رواية عندما عبروا حدود الظلام ...كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحلى من الحلا
    عضو فضي
    • Aug 2007
    • 539

    #71
    مساء , الساعة 8.30 بعد صلاة العشاء :
    بعد خروجهم من المستشفى :

    : اش به عمي أحمد مايحط عينه في عيني ؟؟ أحسه قاعد يتجنبني ..
    ابتسم عبد الكريم بتردد لعدنان وهو يتذكر كلام أحمد له , كان أحمد يقوله الموضوع وهو مستحي منه , قال : لأنه مو قادر يقول لك إنه ولد عم العنود عبد الإله متكلم عليها عن طريق الحريم وعمك ما كان عنده خبر لمن أعطاني موافقته على خطبتك ..
    سكت للحظة يبغى يستوعب الموضوع بعدين زفر براحة ودنق راسه ورجع رفعه و قال : قدر الله و ما شاء فعل , الله يقدم لهم اللي فيه الخير ..
    طالع فيه عبد الكريم بتردد وسأل : يعني خلاص ماتبغاها ؟؟..
    ابتسم عدنان وقال : الحكاية مو كذا , أنا أجلت الموضوع لأسباب و صليت استخارة والخيرة فيما اختاره الله ..
    ابتسم عبد الكريم وقال : ونعم بالله , الله يعوضك يا ولدي..
    وغير الموضوع اللي وجعه بسرعه وهو يكمل : المهم أبغاك تأكد حجزكم على بكرة بعد العصر للرياض وأنا خلاص أكدت حجزي ل سكوتهولم بعد الفجر إن شاء الله , عندي اجتماع طارئ ..
    وغمز له وهو يكمل : هذي فايدة بطاقة الفرسان , متى مابغيت تطير تطير ..
    ابتسم عدنان وقال : الله يسهل لك ..
    والتفت لماهر اللي قاعد يضرب الة العصير وهو يقول : يالحرامية طلعي العصير ولا رجعي ريالييييييييييي ..
    وسامر غارق ضحك وهو يقول : قلتلك ريالك مهترئ ومابتعترف به الالة ماسمعتني ..
    سحب الريال اللي في يده ودخله الالة , قال سامر : يالحرامييييييييييي ..
    وتحاربوا على ضغط الزر وضغطوه مع بعض , دنق ماهر وسحب العلبة وهو مبتسم بانتصار اختفى وهو يقول بقرف : وعععععععععع , حليب بالفراولة ..
    سحبه سامر وهو يقول : خخخخخخخخخخخخخخ , تستاهل , عشان تعرف السرقة حرام ..
    ودخل المصاصة وشرب العصير بتلذذ وهو يحرك حواجبه لماهر اللي قال وهو يكشر بوجهه : الله يقرفك ..
    : حمود ومحيميد ..
    التفتوا لأبوهم وتحركوا له , ابتسم سامر لأبوه وأخوه وقال : أنا نفسي أعرف ليش ماسميتنا حمود ومحيميد مادام تنادينا بها طول الوقت ..
    ذابت ابتسامة عدنان لمن شاف ماهر يلف بوجهه عنه وهو يتعداه , كان حاس بنفوره منه طول الوقت لكنه أقنع نفسه إنه يتوهم , لكن هالمرة كانت مؤكدة له إنه في شي في نفس ماهر عليه , خرج من شروده لمن حس بيد سامر على كتفه , التفت له وابتسم وهو يقول بهمس : البنت ولد عمها طلع متكلم عليها ..
    انشرق سامر من شهقته اللي دخلت شويه من العصير في مجرى نفسه , لف أبوه وقال : بسم الله ..
    لف ماهر اللي كان متقدمهم كلهم وقال وهو مكمل مشيه وحاط يدينه حولين فمه : أحسن ...
    ومن وسط كحكحته ضربه عدنان على ظهره ضربه خلته يلتفت له وهو يقول بعيون مدمعه : هديت عظامييييييييييي ..
    قهقه عدنان وقال : والله ضربتك بشويش ..
    حك ظهره وقال : ماشاء الله , ما أبغى أحسدك ..
    وكملوا مشيهم للسيارة المركونه في المواقف , طالع في عدنان وسأل بعد صمت : مين ؟؟
    ابتسم عدنان وقال : عبد الإله ..
    قطب سامر حواجبه وسأل : وطيب ؟؟..
    ضحك عدنان وقال : وطيب !! الزواج قسمة ونصيب ..
    وحط يده على كتفه وقال بتسلية : المهم رجعت الأعزب المثالي ..
    تأمل سامر عيونه وضحك وهو يقول : الله يقطع شرك , هذا اللي جا في بالك ..
    كان فعلا يحس براحة عجيبة إن الموضوع انتهى , أخيرا خرجت العنود من حياته ومن حياة أخوه , أخيرا بيرجع لاستقراره النفسي اللي فقده لفترة طويلة ..



    ***********************


    يوم الاثنين 14 / 6 / 1427 ه :
    الساعة 1 ظهرا :
    فيلا أحمد :

    لأول مرة في حياتها تحس بحرارة في جسمها كله من كثر الخجل , رصت يدينها المرتجفة على الصينية ودخلت المجلس وهي تقول بمرح : السلام عليكم ..
    وأول ماوقع بصرها على حنان رجع قلبها يخفق بقوة , حطت الصينية ومسكت الثلاجة وصبت القهوة وناولتها لأمها بصمت , باشرت على كل الموجودين وجلست جنب سحر بهدوء , قالت أزهار : خير عنيدي , اش عندك مؤدبة ؟؟
    لفت عليها بارتباك وقالت وهي تشوف نظرات سحر : ها , ولا شي , يعني اش تبغيني أسوي , أتحزم وأرقص ..
    ضحكت سحر وقالت : لا بس هادية بزيادة , مو على طبيعتك ..
    بان الإرتباك في صوتها وهي تقول : مين قال ؟؟ أنا زي ما أنا ..
    الكل لاحظ هدوءها , كانت غارقة في أفكارها و هي مهي عارفة كيف تتصرف قدامهم من بعد ماقرأت الرسالة وكانت ذاكرها غصب عنها تسترجع نظرة عدنان الأخيرة لها وتحاول تلقى أسباب بها وأسباب بسفرهم المفاجئ الغير متوقع , سحر حست بها عشان كذا جلست تهرجها عن أشياء مختلفة وهي تتبادل الاراء مع أزهار ..
    : maaaaaaaaaam wher are you ??
    ضحكوا كلهم لمن لفت سلافة بوزها وهي تكش بيدينها علامة القرف ورجعت تمسح شعر مومو وهي تقلده بتريقة , قالت سحر : أختي ماتكره لكنها لا كرهت الله يعيييييييييين اللي تكرهه ..
    جاتهم هدى وأشرت للبنات يقومون يفرشون السفر عشان الغدا , قامت سحر معاهم رغم رجاء هدى لها إنها ترتاح , أشرفوا على فرش سفر الرجال وسفر الحريم , أبوها ذبح ذبيحة لعدنان وأخوانه قبل سفرهم ..
    وبعد الغدا بشوية نادى عليهم أحمد وخبرهم إنهم يخرجون , وقفت أزهار جنب العنود وقالت لسحر بمحبة : إن شاء الله أتعرف عليك أكثر في المرات الجاية , مشكورة على الهدية الحلوة , ماششاء الله تجنن , حطيتها على طاولة الاستقبال , تسلم يدك ..
    ضحكت سحر بحرج وقالت : الله يسلمك , والله كان ودي أتعرف عليك أكثر رغم إني أحس إني أعرفك من زمان من كثر ماتتكلم عنك العنود ..
    ضحكت أزهار وقالت : أحرجتيني ..
    ولفت على العنود وسلمت على خدها وهي تقول : شكرا ياعسل ..
    لفت العنود وجهها وأشرت على خدها الثاني , باستها أزهار , مدت يدها وهي تأشر عليها , ضربتها أزهار ضحكت سحر وقالت : تراها ماتنعطى وجه ..
    هزت أزهار راسها مؤيدة , شهقت عنود وقالت : تراب فيك وفيها ..
    ضربتها أزهار باستنكار وقالت سحر : عادي , عادي متعودة دايما ..
    جاتهم الهنوف اللي ودعت سلافة وسلمت على سحر وودعتها معاهم ..
    زفرت العنود وقالت : يا خسارة , كان ودنا يجلسون أكثر ..
    ابتسمت أزهار وقالت : إن شاء الله الجايات أكثر ..
    لفت شهقت لمن شافت عبد الرزاق في وجهها , تخبت ورى العنود اللي قالت : هييييييييييييييي , على وين يابن الناس ؟؟ ناسي حرمة أخوك ..
    رجع على ورى في نفس اللحظة اللي جا أبوه وجاسم , ابتسم وقال : نسيت إنه عندنا فرد جديد في العايلة ..
    فرصع جاسم عيونه وقال بصدمة : شفت حرمتييييييييي ؟؟
    وضربه بخفة وهو يقول : الناس تحمحم لمن تدخل , من دحين ورايح لازم تعلن عن دخولك ..
    قال عبد الرزاق وهو يطلع جواله اللي يدق : مو مهم كلها tow monthوراجع فرنسا ..
    زفر أبوه وقال وهو يدخل الفيلا : ما أدري متى تخلص من هالدراسة وتريحنا ؟؟ على كيفه إجازاته , ساعات يغيب شهور ومايطل حتى يوم وساعات يقعد بالشهور ..
    صك عبد الرزاق الجوال وهو يشتم شتائم قذرة بالإنجليزي قبل مايقول : واحد غلطان ويسب ويقفل الخط , طول عمرهم الناس هنا همج , لا يمكن يتطورون ..
    بعدين أشر على أبوه وهو يقول : مافهمت قصده , هو فرحان بقعدتي ولا متضايق ..
    ضحك جاسم ودخل الفيلا مع أخوه لمن جاتهم الجوهر وقالت لهم الدرب سالك وهو يقول بتريقة : خلينا التطور للفرنسيين حقينك يالمتطور ..
    ومد يده ولمس الكريستاله وقال : ياولد , ترى هالتعليقة تعليقة بنات ..
    ابتسم عبد الرزاق وقال : هذي تذكار لي في فرنسا ..
    رفع جاسم حاجبه وقال : تذكار من مين ؟؟
    ضحك عبد الرزاق وقال : secreat ...
    ولمن شاف البندري جالسة في الصالة مع أبوها وأمها والجوهرة , جمدت ملامحه وتحرك لغرفته وهو يقول بغيض : ال **** هذي في , ماأقعد في نفس المكان اللي هي فيه ..
    تبعه جاسم عشان يناقشه المناقشة الطويلة اللي كان وده يناقشها فيه من يوم قرأ رسالته اللي كانت ومازالت صاعقة نزلت على راسه , لكنها صاعقة أنقذتهم ..


    *************************


    المساء , في فيلا صالح :

    مد يده وقبض على ذراعها بكل قوته ولفها وهو يقول بعصبية : تكلميييييييييي ..
    لفت وجهها وقالت بتهرب : خلاص انتهى الموضوع , رفضتك و ما قالت لي السبب ..
    هزها وهو يقول : كذابة , بتقولين لي ليش رفضتني العنود ولا لا ..
    قالت وهي خايفة من عصبيته الغريبة : عبد الإله حرام عليك لك ساعة مصدع لي راسي بهالسؤال , والله مو ساعة , من أمس , قلت لك رفضتك وانتهينا ..
    فلتها وقال : والله ثم والله لو ما قلتيلي السبب لا أروح لعمي وأخلي يجوزني إياها غصب ..
    انفجرت بعصبية : ما تبغاك وانتهينا ..
    : ريييييييييييييييييييييييييييييم ..
    كانت حاسة بقهره و ألمه وحيرته من رفض العنود وصدمته قدام عمها لمن قالت بصريح العبارة : إيوه .... كلمت العنود لكنها رفضت ...
    حتى عمها أحمد انصدم برفض العنود وقال لعبد الإله إنه بيشوف الموضوع بنفسه لكن عبد الإله حلف على عمه ما يكلم العنود بعد رفضها , طالعت فيه بهدوء وبادلها نظرات متوسلة إنها تقوله السبب اللي هو متأكد إنها تعرفه , زفرت وهمست : سامحني , والله ما أقدر أقول ..
    حك حاجبه وسكت طويل بعدين قال بتفكير : يكون كلمتها أخت عدنان قبل وهي تبغى عدنان عشان كذا رفضتني ...
    هزت ريم راسها وقالت : والله مو عشان كذا ..
    قال برجاء : ريم ريحيني , تراني تعبت من كثر التفكير , اش ناقصني عشان ترفضني ..
    وعدد على أصابيعه : ولد عمها عارفتني وعارفها وعارفة أهلي كللللللهم , وظيفة وعندي , أخاف ربي وأحافظ على صلواتي الحمد لله , ما أدخن , و ما تقولين قبيح عشان ترفضني عشان شكلي , اش السبب في رفضها ؟؟
    زفرت وهي تفكر بعمق بعدين قالت : إذا قلت لك السبب ماعاد تصدع راسي بالموضوع وتحلف بالله ماتعلم أحد ولا تسألني أي سؤال ثاني ..
    هز راسه بإيوه , قالت بحزم : إحلف ..
    قال وهو يسحب نفس ويطلعه بضيق : والله ..
    ترددت طويييييييييل بعدين همست : عشان في وحده ثانيه تحبك ..
    هو ما كان متخيل في باله سبب لكن هالسبب صدمه بشدة , طالع فيها بعيون متسعة وقال وهو يأشر على نفسه : وحده ثانية تحبني ..
    هزت راسها فصرخ بغيض : وعادي تقولينها ...
    انتفضت وقالت : إنت اللي ....
    قال بعصبية : كلمة الحب عندكم لعبة , خذني جيتك , يلا أبغى أحب فلان ولا لا أحسن أحب فلان ..
    فتحت فمها تبغى تهديه وهي مصدومة من عصبيته لكنه صرخ : وحضرتها الأفندية اللي تحبني حبتني على أي أساس , لا والشي اللي يقهر الثانية تطاوعها وترفضني عشان هالسبب ..
    زفر ودق راسه بيده وهو يقول : صدق لا قالوا ناقصات عقل ..
    وتحرك خارج من غرفتها وهو يقول بتوعد : شغلكم عندي إنت والفدائية الثانية .. شهقت بخوف وجريت له ومسكته من ذراعه وهي تقول : عبود استنى ..
    سحب ذراعه وصرخ : سيبينييييييييييييييييييييي ..
    ورماها بنظرات حاده وهو يقول : أنا أعرف شغلي مع العنود زين ...
    وخرج وطبق باب الغرفة بكل قوته , حطت يدها على فمها وهي تصرخ بداخلها ~ ياربي أنا اش سويييييييييييت ؟؟ ياربي أتوسلك تجيب العواقب سليمة , عنوووووووووود سامحينييييييييييييييييييييي ~



    ***********************

    يوم الأربعاء 16 / 6 / 1427 ه :
    الظهر في بيت الجده :


    : ما أبغى أناقش هالموضوع خلاص ..
    : بالطيب بالغصب بتاخذين عبد الإله ..
    فتحت العنود عيونها على اتساعها وهي تقول : مجنووووووووووووووونة , والله شوفيني حلفت ما اخذه لو يقولون لي مسألة حياة أو موت , وأصلا قلت لريم قوليله لا يتقدم لأني رافضته ..
    شهقت وصرخت باستنكار : لييييييييييييييييييييييييه ؟؟
    تأملتها العنود بصمت وبعدين ابتسمت وحطت يدها على كتفها وهي تقول : سفسف قلبي , رفضته وخلاص , انتي ليش زعلانه وإلا تبغيني اخذه ؟؟ ..
    قالت سفانه وهي تداري دموعها اللي ما تحب تنزلها قدام أحد : لأنك متأكدة إنك رفضتيه عشاني , تراني قلت لك ..
    ابتسمت العنود وقالت تقاطعها : شوفي استخرت ودعيت في السجود و دعييييييييت من قلبي في الروضة إن الله يقدم اللي فيه الخير لي ولك في موضوع عبد الإله وأنا مؤمنه إنه ربي ما بيرد يديني صفر , حبيبتي انتي مو قلتي الموضوع قسمة ونصييييييييييب , خلاص , ترى مكتوب من كنا في بطون أمهاتنا كل شي , يعني يمكن أتزوجه ويمكن أصير عانس على قولة جوهرة , اش دراك ؟؟ ..
    زفرت وقالت : والله ماأدري عنك , تراني ما أحبه , مافي شي اسمه حب و ..
    لفت عليها العنود وقاطعتها وهي تضغط بإبهامها موضع قلب سفانه : اللي هنا قلب , يعني لازم في شي اسمه حب , لازم في مشاعر إحنا محنا الات والحب مو حرام ..
    وكملت تأكد : الحب الحلال طبعا هو اللي مو حرام , انتي ما فسقتي يوم حسيتي بمشاعر لعبد الإله , يعني إنت ساكته وكاتمه هالموضوع بداخلك , ماحبيتيه عشان وسامته , ما حاولت تلمحين له ولا تلينين القول معاه ولا سبلت عيونك له ولا أغريتيه بشي وما فكرت توصلين له بطريق حرام ولا ارتكبت أي حرام وعللتيه باسم الحب , بالعكس إنت مستعدة تتجاهلين مشاعرك إذا في هذا راحته , بعدين إذا تزوج غيرك مابتنوحين عليه , ووإذا تقدم لك واحد طيب غيره أنا متأكدة مليوووون إنك مابترفضينه باسم الحب , يعني هالمشاعر مي حرام ولا تقعدين تقولين لي مافي شي اسمه حب ..
    وابتسمت لمن شافت وجه سفانة المتلون من الخجل وهي تتشاغل بترتيب الزينة اللي اشتروها عشان يركبونها في المجلس , حطت يدها على كتفها وقالت : سفانة أنا عارفة مشاعرك , والله حاسة بها , إحنا نمر أحيانا بهالتفاكير الغريبة , وصدقيني بتضحكين عليها يوم ..
    لمعت عيون سفانة بالدموع وهي ترتب الصحون البلاستيكية وهي تهمس : أحس نفسي سخيفة ..
    لفت العنود يدينها حولين بطنها وضمتها من ورى وسندت راسها بين أكتافها وهي تهمس : والله لو شفت واحد خلوق وحبوب واقف مع أبويه المسجون وأخويه الوحيد ويروح و يجي وهو يخدمنا بعيونه ويعامل أمي أحسن من معاملته لأمه بأحس نحوه بشي , كيف وهو ولد خالي وأقرب الناس لي ..
    غطت سفانة وجهها وهمست بصوت مخنوق : عنود الله يخليك لا ترفضينه , هو يبغاك انت ..
    غمضت العنود عيونها وهي تتذكر كلام ريم الجارح ذاك اليوم و همست : وأنا ما أبغاه ورفضته خلاص ..
    وبعدت عنها ولفتها وقالت وهي تبعد يدينها : أقولك شي ما تعلمين عليه أحد ..
    ومسحت دموع سفانة وهي تهمس : ماني متأكدة بس أظن أظظنننننننن إنه عدنان بيتقدم لي ..
    صرخت سفانة بصدمة : كذابة ..
    سكتتها العنود وهي تضحك و تقول : قلتلك أظن , ماني متأكدة خصوصا بعد سفرهم ما أدري اش الموضوع اللي صار بالضبط ..
    شهقت وسألت بلهفة : وانت اش شعورك ؟؟ قصدي اش بيكون ردك ؟؟
    ابتسمت العنود وقالت بتأكيد : ودي عايزه كلام , أكيد موافقة ..
    صرخت سفانة وضربتها وهي تقول : ياقليلة الأدببببببببببببب , حطي نفسك خجلانه شوي ..
    دخلت الهنوف وريم وهم يسألون : وينكم ؟؟
    وسحبت الهنوف الزينة اللي على الطاولة وهي تقول : صدق ماعندكم إحساس ..
    تأملت ريم نظراتهم المتبادلة وحست بقلبها بنعصر بداخلها على اللي صار قبل ساعات , شالت الصحون والكاسات وهي تقول بسرة عشان تلهي نفسها عن أفكارها : عمي جلال يقول ساعة ويخرجون من المستشفى , بسرعة لازم نخلص ..
    شالت العنود صحون المعجنات وقالت بطفش : انشغلنا بالهرج , وي ..
    وخرجت بعد ماغمزت لسفانة اللي كانت تأشر لها إنها ما تخرج عشان تسألها عن الموضوع ...
    كانوا في حالة استنفار ناس راكبة على السلالم وتعلق الزينة وناس ترص الطاولات وتفرش السفر عليها وناس تنفخ بالونات , حطت الصحون وصرخت في ريناد اللي تجري ووراها جاسم وهم يطيرون البالونات المنفخة : بنت , ولد يلا اطلعوا من هنا بسرعة ..
    ومسكتهم من أكتافهم وجرجرتهم وطردتهم برى المجلس وهي تقول : والله لو عتبتم العتبة ماأدخلكم الحفلة , يلا برا ..
    قالت الجوهر بغيض : خليهم , واش بيسون لك , قاعدين على راسك ..
    قالت وهي ترجع عشان ترتب الأكل على الطاولة : مسوين إزعاج , وتعرفيني أنا ديني ودين البزران اللي يجرون في كل مكان ..
    جابت ريم الطراطيع الكبيرة وقالت : ترانا ماشترينا إلا 3 هي اللي بقيت ..
    سحبت العنود اثنين منها وقالت : وحده لي ووحده لسفانة , سفسف ..
    ورمتها لسفانة اللي تلقتها وهي تقول : شكريا ..
    حست ريم بكل شي يدور بين العنود وسفانه يزيد عمق ألمها لأول مرة تلاحظ الترابط الشديد بين الثنتين , اعترضوا سمية والخنساء اللي قاعدين وسط بالونات كثيرة تعبوا من كثر ماينفخونها و قالت الهنوف اللي تناول اللصق لسمية اللي قاعده تلصق الزينة على الجدر : اش تبغون فيها ؟؟ قلبي يوقف قبل ما أقدر أطرطع وحده فيهم ..
    قالت ريم وهي تناول لهم الصغار : فيه صغيره , خذوا , بندر ..
    ورمت وحده للبندري اللي جالسة تلصق البالونات اللي ينفخونها على الجدر بعد ماتشكلها 3 بالونات مع بعض , ابتسمت البندري وقالت وهي ترجع ترميها لها : ما أحبها ..
    ولمن جات عينها على عهود اللي داخلة المجلس وهي شايلة أكياس العصيرات قطبت حواجبها ولفت وجهها بسرعة وهي تشغل نفسها بالبالونات , كانت تلومها بداخلها على اللي صار زي ما تلوم نفسها وتلوم عبد الرحمن , عبد الرحمن اللي من تضارب مع أبوه اختفى وما اتصل على أحد ولا فكر يتطمن على أبوه المريض , ~ أنا كيف انعميت وانخدعت به ؟؟ بكلامه المعسول و نظراته الرقيقة ورسايله الرومانسية , ما هو كل واحد كان ممكن يكذب عليه ويحلف إنه أنا الوحيدة اللي ملكت عليه قلبه , وإنه لمن يسمع صوتي يحس الدنيا ملكه وإنه مايقدر ينام لو ماسمعه وإنه يفكر في طول الوقت وإنه يشتاق لي وإنه وإنه وإنه , يمكن أنا صدقته لأنه ولد عمي , بندري لا تدورين لنفسك الأعذار , كان عندك عقل تفكرين به , منتي صغيرة عشان تقولين ضحك علي ذاك الوقت , الله يسامحك يا عهود ما كنت أفكر في الحب و خرابيطه قبل ما كنت تحكيني عن الشباب اللي تكلمينهم وقبل ما توريني الهدايا اللي يحطونها لك في المحلات عشان تاخذينها , يعني أنا كنت محتاجه كلمات الحب والنظرات المحمومة وعطر وساعة و سلسلة و دبدوب عشان أعرف إني إنسانه ممكن أنحب , كان ممكن أخاف ربي وأحترم نفسي وأقدر أهلي وأستنى ولد الحلال اللي بيسوي لي كل هالأشياء , ليش رميت نفسي هالرمية , ليييييييييييييييييش ؟؟ مستحيل أحس بطعم الحب الحقيقي , مستحيل أعيش مشاعري براحة وأمان بعد اللي صار , السعادة الوهمية اللي حسبت نفسي حصلت عليها لشهور معدوده خربت علي سعادة حياتي كلها وفوقها ........... ~ حست بدموعها تنهمر وهي تفكر بعقابها في الاخرة , ~ اخرتي , أنا زانية , زانية , رحمتك يارب , رحمتك يارب ~ مسحت دموعها بسرعة ومسكت بالونات مختلفة الألوان وربطتها مع بعض وحطت لها لصق ولصقتها في الجدر ..
    : والله ما تاكلين يالسعلية ..
    : باأكلها ..
    التفتت وشهقت لمن شافت العنود هاجمة على يد سفانة اللي سحبت منها ورق العنب اللي سرقته من الصحن , صرخت سفانة وضربت العنود ودفتها ورصت اصباعها هي تقول : يالخبلة عضيتي اصباعييييييييييييييييييييييييي ..
    مضغت العنود ورق العنب وقالت بتريقة : أشوف ورق العنب زايد حلاه , هاتي أشوفه ..
    رمتها سفانة بالخدادية وهي تقول : انقلعي , مابترقعينها يالهبلة ..
    وهفهفت اصباعها ورصت عليه وهي تقول : والله عوتيني , حشى هذي كلابات مهي أسنان ..
    شهقت العنود وصرخت : سمي بالله , قولي ماشاء الله ..
    رفعت حاجبها بعناد وهي تقول : ماني قايلتها ..
    جريت لها وهي تقول : تقولينا يالدب ..
    صرخت سفانة وجريت وهي تقول : احلمييييييييييييييييييييي ..
    ضحكت وهي تشوفهم يطاردون ورى بعض حولين الطاولة زي البزران , وعزمت بداخلها إنها تصير أقوى , هي صح غلطت وجالسة تدفع الثمن ويمكن تدفعه إلى اخر يوم في عمرها لكن هذا كله ما يهمها , المهم إنها تكون عند ربها تابت توبة نصوحة , قررت داخلها أخيرا إنها تمحي البندري القديمة , الحالمة اللي حاطة راسها في الأنترنت وحابسة نفسها عن العالم وعايشة في عالمها الخاص , قررت تخرج من قوقعتها اللي بنتها حول نفسها وتبعت في ظلماتها هوى نفسها والشيطان , الحياة ما وجدت للعب والحب وملأ الفراغ بأشياء تافهة ..
    الموضة والمجلات وأخبار الممثلين والممثلات وفضائحهم , الكمبيوتر والمنتديات والشات وغيرها مهي الشيء اللي بيوصلها للجنة , مهي الشي اللي بيخليها تفتخر والرسول يناديها يوم القيامة أمتي أمتي , كانت تحمد ربها وتشكره اللي ماماتت ذاك اليوم وشالها عبد الرزاق للمستشفى , كان راحت لربها بصلاة متهاونة فيها وبذنوب كالجبال , نزلت عن الكنبة اللي كانت فوقها عشان تعلق البالونات وبعدت بسرعة عن سفانة المنطلقة ووراها العنود , قالت بحزم : هي إنت وهي بلا بزرنه زايده ..
    اختلطت كلامها بصوت حمده اللي جات تمشي ببطء وهي تتمايل وتستند على عكازها وهي تقول : الله لا يكثركم قولوا امين , قاعدين تتطاردون زي المهابيل , اللي زيكم خلفوا 3 عيال وانتم قاعدين تتجارون يالمهبل إي والله يالمهبل ..
    شهقت العنود وقالت وهي تفرد يدينها : أم صالح , وحشتيني ..
    وتفادت ضربة عصا جدتها اللي لوحت بها وهي تقول بعصبية : انقلعي عني , ما خبل بالبنات غيرك , متى تعقلين أبغى أفهم ؟؟ متى تعقلين ؟؟ ..
    ضمت حمده غصب عنها وهي تقول : لمن يطلع للحمار قروووووون ..
    قالت بعصبية وهي تبعدها عنها : والله لو طلع للحمار قرون ماعقلتي , قومي عن بس , قومييييييييييي ..
    ضحكت مع الكل وهي تشوف مناوشات العنود المعتادة مع جدتها ..



