته الورقة وقالت بهدوء : شكرا ..
              اعتدل و تناول الورقة بدون اهتمام و سأل وهو يرجعها للظرف : كيفك دحين ؟؟
              طالعت فيه بصمت , لمن رفع راسه لها لفت وجهها بعيد عنه وهمست بصدق : جسديا أنا بخير و عقليا و نفسيا ما أقدر أجزم لك إنها بخير لكن الشي اللي متأكدة منه مليون في المية إني قلبيا منهارة ..
              ورجعت طالعت فيه بنظرات قوية وهي تكمل : تراني حرقت كل الصور ..
              ~ حرقت , حرقت , حرقت إيش ؟؟ عن إيش تتكلم ؟؟ يمكن قصدها إنها حذفتها من الكمبيوتر ~ طالع فيها بحيرة وهي تكمل بثبات : أحتاج وقت عشان أقدر أرجع لحياتي الطبيعية معاك ..
              كلمتها صدمته , عقد حواجبه وهو يقول باستنكار : إييييييييييش ؟؟ وقت ؟؟ اش قصدك ؟؟
              : وقت , أحتاج وقت , ما أدري كم , إلين يهدأ البركان اللي في قلبي ..
              قال بعصبية : إنتي حكمتي على الموضوع من دون ماتسأليني , ترا أنا أكره هالطبع فيك , تسكتييييييييييييين وتراكمين بعدين تنفجرين على شي تافه ..
              طالعت في بصدمة وهي تقول : تافه , الصور اللي شفتها شي تافه ..
              صرخ بعصبية : إيوه شي تافه لأنها صور قديمة , إنتي المفروض قبل كل شي تصارحيني باللي شفتيه مو تسكتين , بعدين هذي خصوصيات مفروض ماتفتشين فيها ..
              بلا شعور صرخت بقهر : مافي شي اسمه خصوصيات في البيت بين الزوج وزوجته , خصوصياتك الزففففففففففت خليها ...
              رفع يده ووقفها بسرعة وهي تكمل : عند أصحابك اللي زيك ..
              وابتسمت وقالت باستفزاز : ليش وقفت ؟؟ أضرب اش وراك , مهي لك بأوله ..
              سحب نفس عميق وهو ينزل يده وقال بهدوء : أنا ما حأرد لأن الواحد وهو معصب يقول كلام يندم عليه ..
              وكمل بنفس الهدوء : وعلى الخصوصيات ما أدري مين اللي داس عن واحد عايش معاه كل هالفترة إنه ياخذ علاج ..
              رمته بنظرات غريبة وهي تعض شفتها بقهر , زفر وقال : أزهار أنا ..
              همست : لا تنطق اسمي ..
              ورصت شفايفها المرتجفة وهي تهمس بصوت أخفت : إذا ليه أي معزة في قلبك لا تنطق اسمي على لسانك , بصوتك ما أبغى أسمعه نهائيا عشان ما أكرهك أكثر ..
              فتح عيونه على اخرها وهو يقول : لهالدرجة ..
              رمته بنظرات حادة وقالت بعصبية مفاجئة : حاليا وأكثر كمان , بعد اللي شفته ما أتخيل ..
              وسكتت , ماتبغى تتكلم أكثر , عيبها لمن تكون مجروحة تحاول تؤذي الشخص اللي قدامها بكلمات تعرف إنها تجرحه وهي تعرف هالشي فيها فسكتت ..
              سحبت نفس عميق وخرجته وهمست : أحط لك الفطور ..
              قال وهو يحس كل حيله مهدود وفتران : لا مشكور , ماني مشتهي شي , أروح أودي النتيجة للبيت وأرجع للعمل لأني مستأذن منه ..
              ووقف يطالع فيها بصمت وهي تتطالع في الأرض بصمت , همس برجاء مرح : مايجي تودعيني بطريقة أحسن ..
              رفعت راسها وطالعت فيه بهدوء , همس بصدق : والله البيت ما يسوى بدونك ..
              ~ حرام عليك يا جاسم , لا تحرق قلبي أكثر , رووووووح وفكني من المشاعر اللي تصارعني ~ زفرت وبعدت وجهها عنه رجع سأل بمرح : ما يجي تودعيني بطريقة أحسن , ترا يمكن أخرج من هنا ويصير لي حادث وأموت و يكون هذا اخر ..
              طالعت فيه بصدمة ورجعت قاطعته ببرود : ما أحب هالكلام , اللي كاتبه ربي بيصير ..
              رفع حواجبه باستنكار وقال : يعني عادي أموت وإحنا متخاصمين ..
              زفرت وقالت : ما قصدت كذا , بس إنت قاعد تستخدم طريقة غير عادلة ..
              زم شفايفه للحظة وبعدها مد يده لوجهها , تراجعت بسرعة لكنه قال بهدوء وهو يمسح بإبهامه خدها اليسار : انتي ماغسلتي وجهك لمن صحيتي من النوم ..
              بعدت يده بخشونه ومسحت خدها بيدها , قال وهو يحارب ابتسامته و يمد يده مرة ثانية : لا هنا ..
              انتبهت إنه قاعد يلعب عليها فدفت يده وقالت بحزم : روح لعملك ابرك لك عشان ما يهزئونك ..
              قال وهو يأشر على الكيس اللي سابه في الصالة : سندوتشات الطعمية الستة وال 3 عصيرات كلها بتاكلينها وتشربينها لوحدك ..
              وكمل : هو صح إنت من يومك سعلية وتاكلين الأخضر واليابس لكن مو لدرجة ..
              لمن حست إنها بتنفجر من الضحك والغيض في نفس الوقت تمالكت نفسها وقالت بهدوء : دحين أدق على مرة أخوي وأخليها تجي تشاركني ..
              زفر وخرج , أول ما صكت الباب وراه حست برغبة في البكاء والضحك في وقت واحد , راحت للصالة وجلست وهي تقاوم مشاعرها المختلطة وصرخت بداخلها ~ والله صور ليلى اللي في جواله ماسوت فيني نفس سوات هالصور , يارب رحمتك ~
              ولمن بدأ عقلها يستعيد صور النساء العاريات تماما وهم في وضعيات أقل ما يقال عنها مشينة منحلة مقززة مثيرة لكل أنواع المشاعر المخيفة , غطت وجهها بيدينها وهي تقول : متى بتروح هالصور عن بالي , متى ؟؟
              قامت بسرعة وجلست تدور في الصالة وهي تتذكر الصور اللي من شدة صدمتها ظلت تتطالع فيها لوقت طوييييييل , كانت تسمع كثير من صديقاتها في الكلية يشتكون , اللي لقيت مع أخوها فيلم إباحي و اللي لقيت معاه صور جنسية واللي قرأت عنده كتب وقصص متعمقه في هذي الأمور , والكثيرات كانوا يوصفون اللي يشاهدونه وكانت تنرعب وتخاف وتستغفر من مجرد السماع وتحمد ربها على أخوانها وتربيتهم و ماتخيلت في يوم إنها تشوف زي هالشي وعند مين , عند زوجها , لحظتها حسته حيوان ولا يرقى عن هالمرتبة , توقفت عن الدوران لمن وصلت لهالنقطة في التفكير و حطت يدينها موضع قلبها وضغطت على صدرها بقوة وهي تقول : يارب هدي قلبي , يارب أتوسلك تخفف عني اللي أحسه , ياربي أتوسلك ما أبغى أكرهه , ما أبغى أكره جاسم ..



              ****************************


              : تغطرفون على إيه ؟؟ أنا حزنان على الولد ..
              مدت العنود يدها وضربته وهي تقول : يا دببببببببب أختك تقول عني هالكلام ..
              قال وهو يثبت حزامه : أختي ولا لا أنا قاعد أقول الحقيقة ..
              : أقول روح روح قبل ماتطير عنك الطيارة وتقعد في حلقنا يلا ترانا من أول نستنى اللحظة اللي بتفارقنا فيها , هالمرة قعدت عندنا بزيادة ..
              قالت هدى باستنكار : عنووووووووووود ..
              لفت عليها وقالت بضحكة : أمزح يا أمي يعني من جدي أتكلم ..
              وضمته وهي تقول : والله بيوحشنا وبتوحشنا محشاته ..
              دفها بخشونة وهو يقول : ما أحب أحد يضمني ..
              ولف على أمه وقال : يلا مع السلامة ..
              وسحب شنطته وتحرك , قامت هدى بسرعة وضمته وهي توصيه على نفسه , طبطب على كتفها وقال باختصار : إن شاء الله ..
              سلمت عليه الهنوف بهدوءها المعتاد وتحرك بعدها للباب والعنود تتابعه وهي تثرثر بوصايا و طلبات ماتنتهي , شافها واقفة بتردد عند المدخل , قالت البندري وهي تحس أعصابها على شفير الانهيار : عبد الرزاق ..
              لف وجهه وقاطعها ببرود : الواحد مايبغى يتنحس من بداية رحلته ..
              تقدمت منه بسرعة ومسكت يده وهي تهمس برجاء : لاتروح وانت زعلان ..
              سحب يده بخشونة وهو يقول ببرود : لا تلمسيني بيدك ..
              قالت برجاء وعيونها تلمع منذرة بالدموع : تكفى يا أخويه لا تروح وانت زعلان , كافي زواجي منته حاضره وهو مابقي عليه إلا 8 أيام ..
              رماها بنظرات باردة قاتلة وتحرك بدون مايزيد حرف , غطت وجهها وهي تشهق بوجع , ضمتها العنود وهي تنقل بصرها برعب بين ظهر عبد الرزاق اللي خرج وبين البندري المنهارة ~ ياربي اش فيييييييييييييييييييييه ؟؟ اش اللي صار بينهم وهم مهم راضين يعلمون عليه ؟؟ يمه يكون البندري سوت شي وطاح عليها عبد الرزاق عشان كذا هو ... عنوووووود بلا هالأفكار البشعة , ياربي اش اللي قاعد يصير ~ بعدت عنها البندري وهي تمسح دموعها و تحركت بسرعة طالعة للغرفة عشان مايشوفها أحد , رجعت للصالة وطالعت بصمت في أمها اللي تمسح دموعها والهنوف اللي ضامتها وهي تقول : أمي الله يهديك هو كل ماراح تسوين هالمناحة , خلاص هانت , راح الكثير ومابقي إلا القليل ..
              طالعت في الظرف اللي جابه جاسم لها عشان يودع أخوه مرة وحده , يعني هي مالحقت تفرح بالخبر ف ~ عنوووووووووود استغفري , اش هالتفكير ؟؟ الحمد لله على كل حال ~ وبعد لحظة سحان غرقت فيها تفكير غير منحصر في شي واحد صرخت : السووووووووووووووووق ..
              وكملت وهي تطالع في أمها الهنوف : مابقي إلا 8 أيام على الجواز ..
              ضربت جبهتها وقالت : ماطلع فستاني لسه وورايا الإكسسوار والصندل و ...
              شهقت وقالت : أووووووووووو صح اليوم بروفة فستان البندري , ياربييييييييييييييييييييي ياكثر الأشياء اللي لازم نسويها ..
              ضحكوا عليها وقالت الهنوف : انتي لا تقعدين تعددينها عشان ماتحسينها كثيرة ..
              تحركت العنود ومسكت التلفون وقالت : لازم نستنفر كل الجيوش عشان نخلص من الدبش وأشياء الفرح , ألووووووووووووو , يا هلا والله أحلى حمده في الوجود ..
              وغمضت عينها وهي تقول بتلعثم : لا , هو , لا , يوووووو ياجده يعني ما أرحب فيك وأهلي إلا يوم يكون وراي مصيبة الله يهديك , لا , هو , كل الموضوع إني أبغى أكلم سفانة عشان تجهز نفسها للسوق العصر , ها , طيب , يلا مع الس ..
              وبعدت السماعة عن إذنها وقالت : صكت السماعة في وجهي كعادتها من دون ماتقول مع السلامة ..
              ضحكوا الثنتين على تعابير وجهها المصدومة والهنوف تقول : ما تعودتي لسه , دايم تصك الخط بدون ماتودع ..
              رجعت السماعة مكانها وهي تقول : كل مرة بالنسبة لي كإنها أول مرة ..




              تعليق

              • أحلى من الحلا
                عضو فضي
                • Aug 2007
                • 539

                #87
                الساعة 12 قبل الظهر :

                همس حسان : محمد راح يوصله المطار ..
                قال بصدمة : المطار , ليه متى رحلته ؟؟
                قال عبد الإله وهو يطالع في عمر باستغراب : إيوه دحين , ليه تسأل بهالطريقة ؟؟
                قال عمر وهو يخرج من عندهم : على بالي بيسافر في الليل , عن إذنكم ..
                تخافت صوته وهو خارج إلين اختفى وهم ماسمعوا الكلمة الأخيرة , طالعوا في بعض بحيرة , توه جا من محاضرته ماجلس حتى 5 دقايق ..
                خرج جواله وهو يهرول لمواقف المستشفى , دق على رقمه وهو يقول : يارب يرد , يارب يرد ..
                : Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii ...
                أول ماوصله صوته المرح صرخ بعصبية : ياللي مالك خويييييييييييييييييي ...
                ضحكة عبد الرزاق رنت في إذنه وهو يقول : الناس تسلم أول يالمطوع ..
                استحى عمر وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                رد باختصار : وعليكم , خير اش عندك معصب ؟؟ واش فيك تلهث ؟؟
                وقف عمر عند سيارته وفتح الباب ودخل السيارة وقال بحزم : تعتب باب الطيارة قبل ما أوصل المطار أذبحك سامع ..
                : إنت جاي ؟؟
                قال وهو يشغل سيارته : إيوه جاي , مسافة الطريق إن شاء الله ..
                : مايحتاج ت ...
                قاطعه : مالك دخل , مع السلامة ..
                وحرك سيارته بسرعة معقولة وهو يدعي ربه إنه ماينادون النداء الأخير قبل مايوصل ...



                ***********************


                عبر شارع الأربعين :

                التزمت الصمت وهي تطالع في واجهات المحلات على طرف الشارع وهي راجعة لبيتها , كانت تحس بغليان بداخل صدرها , كانت مستغربة اش اللي مخلي بندر يتصل عليها في الدوام ويقولها ماترجع مع الباص لأنه جاي ياخذها ودحين عرفت السبب ~ والله لو يموووووووووت , والله لو على جثتيييييييييييييييييي ~
                : مشاعل اش رأيك ؟؟
                قالت بهدوء : نجوم السما أقرب ..
                ولفت عليه وقالت بعصبية : دحين انت راضيك إنه يبغاني الثانية , شوووووووف ماله حق يرفض اللي تقدم لي ويقول هالكلام اللي مايخش العقل , هو راح وشاف حياته والله يسعده ويسعد حرمته ويهنيهم ببعض من حقي أشوف حياتي , أما إنكم تربطوني وتوقفون الناس اللي تقدموا لي عشان هو حضرته لسه يبغاني ..
                : مشاعل هو من البداية شاريك و لو مو السحر وطلبك ماكان طلقك , هو يحلف بالله يمين إنه مازال يحبك ويبغاك و ..
                قالت بألم تقاطعه : السحر لساعه موجود , اللي فرقنا أول بيفرقنا تالي بعدين هو لو من جد صادق في كلامه ماكان تزوج من يوم اتطلقنا ..
                : أهله ضغطوا عليه ..
                لفت وجهها لقزاز الطاقه وهي تقول بكل قهر حسته بداخلها : إي باين ضغطوا عليه , المسكين عمره 7 سنين ما يقدر يواجه ضغط ..
                : مشاعل ..
                لفت وطالعت في وجه أخوها المصدوم من كلامها ورجعت طالعت من القزاز وهي تصرخ بداخلها ~ محد حاس فيني , محد حاس , والله محد حاس , يعني يحسبونها سهلة إنه زوجي اللي حبيته وحبني يتزوج وإحنا ماكملنا شهر من الطلاق كإنه ما حسب , لا ومسكنها في البيت اللي كان بيتي , حتى لو أهله ضغطوا عليه كان المفروض .... كان المفروض ...... ~ زفرت بتعب , مشاعر الألم والحزن في بداية زواجها تحولت لشوووووووق و فقد موجع بعد طلاقها , افتقدت ناصر وكل شي يخصه وشويه شويه تحولت هالمشاعر لتساؤلات مخيفة من خطبته وزواجه القريب , هو خرج السحر يعني هو حاليا يقوم بكل خطوة بإرادته , رجعت لها مشاعر الألم والحزن مرة ثانية مغلفة بحسرة غريبة تلاها فترة برود ولا مبالاة من كثر الصدمات اللي تلقتها من أهلها اللي كان مفروض يكونون أكبر سند لها , وأكثر مايوجعها إنها الان بدأت تحس بكره وغيض , حبها بدأ يتحول لشئ اخر تماما ~ ما يحق له , مايحق له يعيش حياته ويحاول يرسم حياتي , والله لو ماني عاقلة كفاية كان رضيت بأول متقدم عناد فيه , والله حتى وأنا أموووووووووت فيك ياناصر ما بخلتك تاخذني الثانية بعد هالحرمة كيف بعد ماطعنتني طعنة ما تروح إلا يوم أندفن , الله يسامحك , الله يسامحك ~..
                : مشاعل ..
                : بندر قلتلك نجوم السما أقرب ..
                زفر وقال : لا تجين تشتكين لو تصرف عمي أو عبد الله في الموضوع ..
                ابتسمت وقالت بثبات : إي طيب , أنا أعرف أتصرف معاهم , والله ماعاش اللي يجبرني على شي ما أبغاه ..
                وكملت بينها وبين نفسها ~ أحلى شي في الصدمات , تخليك أقوى و ... بايع الدنيا بتراب ~ ..
                أشرت على البقالة وقالت : أبغى ايس كريم ..
                رماها بنظرة جانبية وهو يقول : تراني معطيك وجه ..
                قالت بهدوء : طيب كمل جميلك ..
                وقف عند البقالة ومد يده وهو يقول : طيب هاتي الفلوس ..
                : يالبخييييييييييييل , على ريال ..
                : أقول إنتي موظفة وعندك فلوسك , أصرفي على نفسك ..
                فتحت محفظتها وخرجت 10 ريال وقالت : جيب للكل ..
                ولمن خرج راقبته وهو رايح , كان أقرب أخوانها لها وأكثرهم حنية , لكن لا اجتمع مع عبد الله ومعاذ , زفرت وقالت : الله يسهل ..
                وقلبت في جوالها عشان تدق على أزهار تستشيرها في الموضوع ويوم مرت باسمه بلا تردد سوت له مسح نهائي من جهازها ..




                *************************


                في مطار الملك خالد :

                دوى الصوت الموسيقي يتبعه صوت : النداء الأخير للرحلة رقم 1523 و المتوجه بإذن الله إلى باريس , الرجاء من الركاب المسافرين على هذه الرحلة التوجه إلى البوابة رقم 9 ..
                وتعالى بعدها نفس الصوت الموسيقي وبدأت نفس الرسالة باللغة الإنجليزية , زفر عبد الرزاق وهو يطالع في الحواجز اللي وراها المودعين , أشر له محمد وهو يقول : روح بتفوتك الرحلة ..
                طالع عبد الرزاق لما وراء المودعين وهو يقول من بين أسنانه : أنا اش اللي موقفني هنا , لازم أتحرك , مالت عليه ذاك المطوع , اش كان يبغى ؟؟
                زفر وجا بيتحرك لكن وصله صوته وهو ينادي : عبد الرزاق ..
                ابتسم لمن شافه ينسل من بين المودعين , رجع للحواجز وهو يقول : لو ماكان الشي اللي موقفني عشانه مهم I will kill you ..
                ولمن وصل له قاله عمر وهو يطالع فيه بنظرات غريبة : انتبه لنفس وإدعيلي , ترا دعاء المسافر مستجاب ...
                قال بغيض : لا تقول مأخرني عشان تقولي هالكلام ..
                ناوله عمر دفتر وقال وهو يبتسم : صراحة كنت أبغى أشوفك , تفضل ..
                طالع عبد الرزاق في الدفتر وتناوله منه وهو يسأل : اش هالدفتر ؟؟
                همس وهو يضربه على كتفه يبعده : تحرك تراك تأخرت , أستودعك الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ..
                إلتفت عبد الرزاق ولمن شافهم بيقفلون البوابة صرخ : استنوا , بوابة تسعة ..
                ضم شنطة المحمول ونط الحواجز , ضحك عمر ومحمد وهم يشوفونه يجري وهو يلوح بجوازه وتذكرته ..
                وهم يقطعون تذكرته ويفتحون البوابة لف عليهم ولوح لهم وهو يصرخ بدون اهتمام بنظرات الكل : يا مطوع , مع السلامة ..
                ضحك عمر وهو يحس بإحراج من نظرات الكل لهم , انسحب هو ومحمد لمن دخل عبد الرزاق واختفى , زفر عمر وقال وهو يمشي جنب محمد : الله يسهل له ..
                ابتسم محمد وقال : إنت أول واحد يجي يودعه بهالطريقة , طول عمره يجي ويروح و هو يتشحد أحد يوصله وأحيانا يروح بالتاكسي , محد من أصحابه فكر يجي يودعه ..
                استغرب عمر وتذكر كيف كان يرافق عمار هو وعمير ويوصلونه إلى البوابة أحيانا إذا محد انتبه لهم ويتابعونه إلين يختفي عن نظرهم , سأل : ليه ؟؟..
                هز أكتافه وقال : يمكن لأنه طبيعة عبد الرزاق اجتماعية , يعني مع الكل , له جماعات كثيرة ماله أصدقاء معينين أو خاصين ..
                حك عمر حاجبه وهو يتذكر الدفتر اللي أعطاه إياه , هل فعلا كانت خطوته هذي صائبة ولا لا , خاف إنه أعطى الدفتر لشخص خطأ , تمنى لو يرجع بالزمن و ... استغفر ربه وقال بداخله ~ الخيرة فيما اختاره الله ~ ...



                *************************



                في نفس الوقت في الشرقية :

                (( الخيرة فيما اختاره الله , الزواج قسمة ونصيب , النتيجة طلعت غير متوافقة , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أهم شيء إن هذا ما يأثر على علاقتنا )) ..
                : مهندس عدنان ..
                بعد عدنان بصره عن شاشة الجوال ورجعة لجيبه وهو يقوم من مقعده حول الطاولة اللي التف حولها بعض مدراء ومسؤولي الشركة , قال بهدوء وهو يفرد رسومات و مخططات المركز التجاري : المشروع يحتاج ميزانية هائلة لكنه ....
                بعد انتهاء الاجتماع , جمع عدنان أوراقه وهو غارق بتفكير خرجه من يد زميله اللي شدت على كتفه وهو يقول : اش فيك ملخبط في الأرقام اليوم , دوخت العميل من كثر ماتعدل في الأرقام ..
                زفر عدنان وقال بهدوء : الله يسهل ..
                وتحرك خارج من المكتب بسرعة لمن حس بالجوال يهتز بداخل جيبه , أول ما خرج طلع الجوال وشاف اسم جاسم ..
                : عدنان لو سمحت تعال للمكتب ..
                جز على أسنانه بغيض وتحرك ورى المدير وهو يعطي جاسم مشغول , كان المدير يناقشه في سرحانه اليوم واللي كان بيضيع عليهم عميل ممتاز وإنه هذي أول مرة يشوفه بهالحال والدنيا كلها مصايب كل هذا يناقشه فيها وهو سرحان , كان يحس نفسه مصدوم , أولا اتصال سامر بعد الفجر وهو ينقله خبر صقر و سحر الصاعق , ثانيا نتيجة تحليله ~ كنت واثق إنها إيجابية , مافي بيني وبينها قرابة عشان يكون بيننا أمراض وراثية , الحمد لله الخيره فيما اختاره الله ~
                : لسه دماغك مشغوله , إيه في إيه ياباشمهندس , عألك مشغول بإيه ؟؟
                ابتسم عدنان لمديره وقال : ولا شي , مشاكل بسيطة وإن شاء الله تنحل ..
                : مشاكل إييييييييييييييه و إنته لسه ماتجوزتش أمال لما تتجوز وتخلف بتؤل إيه ..
                ~ مو هي المشكلة في الجواز ~ زفر عدنان وقال : الله يسهل ..
                : أوم يابني أوم ورح ريح دماغك على المخده وأول يارب , ماتؤلش ياربي عندي مصيبة كبيرة , أوووووووول يا مصيبة أنا عند ربي كبيييييييييير ..
                ضحك عدنان وقال وهو يقوم : إن شاء الله , سلم على ميرفت وشرين ..
                اتسعت ابتسامة المدير وهو يقول بحماس : الله يسلمك يابني , ويرزؤك بنت الحلال اللي تخلفلك كتاكيت حلوين الليلة أبل بكرة ..
                خرج عدنان وهو شيل شتطته الجلد ومعلق الأسطولنة السوداء اللي تحفظ المخطوطات على كتفه , ولمن دخل السيارة خرج جواله ودق على جاسم , ماخلصت الرنة إلا وهو راد عليه وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                ابتسم وقال بمرح متكلف عشان مايحس جاسم بصدمته : حرمتك مأثرة عليك بقوة , حتى رسالتك كلها ايات ومواعظ ..
                ضحك جاسم وقال : شوف إحنا مانعرف كيف ترتيبات قبل الزواج عند قبيلتكم بس ترى إحنا ال ... مانسوي شي , بس تجون تقدمون الهدايا وإذا المهر جاهز والشقة جاهزة تحددون يوم الزواج في نفس يوم تقديم الهدايا , وترا أبويه يقول مايحتاج تجون دحين , خلوا الزيارة مرة وحده على جواز البندري عشان تحضرون الزواج وماتنزلون مرتين ..
                حاول عدنان يستةعب كلامه لكنه ماقدر فسأله بحيرة : إنت اش قاعد تقول ؟؟
                قهقه جاسم قبل مايقول : مبروووووك عليك أختي , ألف مبروووووووووك , النتيجة سليمة وكل شي سليم بس جبيت ألعب على أع ..
                صرخ عدنان بلا تفكير : يالحيوان ..
                زاد ضحك جاسم وعدنان يكمل بعصبية : خليتني أتفشل قدام العميل وقدام المدراء و بقية المهندسين ..
                : أوف أوف لييييييييييش هذا كله ؟؟ لصادتك أختي بقوة ..
                صك عدنان الجوال في وجهه وهو يحس بغيض منه , رجع دق عليه جاسم مرة ومرتين وثلاث لكنه طنشه وهو يسوق السيارة للشقة , دقايق ووصلته رسالة فتحها وأول ما قرأها ضحك من قلبه و ظل ثواني بعد ضحكه مبتسم وهو يحس براحة كبيرة ولمن تذكرها دق على البيت على طول عشان يخبرها , كان يعرف إنه أمه تتمنى تسمع خبر عن هالموضوع من زمان ..




                ************************



                (( اليوم : الأربعاء 24 / 1 / 1427 ه
                الساعة : 11 مساء ..
                الحالة : غائم ممطر ..

                اليوم فقط وبعد عناء طويل ومعارك كلامية ونفسية مميتة دخلت المنزل أو بالأحرى ما كان يدعى بالمنزل , هل البرودة التي أحسها بسبب الجو أم بسبب قلبي الذي أحسه كقالب ثلج ؟؟
                لطالما كنت أرى أن الكتابة هي وسيلة الضعفاء للبوح بمكنوناتهم , كان لدي عمار من بعد الله أشكو له ثقل أفكاري ..
                الان لم يبقى سوى أنا وجدران ما أسميه بالمنزل ..
                دخلت منذ ساعتين ولكني مازلت قابعا في الصالة بلا حراك , لكم أشعر بثقل في قدمي وقلبي , ليس لدي طاقة أو قوة لأتحرك في أرجاء المنزل الذي يحمل في كل أركانه أطيافهم ..
                أمي , عمار , أزهار , عمير , هل حقا لن أراكم بعد اليوم ؟؟
                لم لا أستطيع التصديق ؟؟
                لم قلبي يخبرني أن هذه ليست الحقيقة ؟؟
                رباه مالي سواك ألجأ إليه ..
                رباه ارحمني برحمتك التي تسع كل شيء ..
                رباه أدعوك أن تثبت قلبي وتصبرني .. ))



                صك عبد الرزاق الدفتر وغمض عيونه بقوة وهو يصرخ بداخله ~ ليه معطيني هالدفتر ؟؟ لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟ ~ فتح عيونه وتصفح أوراق الدفتر , كانت مليئة بالكتابات , وقف عند اخر صفحة مكتوبة وتصنم لمن لمح اسمه ..
                (( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

                أخي الغالي عبد الرزاق ..
                لا أعلم إن كان ما ستقرؤه هنا سيروقك أم لا , وربما لن تكمل قراءته , أقسم لك أني لا أعلم السبب الذي دفعني لإخراج هذا الدفتر من صندوق أسراري لأعطيه لك , ربما لأنك ستكون وحيدا في الخارج مثلما كنت في فترة سابقة , وربما لأنني شعرت برغبة أن تتعرفني أكثر وأخرج عن كوني (( المطوع )) الذي يتعبك بكثرة نصائحه ونقاشاته وربما لأسباب قد أخبرك بها عندما نلتقي مرة أخرى بإذن الله في دنيانا , ومن يعلم قد يكون لقاؤنا هذا اخر لقاء بيننا ويكون هذا الدفتر هو اخر بقاياي على وجه هذه الخليقة ولن نلتقي بعدها إلا في الجنة بإذن الله العلي القدير ..
                رزوق ..
                هناك بعض وريقات باقية , أكتب فيها إذا أحببت وعند عودتك سأطالبك برد دفتري لي ..
                أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ..

                أخوك المحب :
                أبو عبد الله ))
                حس بغصة غريبة فصك الدفتر ودخله في شنطة المحمول اللي خرجه وفتحه وبدا يطقطق عليه ..



                ***********************



                في الرياض :
                في فيلا عبد الكريم :

                أول مافتح سامر باب الفيلا قال بصوت مجهد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                ما رد أحد عليه والبيت كان يبدو خالي من شدة هدوؤه , تحرك وهو ينزع شماغه بتعب وانتبه لحظتها إنه في همهمة غريبة من ركن المدخل اللي تزينه فازة كبيرة تقارب طوله , تحرك لها وطالع وراها لقي عيون تطالع له من وسط الظلام ..
                : بوووووووووووووووووووووووو ...
                تراجع لورى وهو يغمض عيونه وهو يقول : الله لا يبارك في العدو ..
                ضحكت غدي ضحكة طفولية وهي تقول : فجعتك ..
                رمى شنطته وشماغه وشمر أكمامه وهو يقول : فجعتك ها ..
                صرخت غدي لمن شافت حركته وفهمتها وشردت من قدامه وهي تصرخ : أبويه , جدتييييييييييييييييييييييييييي , وا ...
                خرجت سحر من المطبخ مفجوعة وابتسمت لمن شافت سامر شايل غدي ورافعها للمروحة وهو يقول بتهديد : أعلقك في المروحة , أعلقك في المروحة ...
                ثواني ونزلت غيداء و غيناء وتعلقوا فيه يبغونه يلاعبهم , قالت : بنات خالكم جاي من المدرسة تعبان , خلوه يتغدى وينام والعصر يلاعبكم ..
                قال بمرح وهو يرفع ثوبه ويربطه عند خصره : لا عادي , ألاعبهم إلين تغرفون الغدا ..
                ابتسمت و هي تراقبه يلاعبهم وهم يضحكون بفرح , شويه ونزل خالد وقام يلعب معاهم , ضحكت من قلبها وقالت وهي تشوف أمها اللي غارقه في الطبخ : الله يخلف عليك يا أم خالد , مايكبرون عيالك , طالعي خيبلت بهم غدي ...
                لفت عليها وقالت : عقبال ما أشوف عيالك وعيال عدنان وعيالكم كلكم وانتم تلعبون هنا ..
                نزلت سلافة اللي توها صحيت من النوم , وقفت عندهم وهي ضامة مومو وتقول بصوتها النحيف : اش هذا أصواتكم واصله فوق tooo much noisy ...
                طالعت فيها سحر اللي مافهمت اش تقول وقالت بتريقة : لا والله , إي والله إنك صادقة , هو هذا اللي أنا كنت بأقوله , لازم يكبرون ..
                قالت تصحح لها : لا أنا قاعدة أقول إنهم مسويين إزعاج !!
                شهقة بتريقة وهي تهز راسها وتقول : أها ومنكم نستفيد ..
                وقبضت على كمها بقوة وجرتها على المطبخ وهي تقول بطفش : قالولك مهتمة في الخبال اللي قاعدة تقولينه , تحركي أفرشي السفرة وجهزي الصحون ...
                ولمن تذكرت سابت سلافة و لفت على أخوانها وقالت بفرح : إيوه صح , عدنان طلعت نتيجة تحاليله متوافقة ..
                تعالت صيحات حماسهم وتفاجأت سحر لمنانطلقوا يدورون على جوالاتهم يتحدون مين يبارك له أول ..
                : بابا ..
                : بابا ..
                وقالت غدي : بابا , خالو ..... خالو , بابا ...
                ضحكت وقالت : اه يالسوسه , لاعبتها صح ..
                ولمن سمعت خالد يقول : هلا بالمعرس ..
                صرخوا البنات الصغار : هيييييييييييييي , بابا فاز ...
                و تبع صرخ فرحتها كلامها وهي تكمل : حبيبي خالو إن شاء الله في المرة الجاية إنت تسبق ..
                ضمها سامر وشالها وهو يبوسها , شهقت سحر وقالت لأمها : لا هالبنت كل مالي أكتشف إني لازم اخذ دروس خصوصية عندها , ماشاء الله , البنت سوسة مع مرتبة الشرف ...
                نقلت حنان نظراتها بينهم وهي تدعي بداخلها إن الله يديم السعادة عليهم ...


                ***********************



                في مطار باريس _ أورلي :

                ابتسم أول ماشاف أصحابه بانتظاره , صرخ أوسمهم : هيييييييي , رزووووووووووق , هنا , يا مطول الغيبات ياجايب الغنايم , طولت الغيبة يا رجال , والله اشتقنالك ..
                والبقية يرحبون به بكلمات خليط من الفرنسية والإنجليزية , ضحك وقال بالعربي : أحس اللغة مغبرة ..
                ابتسم الفرنسي واللي كان أطولهم وهو يصفق كفه بكف عبد الرزاق قبل مايكورون يدينهم ويضربونها ببعض ويقبضون يدينهم وينحنون على بعض عشان يدقون أكتافهم ببعض تحية بطريقة الزنوج المعتادة في الشارع و سأله بالفرنسية : Comment dit-on eshtaqnalk en français ?
                قهقوا وعبد الرزاق يقول بالفرنسي : nous manquons you ..
                وكمل بالعربي : معناها إشتقنالك ..
                مايدري ليه حس لها رنة غريبة وهو ينطقها بالعربي ..
                ضحك ميشيل وسأل بالإنجليزيه بمزح : we miss you ?? oooooh no no no ..
                وبعد و أشر على وحده كانت واقفة وراهم وقال : sheeeeeeeeee miss you ...
                انصدم عبد الرزاق لمن شافها وقال : ساره ..
                ابتسمت ساره بخجل وهي تقول بلغة عربية فيها لكنه فرنسية : حمد لله على السلامة رزوق ..
                ابتسم بتردد وقال : هلا سرسوره , الله يسلمك ..
                طالعت فيه بصمت معبر وهي تبتسم بخجل , تأمل وجهها الجميل الخالي من الزينة وعيونها الخضراء وخصلات شعرها الناعمة اللي انسلت من تحت طرحتها الرمادية المثبته حولين وجهها , بعد نظره عنها لمن تذكر صوتها وهي تصرخ ~ مايحق لك تدلعني ~ , مشي معاهم وهم شايلين عنه الشنطة والأكياس و مخلين معاه شنطة المحمول , لف على سارة وسألها : اش اللي جابك المطار معاهم ..
                همست بخجل : ماقدرت أستنى إلى يوم تجي للجامعة قلت أجي أشوفك هنا ..
                لمن لف عنها شاف الشباب يغمزون له ويسوون له حركات حس بعدها بضيق غريب رغم إنه في العادة يقعد ينكت معاهم على هالحركات , الكل لاحظ صمته اللي مهو من طبيعته لكنهم ماعلقوا , أول مانتبه للي حوله والأجسام العارية السافرة واللغة الموسيقية الغريبة حس بضيقه يزيد , طالع في ساعته وانتبه إن صلاة العصر أكيد انتهت فقال بعفوية : ماصليت العصر لسه ..
                لفوا عليه الشباب وانفجروا بالضحك وميشيل مقطب حواجبه ومبتسم رغم إنه مافهم شي , قال واحد منهم بتريقة : ماشاء الله متى أشهرت إسلامك ؟؟؟..
                وقاموا ينكتون على اللي قاله , وسحبه الثاني وهو يقول : أقول تعال مسوين لك حفلة صغيرة في البار اللي جنب السكن , لمن نوصل هناك صلي على كيفك حتى لو بتصلي التراويح ..
                تبعهم عبد الرزاق بتردد لأنه يعرف إن السكن بعيد وأكيد بيفوته وقت الصلاة , دقايق ومن بعد ماركب السيارة في الوسط بين سارة وميشيل وبدأ الشباب يستخدمون اللغة الفرنسية المخلوطة بألفاظ إنجليزية احتراما لميشيل نسي توتره وتردده وحس إنه رجع للعالم اللي ينتمي له ..



                **************************



                تم بحمد الله الجزء الثاني من الفصل السابع عشر ..

                تتابعون في الجزء الثالث والأخير من الفصل السابع عشر من عندما عبروا حدود الظلام ..

                .............. فتحت عيونها على اتساعها و هي تطالع في الدفتر برعب و هو يقول بهدوء : يلا وقعي ..................

                ................ قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..............

                ......................صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................

                ................ قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربية , جيبوا لي عربية والله ما أقدر أمشي .........



                قراءة ممتعة ..

                أختكم

                عاشقة امها

                تعليق

                • أحلى من الحلا
                  عضو فضي
                  • Aug 2007
                  • 539

                  #88
                  الجزء الثالث من الفصل السايع عشر ..


                  يوم الأربعاء 20 / 8 / 1427 ه ..
                  في شقة في الدور الثاني :

                  : خلاص بطلت , ما أقدر أروح الزواج والبنات تعبانات ..
                  : لا ما عليك منهم , في وفاء معاهم وأنا ما بأطول , عشاء الرجال على 10,30 , 11 , يعني ما بتأخر ..
                  : والله ما أدري و ..
                  : روحي , هو كل يوم زواج ..
                  كانت تستمع للمناقشة بين نجلاء وفهد وقلبها يخفق بقوة بين ضلوعها وهي تصرخ بداخلها ~ أمي لا تروحيييييييييييييين , لاتروحين وتسيبينا معاه ~ ..
                  : وسام اش تسوين هنا ؟؟
                  خرجت من ورى الكنبه و نقلت بصرها بينهم , ضمتها نجلاء وهي تقول : وفاء تنام معاك انتي و ميران اليوم طيب , خليكم عاقلين واسمعوا الكلام زين ..
                  وحست جبينها وهي تقول : لا ماشاء الله , مافي سخونه , الحمد لله ..
                  وراحت لغرفتها عشان تتجهز , أول ما شافت وسام نظراته اللي كانت تتوعدها بليلة عذاب طويلة جريت لغرفتها المشتركة مع ميران ..
                  ومع مرور الدقائق وبعد دوران طويل في البيت وبعد تردد طفولي همست برجاء وهي تطالع في الطويلة الجالسة تمشط شعرها بدلال قدام التسريحة : ميعاد نامي معايا في الغرفة ..
                  زفرت ميعاد وهي تقول باستهزاء : هذا اللي نقص علي , بعدين انتي منتي بزرة في التمهيدي , تراك خلاص كبرتي , صرتي سنة أولى , بعدين ميران عندك ..
                  ترجتها أكثر : الله يخليك , ميران نايمه ..
                  دفتها ميعاد وراحت لغرفة التلفزيون وهي تقول : انقلعي عني ..
                  قالت بتهديد طفولي بعد ما قطعت الأمل بإنها تستمع لها بالرجاء : والله لا أعلم أمي إنك تتفرجين في ذيك القناة اللي كلها قلة حيا ..
                  لفت عليها ميعاد وتلقت حينها عقاب يعلمها تلزم حدودها مع اللي أكبر منها على حد قولها , وبعد ما يئست من وفاء التعبانة من النفاس و اللي تعذرت إنها مشغولة في تنويم هيام ذات العام الواحد , تسللت لسريرها المجاور لسرير ميران النايمة بعد فترة حمى طويلة و حاولت قد ما تقدر تنام قبل ما يرجع لكن الكحه اللي ما راحت أثارها ماخلتها تنام , ولمن سمعت صوت يد الباب تتحرك بعد مدة ما تعرف مداها غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يارب ساعدني , يارب ساعدني ~ سمعت صوت أنفاسه الثقيلة قريبة منها و ......
                  خرجت من ذكرياتها لمن طالع فيها الطبيب وهو يبتسم , زفرت ولفت وجهها تتأكد إن الممرضة موجودة , حط يده على ركبتها وقال بلطف : و كيف تحسينها دحين ؟؟
                  قالت ببرود وهي ودها تفجر يده : الحمد لله ..
                  لمن حرك يده قشعر جسمها كله , سحبت رجلها وقالت بحدة : بنفك الجبيرة دحين ولا لا ؟؟
                  رجع رجلها وقال بهدوء : بنفكها , ليش هالعصبية كلها يا وسام ؟؟
                  لفت بوزها وزفرت بضيق كانت تعرف إنه ما سوى شي غير عمله لكنها تكره كل لمسة من أي رجل لو بالغلط , شافت الممرضة تمد له الة قص الجبس , قرب الكرسي أكثر منها وبدأ يقص الجبس وهو يعطيها نصائح ما بعد فك الجبيرة , وبعد ما انتهى من فكها حط يده بعد ما دهنها على باطن قدمها يفركها ويحركها بشويش وهو يسألها تحس ألم ولا لا و يطلع لنص ساقها و هي في عالم ثاني , كانت تحس بكل جسمها متصلب , هزت راسها بلا وسحبت رجلها بسرعة وهي تتنفس براحة من انتهاء المهمة , قال وهو يغسل يدينه : ترى الكسر انجبر لكن ألمه حيظل ملازم لك لفترة فرجاء ما تنسين اللي وصيتك عليه , عدم الوقوف لفترة طويلة , تضغطين بثقل جسمك على قدمك الثانية عشان تخففين الضغط على القدم اليمنى و أهم شي تمارين القدم ..
                  مد يده وقال : يلا أبغى أشوفك تمشين عليها ..
                  نزلت عن السرير وحست بغرابه وهي تدعس الأرض بقدمها بعد شهر ونص من التجبير , كانت تحس بألم زي وخز السكاكين في ساقها لكن هالألم أخف مليووون مرة من وجعها أول ما انكسر ساقها ..
                  سألها : ها كيف ؟؟
                  هزت راسها وقالت : في ألم بس أخف من أول ..
                  ابتسم وقال : الحمد لله , دحين نسوي أشعة عشان نتأكد إن العظام رجعت مكانها وبعدها نخلي سبيلك ..
                  لمن خرجت من الغرفة الصغيرة الملحقة بغرفة الطبيب وقفت هيام اللي كانت تنتظرها وقالت : ها كيفك دحين ؟؟
                  ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : الحمد لله , لازم نسوي أشعة ..
                  نزلت للدور الأرضي وسوت الأشعة وطلعت مرة ثانية للدكتور اللي قال بابتسامة : الحمد لله , أهم شي اهتمي باللي قلته وتعالي راجعيني بعد أسبوع بس مو زي هالوقت لأنه حنكون رمضان بإذن الله و حاجة ثانية ..
                  هز راسه وقال : إحرصي ماتجيني المرة الجاية وحوضك مكسور يا وسام ...
                  مسكت هيام ضحكتها وخرجت مع وسام اللي قالت : يا مخص اللي يستخفون دمهم ..
                  قالت هيام : والله حبوب , ما أدري اش فيك عليه ..
                  قالت بضيق : كذا , أكره كل الرجال ..
                  ماعلقت هيام وهي تمسك يدها وتجلسها على درج المستشفى وهي تقول : خليك هنا على بال ما أوقف تاكسي ..
                  وكملت وهي تطالع في الشارع : لو درى عننا خالي عبد الكريم بيذبحنا ..
                  ابتسمت وسام وقالت : ما حيدري , المهم انتي لمي لسانك ..
                  : كيف ما حيدري ؟؟ أكيد بيسأل مين وداك المستشفى عشان تفكين الجبيرة ..
                  قالت وسام وهي تطلع جوالها وتقلب فيه : هو لازم يقدر إننا بنستحي نطل سواقه كل ما احتجنا شي , والله فشله , يعني إنتم عادي ممكن تتطلبون السواق يسوي شغلاتكم لكن أنا اش دخله فيني ..
                  قالت هيام باعتراض وهي تدلك ساقها : هو يعتبرك وحده مننا , وما يفرق أبدا في المعاملة ..
                  قالت وسام تنهي الموضوع : ولو , أنا أستحي , وقفي تاكسي وانتي ساكته , ترى مزاجي معكر ..
                  ضحكت هيام وقالت : لازم يتعكر دام بتداومين بعد يومين ...
                  زفرت وسام بطفش وقالت برجاء : تكفين لا تتطرين المدرسة عشان ما أتأزم أكثر ..
                  ووقفت لمن شافت تاكسي وقف عند هيام اللي جات تساعدها ..