    ***********************


    بعد صلاة العصر في الرياض :

    وقف سيارته عند باب الفيلا ونزل , عدل قميصه المقلم اللي لابسه فوق فنيلة قطنية على البنطلون الجينز وتحرك للفيلا , وقبل مايدق الجرس وقفت سيارة عمه ونزلت منها , أول ماشاف ساقها اللي انزاحت عنها العباية وكشفت عن بياض بشرتها واللي زاد جمالها الصندل الأسود , بعد بصره بسرعة ورجع التفت لمن ميز صوتها وهي تقول للسواق : روح بقالة وجيب هذا مقاضي ..
    حس بفوران دمه , أول ما التفتت شهقت وهي تقول : ماهر ..
    طالع فيها بحدة وقال بصوت بارد : مساء النور ست أروج , تفضلي قبلي ..
    أول مافتحت باب الخارجي بمفتاحها ودخلت , تحركت للفيلا مسكها من معصمها وقال بعصبية : كم مرة قلتلك مافي ركوب مع السواق لوحدك ؟؟
    لفت عليه وقالت بعصبية : جيت من بيت جده , تغديت عندها وجيت , مشوار خمس دقايق ..
    قال ببرود وهو يرص معصمها : خلوة , هذا يعتبر خلوة , حتى لو دقيقة تعتبر خلوة ..
    سحبت يدها اللي وجعتها وهي تقول : يعني ماتثق فيني ؟؟ بأخونك مع سواق ؟؟
    صرخ فيها : غبية ولا تتغابيييييييييييين , الخلوة خلوة , السواق مو رجال , ماخلى رجل بإمرأة إلا والشيطان ثالثهما ...
    قالت ودموعها تتجمع في عيونها الواسعة الكحيلة : يعني تسافر هذي المدة كلها وتجي عشان تهاوشني وتحاسبني ؟؟
    زفر وقال : لا تغيرين الموضوع , أنا جاي وأنا مشتاق لك وودي أرتاح وأفضفض لك وأتفاجأ إنك منتي مهتمة ولا بشي طلبته منك ..
    وأشر على عبايتها اللي على الكتف وطرحتها اللي على شكل رمية ملكي وقال : ماقلتلك لا أشوف هالعباية مرة ثانية , ترى أنا لمن أشوف وحده في السوق بهالشكل أقول عليها صايعة ..
    وكمل وهو يأشر على رجولها : و كم مرة قلتلك إلبسي شراب أسود ؟؟ لمن خرجتي شفت ساقك كلها ..
    قالت وهي تنزع طرحتها بضيق : ما أعرف أتحرك بعباية الراس و ما أحب ألبس الشراب الأسود , مشوار , بعدين أنا رايحة بيت جدتي ليش ألبسه ..
    تناثر شعرها المقصص على شكل شلال أسود فاحم تتخلله خصلات نارية زادتها جمال , قال بحزم وهو يتجاهل ضربات قلبه اللي خبرته مقدار اشتياقه لها : سحر وسلافة يلبسونه لو المشوار دقايق وماشفتهم يتذمرون زيك , بعدين إلبسي أي شراب مو شرط أسود أهم شي يسترك ..
    لفت بوزها وقالت وهي تعقد يدينها قدام صدرها : سحر وسلافة , سحر وسلافة , تراك بهذلتني تتكلم عنهم كإنهم قديسات ..
    رماها بنظرات حاده وهو يقول بتحذير : أريج ..
    رجعت الدموع لعيونها وهي تقول : حرام عليك تسوي فيني كذا وأنا اللي من أمس وأنا أترجاك تجي تزورني , لو دريت إنك بتقعد تخاصمني بهالشكل كان ماترجيتك ..
    كانت دايما تستخدم معاه هالطريقة لأنها تعرف إنه مايقدر على دموعها , دعس على قلبه وقال بحزم : وهذاني جيت ويكون في علمك أنا اللي أقول ياليتني ماجيت ..
    وتحرك خارج , ضربت الأرض برجلها وقالت بعصبية : والله كله من أهلك أنا عارفة إنهم يحرشونك عليه , أصلا من يومهم ماكانوا يبغوني ..
    لف عليها وقال بصدمة : نعم , اش قلتي ؟؟
    قالت بعناد : اللي سمعته , إنت قاعد تسمع لتحريشهم وتجي تتهاوش معايا ..
    طالع فيها ببرود وقال : مين فينا اللي يسمع التحريش ؟؟ هذا مو كلامك يا هانم , هذا كلام جديد أول مرة أسمعه ..
    لفت وجهها وقالت ببرود : جديد ولا مو جديد , هذي الحقيقة , إنت من تسمع كلمة من أحد تروح تطبقها علي , إنت لمن أخذتني كنت عارف إني بهالشكل , ليش جاي دحين تبغى تغيرني ..
    انفتح باب الفيلا وخرج منه صقر اللي تصنم متفاجئ من وجودهم , الأصوات لفتته لكن ماتوقعها منهم , نزل الدرجات البسيطة وقال بابتسامة : هلا والله , تو مانور البيت ..
    وتوقف لمن حس بتكهرب الجو , سأل : اش فيه ؟؟
    قالت أريج : شوف ما...
    قاطعها ماهر بحزم : لا تدخلين أحد بيننا ..
    قالت بعصبية : إلا , هذا أخوية , لازم يعرف الحصار اللي قاعد تسوي عليه , لا تسوين وسوي وافعلي ولا تفعلين ..
    قال صقر بتحذير : أريج رخي صوتك واحترمي نفسك وانتي تكلمين زوجك ..
    قالت بعناد : هذا زوووج , جاي بعد هالمدة كلها وقاعد يهاوشني عشان شراب وما أدري ايش , ما صارت ملكة , البنات متهنيات وأنا ..
    قال ماهر بحزم وهو يحاول قد مايقدر يهدي فوران دمه اللي وصل لأقصى حد : أريج خلاص , قلتلك لا تدخلين أحد بيننا ..
    كملت بعصبية : لا لازم أتكلم , ذيك المرة قفلت السماعة في وجهي وخاصمتني أسبوع عشان أخوك , يعني ذنبي إني خايفه عليك تلحقه وتصير مدمن ..
    صرخ صقر باستنكار : بنت ...
    اختلطت صرخته المستنكرة بماهر اللي صرخ وهو يحس بوجع قلبه يزيد : انتي طالق ..
    صرخت بصدمة والتفت له صقر وهو يقول بصدمة : ماهر تعوذ من إبليس ..
    رماها بنظرات كره وهو يقول بعصبية : استحملت منك كثيييييييييير وسكت لأني أحبك , أخذتك وأنا عارف عيوبك لأني كان عندي أمل ينصلح حالك , حاربت الكلللللللللللل وأخذتك , اللي يحب يتغير عشان الإنسان اللي يحبه , حاولت فيك بشتى الطرق لكنك ماتفهميييييييييين , وسامر ...
    وسحب نفس يهدي أعصابه عشان مايضربها وصرخ بقهر : قلتلك لاعاد تجيبين طاريه على لسانك ..
    وضرب صدره وهو يقول : قلتلك إذا تحبيني من قلب تحبين توأمي ..
    مسك صقر ذراعه وهو يقول : ماهر ..
    سحب ماهر ذراعه ورمى الكيس اللي كان في يده على الأرض وخرج من الفيلا وهو يصك الباب بقووووووة ..
    سمع صقر صوت إنسحاق الحصى تحت كفر السيارة اللي انطلقت بقوة , التفت لأريج الواقفة بصدمة وهمس : اش سويتي ؟؟ قلتلك مليووووووون مرة لا تسمعين لتحريش أمي , لا تسمعيييييييييييين ..
    غطت وجهها وانهارت على الأرض تصيح , مسح صقر وجهه وهو يحاول يستوعب اللي صار قبل شوية , ماكان متخيل إنه ماهر اللي يموت على أريج يطلقها بهالسهولة , صح اللي اقلته كبير وهو مايعرف اللي كان بينهم قبل , لكن ماهر أعقل من إنه يطلقها في لحظة غضب ..



    *****************************


    جدة , بعد صلاة العصر بوقت :
    في حوش البيت :

    مسك أحمد يد صالح وقال : ترى البنات مسويات مفاجأة مهم راضين يقولون لك وأنا قلت أقولك عشان ما تنفجع ..
    ضحك جلال وقال : ما فينا ترجع للمستشفى ثاني ..
    ابتسم صالح ودخل , أشرت لهم الهنوف وهي واقفة عند مفاتيح النور , همست ريم للعنود : مو تحطينها في عين أبوية زي ذيك المرة مع سفانه في حفلتها ..
    لفت العنود بوزها وضربتها بالإسطوانة الكرتونية وهي تقول : شششششششش ...
    كان الممر شبه مظلم , ضغط أحمد يد أخوه ينبهه في نفس اللحظة اللي انفتحت الأنوار مع صوت طراطيع ناثرت شرايط ملونه فوقهم , انتفض جلال بفجعة خلت الكل يقهقه من قلب على نفضته , قال بعصبية : ليه ماقلتولي فيه طراطيع ؟؟
    تقدمت أسماء معاها باقة ورد كبيرة , سلمت على يد صالح و راسه وهي تقول : حمد لله على السلامة خالو ..
    شكرها ولف بصره عالكل وتقدم منها , كانت جالسة في طرف المجلس وهي مغطية وجهها بمسفعها , حط الباقة جنبها وحضنها بصمت , ضمته وهي تقول بصوت مخنوق من كثر البكى : يا حبيبي يا ولدي , الحمد لله على سلامتك ياصالح , يعل عيني ماتبكيك ..
    بدأت دموع البنات تنزل بلا مقدمات , قالت سفانه وهي تمسح دموعها وتتلفت : منديل , منديل ..
    وضحكت لمن شافتهم كلهم حايسين في دموعهم ويدورون على شي يمسحون به دموعهم , قالت وهي تضحك : يا مخص الدموع الزايدة , هو وحاضن أمه إحنا ليش نصيح ؟؟
    مسحوا دموعهم وكل وحده فيهم تضحك على شكل الثانية ,
    جلس صالح على جنب أمه على الكنبه اللي تكفي ثلاثة أفراد وجوا البنات بالتناوب يسلمون عليه وهم يتحمدون له بالسلامة , حضنته ريم وفتحت مناحة جديدة وبعد ما هديت جلست على يد الكنبه جنبه وهي حاطه يدها على كتفه بمحبة , عهود كانت أهدأ سلمت عليه وهي تتحمد له وراحت لمكانها , ولمن وصلت العنود جلست على الكنبه بينهم وضمته وهي تقول : حمد لله على السلامة يا أحلى عم في الدنيا ..
    ضربها جلال وشدها مع شعرها يقومها وهو يقول : أصلا إنت ماعندك غير عمين , اش قصدك ؟؟
    تأوهت بوجع وهي تقول : اي فكني والله شعري يعورني , اي اي ..
    فلت شعرها , طالعت فيه وقالت : ما قلت غير الحقيقة , عمي صالح أح....
    وشردت لمن تقدم منها جلال يهوبها , زفر أحمد وقال : أموت وأعرف متى بتعقل هالبنت ..
    تقدمت البندري بتردد لعمها , خفض بصره عنها ومد يده بصمت عشان ماأحد يحس بالموضوع , دنقت عليه وسلمت على راسه ويده ولمن رفعت نظرها لوجهه وشافته مايطالع فيها حضنته وهي تصييييييح بشكل فاجأ الكل وخلاهم يبكون مرة ثانية , تقطع قلبه على بنت أخوه وحط يده على راسها بصمت , صح شفقان عليها لكنه ما قدر , ما قدر يسامحها بداخله على اللي سوته , قومها أحمد وجلسها بعيد عنهم وهو يمسح على شعرها يهديها وجلست العنود وسفانه حولينها يسكتونها , دقايق وقوموا عمهم عشان يقطع الكيك , ابتسم وهو يشوف صورته على الكيكة ومكتوب تحتها ( الحمد لله على السلامة ...... بناتك , هنوفه , سفسف , عنيدي , بندر ) ..
    قالت ريم بحماس : هذي هدية خاصة منهم ..
    قالت حمده بضيق : قلتلهم لا تحطون صورته ما سمعوا , مو زين يقطع صورته , تفاولون على ولدي ...
    ضحكت خولة وقالت : جده ما فيها شي , يعني لو قطع صورته بيصير شي ..
    هزت يدها بضيق وضح لهم إن الموضوع مو عاجبها نهائيا , سمى صالح وقطع الكيكة والبنات يصفقون ويصرخون بحماس , قالت حمده : بسسسس , صمخ ..
    قالت العنود بهمس وهي تمسك صحكنها وتحط فيه من الأكل : أي صمخ , دحين يجيك الصمخ زين يا جده ..
    وطالعت في الإستريو اللي نقلوه للمجلس عشان يرقصون عليه بعد الحفلة وحركت حواجبها , ضحكت سفانة وقالت وهي تحط من كيك الفراولة اللي تعشقه : الله يقطع شرك لا تسمعك تتوعدينها والله تلعن سابع جدودك ..
    صار الجو رجة وناس واقفة حولين الطاولة وناس جالسة على الكنب وناس على الأرض , حتى سارة بنت خولة وريناد بنت الجوهرة مسوين حلقه مع حمزة وعلي وجاسم أولاد جلال و معاهم صحونهم وكاسات العصير ..
    دخل سالم ووقف عند عتبة المجلس مستحي وهو يقول : أمي العيال يقولون وين أكلهم ..
    لفت عليه خولة وقالت وهي تصب كاسات العصير : دقيقة , دحين أعطيك الصحون ..
    قال جلال وهو يأشر عليه : هي إنت متى تغطي ؟؟ خلاص طقيت ال 15 ..
    استحى سالم ولف وجهه عنه , شهقت العنود وهي تقول : إلا سويلم ما نستغني عنه ..
    وافقتها ريم وقالت وهي تحرك شوكتها : لا , وين بدري ؟؟ حرام عليكم تغطونه عني أموت ..
    طالعت فيها حمده بحدة وقالت : إنت اسكتي يا الوصخة , حسان بالقوة خليناك تغطين عنه ..
    قالت خوله باستنكار : ويييييييييين غطت عنه , هو صار يغطي عنها ويتجنبها ..
    ضحك الكل عليها , تغيرت ملامحها من الخجل وهي تقول : أصلا إلى الان مقهورة ليش خليتوني أغطي عنه ..
    ولفت على الهنوف وقالت : لا تزعلين مني تراني إلا الان أصيح ليش ماعاد أقابله وماعاد يوديني البقالة ..
    قالت جدتها : يا بنت استحي تقولين هالكلام لمرته ..
    قالت باعتراض : هذي الحقيقة , حسان صديقي ورفيق دربي ..
    و لفت على عمتها نورة وقالت بغيض : ليش ما رضعتيني ؟؟
    ضحكت نورة وقالت : مع مين ؟؟
    حكت شعرها وقالت : صححححح , مع مين ؟؟
    رجعت لفت على أمها اللي كانت جالسة في اخر المجلس بعبايتها وهي متنقبة وقالت بحسرة : برضو أمي ليش مارضعتي حسان ؟؟ كان يمديك ترضعينه ..
    ضحك الكل على خبالها لأنهم يعرفون إنها كانت تموت على حسان لدرجة كانت تتضارب وتلعب وتروح كل مكان معاه , 24 ساعة وهي في بيت عمتها ولمن صارت أولى متوسط غطوها عنه بالقوة , لأنها بلغت و صارت تلبس عباية وغطى , لمن خلصوا الأكل تعاونوا وشالوا الطاولات ونظفوا المكان , وقفت العنود وسط المجلس وابتسمت و قالت : إحم إحم ..
    ولمن شافت الهنوف منشغلة بهرجة حماسية مع ريم قالت بصوت عالي : قلنا إحم إحم ..
    جلسوا بأدب وهم يلتفتون لها , ابتسمت وقالت : بالنيابة عن جميع بنات العائلة تتحدث أحلاهم اللي هي أنا ..
    وأشرت على نفسها وهي تنحني بطريقة مسرحية تستنى تصفيقهم , صفقوا أعمامها والبنات يقولون : بوووووووو بوووووووووووو ..
    رفعت راسها وقالت بغيض : أنا ممثلتكم يالدبالية تقولون بووووووو ..
    قالت سمية : منتي أحلانا ...
    شهقت وقالت : ياسلام , أنا أحلاكم غصب عنك ..
    ولفت وجهها وقالت : بالنيابة عن كل الحلوات , عشان ماتزعلون , تتكلم أحلاهم وتقول الحمد لله على سلامتك يا عمنا الغالي ..
    وراحت للطاولة الصغيرة وسحبت كيس متوسط الحجم وتقدمت له وناولتها له وهي تقول : تراها بسيطة ومهي قد المقام لكن اللي في قلوبنا أكثر بس تعرف اللي في جيوبنا يا دوب يأكلنا العيش لاخر الشهر , تعرف ورانا بيت ورجال وعيال و ..
    شدت سفانه شعرها وهي تقاطعها : خلاص ....
    فتح صالح الكيس كانت هديتهم عبارة عن ساعة و خاتم فضة وقلم فخم وتولة عوده , ابتسم وقال : الله يسعدكم , بزيادة هالهدية ..
    : قدرك أكبر يا عم ..
    : بسيطه مو على قد حبنا لك خالووو ..
    : ما تشرح مقدار فرحتنا بسلامتك عمووووو ..
    كان يستمع لعباراتهم بابتسامة سعيدة , راحت سفانة للاستريو وجهزت الشريط وهي تستنى إشارة سمية و الخنساء اللي مسويات مفاجأة للكل , طلت سمية وقالت : إبدأي ..
    قالت خوله وهي تجلس جنبه : مسوين لك فقرات حفل ...
    شغلت شريط الطيور المهاجرة , وعلى نغم : للا للا لللا للا للا لللا ..
    دخلت ريناد وهي تنقز ووراها جاسم المتحمس وبعده علي اللي ضارب البوز واخرهم سارة وكانوا كلهم ماسكين بلونتين يحركونها فوقهم ومعصمينهم مربوط عليها شرايط ملونه , كانت البلونات مكتوب عليها ( حبيبنا ) ( صالح ) , وقفوا اثنين قدام واثنين وراهم لمن بدأت الأنشودة : نحن الأطفال براءتنا هي أحلى مافي هذا الكون ........ وطفولتنا هي أغلى ما أهداه الله إلى الأبوين ..
    وبدأو يسوون حركات استعراضيه وهم يوقفون ويقومون ويحركون البالونات كان الكل يصفق لهم بحماس وهم يضحكون على جاسم اللي وقف الرقصة وبدأ يضارب ريناد اللي ضربته ببالونتها بالغلط لمن كانت تدور ..
    أشرت لهم سمية من ورى أسماء اللي تصورهم بالكاميرا إنهم يسكتون , ولمن شد شعرها صرخت الخنساء : ولد جسومووووو ..
    و فرصعت عيونها بتهديد , رجع مكانه وكمل رقصه و ريناد جالسة على الأرض تصيح , بعد ما انتهت الأنشودة صكت أسماء الكاميرا تحت إلحاح العنود , وأول ما أشرت لها إن الكاميرا مقفولة راحت وجرت شعر جاسم وهي تقول : مالت عليك , يعني لازم كل جسوم متوحش ...
    وضمت ريناد وصلحت لها شعرها اللي تفكت واحد من بكله بسبب قوة شدته وهي تهديها , صرخت سفانة : عنيدي انتبهي ..
    لفت العنود وصرخت برعب أول ماشافته وهي تنط : جده ....
    وشردت لمن شافت عمها جلال جاي لها وهو يقول بعصبية : تضربينه قدامي , بتنضربين بتنضربين ..
    شردت عند جدتها ونطت جنبها وضمتها وهي تقول بخوف : جده داخله على الله ثم عليك ..
    حطت جدتها يدها عليه ومنعته وهي تقول : دخلت علي , والله ما تضربها ..
    أشر لها على لحيته وهو يقول : شغلك عندي بعدين يالدب ..
    ضحكت وضمت جدتها وهي تقول بعناد : ولدك يستاهل ..
    لفت عليها جدتها وضربتها وهي تقول : لمي لسانك , عيب عليك عمك ..
    ضحك جلال وقال وهو يرجع مكانه : أححححححسن ..
    كانت العنود واثقة إنه عمها جلال مو ماخذ عليها لأنه هو يحب مزحهم ويحب يمازحهم , يعاملهم كصديقات أكثر منهم بنات أخوانه , يحب جلستهم ويناقشهم في أمور كثيرة ..
    أول ماشغلت ريم شريط الدق اللي جابته فزت العنود بحماس وهي تقول : أخيييييييييييييرا , ريمان حطي يا دار ...
    غطت حمده أذانيها وهي تقول : يالله داخلة عليك , بدينا الصمخ ووجع الراس ..
    وقامت وأصرت تجلس في المجلس الثاني عشان تبعد عن صوت الدق , جلس معاها أولادها ونورة اللي تتكلم معاهم وعينها على البنات اللي يرقصون , حتى خولة والجوهرة قاموا يرقصون معاهم ..
    ابتسم أحمد وهو يشوف العنود تربط طرحة على خصرها قبل ما تبدأ ترقص مصري وسط البنات اللي يضحكون على حركات الإغراء اللي تسويها عناد قدام الجوهرة اللي لفت بوزها مي عاجبتها الحركات , كان يشوف الحياة حلوة بعيونها المبتسمة دوم , وهو بينه وبين نفسه رغم محبته لكل بناته كان يتمنى للعنود الأفضل ~ معقول بتروح عني , خلاص انخطبتي يالعنود , يارب تسهل لها أمورها ~ انتبهت له العنود , أرسلته بوسه في الهوا وغمزت له وهي تهز أكتافها بدلع , ضحك ولف على أخوه صالح وهو يزفر بتوتر ..



    **************************

    تعليق

    • أحلى من الحلا
      عضو فضي
      • Aug 2007
      • 539

      #72
      الساعة 10 مساء في الرياض :

      وقف سيارته عند الإستراحة وخرج وهو يصفق باب السيارة بقوة , دخل من بابها المفتوح وتحرك بخطوات قوية واثقة وهو ينقل بصره بين الشباب المتجمعين هنا وهناك , التفت للي أشر له من عند الباب الداخلي , سلم عليه وهو يقول : هلا ماجد , وينه ؟؟
      أشر له ماجد على جوة وهو يمشي ويقول : ما أدري شفته مكتم وساكت قلت أتصل عليك أحسن لأني لمن قلت له أتصل على سامر حلف علي ما أتصل عليه ..
      تبعه عدنان وهو حاس بضيق , كان حاس إنه فيه شي من رجعوا من المدينة وهو حاس بهالشعور , تجاوز مجموعة شباب متحلقين حولين بالوت وأصواتهم العالية مختلطة بقهقهاتهم , دخل للغرفة المنعزلة نوعا ما وقال أول ماشافه جالس على الكنب بصمت وهو مغطي وجهه وجواله على الطاولة قدامه , همس : ماهر ..
      فز ماهر من مكانه وطالع فيه بحده وقال لماجد : قلت لك لا تتصل على أحد ..
      انصدم عدنان إنه ماخاطبه ولا حتى طالع فيه , تراجع ماجد وقال : عاجبك شكلك ..
      وقبل مايخرج تحرك ماهر وسحب جواله خارج من الغرفة مسكه عدنان بحزم وقال : بتقعد ونتفاهم بهدوء ولا نطلع مكان ثاني ..
      سحب ذراعه من عدنان وقال : مابيني وبينك كلام ...
      مسكه عدنان بيد وصك الباب اللي اختفى ماجد من قدامه وقال : مابتخرج قبل مانتفاهم ..
      : فكنييييييييييييييييييييييييي ...
      دفه ماهر بشكل مفاجئ خلى توازنه يختل لمن صدمت رجله بالكنبه وطاح عليها وطاح عقاله على الأرض وانزاح شماغه وهو يطالع فيه بعيون متسعة , ماهر المعصب تصنم في مكانه وهو مصدوم من طيحة عدنان , تسارعت أنفاس عدنان قبل مايقوم وهو يصرخ : يالكلللللللللللللللللللب ..
      وضربه بكل قوته , ماهر تلقى الضربه على ذراعه وطاح على الأرض من قوة عدنان اللي يفوقه قوة , وقف عدنان قدامه وصرخ : إذا عندك شي تكلم , لاتقعد تسوي فيني كذا ..
      صرخ فيه ماهر : طول عمرك تحب سامر وتدور مصلحته ودحيييييييييين تتخلى عنه وتخطب العنود , تخطبها ليييييييييييييه ؟؟
      تغيرت ملامح عدنان المعصبة وتحولت لذهول وهو يقول بهمس : هذا كله عشان العنود ..
      قام ماهر وقال بعصبية : إنت عارف إنه سامر وده فيها , وإنت بنفسك قلت ماتبغاها , إنت أعطيته الغرين لاين وخليته يفكر فيها وبعد كذا تخطبها وبكل بساطة تجي تكلمه في الموضوع ..
      سحب عدنان أنفاسه وقال بحزم : أنا قلت له لو يبغاها أحل الإشكال ..
      صرخ فيه : اش كنت تبغاه يقوووووووووووووووووووول ؟؟
      مسكه عدنان من تلابيبه ولصق أنفه في أنف ماهر وقال بصوت مخيف : ياترخي صوتك وتخاطبني باحترام يا أرجع أربيك ..
      على كثر العصبية اللي كان فيها كان عارف إنه لو تمادى أكثر من كذا ممكن ينفرم تحت يدين عدنان , طالع فيه بحدة , فلته عدنان وقال بحزم : سامر رجال ومايحتاج أحد يتكلم عنه , أنا كلمته كلمة رجال , وفوق هذا إحنا أخوان , مابيننا حواجز , أنا إنسان صريح , ناقشته وفهمته كل شي , ولو ماهو موافق ماكان بارك لي , صح سامر تغير من بعد الحادثة اللي صارت له لكنه مازال قوي الشخصية , ماتوصل به السلبية لهالدرجة ؟؟ البنت وخطبها أبوية لي بدون علمي وزكنت عليه هو وعمي أحمد إنهم مايتكلمون في الموضوع قبل ما أعطيهم خبر , كله لأني كنت بأناقش سامر , وأنا ماناقشته عشان شي ..
      زفر وتحرك ورفع شماغه وعقاله ولبسها وهو يقول : في موضوع خاص وكبير ما أقدر أقوله , وكنت عازم لو سامر يبغاها إني أناقشه في هالموضوع بعد ما أتحرى فيه , لكن لمن أكد لي إنه مايبغاها مشيت الموضوع وماحبيت أفتح مواضيع مالها داعي ..
      وثبت عقاله ورفع الشماغ وعدله وهو يقول : مشكلتي إني من خوفي عليكم صرت أدور على مشاكلكم عشان أحلها ..
      ولف عليه وقال ببرود : بعدين أريحك , البنت تقدم لها عبد الإله وانتهى الموضوع وسامر عارف كمان بهالشي ..
      طالع فيه ماهر بصدمة , ابتسم عدنان له وقال بصوت قوي يحمل نبرة حزينة : عارف إنه سامر توأمك وتحبه أكثر من أي شخص ثاني لكني أخوك الكبير ..
      وتحرك خارج من الغرفة , تحرك ماهر ومسكه من ذراعه وهو يهمس : عدنان ليه ما علمتني ..
      سحب عدنان ذراعه وقال بعتاب : كنت متأكد إنه سامر بيكلمك , المهم إنك فهمت الموضوع , لو صارحتني زي ماصارحت سامر بالموضوع كان ماجلست أيام وليالي حاقد علي وإنت تطالعني بهالنظرات ..
      وقبل مايخرج قال له ماهر : عدنان والله ماقصدت إني أتطاول عليك بهالطريقة , أنا متوتر وأعصابي ثايرة من أشياء كثيرة ..
      مالف عليه عدنان وهو يقول : أنا دايما أقولك لو عندك شي تعال وصارحني , ودحين ماتغير شي , إذا في شي مضايقك تعال وصارحني بتلقاني مستمع جيد ..
      زفر ماهر وقال : طلقت أريج ..
      التفت عدنان له بصدمة وصرخ : إيييييييييييييييييش ؟؟
      لف ماهر وجهه وقال : عصبت و طلقتها قدام صقر ..
      أشر له عدنان لخارج الغرفة وهو يزفر بضيق و قال : تحرك , نتكلم على إنفراد , ريحة الدخان والشيشة كتمت أنفاسي هنا ..
      سحب ماهر جواله وتحرك ووراه عدنان , أشر لهم ماجد مودع , أشر عدنان على راسه شكر وقال ماهر : أوريييييييييك ياللعيييييييييييييييين ..
      دفه عدنان من ظهره وهو يقول : لا تلعن ..