                  ************************



                  بعد العصر :
                  عزيز مول :
                  جدة :

                  وقفت على السلم الكهربائي وهي تقول بحزم : لا كودو ولا كانتون , ماعندنا وقت ناكل , يا دوووب نخلص أشغالنا ونرجع بعد المغرب عشان ما تعطينا جده موشح ..
                  تبعتها البندري والعنود وريم وهي تقول بتأفف : بس أنا جيعانه , جيعانه ..
                  قالت العنود تأيد سفانة : ويعلك تموتين جووووع , قولي امين , الجواز ما بقى عليه إلا ستة أيام ولسه ما خلصنا شي ...
                  حطت البندري يدها على موضع قلبها وقالت : لا تعدون , ترى قلبي يعورني يوم تعدون الأيام ..
                  أول ما وصلوا تحركوا لمحل سيتي ماكس المقابل لهم , تحركت ريم وتوقفت لمن حست بشي مثبتها في مكانها , لفت وجهها وشهقت لمن شافت عبايتها داخله بين أسنان السلم المتحرك وحست بشده للعباية اللي بدأت تتاكل قدام عيونها , وهم ماشين وصلهم صوتها الخايف وهي تقول : بنات إلحقوني ..
                  التفتوا البنات لمن ميزوا صوت ريم اللي وقفت عند اخر الدرجات وهي تشد عبايتها اللي بدأت تنسحب داخل الدرج المتحرك , شهقت البندري وصرخت العنود : ريييييييييييييييييييم ..
                  وتحركت سفانة بسرعة وهي تأشر لرجل أمن واقف جنب محل النظارات يهرج مع واحد من العاملين , في نفس الوقت اللي جري فيها واحد من الشباب وصاحبه يقول : الزر الأحمر , الزر الأحمر ...
                  أول ما ضغط الشاب الزر الأحمر الصغير اللي في نهاية السلم توقفت الحركة , جلست ريم على الأرض وهي تحس رجولها ذبلانه من الخوف , دنقت سفانة عليها وضمتها وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك ..
                  وصلهم رجل الأمن اللي شكر الشاب اللي قال بابتسامة : يوم يصير زي كذا إضغطوا الزر الأحمر , بعدين إرفعوا عباياتكم لمن تطلعون ..
                  جا صاحبه وسحبه وهو يقول بتريقة : لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا تعطيهم الرقم ..
                  كتمت العنود ضحكها احترام لريم المكسوفة من التجمهر اللي صاير و من رجلين الأمن الثانيين اللي وقفوا عندها وواحد فيهم ماسك طرف عبايتها يحاول يسحبها والثاني جالس على أطراف رجوله يطالع في طرف العباية المحشور , تمنت ريم لو تذوب في ملابسها من كثر الخجل , قال الجالس : لا تشد تراك قطعتها ..
                  قال رجل الأمن الأكبر سنا فيهم واللي وقف يشرف عليهم : أنا عندي فكرة , أختي أوقفي على الدرجة عشان نرجع السلم بالعكس عشان نطلع العباية ..
                  ونزل اللي كان يشد عبايتها من سلم النزول ودخل مفتاح صغير في نهاية السلم وحرك السلم على ورى , شهقت لمن تحرك السلم ووصلها صوت تمزق قماش عبايتها اللي خرجت وفجوة دائرية كبيرة في طرفها ..
                  قال الجالس : خلاص , خلاص ...
                  حمدت ربها مليون مرة اللي غيرت ثوب البيت الأسود المزين بورود ملونه بكل لون ممكن تتخيله البشرية ولبست بداله تنورة جنز وبلوزة , قال رجل الأمن اللي تحت : ححركه على قدام ..
                  ولمن تحرك رفعت عبايتها وشقحت اخر درجة ورمت نفسها على أول وحده قدامها وكانت سفانة , ضمتها سفانة وهي تقول : حمد لله على السلامة ..
                  قالت العنود بتريقة : يا شيخة لك علي كانتون على حسابي سلامة لك ..
                  ضربتها ريم وقالت بصوت مرتجف : إن كانك شمتانه فيني إن شاء الله يذوقك ربي اللي ذقته ..
                  سحبتهم سفانة لجهة المطاعم لمن شافت الناس المتجمهرة مازالت تراقبهم , وجلسوا على أبعد طاولات موجودة والقريبة من ألعاب الأطفال , قالت سفانة : اش رايك أجيب لك أكل و نروح إحنا نكمل تسوقنا ..
                  هزت ريم راسها بلا وقالت بصدق : والله ماعاد إني مشتهية شي , بأقعد هنا إلين تخلصون , فضيحة أمشي بعباية مقطوعة ..
                  قالت العنود بتريقة : أهم شي ما تعقدتي , مشكلة عقدة من المصاعد ومن السلالم كيف بتطلعين بعد كذا ..
                  ضحكوا عليها فقالت بغيض : هاهاها عادي في سلالم عادية من جوة المصلى تودي على الأدوار ..
                  فتحت البندري عيونها على اتساعها وهي تقول : لا يكون من جد فكرتي بها وتعقدتي من السلالم المتحركة ..
                  هزت ريم راسها بلا وهي تقول : ارتاحي , ويلا انقلعوا عن وجهي ..
                  اعتذروا إنهم لازم يسيبونها , وتحركوا يكملون تسوقهم , جلست بصمت وهي تستعيد برعب الموقف اللي صار , وبعد فترة شنطتها بتشوف كم معاها عشان تروح تشتري لها وجبة وانتبهت لجوالها , رسالة Blue tooth من ### البنات , شهقت لمن شافت الاسم وبكل قوتها ضغطت على لا , و رجعت الجوال في شنطتها , هي صح مسمية نفسها ريماني و دمي حجازي لكن عمرها ما قصدت به جذب للشباب وعمرها ما استقبلت أي بلوتوث من غير الناس اللي تعرفهم من اشترت الجوال , قامت من مكانها ومشيت ببطء عشان ماتبان القطعة وكلها أمل إنه عبايتها الواسعة حتخفي القطعة , طلبت من كانتون ورجعت مكانها وأكلت من تحت غطاها وهي تطالع في جوالها كل شوية يمكن وحده من البنات دقت عليها لأنها محولته صامت من بعد ما اتصل عليها عبد الرزاق من البيت قبل كم يوم , وقفت عن الأكل لمن تذكرت المكالمة وحست بشبع غريب وهي لسه ما أكلت كم لقمه , غطت الأكل ومسحت فمها بالمنديل وجلست تطالع في جوالها , زفرت وفتحت على الرسائل وتوجهت للحافظات وفتحت حافظة مكتوب عليها دردشة , كانت تحتفظ فيها بكل الرسائل المكتوبة من البنات لها , ووقعت عينها على رسالة برقم من دون اسم (( ترى أنا يوم قلت لك أحبك قلتها من قلب ..
                  سامحيني لو غلطت عليك في يوم ..
                  وادعيلي , أنا في المطار حاليا كلها نص ساعة وتقلع الطيارة ..))
                  زفرت وصكت الجوال وغرقت في تفكير عميق ~ هل هو فعلا يحبني و ماعرف كيف يعبر بشكل صحيح بسبب تأثره بالمجتمع اللي كان فيه ولا .... يمكن هو بيتأكد إذا أنا من البنات المغزلجيات ولا .... أففففففففففففف , أنا أفكر فيه ليه , بسسسسسسسس ... , يا رب ~ سندت راسها على الطاولة وهي تحس باضطرابات غير مريحة في قلبها , ~ أكيد هو سوى كذا عشان يعرف إننا إحنا البنات نتأثر بالكلام , أقل كلمة ممكن تأثر فينا , معقولة عهود تسمع هالكلام من اللي تكلمهم على طول وتحس بهالإحساس عشان كذا تكلمهم ~ رفعت راسها وحطت يدها موضع قلبها اللي بدأ يتخافق بقوة , مسكت جوالها بسرعة وفتحت الحافظة وحذفت الرسالة وهي تقول لفنهسا بحزم ~ ريم , اش السخافه هذي ؟؟ استغفري ربك وحكمي عقلك , من متى يحكم تصرفاتك هواك ؟؟ ويعني قلبك يخفق لأنه قال إنه يحبني ؟؟ طبيعي البنت تتأثر لمن تسمع هالكلمات اللي ترضي غرورها الأنثوي , اللي يبغاني يجيني , بعدين كل اللعابين يسوون هالطريقة مع البنات , نفس الألفاظ نفس الاتصالات والملاحقة إلين يحسسها إنها هي الوحيدة اللي في باله وهو مسويها مع مية قبلها , أنا متأكدة مليون إنه عبد الرزاق مسوي هالطريقة مع ألف بنت في فرنسا , مو العنود بنفسها كانت تقول جواله كله صوره مع صحباته هناك ~ زفرت براحة لمن وصلت لهالإستنتاج اللي أخذ منها كم يوم , قالت بهمس : عادي المشاعر اللي مريت بها أهم شي ما أخليها تسيطر علي وتصير كل همي ..
                  فتحت علبة الغدا وبدأت تاكل باستمتاع وهي تحس بهدوء مع نفسها , وهي تاكل خرجت جوالها وبدأت تشيك على البلوتوث وتشوف الأسماء الموجودة ...
                  أمير الشوق 5512314....
                  كودو ليست مجرد مكتبة ..
                  ثلج مغلي ..
                  بنت ######
                  صلي على الرسول ..
                  معذبة القلوب ..
                  محتاج حنان5684675...
                  غجرية ..
                  لا تنسى ذكر الله ..
                  #######
                  بلتثني وأبلتثك ..
                  .
                  .
                  كانت تجد متعة في قراءة الأسماء لأنها تدلها بطريقة أو بأخرى على تفكير صاحبه ,
                  استغفرت من كثر تقززها من الأسماء المنحلة ودعت للي كاتبين الذكر ..



                  ****************************


                  في الرياض :

                  قال بعصبية مهي من طبيعته : أنا قلت مية مرة البنات ما يطلعون تاكسي لوحدهم , يعني لازم تكسرين كلمتي يا نجلاء , لازم تكسرينها ..
                  قالت نجلاء بتردد : والله يا عبد الكريم أنا قلت لها لكن هي رفضت ..
                  لف عبد الكريم على هيام وقال بحدة : فينها وسام ..
                  وصله صوتها من ورى الباب وهي تقول : أنا هنا يا خال ..
                  زفر عبد الكريم لمن سمع صوتها القوي الثابت وقال وهو يطالع على الأرض : يا بنتي يا وسام أنا من حرصي عليك ما أبغاك تروحين وتجين بتكاسي , سواقي موجود متى ما تبغينه دقي عليه ..
                  : جزاك الله خير والله ما تقصر , أنا عارفه إنك تعتبرني زي بناتك لكن ..
                  قاطعها بحزم : بتسمعين اللي أقوله ولا لا ..
                  الصمت كان سيد الموقف , زفر عبد الكريم وقال : لو قلت لك تدفعين ميتين كل شهر من راتب السواق تستخدمينه ..
                  قالت بحماس : إيوه ..
                  قال : خلاص اتفقنا , تدقين على السواق متى ما احتجتيه من دون ماترجعين لأحد سامعه , وترى السواق تغير , اللي دحين موجود هو سواق الشركة اللي عندي , جبته مؤقت إلين يجي السواق اللي قدمت عليه بدل اللي شرد ..
                  : إن شاء الله , جزاك الله خير ..
                  : ولو واجب يا بنتي ..
                  بعد فترة ضحكت هيام وقالت : خالي , كيف عرفت تتصرف مع وسام ؟؟
                  ابتسم عبد الكريم وقال بحنان : لأنها تشبه أبوها الله يرحمه ..
                  قالت هيام بصدمة : أبويه مات ..
                  ضحك لمن ضربتها أمها وهي تقول : قصده أبوها خالد الله يرحمه مو أبوك فهد ..
                  قالت لمن فهمت : اه , ما أدري ليش إلى الان ماني مستوعبة إنها مهي أختي ..
                  قال عبد الكريم وهو يمد يده بفنجان القهوة : يمكن لأنها عايشة معاك من يوم وعيتي على الدنيا ..
                  صبت له القهوة وناولته له وهي تسأل : خالو من جد إنت مسمي ولدك خالد عليه ..
                  هز راسه وقال وهز يده دلالة القوة : كان رجال , من يدخل المجلس يفز الكل لدخلته , كان شديد و ما يخاف في الله أحد ..
                  طالعت فيه هيام بعيون متسعة وهي تقول : عمري ماسمعت أحد يتكلم عنه , بس دايم أسمعهم يقولون على وسام بنت الشهيد ..
                  زفر وقال : لأنه استشهد في أفغانستان الله يرحمه ويوسع مدخله , تصدقين سبحان الله ريحة المسك كانت تفوح من دمه فوح ..
                  : وا , سبحان الله ..
                  ابتسم ابتسامة شجن وقال : ربي ما كتب لي الشهادة وقتها ..
                  شهقت برعب وصرخت : خالي كنت في أفغانستان إنت كمان ؟؟
                  ابتسمت نجلاء وقالت : خالك عبد الكريم و أبو وسام و جارنا أبو عدي , كلهم راحوا لأفغانستان ..
                  شهقت وسألت : كيييييييف ؟؟ كنتم تمسكون مسدسات ..
                  : وقنابل يدوية ورشاشات , كنا في ساحة حرب ..
                  وضحك لمن شاف عيونها المتسعة , مسح على راسها وقال : كان هذا من زمان أيام أول أزمة صارت لأفغانستان ..
                  : ودحين ليه ما نجاهد ؟؟
                  ابتسم وقال : طاعة ولاة الأمر يا بنتي واجبة ..
                  : وليه ما يسمحون بالجهاد ليه ؟؟ عاجبهم أمريكا اش تسوي ؟؟
                  قال بحزم لطيف : يا بنتي ما يصير نتكلم في هالأمور , هم أدرى , وتهمهم مصلحة الشعب وأمنهم أولا وأخيرا ..
                  ضحكت وقالت : يا دبلوماسي إنت , لا تكون عميل مخابرات وأنا ما أدري ..
                  ابتسم وقال : لا ماني عميل مخابرات ..
                  تأففت وهي تقول : يوووووووو , ليه مافي في عائلتنا واحد شخصية كذا في المخابرات , دايم أقرأ عن رجال المخابرات في كل العالم وعممممممممري ما سمعت عن رجل مخابرات سعودي ..
                  لفت على عبد الكريم وسألت : خالي هو عندنا مخابرات ؟؟
                  ضحك وقال : طبعا عندنا , كل دولة عندها مخابرات , يلا قومي إلبسي عبايتك عشان نروح لجدتك سلمى , تراها تستناكم ..
                  ولمن خرجت من الصالة وراحت لغرفتها قالت نجلاء : أظنها حتتجنن لو دريت إنه خالد في المخابرات ..
                  ابتسم وقال : لا تقولين لها عشان أعرف لسانها مفلووووووت , يعني ثواني ويوصل الخبر لاخر الحي ..
                  قامت وقالت : أقوم ألبس عبايتي أنا كمان عشان ما أأخرك ..
                  طالع فيها وهي تمشي وهي تعرج من وجع ركبها رغم إنها ما تجاوزت ال 45 حس بقلبه ينعصر عليها عصر , زفر وطالع في فنجانه وهو يقول : الله يسامحك يا فهد , الله يسامحك على اللي سويته فيها ..