      ************************

      بعد مرور أقل من شهرين :
      يوم الثلاثاء 12 / 8 / 1427 ه :
      الساعة 10 الصباح :

      : اشششششششش , نايم مو داري عن شي , تعالي ..
      همست أحلام وهي تدق هاله : مشاعل بتودينا في داهية ..
      همست هاله : اشششش , امشي زي ماتقول ..
      تعدت مشاعل من المجلس اللي نايم فيه بندر وهي تمشي على أطراف أصابيعها وراحت للمجلس الثاني وأشرت لهم يتبعونها , مشيوا بهدوء وهم رافعين تنانيرهم عشان ماتطلع صوت , وأول ما زفر بندر وانقلب على الجهة الثانية جريوا للمجلس واندسوا ورى مشاعل , كتمت مشاعل ضحكها وهمست : يالخوافات ..
      وتحركت لدولاب التلفزيون وفتحته وخرجت البلاي استيشن وركبت أسلاكه باقل ضجة ممكنة , ماكان موجود إلا شريط الدوري الأروبي , تربعت مشاعل على الأرض وهي ماسكة اليد بعد مارخت الصوت وناولت اليد الثانية لهاله وهي تقول : اختاري أنا ما أعرف أختار ..
      مسكت هاله اليد الرئيسية وقالت : أنا باخذ ريال مدريد ..
      قطبت مشاعل حواجبها وقالت : واش هذا ؟؟
      قالت بخبث مستغلة ضحالة معلومات مشاعل عن الكورة : فريق مغمور ..
      ولمن جات أحلام بتصحح لها رمتها هاله بنظرة تحذير وهي تكمل : شوفي هذا ليون فرنساوي شكله قوي ..
      قالت وهي تأشر : أبغى برشلونه أسمعهم دايم ..
      قاطعتها : لا , هذا برضو فريق مغمور , خذي اللي قلت لك عليه ..
      وبعد تشكل الفرق اللي مافهمت مشاعل فيه شي بدأوا اللعبة , خلال 5 دقايق كانت هاله مسجلة 4 أهداف , لمن سجلت الهدف الرابع صرخت : جوووووووووو ..
      وخفت صوتها لمن حسوا بأحد وراهم , شي غطى النور اللي كان جاي من وراهم , التفتوا وتصنموا لمن شافوه واقف وهو حاد يدينه على خصره , حمحمت مشاعل ورمت اليد على أحلام و قامت وهي تقول : قلتلكم الولد نايم ماسمعتم ..
      طالعوا فيها بصدمة , تحركت بسرعة وخرجت , صرخ بندر : برا ..
      نطوا من مكانهم وانطلقوا جاريين , لقيوها في الغرفة حقتهم مايته ضحك عليهم وهي تقول : يا مطرودييييييييييييين ...
      نقزوا عليها الثنتين يضربونها وهم مقهورين من منها لأنها هي اللي زنت على روسهم تبغى تلعب من كثر طفشها ..
      شوية دخلت عليهم أمهم وخبرتهم إنه لمى جات , لفت هاله بوزها وقالت : يالنحاسة , عسى مهي جايبة خطيب غير اللي جابته أول ..
      توترت مشاعل أول ماتذكرت الرجال المتزوج أبو 4 عيال واللي يبغاها زوجة ثانية له , رفضته بحزم دخلها في مشاكل مع عبد الله , كانت مصرة إنها ماتقبل بأي واحد , مو عشان هي مطلقة يبغون يزوجونها أي أحد , هي مازالت بكر وتسأل عن رأيها , قامت وقالت بمرح : تعالي خلينا نشوف اش عندها من صباح الله خير ؟؟
      قالت أحلام : اش عندها غير الغيبة والنمي ...
      صكوا فمها وهاله تقول : يا طول لسانك طولاه , إحنا كبار نحش زي مانبغى , انتي صغيرونه , ماينفع تحشين سامعه ..
      ضربتها مشاعل وقالت : يلعن أبوه من تعليم , حلوة حلال على الكبار حرام عى الصغار ..
      ولفت على أحلام وقالت : أحلام حبيبتي كل شي تقوله لك هالو دخليه من إذن وخرجيه من ....
      دفتها أحلام وهي تقول : هيييييييييي لاتحرشينها ..
      شهقت مشاعل وقالت : أنا أكبر منك تدفنيي كذا ..
      ونشبوا في بعض وأحلام تضحك عليهم , كانت تحس أخيرا إنهم بدأوا يعيشون , صح مازال طلاق مشاعل يجثم على البيت لكن خدته خفت أكثر من أول , حتى مشاعل نفسها بدأت تتعافى من جروحها ..



      ************************


      بعد صلاة العشاء :
      في الشقة :



      : من جد ؟؟
      نزل راسه وهمس : توه عمي أبو صلا ....
      صرخت بحماس : ألف مبرووووووووووووووووووووووووووووووك ..
      وصرخت مرة ثانية وهي تنط بفرح ورمت نفسها عليه تضمه وهي تقول : والله لو أعرف أغطرف كان غطرفت ..
      واختنق صوتها وهي تقول : ولدي أخيرا بيتزوج ..
      وبعدت عنه وغطت وجهها وهي تصييييح من شدة الفرحة , قال بتوتر : زهرة ..
      بعدت يدينها ومسحت دموعها وهي تقول : أخيرا تحققت أمنيتي ..
      ورجعت تصيح وهي تقول : اللهم لك الحمد والشكر ..
      قال بمزح وهو يتحرك لباب الشقة : خلاص أروح أقوله أجل الزواج عشان أختي تصيح ماتب ...
      قاطعته وهي تمسكه : وييييييييييييين ؟؟ أنا ماحسبت ..
      ضحك وقال : خبله , ما توقعت تصيحين بهالشكل ..
      قالت باستنكار : من كثر فرحتيييييييييييييي ..
      وطالعت فيه وغطت فمها اللي بدأ يرتجف منذر بموجة بكاء ثانية , ضحك وقال بمزح : ترا بتخليني أبكي و ما حسامحك لو خليتيني أبكي قدامك ..
      بلعت دموعها وسألته : متى بالضبط في شوال ؟؟
      فتح يدينه و أشر لها بكل أصابيعه صرخت : 10 شوال , عمر يوم مولدك ..
      ضحك وقال وهو يجلس : سبحان الله من غرابة القدر إنه صلاح أصر يحجز على هاليوم لأنه بيسافر بعدها لكندا عشان يكمل دراسته ..
      ضربت جبهتها وقالت وهي تجلس جنبه على الكنبه : يعني كم بقي ؟؟
      وبدأت تعد على أصابيعها , فزت وهي تقول : لازم نتحرك من دحين عشان نجهز البيت , مابقي على الجواز شي , شهرين إلا 3 أيام بالضبط ..
      ضربها بقوة وسحبها يجلسها وهو يقول : انا العريس ماعديتها ..
      وحط يده على بطنه وهو يقول : الله يخس عدوك مغصتي بطني ..
      ضحكت من قلبها وقالت بدلع : أبووو عبد الله ..
      دفها بعيد عنه وهو يضغط على بطنه وقال : روحي عني , ماني ناقصك ..
      ساد صمت مفاجئ وكل واحد يطالع في الثاني , ابتسم وقال : لو كتب ربي وتم كل شي بيكون ما مر على وفاتهم سنة وكل منا راح لحال سبيله ..
      حاولت تسيطر على مشاعرها اللي بدأت تتفلت وترسم الحزن على وجهها , رسمت ابتسامة بأسرع وقت تمالكت فيه مشاعرها وقالت : هذي الدنيا ..
      غمض عيونه وهمس : سامحيني ..
      وفتحها وقال بتردد : ما قصدت أقولها بهالطريقة و ..
      ضحكت وقالت تغير الموضوع : حتى أنا عندي مفاجأة ..
      وحممممممر وجهها لمن طالع فيها بتمعن , غطت وجهها وهمست : أستحي ..
      ضحك وقال وهو يضربها بخشونه : قولي اش عندك ؟؟
      حكت كتفها وقالت باعتراض : لا تخلي النونو ياخذ فكرة إنه خاله متوحش ..
      فتح عيونه على اتساعها لثانية قبل مايصرخ : حامل ...
      انفجعت من صرخته الغير متوقعة , صرخ وهو يفز من جلسته : من جدك حامل ؟؟
      حممممر وجهها وهي تهز راسها بإيوه , صرخ بانفعال : خال , الحمد لله أخيرا بأصير خال ..
      ونط بحماس خلاها تضحك عليه وهي تقول : عمور الله يفشل إبليسك بتزعج الجيران ..
      لف عليها وصرخ بحماس : خبرين حلوين في يوم واحد ..
      وجثى على الأرض وسجد سجود طويل وصوت أنفاسه مسموع من شدتها , طالعت فيه وهي تقاوم دموعها , ولمن رفع وجهه شافت الدموع تقطر من لحيته شهقت بصدمة , لف عليها بسرعة ودفن وجهه في حضنها وهو يهمس بصوت مخنوق : ماحسامحك اللي خليتيني أبكي ..
      ورص يدينه حولينها وهو يشهق من شدة بكاه , كان يبكي بكى هز جسده النحيل , لفت ذراعينها حولين راسه ودنقت عليه وضمته أكثر وهي تصيييييييييح من صوت بكاه اللي بدأ يعلى بشكل غريب , كانت لأول مرة تشوفه يبكي بهالطريقة , رفع راسه و ضمها لحضنه وهو مو قادر يوقف دموعه ~ ياليتكم فيه وتعرفون إنه أزهار حامل , أزهار حامل , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد , عمير بأصير خال , أمنيتك اللي كنت تتمناها بتتحقق بفضل الله , عمر خلاص ذبحت أختك صياح , خلاص إهدى ~ بعد فترة مسح دموعه وهمس بصوت مخنوق : خلاص أزهار , لا تصيحين ..
      ماتوقعت إنه بيفرح لهالدرجة بحملها , مسحت دموعها وبعدت عنه وضحكت وهي تقول من بين دموعها : بس أزمت النونو ..
      ضحك وقال وهو يمسح وجهه : إلا النونو مانبغاه يتأزم ويقول خالي أزمني ..
      وطالع في بطنها وهو يقول : الشهر الكم ؟؟
      قالت بخجل : أظنه الشهر الأول ..
      سأل : واش قال جاسم ؟؟
      تغيرت ملامحها لثانية قبل ما تبتسم وهي تقول : لسه ما قلت له , إنت أول واحد يدري ..
      صرخ بحماس : صدق , واو ...
      ضحكت وقالت : من وين جايب الواو هذي ؟؟
      حك جبينه وقال : واحد من تلاميذي الله يصلحه أربع ساعة وعشرين وهو يقولها , لصقها في لساني ..
      ضحكت وقالت : حللللللللوة أربع ساعة وعشرين ..
      ضحك وقال : هذي كمان وحده من غلطاتهم واللي لصقت في لساني , مشكلة صاروا يأثرون فيه أكثر مما أأثر فيهم ..
      ابتسمت وقالت : الله يصلحهم ويقويك ..
      طالع فيها بفرح وسأل باستغراب : وكيف عرفت بالحمل من دون ما يدري جاسم ؟؟
      ضحكت وقالت : الصيدليات ما خلت جهاز كشف ما جابته , اشتريته أمس لمن كنت في المستشفى مع ماما و العنود ..
      وقالت تغير الموضوع وهي تتذكر حال العنود : ها مستعد تؤم المصلين صلاة التراويح في مسجد عمار الله يرحمه إذا ربي أحيانا ..
      زفر وقال : ما أدري إلى الان ما رديت لهم ..
      قامت وقالت : الله يقدم لك اللي فيه الخير ..
      : هيييييييييييييييي , وين رايحة ؟؟
      التفتت له بحيرة وهي تقول : أسوي العشاء ..
      شهق وقال : وفي بطنك نونوووووووووووو , لا والله ..
      ضحكت وقالت : ويعني , ماني في الشهر التاسع ..
      ضرب صدره وقال : عشا الليلة على حسابي من المطعم اللي تأشر عليه أم ...
      قالت بسرعة : عمار إن شاء الله ........ إذا وافق أبو الولد ..
      وابتسمت وقالت : أم عمار ..
      طالع فيها و ابتسم وقال : وإذا بنت ؟؟
      همست : ما فكرت لسه , بس اللي يجيبه ربي فيه الخير إن شاء الله ..



      ****************************

      في فيلا أحمد :

      هزت الهنوف أختها وهي تقول : عنيدي قومي ..
      زفرت العنود وقالت وهي تشد لحافها : ماني نايمة عشان أقوم ..
      مسحت الهنوف شعرها وقالت : عنود حبيبي قومي الله يخليك تعشي معانا , كلنا مجتمعين على السفرة , والله واحشنا خبالك ..
      انفتح باب الغرفة ودخلت البندري وقالت : أبوية يسأل وينكم ..
      زفرت الهنوف وقامت عن السرير وقالت : شوفيها ما تبغى تتحرك , سبحان مغير الأحوال , إنت صرتي العنود و العنود صارت البندري , تتبادلون مواقع إنتم ..
      ضحكت البندري وقالت وهي تجلس على سرير العنود : خليها علي ..
      خرجت الهنوف وقالت : عائلة غريبة والله ..
      ابتسمت البندري وقالت بمزح : أكيد متضايقه عشان بأتزوج قبلك وتفتقديني , بأروح وتفضى عليك الغرفة ..
      قامت العنود وقالت وهي تبعد لحافها بضيق : من زينك عشان أفتقدك , بعدين لا تفرحين كلها كم شهر ولاحقتك ..
      ونزلت عن سريرها ودخلت الحمام وصكت الباب بقوة , قامت البندري وراحت لباب الحمام وسندت جبينها عليه وهي تحس بقلبها يتقطع وصوت بكى العنود المكتوم يوصل لها ..
      قالت برجاء : عنود الله يخليك إذا لي معزة تخرجين وتتعشين معانا , كلها أسبوعين وأروح عنكم ..
      انفتح الباب وخرجت منه العنود وتحركت بصمت وخرجت من الغرفة , تبعتها البندري وهي تتأملها بمحبة , ليش ماحست بمقدار حبها لعائلتها إلا بعد ماخانتهم ؟؟ ابتسم أحمد أول ماشافهم وقال : هلا , هلا والله بأميراتي ..
      سلمت العنود بهدوء وجلست بصمت , ضربتها أمها بخفة وهي تقول بحزم : إذا بتمدين بوزك كذا ما أبغى أشوفك ..
      كانت معلنة عليهم كلهم الحرب بعد اللي صار , عقدت يدينها قدام صدرها وهي عازمة ماتنهي حربها الباردة , ضحك جاسم وقال : أموووووووت وأعرف إلى متى بتستمر على صمتها وحربها هذه , بس الصراحة حرب جدا مريحة , افتكينا من صدعتها ولسانها اللي ياطوله ..
      طنشته وهي تمد يدها للعيش وتغمسه في القشطة والمربي , قال وهو يدقها : تصدقين عنيدي , اكتشفت إنك قوية إرادة , يعني على كثر ثرثرتك ماشاء الله هالمدة كلها وماتكلمتي ولا غيرتي حربك , أحي فيك هالإرادة الحديدية بسسسسسسسس , ترى حربك هذي ماحتوديك لمكان ومابتضرين إلا نفسك ..
      أشر له أبوه إنه يسيبها , وقالت أمه : خله يأدبها , باطة كبدي بط ..
      طالعت فيهم بصمت وهي تدخل لقمة كبيرة في فمها اللي بالقوة تحركه من كبر اللقم , قهقهت البندري وقالت : الله يقطع شرك عنيدي خلاص ..
      تحركت للمطبخ ورجعت ومعاها علبة عصير , كانوا يعرفونها تكره شي اسمه شاهي , صبت لنفسها كاسة وشربتها ورجعت تكمل أكلها , كملوا هروجهم وضحكهم وهي تطالع فيهم بصمت , وبعد مانتهى العشا زفر أبوها وقام وقال : تعالي معايا ياعنود ..
      مسحت فمها وتبعته بصمت , دخل غرفة المكتب وأشر لها تجلس على الكنبه وهو يقف الباب وراه , جلس جنبها وقال : عنيدي ..
      تجمعت الدموع في عيونها , كان ودها تضمه تقوله هلا من أعماقها لكنها حلفت تعلن عليهم الحرب البارده , حط يده على راسها وقال : إنت عارفه إن الموضوع مو بيدي ..
      نزلت دموعها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ إلا بيدك , إلا بيدك ~ همس : عمك أصر يجوزهم في هالوقت وإنت ..
      فتحت فمها تكلمه لأول مرة من بدأت حربها وقاطعته وهي تقول بصوت مخنوق : أبويه حرام عليكم ترمون البندري هالرمية , يعني الكلب الحيوان عبد الرحمن يختفي من يوم وجع عمي ويطلع فجأة ويقول الجواز بعد أقل من شهر وتوافقوووووووون , كلكم وافقتم , مافي أحد اعترض وقال لا بنتنا من حقها تجهز نفسها من حقها تكمل دراستها من حقها ...
      واختنق صوتها وزاد صياحها وهي تقول : مو كافي بتروح أمريكا من بعد زواجها , تاخذونها مني فجأة وتطيرونها اخر الدنيا والله حرام , بكل برود تقولي معليش أختك بتتزوج بعد 21 يوووووووووووم ..
      ضمها وهو يضحك ويقول : اش فرقت ؟؟ مو هي بتتزوج بتتزوج ؟؟
      مسحت دموعها وهي تشهق وتقول : بس مو فجأة , أبويه الله يخليييييييييييك قولهم يأخرون الجواز , ما أبغاها تروووووووح , أبويه الله يخلييييييييييك ..
      زفر وهو مهو عارف اش ممكن يسوي مع هالبنت العجيبة , معلنة الحرب عليهم من أسبوع ليش قالولها زواج البندري تحدد , سوت اعتصام في البيت وماخرجت طول هالأسبوع من غرفتها إلا وقت الأكل كله عشان تبين لهم اعتراضها على الزواج المفاجئ , بدأ يلقي عليها محاضرة طويلة عن الحياة وإنها كذا كلها مفاجأت وأشياء ماتخطر على البال وإن الإنسان لازم يتقبل قدره بصدر رحب ..
      رفع وجهها بعد ما أنهى محاضرته وقال : وإذا قلت لك إني مستعد أوديك لها متى مابغيتي ..
      قالت بقرف وهي ترفع طرف بلوزتها عشان تمسح أنفها لأنها مالقيت مناديل : وعععععععع , بلد بوش , هذا اللي نقص علي , والله لو على قص رقبتي مارحت هناك ..
      قال بمحبة : والله افتقدت صوتك ..
      مسحت دموعها بأكمام بجامتها وابتسمت ابتسامة واسعة وهي تقول : والله , زين أختبر غلاتي عندك ..
      ولفت يدينها حولينه وقالت بتهديد : شوف أبويه لو تسوون فيني اللي سويته في الضعيفة اللي سكتت بأعلن الحرب سنة وأحرمكم من صوتي ..
      ضحك وقال : لا إنت شي ثاني ..
      دخل جاسم وقال : ها انتهت محادثات السلام , حررتوا فلسطين ..
      قالت وهي تقطب حواجبها : لا تخليني أكمل حربي معاك إنت بس ..
      عقد يدينه قدام وجهه وقال متوسل بطريقة مسرحية : الله يخليك لا , إلا صوتك العندليب ماأقدر على فراقه ..
      ضحك أبوه وقال : إنت تزوجت ولساعك زي البس والفار مع أختك ..
      قال جاسم : الله يعينك يا عدنان عليها ..
      فتحت عيونها على اخرها وهي تطالع فيه بصدمة , أشر له أبوه من طرف خفي إنه ماكلمها , قال بهدوء وهو يخرج من المكتب : شكلك ماتدرين , أحسن لي أخرج ..
      لفت على أبوها اللي ابتسم وقال : شكله مايحتاج ألقي عليك المحاضرة اللي ألقيتها على أختينك قبل ماأقول لهم إنه تقدم لهم عريس ..
      حست بضربات قلبها تزيد ونسيت موضوع البندري تماما , كانت تستنى من أبوها تأكيد إنه المتقدم لها عدنان اللي من بعد الأيام الماضية اللي عدت والصمت اللي صار شكت إن الرسالة اللي قرتها في جوال سحر من صنع خيالها , ابتسم وقال : انت تعرفين عدنان ولد عمك عبد الكريم , صاحب جاسم الروح بالروح , ماشاء الله عليه مهندس قد الدنيا ...
      كانت تحس أبوها يتكلم بالبطيء , هذا كله تعرفه عنه , كان ودها توصل لاخر الكلام , وفي النهاية قال : وطلبك مني من فترة بس قدر الله ووجع عمك وانشغلنا فقلت له يأجل هالموضوع إلين فترة , هو إن شاء الله بكرة نازل مع أبوه وأخوانه عشان يتقدم رسمي ..
      ماعرفت اش تقول أو اش المفروض تسوي , ابتسم أبوها وقال : ها عنيدي ؟؟
      بلعت ريقها وقالت بعفوية : ها إيه ؟؟ اش لازم أقول ؟؟
      ضحك أحمد من قلبه على عيونها الزايغة وقال : اش رايك في الموضوع ؟؟
      قامت وقالت بصدمة : هو لازم أرد دحييييييييييييييييييين ...
      ~ خبله , والله خبله ~ قام وحط يده على كتفها وقال بابتسامة : حبيبتي عنيدي , الناس تقول الله يقدم اللي فيه الخير , اللي تشوفه يا أبويه , أصلي استخارة وأشوف ولا تسكت مو تسأل اش أقول ..
      قالت : أها وأنا أقول يارب اش لازم أقول ..
      ورجعت سألت بشبه ابتسامة : طيب لازم استحي لأني أحس فيني ضحكه بس ترى مو من الفرحة قصدي .....
      وضحكت غصب عنها , قهقه من قلبه وهو يضمها ..