                  ****************************



                  يومين ما ترد لا على اتصالاته ولا على رسايله , طالع في العمارة وهو يحس دمه يغلي بداخل عروقه , سحب نفس عميق وهو يقول : لا تطلع إلا وانت هادي ..
                  زفر بقوة وضرب الدركسون وهو يصرخ بداخله ~ كيف أهدأ وهي مهي راضية تعطيني مجال أتكلم , حتى يوم أتصل على البيت ويرد عمر يقولي تعبانه تقولك اتصل بعد شوي ~ حرك سيارته لمن حس إنه مو قادر يسيطر على غضبه , ولمن خرج من الحارة وتذكر شعوره كل ما دخل شقتهم اللي صار يروح عشان ياخذ منها ملابسه واللي يحتاجه بس رجع لف الدركسون راجع للعمارة وهو يقول من بين أسنانه : الله يلعن إبليسك يا أزهار ..
                  وقف سيارته بحدة قدام العمارة وخرج وهو يصفق الباب بقوة , من يوم السبت ما شافها إلا دقايق معدودة صباح الاثنين , طلع الدرجات بسرعة عشان ما يتراجع وهو يأكد لنفسه إنه سعيه لها مو إهانه له بقدر ما هو محاولة إصلاح , هو الرجال الأحكم ولازم يضغط على نفسه , وقف عند الباب وسحب نفس عميق صار يسحبه كثير وضغط الجرس , دقايق وانفتح الباب وطل من وراه عمر وهو يقول : يا حيا الله من جانا , وينك يا رجال ؟؟
                  ابتسم جاسم بهدوء وهو يبادله السلام ويقول : موجودين , كيف حالك إنت ؟؟
                  : بخير , تفضل ..
                  أول ما دخل قال عمر بصوت عالي : أزهار زوجك جا ..
                  ولف على جاسم و قال وهو يلبس صندله : أنا بأروح البقالة أجيب مقاضي للبيت ..
                  فتح جاسم فمه لكن عمر كمل وهو يفتح الباب : مع السلامه ..
                  ورجع لف وهمس وهو يمسح لحيته : طول بالك عليها تراها صايرة عصبية , تكفى يا جاسم , ترى تكفى تهز رجاجيل , والله ما أتحمل أشوفها زعلانه ..
                  وخرج بسرعه و صك الباب وراه , زفر جاسم وهو يحس بثقل في قلبه , ولمن تذكر شي حك جبينه بتساؤل وهو يقول : عادي عنده يخرج بثوب البيت المصري ..
                  وهز أكتافه ودخل للصالة وهو يقول : يا ولد ..
                  قفلت أزهار باب غرفتها بالمفتاح بشويش وسحبت نفس عميق وزفرته وهي تغمض عيونها , ما كانت عندها القدرة والقوة اللي تخليها تواجهه , كانت مرتاحة في اليومين اللي فاتت , تعرف إن هذا يعتبر تهرب وضعف لكنها ما تبغى تشوفه , ما تبغى تشوفه نهائيا , تحتاج وقت عشان تقدر تسترجع قوتها وتلملم شتات روحها , صوت دقاته الهادية على الباب خرجها من أفكارها وخلاها تبعد عن الباب كإنه وحش وهي تطالع فيه برعب وضربات قلبها تتسارع ..
                  : أزهار ..
                  ~ اشتقت لك , والله اشتقت لك , ياربي لا تخليني أضعف قدامه , لو ضعفت دحين ماعاد أقدر أفرض رأي وبيعرف إنه غبية , كلمتين منه تنسيني كل شي ~ ..
                  زفر لمن ما سمع لها صوت وقرب من الباب وهمس بتحبب : زهره قلبي افتحي الباب , والله ماني جاي عشان أتفرج في صالتكم و أخرج ..
                  ~ لا تدلعني , أنا ماني ناقصة , لله مشاعري في دوامه ~ غمضت عيونها بقوة , مشتاقة له من أعمق أعماق قلبها المتوجع , ماتقدر تنكر ولا تقاوم , هذي ايه من ايات الله , الموده بين الزوجين ايه , مهما صار و مهمها حدث بينهم هذي الاية بتظل مسيطرة عليهم ~ يارب أتوسلك يارب , خليني قويه و ~ ..
                  : زهوره تراني أحس نفسي مجنون وأنا قاعد أكلم الباب , بس ...... والله وحشتيني ..
                  ~ خليني أفكر شوي , لا تقاطع أفكارييييييييييييي , ياربي اش أسويييييييييييييييييي ~ سحبت نفس عميق وتوجهت للباب لكنها ترددت وقالت بصوت حاولت قد ماتقدر تخليه قوي وثابت : دقيقة لو سمحت ..
                  وراحت للمراية , أول ما شافت وجهها انصعقت , راحت وخلعت جلابيتها ولبست تنورة وبلوزة بحكم إن عمر موجود و ما تقدر تلبس بنطلون قدامه , زفرت لمن شافت شعرها وقالت وهي تمسك الشباصة : هي بالله هذا الأندومي اش بيهجده , الحمد لله على كل حال ..
                  مسدته قد ماتقدر ولمت مقدمة شعرها وأطرافه بشباصة بعد ما حطت شوية كريم وجل عشان تثبته وخلت الباقي على طبيعته الغجرية , كحلت عيونها ورسمتها وحطت زينه خفيفة وما تحركت إلا بعد ما حست برضى عن شكلها , ما تبغاه يجي ويلقاها مهمله نفسها , سحبت نفس عميييييييييييق وزفرته وفتحت باب غرفتها , أول ما شافته يقوم من الكنبه وهو يبتسم ابتسامة غريبة حست بقلبها يخفق بجنون وبحرارة تتسلل لخدودها لكنها في اللحظة الأخيرة ضبطت انفعالاتها بعد جهد جهيد وتقدمت بثبات ومدت يدها بهدوء بارد , مد يده و قبض بكل قوته على يدها وهو يتأملها بصمت , كان يحس بشوق عمره في حياته ما حس به , سحبت يدها منه وجلست على الكنبه المقابله وتعمدت إنه يكون بينهم الطاولة الزجاج عشان تفصل بينهم , جلس وقال وهو يرفع واحد من حواجبه : يا برووووووودك , هذي التحية اللي قدرتي عليها بعد هالغياب ..
                  طالعت فيه ببرود وقالت : غصب عني ..
                  طالع فيها بصمت للحظة سأل بعدها : ليش مارديتي على رسايلي واتصالاتي ؟؟
                  قالت بصدق : ما أبغى أرد ..
                  حس بغليان دمه اللي حاول يتخلص منه واللي بالقوة تخلص من بعضه يرجع له بشكل أقوى , حاول يضبط أعصابه وهو يسأل : طيب إلى متى بتستمر هالحال , يعني دحين من السبت وانتي هنا واليوم ربوع , كل هذا ولسه ما ارتحتي ..
                  قالت بثبات : قلت لك أحتاج وقت ..
                  قال بحزم : خذي الوقت اللي تبغينه في بيتنا , أبويه كل شوي يسأل اش صار وليش إلى الان مارجعتي البيت , وأمي ما سألتني عن شي لكن نظراتها تكفي ..
                  نزلت راسها وقالت بثبات : ما أقدر أرجع حاليا , نهائيا ما أقدر أرجع , الصور ..
                  زفر بضيق وقال بنفاذ صبر : ياذا الصور اللي ذليتينا فيها ..
                  رفعت راسها وقالت بحزم : برضو مستهين فيها , الصور المبتذله اللي شفتها إلى الان تقشعر ببدني وفوق هذا كله على كثر عيوبك ماتخليت في يوم إنك من هواة تجميع هالصور و ...
                  اختنق صوتها لمن حست الألم اللي في أعماق قلبها ينضح ويتصاعد بقوة , قطب حواجبه وهو يقول بصدمة : كثر عيوبيييييي , صور مبتذله ؟؟ انت اش قاعده تقوليييييييييييين ؟؟
                  قالت بعصبية وهي توقف : صور الحريم العرايا اللي شفتها في درجك , ما تتخيل اش حسيت وقتها , تمنيت .... تمنيت ...
                  وزاد اختناق صوتها وهي تطالع في وجهه اللي كانت تعابيره غير مفهومه , همست بوجع : تمنيت إني ما حبيتك بجنون عشان ما أتوجع هالوجع كله , تمنيت لو إني ما تزوجتك ولا عرفتك ولا ....
                  وسحبت نفس قوي عشان تمنع الدموع اللي بدأت تتسلل لعيونها وطالعت فيه بألم ممزوج بعتاب وهي تصرخ بداخلها ~ ولا عرفت حنانك اللي أكيد غمرت غيري به , ولا عشقت ابتسامتك اللي أكيد وجهتها لغيري , ولا ......ولا .... ولا ...... ~ صرخت بغيض : حتى مزاجيتك اللي تطلع الشيب حبيتها فيك , وانت كيف تجازيني ؟؟ بعصبية مالها مبرر و رغم كذا أبلعها , بابتسامات توزعها على كل حرمة ترميك بنظرات إعجاب وأتغاضى عنها وأحط نفسي ما شفتها , كرهت الخروج للسوق ولا التمشيات من كثر ما توزع إبتسامات معجون الأسنان ..
                  استثارته سخريتها فقال ببرود : النظرة الأولى حلال و الابتسامة في وجه أخيك صدقة ..
                  فتحت عيونها على اتساعها وصرخت : لا والله , استغفر ربك على هالكلام , أصلا لو إنك نزلت عينك عنها من البداية ولا رميتها بنظرة احتقار على قلة حياها ما كان في تمادوا البنات في فعايلهم , يا حسرتي على المسلمين إن كان كل قال نفس كلامك ..
                  وقف بحدة لكنه تمالك نفسه لمن صرخت وهي تأشر عليه : ماخلصت كلامييييييييي , والله لو فتحت فمك قبل ما أخلص كل اللي في قلبي لا أدخل غرفتي وما عاد تشوف رقعة وجهي إلين أموت ..
                  كان وجهها محمر لدرجة حسه شويه وينفجر من العصبية , حس بقلبه يرتجف بداخله , من تزوجها عمره ما شافها بهالعصبية وبهالشكل , حس بقلبه المرتجف يذوب وجع لمن شاف جسمها كله ينتفض وهي تقول : استحملت القنوات اللي قاعد تتفرج فيها , ستار أكاديمي و الحقيرات أليسا ونانسي وغيرهم , كللللللللللللللللها تغاضيت عنها وقلت بيجي يوم وتحترم فيه مشاعري كملتزمة قبل ما أكون زوجة وتبطل مشاهدة هالأشياء على الأقل قدامي لكنك ما احترمت ولا وحده من الثنتين ..
                  وكورت يدها المرتجفة وضغطتها في راحتها اليسرى وهي تقول : ضغغغغغغغطت على نفسي ضغغغغغغغغغط وأنا أشوفك تتمرن على العود وبينت لك مليون مرة بالكلام وبالخروج من الغرفة إني ماني موافقة على وجوده في بيتي لكنك ما اهتميت ..
                  ومدت يدها على اتساعها وهي تصرخ : كان ممكن أستحمل كللللللللللللللل اللي صار , كلللله أغفره و أصبر عليه أو أتجاهله , حتى الصورالخليغة كان ممكن أتغاضى لأنه كل هذا كووووووووووم والنونو كوم , هذا كيف بيعيش في هالبيئة , كيف بيتربى بيني وبينك ؟؟ أنا بأقوله الأغاني حرام وإنت بتدق له عوووووووووووود , بأشغله المجد وإنت بتشغل له سبيستون وإي ار تي , أنا بأحفظه القران وإنت بتدندن له اخر أغنية في اخر أوبريت صار , أنا بأحكيه عن سيرة الرسول و أبو بكر وعمر وإنت بتحكيه عن بيكهام و أحمد نور , أنا بأعلمه حب المسلمين وكره الكفار وإنت بتزرع فيه إن الإتحاد أحسن من الأهلي اللي تكرههم وتحتقرهم ..
                  واختق صوتها للحظة قبل ما ترجع تقول بألم : أنا حزنانه عليه من قبل ما يجي , أنا بأوريه صور الحيوانات والفواكه وبيجي يوم بيطيح على صور زي الصور اللي شفتها ..
                  غمض عيونه بقوة وفتحها بسرعة يطالع فيها بصمت , كلامها كان مباشر وحاد بطريقة مرعبة , بطبيعته لمن أحد يهاجمه يهاجم حتى لو كان غلطان لكن منظرها خلاه يتراجع عن هالمبدأ ويكتفي بالصمت , قوتها الواضح لعيونه إنها تدعيها واللي يفضح هشاشتها جسمها المرتجف وعيونها اللامعة اللي حاربت الدموع بضراوة كل هذا حسه يطعنه مليون مرة , رغم كل عيوبه اللي ذكرتها ما كان من ضمنها تلذذه بقهر المرأة , ماكان هاين عليه إنها توصل لهالحال بسببه , كان كل جزء في جسمها يرتجف من العصبية , لف حولين الطاولة وتقدم لها , و رغم إنها حست براحة غير طبيعية وفتور غريب في جسمها بعد ما فرغت كل الكلام اللي كان يصارعها أيام وليالي طويلة إلا إنها قالت بقوة : حسك عينك تقرب مني ..
                  سألها وهو يتجاهل تحذيرها : خلصتي كلامك ؟؟
                  قالت بعصبية وهي تتراجع : ما خلصت لكن هذا اللي جا في بالي دحين ..
                  رفع واحد من حواجبه فقالت بحده وبدون تفكير : إيوه و أككككككككككرهك لمن ترفع حاجبك بهالطريقة ..
                  تصنم في مكانه وطالع فيها بصدمة قبل ما يقهقه من قلبه لدرجة رجع راسه على ورى , زمت شفايفها بغيض وعقدت ذراعينها قدام صدرها وهي تقول من بين أسنانها : الله يبسطك دوم , أصلا دايما أحر ما عندي أبرد ما....
                  اختنقت باقي حروفها لمن لقيت نفسها في أحضانه , حاولت تبعد لكنه ضمها بقوة وهو يهمس : كله معترف فيه لكن والذي خلقني ما أعرف شي عن الصور اللي تقولين عليها , عمري ما حبيت هالصور ولا عمري احتفظت فيها لا في جوال ولا في أوراق ولا حتى في جهازي ..
                  كانت تحس إنها على شفير الانهيار , ثواني وتنفجر صياح على صدره , تنفجر بدموع وجع و ألم وشوق و حنين , لكنها تذكرت إنها ماتبغى تنهي الموضوع بدون شروط , استجمعت البقية الباقية من شتات قوتها ودفته بعيد عنها وقالت : هذا ما يغير من حقيقة إني لقيتها في درجك ..
                  قال بحيرة : في درجي مو جهازي !!
                  طالعت فيه بحيرة مماثله وهي تقول : جهازك !! أصلا أنا عمري ما فتحت جهازك و ...
                  قطبت حواجبها بعصبية وكملت ببراءة : لا تغير الموضوووووع , الصور لقيتها في درجك يعني صورك , إلا إن كان أنا حطيتها وأنا ما أدري , مافي غيري وغيرك في البيت و ....
                  قطب حواجبه بتفكير وهو يحاول يفهم اللي قاعد يصير , ولمن شاف إنه مافي فايدة من تفكيره رجع يركز عقله مع أزهار اللي أنهت كلامها وهي تقول بحزم : هذا كل اللي عندي ..
                  طالع فيها بحزم وقال بثبات : ولو حلفت لك إني ما أعرف شي عن الصور اللي قلتي عليها بتصدقني ..
                  عيونه المثبته على وجهها لمحت التردد في اختلاجات وجهها اللي كانت تجاهد عشان تخليه ثابت بارد مليء بالقوة , قالت بهجوم عشان ما تعطيه مجال يحلف لأنه ساعتها بتصدقه وبينتهي الموضوع : أجل إنت اش كان قصدك بالخصوصيات اللي تقول عليها لمن كنت أناقشك في الصور ؟؟
                  ضبط ملامحه بإحتراف وهو يقول بهدوء : جهازي لقيته مغلق بطريقة غلط , يعني واحد نازع الفيش بسرعة من دون ما يسوي إغلاق للجهاز , ولمن راجعت المستندات الأخيرة لقيت الشخص متصفح في ملفاتي القديمة وأنا الحقيقة ما أتذكر اش في هالملفات لكن اللي متأكد منه إنه مافيها شي من هالكلام اللي تقولينه ..
                  تأملته بصمت , كان عارف إنه عقلها قاعد يدور وعيونها تستنى تشوف بعض الإرتباك عليه عشان كذا جمد نظراته عليها بهدوء , بعد لحظات حسها بتدوم للأبد زفرت وبعدت نظرها عنه وهي تهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
                  وجلست على أقرب كنبه وهي تكمل بذات الهمس : ما أدري , أحس في شي غلط , في شي ماني فاهمته ..
                  ركع على الأرض قدامها وحط يدينه على ركبها و سألها بهمس وهو يتأمل عيونها التايهة : زهره , تحبيني بجنون ؟؟
                  فتحت عيونها على اتساعها ورصت يدينها بقوة في حضنها وحمرت خدودها وهي تقول بصوت مخنوق : ها , مين قال ؟؟
                  همس بابتسامة رقيقة وهو يمد يدينه ويحطها بشويش على يدينها عشان ما تسحبها : انتي قلتي ..
                  قالت وهي تلف وجهها : كذابة , الكذب على الزوج حلال , يعني ممكن أقولك إنت أحلى رجال شفته وانت قررررررررد ..
                  مسك ضحكته لمن ضغطت على الكلمة ولف يدينه وقبض بقوة على يدينها الصغيره مقارنة بيده وطالع في جانب وجهها وهمس : راضي إني أكون قرد إن كان بتقولين لي إني أحلى رجال شفتيه ..
                  شاف التواء شفتيها بشبح ابتسامة قبل ما تضبطها وهي تقول بهدوء : الشهادة لله منته قرد ولا ما كان ذبحوني الحريم بملاحقتهم لك , بس ..
                  لفت عليه لمن اكتشفت حاجة وقالت بعفوية : تصدق ليتك قرد عشان محد يطالع فيك ..
                  انفجر بالضحك , ضحك و ضحك وضحك إلين دمعت عيونه , سحبت يدينها منه وهو يضحك وقالت بضيق وهي تدفه بعيد عنها : يوم أقولك أحر ما عندي أبرد ما عندك ماتصدق ..
                  جلس على الأرض من دفتها وهو يحاول يمسك ضحكه , مسح عيونه وهو يتنحنح عشان يصفي حنجرته ويوقف ضحك وعدل شماغه وعقاله اللي حسه تزحزح من دفتها , كانت تعاني من كثر ما تحارب مشاعرها , رجع ركع على ركبه ومد يدينه عشان يمسك يدينها وهو يقول بتريقة : انسي الدقايق الأخيرة خلينا نرجع من عند سؤالي اللي ما جاوبتي عليه ..
                  لمن تذكرت سؤاله المحرج ضربت يدينه بخفه وهي تقول بغيض : حلوه ذي انسي , شايفنا في فيلم ولا مسلسل !! قوم عني قوم ..
                  قال بعصبية وهو يقبض على يدينها : يا دبه وحشتيني ..
                  حس بجمود وعرف إنها تصغي له , ابتسم وقال بحب وهو قاصد يغيضها : والله وحشتيني , وحشني خبالك وإزعاجك و تهديداتك و زنك اللي ما يخلص , حتى تصحيتك المتخلفه بالمويه كل فجر وسعلوتك وحشتني ..
                  سحبت يدينها وقامت بعصبية وهي تقول : ما قلت ولا شي حسن , كله ذم سيد جسوم ..
                  قام وهو ماسك ضحكته وقال : طيب هذا اللي افتقدته من يوم رحتي ..
                  طالعت فيه بصدمة وقالت وهي تأشر بيدها بعصبية : بسسسسسسسسسسسسسسسسس , هذا اللي افتقدته ..
                  حرك حواجبه وقال : وشي ثاني بس لو بأطريه بتعصبين ..
                  رمته بنظرات حاده ~أزهار اعقلي , هو ما قال شي غلط , هذا حقه ~ وبعد ثواني زفرت و قالت بهدوء : إذا على الشي الثاني أنا مستعدة أرجع البيت الليلة وأوفي حقوقك كلللللللللللها عشان ما تلعني الملائكة ....
                  و تحركت لغرفتها , لحقها بسرعة ومسك يدها وهو يضحك ويقول : كنت أمزح أمممممممممممزح ..
                  ~ يلعب بأعصابي و مشاعري ويقول يمزح , يا ناس أذبحه , أفجره ~ سحبت يدها و صرخت بعصبية : أنا مريضة نفسيا و حامل ما يصلح معايا المزح الزغل اللي قاعد تمزحه , بعدين تعال إنت يوم تسأل تحبيني بجنون و ما أدري اشكله , عمرك قلتلي أحبك يا سيد جسوم ؟؟..
                  ولمن شافته يفكر قالت بحزم وهي تأشر بإصباعها : ولا مره ..
                  قال باعتراض وهو مقطب حواجبه : أقولك حبيبتي ..
                  : نادرا و بعدين فرق بين حبيبتي و أحبك , مو أنا أقول لريناد لمن أطلب منها شي روحي حبيبتي ولا جيبي يا حبيبتي ..
                  حك حاجبه اليمين وهو يقول : طيب أقولها دح ..
                  قاطعته بحزم : مالها طعم دحين بعد ما قلت لك , أصلا ما عمري انتظرتها منك لأن الحب بالأفعال مو بالكلام , أنا بس حبيت أنبهك ..
                  طالع فيها بجدية وقال : طيب أطلبي اللي يرضيك ..
                  ~ أخييييييييييييييييييييييييييييييييرا , مابغيت تقولها , شكرا يارب شكرا يارب ~ أخفت ابتسامتها وهي تقول بحزم : العود يخرج من بيتنا ..
                  وضغطت على كلمة بيتنا عشان تحسسه إنها مازالت تحس بالانتماء له , قال بتأكيد بعد لحظة تفكير : جاك ..
                  قالت بهدوء كإنه موافقته هذه ما أثرت فيها رغم إنه قلبها يتراقص فرح بداخلها : والدش كمان ..
                  طالع فيها بحده وهو يقول : نعم , وفين تبغيني أروح يوم يكون في مباراة ؟؟ أروح مقهى برأيك وسط الدخان والشيشة وغيره , يعني يرضيك هالشي ..
                  ~ يا ذي المباريات هي والأخبار مسوين زحححححححمة , كل دخل الدش بيته وقال عشان المباريات والأخبار والعيال وغيرهم يا غير يفرفرون في باقي القنوات ~ قالت بهدوء : مو شرط مقهى , روح عند واحد من الشباب , من كثرها المباريات , إنت بنفسك تقول إنها كل فترة يعني مو على طول تحتاج الدش ..
                  كمل بسخرية : ليش ما نفصل التلفون والكهربا كمان ..
                  قالت ببرود وهي ترفع حاجبها تقلد طريقته : إذا تبغى تفصل التلفون إفصله الحمد لله عندنا جوالات لكن الكهرباء ما أنصحك لأنه ساعتها كيف بأشغل الغسالة وأغسل ملابسك والكاوية كمان كيف بأكوي , حتى الطبخ ما أقدر أطبخ في الظلام والأهم من هذا كله كيف بتشغل جهازك ؟؟..
                  رفع حواجبه وهو يطالع فيها بصمت دام للحظات , خافت من فشل طريقتها لمن شافت ملامحه تدل على طفشه فتحركت بسرعة ورفعت نفسها على أطراف أقدامها ولفت يدينها حولين رقبته وضمته بقوة وهي تهمس بشوق : ياربي كيف وحشتني ...
                  وغمضت عيونها وهي تضمه أكثر وكملت بحب صادق هامسة : كل شي فيك اشتقت له حتى ريحة عطرك ..
                  ~ يارب يوافق , ياربي ما احتمل بعده , يا حي يا قيوم تجعله يوافق , يا رب أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت إنه يوافق ~ بعد لحظات فتحت عيونها بتوتر وخوف لمن حست بجموده , يدينه على جانبينه , ما بادلها الحضن ولا همس بحرف ~ يارب أتوسلك ~ قبضت بأصابيعها على غترته و ضمته أكثر وهي تهمس برجاء متوجع : جاسم ..
                  : جاك ..
                  ولمن حست بيدينه حولينها تضمها بقوة وهو يكمل بهمس : تامرين بشي ثاني ..
                  هزت راسها بلا و الدموع تتجمع في عيونها وهي تهمس : ما يأمر عليك عدو ..
                  و دفنت وجهها في كتفه وهي تقول بصوت مخنوق : جاسم أحبك , والله أحبك ..
                  وتسللت دموعها وهي تهمس : الله يخليك لا تخليني أبعد عنك مرة ثانية ..
                  وانفجرت تصيح من أعمق أعماق قلبها وهي تتذكر ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , ماكان ليصيبك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ~ كرهت الصور وتمنت لو إنها ما شافتها , قلبها انسحق وتفطر لكنها تذكرت إن المؤمن أمره كله خير إن جاءه خير شكر وإن أصابته مصيبة صبر فدعت ربها يصبرها , من كان يتخيل إن الصور هي اللي بتكون سبب في خروج العود والدش من بيتها , كانت تحس نفسها منهارة وكل جسمها يذوب وأطرافها ماعاد تشيلها لولا يدينه القوية المحيطة بخصرها ..



                  ***************************



                  : شويه ما شفت إلا صاحبه جاره وهو يقوله , لا تطولها وهي قصيرة , ما بقي إلا ترقمهم ..
                  انفجروا البنات بالضحك وقالت البندري من وسط ضحكها : ماشاء الله , حافظة كلامه حرف حرف ..
                  قالت سفانة وهي تضحك : لا ولا حظي نبرات صوتها ما شاء الله , نففففففففس نبرة الولد ..
                  لفت العنود بوزها وقالت : قولوا ما شاء الله ..
                  قالوا في وقت واحد : قلنا ..
                  قالت الهنوف : عاد العنود وماشاء الله في زحمة ..
                  بعدت بلوزتها وتفلت جوتها وهي تقول : بسم الله عليه , بسم الله عليه ..
                  وضمت أصابيع يدها وحركتها بشكل دائري فوق راسها وهي تقول : خمسة وخميسة ..
                  زاد ضحكهم لمن قالت ريم : جاتكم أم البدع والتخاريف , هي بنت مايجوز اللي قاعده تسوينه , اش خمسة وخميسة ؟؟..
                  هزت أكتافها وقالت : ما أدري أشوفهم يسوونها لمن يخافون من العين ..
                  قالت أسماء بهدوء : هذا بلانا , إحنا أمه تتبع كل شي بلا تفكير ..
                  هزوا سمية و الخنساء روسهم وهم يقولون : نعم , نعم ..
                  طالعت فيهم أسماء بنظرات بارده وضربتهم الهنوف من ورى روسهم وهي تقول : بلا تريقة إنت وهي ..
                  قالت البندري : ها هنوف بشري لقيتي الأقمشة في العماري ..
                  سحبت كيس كبير وهي تقول : أها , ما عدا البلوزة العشبي ما لقيت قماش بنطلون نفس الدرجة الغامقة أو أي درجة مقاربة ..
                  وبدأوا يخرجون من الأكياس الأشياء اللي اشتروها , لأنه من ضيق الوقت توزعوا كل جماعة تسوي شي , دخلت خولة المجلس وهي محملة بأكياس كثيرة , نزعت غطاها وهي تلهث وتقول : الس .. لام علي ..كم ..
                  ردوا عليها السلام وفزت سمية و الخنساء وشالوا عنها الأكياس , رمت نفسها بكل ثقلها على الكرسي وهي تقول : واو يا رجولي , ما عاد أقدر أمشي , استغفر الله العظيم ...
                  ودخلت وراها ساره وهي تقول بتأفف وهي تنزع طرحتها : ذكروني ما عاد أروح سوق مع أمي مرة ثانية ..
                  قالت حمده : محد قالك دوري من صباح الله خير إلين دحين انتي وبنتك ..
                  قالت خوله باعتراض : جده أي من صباح الله خير , أنا ما تحركت إلا قبل المغرب بشوي , بعدين ما خلصنا أغراض الزواج وما بقي إلا ستة أيام وها اليوم خلص يعني خمس أيام بس ..
                  قالت العنود : رجاء , رجاء بدون عد لأنه عندنا عرايس ما يبغون أحد يعد لهم كم باقي ..
                  قالت حمده بعصبية تخاطب خولة : والله الشقى هو اللي موديك , أصلا الدبش يغلق في يوم واحد , أروح لمحل كبير وأقشقش من الملابس وأخرج ..
                  قالت نورة بهدوء : أمي الأسواق ماعاد هي زي أول , و طلبات البنات كمان ماعاد هي زي أول ...
                  لفت خوله عن نقاش أمها وجدتها و قالت تخاطب بناتها : والله لو يدري عني أبوكم إني لبعد العشاء في السوق يطلقني ...
                  ضحكت سمية وقالت بمزح : زين أمي , خليه يدري عشان يصير في حياتنا أكشن و ..
                  قاطعها صوت حمده المعصب وهي تقول : و يعل يكشنونك في نار جهنم قولي امين , قال خليه يدري قال ..
                  البنات ما قدروا يستحملون أكثر , ضحكوا وقهقوا على جدتهم اللي دايما تمسك اخر كلمة وتحولها لسبة إذا ما عجبها الكلام اللي ينقال , حتى لو ما كان للكلمة معنى ..



                  ***************************

                  ........................ يتبع ..

                  تعليق

                  • أحلى من الحلا
                    عضو فضي
                    • Aug 2007
                    • 539

                    #89
                    في الرياض :
                    في بيت سلطان عبد الكريم ال .... :

                    : لازم ننهي الموضوع ..
                    صوته الجهوري رغم السنون اللي شرخته سكت كل الموجودين , التفت عبد الكريم لأبوه اللي كمل كلامه : لازم ننهي الموضوع اليوم , أم ماجد وجارتين أكدوا رضاع سحر من وفاء ..
                    أخفى صقر توتره ولف وجهه و سطام يأشر بيده وهو ينطق بعض الكلمات بصوت مخنوق , زفر عبد الكريم وقال : في فرق بين الثنتين , هم مهم توأم متماثل زي ماهر وسامر عشان ما نعرف نفرق مين اللي رضعت , الكل أكد إنه سحر هي اللي رضعت ..
                    تنهد سطام وأشر على جانب راسه وهو يقول بذات الصوت : ديا مج ونه ..
                    ابتسم ماهر وقال : حلللوة دنيا مجنونه ..
                    قام سلطان وهو يتوكأ على عصاه , فز عبد الكريم وحط يده اليمين ورى ظهره وباليد الثانية سند بها يد أبوه وهو يقول بصوت خفيض : بتروح داخل ..
                    قال سلطان وهو يضغط على يد ولده وعلى عصايته عشان يعدل وقفته : بأروح أخبر أمك واللي جوة باللي صار ..
                    بعد ما تحركوا داخلين ووراهم عبد العزيز وخالد , زفر صقر وهو يلعب بخاتمه اللي حاطه في خنصره ويطالع في الموجودين , أخوانه و التوأم و عبيد و عادل , قال ماهر وهو يدقه : هي أخويه , اش أخبارك ؟؟
                    : ماهر ..
                    قالها سامر باستنكار , كان حاس بتوتر صقر ومشاعره المتضاربه , قال ماهر باعتراض : أنا اش قللللللللت ؟؟ ماقلت غير الحقيقة ..
                    ولف على صقر وضربه على فخذه بأطراف أصابيعه و قال : أحلى شي لمن تجي تسهر عندنا نقدر نلعب أربعة , البنت مكتوب على جبهتها بالوت ..
                    ضحك صقر غصب عنه , ما كان يتخيل إنها تلعب بالوت , وفتح سطام عيونه على اتساعها وأشر بيده بسرعه وهو يهمهم : م وله .. هر ...... ب.ا.وت ..
                    قطب ماهر حواجبه وأشر بسبابته إنه يعيد اش قال , فقال سامر وهو يأشر بسرعة : معقوله ونص , فنانة بالوت ..
                    قال ماهر بغيض : اش معنى انت تفهمه وأنا لا ...
                    ضحك سامر وقال : كان معايا واحد أبكم في ..
                    وتردد للحظة قبل ما يكمل بذات الابتسامة : مجمع الأمل اللي كنت أتعالج فيه ...
                    : أشوووووووووفك خبير ..
                    وتابع بابتسامة لمن شاف إنه صقر ارتاح من مزحه : بس في شي سيء , ماعاد نقدر نقولها سوي العشاء لأنها ماكانت تسويه إلا عشانها تستحي منك , دحين بتضربك بأي شي قدامها بدون اعتبار ..
                    قال سامر وهو يحك راسه : الله يعينك على ضربها وعصبيتها ..
                    ابتسم أسامة وقال بمزح : يعني دحين زادت عندنا أخت , لا إله إلا الله , هذا بس فالح يجمع أخوات , يا خي إنت وال ..
                    ولف يأشر على سطام المبتسم وكمل : دلخ الثاني تجوزوا وفكونا خلونا نشوف حياتنا ..
                    نزل سطام عقال بيده وهو يأشر باليد الثانية على نفسه وهو يقول : أا .. د خ ..
                    فز أسامة بسرعة وهو يقول : محشوووووم والله , انا الدلخ مو انت , بس تكفى رجع الماغنوم مكانه ..
                    وحك يدينه وهو يقول : عاد هو عليه لسعات ..
                    من وسط ضحك الشباب قال : سامر , تستاهل , اللي إنت يالبزقة تبغى تتجوز قبلنا ..
                    قال أسامة باستنكار : حرام عليكم , 22 سنة بزقة , خلاص أنا عجزت أبغى أتجوز إفهموووووووها ..
                    ولف على سطام وصقر وقال بعصبية : تجوزا ..
                    زاد ضحك الشباب عليه وعبيد اللي في نفس سنه يقول : الله يفشلك , تخرج من الكلية وتوظف بعدين قول أبغى أتجوز , بتصرف على بنت الناس بألف المكافأة اللي تجيك ..
                    قال باعتراض : أبويه يصرف علينا إلين ربي يسهلها وأتوظف ..
                    قال صقر : لا والله و إحلف , أصلا ميييييييين اللي بترضى بواحد زيك , لا شهادة و لا وظيفة ..
                    قال بمزح : عندي سيارة كامري ..
                    مسح ماهر عيونه اللي بدأت تدمع من كثر الضحك لمن أشر لهم سطام بتريقة , وسامر يترجم حركاته السريعه ويقول : بيأكل بنت الناس شكامانات ويشربها بنزي ..
                    وانفجر ضحك وهو يقول : لا ويقولك فصلها فستان من تظليل السيارة ..
                    طالع فيهم أسامة بطفش وهو يزفر بضيق , قال صقر : هذا كللللللللللله من طارق الله يسامحه , تزوج وخلاك تغار ..
                    خرج عادل من صمته على غير العادة وقال : أنا أخوه و أكبر منه ما غرت هو يغار ليه ..
                    قال عبيد وهو يحك شعره الطويل اللي يوصل لأطراف أكتافه : والله أنا غرت , مو هو كان خوينا ولاصق فينا , ويا غير مشعث الشعر ونحيييييييييف بيموت , دحين الوجه ربرب وبانت النعمه في خدوده ولبسه أحسن لبس ..
                    قال عادل برعب : قول ما شاء الله تحسد أخوي ..
                    : ما شاء الله , ما شاء الله ..
                    وجلسوا يتناقشون عن محاسن الزواج ومساوئه ...



                    **************************



                    في جدة :
                    في فيلا حمده :

                    قاومت ابتسامتها وهي تسمع حمده تقول بعصبية : خمسة أيام , وإنت ساكت عنهم , دحين تخليه يروح ويرجع حرمته ..
                    الكل التزم الصمت , زفر أحمد وقال : يمه هو مو بكيفي , ما أبغى أتدخل في خصوصياتهم , هو قال البنت تعبانة , خلاص متى ما ارتاحت رجعت ..
                    قالت : الحرمه ما لها إلا بيت زوجها , دق لي على جاسم دحين ..
                    قالت نورة بهدوء : أمي الله يسلمك الأمور ما تنحل بهالطريقة , خلي جاسم يجي واسألي عن الموضوع ..
                    وأشرت للبنات يطلعون من الغرفة , خرجوا كلهم ما عدا خولة اللي قالت : جده يمكن هم عندهم مشاكل ولا شي ما يبغون أحد يتدخل بينهم ..
                    راحت للمطبخ وسمحت لابتسامتها بالظهور وهي تقول : أخيرا ..
                    ورفعت جوالها ودقت على رقم وانتظرت الإجابه وهي تمرر سبابتها على طاولة الطعام الموجودة في المطبخ , ولمن وصلها الصوت الناعم قالت بفرح : يا جنية فكرتك نجحت ..
                    وصلتها ضحكتها الناعمة الملتوية وهي تقول بصوت عذب : قلت لك اسمعي شوري وما بتندمين , المطوعات هذولي ما ينفع معاهم إلا كذا , إلا عوعو حبيبي ..
                    : هلا , امري , تدللي ..
                    رجعت تضحك مرة ثانية قبل ما تهمس : أهم شي جبتي من أثره شي ..
                    قالت وهي تلعب في طقم العلب الفخارية الأربعة المرسوم عليها فواكه : طبعا ودي عايزة سؤال ..
                    : حلووو , متى مالقيتي وقت جيبيه لي مع 400 ريال وجاسم في لمح البصر يكون طوع بنانك ..
                    ضحكت و قالت وهي تفتح وحده من العلب وتطالع في محتواها : الله لا يحرمني منك ..
                    : عهود ...
                    التفتت عهود لريم وقالت بطفش وهي ترجع تغطي السكر : خيييييييييييير ..
                    قالت ريم بضيق : و إذا بليتم فاستتروا , مالقيتي تتكلمين إلا هنا ..
                    زفرت عهود وقالت بحده : قاعده أكلم صحبتي حرام يعني ..
                    زمت ريم شفايفها وقالت ببرود : كإني ما أعرف صحباتك المقصودات ست عهود ..
                    مدت عهود الجوال وقالت بتحدي : خذي كلميها إذا منتي مصدقة ..
                    رمتها ريم بنظرة حادة وخرجت بعد ماقالت : انت وربك ..
                    رجعت الجوال لإذنها وقالت : إيوه يا عمري , لالالالا هذي الغثيثة اللي ينقال عليها أختي الصغيرة , ها ..
                    وضحكت وهي تقول : إي والله إحمدي ربك اللي ما عندك أخت صغيرة تجيب لك البلى , هذي لصقة , من مدة سمعتني و أنا أكلم فوفو ومسكتها علي , إنت وإنت وحاطه فيها ناصحة وهي قبل كم يوم وجهها تلون سبع ألوان يوم كلمها ولد عمي , وتهمس بشويش و تتلعثم ..
                    : عوعو الله يخس ابليسك ذكرتيني بأيام الثانوي ..
                    لمن دخلت العنود وسفانة ووراهم الهنوف قالت : جي جي أكلمك بعدين يا عمري , يلا مع السلامة ..
                    اتكت العنود بكتفها على جدر المطبخ زمثلت كإنها ماسكه جوال وقالت بصوت مدلع : أكلمك بعديييييين يا عمري , مع السلامة ..
                    ضحكوا البنات وقالت سفانه : ما ششششششششاء الله , تقليد ولا الواقع ..
                    حطت عهود جوالها في جيب بنطلونها وقالت بحماس : داخلين المطبخ ليه ؟؟
                    قالت العنود وهي تأشر على الهنوف : الهنوف بتسوي لحسا ..
                    اندفعت الهنوف من وراها وغطت فمها بيدينها وهي تقول بخجل : إنت ما تتبل في فمك فوله ..
                    ضحكت عهود وقالت بدلع : ممكن أساعدكم في مشروعكم السري ..
                    استغربوا هالمبادرة من عهود الدائمة الإنعزال لكنهم رحبوا بها بحماس ..




                    *****************************

                    في نفس الوقت في الرياض :

                    ابتسم سلطان وضم سحر وهو يقول : أصلا كلكم في كفه وهذي في كفه , هذي حلالي و مالي ..
                    ولا شخص من الموجودين قدر يعلق لأنهم يعرفون معزة سحر عند جدها , حمحمت سحر بفخر وقالت وهي تسلم على يده : الله يخليلي أبو عبد الكريم ..
                    قالت سلافه بعدم اهتمام مصطنع : عادي , عادي so what??ويعني يحبك أكثر ..
                    قطب سلطان حواجبه وقال : سوا مات , عهدي بسوا بطاقات تفلون ..
                    ضحك الكل على كلمته وقالت أم عادل ثاني أكبر بناته : أبوي , البنت تتكلم إنجليزي ..
                    انتصب في جلسته وقال : أنا أخو مبارك , تتكلم لغة الكفار , بوش والملعون الثاني حق اسرائيل , لييييييييه ؟؟ ..
                    كتموا البنات ضحكهم لمن أشر لهم عبد الكريم وهو يقول بهدوء لأبوه : أبويه لازم الواحد يتعلم لغة عدوه عشان يأمن مكره , بعدين لغتهم صارت ضرورية هالأيام لأن الكل يتكلم بها في الشرق والغرب ..
                    زفر وقال وهو يرجع يريح جلسته : بس برضو , أنا ما أقول ما نتعلم , لازم نتعلم , الله قال إقرأ للرسول وهو ما يقرا ولا يكتب , أنا قصدي اش موزمه تستخدمه هنا ..
                    قطبت سلافه حواجبها وقالت بعدم استيعاب : إييييه ؟؟ ايش اش موزمه ؟؟
                    قالت جدتها سلمى تفسر لها : ياللي ما تفهمين , يعني اش قام به ؟؟
                    ماعاد قدروا يكتمون ضحكهم , ضحكوا من قلب خاصة لمن زمت سلافة شفايفها بضيق و قالت بصوتها النحيف : تكلموا عربيييييييييي هو أنا فهمت الأولى عشان أفهم الثانية , أنا عارفه إنتم الإثنينه متعاونين عليه ..
                    قالت عمتها أم عبيد اللي تصغر أم عادل بثلاث سنين : يعني , اش له داعي إنك تتكلمين إنجليزي , فهمتي ..
                    قالت وهي لافه بوزها : مو كان قال هذي من أول بدل الموزم و قام به هذه ..
                    قالت أريام بلهجة جدتها وجدها : الله , دحين قمتوا تبطرون على كلمات الأولين , من دخلتوا المدارس تحسبون نفسكم غديتم أسنع منا ..
                    سحر اللي جالسة عند رجول جدها اللي جالس على كنبه في صدر الصالة قالت تقلدها : إي والله , ترى الأولين اللي ما يعرفون يكتبون و يقرون هم اللي علموكم كيف تدرسون وبالمطارده دخلوكم المدارس ودحين جاين تكبرون على كلام اللي ربوكم وربوا أبوانكم ..
                    مد سلطان يدينه وضمها وهو يقول : ويعلني ما أفقد هالحس والصوت , حكيمة هالبنية ...
                    وبعد وقال : خشمك خشمك ..
                    رفعت نفسها وتخاشمت مع جدها وسط ضحكهم على سلافة اللي قالت : إي سحر تقولها your nose وأنا طحت فيني , ما أقول إلا الله لنا ..
                    و سلطان اللي قال بعصبية : هذي اش تقول اش تقول , الموز تلقينه في المطبخ مو عندي ..
                    لفت بوزها وهي تسمع لهروجهم المتفرقة , شويه قامت ريم و هي تقول : أنا أجيب المعجنات من المطبخ ..
                    قالت سلافه بضيق : ريمو جيبي لي مويه ..
                    ما خلصت جملتها إلا وسلطان لاف عليها وهو يقول بتريقة : مووووويه , اسمه ماء , ماء , حتى الماء قمتو تدلعونه , لا حوووووول ..
                    قالت سلمى لمن شافت وجه سلافة المتغير : سلطان , اش فيك على البنية ؟؟
                    رفع راسه ومرر سبابته من تحت لحيته يأشر على حلقه وهو يقول : شايفه هالمكان , مهي داخلتلي منه أبد هالبنية , ماني بالعها ..
                    وأشر على أعلى حلقه وقال : هني , ناشبة هني ما تحدر ..
                    قامت و هتفت باستنكار وبصوت باكي : جدووووووووووووووووووووووووووو ...
                    ضحك وقال بتحبب : يا عونه , أمزح معاك أنا ..
                    رجعت جلست وهي لافه وجهها وباين عليها إنها قاعدة تبلع البكى اللي كان على وشك الخروج ..
                    قالت سلمى بضيق : هذا ينقاله مزح , نشفت دم البنية و عورت قلبها ..
                    قال بهدوء : لالالا هي عارفه جدها زين ما بتزعل ..
                    جات نجلاء من جهة جهة غرفة أمها وأبوها وقالت بهدوء : أبويه , خالد يقولك تراه يستنى من زمان ..
                    قالت سلمى وهي تقوم : أروح أسلم عليه ..
                    سندتها أم أيمن أصغر بناتها و ساعدتها لمن خرجوا من الغرفة , قام سلطان ووراه أولاده وخرجوا , شويه وقامت أم عادل و أم عبيد , دقايق ورجعت نجلاء وقالت : سحوره تعالي صبي القهوة للي جوه ..
                    قامت سحر وتحركت خارجة وقبل ما تتحرك أي بنت همست نجلاء : ولا وحده تجي الغرف سامعين , خلود تعالي الله يسعدك ..
                    وخرجت وخلود وراها وهي تقول : خير اش فيه ؟؟
                    أريام وأخواتها التزموا الصمت وطالعوا في سلافة وسمر وبنات عماتهم اللي كانوا مستغربات من اللي قاعد يصير , نطت هيام من مكانها وحطت يدها موضع قلبها وهي تقول : يا حبيبتي يا سحووووووره ..
                    سمر اللي كانت مشغولة عن العالم بتغير حفاظات ولدها وتجهيز رضاعته استثارتها الكلمة فلفت عن ربيع وقالت بتوتر: اش فييييييييييه ؟؟ سحر فيها شي !!
                    غدير بنت أم عادل المربعة جنبها على الأرض وهي حاطة ولدها فوق رجولها على بطنه وتهزه قالت بحماس : لا تقولين جاها عريس ..
                    : وا ..
                    : nooooooooooooo waaaaaaaaaay ..
                    : ياي ..
                    : حماس ..
                    تباينت صرخات البنات المتحمسة , وطالعت أريام في ميعاد بتوتر , لفت سمر بوزها وقالت بضيق وهي تشيل ولدها الباكي وتضمه لصدرها وهي تلقمه الرضاعة : لو كان خطبة كان دريت ..
                    سحبت ميعاد أختها وجلستها وهي تهمس بهدوء : هيام قلنا الموضوع ما يطلع قبل ما تدري سحر ..
                    قالت باعتراض : خلاص هي هناك وراحوا عشان يقولون لها ..
                    : يقولون لها على إييييييييييييه ؟؟
                    : told her what ؟؟
                    رفعت هيام راسها على سؤال سمر وسلافة , وانصعقت لمن لقيتهم كلهم يطالعون فيها بترقب , عضت شفتها بعدين قالت بشكل قاطع : طلع إنه سحر راضعة من وفاء يعني صقور خالها ..
                    صمت دام جزء من الثانية قبل ما تتعالى صرخات الصدمة و الاستنكار وعدم التصديق صرخت : كذابة ..
                    : إحلفي ..
                    : هيام تتريقين ..
                    ضربت سمر صدرها وقالت بفجعة : متى هالكلام ؟؟؟ وليه طلع دحين هالكلام ؟؟
                    وقالت سلافة وهي تسد أذنيها : impassepol , Im dreaming , noooooo its a nightmare ..
                    ***
                    ابتسمت سحر لهم بتوتر لمن قامت خلود وصكت باب الغرفة وتحركت جنب جدها اللي أشر لها تجلس بينه وبين أبوها , كانت تحس بخووووووووف غريب , جلست ونقلت بصرها بين جديها وعماتها الأربعة و عمها الوحيد وركزت نظرها على خلود اللي رجعت وجلست في مكان مقابل لها وهي تبتسم بتشجيع , رجعت ابتسمت مرة ثانية لكنها سرحان ما ذابت لمن حست بيد جدها على فخذها وهو يقول بهدوء : في وحده من الحريم قالت إنها رضعتك ..
                    فتحت عيونها على اتساعها لكنها التزمت الصمت وهي تحس بعقلها يدووووووووووور بلا توقف ..
                    : سحر ..
                    رفعت نظرها لأبوها وهي تقول : نعم ..
                    ابتسم لها بتشجيع وقال : طلع عندك أخوات وأخوان ..
                    بلعت ريقها لمن حست بحلقها ينشف فجأة وهي ترجع تطالع في جدها اللي ضغط على فخذها وهو يقول : ترى الرضاع مؤكد , وتونا قبل كمِ يوم عرفناه ..
                    ضحكت سحر من شدة التوتر وهي تقول : وعندي أم وأب بالرضاع ؟؟
                    قال جدها : وخوال و أعمام وجدان ..
                    فتحت عيونها على اتساعها وهي تسأل بعد لحظة صمت التزمها الجميع عشان تستوعب اللي ينقال , دخلت يدينها جوة أكمام بلوزتها الطويلة ورجعت خرجتها ورفعت يدها اليمين ولعبت في خصلات شعرها قبل ما تسأل بصوت هادئ : ومين اللي رضعتني ؟؟..
                    فتحت نجلاء فمها وقالت بحنان : وفاء اللي رضعتك يا سحر ..
                    رفعت راسها وطالعت فيها بصدمة وهي تقول بداخلها ~ وفاء أمي بالرضاع , يعني زوجها أبويه , وعيالها أخواني , وا , مستحيل يعني بأقابل راكان و ريان , يا كسفتييييييييييييييي , وبأقابل أخوان ماجد وأبوووووه ياربييييييييييييييييييييييييييييي ~
                    تحولت نظراتها للرعب وهي تصرخ بداخلها ~ يعني عمتي نجلاء تصير جدتي وزوجها فهد يصير جدييييييييييييييييييييي , استغفر الله العظيم , وبناتهم يصيرون خالاتي , وعععععععع ما بقي إلا هيامو تصير خالتي , صح بأقابل أخوان فهد كمان , الدائرة كل مالها تتسع , سحر خلاص وقفي تفكير~ كانت الأفكار تتلاحق في راسها بسرعة كإنها تحاول تخليها تستوعب أكبر قدر ممكن من نتائج هالرضاع اللي طلع لها بعد 26 سنة بدأت جدتها سلمى تعدد لها الناس اللي بنتقابلهم وهي تطالع في جدتها بابتسامة ...
                    : ........ حتى صقر ولد عمك يصير خالك دحين ..
                    ***
                    قالت ميعاد الكلام اللي حفظها إياه خوالها : وفاء تذكرت إنه في رضاع فجات تتأكد من أمي لكن أمي قالت لها إنها مارضعتها إلا ثلاث مرات ومنا ومنا وبعد تحريات أم ماجد زوج وفاء تذكرت إنها رضعت الرضعات المحرمة وثنتين من الجيران كمان أكدوا اللي صار ..
                    كانت سمر تستمع لهم وأنفاسها تتسارع وبلا شعور كانت تمد ولدها لغدير اللي أخذته منها بعد ما نومت ولدها على فراشه الصوفي الأبيض , قامت سمر بسرعة وراحت جري لغرفة جدها ..
                    : سمر ..
                    : بنت ..
                    تحركوا البنات بيوقفونها لكنهم انصدموا منها , أنفاسها كان لها صوت من شدتها , كانت حاسه بشي يوجع قلبها , شعور غريب يكتنفها , يا ما حست بهالشعور و هي نايمة ولمن كانت تقوم كانت تكتشف إنه سحر مسخنة أو متوجعة من ضرس أو صايبها مغص أو أي شي مؤلم , كانت عيونها مركزة على باب جدتها المقفول , فتحت الباب بدون استئذان و دارت بنظراتها على الموجودين , وتعلقت بسحر اللي جلست بين أبوها وجدها ووجهها هادئ مبتسم , قالت سحر و عيونها تلمع بالمرح : دريتي بالخبر الصاعق ..
                    قرأت شي في عيونها اللمعة المرحة كانت ممزوجة بلمعة غريبة , قامت سحر لمن شافت نظراتها فجريت لها سمر وضمتها بقوة و أنفاسها تزداد حده , ضحكت سحر وضمتها وهي تقول : اش فييييييييك ؟؟ هذا كله غيره عشان صار عندي عائلة جديدة ..
                    ضمتها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ لا تضحكين يا سحر , أعرفك لمن تتوجعين , لا تضحكين ~ وانخرطت في البكاء بشكل مفاجئ صدم الكل , ~ سمر الله لا يحرمني منك , ليه دايم تصيحين بدالي , صرتي تخليني أخاف أوجع عشان ما تتألمين وأخاف أحزن عشان ما تصيحين , تكفين لا تصيحين , تراني ما أتحمل دموعك , ~ زادت سحر من احتضانها وهي تضحك وتقول : بنت اش فيك ؟؟
                    وهمست بعدها بحنان وهي تبعد عنها وتحاول ترفع راسها : خلاص , هذا كله عشاني , بنت , إرفعي راسك خلاص ..
                    غطت سمر وجهها وهي تقول بوجع : ماني قادرة أوقف ..
                    حطت سحر يدينها ورى ظهر أختها و رجعتها لحضنها وهي تقول : طيب صيحي براحتك ..
                    وكملت بهمس متوجع : صيحي بدالي زي دايما ..
                    لفت سمر يدينها حولين خصر سحر وهي تصيح من قلبها , قال سلطان وهو يشوف كل الحريم والبنات يصيحون بلا استثناء قال : مخبل والله إنه دموعكم زايدة ..
                    ولف على زوجته لقيها تمسح دموعها بطرف مسفعها , قال بعصبية : حتى إنت معاهم , توني أقول عليهم مخبل ..
                    لفت عليه وقالت وهي تمسح دموعها : قالولك الصياح حرام , مير إنتم الرجال قلوبكم حجر ما تحسون زينا إحنا الحريم ..
                    لف سلطان على عياله الاثنين وأشر بعصايته على سلمى وهو يقول : شاهديييييييين , شاهدييييييييييين , تقول على قلبي حجر , هذا اللي ألقاه من أمكم , شوفوا شوفوا عشان يوم أقولكم بأتزوج وحده صغيرة تتحملني وترجع لي شبابي ما تقولون لي عندك الوالدة ..
                    قالت أم أيمن دلوعة أمها : أبويه أنا كمان ماني راضيه , تاخذ على أم عبد الكريم , الله لا يقول ..
                    قالت سلمى باعتراض : خليه , خليه , دحين اللي رادينك عيالك , عبد الكريم , عبد العزيز اللي يمنع أبوه أنا ماني راضيه عليه ...
                    ولفت على سلطان وهي تهش بيدها وكملت ببرود : تبغى تتجوز روح , درب السلامه , أنا لو بأمنعك عشان خوفي عليك ربي يعذبك على بنت الناس اللي ما بتطول منك شي بتنام طول النهار عنها واخر يا غير تكبس رجولك بفكس عشان الرمتزم هذا اللي يقولون عليه حق العظام ..
                    لف عبد الكريم وجهه عشان ما يلمح أبوه ضحكته و عبد العزيز ما قدر يمسك نفسه , ضحك مع البنات اللي قاموا يضحكون على مهاوشة جدهم وجدتهم اللي ما تنتهي ..
                    لف سلطان فجمد عبد الكريم ملامحه بسرعه وطالع في الأرض بأدب , فقال : ا يالوصخ إي والله يالوصخ تضحك على أبوك , بلا سنون قول امين ..
                    سكت عبد العزيز وحمحم وهو يمسح فمه ويحك ذقنه المحلوقه وهو يهمس لأخوه الكبير : لا خرجنا علمني كيف تمسك ضحكك ..
                    همس عبد الكريم : لا تكلمني عشان ما أفكها كاي على قولة سامر , تراني بالقوة ماسكها ..
                    وزادت حدة سلطان اللي ما وقف حربه الكلامية مع سلمى اللي قاعده تعدل في مسفعها وهي تقول بهدوء لنجلاء ولا كإنه في أحد يهاوشها : عادي , عادي , أبوك هو كذا يثور ويرجع يسكت , من يوم تزوجته وهو كذا ..
                    : ##### ..
                    زفرت وكملت كلامها مع نجلاء وهي تقول : وييي يا على الرجال الشياب ألفاظ , لا كبروا ماعاد يمسكون لسانهم ..
                    ضحكت سمر من ضحك الجميع ومسحت دموعها وهي تطالع في سحر اللي طالعت فيها بابتسامة حلوة مشجعة ..
                    جات غدير وهي شايله ربيع ووقفت بينهم وهي تقول : خلصتم مسرحيتكم ..
                    وناولت ربيع لأمه وهي تقول : خذييييييي , كني ناقصة أنا ما أحسب ولدي ينام ..
                    أخذته سحر قبل أمه لمن شافت عيونه مفتوحة على اتساعها وهو يتأمل السقف بشغف طفولي , صرخت : يا ناسو يا كلبو يا قميلة إنته ..
                    وضمته وهي تبوسه على خده بقوووووة ...
                    قالت هيام بدلع : بنت سحر روحي جيبيلي كاسة مويه ..
                    رمتها سحر بنظرات بارده وهي تقول : الله خلق لك رجول ليه ..
                    قالت وهي تحرك حواجبك : أقوووول أنا صرت خالتك ..
                    وأشرت بسببتها على الباب وهي تقول بحدة مصطنعة : يلا بسرعة تحركي ..
                    ناولت ربيع لأمه وهي تقول بتهديد : خالتك ها , سموره امسكي ولدك لأني بأسوي في وجه الدب ذيك شوارع ..
                    وتحركت لهيام اللي شهقت وجريت وهي تصرخ : يا أميييييييييييييييييييييييييي ...