      **********************


      في الرياض :
      في فيلا عبد الكريم :

      أول مادخل الصالة وهو يسلم وصله صوت سامر يغني مع سمر اللي تصفق : ومبارك عرس الاثنين ليلة خميس ..
      وجنبهم سلافه تدق على الطاولة , ابتسم بفرح ونزل شنطة السفر و قال وهو يلتفت لماهر : زييييين , تصالحتم أخيرا , ما بغيتم ..
      لف ماهر وجهه بصمت لمن قالت أمه بزفرة : ياليييييييييييت , والله لو تصالحوا بأذبح ذبيجة ..
      وضحكت سحر وقالت وهي تقوم عشان تسلم عليه : إنت معرسنا الجديد ..
      رفع حواجبه بتعجب وهو يسلم عليها , وتقدم وسلم على أمه وعلى البقية وجلس بتعب وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول بمزح : اتحفوني , أنا المعرس ليش ؟؟
      قالت أمه بفرح : أبوك اتصل علي يقول إنه خبرك إنه بكرة الفجر جاي عشان عمك أحمد اتصل وقاله الله يحيكم , بتنزلون جده كلكم عشان تتقدمون رسمي ..
      تمالك نفسه وهو يتذكر مقاطع من مكالمة أبوه اليوم العصر و اللي حسبها حلم من شدة نعاسه , تذكر إنه بارك له بشي وطلب منه ينزل الرياض وتذكر إنه سأله شي وهو قال إيوه أو طيب مايفتكر بالضبط اش الموضوع أو السؤال , ابتسم وهو يلتزم الصمت ~ تخلصت منها شهرين ورجعت لي , ليييييييييييييييييييييه ؟؟ استغفر الله العظيم , عدنان انت استخرت وهذي اجابة استخارتك , حسبتها انتهت من حياتك رجعت فجأة وبدون انذار , سبحانك يارب ما أعظم شأنك , الخيرة فيما اختاره الله , الخيرة فيما اختاره الله , ولا الواحد ماكان حاط في باله إنه ترفض ولد عمها أبد , معقول تكون معجبة فيني من جد لدرجة ترفض ولد عمها , ولا في سبب ثاني لرفضها , والله يالعنود إنك شي يشيب الراس من كثر التفكير ~ قالت سلافة : ها عدنان what is your feeling ؟؟ ..
      زفر وقال بابتسامة هادئة مخالفة للإضطرابات اللي يحسها بداخله : أطالب بحقي بالتزام الصمت ..
      نطت سحر عنده وقالت : مستحييييييييييل , لازم تقول اش شعورك ؟؟
      وكملت باللغة الفصحى : يعني كونك ستودع حياة العزوبية الطويلة والتي استمرت قرابة ال 30 عاما , 3 عقود من الوحدة والان ..
      انفجروا بالضحك لمن لف عليها عدنان وطالع فيها بنظرة معبرة خلتها تقطع كلامها وهو يقول بهدوء : كإنك تلقين خطاب شكر لتوديع موظف بيقاعدونه بعد سنين من العطاء ..
      حست بالفشلة من كلامه , ضربته وقالت : لا , كان قصدي , يعني ...
      قاطعها سامر وهو يأشر عليها ويقول : كاكاك فشلوها ..
      وقال ماهر بتريقة : لقطي لقطي , وجهك طاح ..
      رمتهم بنظرة حادة خلتهم يسكتون , حمحم ماهر وسحب جريدة طايحة ولف سامر على سمر وقال : إيوه واش قلتيلي اخر أخبار أبو ربيع ؟؟..
      هالمرة ضحك عدنان من قلبه وهو يقول بتريقة : يخس عليكم , رجال بشواربكم تسكتكم نظرة من وحده أصغر منكم ..
      قال ماهر كإنه يهمس وهو صوته عالي : المشعوذات نظراتهم تخوف لأنك لو طالعت في عيونها ممكن ترسلك ورى الشمس ..
      وهز سامر راسه وقال : وترى في إشاعات تقول إنها ماخذه دورة قبل أسبوع في
      أسرار السحر الأسود وماخذه المركز الأول على ساحرات الخليج كلهم ..
      حطت يدها على خصرها و قالت : لا والله إنت واياه , يعني دحين قاعدين تحشون ..
      هزوا راسهم بلا وقالوا في نفس الوقت : إيوه قاعدين نحش ..
      وضحكوا في وقت واحد ورفعوا يدينهم وصفقوها في بعض , رفعت حنان يدينها للسما وقالت : يارب تخلف علي يارب , وتجوزهم وتفكني من خبالهم ..
      ابتسم عدنان وهو يسمع ضجتهم اللي افتقدها من راح الشرقية بعد ما انتهت إجازته قبل 4 أسابيع , ورغم ضوضاءهم ورجتهم اللي زادت بصياح ربيع الحاد اللي جابته أمه من الغرفة اللي كان نايم فيها مع أخته اللي جات جري وهي مقفلة عيونها اللي ماتعودت على الضوء ونطت عليه وهي تسلم بفرح كان عقله غايص في اللاتفكير , مو قادر يوقف على فكرة وحده ويحللها بطريقة صحيحة , كان يحس نفسه في دوامة عميييييييييييييقة مالها قرار وبعد تردد طويل قام وقال : سحر , تعالي أبغاك شوية ..
      قام ماهر وأشر لسامر وهو يقول : تعال يلا ..
      قالت سلافة بصوتها النحيف : he said سحر , إنتم اسمكم سحر ؟؟
      وأشرت عليهم وهي تكمل : واحد فيكم اسمه سحر ؟؟
      لف سامر على ماهر وقال بسرعة : سحر كلمي عدنان ..
      قال ماهر وهو يمسكه ويقومه : حتى انت ياسحر قومي يلا ..
      تحرك عدنان وهو يسلم على يده وجه وقفى وهو يحمد الله ويشكره على العقل ولحقته سحر وهي تقول : حمود ومحيمد جهزوا ملابسكم اللي بأحطها في الشنط ..
      لف ماهر على سمر وقال : إنت خلاص مالك سوق ...
      قال سامر وهو يهز راسه بأسف : ولا حتى فكروا فيها , أظنهم مالاحظوا وجدها ...
      وطقطق بلسانه دلالة الأسف , حط ماهر يده على كتفها وقال بطريقة تراجدية : عادي ياسمر , عزائك الوحيد إنه طوووول عمرك في غياهب النسيان ..
      قالت سلافة : بلا تحريش ..
      وضحكوا كلهم لمن قالت سمر وهي تضم ربيع : الله يقطع إبليسكم حزنتوني على نفسي ..
      ***
      جلست جنبه على سريرها بعد ماصكت الباب وقالت بابتسامة : خيييييييير إن شاء الله ..
      لقيته مسرررررح , طقت باصباعينها قدامه وقالت : عدنان , على وين ؟؟
      لف عليها وقال بهدوء : أبغى كل شي تعرفينه عن العنود ..
      ابتسمت وقالت : كللللللللللل شي ..
      وكملت لمن شافته يطالعها بصمت : حدد إش تبغى تعرف لأني ماأعرف اش أقول ..
      قال بحزم : شوفي بأدخل في الموضوع مباشرة ولاتقاطعيني إلين أنتهي منه , وطبعا مايحتاج أقولك اللي بيننا مايطلع أبد من هالغرفة ..
      حست بخوف من نبرته وملامحه القوية , هزت راسها وقالت : إن شاء الله أفيدك ..
      سحب نفس وقال : من فترة طويلة كانت في وحده ملاحقتي في البريد وكنت أطنش , أنا عارف إني كنت أقدر أحط عليها حظر من البداية لكن ... ماأدري اش اللي خلاني ماأسوي هالشي , يمكن لأنها كانت تناديني من أول محادثة باسمي , في البداية قلت يمكن وحده فيكم تلعب علي وأفكار كثيرة جاتني , المهم ...
      وسحب نفش وقال : كثر إزعاجها وفي اخر محادثة ارسلت صورتها لي ..
      شهقت سحر وقالت : الحيوانة ..
      قال عدنان : طبعا أنا تفاجأت من جرأتها لكن اللي صدمني أكثر إنها أرسلت تقول إنها العنود وإنها معجبة فيني و...
      وقفت سحر وقالت : مستحيل , مستحيل العنود تسوي هالشي ..
      زفر وقال : أنا كمان قلت مستحيل لكن مرة شفتها بالغلط وهي واقف على الشباك , كانت نفسها اللي في الصورة ..
      قالت وهي تحس قلبها يتسارع من الخوف : والله مستعدة أحلف لك مليون إنها مهي العنود , أكيد هذي وحده تلعب عليك ..
      : من فين تجيب بريدي ..
      قالت بحزم : ماأدري لكن مستحيل تكون العنود , والله العنود مهي حقت هذي السواليف , أصلا عمرها ماتكلمت عنك وعمرها مابينت اهتمامها , وغير كذا البنت صح عليها حركات غريبة لكن هذا من شدة براءتها وتقدر تقول من .....
      وترددت وهي تقول : من خبالها ..
      ورجعت قالت : الحركة اللي تقول عليها يبغالها وحده قليلة أدب وجريئة , و العنود مافي أأدب منها وفوق كذا خوافه , والله خوافه , صح لسانها مفلوت لكنها تخاف من ظلها , مرة شافت واحد عاكس وحده سحبت الرقم من يده بكل جرأة جاها مغص وماقدرت تكمل التسوق معانا ..
      ولمن شافته صامت ويفكر بعمق قالت : عدنان حبيبي , صدقني الموضوع فيه لبس , اش اسم بريدها , أنا حافظة بريدها ..
      هز أكتافه وقال : ماني حافظه , في بريدي مسوي عليه حظر ..
      قالت : بريدها مميز باسم حلاتي هبالتي 1403 ..
      حك حاجبه وقال : لا ما أظن هذا اسمه , كان في كلمة queen , بس مو صعب إنها تسوي بريد ثاني , أقدر أسوي عشرة في دقايق ..
      زفرت وقالت : عارفه إنها ممكن تسوي بريد ثاني بس ليه ؟؟ هل هي كانت عارفه إنك بتقولي الموضوع ؟؟ صدقني العنود لايمكن توصل لهالدرجة من الحقارة ..
      وجلست وقالت بصدمة : وإنت ليش تقدمت لها مادام إنت شاك فيها ؟؟
      ابتسم وقال بسخرية : انا تقدمت , تضحكون علي ولا إيه ؟؟ أنا هذا الموضوع الثاني اللي أبغى أناقشك فيه ؟؟ أنا تفاجأت لمن جا عم أحمد يبارك لي بخطبتي اللي ماعرفتها ..
      شهقت وقالت : كذاب ..
      وقالت بسرعة لمن طالع فيها بنظرة تعجب : ماقصدي , قصدي إني مني مصدقة من أول أبغى أسألك على بالي إنت مكلم أبوية , حتى أمي انصدمت بالموضوع لمن كلمها أبويه لكنها قالت الخيرة فيما اختاره الله ..
      قام وقال بصدمة : لا إنت ولا أمي , أجل مين ؟؟ مستحيل أبويه يتصرف من عنده ..
      هزت راسها موافقة وقالت : مستحيل , هو مايتحرك خطوة بدون مايستشيرك كيف موضوع خاص زيك ..
      زفر وقال : خالد قال لي نفس الكلام ..
      قالت باستنكار : إنت قلت لخالد على العنووووووووووود ؟؟
      قال بعتاب : قالوا لك غبي , كلمته على موضوع الخطوبة , بعدين موضوع العنود استشرته فيه من زمان من أيام المشكلة على إني أتكلم عن واحد من أصحابي يواجه المشكلة ونصحني إني أقوله يتأكد قبل مايظلم ..
      وسكت ورجع قال بعد تردد : واستشرت خلود عشان أحصل على رأي أنثوي ..
      ابتسمت سحر وهي تطالع فيه , وساد صمت طويل قطعته وهي تقول : المهم دحين إنه اللي أرسلت مهي العنود , ومستعدة أحلف لك , أنا عايشة مع هالبنت سنين وحتى بعد ماسافرنا مازلنا على نفس العرقة القوية , تصارحني بكل شي , عارفه إني أختك ومستحيل تصارحني بهالشي لكن عممممممممرها مالتفتت أو اهتمت بأي شي أقوله عنك غير اهتمامها العادي , مو معقولة تكون ممثلة بارعة لهالدرجة , ترى البنت من وجهها وطريقة تصرفاتها وكلامها تعرف نوعيتها , صدقني العنود مهي من النوع المغازلجي أو الغبي , صح رومانسية لكنها في نفس الوقت تخاف الله وتعرف الصح من الغلط ..
      ابتسم وقال : تراك مخليتها أسطورة ..
      قالت بغيض : أنا قاعدة أدافع عنها , شوف إذا تشك فيني شك في العنود ..
      زفر وضرب ركبه وقام وهو يقول : الله يقدم اللي فيه الخير ..
      مسكته وقالت : عدنان , لا تنزل جدة وتتقدم وإنت تفكر هالتفكير ..
      لف عليها وقال : سحر , أنا حبيت أتأكد بس من نظرتك لها لأني ..
      وسكت , ضغطت يده تستحثه وهي تقول : إيه ..
      تردد بعدين قال بهدوء : لأنه كلامك أكد لي إنها مهي من هذا النوع , صح خبلة لكنها مهي خبيثة ..
      وابتسم وقال : مستحيل وحده معجبة بواحد لدرجة تصارحه وترسله صورتها بهالجرأة تتصرف تصرفات العنود الغير مدروسة ..
      قهقهت سحر من قلبها وقالت : تراها عاقلة بس عندنا تطلع خبالها وعند أهلها ..
      رفع حاجبه وقال بتريقة : مرة عاقلة ..
      وابتسم وقال : شكرا يا سحر , أحس براحة بعد ماصارحتك , هالكلام كان ثقيل على قلبي وأشغلني وقت طوييييييييييييييل ...
      قالت بفرح : على الرحب والسعة حبيبي , موجودة في أي وقت تحتاجني فيه ..
      رجع التفت وقال قبل مايخرج : وتراني عارفك أكيد تفكرين بموضوع سامر زي ماهر , الموضوع انحل بيننا ..
      ولمن خرج زفرت براحة , هالموضوع كان شاغلها من زمان لكنها ماقدرت تتكلم فيه لأنه أبوها صدمها وصدم أمها بكلام أحمد اللي طلب منه يأجل الموضوع لفترة إلين يحل موضوع عبد الإله ويتأكد منه ...



      ************************


      طالعت فيه بتردد وهو طالع الدرج قبلها ~ كيف أقوله ؟؟ بيفرح زي عمر ؟؟ اش بتكون ردة فعله ؟؟ ~ ماتدري ليه في شي , شعور غريب يمنعها من إنها تقوله , من بدأ دوامه في مقر عمله الجديد وهو أخلاقه زي الزفت وأخس , مو عاجبه لا رئيسه الجديد ولا هو متأقلم مع زملاؤه الجدد , مزاجيته صارت أكثر من أول , سحبت نفس ودخلت وراه وعلقت العباية , لف عليها وقال بهدوء : العنود تقدم لها عدنان ..
      ~ أخيرا ~ كانت بتصرخ بها من شدة الحماس لكنها مسكت نفسها في اخر لحظة وقالت بفرح : ماشاء الله , على البركة ..
      ابتسم وقال : وأنهت الحرب أخيرا ..
      ضحكت وقالت : صراحة اكتشفت فيها صفة جديدة , قوة العزيمة ماشاء الله , ولا تقعد أسبوع صاكة فمها ..
      قال : مو دايما , كانت ترد على أمي وأبويه ..
      قالت : بإيوه ولا لا , وصراحة أنا عاتبتها على هالشي , مفروض أمها وأبوها غير ..
      ضحك وقال وهو يتحرك للغرفة: أصلا الحرب ماكان لها داعي من أصله ..
      لمن شافته رايق قالت بتردد : جاسم ..
      التفت لها وهو يطلع همهمة من فمه , أول ما التقت عيونهم قالت : ولا شي ..
      وتحركت للغرفة , قطع طريقها وقال : ترا لك كم يوم تدورين تبغين تقولين شي ..
      نزلت راسها وهي مهي عارفة اش تقول بالضبط , تذكرت دعاية شافتها ايام زمان ماتتذكر فين بالضبط كانت الحرمة تهدي فيها زوجها رضاعة طفل وهو فهم إنها حامل , زفرت وقالت بهمس وهي تلعب في أصابيعها : أظن إني حامل ..
      قال بصوت حسته حاد : إييييييييييش ؟؟ ..
      طالعت فيه بخوف وصدمة , بادلها نظرة صامته , همست وهي تحس قلبها يغوص بداخلها : لاتعليق ؟؟
      قطب حواجبه وقال : تعليق على إيه , أنا سمعت , قاعد اقولك إيش ؟؟
      تجمعت الدموع في عيونها بسرعة رهيبة لمن حست بالدم يرجع لأطرافها اتسعت عيونه بصدمة وقال : أزهار ...
      صرخت : خوفتنييييييييييييي , قلتلك أظن إني حامل ..
      طالع فيها وهو يحاول يستوعب اللي قالته ~ حامل , حامل , يعني بأصير أبو , أنا بأصير أبو وعندي عيال , عيال ~ حس بمشاعر غريبة مختلطة أقواها كان الرععععععععععب , قال يأكد لنفسه : حامل ..
      وهتف بعدها بفرح : حامل ..
      وضمها بقوة وهو يقول : مبروووووووك ياقلبي , مبروك علينا إحنا الاثنين ..
      لفت يدينها من تحت ذراعينه و صاحت في حضنه وهي تحس براحة عجيبة من فرحته و بمشاعر مختلطة غريبة , مشاعر لأول مرة تحسها في حياتها , مشاعر لايمكن تنساها ..


      *************************

      تعليق

      • أحلى من الحلا
        عضو فضي
        • Aug 2007
        • 539

        #73
        [SIZE="5"]يوم الأربعاء 13 / 8 / 1427 ه :
        في الطائرة المتوجهة لجدة :

        فك حزام الأمان لمن اختفت علامة ربط الحزام وقام بعد ماستأذن من أبوه , دق سامر وهمس : قوم بادلني ..
        مسك ماهر ذراع سامر وقال : لا , لاتسيبني مع الوحش لوحدي ..
        ضحك سامر وفك حزامه وتبادل المقاعد مع عدنان اللي زفر أول ماجلس ولف على سامر وابتسم وهو يقول : اش أخبارك ؟؟
        طالع ماهر فيه وقال : لا والله ..
        طالع فيه عدنان بجد وهمس : لازم أناقشك في الموضوع ..
        زفر ماهر وقال : عدنان أنا لو عمي يجي ويسلم على راسي عشان أرجع لبنته مارجعتها ..
        قال بهدوء : أصلا عمي المسكين جا وكلم أبوية وانت ماحشمته يالوصخ , اسمع كلامي زين , أنا عارف إنك حفظته من كثر ماأردده لكن هالمرة أبغاك تسمعني زيييييييين , أنا عارف إنه الخطأ الرئيسي كله من الملكة الطويلة , بس إذا تبغى الحق إنت غلطان زي ماأريج غلطانه , إنت كنت عارف كل شي عنها قبل ماتتقدم لها وهي دلوعة وماتبغى أحد يقولها عينك في راسك , لازم تعرف إنك ماصرت زوجها بالمعنى الحقيقي عشان تفرض عليها أشياء , صح زوجها لكنك بعيد عنها , لمن تتزوج تصير بينكم مودة ورحمة , عارف لو كنت متزوج وقلت لها هالأشياء ماكان عاندت , ملكتكم خلتكم تشوفون أشياء من بعضكم وانتم ماصار بينكم العلاقة الوثيقة اللي تخلي كل واحد يبذل للطرف الاخر , كل اللي بينكم ورقه لسه مادخلت عليها , صدقني لو تزوجتم بتختفي كل هالمشاكل وبتتفهمون بعض , هي بتتقبل منك وإنت كمان بتستمع لها بدون عصبية ..
        ولمن شافه يفكر بعمق ابتسم وقال : مو كافي شهرين , أنا عارف إنك إنت اللي مو قادر تصبر عنها ..
        لف ماهر بوزه وقال : تخسى , بنات منصور ملي القصور ..
        دقه عدنان وقال بخبث : أها , على أخوك ..
        دقه ماهر بكوعه وقال : اسكت ..
        ابتسم وقال : انهي الموضوع لمن ترجع للرياض , ترى سامر مو ناقص عشان تحسسه بالذنب على طلاقك ..
        لف عليه بصدمة وسأل بخوف : هو قالك ؟؟
        هز راسه بلا وقال : صقر قال لأبوية إنك طلقت أريج لأنها تلفضت عليه ..
        قال وهو يزفر : قاهرتني فيه يا عدنان , تعايرني فيه الكلبة ..
        قال بحزم : لا تفكر بهالطريقة , هي خبله من حبها تخاف عليك من ظلك , والله لو ماتحبك ماخافت عليك ..
        طالع فيه ماهر وقال بتريقة : بارع في تحريف الأشياء وتصويرها بطريقة حلوة ..
        ضحك وقام وهو يقول : أرجع لك نصفك وأروح أنا جنب أبوية عشان نتفاهم ..
        ابتسم ماهر وقال : من قدك ياعم , صاير معرس ..
        وقام وقال بصوت عالي وهو يأشر عليه : أخويه عريس ..
        ضربه عدنان وراح لمقعده متجاهل نظرات الجالسين في الدرجة الأولى , جلس جنب أبوه اللي كتم ضحكه وطالع في ماهر بحزم محذر ..


        **********************


        قبل العصر في فيلا أحمد :


        ضحكت وضحكت وهي تتخيل نفسها داخله عليه نظرة شرعية بعد كل السب اللي سبته إياه , قالت ودموعها مغرقة عيونها : إحلموا لو على جثتي ما دخلت عليه نظرة شرعية ..
        كانت مضطربة ومتوترة من يوم درت إنهم وصلوا الفيلا لكن حكاية النظرة هذي واللي ماكانت في حسبانها حولت كل مشاعرها لرغبة فضيعة بالضحك , قهقهت الهنوف من قلبها لمن شافت عيون أمها والجوهرة المفتوحة على اخرها بصدمة , وانفجرت البندري بالضحك رغم محاولاتها إنها تكتمه , سحبت العنود خداديتين ورمتها على الهنوف والبندري وهي تصرخ : ما يضحك يالزفوووووووت ..
        قالت الهنوف : أنا أضحك من ضحكك يالخبلة ...
        لفت العنود على أمها وقامت من مكانها وجلست على الأرض قدامها وهي تقول برجاء : أمي الله يخليييييييك ويخليلك أبويه واللي تحبين تكفين لا تخليني أدخل على عدنان والله ..
        وقامت تضحك من قلبها وهي تكمل : والله بيطلقني , قصدي بيقول ما صار نصيب ..
        تأوهت من كثر الضحك ومسحت دموعها وهي تقول : أمي ارحميني , تراني فضيحة تمشي على قدمين , يعني ممكن أضحك ولا أدقها حنك مع ولد الناس ..
        ضربتها الجوهرة وهي تقول بغيض : إنتي متى تصيرين حرمه ؟؟ كبيرة هبيلة , بالله هذا كلام ينقال ..
        لفت عليها العنود وقالت وهي تضرب خدودها : يا ناس بلاكم ماتدرووون اللي صار قبل , أنا لا تفشلت ولا استحيت تطلع علي تصرفات غريبة غصب عني , ارحموني وارحموا ولد الناس بيقول خاطب مجنونة , اش قال الله في الخطوبة اللي من دون شوفة , ماكل الخليقة تزوجوا وهم عمرهم ما شافوا حريمهم , الله , جات علي أنا لازم أدخل نظرة شرعية ..
        وأشرت على الهنوف وقالت : شوفيها ما قابلته إلا في الملكة والحمد لله زي السمن على العسل ..
        وتفلت على أختها وهي تقول : بسم الله ما شاء الله من غير حسد ..
        صرخت البندري : يعععععععععععععععععع ..
        و تقززت الهنوف وبعدت عنها وهي تقول : يالوصخة , الناس تنفث هوا مو تتفل من جد ومطلعتها من قلبك كمان ..
        قالت أمها : أبوك قال الولد طالب المقابلة , حسان لمن تقدم ما طلب ..
        حطت يدينها على خصرها وقالت : ياسلام , خلي أبويه يقوله مافي مقابلة ..
        وحركت حواجبها وهي تقول بخبث : ترا ما أضمن لك اش ممكن أسوي , يقولون الولد حليوة , يعني يمكن أتهور وأروح أحضنه ولا ...
        صرخت الهنوف اللي حمر وجهها من الخجل باستنكار : عنوووووووووود ..
        وضربتها أمها وهي تقول : انت ماتستحين تقولين هالكلام قدام أمك ..
        ضمت أمها وهي تصرخ : أمي الله يخلييييييييييييييييييييييك ما أبغى أدخل ..
        زفرت الجوهرة وقامت وهي تقول : أقول لكم بزرة تقولون لي لا , قلتلك خليك شديدة معاها من بدري لكنك ماسمعتيني ..
        حطت هدى يدها على جبينها وفركتها بحيرة وهي تقول بعتاب : يعني كان لازم تخلين أختك تقول هالكلام لي ..
        قالت بصوت مخنوق من كثر احتضانها لأمها : طنشيها , خليها تولي , شفتها ماشاء الله تتعامل مع ريناد بشكل حلو ...
        ضربتها أمها بخفة على ظهرها وهي تقول : عيب تتكلمين عن أختك الكبيرة بهالشكل ..
        ضحكت العنود وغمضت عيونها بقوة وهي تحس ضربات قلبها تزيد بشكل فضيع ~ ياربي أتوسلك ما أبغى أدخل عليه نظرة شرعية , يا ناس افهموني , ليش مافي أحد فاهمني ~ قالت الهنوف وهي تهزها : قومي ذبحتي أمي ..
        قامت العنود وقالت بابتسامة واسعة وهي رافعة سبابتها : وجدتها ..
        طالعوا فيها بتساؤل , ابتسمت وقالت : قولوا له معنقزة وممكن تعديك ..
        قهقهت الهنوف من قلبها وانحنت البندري وهي ماسكة بطنها من كثر الضحك لمن همست أمها وهي تطالع في العنود بعدم تصديق : يا حسرتي على بنتي تخيبلت ...
        ورجعت ضربتها وقامت وهي تقول بحزم : اليوم بعد المغرب بيجي الولد وبتقابلينه سامعه ..
        وتحركت لغرفتها بزعل وهي تقول : قال عنقز قال ...
        وقفت العنود بسرعة وهي تصرخ : بعد المغرب , أنا منعقزة ...
        وأشرت على قرصة ناموسة وقالت للهنوف اللي مسكت بطنها من كثر الضحك : شوفي شوفي ..
        ولمن شافتها مستمرة في ضحكها ضربتها العنود وهي تقول : يا حماره حسي بشعوريييييييييييييييييييي ..


        ***********************

        بعد صلاة العصر :
        عند مدخل المسجد :

        : بعد المغرب إن شاء الله ..
        حس بمعدته تلتوي بشكل غريب , ما قيد حس بهالشعور , تمالك نفسه وقال بهدوء وهو ينزل راسه : إن شاء الله على خير ..
        ربت أحمد على كتفه وهو مبتسم بفرح واضح ومشي نحو عبد الكريم اللي خرج من المسجد , مشي وراهم راجعين للفيلا وهو سارح بفكره , من وصلوا تغدوا عند أحمد وتناقشوا في الخطوبه وهنا فاجأهم لمن طلب النظرة الشرعية , طالع في ساعته وحسب كم بقي لصلاة المغرب ~ ثلاث ساعات ونص , ليش الوقت قصير كذا ؟؟ ليه ماخلوا المقابلة بكرة ولا بعده , على إيش العجلة ~ انتبه من سرحانه لمن حس بنظرات تخترقه , رفع راسه وانصدم لمن شاف أبوه وأحمد يرجعون يلفون عنه كإنهم ماشافوه وهو يطالع في الساعة , نزل يده على طول وزفر بضيق وهو يصرخ بداخله ~ لا , لا يكون محسبيني متلهف على شوفتها ~ ..
        أول ماوصلوا الفيلا ماقدر يدخل , شي قوي منعه من الدخول , قال لأبوه : عن إذنك أبوية بلحق سامر وماهر على الملعب ..
        التوأم من استقبلهم عبد الرزاق في المطار وخبرهم إنه وعبد الإله وبعض الشباب بيسوون مباراة كرة قدم ضد عمر وعيال حارته , راحوا معاه وسابوا هو وأبوه في فيلا أحمد , ابتسم أبوه وقال : أحسن لك عشان تشغل عقلك ..
        حس بغيضه يزييييييييييييييد , ليش الكل فرحان بهالشكل ؟؟ الكل ما عادا هو , كان يحس بالتوتر والضغط أكثر من أي شعور , نزل راسه وتحرك وركب سيارته المستأجرة ..