                    ****************************


                    زفر وقال وهو يطالع فيها : زهوره ما خلصتي ..
                    كانت جالسة عن يساره وهي مغطية وجهها وصوت نشيجها يقطعه شهقاتها اللي كانت تهز جزمها هز , قبض على معصمينها وبعد يدينها وهو يقول : خلاص بكى ..
                    لفت وجهها عنه وقالت بصوت مخنوق : لا تطالع أكيد كحلي ساح ..
                    ضحك وقال وهو يدنق ويطالع فيها عناد : وععععععععع خرعتيني , أول مرة أشوف بترول يطلع من العيون ..
                    ضحكت وهي تسحب يدينها منه ومسحت خدودها بقفى يدينها لمن شافتها نظيفه قالت : ماشاء الله أصلي هالكحل ..
                    ولمن رفعت بصرها له شافته ملتفت لها بكامل جسده وفي عيونه نظرة لأول مرة تشوفها , كانت نظرة غريبة , تخافق قلبها و فرت دمعه من عينها طالع فيها برعب وقال : خلاص , اش فيك ..
                    ابتسمت وهمست : دموع الفرحة ...
                    مد يده ولمس دمعتها بسبابته ورفعها لفمه وقال : مالحه , يقولون دموع الفرحه حلوة ..
                    ضحكت وقالت : أهم شي إنها أقل ملوحه ..
                    ابتسم لها وهمس : يديم لي الضحكه وصحبتها ..
                    نزلت راسها بحرج وبعدت خصلات وهميه عن وجهها , ضحك وقال : متزوج تححححححفه أنا ..
                    رفعت راسها وقالت بجد : جاسم ..
                    ولمن شافته يطالع فيها بشكل يدل على استماعه نزلت راسها وبدأت تلعب في أصابيعها وهي تقول : ترى أنا ما كنت أبغى أدس عليك حكاية الدوا ..
                    كان يحس براحة عجيبة من انتهاء المشكلة اللي شغلته و من قربها اللي عرف في الأيام الماضيه إنه ما يطيق بعاده ولمن ذكرت الدوا حس بتغير في مزاجه فقال بهدوء : انسي المو..
                    قالت بحزم : لا ..
                    وطالعت فيه وهي تقول بصوت قوي : ما أبغى أرجع بدون ما تعرف كل شي ..
                    ورجعت نزلت راسها وهمست : أنا في البداية كنت أحسبك داري , وفي ذاك اليوم لمن رجعنا من بيتكم وكنت تعبانه قلت لك بأروح أشرب الدوا لكنك صدمتني لمن سألتني أي دوا انتي مصدعة ولا شي ؟؟ وعرفت لحظتها إنك ما تعرف عن الدوا وهذا صدمني أكثر , أمي وأبوية والبنات , الكل يعرف عن الدوا , كيف يطلع إنك إنت الوحيد اللي ما يدري , المهم كنت مقررة أكلمك في موضوعه وكل مرة أستجمع شجاعتي عشان أقولك لكنها تخوني في اخر لحظة وتخليني أتراجع , وبعدها وقفته فشفت إنه مالي داعي أخبرك ..
                    سألها بحيرة : وليش تخونك شجاعتك ؟؟
                    لاحظ إنها كانت تفرك يدينها بقوة وتعصرها بتوتر , مد يده وحطها على يدينها , رفعت راسها وهمست : كنت أبغى حبك مو شفقتك ...
                    فتح عيونه على اتساعها وقال بصدمة : شفقه , عمري حسستك إني مشفق عليك ؟؟..
                    هزت راسها بلا وطالعت في عيونه و هي تكمل بنفس الهمس : خفت إنك .. خفت من ....
                    زفر و حط يده على فمها يقاطعها وهو يهمس : مايحتاج نتكلم في هالموضوع , انتهينا منه صح ؟؟
                    طالعت فيه بحب عميق , حب حسته بيغرقها ويهشمها من قوته ..
                    رفع حواجبه و قال بصوت ثقيل : لا تطالعين فيه بهالعيون لأننا محنا في بيتنا يعني ممكن أتهور ويجي أخوك فجأة و ..
                    شهقت وضربته وهي تقول بوجه محمر : خلاص فهمت ..
                    ضحك على خجلها , قامت وهي تقول : أجيب لك شي تشربه و ...
                    قبض على معصمها ورجعها مكانها وهو يقول : شبعان ومرتوي , إجلسي إنت بس ..
                    قامت وهي تقول : شي بسيط ب ..
                    رجعها بقوة ولف عليها وضمها وهو يهمس بصوت مخنوق : خليك جنبي ما أبغى شي ثاني ..
                    رن جرس الباب فشهقت بقوة وبعدته وهي ترتب شعرها ولبسها , ضحك جاسم على منظرها وقال : فجعتيني , اللي يشوفك يقول ممسوكين بجرم , حرمتي وضميتها ..
                    ضربته على كتفه وقالت : أصصصصصصص ..
                    وقامت بسرعة ووقفت عند الممر لمن سمعت صوت فتح الباب , طالعت فيه بصدمه وهي تأشر عليه وتقول خرجت بالثوب المصريييييييييي ..
                    حك شعره وقال بغيض : كله منك ومن زوجك , يكون في علمك قعدت جوة السيارة عشان محد يشوفني خارج الشارع بلبس البيت ..
                    ضحكت و قالت : اسفه يا قلبي ..
                    ابتسم لمن شاف ضحكتها وقال وهو يتقدم : أشوف الوجه منووووور ..
                    وطالع في الصالة وابتسم لجاسم اللي كان جالس ومبتسم , رفع يدنه وقال : الله يديم ضحكتكم , ولا يفرقكم في يوم ..
                    نزلت أزهار راسها مستحية منه وقال جاسم : امين ..
                    مسك عمر كمها من عند كتفها وقال بمزح : يلا لو سمحتي , بيت زوجك ولا أشوفك عندي بعد كذا ..
                    وأشر على جاسم وهو يكمل : وإنت معاها , يلا , لا أشووووووف ظل واحد فيكم قبل شهر شيبتوا راسي , ولا أقول , تعالولي أول رمضان عشان تباركون لي بالشهر ..
                    ولمن سمع ضحكهم ضحك معاهم وهو يحس بالراحة من عودة المياه لمجاريها , دقايق واستأذن جاسم عشان عنده مشاوير لكنه طلب م أزهار تجهز نفسها عشان ترجع معاه بعد ما يخلص مشاويره , أزهار كانت تتمنى لو تقوله ما أدخل إلا لمن تنفذ طلباتي لكنها ما حبت تسوي بلبلة زيادة , هو أعطاها كلمته ولازم تثق فيه وإنه حينفذها ..


                    *********************

                    الساعة 1 بعد منتصف الليل :
                    شقة نجلاء :

                    سكون الغرفة شبه المضاءة ما كان يخترقه سوى صوت مكيف الهواء اللي يتعالى ما بين فترة وفترة , تأملت صفحات الكتاب اللي تقرؤه على مكتبها وهي ترفع كوب القهوة التركيه التي تعشقها لفمها ..
                    ((
                    ................... ))
                    يد ثقيلة وضعت على كتفها , طاح الكوب من يدها وانسكب السائل الحار على فخوذها , شهقت بقوة وفزت من مكانها وهي تصرخ بوجع ..
                    : وسام ..
                    لفت وسام على هيام وهي مبعدة التنورة عن جسمها وهي تقول بعصبية : كم مرة قلت لك لا تفاجئيني ...
                    قالت باعتراض وهي تجري بعبايتها خارجة من الغرفة : مافاجأتك , بس حطيت يدي , أروح أجيب ثلج وموية ..
                    غمضت وسام عيونها بقوة وهي تستغفر ورجعت فتحتها لمن سمعت صوت نجلاء اللي دخلت ورى هيام اللي شايلة جك مويه وقالب الثلج , ابتسمت وقالت : بسيطه , شلت التنورة على طول , بس لسعه ..
                    مسكتها نجلاء ودخلتها للحمام وهي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , إنت ليه دايم تصير لك هالأشياء ..
                    قالت هيام وهي تفك العباية وترميها على السرير قبل ما تدخل معاهم الحمام : لأنها منحوسه ..
                    قالت وسام بحزم : بنت مايجزوز هالكلام و ...
                    شهقت لمن صبت نجلاء الموية البارده عليها وهي تقول : لازم تخلعين التنورة ..
                    ضحكت وقالت : قدامكم , ليييييييييه ؟؟ شاطئ العرايا , أخرجوا وأنا أفكها لوحدي ..
                    لمن خرجوا نزعت تنورتها اللي تفوح منها رائحة القهوة وبعدت بصرها عن البقع الدائرية الغامقة واللي تكرمش الجلد بداخلها بطريقة بشعة , عدة دوائر صغيرة ما يتجاوز حجما السم الواحد , صبت الموية الباردة وفركت جلدها اللي بدأ يحمر بالثلج إلي نحست بتجمد خلاياها ومسكت علبة العسل ودهنته على جلدها وهي تقول بداخلها ~ منتي ناقصة عاهات يا وسام ~ العسل الجامد بدأ يتقاطر بسيولة الماء بسبب ححراة جسمها اللي ذوبته , كانت تتطالع في القطرات اللي تقطر على أرضية الحمام , لونها البني المحمر يتحول لذهبي صافي من أثر توسعها , ذكرها المنظر بذيك القطرات الحمراء اللي كانت تتقاطر على نفس البلاط قبل أعوام سحيقة , أعوام ما محت ذكرى الوجع اللي كان يلفها والسكاكين اللي تخترق جانبي أسفل بطنها وأنينها الخافت المختلط بصوت أنفاسها اللاهثه ودموعها المنسكبة وهي تدهن فمها بملوحة مالها وصف , قامت بسرعة و غسلت العسل اللي حسته أخذ وقته وهي تصرخ بداخلها ~ خلاص إنسيه , إنسيه يا وسام ~ و لفت نفسها بمنشفة وعقدتها على خصرها و طالعت في صورتها المنعكسة في المراية وهي تقول بداخلها ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ ابتسمت لصورتها وخرجت من الحمام وهي تقول : خلصت العملية بنجاح ..
                    جلست على سريرها وهي تضم أطراف المنشفة عشان تتأكد إنها ما تتكشف قدام أمها وهيام اللي قالت وهي حاسه بتأنيب الضمير : سامحينييييييييييييييييييييييي والله , ما قصدت أفجعك ..
                    ابتسمت وسام وقالت : عادي , كل بقضاء وقدر يابنت , مكتوب لي وأنا في بطن أمي ..
                    نسيت هيام عقدة الذنب وهي تقول بحماس وبصوت ممطوط : جدي خبر سحر وسمر صاحت والكل انفجع من الخبر , وتصدقيييييييييين , سحر رفضت تقابل صقور , قالت مره وحده في العيد تقابل أهلها الجدد كلللللللللللللهم و أريج تقوووووووول ...
                    كانت وسام تستمع لها بابتسامة هادئة وهي تهز راسها , قامت نجلاء وهي سادة أذانيها بعد فترة وهي تقول : الله يعينك يا وسام على ثرثرتها ...
                    كانت وسام معتادة على ثرثرة هيام اللي مالها حد , ولمن مرت ساعة وهي لسه تبربر راحت لمكتبها ومسكت كتابها وصكته ورجعته لدرجها ونظمت المكتب وراحت للدولاب تخرج لها بجامة وهي تقول : وبعدين اش صار ؟؟..
                    كانت هيام بعفويتها بلسم لجراحها الكثيرة ~ لو في حسنة وحيدة سويتها في حياتك يا عمي هو إنك جبت هالبنات لهالدنيا , الله يسامحك وين ماكنت , الله يسامحك ~
                    : وأريام تقول إنه سطام يبغى يكمل دراسته علشان كذا مقدم على الماجستير و ..
                    اسمه استثارها وخرجها من أفكارها , ابتسمت بحنان وهي تهمس : الله يسهل له ..



                    **************************

                    في نفس الوقت في جدة :
                    عند شقة أزهار وجاسم :

                    كانت أزهار تحس بتوتر وهي واقفة قدام باب شقتهم اللي فتحه جاسم وهو يقول : نورتي البيت , تفضلي ..
                    رفعت غطاها بعد ما دخلت وهي تسلم وابتسمت , حست براحة من مجرد الدخول للبيت , حست بالأمان وإنها اشتاقت لكل ركن فيه ~ سبحان الله كيف الإنسان ~ نزعت عبايتها وتفاجأت لمن شافته يتناولها عنها ويعلقها في الشماعة , طالعت في باستغراب فابتسم وهو يأشر للداخل وهو يقول : تفضلي ..
                    أول ما دخلت لاحظت إنه في شي غريب في الصاله المظلمة , فتحت الأنوار وشهقت لمن شافت الكيكه اللي على الطاولة وحولينها صحون ورق عنب ومعجنات وأكواب وعصيرات , غطت فمها بيدينها وهي تتأوه و تقول : جسووووووووم ..
                    ابتسم وقال بتردد مو من عادته : حاجة بسيطة , كل شي سويته بسرعه بسرعه وعلى بال ما كنت أسويها جا واحد من الشباب أخذ الرسيفر والعود ..
                    وتقدم منها وسحبها للطاولة وهو يقول : تعالي إقري ..
                    اتسعت عيونها لمن شافت الكلمة الوحيدة اللي تتوسط سطح كيكة الشوكلاته (( أحبك )) ..
                    غطت وجهها وهي تحاول تمسك دموعها عشان ما يقول عليها صايرة بكاية لكنها ما قدرت , كان اللي يصير فوق مستوى تخيلها , ضحك وقال : اش فيييييييييييك ؟؟ إنتي قلتي ما تبغين تسمعينها فكتبتها ..
                    ولمن شاف صمتها عرف إنها تقاوم صياحها , همس بخفوت : تبغين تصيحين صيحي ..
                    ما خلص كلمته إلا وهي جالسه على الأرض على أطراف رجولها وهي تصييح من قلبها وتقول : شكرا , والله ما تصدق قد ايش فرحتي , أحلى مفاجأة تلقيتها في حياتي ..
                    زفر وجلس جنبها وحط يده على ظهرها ومسدها بصمت وهو بداخله يقول ~ شكرا يا مطلق , شكرا على كل اللي سويته ~ ..


                    ***************************


                    ............... يتبع ..

                    تعليق

                    • أحلى من الحلا
                      عضو فضي
                      • Aug 2007
                      • 539

                      #90
                      وبعدها بفترة في فيلا عبد الكريم :

                      صكت سحر جوالها بعد ما أنهت مكالمتها مع عدنان اللي تأسف منها إنه ماقدر ينزل من الشرقية عشان يكون معاها ووعدها إنه بيجي في أقرب فرصة , طالعت في الظلام الحالك اللي يحيط بها وهي منسدحة على سريرها , حطت جوالها على الكومدينة وتلحفت وهي تدفن وجهها في المخدة ..
                      ومن وسط الصمت استعاد عقلها صوت ماهر وهو يقول بحماس : ما أتخيل إنه صقر من بين الناس كلها هو اللي متقدم لسحر ..
                      تلاها ضحكة سامر وهو يقول : أنا أستنى يقولون لها الموضوع عشان أشوف وجهها و ..
                      توقفت ذاكرتها عند هالحد لأنها شردت من المكان وهي خايفة ومستحية إنهم يشوفوتها ويعرفون إنها سمعت اللي قالوه وهي جاية تناديهم للغدا ..
                      ~ خالي بالرضاع , طلع خالي بالرضاع , حكمتك يارب , رحمتك يارب ~ دمعة وحيدة تسللت من عينها وبللت مخدتها تلاها صوت استنشاقها للهواء وهي تمسح أنفها بالمنديل ..



                      ************************


                      بعدها بخمسة أيام :
                      الأحد 25 / 8 / 1427 ه
                      في فرنسا الساعة 8 صباحا :

                      (( اليوم : السبت 30 محرم 1427 ه
                      الساعة : 4 عصرا ..
                      الحالة : سحب متراكمة تعصف بها الرياح منذرة بمطر هائل ..

                      أرجوك يا إلهي إرحم ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس ..
                      ربي ليس لي سواك ..
                      فتاتين عشرينيتين وثلاثة شبان في يوم واحد ...
                      اه يا قلبي المكلوم ..
                      وقفت في تلك الغرفة الباردة وأنا أشعر أن أطرافي أكثر برودة من تلك الأدراج المعدنية اللي تملا الغرفة , سحب الأول و كم هو شعور مؤلم متضارب حين يفتح الغطاء ليكشف عن ميتة تتمنى من كل قلبك أن تكون أختك ليرتاح قلبك المطحون بالمشاعر و تدعو في ذات الوقت ألا تكون هي حتى تمني نفسك بأمل مرير ..
                      ليست أزهار ..
                      لا هي ولا التي تليها ..
                      من تكونان إذن ؟؟ أين أهلهما ؟؟ هل ماتتا غرقا ؟؟ أم بنزيف أم ....
                      : الجثة التالية ..
                      يال قسوته هذا ما صرخت به بداخلي عندما سمعت صوته البارد المتأفف الذي ينبه إلى نفاذ صبره , وكما كانت سابقتها , شعرت بنفس الشعور ..
                      همست وأنا أنظر لاخر الجثث : ليس هو ..
                      لا أدري هل قلتها براحة أم بضيق من أفكاري التي صرخت أنها لن تعلن احتضار تكونها بداخلي كل ليلة ..
                      أين هما ؟؟
                      أزهار , عمير , أين أنتما ؟؟
                      حيان , جائعان , مريضان أم ميتان في عمق البحر أو محروقان حتى الموت أو ... في بطن إحدى المخلوقات ..
                      رباه ارحم ضعفي , رباه من لي سواك أشكو له وأبث له حزني ..
                      رحمك الله يا عمار , رحمك الله يا أماه ..
                      ماذا سأفعل الان ؟؟
                      استعدت البيت ولكني بلى أهل , بلى مال ..
                      حتى الجامعة تطالبني بإعادة أوراقي ومراجعتها , هل ستذهب الوظيفة كما ذهب غيرها ؟؟
                      لا بأس , فأنا فقدت الأغلى ..
                      أتوسلك أيتها الأمطار لا تهطلي الان , لا تهطلي لأن رياح وجعي تكفي ل ))
                      صك الدفتر بسرعة ورفع راسه لمن ناداه نايف وهو يقول بلهجة نجدية ثقيلة : تأخرنا على المحاضرة , تحررررررررررك ..
                      انتبه للساعة فحط الدفتر في درج سرير وتحرك بسرعة وهو يشيل شنطة المحمول وجواله المحطوط على الكومدينه وهو يصرخ : مطوووووووووور ترانا مشينا ..
                      ما وصل لرصيف الشارع إلا ومطر سابقه على سيارة نايف , ثبت يده على طرف الباب ونط جوة السيارة وجلس على المقعد برشاقة وهو يقول بلهجة خليجية : رزوقو لا تبطي ترا ورانا محاضره ..
                      رماه عبد الرزاق بنظرة بارده وهو يقذعه ببعض السباب باللغة الفرنسية قبل ما يقول : ترا لا تخلينا نغير رأينا ونطردك من الشقة بعد ما نسوي حزب سعودي ..
                      قال بتريقه : سوها وورنا شطارتك إن كان فيك خير ..
                      أول ما وصلوا الجامعة لقيوا ميشيل في انتظارهم , نزل عبد الرزاق من السيارة وفرد يدينه يتنفس الهواء البارد وهو يقول : cooooooooooool ..
                      وانتبه لساره اللي جات ناحيتهم وهي تمشي بهدوء وهي ضامة حقيبتها الواسعة , ابتسم وقال : صباحو ..
                      ابتسمت وقالت : خيرو ..
                      على الرغم من باعه الطويل مع البنات الفرنسيات إلا إنه ساره بالذات ما كان يقدر يقرب منها أو يحاول يستميلها رغم إنه نظراتها تفضح حبها له , يمكن لأنها من أب سعودي , كانت تطالع فيه بنظرات خجولة , ابتسم وقال : أحلى شي إنك أخذتي عيون أمك وخشم أبوك ..
                      دنقت راسها بخجل في نفس اللحظة اللي رن جواله , رفعه ولمن شاف الرقم طنشه ورجع طالع في سارة و ضربها على كتفها وقال : يلا انقلعي لمحاضرتك ..
                      ولف على الشباب اللي سبقوه وتحرك لهم وهو يناديهم بصوت عالي ..


                      **************************


                      في نفس الوقت في جدة :
                      فيلا حمده :
                      الساعة 10 صباحا :

                      كانت الضجة تسود المجلس الكبير الجوهرة تزاعق تنادي بنتها ريناد وهي مدده رجولها فوق مسندة حطتها تحت ركبها عشان الحنا اللي في رجولها ورافعه يدينها اللي جلست سمية تغطيها بأكياس عشان تترطب و سفانة منسدحه وهي ضامه لحافها بتعب , والبندري جالسة حول سفرة فطور مفروشة على الأرض ومعاها العنود و ريم و أسماء و خوله , و الخنساء جالسة جنب أمها تقشر لها الحنا اللي نشف وهي تقول : سارونه تحركي جيبي الفكس قبل ما أخلص التقشي ..
                      زفرت سارة وهي تقول : كل شي سارة , سارة , أنا بأغير اسمي والله ..
                      سألتها العنود : وبتغيرينه لإيه ؟؟
                      قالت بضيق : ولا شي عشان محد يناديني ..
                      قالت سفانه وهي تعدل راسها المصدع على المخدة : طيب يا ولا شي تحركي بسرعة وجيبي الفكس من عند غرفة جده حمده ..
                      تأففت وهي تقوم , قالت خوله : يا ربي أنا نفسي أعرف , هالبنت تتأفف علىالطالعة والنازلة , حتى أول ما تقم من النوم تتأفف , اش أسويلها ؟؟ مو إحنا من صغرنا كرفونا اللي أكبر مننا وما قلنا شي ..
                      ضحكت الحناية اللي قاعدة تحني يد الهنوف اليسار وقالت بلهجة سعودية ما تدل على جنسيتها السودانية : يا , هو بس التأفف اللي طالعين فيه , الله يرحمنا برحمته و حالهم صارت تخوف ..
                      وافقتها هدى اللي جلست ممدده رجولها المتحنية والمغطاه بأكياس وهي تهز يدينها عشان تنشف الحنا , و قالت علا مرة جلال وهي مستسلمه ليدين بنت الحنايا اللي ما جاوزت ال 18 سنة : عادي تأفف البنات , قصدي من كثر شغلهم في البيت , أنا اش أقول , والله يا علي ياغير يتأفف ومن إيييييييييه , من الزهق , جاب لي الجنان الله يصلحه ..
                      قالت العنود لمن شافت مرة عمها بتخلص : عمتي علا أنا بعدك ..
                      قالت خوله : نعم , أنا بعدها ..
                      لفت عليها العنود وقالت : روحي عند أم أحمد ..
                      قالت أم أحمد من دون ماتلتفت لهم وهي تعصر المخروط اللي حاشيته بالحنا وتحركه بحركات سريعة بارعة تشكل رسومات في قمة الروعة : أنا لا خلصت الهنوف بأبدأ في العروسة ..
                      لفت ريم على العنود وسألتها : ليش مستعجلة ؟؟
                      قالت وهي تخرج نوته من جيب تنورتها : لأني أبغى أخلص قبل الظهر , والحنا يقعد ساعتين على الأقل , ورايا أروح المشغل بعد الظهر عشان أجيب فستان أمي وريناد و تنانير البندري اللي وديناها للتضيق ووو ....
                      فتحت الصفحة الثانية من النوته وهي تقول : ناقصنا غراء مسدس عشان البطاقات اللي بنثبتها على الهدايا اللي بنوزعها قبل الزفة و ...
                      قالت بتعب : خلاص , خلاص , تعبت من التعداد ..
                      رجعت العنود النوته وهي تقول : تراني باخذك معايا السوق ..
                      : ياسلام , بتهلكيني أكثر مما أنا مهلوكة , لا تخليني أقول ليتني رحت مع أمي وعهود لبيت جداني ..
                      قالت العنود : غصصصصصصصصصصصب عنك بتروحين , أم الخيييييييير سفسف تعبانه ولا كان أخذتها معايا , بعدين محد ضربك على يدك وقالك لا تروحين معاهم ..
                      قالت ريم : أم أحمد حناها أحلى من الحناية اللي هناك ..
                      ضحكت أم أحمد وشكرتها والعنود تقول : بسسسسسسسس , عشان الحنا ..
                      ضحكت ريم وقالت : لا مو بس كذا , تعرفين ليه , ما أقدر أستغني عنكم و بعدين هذه اخر يومين مع البندري فأبغى أقعد معاها أكبر قدر ممكن ...
                      قالت هدى بهدوء : عنود لا تنسين عمك عبد الكريم بيجي اليوم بعد المغرب مع أهله عشان يقدمون الهدايا ويحددون كل شي ..
                      طاحت الزيتوه اللي كانت رافعتها لفمها من يدها لمن سمعت اللي قالته أمها , وتمالكت المغصة اللي صارت ترافقها دوم ~ قالتلي سحر أمس إنهم جايين بس ما صدقتها , ياربيييييييييييييييييييييييييي ~ وقالت بهدوء مصطنع : يمه الله يهديك , أنا ما بتأخر إلى بعد المغرب ..
                      ابتسمت سفانه لمن سمعت صوتها اللي لاحظت فيه توترها وقامت من سدحتها بعد ما خف عنها الصداع وراحت تشاركهم الفطور اللي خلصوه كله تقريبا وما بقي منه إلا النزر القليل ...