        **************************



        صكت مصحفها وقالت بحزم : عنود لو قعدتي تكلميني بهالطريقة ما بأفهم شي ..
        كلماتها زادت صياح العنود وخلت من الصعب عليها إنها تفهم حرف , زفرت قالت : ماني سامعة شي ..
        : ماأبغى نظرة شرعية ...
        صرخة العنود اخترقت السماعة وحست أزهار لها طنين مزعج في إذنها , بعدت سماعة التلفون وسدت إذنها بوجع وحطت على الإذن الثانية وهي تقول : الله يسامحك على هالصرخة , خرمتي طبل ....
        : أزهار ما سشورت شعري وماني عارفه اش ألبس واش أسوي , بيخلوني أدخل عليه بعد المغرب , تعاليييييييييييييييييييييييييييي ..
        ابتسمت أزهار لمن فهمت الموضوع وكتمت ضحكها وقالت بهدوء : عنود حبيبي وين أجيك ؟؟ ماشاء الله مايحتاج , شعرك ناعم وأي لبس يجي عليك حلووو ..
        وفكرت لو إنه الجوهرة مهي موجودة كان راحت وساعدتها معنويا بإعتبارها تعزها كأخت لكن وجود الجوهرة وعدم استعدادها لمناقشات ومصادمات معاها خلاها تصر على رفضها وهي تقول : شوفي , إلبسي تنورتك الجنز المطرزة أطرافها بورود كان شكلها مرة حلو عليك ماشاء الله , حتى بلوزتها نعوووومة ..
        : يعني ماألبس لبس الكوبوي ..
        صرخت باستنكار : نعم ..
        وارتاحت لمن وصلتها ضحكة العنود وهي تقول : أمزح أمزح ...
        ابتسمت وقالت : عنيدي , خليك راكزة عن الخبال , وحسك عينك تمدين يدك تصافحينه ..
        : لييييييييييييييه ؟؟ ما أصافحه ..
        غطت أزهار وجهها بيدها وقالت : عنووووووووووووود , تحلين له عشان تصافحينه ..
        وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : زين اللي قلتيلي كنت بأصافحه , عاد تخيلي اش بتكون ردة فعله , هو لله شايفني دايرة على حل شعري ...
        استغربت أزهار كلمتها والمرارة الغريبة في صوتها , هي صح تعرف بحكاية الرسالة والقلق اللي صاب العنود لمن ما تكلم أحد بموضوع خطبتها رغم إنها متأكدة إنها قرأت الرسالة صح , لكن هالمرارة لأول مرة تسمعها أزهار من العنود وقبل ماتعلق سمعت صوت الجوهرة وهي تصرخ : اش قاعدة تسوييييييييييين ؟؟ قومي تحركي وجهزي نفسك , أحر ماعندي أبرد ماعندك , إحنا ماحسبنا يجي واحد ..
        زمت أزهار شفايفها بضيق وهي تستغفر , وسمعت العنود تقول بهدوء : اللي يسمعك يقول انتي اللي بتدخلين , بأجهز متى مابغيت ..
        ووضح صوتها وهي تقول : مشكورة زهرة خلاص بألبس الجنز زي ماقلتي , ادعيليييييييييييييييييييييييييي , دعواتك مستجابة إن شاء الله ...
        قهقهت أزهار وقالت بمزح : طيب اش تبغين أدعيلك ؟؟
        وصلها همس العنود : إني ما أطيح قدامه ولا أعطس ولا أتفشل و....
        وخفت صوتها أكثر وهي تقول : إنه يموووووووووووووووووت على الأرض اللي أمشي عليها ..
        على كلمتها خرج جاسم من غرفة النوم وهو يحاول يفتح عيونه المغمضة من قوة ضوء الصالة مقارنة بالغرفة المظلمة , ابتسمت وهمست من قلبها وهي تتأمله : يارب يموت على الأرض اللي تمشين عليها ..
        قالت العنود : يلعن إبليسك قايلتها من قلب ..
        قهقهت أزهار اللي نسيت إن العنود على السماعة وقالت بخبث وهي تقوم من الكنبه : عشان تقول الملائكة و لك مثله ..
        : يالوصخة ..
        ضحكت وقالت : ماأدري من فينا قليل الأدب , يلا مع السلامة ..
        : بسسسس ..
        قالت بحزم : مع السلامة ..
        وصكت السماعة وابتسمت وهي تقول : نوم العوافي , إن شاء الله نمت زين ؟؟
        تحرك من عندها وهو يحك ذراعه وراح للمطبخ بصمت , كانت تعرفه لا قام من النوم بعد رجعته من العمل تكون أخلاقه مافي أشين منها , قال وهو يفتح الثلاجة بيد واليد الثانية مستمره في الحك : مين كنت تكلمين ؟؟
        ابتسمت وقالت وهي تتكي على باب الثلاجة : عنيدي , خايفة من الدخول على عدنان ..
        قطب حواجبه وقال : عنيدي , والله اللي حزنان عليه صاحبي المسكين اللي طاح ومحد سمى عليه , يعني يصصصصصصبر ويفطر على خبله ..
        ضربته باستنكار وهي تقول : حرام عليك , اش فيها عنيدي والله ما في زيها اثنين ..
        خرج اللبن وقال وهو يصك الباب : إيوه من ناحية مافي زيها مافي زيها رححححححححمة من رب العالمين , لو في السعودية ثنتين زيها كان قولي على السعودية السلام ...
        خرجت له كاسة وسحبت منه العلبة اللي كان بيشرب من فمها وصبت له في الكاسة وناولتها له وهي تقول : الله يتمم لها على خير ..
        قال وهو يجلس على الكرسي : شوفي هو إذا ربي كتب لهم نصيب , واحد من اثنين بيصير ..
        وأشر بإصباعه وهو يقول : يا تجنن العنود عدنان , يا هو يعقلها وأنا أتمنى إن الشيء الثاني اللي يصير لأني ما أبغى أخسر صاحبي ..
        ضحكت وقالت وهي تتحرك : حرام عليك , مو لهالدرجة ..
        حط يده على بطنها يوقفها وقال بهدوء : من أرجع من عندهم نروح المستشفى ..
        بعدت عنه بخجل وقالت : الله يسهل ..
        قام وقال : ماأبغى أعلم أهلي إلا لمن نسوي الفحوصات ..
        هزت راسها متفهمة وتبعته وبعد جلسة هادئة في غرفة التلفزيون قضاها في تصفح الجرايد وشرب الشاهي و صلهم صوت أذان المغرب , حطت يدها على قلبها وقالت : يا حبيبتي يالعنود , الله يسهل لك ..
        قال بتعجب : خليتوها مصيبة , ويعني دخلت عليه ..
        شهقت وقالت : تخييييييييييل عمري ماقابلت واحد غريب وأدخل عليه هالمرة عشان يشوفني مناسبة لمزاجه ولا لا , ياماما , الحمد لله اللي ماوقفت هالموقف ..
        ابتسم وقال : أنا غير عن بقية الرجال , شفتك بكلللللللللل أشكالك قبل ما اخذك ..
        حست بضربات قلبها تزيد وهي تلتفت له وهي تسأله بتردد : واش كان رأيك فيني ؟؟
        قام وقال : السلام عليكم , بأروح ألحق أصلي عند مسجدنا عشان ماأبغى أفوت علي منظر العنود وهي خجلانه , هو منظر ما يتكرر مرتين في العمر ...
        قامت وراه وهي تقول : ليييييييه متهرب , جسووووووووووم ؟؟



        **************************


        ضربتها سفانة على راسها وهي تقول : بتركدين ولا لا , تراني ماني زي الهنوف , يلا بلا دلع ..
        ومسكت الكحل ورسمت به داخل عين العنود اللي قالت : طيب قولوله عندها إنفلونزا الطيور ..
        لفت سفانة على الهنوف اللي دخلت الغرفة وقالت من بين أسنانها : كييييف استحملتيها ؟؟
        قالت الهنوف وهي تفرد لبس العنود اللي كوته بنفسها على السرير : من العصر وهي تجيب أمراض الدنيا , سويت قاموس بالأمراض المعدية ..
        ضحكت البندري وقالت : عنود ترى عدنان في المجلس ..
        فزت العنود ومسكت بطنها وهي تقول : مغصصصصصصصصصصص ...
        وصلهم صوت جاسم وهو يقول : ياولد ...
        خرجت العنود بسرعة ولصقت فيه وقالت من دون ماتسلم : جسووووووووووم , تكفى لا تخليني أدخل ..
        ضحك وقال : عنيدي مستحية , ما أصدق ...
        قالت وهي مقهورة ليش كلللللهم مهم مصدقين الحيا عليها : تراني مو مستحية , أخاف أفشلكم عند الرجال ..
        طالع في بجامتها البرمودا وبلوزتها اللي بدون أكمام وابتسم لمن تذكر رد فعل أزهار , قال وهو يدفها على غرفتها : يلا روحي إلبسي ولا بتقابلين الرجال كذا ..
        رجعت للغرفة في نفس الوقت اللي خرجت الهنوف عشان تسلم عليه وهي تقول : هلا جاسم , كيف حالك وكيف زهورة ؟؟
        خرجت العنود راسها وقالت بتحذير : هييييييييييييي , ترا ما أبغى أحد معايا لا دخلت غير أبوية , كافي متفشلة من أبوي ..
        خرجت البندري بتردد , أول ماشافها جاسم تحولت نظراته المبتسمة لنظرات بارده وهو يقول : أنا نازل , نزلي العنود لاتأخرنا ..
        ونزل على طول , نزلت البندري عيونها بعيد عن نظرات الهنوف المستغربة ودخلت الغرفة , شافت سفانة مغطية عيونها وهي تقول : روحي غيري في الحمام يالوصخة ..
        نزعت العنود بلوزتها وهي تقول بلا اهتمام : لا أحد يطالع ..
        ولبست بلوزتها البيضا , كانت ناعمه أكمامها حيران و لها فتحة دائرية ومرسوم عليها ورود ملونه بنفس ألوان الورود اللي في طرف التنورة الجينز , لبست صندلها الأبيض وفردت شعرها اللي سشورته لها سفانه , كان واصل لنهاية ظهرها , سحبت نفس عميق وشمرت أكمامها بطريقة حونشية وهي تقول : يلا ..
        حزنت عليها الهنوف من قلب , كانت عارفه إنه تسوي هالحركات عشان تخبي توترها وخوفها وخجلها , مسكتها وجلستها وهي تقول : استني ..
        وفكت سلسلتها الذهب اللي أهداها لها حسان يوم الملكة ولبستها لها وهي تقول : مو إنت كنت تحاربيني تبغين تلبسينها , يلا هالمرة بسسسسسسسس بأسمح لك ..
        لمست العنود السلسة اللي على شكل قلب كبير معلق فيه قلب ثاني أصغر وقالت بهمس : هنووف ..
        طالعت الهنوف في المراية وقالت بهمس : بالتوفيق يا قلبي ..
        لبستها سفانه الأحلاق وهي تقول : يلا يا عروسة , تحركي ..
        قامت وتحركت بثبات وهي تقول : شكرا ..
        ولمن نزلت الدرج ووصلت لاخر درجة رجعت طلعت جري وهي تقول : بطلت ..
        مسكوها وهم مايتين ضحك على خبالها ونزلوها غصب , ابتسمت أمها وقالت : بسم الله ماشاء الله , اش الحلاوة هذي ؟؟
        رفت بعيونها بطريقة مسرحية وهي تقول : أخبل مو ؟؟
        زفرت أمها وقالت : تحركي الله يصلحك , لا تنسين تشيلين الصينية ..
        لفت بصدمة وقالت : صينية إييييييييش ؟؟
        : عصير ..
        شهقت وقالت : وإذا كب ..
        صرخوا مع بعض : يكب لييييه ؟؟
        وناولتها الجوهرة الصينية وهي تقول : تحركي وحسك عينك تفتحين فمك بحرف , تراك ماتنطقين إلا بمصايب ..
        مسكت الصينية وسحبت نفس وتحركت وهي كل شوية تلتفت لهم , كانوا يبتسمون ويلوحون لها , وقفت عند باب المجلس وهي تسحب أنفاسها , كانت تحس كل خلية في جسمها ترجف من الخوف , لدرجة الصينية نفسها كانت تهتز ويهتز سطح العصير من اهتزازها ..
        ابتسم عدنان وقال بهدوء : عاد إنت مذهبك واسع ..
        ضحك عبد الرزاق وقال : لا واسع ولا شي , بس اش فيها لو تكلمتم عشان تتعرفون على بعض قبل ماتعقدون ويطيح الفاس على الراس ..
        قال أبوه بعصبية : ما تفهم , الكلام وقت الخطوبة حرام , ما صارت تحل له , لساعها أجنبية عنه ..
        : حتى لو خطبها ووافقت وطلعت التحاليل وكل شي ..
        هز عدنان راسه وقال : حتى لو تم كل شي , مايجوز تكلمها إلا بعد العقد عليها ..
        حك شعره وقال : يعني تدبيسة ..
        طالع فيه عدنان بغيض وقال ببرود : بتعترض على الشرع ..
        وصلهم صوت دق خفيف على الباب , قام جاسم وفتح باب المجلس وابتسم وقال : هلا , تفضلي ..
        خفض عدنان بصره وهو يحس بتوتره يزيد , حمد ربه اللي التوأم راحوا على الفندق عشان يغيرون ملابسهم ومالقيوا وقت يقابلونه ولا كان طاحوا فيه محشات ..
        همست العنود : اطلعوا برا انت ورزوقو ما حأخش وانتم جوه ..
        مسكها جاسم من ذراعها ودخلها وهو يقول بعناد : تحركي وانتي ساكته ..
        أول ما دخلت حست بمغص من شدة الرعب , مشيت بخطوات بطيئة وهي تصرخ بداخلها ~ يارب ما أطيح , يارب مايكب العصير , ياربي ياربي بمووووت ~ , قدمت العصير لأبوها وتجاوزت عبد الرزاق اللي مد يده وهي مهي منتبهة له , كانت تبغى تخلص مهمتها بأسرع وقت , تقدم العصير لعدنان وتجلس على طول , كتم جاسم ضحكه على شكل عبد الرزاق اللي طالع فيها باستنكار وهو ماد يده للهوا , ودقه أبوه يعني لا تتكلم ..
        أول ما شاف الصينية قدامه رفع بصره وهو يحس بإحراج من نظراتهم اللي يحسها عليه , سحب كاسة من دون مايطالع وحطها على الطاولة وهو مدنق , العنود اللي كانت مركزة بصرها على الصينية حطتها على الطاولة الكبيرة وتحركت بسرعة وجلست جنب أبوها وهي منزلة راسها للأرض وعاقدة يدينها بقوة , ساد صمت حسته العنود زي الهم على قلبها , لصقت في أبوها أكثر وهي تحس قلبها بيخرج من قفصه من شدة نبضه , ابتسم أبوها لمن شاف عدنان مدنق راسه وهو يعدل شماغه بتوتر وقال : عدنان , هذي هي العنود ..
        قال من دون مايرفع بصره : كيف حالك العنود ؟؟
        تزلزت الأرض تحتها لمن حست صوته العميق يخترق سمعها بقوة وثبات , دنقت راسها أكثر وهمست : الحمد لله ..
        قال عبد الرزاق : لا ما أقدر صراحة , اش الأدب اللي نزل عليك فجأة ؟؟..
        انصعقت من تعليقه , رفعت راسها له و فرصعت عيونها فيه بتهديد , ضحك جاسم وهمس وهو يجلس جنب عدنان : عدنان لا يفوتك ترى هي مرة وحدة الشوفه ..
        ابتسم عدنان وهو يرفع كاسة العصير ويشرب منها بهدوء , وبعد تبادل شوية أحاديث قال أبوها لمن شاف عدنان مصمم ما يرفع بصره : عبد الرزاق وجاسم , اسمحولنا شوية ..
        قام جاسم بسرعة وأشر لعبد الرزاق لأنه كان عارف إنه عدنان ما حيرفع بصره وهم في , لمن خرجوا ابتسم أحمد وقال : ما وريتك الدرع اللي أهدتني إياه القيادة لمن تقاعدت ؟؟..
        وقام متوجه للدولاب المقزز في نهاية المجلس , صرخت العنود لمن حست بالبرودة والفراغ لمن قام أبوها من جنبها ~ أبويه لاترووووووووووووووووووح , يممممممممممممممممممه , قلبي , قلبي ~ , رفع عدنان بصره وتجمدت كل مشاعره للحظة قبل ما يخفق قلبه بجنون , عيونها اللي مسبلتها بخجل , حواجبها المقطبة , أنفها الصغير , شفايفها المزمومة بشكل يوضح توترها , يدينها اللي قاعدة تفركها بكل قوتها , ~ عدنان , اش فييييييييك ؟؟ هي هي ما تغيرت عن الصورة اللي أرسلتها , الفرق إنها دحين بدون مكياج ~ ما يدري ليه حس بكل مشاعره الغريبة الممزوجة بالتوتر والضيق تختفي بلا مقدمات حتى محاولاته تذكير نفسه إنها ممكت تكون هي نفسها اللي طاردته بإزعاج لمدة طويلة قبل ما ترسل له بكل جرأة صورتها وهي تصرح له بهويتها وحقيقة إعجابها به ما فلحت إنها تعكر الراحة الغريبة اللي حسها ..
        ~ يمكن ما يعجبه أنفي لأنه صغير ولا يمكن يصمم إني وقحة لو شاف فتحة بلوزتي , ياليتني لبست البلوزة المقفلة بأزرار , لا لا هذي أحسن مخليتني أنعم و ... يا أمييييييييييييييييييييي لا يكون قاعد يطالع فيني دحين , أرفع عيني أشوف , بنت أهجدي عيب , بسسسسس لازم أشوفه , لالا مو لازم , عنووووووود ~ رفعت بصرها بتردد وأول ماجات عينها على عيونه ~ يافشلتييييييييييييييييييييييي ~ نزلت بصرها بسرعة وهي ترجع شعرها على ورى بتوتر , وزفرت براحة لمن جلس أبوها جنبها وهو يوري عدنان الدرع , عدنان اللي بعد نظره عنها أول ماجا أحمد مسك الدرع ولأول مرة يمر بهالحالة كان يطالع في الكتابات المكتوبة بدون مايستوعب أي حرف منها , رجعها لأحمد وهو يقول بثبات : ماشاء الله , تستحق أكثر ياعم , أبويه كان يقول إنك كنت الثالث في دفعتك وإنك كنت شايل القيادة على راسك ..
        ابتسم وطالع في الدرع بحنين وهمس : كانت أيام ..
        وحط الدرع وقال : بس ارتحنا من وجع الراس , حلو التقاعد ..
        والتفت لعنود اللي دقته بطرف كوعها وقال : ها عنيدي ..
        طالعت برعب في عدنان خوف إنه انتبه لحركتها ولمن شافت مدنق ومبتسم حست بحرجها يزيد , دقته بشويش مرة ثانية , دنق عليها وقال : نعم ..
        همست بإحراج : خلاص ماصارت شوفه بأخرج ..
        ابتسم وحط يده على فخذها وقال بطريقة كإنه يمازحها وهو قاصد الكلام : قبل ما تخرجين طالعي في عدنان ترى النظرة لإثنينكم ..
        ~ أبويه حرام عليك تفشلني أكثر ~ هزت راسها بلا وهي تدنق أكثر ,
        رفع عدنان بصره لأحمد وشافه يحاول يرفع راس العنود اللي غطت قصتها على وجهها من كثر ماهي مدنقة , حست باستنفار في كل خلاياها لمن سمعت صوته وهو يقول : العنود ..
        ~ يمممممممممممه , هذا اش يبغى ؟؟ يناديني بكل هالجرأة قدام أبوية ~
        : العنود ........... العنود ...
        كان في صوته نبرة ملحة خلتها ترفع راسها غصب , طالعت فيه و انصعقت لمن شافته مبتسم وهو يقول بهدوء : عمي صادق في كلامه ..
        دنقت بسرعة وفرصت فخذ أبوها وهي تهمس : بأخرج ..
        وقامت بسرعة وهي تهمس : عن إذنكم ..
        وكان خروجها أصعب مرحلة لأنها كانت متأكدة إنه يطالع فيها , أول ماخرجت لقيت أخواتها وسفانه عند باب الصاله , قفلت الباب وطالعت فيهم بصمت , سألتها الهنوف : كيف ؟؟
        صرخت العنود : يخوووووووووووووووووووووووووف ..
        حطت سفانه يدها على فمها وهي تقول : يالخبله يسمعك ..
        بعدت يدها وتحركت وهي تقول بحزم : ما أبغاه , يخووووووووف والله يخوف ...
        ورجعت لفت عليهم ومسكت يد البندري والهنوف وهي تقول : حسوا ..
        كانت يدها زي مكعبات الثلج من شدة برودتها , مسكت سفانه يدها وضحكت وهي تقول : طيب واش خلاك تقولين يخوف ؟؟ نستناك ساعة واخر شي تطلعين لنا بكلمة يخوف ..
        حطت يدينها على خدودها وقالت بطريقة مسرحية : و حليوة كمان..
        صرخوا في وقت واحد وضربتها الهنوف وهي تقول : استحيييييييييييييييي , انتي متى شفتيه ؟؟ ..
        ضحكوا عليها لمن قالت باستنكار : ياسلام هو يشوف وأنا لا , والله الحق يقال , حليوة ولد الكلب , ما دريت إنه بهالوسامة ..
        وابتسمت وقالت متابعة وهي ترفع خشمها : بس مو أحلى مني ..
        تأوهت لمن ضربوها وكل وحده تصرخ بمغرورة أو متكبرة , راحت لأمها اللي كانت جالسة في الصالة مع الجوهرة ورفعت يدينها بعلامة النصر وهي تقول : ما ضحكت ....
        وعددت كل الأشياء الله كانت خايفه منها : ماطحت , ماكبيت العصير , مانقطع صندلي , ما تحمست وصافحته , ما قهقهت , وأهم شي ..
        وصرخت بحماس : ما عطست , شكرا يارب , شكرا , وين القبلة بأسجد شكر ..
        جلسوا يضحكون على مخاوفها اللي كان العطس أكبرها لأنها تعطس بصوت عالي وما تقدر تكتم العطسة زي باقي البنات , مسكتها الهنوف وقالت : حكيني من طق طق لسلام عليكم ..
        قالت أمها بخوف : أهم شي ارتحتي بعد مادخلتي عليه ..
        هزت العنود أكتافها وقالت : ما أدري , عادي ...
        قالت الجوهرة : يا همي , مو مهم انتي , أهم شي هو اش بيقول عنك ؟؟ ..
        قالت العنود باستنكار : يعني لو ماناسبني ما أقدر أعترض ..
        قالت الجوهرة ببرود : تعترضين لييييييييييه ؟؟ احمدي ربك اللي تقدم لك واحد ..
        قالت سفانه بصوت عالي : والله هو اللي يسجد لربي شكر إنه بياخذ العنود ..
        وقالت الهنوف معاها بحماس : والله يحمد ربه , هو يحصل ظفرها ..
        واتفاجأوا لمن قالت البندري هي كمان : والله أمه داعية له ليلة القدر اللي بياخذ عنيدي ..
        لفت عليهم العنود بخجل كانت حاسة بخجل فضيع ممزوج بفرح من كلماتهم وضمت يدينها لصدرها وهي تقول بخجل وبطريقتها المسرحية المعتادة : شكرا , شكرا ..
        ومسحت دموع وهمية وهي تقول : أحرجتوني , الله لا يحرمني منكم ..
        لفت الجوهرة بوزها وقامت وهي تقول : المهم اش بيقول الولد ..


        *************************


        مانطق عدنان بحرف من بعد خروجها وهو يستمع لأحاديث جاسم وعبد الرزاق مع أبوهم وعقله غصب عنه يشرد ويضيع عليه تركيزه في كلامهم ~ شكلها بريء , حتى تصرفاتها ماكان فيها شي يدل على جرأتها , البنت كانت بتموت من الخوف والخجل , يمكن ........ عدنان خلاص وعدت نفسك ما تفكر بهالموضوع خلاص ~ غمض عيونه بتعب وهو يحاول يخرج من أفكاره المعذبة وفتحها على طول لمن حس بجسد جنبه , ابتسم له جاسم وقال : ها نقولك أبو رحم ..
        ابتسم عدنان وانتبه إنه عمه وعبد الرزاق مهم موجودين والمجلس صار خالي إلا منهم الاثنين , طالع فيه جاسم بصمت وبعدها همس : ترى لو تبغى تخرج من الموضوع ما ألومك ..
        فتح عدنان عيونه بصدمة لمن نزل جاسم راسه وقبض يدينه المفروده على ركبه وهو يهمس : أنا لو مكانك بأخاف أتقدم لوحده أختها ..
        لأول مرة يبين له جاسم إنه يعرف بمعرفته للي صار للبندري , حط عدنان يده على يد جاسم وصها وهو يقول بحزم : جاسم ..
        قاطعه جاسم وهو يرفع راسه ويطالع فيه : ممكن أقول لأبويه ما صار نصيب و أخرجك من الموضوع لو تبغى ..
        وحط يده على صدره وقال : وأحلف لك ما تتغير معزتك بقلبي ..
        فرصة وجاته لحد عنده , أخيرا يقدر يخرج من الموضوع بدون شوشرة وبدون ما يضطر يجامل و ياخذ وحده مهي عاجبته أخلاقها , تردد ونزل راسه وهو يسحب يده عن كف صاحبه وهو يقول بإحراج : ما يحتاج هذا الكلام كله , إذا موافقين نروح نحلل قبل ما نسافر الرياض ..
        رفع جاسم حواجبه وصرخ بحماس : صادتك أختي ..
        ضحك بحرج وقال بهدوء وهو يحك حاجبه عشان يخفي خجله : الله يقطع شرك إنت وهالتشبيه , حسستني كإني سمكة ولا طير ..
        ما قدر يتمالك نفسه , فرحته كانت أكبر مما يسعه قلبه , حضن عدنان بفرح وهو يقول : الله يتمم لكم على خير , الله يتمم لكم على خير ..
        انحرج عدنان من فرحته وذكر نفسه إنه هذا مو أخو البنت اللي متقدم لها , هذا صديق عمره اللي مر بلحظات الله أعلم بها , دفه بخشونة وهو يقول بمزح : قوم عني شايفي أزهار ...
        طالع فيه جاسم باستنكار وقال : قاعد تتريق , والله وطلع لك لسان ..
        قام عدنان ورماه بنظرة معبرة وهو يقول ببرود مصطنع : من قبل ماتعرف حليب أمك ..
        قهقه جاسم وقال : تراك تخوف لمن تطالع بهالنظرة ..
        وضربه على كتفه وهو يسأله : ها جاهز لرحلة بكره , ترى الشباب مخططين عليها من متى ..
        قال بهدوء : إذا تم الموضوع نروح نكشف بكره الصباح وبعدها نروح للرحلة ..
        طالع فيه جاسم باستنكار وقال : ماشششششششششاء الله , حار يا فول , ما عندك صبر ..
        قال بصدق : ماله داعي تطويل الموضوع , خير البر عاجله ..
        قال : ولا يهمك , أوصل الموضوع لأبويه الليلة , مصر تنام في الفندق ..
        ضحك عدنان وقال : مو معقولة أنام في بيتكم الليلة ..
        تبادلوا شوية أحاديث جنب سيارة عدنان المستأجرة قبل ما يروح لفندق الشيراتون اللي يستنونه فيه أبوه وأخوانه ..



        ***************************
        : شكلي كان حلو ؟؟
        صرخوا بطفش وقالت سفانه وهي تلف عن الكمبيوتر عليها : عنود ارحمي أهلي والله حلوة حلللللللللللللوة ..
        زفرت العنود وجلست على يد الكرسي اللي جالسه عليه وهمست : تعتقدين ريمو زعلانه عشان كذا ماجات ..
        رفعت سفانه حاجبها وقالت بتعجب : نعم , ما أظنها زعلانة ولو زعلانه معناتها بزرة وعقلها صغير ..
        سألت العنود : لو الهنوف رفضت حسان ماكنت بتزعلين ؟؟
        قالت سفانه بعد تفكير : ممكن في البداية لكن بعدين خلاص الشي صار وانتهى , زعلي اش بيفيد ..
        سكتت العنود طويل بعدين لفت على سفانه وطالعتها بنظرة جاده وهي تقول : بالله شكلي كان حلو ..
        صرخت سفانه وهي تدفها : انقلعي عنيييييييييييييي ..
        ولفت على الهنوف اللي جالسة تصب الشاهي لهم والبندري المنسدحة على بطنها فوق سريرها وهي تضحك عليهم وقالت برجاء : شيلوها عنييييييييييييييي , فين جوالي ؟؟..
        وقامت تدور على جوالها وهي تحلف إنها تدق على حسان عشان يجي ياخذها لو رجعت العنود و سألتها عن شكلها مرة ثانية ..



        ***********************



        الساعة 9 صباحا :
        في فيلا أحمد :

        رجعت لفت طرحتها للمرة العاشرة ومسكت نقابها ولبسته ورجعت نزلته وهي تصرخ : يارب ..
        بعدت البندري لحافها وقالت : عنيدي والله ربي يسمع دبيب النمل مايحتاج تصرخين بهالطريقة ..
        لفت عليها وقالت بسخرية : لا والله بندر , ماكنت أدري ..
        دخلت الهنوف وقالت : بنت عنيدي , جاسم له كم وهو يستنى , كافي مستأذن من العمل كله عشانك رافضة تمشين مع رزوقو ..
        : هذا اللي نقص علي , أمشي مع رزوق , بيحطني في مطعم أنا والرجال ويقولنا , go , ماأدري اش شكله من هبالاته ؟؟
        استعجلتها الهنوف وهي تقول : يلا موقفه الرجال كمان ..
        ضمت نقابها وقالت بخوف : هو جا , قوليلهم بطلت ..
        زفرت وقالت وهي تسحبها : تحركيييييييييييييييييييييييييييي ..
        نزلت الدرج وغطت وجهها وعدلت عبايتها على راسها وهي تدعي من قلبها إنها ماتتكرفس قدامه , ابتسم جاسم وقال وهو يفتح الباب ويخرج : يلا تحركي ..
        مسكتها الجوهرة وقالت وهي تمد لها عطرية : حطي شوية , مو معقولة تروحين كذا ..
        قالت العنود بحزم : لا , مستحيل , اش فيك انجنيتي ؟؟
        قالت : شوية ماتضر ومابيشمها غيره وهو خطيبك ..
        قالت : جوهرة , لساعه أجنبي عني , حتى لو طلعت نتايجنا برضو يظل أجنبي إلين يعقد , وإذا شم ريحتي دحين معناته إني زانية ..
        وتحركت وهي تقول : الله يهديك ..
        لفت الجوهرة على أمها والهنوف وهي تقول باستنكار : طالعوا , صارت المفعوصة هذي تعلمني الدين وتقولي الله يهديك , أكيد كلللللللله من تحت ست بن باز ..
        وتحركت بعصبية , زفرت الهنوف وتبادلت نظرة تعب مع أمها اللي مهي عارفة كيف تصافي بين الجوهرة وأزهار ...
        أول ما دخلت سيارة جاسم قالت : السلام عليكم ..
        ابتسم وقال وهو يدق البوري لعدنان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا عروستنا ..
        مسكت بطنها وقالت : لا تقول عروستنا ترى لله من الصباح وأنا ممغوصة ومعايا إسهال ..
        ضحك وقال : الله يوصخك يالوصخة , اش هالكلام ؟؟..
        غمضت عيونها ورجعت المقعد على ورى وهي تقول : حسك عينك تصحيني قبل ما نوصل مستشفى الولادة ..
        دقايق ورفعت راسها وقالت : قول أي شي , حكيني أي حكاية بطني تمغصنييييييي ..
        ضحك وقال : اش أقول ؟؟
        قالت : أي شي ..
        فكر شوية بعدين قال بخبث : عارفه اش أكثر شي يحبه عدنان ..
        صرخت تقاطعه باستنكار : جاسم ..
        قهقه وقال : انت قلتي أي شي ..
        : تراب ..
        ضربها بطرف يده وهو يقول : احفظي لسانك ..
        لفت بوزها وقالت : تستاهل ..
        ابتسم وقال : هذي الكلمة اللي ذبحتني بها أزهار ..
        لفت عليه وقالت : صح , جسوم ترا أزهار متغيرة , قصدي وجهها باهت ..
        حك حاجبه وقال : حتى أنا شغلت بالي , لها كم يوم ما تاكل زي الناس وهي عاد إلا الأكل عندها في المرتبة الثانية بعد الصلاة وقراءة القران ..
        ضحكت العنود من قلبها وقالت : حرام عليك , ترا هذي غيبة ..
        قال : لا مهي غيبة , لأني أربع ساعة وعشرين وأنا أقولها هالشي ..
        طالعت فيه باستغراب وسألت وهي تضحك : واش أربع ساعة وعشرين ؟؟..
        وقف عند إشارة وقال : هذا شي صدعت راسي به أزهار أمس ..
        ابتسمت وهي تطالع فيه بصمت , ذكر أزهار أكثر من مرة في دقايق معدودة ,
        وهذا يدل على حرصه وسماعه لكل شي تقوله رغم إنه قدامها وقدامهم يبين إنه مايهتم ولا يفكر فيها بالعكس يعاندها و يعصب عليها قدامهم كثير , ~ يارب تسعدهم دوم يارب , بسسس اش فيها أزهار ؟؟ الكل لاحظ إن البنت مهي على طبيعتها أبد , يكون صار بينهم شي ؟؟ ~ غرقت في أفكار طويلة ومانتهبت إلا وهي لمن تباطأت السيارة ووقفت عند المستشفى , رجع لها المغص , خرج جاسم فقالت له : روح إنت واياه أنا أمشي وراكم ..
        شافته يسلم على عدنان اللي وقف سيارته قبلهم , ولمن مشيوا خرجت وتحركت وراهم وهي تحس بكل أطرافها تنتفض , كانت غصب عنها تطالع في فرق الطول بينهم , كان عدنان أطول وأعرض من جاسم ~ يمه أنا أخاف من جاسم وهو بهالحجم يطلع لي واحد أضخم منه , طيب هذا لو ضربني كيف بأرد الضربه ؟؟ عنووووووود اش هالتفكير السخيف ؟؟ لمن وصلت لساحة المستشفى انتبهت إن الواجهة كلها قزاز عاكس , يعني زي ماهي شايفتهم أكيد هم شايفينها , خففت مشيها ولمت عبايتها وقبضت على شنطتها بقوة وهي تدعي إنها توصل للمستشفى بلا فشايل , ولمن دخلوا أشر لها جاسم تجلس على الكراسي , جلست وهي مدنقة راسها للأرض , معقولة أخواتها مروا بهالمشاعر المتضاربة ولا بس هي الخبلة من زود تفكيرها , جلس جنبها جاسم وناولها الورقة وقال : أكتبي بياناتك , أول ماوقع بصرها على خطه شهقت بداخلها وهي تصرخ ~ أي خط هذا ؟؟ ~ مسكت الورقة وتناولت القلم منه وهي تقول بتريقة : متأكد صاحبك مايشتغل خطاط ؟؟..
        تفاجأ جاسم من تعليقها وغصب عنه ضحك وهو يضربها على كتفها وهو يقول : أكتبي وانت ساكته ..
        ناولته القلم وقالت برجاء : أنا أنقلك وانت اكتب , خطي يفشل ..
        زفر جاسم وكتب اسمها وعمرها وسجلها المدني اللي نقله من بطاقة العايلة وناولها عشان توقع وهو يقول : مو معقولة أوقع كمان ..
        كان توقيعه باذخ وفيه حركات غريبة , لفت بوزها وقالت وهي تشخط شخطيت حولين حرف العين : هذي ضريبة الزواج من مهندس ..
        سحب الورقة وهو يقول : الله يعينك يا عدنان , وقعت وماأحد سمى عليك ..
        همست من بين أسنانها : شغلك في البيت يالدب ..
        ولمن ناول عدنان الورقة شافته يطالع فيها قبل مايناولها للمسؤول اللي أعطاهم أوراق عشان يدخلون للفحص ..
        شغلت نفسها بتأمل البنات اللي حولينها , كثيرات زيها جالسات بهدوء لكن اللي صدمها بعض البنات معاهم أخواتهم أو أمهاتهم وواقف جنبها خطيبها وهو يكلمها كإن الشي طبيعي والأدهى من كذا يمازحها وهي تضحك بخجل , استغفرت وهي تلف وجهها عن المناظر اللي زادت تلبك معدتها , نادى المسؤول على مجموعتهم بعد ماخرجت مجموعة من الغرفة , كانت تطالع في البنات ودها تشوف هل هم متوجعات ولا لا , عاد هي خوفها وعذابها الإبر , أشر لها جاسم تقوم , راحت ووقفت جنبه ولصقت فيه وهي تقول : الله يخلييييييك , أدخل معايا ..
        قال : ممنوع , يلا تحركي ..
        وقف المسؤول عدنان وقال : وين خطيبتك ؟؟
        أشر لجاسم , تحركت العنود وهي تحس رجولها ثقييييلة , نزل راسه وتحرك داخل ودخلت هي وراه وهي مستغربة من تصرفات البنات اللي يأشرون ويتغامزون بلا حياء ~ يمه البنات ماعاد عندهم حيا , اش صار في الدنيا ؟؟ يارب ارحمنا , أصلا من شاف حجابها عرف إنه حياءها منزوع , عنيدي إدعيلهم إنت كنت تلبسين عباية على الكتف , بس على الأقل ماكنت مطرزة بكريستال كإني رايحه سهرة ~ , كانوا جالسين في كراسي والجهة الثانية الرجال وواقف عندهم حارس أمن وممرضتين عشان ينادون وياخذون عينات الدم , حست نفسها بتختنق , يعني ما قدروا يعزلونهم كل في غرفة بدل هالطريقة ..
        : عدنان عبد الكريم ال ....
        : العنود أحمد ال ....
        شافته يتحرك للقسم المخصص للرجال , قامت وتحركت وهي تحس ببرودة في أطرافها , أول مادخلت وصكت الممرضة الستارة قبضت العنود على يدها وقالت : تكفييييييييين اسحبي دمي بأي شي غير الإبرة ..
        ضحكت الممرضة السعودية وقالت وهي تجلسها : بإيش يعني ؟؟ ارتاحي إن شاء الله ما حتحسين بها ..
        قبضت العنود يدها وشهقت لمن شافتها تفك الإبرة , أعطتها الممرضة ظهرها وهي تقول : غمضي عينك ..
        غمضت عيونها بقوة وهي تحس ضربات قلبها تزيد لمن حست بأصابيع الممرضة وهي تربط الحبل وتمسك ذراعها , تأوهت لمن دخلت الإبرة , ثواني وقالت الممرضة : ارخي يدك , خلصنا ..
        زفرت وقالت : خلاص ..
        ضحكت الممرضة وقالت وهي تلصق مكان الإبرة : يا خوافه , اش العرق هذا ؟؟
        كان جبينها ويدينها مندية من الخوف , قامت وخرجت , لقيته واقف برا مع جاسم اللي أشر لها , رصت شفايفها ومشيت له وهمست وهي تمشي معه : أخذوا دمي المجرمين , لو شفت كيف كبر القارورة ..
        قال جاسم بصوت عالي : عدنان العنود تبغى تعويض عن دمها اللي انسحب ..
        شهقت وضربته وهي تهمس من بين أسنانها : جسوم يالكذاب ..
        وحست بعظامها تذوب لمن قال بثبات : تبشر باللي تبغاه ..
        همست : ياحمار قوله إنك اللي جايب الهرج من عندك لا يقول مطيحة الميانة من دحين ..
        قال جاسم : تقولك تبغاك تفطرها في مطعم معتبر ..
        ابتسم عدنان بصمت لمن سمع صوت ضربة قوية ممزوجة بتأوه جاسم , جا له جاسم وقال : تراني أمزح معاك , حبيت أفشلها بس ..
        لف عليه وقال : وأخذت جزاءك ..
        ضحك جاسم وهمس : الله يعينك عليها ..
        ابتسم عدنان وهو يتحرك للمواقف وعقله يدور بأفكار كثيرة , أول ما وصل لسيارته قال : موعدنا العصر ..
        ودعه جاسم وركب سيارته , أول ما صكت العنود الباب زفرت وقالت : خلص الإمتحان ..
        ونطت في حلقه وهي تقول : الله يخليك خلينا نشتري فطور ونروح نفطر عند زهرة واحشتني الدبه ..
        بعدها عنه وقال : أركدي , أولا ماني مشتريلك فطور , ثانيا أزهار نايمه وماتبغى أحد يجيها ..
        انصدمت وسألت : ليييييييييييش ؟؟
        سكت شوية بعدين قال بغموض : تعبانة وتبغى ترتاح شوية ..
        كان متضايق إنه تأخر أمس وماقدر يوديها المستشفى والمشكلة اليوم الرحلة ~ يلا أوديها بعد الرحلة ~..



        ******************************


        بعد العصر في بيت الجده :

        : أمي ..
        ابتسمت نورة وقالت وهي خارجة من المطبخ وشايلة سلة كبيرة : صبر , صبر ..
        : الشباب سبقوني ..
        و جري و شال عنها السلة بسرعة وهو يقول : أفا , أم حسان تشيل الأشياء بنفسها ..
        وعلى صوته وهو ينادي : سفانه , خنفسا أوريكم مخليات أمي في المطبخ ...
        ضحكت نورة وقالت : اللي يسمعك يقول لوحدي , في الشغالات ..
        جاته الخنساء ووراها سمية , طالع فيهم وقال : والله أشك إنكم سياميات لاصقات في بعض بس بخيط خفي , ماشاء الله ماتفترقون ..
        شهقت سمية وقالت : خالو سمي بالله ..
        ضحك وقال وهو يمسكها السلة ويشيل الكيس الثاني ويحطه بين يدين الخنساء : تحركوا شيلوها للسيارة يلا ..
        تحركوا وهم متذمرات , ابتسمت أمه وقالت : انتبه لنفسك ولا تسرع ..
        سلم عليها وقبل مايخرج مر على جدته , كانت مدنقه تدور على دواها اللي انزلق بين السرير والجدار , تحرك بشويش ونغزها بخفه في خصرها و صرخت وهي تنتفض : واو , ياسيادي ...
        قهقه من قلبه وضمها وهو يقول : سامحيني ماقدرت أقاوم ..
        دفته عنها بخشونه وهي تقول : الله لا يبارك في عدوك , قوم عني , قوووووم ..
        وقبل مايبعد عنها ضربته بعصايتها وهي تقول : كم مرة قلتلك ماأحب أحد يمسكني من جنوبي ..
        حك كتفه مكان الضربه وقال : ماقدرت أقاوم ..
        لفت بوزها وعدلت مسفعها وهي تقول : قال ماقدرت أقاوم , قوم عني ..
        مسكها وسلم على راسها , دفته وقالت : جيبلي دواي تلقاه زارق بين السرير والجدر ..
        ركب فوق السرير ودخل يده يدور العلبة وهي تقول : طاحوا فينا لا تاكلون ملح , وخذوا الحبوب عشان مايرتفع الضغط , حبوبهم هذي هي اللي ترفع ضغطي ..
        خرج العلبة وقام وجاب موية صحة من اللي حاطتها تحت سريرها لأنها ماتحب الموية الباردة , خرج حبة وفتح الموية الصحة وناولها لها وهو يقول : بالشفاء إن شاء الله , أنا أستإذن دحين ..
        ودعته وهي توصيه يقول الأذكار ومايسرع في الطريق , لمن خرج لقي الثنتين قاعدات في السيارة ويمثلون مسرحية إنهم شباب يتسابقون , مسك سمية الجالسة مقعد السائق من ياقتها وشدها وهو يقول : إطلعوا , أنا لله متأخر ..
        ناولته الخنساء كاميرا وقالت : تقولك أسماء صور جلستكم ..
        زفر وقال : مدمنة تصوير هالبنت , يلا خشوا جوة بأفتح الجراج ..
        دخلوا بسرعة بعد ماودعوه , خرج جواله واتصل بعدنان ....



        *****************************


        : قول اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين أول ماتوصل , ترى في الليل تطلع العقارب والحشرات السامة , ومو بعيد تلقى ثعبان ..
        ابتسم وهو يتحرك من الحمام للغرفة عشان يتأكد من شكله ويحط اشياء الرحلة في الشنطة اللي حاطها على السرير , كانت تتبعه زي ظله وهي توصيه على نفسه وعلى عمر , لف عليها وقال وهو يحط يدينه على كتفها يثبتها : خلاص , اهجدي , دوختي راسي ..
        وصله صوت البوري فقال : شفتي أخرتيني , عدنان تحت ..
        قالت : اسمع إذا حسيتوا ببرد تراني حطيت في الشنطة جاكتين وبطانيتين و ..
        دق جواله فرفعه وقال : خلاص نازل ..
        صرخ فيه حسان : ياخي تحرك , ماصارت سمحنالك بشهرين ونص تلصق فيها في العروسة وماتخرج من البيت ..
        : نشوفك اش تسوي لا تزوجت ؟؟
        وصلته ضحكة حسان وهو يقول : أنا لاتزوجت إن شاء الله بأخلع باب الشقة وبأحط بلك وماأهد البلك إلا بعد سنة ..
        قهقه جاسم وشال الشنطة على كتفه ومشي للباب وهو يقول : تموت أختي جوع وتسبب لها الجنان , خلاص بطلت مافي جواز ..
        : انزل بس وانت ساكت ..
        لف على أزهار ولوح لها وخرج وهو يصك الجوال اللي كان يدق ماهر عليه في الخط الثاني , قالت بصوت عالي : إقرأ أذكار المساء ..
        وصكت الباب وابتسمت وهي تذكر نفسها إن البنات بيجون يزورونها بعد المغرب , دخلت المطبخ بحماس ..



        ********************************


        قال عدنان لمن شاف جاسم خارج من العمارة : خلاص صك , بهذلت الرجال ..
        قال سامر وهو يدخل راسه بين المقعدين لمن دخل جاسم مكان السائق : في بعض ناس يدافعون مو لله ..
        زفر ماهر وقال بهمس : يقطع الحب شو بيزل ..
        ضحك جاسم ولف على عدنان اللي لف عليهم ورماهم بنظرة تحذير , من رجع من المستشفى وهم طايحين فيه حش , طوال الوقت يتنهدون ويسوون له حركات حب لوعت بكبده , قال وهو يرجع يطالع قدام : ربي رحمني منكم أمس وطيحني في لسانكم اليوم ..
        قال جاسم : ذوق شي من اللي يسويه فيني حسانو الدب ..
        ولف صافح التوأم وهو يسألهم عن مباراة أمس اللي مالحق عليها , قال ماهر : ماشاء الله ياعندك رحيم , مو مركب رجول صواريخ نفاثة ..
        قال عدنان باستنكار : سمي بالله ..
        قال سامر بدفاع : قال ماشاء الله ..
        ضحك جاسم وقال : لو يصير للولد شي تذبحكم أخته على غير قبلة , وأنا أمين بأوصل لها إنكم إنتم اللي حسدتوه ..


        **************************

        تعليق

        • أحلى من الحلا
          عضو فضي
          • Aug 2007
          • 539

          #74
          في عسفان :