                      *************************

                      بعد العصر في مستشفى العسكري :
                      في مكتب مطلق :

                      تعالت ضحكته قبل ما يمسكها وهو يحمحم بحرج , قال جاسم وهو يضحكت : المهم إنه ناوي يجيك هو الثاني , بعدين تعال إش هالضحكه اللي إنت ضاحكها , من أول مسوي فيها برستيج وجامد وإنت من جمبها , ضحكتك تقول ضحكة رقاصة في بار ..
                      فتح مطلق عيونه على اتساعها و قام من مقعده وقال وهو يسحب جاسم : طيب إطلع من مكتبي , يلا لو سمحت , شكرا على الزيارة ..
                      ضحك جاسم وقال : من جدي أتكلم ..
                      قال مطلق بغيض : وأنا كمان من جدي أتكلم ..
                      قام جاسم وقال بهدوء : جزاك الله خير , والله جيت عشان أشكرك , الحمد لله الحال من حسن لأحسن ..
                      ابتسم مطلق وقال بصدق : الحمد لله , لا شكر على واجب يا جاسم ..
                      صافحه جاسم وشد على يده بقوة وهو يطالع فيه بامتنان , ابتسم مطلق ورافقه لخارج المكتب , وأول ما فتح الباب وشاف الطلبة ابتسم لهم , دنق عليه جاسم وهو يعدل شماغه ويهمس من بين أسنانه : الله يعيييييييينك , والله ماعندهم ماعند جدتي , الكتاب باين من عنوانه ..
                      بالقوة ضبط نفسه ومنع ضحكته من الخروج قدام طلبته ولف على جاسم وقال بابتسامة رزينة : في امان الله يا جاسم ..
                      غمز له جاسم وهو يهمس : أموت أنا على الرزة ..
                      رماه بنظرة تحذير فودعه جاسم وتحرك خارج من المستشفى , راقبه جاسم إلين اختفى عن نظره , وابتسم بعدها و لف على طلبته يقولهم اش واجباتهم لهذا اليوم ...



                      ************************


                      : المهم إنه جا عمي بعد موشح عبد الله وبربر وطلع وسخ قلبه وخرج مع زوجته اللي ما قصرت حتى هي وأنا بداخلي أقول مع نفسهم , يتكلمون مع نفسهم ..
                      ضحكت أزهار وهي تقول : أموووووت أنا على الناس الجامده , والله أنا فخورة بك يا مشاعل ..
                      : والله هذا اللي ناقص , قال إيه قال بالطيب بالغصب بتاخذين ناصر , ناصر أولى من الغريب , وعناد فيهم رفضت ناصر واللي متقدم كمان , أنا بكيفي أتزوج اللي أبغاه وأوافق عليه ..
                      تنهدت أزهار وقالت : والله إنهم , كيف جا في بالهم يجوزونك غصب وين عايشين إحنا ..
                      : تخلللللللف , المهم أنا ما اتصلت عشان أغثيك بسيرتهم , بغيت أسألك جاية تقدمين على الوظيفة اللي قلت لك عليها ..
                      زفرت وقالت : حاليا لا , قاعده أجاهد عشان أرجع أزهار القديمة وأتناسى تأثير الحبوب ومن ذي الأشياء في عقلي مشغول حاليا وما أفكر بوظيفة ..
                      انفتح الباب ودخل جاسم فقالت بسرعة : شعوله أكلمك بعدين , جسوم جا , مع السلامة ..
                      صكت الجوال وقامت ترحب بجاسم اللي ابتسم لمن شافها بعبايتها وقال : ما شاء الله , مستعدة ..
                      قالت بحماس : من ساعة , يلا أخاف تروح الحناية وأنا ما تحنيت ..
                      قال ببرود وهو يجلس على الكنبه : أبغى أشرب شوية شاهي بعدين نروح ..
                      سكتت متفاجأة لكنها تمالكت مفاجأتها بسرعة وقالت وهي تفك طرحتها : أبشر , ثواني ويكون الشاهي عن..
                      ضحك وقال يقاطعها وهو يقوم قبل ما يسحبها للباب : تحركي قدامي , إنتي مافي شي يعصب بك لاطعك ساعة وبعدها أقول شاهي تقولين أبشر ..
                      مافهمت اللي يقوله ولمن استوعبت فتحت عيونها وقالت بصدمة: إنت مسويها بالقصد , جسوموووووووووو , يا حبك للعب بأعصابيييييييي ..



                      ************************

                      بعد المغرب في فيلا حمده :

                      ~ بلاهة , تخلف , غباء , اش هالشعور المحرج اللي أحسه , والله تخلف , تخلف , عنوووووووووووود , ارفعي راسك , سحورة ماغيرها اللي قاعده قدامك ~
                      رفعت راسها وطالعت في سحر الجالسة جنب خلود ومرة خالد , ولمن شافت سحر ماسكة ضحكتها كشرت بوجهها وقاومت إنها تمد لسانها لها ..
                      : كيف حالك يا عروسة ؟؟
                      التفتت لخلود برعب وهي تبلع ريقها وابتسمت بتردد وهي تهمس : الحمد لله ..
                      قالت مرة خالد بمرح : اش فيك ؟؟ حتى صوتك ماينسمع , وييييييي تراني فرحت من قلبي لمن قالوا لي سلفتك مرحة وفرفوشة وتشيل المكان بضحكتها ..
                      ابتسمت خلود وهي تدقها وضحكت سحر على العنود اللي ابتسمت بخجل وهي ترميها بنظرات غيض , كانت تصرخ بداخلها ~ خليني أستفرد بك والله لا أنحرك يا شيخة ~
                      قالت أزهار وهي راحمتها : هي حبوبة ومرحه لكنها ساكته لأنها مستحية حبتين ..
                      قالت البندري بتريقة : إيييييييييييييه باين مستحية ..
                      وكملت سحر بسخرية : مستحية يا بندري حرام عليييييييييييييييييك ..
                      طنشتهم العنود وهي تغلي من جوة , ولمن قامت تصب القهوة وقفت عند سحر وتناولت منها الفنجان ومدت رجلها ودعست رجل سحر من دون محد يشوفها , تأوهت سحر وسحبت رجلها وهي تهمس : يالمجرمة , قطعتي أصابيعي ..
                      ابتسمت العنود وقالت من بين أسنانها : عشان تبطلين تريقة , يالدب يال ### ..
                      قهقهت سحر وهي تهمس : السبة مهي لايقة على الشياكة والابتسامة أبببببببببببدا , لا محنية كمان ..
                      راحت عنها العنود ورجعت جلست في مكانها بين أمها و الهنوف اللي ابتسمت لها بتشجيع , لفت الجوهرة على أزهار وقالت بهدوء : أزهار جيبيلي صحن الحلى ..
                      قامت أزهار وجابت صحن الحلى وناولته لها , همست الهنوف وهي تدنق على العنود : لاحظتي ولا خجلك المطنع مو مخليك تشوفين شي ..
                      لفت عليها وهمست بغيض : أولا خجلي مو مصطنع , إنتم ليش ما خذين عني هالفكرة , ثانيا إيوه ملاحظة وحاسه بغليان بداخلي ..
                      همست الهنوف : أولا لأنه مو لايق عليك الخجل , ثانيا الجوهرة من جات أزهار إلى الان وهي كل شويه تطلب منها طلب , البنت ما قعدت زي الناس ..
                      طالعت العنود في ازهار المبتسمة وهي تكلم مرة خالد وهمست : والضعيفه ممشيتها , مو معقوله هذا كله طلبات , الجوهره حاقده على أزهار بشكل مو طبيعي ولسبب مجهول , يعني تتصيد لها الأخطاء و ...
                      قطعت كلامها لمن قالت الجوهرة : الناس تحط الثلاجة في اليسار والفناجين على اليمين عشان لمن تصب تقدم باليمين ..
                      ابتسمت أزهار اللي كانت ماسكه الثلاجة بيسراها عشان تبغى تفك غطاها بس , ~ يعني بالله في أحد ما يعرف هالشي , استغفر الله العظيييييييييييييييييم , استحملي يازهوره لأجل عييييييييييييييييين تكرم مدينة ~ ابتسمت بهدوء وفتحت غطى الثلاجة وغيرت مكانها ليمناها وبدأت تصب للفناجين الفاضية ..
                      قالت الهنوف بهمس : والله لو أنا مكانها كان أغمى علي ..
                      رصت العنود شفايفها وسحبت نفس وخرجته وقالت بعدها : الحمد لله إن أهله هنا ولا كان رحت وتضاربت معاها أم لسانين ..
                      وانتبهت لظلال عند الباب , ابتسمت لمن شافت سفانة وريم ووراها بقية البنات يأشرون لها بحماس ومسكت ضحكتها لمن شافت خوله تضربهم وتسحب فيهم قبل ما تدخل وهي تسلم بهدوء , سلمت على الموجودين وجلست وهي ترحب فيهم , رجعوا البنات عند الباب مستغلين إنه الضيوف ما يشوفونهم وبدأوا يسوون حركات مضحكة قدامها , كانت تعرف إنهم متحمسين يبغون يدخلون من شدة الحماس لكن معروف عندهم لمن يجون أهل العريس ما تدخل أي بنت غير العروسة لهم ..
                      ***
                      حافظ عدنان على هدوؤه لمن قال صالح بعصبية : ماتسوي جوازين ..
                      وعبد الكريم يقول : أنا الحمد لله بخير ونعمة بأسوي لك واحد فيهم عرس , بعدين البنت ما تقدر تجهز نفسها في شهرين وشوي ..
                      قال صالح : مادام الولد جاهز والمهر موجود وكل شي متيسر إش له داعي العجلة , بعدين اش الصرف هذا , تجوز ماهر وبعدها بشهر ولا شهرين تجوز عدنان , خلهم كلهم في يوم واحد ..
                      كان أحمد ملتزم الصمت والكل كمان لأن الإتفاق بين الكبار , طالع عدنان بترقب في صالح وهو يحس بتوتره يزيد , لو أصر على اللي يقوله معناته جوازه بيكون في نهاية ذو القعدة , حبس نفسه لمن زفر أبوه وهو ينقل بصره بين صالح وأحمد وجلال ..
                      ورجع طالع في عدنان وهو يسأل : ها عدنان ..
                      قال بلا تردد : الشور شوركم , اللي تشوفونه مناسب سووه , إذا الموعد يناسب العروسة أنا ماعندي مانع ..
                      ابتسم صالح وقال : على بركة الله ..
                      أطلق نفسه الحبيس وضبط أعصابه قدامهم وهو يحس بأعاصير غريبة بداخله ..
                      ابتسم له جاسم وقال بهمس وهو يدقه : بتدخل السجن بعد شهرين وشويه بسسسسسسسس ..
                      ابتسم بهدوء وطنشه , لكنه رجع يدقه وهو يقول : إلا ما قلتلي ليش كنت منرفز حدك من مزحتي , ها ..
                      لف عليه عدنان ولمن شاف نظرة الخبث المتسلية رفع حواجبه بهدوء وهو يقول : أنا كنت متنرفز , يتهيأ لك ..
                      : عيني في عينك ..
                      طالع فيه ببرود , ضحك جاسم وقال : يا حلاتك يالبارد إنته , والله من جنبها , كني ما أعرفك ..
                      ابتسم عدنان ورجع التفت للكباريه وهو يقول بداخله ~ معقوله زواجي بهالسرعة ~ ..
                      ولمن قرب وقت العشا اتصل خالد بأخته وقال لها يطلعون ..
                      ***
                      توادعوا الحريم عند الباب وقالت سحر وهي تضم العنود : مبروووووووووووووك يا عمود الكهرب , والله فرحت لكم من قلبي ..
                      ضربتها العنود مستغلة خروج خلود ومرة خالد وقالت : تراب , أنا عمود كهرب ..
                      ضحكت وأشرت على أزهار وقالت : أزهار أطلقت هاللقب وخلاص صار ماركتك ..
                      : سحر ..
                      غطت وجهها وسلمت على العنود وقالت : هذي من أمي , تقولك سامحيها اللي ما قدرت تجي ..
                      استحت العنود من تأسفها وقالت باعتراض : لا , والله عادي , مو لازم تجي ..
                      ولمن انتبهت لغلط كلمتها طقطقت بلسانها وقالت : لالا , مو كذا , ماقصدت إنه مالها داعي تجي , قصدت , إنها ما يحتاج تجي , لا , كيف أشرحها ..
                      انفرطوا ضحك عليى ارتباكها , ضربتها سحر وقالت : فاهمة خلاص ..
                      وقالت الهنوف بهدوء : قصدك إنه ما يحتاج تتعب نفسها , وإنك مقدره ..
                      أشرت علىالهنوف وقالت بحماس : إييييييييييييوه , هذا اللي كنت أقصده , هو هذا , نفسه , تخيي إني أنا اللي قلته ..
                      خرجت وهي تقول : والله إنك تحححححفة ..
                      ولمن انصك الباب ضربت جبهتها وهي تقول بقهر : اش هالكلجه ؟؟
                      قالت الجوهرة وهي تمط شفايفها : أصلا طول عمرك ما تعرفين تهرجين وما توزنين كلامك قبل ما تخرجينه , ترمين الكلام كذا بلا عقل زي الهبل بعدين تفكرين فيه ..
                      سكت الكل مذهولين من كلامها , لكن العنود قالت بمرح : أنا منشكحة عشان زواج بندوري عشان كذا ما بأعلق على كلامك الرقيق ووو ..
                      لفت على البنات وقالت حماس : بنوصي عشا ..
                      وتحركت بسرعة وهي تقول : وين شريط الزفة حق العروسه خلونا نسمعه وإحنا نتعشى ..
                      سحبوها البنات وأصروا عليها تفتح الهدايا , كانت أربع هدايا مغلفة بتغاليف حمراء مذهبة أنيقة , ساعة وعطر وطقم ذهب أصفر و سحبة ذهب مخلط , كانت البنات يتناقلونها وهم يسمون وحمده تهاوشهم عشان يرجعونها لعلبها وهي تقول : يعلللللللكن ما تكثرن , الناس لسه ماركبوا السيارة , لو نسيت وحده غطاها ورجعت عشانه ولقيتكم متبركات تتفرجون في الهدايا ..
                      قالت العنود اللي جالسه عند رجولها على الأرض بمزح : جده مستحيل تخرج وحده من دون غطاها ..
                      مدت حمده يدها وشدت خصلة من شعر العنود اللي لمته بطريقة ناعمه , تأوهت العنود وقالت بسرعة عشان تخرج جدتها من عصبيتها وهي تناولها الطقم : جده شوفي , حلو مو ؟؟


                      ***********************


                      عصر الاثنين 26 / 8 / 1427 ه
                      في فيلا أحمد :