          رفع المسدس وهو يقول بمزح : من يبغاني أذبحه ؟؟..
          التفت له عبد الرزاق المشغول بجواله اللي مثبت سماعاته في أذنيه وقال عمر بحزم : عبد الإله تعوذ من إبليس و نزل المسدس , الملائكة تلعنك لو أشرت بحديدة لأخوك المسلم إلين ترخيها ..
          هزه عبد الإله وهو يقول : فاضي وقديم مصدي , حتى زناده ما ينضغط ..
          وقرن كلامه وهو يضغطه وهو مصوبه على الأرض , قال عمر بتوتر : ولو ..
          ضحك عبد الرزاق وقال وهو ينزل سماعاته : واو شيخنا خواف ..
          قال وهو يحط الحطب اللي جمعه مكان الحطب اللي مجهزينه عشان الشوي : مو مسألة خوف , ربي مايحرم شي إلا لسبب , بعدين إبليس يستنى أقل شي عشان يحزن ابن ادم ويوقعه في الغلط ..
          وشحب وجه عمر لمن لف وشاف عبد الإله مصوب عليه المسدس , قال بتوتر : تراك قمت توترني بمزحك ..
          قال وهو يحط نفسه يضغط الزناد : طخ ..
          ضحك عبد الرزاق على عمر اللي انتفض و قال : افرد عضلاتك المشدوده , ترى إحنا متعودين على هالمزح ؟؟ بعدين عبد الإله ما يتحرك بدون هالمسدس تقول حبيبته ..
          قطب عمر حواجبه لمن ضحك عبد الإله وقال : لا تصوبه علي مرة ثانية ..
          وقف حسان الجيب ونزل منه وهو يقول بحماس : دقايق و يوصلون , بالقوة أقنعت المعرس يتحرك من بيته ..
          وغمز لعمر وهو يتوجه للشنطة عشان يخرج بقية أشياء الرحلة , ابتسم عمر ولحقه وهو يقول بهدوء : قل لعبد الإله يشيل المسدس اللي يلعب فيه ..
          قطب حواجبه وقال : مسدس ..
          وتحرك لعبد الإله وقال : إنت رجعت لهالمسدس , كم مرة قلنالك يا تبيعه خرده ياتشتري سكتون بداله ولا بندق , أحسن لك منه ..
          ومد يده وقال : هاته ..
          ضمه عبد الإله وهو يقول : لا , جبته عشان أوريه ماهر , يقول ولد عمه عنده زيه ودايم يصلحونه لا خرب , بأنظفه معاه عل وعسى يتصلح ..
          هز حسان يده وقال بحزم : هاته , لا جا أعطيك إياه ..
          ضحك عبد الرزاق لمن قال عبد الإله بغيض وهو يطالع في عمر : يعني كان لازم تفتح فمك ياسيد عمر ..
          طلع عمر راسه من ورى الجيب وضحك وهو يشيل كيس الرز وهو يقول : تستاهل جاك اللي يعرف لك , لي ساعة أقولك شيله ما تسمع ..
          قال باعتراض وهو يمده لحسان ويحطه على راحته : خربان يالخوافين ..
          وانضغط الزناد , دوى صوت الطلقة وتردد صداه في الفضا الخالي حولينهم , الكل انتفض من صوت الطلقة الغير متوقع , طالع حسان بصدمة في عبد الإله اللي بادله نفس النظرة المصدومة الخايفة , ساد صمت فضيع في المكان , قطعه عبد الرزاق يصرخ بغيض : يالحمار قطعت خلفي , هذا اللي تقول عليه خربان..
          رف حسان بعيونه لمن بدأ يحس بالألم يجتاحه زي الموج , دنق وطالع في صدره وشهق لمن شاف بقعة دم تتشكل ببطء على بلوزته رفع راسه وطالع في عبد الإله بذهول , صرخ عبد الإله أول ماشاف بقعة الدم اللي بدأت تتوسع حولين حفرة صغيرة بقرب قلبه : حسان ...
          انفلت المسدس من يدينهم , عمر اللي جري أول ما سمع الطلقة تلقى بين ذراعينه حسان اللي انهار بطوله على وراه , فز عبد الرزاق وهو يصرخ بلا شعور : oooooooh my gad you shoot hem , did you hit hem ?? is he dead ??
          صرخ عمر وهو يشوف بقعة الدم اللي بدأت تتسع : تكلم عربييييييييييي , ما أفهمك ياولد الناس ...
          وحط يده المرتجفة على صدر حسان وضغط مكان الطلقة وهو يصرخ : تحركوا للسيارة , لازم نوديه مستشفى بسرعة ...
          وسدح حسان على الأرض , كان عبد الإله متصنم وهو يطالع فيهم بعيون مفتوحة على الاخر , صرخ عمر وهو يوقف ويفصخ بلوزة حسان : تحركووووووووا ...
          جري عبد الرزاق للجيب و شغلها و هو يصرخ : لا تخليه يغمض , لا تخليه يغمض بأي حال من الأحوال ..
          ضم عمر راس حسان وهو يقول بصوت حاول يخليه ثابت : حسان لا تغمض سامع , حسان سامعني ..
          كان حسان فاتح عيونه على اخرها وهو يطالع فيهم بعيون زايغة وهو يقول : عادي ما أحس بشي دحين , لا تخافون ..
          رجع عبد الرزاق عشان يشيلونه و قال : عبد الإله تحرك ساعدنا ..
          ولمن شافه عمر مصنم صرخ : عبد الإله ..
          التفت له عبد الإله بعيون زايغة , قال بصوت قوي : لو ما تحركت دحين بيموت ..
          تحرك عبد الإله بسرعة وتعاونوا و نقلوه للمقعد الخلفي , حط عبد الرزاق يده على كتف عبد الإله وقال : إنت أثقلنا , إركب معاه عشان تثبته وخلي يدينك ثابته على مكان الطلقة عشان ما ينزف أكثر , إضغط قد ما تقدر ..
          عيون عبد الإله مابعدت عن عدنان المسجى في المقعد الخلفي , هزه عبد الرزاق وسأل بصوت عالي : سامعني ؟؟ إضغط قد ما تقدر ..
          هز عبد الإله راسه بقوة وطلع , نط عبد الرزاق لمقعد السايق وصرخ : Harry ..
          كان حسان بجثته العريضه ماخذ المقعد الخلفي كامل وما يكفيه , ركب عبد الإله وحط رجله اليمنى على أرض السيارة وسند ركبته الثانية بين خصر حسان وظهر المقعد عشان يثبت نفسه وحط كفه اليمن على صدر حسان اللي بدأ يتغطى بدمه وفوقها كفه اليسار وضغط عليها , ارتجفت شفايفه وهو يقول : بسرعة , تحركوا ..
          من صك عمر الباب الخلفي تحرك عبد الرزاق , ركب عمر بسرعة جنبه والسيارة في بداية إنطلاقها , ثواني وكانت تنهب بهم الأرض , ركب طعس هز الجيب هز , صرخ عبد الإله لمن ضرب راسه في السقف وتحركت يدينه عن صدر حسان : بتذبح حسان قبل ما نوصل ...
          صرخ عبد الرزاق والسيارة ترتج من السرعة على أقل تبه يعدونها : الله يلعنه من طرييييييييييييق ..
          دقه عمر وقال بحزم : بادلني , أنا أعرف أسوق في الرمل ..
          صرخ عبد الرزاق : impassepole مجنون إنت , وإحنا بهالسرعة مستحيل نتبادل ..
          مسك عمر الدركسون وقال بثبات وهو يتجاهل انتفاضة قلبه : توكل على الله , أنا أحسن منك في السواقة وإنت لازم تراقب حسان , يلا تحرك نبادل بسرعة , مافي وقت نوقف السيارة ونبادل الأماكن ..
          طالع فيه عبد الرزاق لثانية ورجع طالع في الطريق , قال بسرعة بعد لحظة تفكير : نط للمقعد بعد ثلاثة ........ واحد , اثنين ..
          ورفع رجوله بخفة ووقف على المقعد وهو راكع وماسك الدركسون بكل قوته عشان يثبته على الطريق وقال : ثلاثة ..
          انسل عمر من مكانه وهو يدعي ربه بداخله إنه ما يصير لهم حادث بسبب تهورهم , وحمد ربه وارتاح لمن استقر في مكانه , وتحرك عبد الرزاق وانتقل لمقعده , ضغط عمر البنزين لاخر حد وهو يتشبث في الدركسون بكل قوته , التفت عبد الرزاق وسأل عبد الإله : كيفه ؟؟
          وانصدم وهو يشوف شحوب حسان , مد جسمه وصفع حسان وهو يقول : لازم ما ينام , متى غمض عيونه ؟؟
          قال عبد الإله بخوف : ما أدري ..
          صفعه عبد الرزاق صفعة أقوى وهو يقول بصوت عالي : حسان ..
          فتح حسان جزء من عيونه وفتح فمه بصعوبة , طالع فيه عبد الإله بخوف وهو يهمس : سامحني , سامحني يا حسان ..
          وضغط يدينه المرتجفة أكثر على صدره وهو حاس بتدفق الدم الحار من تحت يديه وتسلله من بين أصابيعه , طلع حسان صوت مقطع وهو يحاول يتكلم , قال عبد الرزاق وهو يحط يده على جبينه : لا تتكلم يا حسان ..
          وانصدم لمن حس ببلل جبينه من كثر العرق , ما اهتم حسان باللي يقوله وبالقوة همس بصوت خافت : هنوف ..
          ونزلت دمعتين من عيونه وهو يهمس بوجع : هنوف ..
          غمض عبد الإله عيونه اللي دمعت وبدأ يصيح وهو يقول : سامحنييييييييييييييييي ...
          مسك عبد الرزاق كفه الطايحة ورفعها وقال وهو يضغطها : الهنوف بخير ..
          ارتجفت شفايف حسان وهو يغمض عيونه بقوة , كانت دموعه تسيل بغزارة وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غي .... غيري ..
          قال عبد الرزاق بخوف : حسان افتح عيونك , لا تغمض ..
          فتحها بصعوبة وهو يقول و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان ..
          ما قدر عمر يلتفت لكنه سأل وهو يطالع في المراية اللي عكست له ظهر عبد الرزاق لا غير لثانية قبل ما يرجع يطالع في الطريق : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم ..
          بدأ جسم حسان كله ينتفض بقوة , صرخ عبد الإله وهو يحاول يثبته : اش فييييييييييه ؟؟
          قال عبد الرزاق بوجه شاحب يحاول يطمنهم : شكله فقد دم كثير ..
          قال حسان وهو يفتح عيونه على اتساعها وهو يشاهق : أمي , أمي , هنوف , هنوف ..
          وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه , حاول عبد الإله يثبته وعبد الرزاق يقول بخوف : حسان لازم تنسدح عش ..
          وانلجم لسانه لمن كح حسان وتدفق الدم من فمه , بعد عبد الإله وجهه اللي تناثر عليه رذاذ الدم ورجع يطالع بخوف , غمض حسان عيونه وانهار على المقعد بلا حراك , صرخ عبد الإله : لا , حسان لا تمووووووووووووووووووووووووووووووت , حسان لا ..
          انتفض عمر من قوة الصراخ و صرخ عبد الرزاق يحاول يهديه : عبد الإله إن شاء الله مامات , خليك ضاغط على صدره , الدم وصل لرئتيه بس , خليك ضاغط ..
          صرخ عبد الإله من بين دموعه : مات , ذبحته , أنا اللي قتلته , قتلت حسان , أنا اللي قتلته ..
          صرخ عمر وهو يحس بعدم قدرته على السواقه وهم يصارخون بكلمة مات : اش صار ؟؟ تكلموا , واحد فيكم يقولي اش قاعد يصير ..
          ولف بحده عن تبه ظهرت له من العدم , وشاف جيب أحمد قدامه , تجاوزه بسرعه وهو يضرب بوري ...
          التفت جاسم وخفف سرعة سيارته و عدنان يقول : اش السرعة هذي ؟؟
          قال سامر وهو يفتح قزازه ويطالع في الجيب اللي ابتعد عنهم بسرعة : لساعه يدق بوري ..
          قطب جاسم حواجبه ولف بسرعة وضغط البنزين وهو يحاول يلحقهم ..
          صرخ عمر : عبد الرزاق سكت عبد الإله تراني بدأت أفقد السيطرة على السيارة ..
          وحس بأنفاسه تضيق وهو يسمع بكى عبد الإله , سحب نفس عميق وقال بهدوء بعد لحظة تفكير : عبد الرزاق لقنه الشهادة ..
          صرخ فيه عبد الرزاق : لا تفاول , مامات ..
          قال عمر بحزم يهدده : بتلقنه الشهادة ولا أوقف السيارة دحين ..
          ارتجفت شفايف عبد الرزاق وهو يقول : أي شهادة ..
          قال عمر برباطة جأش : قرب من إذنه وقوله قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ..
          بدأت دموع عبد الرزاق تنزل وهو يقول : ما أقدر ..
          قال بهدوء : إلا تقدر ...
          وطالع بتوتر في سيارة جاسم اللي بدأت تلحقهم , خرج جواله ودق على جاسم بيد مرتجفة ..
          أول مارن الجوال , ميز جاسم نغمة عمر , قال وهو بالقوة يسيطر على الدركسون : عدنان خرج جوالي , هذا عمر ..
          خرج عدنان الجوال ورد عليه وقال على طول : معاك عدنان ..
          قال عمر بتردد : واحد فينا انجرح ولازم نوديه المستشفى ..
          لف على جاسم بتردد ورجع قال بهدوء مصطنع : وعلى إيش العجلة ؟؟
          همس عمر وهو يسمع محاولات عبد الرزاق الفاشلة إنه يفوق حسان عشان يلقنه الشهادة : تقدمونا وافسحوا الطريق قدامنا لو تقدرون , المسألة كبيرة ..
          قال بهدوء : تكلم ..
          طالع في المراية اللي عكست له عبد الإله المنهار من كثر الصياح وقال : طاشت رصاصة ..
          رص عدنان على الجوال وسأل : مين ؟؟
          : حسان ..
          صك عدنان الجوال والتفت لجاسم وقال بهمس : لا وصلنا الطريق العام لازم نفسح لهم الطريق , واحد فيهم طاشت عليه رصاصة ..
          صرخوا بصدمة : إييييييييييش ؟؟
          وقال سامر بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
          سأل جاسم وهو يطالع في الجيب المظلل جنبه : مين ؟؟
          قال بهدوء : مو مهم , إسرع دحين ..
          خرجوا على الطريق العام , تقدمهم جاسم وهو معلق على البوري عشان تفسح له السيارات من بدري , كانت سرعتهم كبيرة لدرجة مرورهم بالسيارات المجاورة كان كفيل إنه يهز السيارة وهو يصدر صوت قصير مرعب يشبه صوت مروق السهم المنطلق ..
          صرخ عبد الإله : مايرد , مايتكلم , مات , مات ..
          صرخ فيه عبد الرزاق : بس , خليني ألقنه ..
          ورجع حط يده على جبين حسان وكور يده الثانيه وحطها على عظمة القص عند صدره وضغطها بطريقة دائرية وهو يهمس : تكفى افتح عيونك , تكفى ياحسان ..
          ارتفع راس حسان بعد ماضغط على صدره وكح وتدفق دم جديد من فمه , قاوم دموعه وهو يهمس : حسان قول أشهد أن لا إله إلا ..
          قاطعه عمر : كلمة كلمة ..
          مسد جبينه ودموعه تتساقط من خدوده وتطيح على صدر حسان وهو يهمس : قول أشهد ..
          طالع فيه حسان وفتح فمه يحاول يقول شي لكنه ما قدر فرجعت دموعه تذرف وهو يجاهد عشان ينطق بحرف , زاد صياح عبد الإله وبكى عبد الرزاق وهو يترجاه : تكفى قول أشهد لا إله إلا الله ..
          اندفعت دفقة دم جديده وسالت من فمه على خدوده وصوت قرقرة فضيع يصدر منه , وقف شعر جسم عمر وهو يميز هالقرقرة , واستعاد عقله اخر صوت سمعه قبل وفاة شيخه اللي حفظه القران وهو صغير , هذي هي قرقرة الروح , صرخ بداخله ~ أتوسلك يارب , أتوسلك إن كان له في الحياة خير تحيه , يارب أنت أرحم مني ومن خلائقك , يا رب ارحمه , يا رب ارحم أمه , يا رب أنت أعلم بحالها , يا ارب ارحمهم , يا أرحم الرحمين ارحمهم , يا رحيم ارحمهم ~ قطع توسلاته ومناجاته صوت صرخة عبد الرزاق المصدوم لمن شخصت عيون حسان للأعلى ..
          غمض عيونه وفتحها بسرعة وهو يوقف الجيب قدام باب المستشفى ورى جيب جاسم اللي خرج بسرعة و وراه الشباب ..
          فتح جاسم الباب الخلفي اللي ورى السائق و كان من جهة راس حسان ولمن شاف المنظر تراجع بسرعة لورى بلا شعور لدرجة تشابكت أقدامه وطاح على الأرض , حط سامر يدينه على راسه وهو يشوف عبد الإله مرتمي على صدر حسان وهو ينتحب بصوت يقطع القلوب وعبد الرزاق حاط راسه على المقعد وهو يبكي بصمت ..
          قال عدنان وهو يدف ماهر وسامر ويبعد عبد الإله : تحركوا ..
          وسحب حسان بيدين قويه وشاله بلا مساعدة وسدحه على النقاله اللي جروها الممرضين بسرعة ومشي معاهم وهو يقول بثبات : انطلقت عليه رصاصة قبل 15 دقيقة تقريبا ..
          صرخ الطبيب اللي كان جاي من الطوارئ أول ماشافه : بسرعة استدعوا الدكتور رامي , بسرعة قولوله حالة طلق ناري ..
          نزل عمر من الجيب وتوجه لجاسم اللي قام ومشي وهو يتعثر في مشيه , سنده عمر وهو يقول : حاولنا جهدنا ..
          غمض جاسم عيونه وهو يتذكر شكل حسان ومسك الباب القزاز لمن حس بميلان فضيع , سنده سامر من الجنب الثاني وراح ماهر عشان يخرج عبد الإله وعبد الرزاق من السيارة عشان يحركها من قدام المستشفى ..



          ***********************




          تم بحمد الله الفصل السادس عشر ...

          تتابعون في الفصل السابع عشر من عندما عبروا حدود الظلام : بأي حال عدت يا عيد ؟؟

          .............. : حسان , خلوني أشوفه نظرة أخيرة الله يخليكم , جاسم لا تخليهم ياخذونه , جاسم ......

          .............. : عمر لا .............

          .............. مستحيل ينسى هالوجه , مستحيل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليلى .........

          ............... تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ ..............

          قراءة ممتعة

          أختكم

          & عاشقة أمها &

          [/SIZE]

          تعليق

          • سنو وايت
            عـضـو فعال
            • Mar 2008
            • 72

            #75
            بدي اسأل وين باقي الرواية
            ياريت تنزليها كلها مرة واحدة

            تعليق

            • أحلى من الحلا
              عضو فضي
              • Aug 2007
              • 539

              #76
              الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟



              ملابس جميلة ..
              زالت تجاعيدها وعلقت بعناية ..
              زجاجة عطر و فرشاة وقلادة ..
              حذاء مصفوف رائحة الجديد منه فائحة ..
              .
              .
              .
              .
              ابتسامات صادقة ..
              زال حقدها وألمها ورسمت بلا مواربة ..
              أطفال وحلوى ونقود وزعت بحفاوة ..
              .
              .
              .
              .
              ضمة أم , دعوة جده ..
              ضحكة طفل , خجل عذرى ..
              همسة شوق , قبلة عاشق ..
              .
              .
              .
              .
              بأي حال عدت يا عيد ؟؟
              .
              .
              .
              .
              وجوه غالية لم تعد موجودة ..
              صدق قلوبهم
              جمال ابتساماتهم
              دفء صدورهم
              رقة نظراتهم
              عذوبة همساتهم
              مفقودة ..
              من شاركنا عيدنا الماضي لن يشاركنا فرحته بعد اليوم ..
              لن تشعر بدفئه وهو يقبلك مباركا ..
              لن تنتشي فرحا وهو يدعو لك بالقبول والعمر المديد ..
              لن تبتسم خجلا عندما يثني عليك ..
              لن تهمس له بحب ( كل عام وأنت بخير ) ..
              سيظل عيدك ............ بلا عيد ..
              وستردد دوما ( كل عام وأنت ذكرى جميلة ) ..
              .
              .
              .
              .
              بأي حال عدت يا عيد ؟؟
              .
              .
              .
              .
              عيدي ..
              لا تحزن , أرجوك لا تبالي ..
              فحتى لو حللت و كان محبوبي ذكرى ..
              فستظل عيدا ...
              سترسم البسمة ..
              وتطلق الضحكة ..
              وتنشر البهجة ..
              صدقني ستظل عيدا ..
              .
              .
              .
              .
              محبوبي ............ ( كل عام وأنت ذكرى جميلة )
              محبوبي ............. لن أقف مكاني نادبة ..
              لن أقبع تحت رزح الألم ..
              سأقولها لك بصوت عال وإن لم تسمعها ..
              كل عام وأنا للرحمن ..
              فكل سنة تمر , كل شهر , كل يوم بل كل ثانية ..
              تنقص عمري ..
              تقربني من يومي ..
              من لقاء ربي ثم من بعد كرمه وعفوه ورحمته .... لقائك في جنانه ..
              لذا سأسير و أجتهد ..
              سأجاهد نفسي ..
              سأمسح دموعي وأدعو الله أن يثبتني ..
              سأكون ~ بإذن الله ~ كما أردتني ..
              مؤمنة , صابرة , قوية , محتسبة ..
              سأصرخ دوما ( أنا لها ) ..
              يا مصيبة لدي رب كبير ..
              .
              .
              .
              .
              عيدي ..
              أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
              أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
              كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
              سأرسم بسمة بين الدموع ..
              سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
              سأنشر بهجة لمن حولي ..
              سأصبح
              .
              .
              بحد
              .
              .
              ذاتي
              .
              .
              عيدا ..





              الساعة 5.30 عصرا :
              في المستشفى :

              ~ ليش رائحة المستشفيات وحده , هل هم يستخدمون نفس مواد التنظيف ؟؟ موحدينها يعني ولا في نوع خاص و ................. عمر في إيش قاعد تفكر ~
              رفع راسه وحول نظراته عن أرض المستشفى صدم بصره بعدنان اللي واقف عند باب الطوارئ مستند على الجدر كانت ذراعه اليسرى ملطخة ببقعة دم نشفت , التفت ليمينه شاف جاسم جالس بصمت جنب عبد الرزاق المدنق وهو قابض على شعره بأصابع ملطخة , لف بصره و طالع في يدينه برعب , لقي حتى يدينه ملطخة , فركها بقوة وهو يحس بانقباض قلبه , انتبه عدنان لحركته فكشر وجهه وتحرك من مكانه وجلس جنبه بتعب و جال ببصره على الكل وتسمر على سامر اللي واقف وهو يطالع في عبد الإله بتوتر ..
              : ليه ما احد خرج , لييييييييييييييييييييييه ؟؟
              التفت عدنان لعبد الإله اللي صرخ بها بقهر وهو يدور زي المجنون في الممر , بعد سامر نظره عنه وقال : أصبر , إن ش ..
              صرخ فيه عبد الإله وهو يوقف قدامه : أصبر , ذبحت ولد عمتي و تبغاني أصبر ...
              حاول سامر قد ما يقدر إنه ماتجي عينه على عبد الإله الغرقان دم , فنيلته البيضاء القطنية , يدينه حتى وجهه كان ملطخ ببعض النقاط , صرخ فيه عبد الإله : تكلم , كيف أصبر وأنا ذابحه ..
              همس سامر بصوت مخنوق وهو يبعد وجهه أكثر والعرق يندي جبينه : أبغى أهون عليك ..
              صرخ فيه وهو يدقه على كتفه : لا تهون , الموضوع كبير وما يحتاج أحد يهون عليه فيه ..
              كان الكل مو قادر يتحرك من ثقل الإحساس اللي يحسونه , قام عدنان بسرعة و ماهر اللي توه جا بعد ما ركن السيارات جرى بسرعة قبله ودفه بعيد عن سامر وهو يقول بحزم : هي , بعد عنه تراه ..
              : سامر ...
              صرخة عمر اللي نط من مكانه لمن شاف سامر يهوي على الأرض قطعت عليه كلامه , قام جاسم وعبد الرزاق بخلعة و تراجع عبد الإله من مكانه بصدمة , قال ماهر يهديهم : عادي , عادي , يغمى عليه لمن يشوف الدم ..
              رفع عبد الإله يدينه وطالع في الدم بوجع , حط عدنان في راحته شوية من موية الصحة اللي ناولها له ماهر ومسح بها وجه سامر وهو يقول بهدوء : سامر , سامر ..
              فتح سامر عيونه ببطء , شافهم متجمعين حولينه , زاد ضجيج المستشفى فجأة ووصلهم صوت خطوات ثقيلة مميزة , التفت عبد الإله وشهق لمن شاف ثلاثة من رجال الشرطة جاين لهم ومعاهم ممرض وواحد شكله من مسؤولي المستشفى ..
              قال أعلاهم رتبة : إنتم أصحاب حادثة طلق النار ..
              فرد جاسم طوله وهو يشد ظهره وقال : إيوه , كيف نخدمك يا حضرة النقيب ؟؟
              أقلهم رتبة فك الأصفاد المعلقة في حزامه والنقيب يقول : مين فيكم اللي أطلق النار ؟؟
              اعتدلوا كلهم في وقفتهم وماهر وعدنان سندوا سامر اللي كان يحاول يستعيد صفاء ذهنه , زادت حدة تنفس عبد الإله وهو يقول من بين أنفاسه : بالغلط , الرصاصة انطلقت بالغلط ..
              التفتوا له العساكر , لف على عمر وعبد الرزاق وهو يأشر عليهم ويقول برعب : هم شاهدين إن الطلقة ماكانت مقصودة ..
              أشر رئيسهم ببرود للجندي اللي تحرك و معاه الأصفاد , صرخ عبد الإله وهو يتراجع بخوف : بالغلط , والله بالغلط ...
              وقف جاسم بين الجندي وعبد الإله وهو يقول : لحظة , مو معقولة ..
              قاطعه النقيب ببرود : يا تبعد يانشيلك معاه ..
              تقدم عبد الرزاق وهو يأشر بإصباعه ويقول بغيض : هي إنت , إحترم نفسك لمن تتخاطب مع الناس , مو كافينا اللي فينا ..
              رماه النقيب بنظرات باردة وقال بوقاحة : ما قلنالكم إلعبوا بالمسدسات وبعدين قولوا كافينا اللي فينا , وين المسدس ؟؟ نبغاه ونبغى تصريح استعماله كمان ..
              لمن تقدم عبد الرزاق بعصبية مسكه عمر وهو يقول : عبد الرزاق خلاص ..
              ولف على النقيب وقال بأدب : أعذرنا محنا مستوعبين اللي صار , المسدس في مكاننا سبناه , بعدين يا الشيخ ما يحتاج هالنبرة في الكلام و ...
              قاطعه النقيب : ترى معانا جيب , يعني ممكن نرصكم كلكم فيه ..
              ساد صمت على المكان , لف عمر على جاسم وقال بهدوء وهو يكتم غيضه : خليه يروح معاهم يا جاسم , إجراء روتيني لا غير ..
              طالع جاسم في النقيب وهو يحس بمشاعره تغلي , نزل راسه وبعد عن طريق الجندي , هز عبد الإله راسه وقال برعب : جاسم لا تخليهم ياخذوني , جاسم الله يسعدك مو قبل ماأطمن عليه , مو قبل ماأشوفه ..
              قال الملازم لمن شاف تراجع عبد الإله عن الجندي : رجاء أخويه لا تقاوم ..
              صرخ عبد الإله فيهم وهو يدف الجندي : بتخلونهم ياخذونيييييييييييي ..
              تقدم الملازم ومسك عبد الإله وهو يقاومهم وهو ينادي جاسم , صرخ جاسم لمن شاف الاثنين متعاونين عليه بيقيدونه : سيبووووووه ..
              كان مو مستحمل مناداة ولد عمه له وهو واقف , صرخ عبد الرزاق لمن شاف واحد منهم يضرب عبد الإله : dont hit him you sons of the **** , dont ever touché him..
              قبض عدنان بقوة على أكتاف جاسم وهو يقول : جاسم خلاص ..
              وعمر اللي كان قدام عبد الرزاق حط يدينه على صدره يمنعه من التقدم وعاونه سامر اللي قبض على ذراعينه وهو يقول : عبد الرزاق كافي اللي إحنا فيه ..
              مسك الملازم يد عبد الإله بقبضة قوية ولواها ورى ظهره ودفه على الجدر بقوة وهو يصك القيد وهو يقول بحزم : قلت لك لا تقاوم ..
              وحط القيد في يده , كان الكل مذهول من اللي قاعد يصير خاصة لمن قال النقيب وهو يأشر على عبد الرزاق : خذوا هذا معاه , نوريه التطاول اش يسوي في الواحد ..
              قال عمر بسرعة وهو يلتفت للنقيب : إمسحها في وجهي هالمرة ..
              ومسح على لحيته وهو يقول برجاء : تكفى إمسحها في وجهي ...
              لمن حس بعضلاته تقسى من شدة غيضه نشب سامر أظافيره بقوة في ذراع عبد الرزاق اللي كان يلهث من شدة القهر عشان يهديه , مرت ثواني صمت بطيييييييييييئة , انتهت بزفرة النقيب وهو يقول : هالمرة بس ..
              انفتح الباب وخرج الدكتور رامي وهو يهرول ويأشر للممرضين اللي وراه وهو يصرخ : hurry hurry , افسحوا الطريق , افسحوا الطريق ..
              خرج الممرضين وهم يدفعون السرير المستقر عليه حسان المغطى بشرشف أبيض يوصل لحد بطنه و جزء من صدره مغطى بشاش ملون بدمه , كان وجهه أزرق شاحب و محشور في حلقه أنبوب كبير موصل بكيس هواء تضغطه باستمرار وحدة من الممرضات وهي تهرول معاهم ..
              أول ما شافه عبد الإله صرخ وهو يتقدم : حسان , خلوني أشوفه نظرة أخيرة الله يخليكم , جاسم لا تخليهم ياخذونه , جاسم ...
              جر الملازم القيد عشان ما يتحرك عبد الإله اللي صرخ : لا تاخذونه , خلوني أشوفه , حسان ..
              ضمه ماهر بقوة وهو يقول بصوت متهدج : بتشوفه , بتشوفه , خلاص يا عبد الإله إدعيله , ربنا أرحم ..
              وتهدج صوته أكثر وهو يهمس : مالك إلا الدعاء , مالك إلا الدعاء ..
              انفجر عبد الإله يصيح وهو يصرخ : قتلته بيديني , قتلت أخويه بيدينييييييييييييييي , حسان , وين أودي وجهي من عمتي ؟؟ اش بأقول لأبووووه , سامحوني ذبحت ولدكم , سامحوني قتلت وحيدكم , حسان ...
              كان عدنان مغتاض من الناس المتجمهرين حولينهم , حتى الحريم كانوا من ضمن المتجمهرين , سحب الملازم عبد الإله من بينهم وهم مهم قادرين يسوون شي , رمى جاسم جسده على الكرسي ودفن وجهه بين كفوفه ومسح شعره وشده بقوووة و لولا ذراع عدنان اللي تضغط على كتفه كان صرخ من القهر , صرخ من كل أعماقه , سحب عبد الرزاق نفسه من بين ذراعين سامر وصرخ وهو يضرب الجدر برجله , كان يسب ويلعن بكل الألفاظ الإنجليزية اللي تجي في باله , جا حارس أمن المستشفى وبالقوة قدر يفرق التجمهر ...