                      اليد القوية اللي قبضت على يدها المنقوشة بالحنا اللي شايله القلم والصوت المرح الممازح وصاحبته تقول : في مجال تتراجعين ..
                      بعدت البندري نظرها عن الدفتر والتفتت للعنود اللي تابعت بنفس المرح وهي تخاطبها بصيغة المذكر : بندر لا توقع على وثيقة موت يا أبو الشباب , ترى الزواج سجن , إسأل مجرب ولا ...
                      ضربة جاسم اللي صفعت جبهتها سكتتها وهو يقول : صكي حلقك وخلي البنت توقع ..
                      ضحكت البندري ووقعت على الدفتر والبنات يغطرفون وهم واقفين جهة المطبخ ويطالعون للصالة اللي وقف جاسم وسطها وهو ماد الدفتر للبندري اللي جالسة بإحراج على الكنبه وحولينها أخواتها وأمها وعمتها نورة , وبعد ما ناولته القلم طالع فيها للحظة قبل ما يدنق ويسلم على جبينها , انعصر قلب أزهار على البندري اللي طالعت فيه بذهول قبل ما تدمع عيونها , غطت وجهها بسرعة فضمتها الهنوف وهي تبلع ريقها بسرعة عشان ما تنزل الدموع اللي بدأت تهدد عيونها , قالت العنود وهي تدفه عشان يروح لمجلس الرجال : بسسسسسسس هذا اللي لقيناه منك , صيحتها , بعدين تعال , والله لو ماتسلم على راسي ملكتي أقطع شفايفك ..
                      ضحك وقال : إنقلعي , ماني مسلم عليك ..
                      وانصدم لمن شاف عهود خارجة من الجهة الثانية للدرج , نزل نظره بسرعه ورجع رفعه يدور على أزهار لكنها كانت ضامه البندري وهي تهمس لها , وتحرك وهو يحس براحه إنها ماشافت شي , قالت العنود وهي تشوفه رايح للمجلس : أنا وإنت والزمن طوييييييييل ..
                      ورجعت لمن تعالت غطاريف البنات اللي جووا يسلمون على البندري وهم يخبون دموعهم , ضحكت وقالت : يا شين الدموع اللي عند الباب ..
                      قالت ريم وهي تمسح عيونها : شوية غبار دخل في عيني , عمتي هدى شغالتكم ماتنظف البيت زين ..
                      مسحت سفانه عيونها وخشمها بالمنديل وقالت تأيدها : إي خالتي غيريها ..
                      ضحكت البندري عليهم وهي تمسح دموعها لمن قالت العنود بتريقة : إحلفي إنتي وهي , إحلفوا بس ..
                      ****
                      مد جاسم الدفتر للمملك وهو يرمي عبد الرحمن بنظرات كره , كان يكرهه من الأعماق ولو القتل حلال كان قتله , ابتسم له عبد الرحمن بسخرية زادت غيضه , كان مستغل إنه جاسم ما يقدر يرميه بكلمة تنزع هالابتسامة من وجهه , ابتسم عدنان اللي كان واقف و معاه دلة القهوة وسحب جاسم وجلسه وهو يقول من بين أسنانه وهو راسم ابتسامة هادية : مو وقته هالنظرات , أبوك يطالع فينا ..
                      لف جاسم على أبوه بتوتر خوف إنه لاحظ شي وانصدم لمن شاف ابتسامته وهو يقول : عدنان ..
                      لف عليه عدنان وقال : سم ..
                      قال بابتسامة وهو يأشر للكنبه اللي جنب المملك : سم الله عدوينك , تعال نعقد عليكم مرة وحده ..
                      فتح عيونه على اتساعها خاصة لمن بدأت همهمات الشباب الحماسية و محمد ولد جلال يقول : يجييييييييييي , عريسين في يوم واحد ...
                      قبض بكل قوته على الدله عشان ما تطيح من شدة توتره وصدمته وبلا شعور طالع في أبوه , الكل ضحك على حركته , ابتسم عبد الكريم وقال : تعال , أقرب ..
                      قام جاسم بسرعة و غيضه كله يتحول لفرحة عميقة , شال الدله من يده والفناجين من يده , حمحم عدنان وتحرك بثبات للمقعد الفاضي , كان يحس بمشاعر مضطربة , نزل راسه وهو يسمع للشيخ يبدأ بالسلام وبعدها يبدأ يكتب عقد النكاح , كان يردد ورى الشيخ الكلمات اللي ينقلها له وهو يحس بأعصابه مضغوطه بشكل غريب , كان يحس لمسه وحده له ممكن تفتح صمامات الأمان اللي بالقوة ماسك بها أعصابه , ولمن شاف الدفتر قدامه ضغط على القلم بقوة وهو يوقع ..
                      وابتسم لمن غطرف له عبد الإله و جاسم ياخذ الدفتر وهو يقول بفرح ماله حدود : ألف مبروك ..
                      بادله ابتسامة هادية و جلس يطالع فيه وهو راجع لداخل الفيلا ..
                      قالت العنود بحماس : وييييييييي شكل الشيخ خلص خطبته عشان كذا يغطرفون ..
                      قالت خوله وهي تهز راسها : مو معقوله بهالسرعة ..
                      : ياولد ..
                      نطت العنود وقالت : جسوووووووووووووم ..
                      وطلعت راسها من الباب وهي تقول بحماس : ها بيدخل العريس ..
                      وشهقت لمن شافت الدفتر وسألت : اش فيييييييييييييه ؟؟ في غلط في التوقيع ؟؟
                      بالقوة مسك ضحكته وهو يقول : إيوه , قوليلهم درب ..
                      لفت عليهم لقيتهم كلهم خرجوا عن الصالة فقالت وهي تأشر له : تعال , تعال راحوا خلاص ..
                      ومشيت قبله وهي تقول باستغراب : غلط في التوقيع , أول مرة أسمع ..
                      الكل كان يطالع بحيرة وحمده تقول : غلط فالتوقيع , اش هالنحاسه ؟؟
                      قالت نورة : أمي ما يجوز التطير ..
                      طالعت فيه البندري بحيرة , والعنود تحاربه وهي تقول : أشوف فين الغلط , أشوف ..
                      وانصدموا لمن اتسعت ابتسامته و هو يغمز لهم بعينه ويأشر براسه على العنود , قالت العنود باستنكار : وين راح توقيع البندري و اسم العري... س ..
                      وحست إنه بيغمى عليها لمن شافت اسم العريس بخط كبير منمق واضح .. عدنان بن عبد الكريم بن سلطان ال ..... فتحت عيونها على اتساعها و هي تطالع في الدفتر برعب و هو يقول بهدوء : يلا وقعي ...
                      , تعالت صرخات البنات اللي تفاجؤوا بالموقف , قالت حمده بعصبية : بسسسسسسسسس , والله إنكن قليلات الميز , حسكن يعل الله يقطع حسكن , إستحن قاعدين تزاعقون قدام الولد ..
                      حطت سفانة يدها موضع قلبها وهي تقول : يا عمممممممممممري يا عنيدي , يا عمممممممممممري هيه , طالعي وجهها ..
                      كانت العنود تحس بطواحين العالم تجمعت في بطنها , طالعت بذبول لجاسم اللي قهقه من قلبه وهو يقول : يلا وقعيييييييييي , من أول تناقزين زي البسوس , جاك اللي يهجدك ..
                      هزت راسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق : ما أبغى ..
                      انفجروا ضحك والجوهرة تقول بتأفف : جينا للبزرنة ..
                      هزت العنود أكتافها وقالت : ما أبغى أتجوز اليوم , يووووووو , أنا حره , بكيفي ..
                      قالت جدتها : يا المصروعة , عارفين إنك بتموتين على الجواز ويعني يعني حاطه مستحية , دحين ورق وبعدين لاحقين على الجواز ...
                      تقدمت أمها والهنوف منها , ضمتها الهنوف وهي تقول : عنيدي يلا وقعي ..
                      طالعت في القلم اللي مدته أمها لها وقبضت يدينها , كانت بداخلها تصرخ ~ عنود بلا بلاهة وقعي , اش هالتصرفات الأرعة , يلا وقعي ~ لكن جسمها رافض يطاوعها , قبضت يدينها وقالت : خلو هنوف توقع بدالي ..
                      قالت الجوهرة بنفاذ صبر : عنود بلا دلع , وقعي الناس يستنون ...
                      ناول جاسم أمه الدفتر ودنق على إذن العنود وهمس : ترا الضعيف معاك في الهوا سوا , توهم جلسوه كإنه في كرسي الإعدام وبدأوا كتابة العقد ..
                      ضحكت غصب عنها وقالت بتشفي : أحسن ..
                      ضربها على راسها وقال : صاحبي ما أرضى عليه ..
                      وسحب القلم وناوله لها وقال : يلا وقعي ..
                      همست له : بس خطي يضحك ..
                      قال بصوت عالي : عادي , أصلا قعد يتريق على طريقة كتابتك لحرف الحاء , ناسيه إنه شافه يوم التحليل ..
                      ولمن سمعت ضحك البنات وقعت بسرعة بأصابع مرتجفة وهي تحس بغيض من اللي سمعته , الغطاريف اللي بدؤها البنات زادت مغصها لكنها حطت القلم داخل الدفتر بهدوء مصطنع , صك الدفتر و لف عليها و ابتسم لها وقال : : مبروك على أعز أصحابي ....... أخبل وأطفق أخواتي ..
                      قالت باستنكار : جاسم ...
                      وفرصعت عيونها بغضب , دنق عليها و سلم على جبينها وهو يقول : عشان ما تقولين سلم على البندري وما سلم عليه ..
                      زال كل غضبها وتحول لخجل فضيع وهي تدنق راسها , ضحك وغمز لها وهو خارج , وفي أقل من الثانية تذكر إنه يبغى يهاوش أزهار لف عليهم و رجع نزل راسه لمن شاف كل البنات ناطين على العنود وجمده تقول بعصبية : ويعللللللللللللللللللللكن ما تكثرن , الولد ما خرج وانتم هاجمات زي الوحوش , انتم متى بتعقلووووووووون , أبغى أفهم متى و ..
                      ضحك جاسم على هواش جدته واللي ضحكه أكثر إن البنات كانوا يصارخون ويباركون وهم مهم منتبهين للي تقوله جدتهم ..
                      أول ما دخل المجلس شاف عيون عدنان معلقه به , ابتسم له وهو يقول : مبروك يا لعرييييييييييس ..
                      اخذ المملك الدفتر وقال : أحتاج شاهدين ..
                      ماخلص كلمته إلا و خالد و ماهر مادين بطاقاتهم , قال أبوهم بهدوء وهو ماسك ضحكته على حماسهم : واحد فيكم عشان عم البنت يبغى يشهد ..
                      قال صالح : خليهم , خليهم , من فرحتهم بأخوهم ..
                      قال عدنان بإحراج وهو يطالع في أخوانه وهو مفتقد وجود سامر اللي ما قدر يغيب عن المدرسة : جاسم وعدني يكون شاهد في عقدي ..
                      ابتسم جاسم وقام على طول وخرج محفظته وهو يقول : ياخي من زمان أستناك تقولها ..
                      قال ماهر بغيض : كنت بأغيض سامر ليش وقعت وهو ما يوقع ..
                      رماه عبد الكريم بنظرات حاده وهو يقول بصوت قوي : خالد قوم اشهد مع جاسم ..
                      قال خالد بتريقة بعد ماوقع : تستاهل , عمري ما شفت حمود يغيض محيمد ..
                      لف عنه بغيض وشاف عدنان يبتسم له وهو يهز راسه دلالة شكره لحماسه , ابتسم و التزم الكل الصمت لمن بدأ الشيخ يلقي خطبته ..
                      ****
                      البنات كانوا حايسات في المطبخ أثناء الخطبة يصبون العصير المبرد في الفريزر في كاسات مزينه ..
                      : ما صار هذا كوكتييييييييييييييل ...
                      شهقت أسماء لمن شافت الكاسة اللي كلها لون واحد و قالت سفانه وهي تضرب الخنساء : حطي المنجا أول بعدين الجوافة واخر شي الفراوله ..
                      حطت يدها على خصرها وقالت : اش معنى ؟؟
                      قالت أسماء بهدوء وهي تنظف بقايا العصير عن أول صينية جهزت : لأنه المنجا أثقل شي فنحطها تحت وبعدها الجوافة واخر شي الفراولة لأنه أخف وبكذا ماتختلط ببعضها وتبان على شكل طبقات ملونة , عرفتي ليش ...
                      وشالت الصينية وراحت توديها لأخوها سالم اللي وقف مع حمزة بانتظار الصواني , ناولتها إياه وهي تقول : انتبه لا ينكب شي على الصينية ..
                      وجات ريم وناولت حمزة الصينية الثانية وهي تقول : حموز ناديلي عبود ..
                      قال وهو يقطب حواجبه : أي عبود فيهم , أكثر اللي جوه عبابيد ..
                      لفت بوزها وقالت : يعني يعني منت عارف ..
                      قال بتريقة : عمي عبد الكريم ..
                      قالت بغيض : قسما بالله لو ما معاك صينية العصير كان ضربتك , إنقلع ونادي عبد الإله بسرعة ..
                      ومسكت ريناد وقالت بهمس : رنود روحي نادي سفانه بسرعة ..
                      وسحبت نفس وهي تقول لنفسها وتحركت داخله : إن شاء الله يصير كل شي زي ما خططت ..
                      زفرت سفانه وقالت لريناد : خلاص لا تسحبيني , والله بأروح , ماني شارده , والله ..
                      سابتها ريناد وراحت تلعب مع علي وجاسم عيال جلال ..
                      قالت بتريقة وهي تدخل للمدخل المؤدي للمجلس : سويتي مصيبة جديده ..
                      وانصدمت لمن مالقيتها , لفت تطالع جهة الحمامات ..
                      : الريم ..
                      لفت وجهها وفتحت عيونها على اتساعها لمن شافته قدامها ما يفصل بينهم إلا متر ..
                      تراجع على ورى وهو مثبت نظره بيستوعب الشخص اللي قدامه , تراجعت سفانه ورى الباب وحطت يدينها على موضع قلبها اللي حسته بيخرج من المفاجأة ..
                      وصلها صوته وهو يقول بلهجة غريبة : السموحة , قالولي ريم تبغاك ..
                      غمضت عيونها بقوة تبغى تستوعب اللي صار ~ ياربيييييييييي لايكون محسبني مسويتها بالقصد , ياويلييييييييييييييييييي , يا فضيحتي , اه يا حسرتي لو كان يفكر بهالشكل ~ وفتحتها على اتساعها وغطت فمها لمن وصلتها نبرة الضحك في صوته وهو يقول : سفانة , تحركي ناديها ..
                      ~ عرفني , عرفني , تفوووووووووو , مالت على وجهك يا ريم ~ وتحركت بغيض ولمن شافت ريم جايه قالت بعصبية : انتي وينك ؟؟
                      قالت ببراءة كنت أستناك , وينك إنتي ؟؟
                      قالت من بين أسنانها : مالت عليك , فشلتيني , إنقلعي كلمي أخوك ..
                      تحركت ريم وهي تخفي ابتسامتها , دخلت المدخل وقالت : سلام ..
                      ضربها على كتفها وقال : وينك إنتي ؟؟
                      ضحكت من قلبها وقالت : نفس سؤال سفانة ..
                      قطب حواجبه للحظة بعدين سأل : اش تبغين ؟؟
                      سألته بلهفة حاولت تكبتها : كانت مستحية , صار شي ؟؟
                      قال بهدوء : كانت معطيتني ظهرها وعلى بالي إنها إنت ولمن ناديتها طلعت هي وشردت , المهم اش تبغيييييييييين , ترى الرجال جوه بأروح لهم ..
                      ما حسبت لهالسؤال من شدة الحماس , طالعت فيه بعيون متسعه قالت بعدها : ا , نسيت ..
                      قطب حواجبه للحظة قال بعدها : تعالي , تعالي , إن تلك كم يوم صادعة راسي بسفانة , لا يكووووون ..
                      قاطعته بسرعه : مع السلامه ..
                      قبض على ذراعها وقال بتحذير : رييييييييييييم ...
                      زفرت وسألته بطريقة مباشرة : بالله مهي حلوة ؟؟
                      طالع فيها باستنكار وهو يهتف : حللللللللوة ..
                      قالت بهمس : صراحة هي عاجبتني وبعدين يا بخت من جمع راسين في الحلال , أنا كنت أبغاك تشوفها نظرة شرعية ..
                      ضربها على راسها وقال بعصبية : من متى مشتغلة خطابه الأخت ولا عشان كتبنا عقدين في يوم واحد صابكم الحماس , والله إنكم يالحريم تحف , تتصرفون بعدين تفكرون , يلا حلي عن سماي ..
                      قالت بغيض : طيب لا تعصب , يووووووووو كيف دمك فاير ..
                      وتحركت للداخل وهو يقول بغيض : حرييييييييييم , اللي في روسهم يسوونه ..
                      ورجع للمجلس ..
                      ~ أموت وأعرف اش معنى سفانه اللي ذبحتني بها , وفجأة كمان , عمرها ما تكلمت عنها و دحي...... ~ توقف ولف يطالع على الباب بصدمة وهو يتذكر كلمتها ~ عشان في وحده تحبك ...... لا يمكن تلقى مكان فيه سفانه من دون العنود .... ~
                      فرك جبينه بتوتر وهو يقول بداخله ~ يكون هي اللي تحبني ~ فتح عيونه على اتساعها وهو يطالع في الباب المصكوك ~ مستحييييييييييييييييييل , سفانة , سفانة ما غيرها , عبد الإله هذا مجرد استنتاج ممكن يكون صحيح أو خاطئ , بسسسسسسسس ~
                      : عبوووووووود , اش تسوي عندك ؟؟ تعال صور , ماني عارف اش صار للكاميرا ..
                      نزع كل هالأفكار عن راسه وتحرك وتناول كاميرا الفيديو من محمد وراح يكمل التصوير لأنه وعد حسان إنه يصور له كل لحظة عشان مايحس إنه ما شاركهم فرحتهم و ما يدري ليه لمن فكر بحسان مر اسم سفانة بباله , استغفر وشغل الكاميرا وبدأ التصوير وهو يقول بمرح : حسونة , عدنا من جديد , شوف دحين أطب لك على العريس المصدوم ..
                      ووقف قدام عدنان وقال : يا العريس المصدوم ياللي تدور على أبوك زي البزران , كلمة لو سمحت لمريضنا العتيد في المستشفى ..
                      ابتسم عدنان وقال بهدوء : شد حيلك وقوم بالسلامة عشان نزفك لبيتك إن شاء الله ..
                      ضحك عبد الإله وقال : حسونه , عدنان جابها على الجرح ها , عدنان صدقني بيدعيلك اخر الليل بدعاوي ما تتصورها عشان هالكلام الحلو ...
                      ***
                      : عنيد سامعتني ..
                      لفت العنود وقالت بحزم : طبعا ..
                      طقت سفانة بلسانها وقالت : والله ولا تدرين عن إيش أتكلم ..
                      قالت بصوت تايه : ها , لا معاك ..
                      زفرت وقالت وهي تقوم : ياربي البنت تاهت وهي ماشافت المحروس لو شافته ...
                      قبضت العنود بيدها اليسرى على ذراعها وحطت يدها اليمين على بطنها وهي تقول بصوت مخنوق : لا تقولين هالكلام مرة ثانية عشان ما أنمغصصصصصصصصص ..
                      سحبت سفانة ذراعها و قالت وهي تقوم : لالالالالا حالتك مستعصية جدا , الله يعينك على نفسك ..
                      لحقتها العنود وهي تقول : أنا اش فيني ؟؟
                      ولفت على أزهار اللي كانت راجعة للمطبخ بعد ما وزعت العصيرات على الحريم وسألتها بثبات : زهوره أنا حالتي مستعصية ؟؟
                      رفعت أزهار عيونها لفوق تفكر وهي تقول : إمممممممممم , خليني أشوف ..
                      طالعت فيها وابتسمت وهي تهمس : لو قالولك بتقابلين عدنان تقا...
                      انحنت العنود وهي ماسكه بطنها بيدينها وهي تقول : الله يقطع إبليسك يالحماره ..
                      قهقهت أزهار وقالت : أولا حالتك مستعصية فعلا , ثانيا فمك يبغاله غسل بالصابووووون على ألفاظك الوقحة , اش هالكلمة ؟؟
                      اعتدلت العنود وقالت : اللي يسمعك يحسبني قلت #### وكل اللي قلته حماره ..
                      شهقت أزهار وضربتها بطرف الصينية بخفه وهي تقول : يععععععلني أشوفك داخله على عدنان اليوم قبل بكرة عشان أتشفى فيك وأشوف هاللسان يطلع ولا لا ..
                      وتحركت للمطبخ بزعل , لحقتها العنود وهي تقول برجاء : زهوووووووووووور اسحبي دعوتك , دعواتك تستجاب ..
                      قالت أزهار : يارب تستجاب ..
                      : لا تكفيييييييييييييييييين , ترضين يغمى عليه وأموووووووووووت ..
                      : موتي إذا كان هذي ألفاظك ..
                      : أزهار ..


                      *************************

                      بعد ما راحوا الحريم والرجال فضي البيت إلا من البنات اللي تحاشروا في المطبخ وكل وحده فيهم ماسكة أندوميها وتستنى وحده من عيون البوتجاز تفضى , قالت العنود وهي مربعة فوق طاولة الطعام وحاطه في حضنها أندوميين : يا الدبيات , خلصوا , ما صارت خمس قدور على البوتجاز ..
                      قالت سمية وهي تفتح الثلاجة : من أخذ عصيري , الحرامي يعترف بسرعة ..
                      ورمت سفانة بنظرات حادة وهي تكمل : ماراحت عني يا خاله ..
                      قالت الخنساء وهي تقلب أندوميها على النار : سلامة أختي من السرقه رفعتيه في الثلاجة اللي فوووووووق نسيتي ..
                      قالت أسماء وهي واقفة في طرف المطبخ بعيد عن الزحمه : لا عاد تتهمين الناس بهتان , تأكدي بعدين اتهمي ..
                      زفرت سمية وقالت وهي تلف على البندري اللي واقفة معاهم عند البوتجاز والابتسامة الواسعة على شفايفها : بندر تبادليني , خذي أسماء وأعطيني ....
                      أشرت العنود وقالت بفخر : أكيد تبغيني ..
                      بلا تردد قالت : وعععععععععععععع , نقص عليه أتخلص من الانسة منشن تجيني بوزو , أنا أبغى الملاك الحالم سهيف رهيف هنوفه ..
                      ابتسمت الهنوف بخجل و شهقت العنود وهي مغتاظة من ضحك البنات وقالت : أنا بوزو يا زيتونه مرة باباي ..
                      زاد ضحك البنات لمن قالت سمية : على الأقل زيتونه طايحين عندها اثنين مو زيك إنتي بوزو أبو شعر منكوش ويقزز بالنفووووووووس ..
                      بعدت العنود أندوميها ونزلت من الطاولة وهي تقول بعصبية : ا يالحشاشة يا بنت الإييييييييييييييييييييييه , ضاربتك ضاربتك ...
                      حطت سمية زبديتها على الطاولة وشردت وهي تضحك , لمن مروا من عندها وهم يدورون حولين الطاولة زي المجانين صرخت سفانة وهي تبعد قدرها اللي كانت ماسكته بالمساكات وهي تقول بعصبية : يا متخلفات , بكرة الجواز لا تنحرقون ولا تنكسر رجل وحده فيكم ...
                      توقفت العنود عن الجري وقالت بحماس : عين فضيت , ياي , بموت جوع ..
                      وبعد ما انتهوا من طبخه توزعوا على الكراسي وبدأوا ياكلون وهم يناقشون كيف حتكون الزفة بكره ومتى حتطلع البندري ومتى توقف , هنا بدأت أسماء تسوي أندوميها , كانوا يعرفونها ما تحب الزحمة أو الإزعاج أو الإحتكاك الكثير بالأوادم عشان كذا دايما هي اخر وحده في أي شي , لمن خلصوا من الأكل طلعوا لغرفة العنود والبندري و كل وحده فيهم شايله بطانيه ولا لحاف خرجتها لهم سيتي وحطتها على جنب عشان يتلحفون بها , كانت البندري بتموت من الفرحة ليش قرروا ينامون عندها اخر ليلتين , معاهم ماكانت تفكر بعبد الرحمن ولا بمستقبلها المخيف , وبعد ما نام الكل مسكت جوالها واتصلت عليه , كان صوت المتقطع يتلوه صوت المجيب الالي , ومن تنطلق الصافرة معلنة بدأ البداية ترجع تصك الخط وتتصل ثاني , وأخيرا كتبت رسالة وأرسلتها و جلست فوق سريرها وسط الظلام وهي ضامة رجولها وملصقة فخوذها ببطنها و لفت يدينها حولين سيقانها وسندت دقنها بين ركبتينها وهي تطالع في الجوال اللي قدامها على السرير , ركزت بصرها على شاشته وهي تهمس بداخلها ~ اتصل , رن رنه , إرسل رساله , أيييييييييييييييييييي شيييييييييييييييييييييييييي ~ بعد ساعة كانت سارحة فيها في أفكار متعدده خلفيتها الموسيقية أنواع الشخير والأنين من البنات النايما زفرت وسحبت جوالها وحطته على الكومدينه وهي تهمس بخيبة أمل موجعه : ما حيرد ولا حيتصل ...
                      وانسدحت وضمت بطانيتها وهي تهمس : يا رب رحمتك , يارب خايفة ..



                      ************************



                      الثلاثاء 26 / 8 / 1427 ه :
                      يوم الزواج الساعة 10 الصباح :
                      فيلا أحمد :

                      زفرت وهي تطالع في الساعة , قلق صابها ومنعها من النوم وحسبت بداخلها وقالت : 16 ساعة وأنزف له ..
                      طالعت في جوالها وضغطت الرقم اللي حاولت تدق عليه من فترة وانتظرت المجيب , طالعت في الساعة وقالت : يكون نايم ..
                      وقامت من سريرها تبغى تنزل منه ولمن طالعت على الأرض ابتسمت وهي تشوف سمية نايمة على الأرض ومتلحفه وفوقها رجل الخنساء اللي نايمة جنبها , لفت بتنزل من الجهة الثانية لكنها توقفت في اللحظة الأخيرة لمن شافت أسماء نايمة فوق طراحتين ومتلحفة بلحافها وهي مشبكة سماعات الجوال في أذنيها , تحركت لنهاية السرير ونزلت منه , وقفت عند سرير العنود لمن اعترضها طريقها على الأرض جسمين , كانت العنود نايمة بعمق واللحاف منزاح عنها وسيقانها كلها مكشوفة , مسكت اللحاف وغطتها وانتبهت إن اللي جنبها سفانة , طالعت بحيرة لسرير العنود وانتبهت للهنوف اللي نايمة عليه ..
                      بالقوة مدت رجلها وتعدت جسم العنود وسفانة وقبل ما تخرج من الغرفة شافت ريم لوحدها جنب دولاب الملابس . اتسعت ابتسامتها أكثر وخرجت , لقيت أمها وأبوها جالسين وحاطين القهوة , ابتسمت وقالت : السلام عليكم , صباح الخير على الحلوين ..
                      ابتسم أبوها وقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
                      وقالت أمها بحنية : صباح النور على العروس ..
                      سلمت عليهم وجلست مقابلهم على الأرض قدام الطاولة اللي حاطين عليها قهوتهم , صبت لها أمها فنجان وناولته لها وهي تقول : اش مقومك من بدري , لازم ترتاحين شوية عشان وراك سهر ..
                      ابتسمت وقالت : الحمد لله مرتاحة ..
                      وانتبهت لنظرات أبوها المتفحصة , لفت عليه وابتسمت , كانت عارفه إنه شايل همها , لمن ابتسمت له زفر وبدأ يوصيها بالأشياء اللي لازم تسويها هناك في أمريكا ..
                      كانت مستمتعة لأقصى درجة بالجلسة معاهم وبهروجهم اللي اختلطت بذكريات الماضي اللي سافروا فيها لأمريكا بداية زواجهم عشان أبوها يكمل دراسته ..
                      : وكنت ما اكل غير رز محروق ..
                      شهقت هدى وقالت باعتراض : ما حرقته إلا ثلاث مرات بس ..
                      قطب حواجبه وقال بتريقه : أي صح ثلاث مرات لكنك كنت ترفعين الباقي لليوم اللي بعده يعني أكلته 6 مرات ..
                      ولف على البندري وكمل : المشكلة مو في الرز المحروق المشكلة إني كنت أضطر أكذب وأقولها إنه عادي عندي الحرق مو باين في الطعم واكل وريحة الحرق بتطلع من خشمي ..
                      ضحكت من قلبها وهي تشوف هدى تدق فخذه من تحت وهي تقول : مو لهالدرجة , إنت مزودها ..
                      وتكمل بصوت راخي : لا تفشلني قدام بنتي , ماتعرف عني إلا الزين ..
                      ~ هل بيجي يوم وأصير أنا وعبد الرحمن زي كذا ؟؟ يارب , يارب سهل لي يارب ~ ...
                      : أشوف حناك ..
                      ابتسمت ومدت يدينها لأبوها , طالع في نقش الحنا وقلب يدينها وطالع فيها بحنان وقال : ماشاء الله مرة حلو , إقري على نفسك ..
                      : إن شاء الله ..
                      : يا سلام ..
                      لفوا على صوت العنود اللي واقفة عند باب الغرفة , كانت حاطة يدينها على خصرها و شعرها متناثر بإهمال والشباصة ناشبة في أطرافه , كملت وهي تمشي لهم : مو عشانها عروووووووس تقعدون تدلعونها ..
                      ومدت يدينها بطريقة طفولية ودخلتها بين أبوها والبندري وورتها لأبوها وهي تقول : شوف حناي , شووووووف , حلو مووووو ؟؟
                      ضحك وقال : حلو ..
                      ماقال كلمته إلا نطت في حلقه سفانه وريم وهم يمدون يدينهم عشان يشوف حناهم , ضحك وقال : حلو , حلو , كلللللللللكم حلوين ..
                      طالعت فيهم هدى بحيرة وقالت : ماشاء الله اش صحاكم في وقت واحد !!
                      قالت الهنوف وهي تخرج من الغرفة ووراها أسماء : هو بنتكم المرجوجة تخلي أحد ينام ...
                      ابتسمت العنود وقالت : أحلى شي صباح الزواج , أبوية بنوصي فطور من كودو ..
                      ابتسم وقال : وصوا اللي تبغون , سونارتي عندكم على الذمة ..
                      لفت عليهم وقالت : يلا بسرعة كل وحده اش طلبها ؟؟ قولوا لسفانة ..
                      زفرت سفانة وهي تقول : يا ذا سفانة المسكينة اللي حتى يوم الزواج هي المسؤولة عن التوصية والكتابة ...
                      وبدأوا يعطون سفانة الطلبات , قالت هدى : التوأم وينهم ؟؟
                      طالعوا حولينهم وقالت ريم : صح وين سمية والخنساء ؟؟ أكيد نايمين ..
                      ونطت بسرعة هي والعنود لجوة الغرفة وثواني من إزعاجهم وصلهم صوت سمية تهاوش والخنساء تترجاهم تنام شوية كمان ..



                      ***************************


                      ابتسمت لمن شافته لابس ثوبه ومتجهز , قالت بمزح : أشوف بعض الناس من قبل الظهر وهم شادين الظهر يعني يعني بأساعد ..
                      ابتسم وطنشها وهو يعدل كبكاته , قامت من مكانها ومسكت كمه وبدأت تصك الكبك وهي تكمل : وكبكات , والله مانقدر , أحد قالك بتقابلها اليوم ولا لايكون متشخص إحتمال تشوفك من هنا ولا من هناك ..
                      مارد عليها واكتفى بابتسامة , قالت خلود : بنت سحر , فكي أخوك جبتي له الجنان ..
                      ضحكت وقالت : اش عليك هو مطنش ومبتسم ؟؟
                      وابتسمت وقالت بخبث : شكل الموضوع عاجبه ..
                      ضحك وقال : يعني سواء اعترضت ولا سكت برضك وراي وراي ..
                      وتحرك وهو يقول : عن إذنك أبوي , بأروح أشوف عمي أحمد يحتاج شي ولا لا ..
                      ضحك عبد الكريم لمن قالت سحر بتريقه : شوفي شوفي كيف يقولها ..
                      ومطت كلامها وهي تقلده :عمي أحمد ..
                      قال عبد الكريم : روح روح ياولدي لو بتراعيها مابتخرج , في امان الله , أنا أصلي الظهر مع أخوانك وألحقك ..
                      رافقته سحر إلين خرج من الجناح , ولمن دخل المصعد لوحت له مودعه , ابتسم وأشر لها تدخل , دخلت ورجعت لأبوها اللي جلست خلود جنبه وقالت لمن شافته يرفض القهوة اللي ناولتها له خلود : معلييييييييش يا خلود قهوتك مي زي قهوة أم خالد , حنون قهوتها غييييييييييييير , من صباح الله خير وأنا أحاول فيه وهو يقول مالي نفس ..
                      ضحك وقال : والله إنك سوسه , مو أنا أسافر من دون أمك ماصار لي شي ..
                      طالعت فيه وقالت بخبث : بس منت متعود تروح جوة السعودية وهي مهي معاك , أظن إنه لو خيروك كان طيرتني أنا وخلود للرياض وجبت أم العيال ..
                      ضحكت خلود من ضحك أبوها وقالت : بنت تحركي ودقي على العنود عشان تسألينها عن مكان الكوفيرة اللي قالت لك عليها ..
                      قطبت حواجبها وقالت : ويييي مايحتاج , اللي يسمعك يقول مانعرف جده نسيتي إننا كنا عايشين فيها ..
                      ضحكت خلود وقالت : يعني ما يتغير المكان يعني , لنا كم سنة وإحنا ناقلين الرياض ..
                      قالت سحر : هاهاها ضحكتاني وأنا ما أبغى أضحك , حبيبتي جدة هي جدة ماتغير فيها شي , زادت حفرها ومطباتها بس ..
                      تنهدت خلود وقالت : مع كذا حلوة , يامن يرجعنا لها ..
                      شهقت سحر وقالت باعتراض : لا حبيبتي العيشة في الرياض أحلى ..
                      قال أبوهم لمن حس ببداية دفاع عن المدينتين : كلها حلوة , يلا قوموا تجهزوا وشوفوا مرة أخوكم , الظهر أذن , بأروح أصلي وأشوف عمكم أحمد اش يحتاج ..



                      ********************************


                      ........................ يتبع ..

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...