              *********************



              قبل صلاة المغرب بنصف ساعة :
              الساعة 6 في شقة جاسم و أزهار :

              فتحت الباب وهي مبتسمة , جسم أسود غشاها فجأة وتعلق فيها , أخذت ثواني معدودة قبل ما تستوعب إنها العنود ضامتها وهي تقول : وحشتينييييييييي يا دبه ...
              ضحكت أزهار وسلمت عليها وهي تقول : انتي أكثر يا عمود الكهرب , حياك الله ...
              دفتها سفانه وهي تقول : تحركي موقفتنا كلنا ..
              حست أزهار بالحرج وهي تشوف الكل جا أخواتها و سفانة و أسماء وعهود وريم , سلمت عليهم و ما عرفت تاخذ العباية من مين ولا من مين , حست براحة لمن ضحكت سفانه وقالت وهي تفك عبايتها : بنت شيلي هالتوتر , ارتاحي البيت بيتنا إحنا بنعلق العبايات , ماله داعي الرسميات ...
              ضحكت بحرج لأنها فعلا كانت تحس أعصابها مشدودة وقالت : لا توتر ولاشي , حياكم الله , البيت بيتكم طبعا ...
              انتبهت لحواجب سفانة المرسومة بشكل متقن ~ هل هي تنمص حواجبها ؟؟ المرة اللي فاتت كانت كذا كمان ؟؟؟ ليش مالاحظت إلا تو ؟؟ ~ قطع تفكيرها صوت العنود اللي قالت بتريقة : مو لايق عليها مسوية فيها حرمة ...
              ضربتها الهنوف وهي تقول : طيب هي حرمة ..
              لفت العنود بوزها وعلقت عبايتها وهي تبعد يد ريم اللي كانت بتعلق قبلها , طاحت العباية من يد ريم , زفرت وقالت بصوت ثقيل : دحين اش يخليني أدنق عشان أجيبها ..
              كان وجهها منفخ وعيونها مدمعة وخشمها محممممممر حولينه جراح خفيفه , استنشقت من خشمها بقوة وهي تمسحه بالمنديل وهي تكمل : ترى لو دنقت بيغمى علي من قوة الزكمة ..
              الكل ضحك عليها , دنقت العنود وشالت العباية وعلقتها لها ومسكتها من يدها وسحبتها للمجلس وهي تقول : تكفين خلي الإغماءة جوة , تحاشرينا في الممر ..
              لحقتهم سفانة وهي تقول وهي حاسة بالذنب : ريمان ترى اغتبناك أمس وقلنا عليك وحدة سخيفة ..
              هزت العنود راسها وقالت : قلت يمكن ما جيتي تسانديني يوم شوفتي عشان زعلانه ولا شي ...
              استشقت ريم بقوة ومسحت عيونها المدمعة وهي تقول بهدوء : إيييييي طيب , أنا ماني مسامحتكم , بجرجركم بها يوم القيامة , يابخت المظلوم بالجنة ...
              دقتها سفانة وهي تقول : ريمو يالدب , طيب انتي ماتصلتي واعتذرتي عن الجيه ..
              : مالي دخل مجرجرتكم مجرجرتكم , الواحد يدور على الحسنة ..
              قالت العنود وهي تأشر على سفانة : خذي منها حسناتها كثيرة أنا فقيرة , الله يرحمني برحمته , حتى الوجع ما أوجع ..
              لفت عليها ريم وقالت بغيض : قولي ما شاء الله تحسدين نفسك ..
              قالت العنود بتفكير : والله ما أفتكر متى اخر مرة وجعت , شوية صداع بس في فترات متباعدة و ..
              : عنيدي خلاص ..
              انتقلوا للمجلس اللي بخرته أزهار وجهزت على طاولته الكبيرة ثلاجات القهوة وصحون الحلى ..
              وبعد سؤال عن الحال والأحوال ولمن وصلت لعهود مسكت أزهار تكشيرة وجهها بالقوة لمن شافت بنطلونها الجينز البرمودا و بلوزتها القطنية اللي يا دوب توصل لحد كمر البنطلون , أقل حركة منها كانت تكشف خصرها وظهرها , سألتها عن أحوالها وهي تزين وجهها بابتسامة هادئة , كانت تلاحظ نظرات عهود الفاحصة لها , قامت و مسكت ثلاجة القهوة بالهيل وقبل ما تتحرك لقيت السمراء اللي أثارت تعجبها المرة اللي فاتت واقفة جنبها وهي تسأل : هذي بالزنجبيل ؟؟
              ولمن هزت راسها بإيوه , مسكت ثلاجة القهوة بالزنجبيل وهي تشيل معاها الفناجين , ابتسمت أزهار وقالت : أسماء ارتاحي أنا أصب ..
              هزت راسها وقالت بصوتها المبحوح : مو انتي قلتي البيت بيتنا ؟؟ ..
              وتحركت وهي تقول : مين يبغى بالزنجبيل ؟؟
              تحركت أزهار وصبت للبقية اللي يبغون الهيل وحطت الثلاجة جنب العنود لأنها تعرفها مدمنة قهوة ..
              سألت سفانة بتعجب : أزهار , ليه ماصبيتي لنفسك ؟؟
              ابتسمت وهي تتأمل شعرها اللي تغير لونه من البني والأشقر لأسود ~ ما شاء الله متى صبغته ؟؟ أليق عليها من الأشقر ~ وقالت : ما أحب القهوة ..
              شهقت وسألت بعفوية : واش تشربين مع جاسم ؟؟
              وتلون وجهها وهي تقول بسرعة : انسي إني سألت ..
              قهقهت أزهار على خجلها وقالت : عادي , نشرب شاهي ولا نسكافيه , بيني وبينك هو عادي عنده أي شي ..
              قامت البندري من مكانها وصبت لنفسها و رجعت جلست جنب أزهار , التفتت لها أزهار وابتسمت وهي تقول : اش الحلاوة هذي يا عروسة ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
              ابتسمت البندري اللي استعاد وجهها الكثير من حيويته وتلون بجمال غريب و لمعة سعادة في عيونها , مدت أزهار يدها ومسحت التوفي العالق بطرف فمها وهي تضحك وتسأل : عجبتك الكيكة ..
              مسحت البندري فمها وقالت : ممممممممم , لذيذة ما شاء الله , اكتبي لي الطريقة ..
              قالت العنود بفم مليان : لذيذة ..
              طار فتافيت من الكيكة من فمها , ضحك الكل وضربتها سفانة اللي جالسة جنبها وهي تقول : يعععععععع , يالقرفة , عشان تعرفين ليش من الأدب إننا مانتكلم وفي فمنا أكل , صكي فمك إلين تخلصين لقمتك ..
              قالت الهنوف من وسط ضحكها : أصلا اللي أكلتها تسمينها لقمة , أموت وأعرف كيف حشيتيها في فمك ؟؟
              حطت العنود يدها قدام فمها وقالت بصوت مخنوق من الأكل : قولي ماشاء الله ..
              ولمن شافت أزهار ساعتها قامت عشان تجهز السجاجيد و الشراشف عشان صلاة المغرب , قامت معاها الهنوف اللي قالت : ماشاء الله , قلناها عشرين مرة , يمه منها حرصوصة ........... ما شاء الله ..
              قالتها لمن عرفت إنها بتقولها قولي ماشاء الله , قالت أزهار وهي تفرش السجاجيد في الصالة تفهمها ليش العنود تصر على كلمة ماشاء الله : لازم الواحد يتعود على كلمة ما شاء الله تبارك الله , العين ما تجي بس من واحد كاره تجي من محب بدون ما يدري , يمكن الواحد يطالع بإنعجاب لكن الشيطان يرمي في نظرته سهم يصيب الإنسان لكن الواحد لمن يقول ما شاء الله يمنع الشيطان بإذن الله ..
              قالت الهنوف : بس العنود بزيادة , على كل شيء تحاربك على كلمة ما شاء الله وأنا قلتلها لو قريتي أذكار الصباح والمساء بانتظام مايصيبك شي بإذن الله ..
              قالت سفانة اللي جاتهم : انتي عارفه إنها تعقدت من بعدي ..
              تصنمت أزهار والتفتت لها بتعجب , أشرت على راسها وقالت بهدوء : قبل 7 سنين لمن كنت أولى ثانوي شعري كان أسود فاحم و كثير يوصل لفخوذي من طوله , صحيت من النوم بعد فرح الجوهرة لقيته بطوله في المخدة ..
              شهقت أزهار بفجعة وحطت يدها على صدرها هي تقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
              ضحكت سفانة وحكت مقدمة شعرها بسبابتها وهي تقول : نسيت أقرأ على نفسي ذاك اليوم مع الريحة و الجية للكوفيرة وغيره , تصدقين حتى حواجبي مابقي فيها شعرة , هذي باروكة , ما تشوفين شعري طال عن أول وتغير لونه ..
              ولفت توريها وهي تكمل : ذيك ألبسها في البيت وهذي وقت الخرجات والزيارات ...
              كان طول هالباروكة يوصل لنص الظهر , حست أزهار بقبضة تعصر قلبها عصر , لكنها تجاهلتها عشان ما تحس سفانة إنه ألمها شفقة عليها , ابتسمت وقالت : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , شوفي كم الأجر اللي كسبتيه من صبرك ما شاء الله , كم من الحسنات اللي تصب في ميزانك , الله يزيدك يا رب من صبره ويعوضك ..
              لفت سفانة عليها , انصعقت أزهار والهنوف من تعابير وجهها الغريبة , سفانة اللي كانت ممتنة من الأعماق لأزهار همست : ذكرتيني بأبويه , كان دايما يقول لي هالكلام , إنت أول وحدة تقول هالكلام بعد ما تعرف بالموضوع , دايما يسألون اش شعورك ؟؟
              ابتسمت أزهار وقالت وهي تحس ألمها الداخلي يزيد : مستحيل أسألك هالسؤال لأنك لو تكلمتي من هنا لبكرة محد حيفهم شعورك لأنه ما حيقدر يتخيل الموضوع , ما حيفهم إلا اللي مر بنفس التجربة ..
              : أي تجربة ؟؟
              التفتوا للعنود اللي خرجت من المجلس ووراها البندري , قالت سفانة ببساطة : شعري ..
              همست العنود بتريقة وهي تحط يدها على كتف سفانة : اشششششششش , كم مرة قلت لك دسي الموضوع يالخبلة بعدين ما يخطبونك ..
              ضحكت سفانة وهمست بصوت عالي : أزهار ما عندها أخوان , عادي أقولها ..
              قالت العنود : أوووووووو صحححححححح , خلاص قوليلها , مادام ماعندها رزق قوليلها ..
              قالت البندري : ياليييييييييييتني مسجلة كلامك وموصلته لعدنان عشان يعرف إنك سوسة ..
              حطت يدها موضع قلبها وتنهدت وهي تقول : أخخخخخخ , الله يقطع إبليسك لا تنطقين اسمه ترى قلبي يخرج من مكانه لا سمعت اسمه ..
              صرخوا باستنكار وقالت أزهار وهي حاطة يدينها على خدودها المحمرة : عنوووووود استحي ..
              ضحكت العنود من قلبها وهي تتلقى ضربات الهنوف وسفانة وقالت : خلوا النتجية تطلع بس ..
              قالت البندري وهي مصدومة من العنود : هذا وهي ما طلعت النتيجة , كيف لا طلعت , الله يعينك يا عدنان ..
              حكت شعرها وقالت : والله أمزح معاكم , كنت بأشوف ردة فعلكم بس وصراحة ..
              وضحكت وهي تأشر على أزهار اللي بتموت من الخجل : أزهار تحححححححححفة , ما كإنها متزوجة , اقنعيني ماقيد قلت هالكلام لجاس ..
              شهقت أزهار وقاطعتها باستنكار خجول : بنت ..
              وضربتها وهي تقول : مالك دخل قلته ولا لا , روحي توضي وتعبدي ربك أحسن لك ..
              لفت على الهنوف وسألتها : وانتي ما تحسين بهالشي لمن نجيب سيرة حسان ..
              اتسعت عيون الهنوف وزاد حرجها وهي تقول بتلعثم : ها , ل ... لا ..
              أشرت على وجهها وقالت : ها أجل ليش محمرة وتتلعثمين , كذابة ..
              : عنيدي ..
              : بسسسسسسسسسسس ..
              وضربتها سفانة وهي تقول : أصلا ما تسكتين إلا لمن تنضربين ..




              *****************************


              23 / 9 / 1422 ه :
              الساعة 1 في الليل :


              : باقي سبع أيام على العيييييييييييييييييييييييييييييييييد ...
              : هذا بدل ما تتحسرين على رمضان ...
              : اي عورتيني , لا تضربين , بعدين أنا ماقلت رمضان مو حلو بس العيد كمان حلو ..
              : روحي اتهجدي أحسن لك يمكن الليلة ليلة قدر ...
              زفرت الخنساء وتحركت بخطوات قوية لغرفتها وهي تتمتم بغيض , ضحكت سفانة وهي تتأملها وقالت : لازم الواحد يزفها عشان تصلي ...
              زفرت أمها اللي كانت تشاهد اللي صار بينهم وقالت : الله يصلحها , يوم كنتي قدها كنت تصلين وتقرئين من دون ما أحد يدقك ويجري وراك ..
              ابتسمت سفانة وقالت : مو الله يكفينا الشر الجيل كل ماله في انحدار اللي يحمينا بس ..
              : يا عيني على بنتي العاقلة , يارب تحميها ..
              لفت سفانه على أبوها وابتسمت بخجل وهي تحمحم , خرج حسان من غرفته وهو يعدل أكمامه المشمره وقال : تكفى يا أبوية لا تكبر راسها ما تحتاج , هي لله منتفخة زي البالون ..
              رفعت حواجبها وقالت : لازم أصير زي البالون , مو الحمد لله حفظت القران كامل مو زي بعض ناس , متقطعة على جزئين ..
              قال حسان بغيض : عشان دخلتي مدرسة تحفيظ مو زيي حكومية ..
              رفعت حاجبها وقالت : دخلك أبويه تحفيظ بس حفظك كان بطييييييييييء ...
              ضحك علي وقال وهو يعدل شماغه اللي بدون عقال وهو يقول : لا تحاول تغلب الحريم في اللسان , أنا توبت من 34 سنة ..
              حسبت سفانه وصرخت : من يوم تزوجت أمييييييييييييييييييييييي ....
              ضحك حسان من قلبه وطالع في أمه اللي تقدمت منهم بهدوء وهي تفك تولة العوده , مد علي يدينه , مسحت له مسحتين خفيفة وهي تقول : تحركوا لا يقولون الشيخ تأخر عند صلاة التهجد ..
              قال حسان وهو يمد يدينه بغيرة لأمه ويطالع في أبوه اللي مسح العوده في لحيته وجبينه : أصلا أبويه ما يبدأ الصلاة قبل 1.30 ..
              لبست سفانه أبوها البشت الأسود وقالت وهي تمسد أكتافه : ادعيلي يا شيخ ..
              ابتسم وحط يده على راسها وقال : الله يصلحك يا بنتي ويشفيك ...
              وتحرك ووراه حسان اللي شد شعرها وهو يقول : يا دلوعة ..
              حطت يدها على راسها عشان ماتطيح الباروكة وهي تقول بتهديد : هييييييييي , أوريك , كلللله عند هنوف ..
              ضحك وقال بعناد : عادي , خلاص وافقت وتدبست مافي تراجع ...
              قالت أمه وهي تتنهد : هي بالله هذا واحد بيملك بعد شهر , قاعد يتعاند مع أخته ...
              لحقتهم سفانة لباب الحوش , أول ما خرج أبوها لقي 4 سيارات شرطة وجيب مسوين زحمة عند باب الفيلا , والناس متجمهرة حولينه , فتح حسان عيونه بصدمة يحاول يستوعب اللي يشوفه , تقدم أربع جنود مدججين بالسلاح
              وواحد منهم يقول : علي حمزة ال ..... إنت مقبوض عليك بتهمة ***
              ومسكه الثاني من كتفه بقوة مفاجأة طرحت بشته على الأرض , صرخت سفانة و اندفع حسان بلا شعور ودف الجندي عن أبوه وهي يصرخ : هييييييييييييييي حددددددددك ...
              رفع واحد منهم عصايته وضرب بها حسان اللي انطرح على الأرض واندفعوا اثنين ومسكوا علي اللي صرخ رغم عنه : لا تضربه ...
              صرخت سفانة لمن شافت الإثنين يحاولون يسدحون أبوها على الأرض وهو مثبت نفسه وواقف بشموخ : أبوية ....
              واندفعت خارجة بلا شعور وهي تصرخ : سيبووووووووووووه , أبويه , سيبووووووووووووووووه ...
              قام حسان من الأرض وهو يصرخ بعصبية : أدخلي ..
              لكن رجعته ضربة الجندي للأرض , علي اللي كان يساوي ثلاثة من الجنود النحاف بجثته العريضة دف الجنديين اللي قابضين عليه وانحنى يرفع بشته و ضم سفانه وهو يغطيها به وهو يقول بحزم حنون : سفانه أدخلي ..
              صرخت من بين دموعها وهي تحتضنه أكثر : لا , ماحسيبك , أبويه خليني معاك ..
              كانت يدينها ما تتلقى حولين خصره فتشبثت بثوبه وهو تصرخ : خليني معاك , أبويه لا تروووووووووووووح , الله يخلييييييييييييييييييك ...
              رفع راسه وشاف التجمهر اللي حولينه بوجع , الكل قاعد يتفرج عليه وهو يتجرجر زي الكلاب للسجن ~ اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال ~ رمى الجنود اللي حوله بنظرة جمدتهم في مكانهم , دنق عليها وهمس في إذنها ببعض كلمات خلت يدينها تتراخى عنه , بعدت عنه وطالعت فيه بعيون غرقانه دموع , ابتسم وهو يتأكد إنها مغطية نفسها زين ببشته وقال : خليه عندك , لمن أرجع إن شاء الله أعطيني إياه ..
              وضمها وهو يمشي راجع للبيت , دخلها للحوش وهناك لقي نورة والخنساء المتلحفة بشرشف صلاتها , رمت سفانة نفسها على صدر أمها وهي تصيح من قلبها , ابتسم وقال : أستأذنكم ..
              ضمته الخنساء وهي تصيييييييييييييح من قلبها , ضمها بقوة وهو يقول بحنان : يلا روحي صلي وادعيلي , إن شاء الله خير , هالله هالله في الصلاة والقران وبأمكم , يمكن أتأخر و ما أجي قريب ..
              كان يقول هالكلمات وعيونه متعلقة بعيون نورة اللي همست وهي تضم سفانة : انتبه لنفسك ..
              مد يده اليمين ومررها على خدها يتلمسه بحنان وهو يهمس : انتبهي لنفسك وللبنات ..
              كانت عيونه تصرخ ~ أنا بريء , نورة أنا بريء ~ رفع يده ولمس خصلة من شعرها , رفعت يدها وقبضت على يده وضغطتها بقوة كإنه تأكد له إنها مصدقته , نحت ابتسامة على وجهه وقال بصوت قوي وهو يسحب يده : أستودعكم الله ..
              نورة اللي كان ودها تجري وتتعلق بأكتافه العريضة تمالكت نفسها لمن صرخت الخنساء اللي ابتعد عنها أبوها : أبويه ..
              قبضت عليها نورة وضمتها وهي تقول : اششششششششش , أدعوا له , أدعوا له ..
              حاولت سفانة تتفلت من بين يدين أمها القوية وهي تصرخ : أبويه , لا , لا ترووووووووووووووووح , أبويه ..
              صك علي الباب بدون ما يلتفت لهم ووقف بشموخ على عتبة بابه وهو يطالع في الكل بلا استثناء , وتحرك بثبات , مد يده لحسان وقال بحزم : قوم ..
              وقومه ورجع انحنى ورفع غترة ولد وعقاله وناولها له ورجع رفع غترته , عدلها وتقدم من الجنديين وقال : أي سيارة أركب ؟؟
              لمن خرج واحد منهم الأصفاد قال الثاني وهو يأشر له : ما يحتاج ..
              وأشر باحترام للجيب وهو يقول باحترام : تفضل يا شيخ ...
              لف علي لحسان وقال وهو يمد يده يصافحه : الله الله في أمك وأخواتك , أستودعك الله ..
              مد حسان يده اللي رغم كبرها كانت تبان صغيرة قدام يد أبوه اللي رصها بقوووووة , اندفع حسان وضمه بصمت وهو يتنفس بحدة , ربت علي على ظهره وهو يهمس : خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في امان الله يا ولدي , في امان الله ..
              ولمن ابتعد عنه كان يحس بالبرودة تلفه بعد الدفء اللي كان يحسه وهو بقرب أبوه , شافه وهو يتحرك براس مرفوع للجيب , صوت انصفاق باب الجيب اللي ركبه أبوه ومعاه جنديين تلاها صوت انصفاق أبواب السيارات ومحركاتها تدور وتزأر كإنها وحش التهم أبوه وهرب , تابع بعيونه السيارات اللي انفضت وحده وحده وهي تلحق بالجيب وتطوقه بشكل يوحي إن اللي جوة هالجيب مجرم مخضرم مطلوب من سنييييييييين مو كإنه شيخ وإمام مسجد حاله حال نفسه له هيبته ومكانته قدام الناس , كان يحس بأيادي تربت على كتفه وعبارات تعازي وحزن مزيف تنصب في إذنه من بعض المتفرجين , أسئلة متعاطفة مشفقة مغلفة لفضول إنساني مقيت بشع , ورغم كرهه لكل الموجودين لحظتها بلا استثناء كان من الصعب عليه إنه يحرك رجوله ويتحرك , كانت عيونه متعلقة بالمنعطف اللي غاب من بعده الجيب اللي يحمل أبوه ..
              اليوم اللي راح في أبوه تحول لأسبوع , حل العيد وصدحت تكبيراته المثيرة للروح والنفس وانتهت وهو مارجع , مر عيد ثاني وعيد وعيد وبرضو مارجع , كل شيء تغير ملكته المقررة تأجلت لأربع أعياد و ..... مين صاحب هذا المبتسم , وجه أسود غريب مناقض لبياض حدقات العيون والأسنان المصفوفة و ......
              : حسان ..
              خرج من عمق أفكاره و فتح عيونه , ما كان يحس بألم , كل اللي كان يحسه هو بروده فضيعة , ما كان مركز على الوجوه المنحنية عليه , هو كان واقف في الشارع قدام بيته اش جابه هنا ...
              همس غريب يوصله : سامحني , سامحني يا حسان ..
              ~ عبد الإله , هذا عبد الإله ~ فتح فمه يحاول يسأله يسامحه على إيه لكن الحروف رفضت تخرج , كان يحس باهتزازات غريبة تحركه كإنها منسدح على هندول طفل , حس بيد على جبينه وصوت ثاني يقول : لا تتكلم يا حسان ..
              لمن ميز صوت عبد الرزاق تذكرها , ملكته اللي تأجلت أربع أعياد وتمت أخيرا , همس بصوت خافت : هنوف ..
              وغصب عنه تسللت دموعه وهو يهمس باسمها الحبيب لقلبه بوجع : هنوف ..
              وصله صوت صياح غريب محروق وصاحبه يقول : سامحنييييييييييييييييي ...
              ما كان حاس بشي حوله حتى وهو يشوف عبد الرزاق يرفع يده وهو يقول : الهنوف بخير ..
              ~ خلك رجال زي ما عهدتك دوم , ترى مالهم غيرك بعد الله , في امان الله يا ولدي , في امان الله ~ ارتجفت شفايفه وهو يغمض عيونه بقوة لمن ترددت كلمات أبوه بداخله دموعه كانت تسيل بغزارة رغم عنه وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غي .... غيري ..
              وصله صوت عبد الرزاق الخايف وهو يقول : حسان افتح عيونك , لا تغمض ..
              فتحها زي ما طلب منه بصعوبة , حس ببرودة تلفه , نفس البرودة لمن ابتعد عنه أبوه , قال و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج يتردد في زوايا عقله مبعثر أفكاره المشتته أكثر : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان ..
              صوت بعيد شجي متلهف ماتبينه اخترق برودته وهو يقول : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم ..
              زادت برودته بشكل فضيع , سمع صرخة واحد أشبه بالمطعون : اش فييييييييييه ؟؟
              وصوت متردد : شكله فقد دم كثير ..
              اختنقت أنفاسه لمن تذكر وجه أمه المبتسم وهي تقول : انتبه لنفسك ولا تسرع .. والصوت الخجول الناعم للهنوف وهو تهمس : انتبه لنفسك و إقرأ أذكار المساء .. , فتح عيونه على اتساعها لمن حس بضيق في أنفاسه وهو يشاهق ويهتف من بين شهقاته : أمي , أمي , هنوف , هنوف ..
              وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه المقطوعة , يدين تحاول تثنيه و صوت خايف يقول برجاء : حسان لازم تنسدح عش ..
              حس بشي يندفع من أعماقه مصحوب بألم موجع , كح بقوة وبعدها سواد لفه وغاص فيه بهدوء سرعان ما خرج منه وهو يسمع لغط ما فهم منه شي وما استوعب منه غير صرخاته الداخلية ...
              ~ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسوله الله , أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ~


              *************************


              الساعة 6.30 :
              في قسم الشرطة :

              ~ عمي علي , عمتي نورة , البنات , جدتي , أبويه , أمي , هنوف كيف بيتلقون الخبر ؟؟ اش بتكون ردة فعلهم ؟؟ يا رب رحمتك ~ كانت الشخصيات تتردد في عقله من خلصوا أخذ أقواله واستجوابه اللي دام نص ساعة ..
              : اقطع الصوووووووووووت وافتح الباب , ما أبغى تبريرات سخيفة ..
              رفع عبد الإله وجهه ووقف لمن شاف العقيد اللي قدامه , طالع فيه العقيد ورجع لف على الملازم وقال بحزم : إحنا كذا نتعامل مع الناس , تحرك وجيب شي نظيف يلبسه ..
              وأشر للجندي وقال : وإنت تحرك وديه للحمام خليه يغسل وجه ويدينه ..
              ولف على الستة المشاركينه الزنزانة اللي ما تتجاوز ال 3م × 2م وسأل : تحتاجون شي ؟؟ ناقصكم شي ؟؟ ..
              شكروه بهدوء المعتاد على هالسؤال , لف على عبد الإله وقال : سامحنا , هم كذا الصغار يحبون يفردون ريشهم ودايم في المكان الغلط ...
              هز عبد الإله راسه بتعب و تحرك ورى الجندي وغسل وجهه ويدينه وهو يشوف المويه الشفافه الصافيه تتلون بعد ماتمر بيدينه متحوله للون وردي مثير للأعصاب , غمض عيونه بتعب وهو يدعي بداخله إنه تصير معجزة وينتهي كل هذا الموضوع في دقايق , اعتدل وخلع فنيلته ولبس الفنيلة اللي ناولها له الملازم , ورجع بعدها للزنزانة ورجع يغرق في أفكاره متجاهل محاولات الباقين سؤاله عن سبب سجنه ..


              ********************


              في نفس الوقت في الشقة :

              : لا , مستحيل ..
              وضربت صدرها وقالت بحماس : ما يشتري قمصان النوم غيري ..
              طالعوا فيها البنات اللي بعدوا الكنب وجلسوا على الأرض على شكل دائرة فوق الزولية الكبيرة , قامت ريم من جلستها وضربتها على جبهتها وهي تقول بصوت ثقيل : الوصاخة كبيك منها ..
              حكت العنود جبهتها وقالت : والله أشتريلها أحلى القمصان ..
              قالت البندري وهي منحرجة من وجود ريم : أزهار بتنزل معايا السوق مو انتي بحكم إنها دبشت قبل ..
              رفعت أزهار حواجبها بتعجب وضحكت وهي تقول : وين , كل شي بسرعة بسرعة , بعدين عنيدي هي اللي ساعدتني ..
              قالت بهمس وهي غارقة في أفكارها : زي حالتي كل شي بسرعة بسرعة ..
              ورفعت راسها بصدمة وقالت : قصدي إنه مافي وقت عشان ..
              مسحت ريم أنفها بالمنديل وحطته مع المناديل الكثيرة المكومة وسحبت منديل جديد وهي تقول بصوت تعبان : ما يحتاج تفسرين أصلا لعنت عبد الرحمن مليون مرة من حكم على الكل إنه يتزوج قبل ما يسافر ..
              ضحكوا عليها وقالت سفانة : كم مرة قلتلك اللعن حرام ؟؟ اللعن طرد من رحمة الله , بعدين الملائكة تقولك ولك مثله ..
              قالت ريم وهي تفرك عيونها بتعب : والله غصب عني , وحده من صحباتي الله يهديها لصقتها في لساني , كل ما قامت وجلست قالت الله يلعنها ولا الله يلعن أهلها وتوصل لسابع جد وهي تلعن ..
              قالت أزهار : الله يهديها , تصدقين إنها مذكورة في حديث وإنها من علامات قرب الساعة , ما يحضرني نص الحديث بس الرسول صلى الله عليه وسلم سماهم السقارون وسألوه الصحابة عن معناها فقال : نشء يكونون في اخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن , و أذكر الشيخ قال في محاضرته إنه فعلا قابل شاب نزل من سيارته يرحب بصاحبه اللي شافه وهو يقول : الله يلعنك وينك ما تنشاف ..
              ضحكوا البنات فقالت سفانة بألم : والله إنه هالشي يعور القلب ما يضحك , الشباب صاروا يتهاونون بكل شي مو بس اللعن وبذئ الكلام ..
              وبدأت تعدد على أصابعها : شعور طولوها ونفشوها وقالوا موضة , أظافير الله لا يوريك أطول من أظافيري , سشوروا شعورهم وفردوها كمان , لبسوا سلاسل وأسوار و شورتات , مابقي إلا يلبسون تنانير ويقولون زي الاسكتلنديين ..
              أشرت العنود بيدها مستأذنه و قالت : لالالالالالالا , كله كوووووووووووم وبنطلون سحبني ما أدري طيحني كوم ثاني , والله واحد من كثر ماهو نازل كرسي البنطلون واصل الركب , كان ودي أجي وأسحبه له أريحه , وتخيلي كيف يمشون ...
              وقامت تقلد مشيتهم وهم فاطسين عليها ضحك وهي تكمل : ويجيك الإبداع في أشكال السروايل اللي تحت البنطلون , اللي نمر الإتحاد واللي ملون فسفوري واللي على شكل باسرة , لا وواحد شفت سرواله مرسوم فيه إسفنجة بوب ذاك الأفلام كرتون اللي تحبه ريناد ..
              البنات مايتين من الضحك والهنوف تشهق وهي تقول بعصبية واستنكار : هييييييييييييي وإنتي تمشين وتطالعين في سروايلهم ليييييييييييييييه ؟؟
              مسكت أزهار بطنها تحاول توقف ضحكها مهي قادرة والعنود تقول : ياسلام أمشي مغمضة في السوووووووووق , لا أمشي مغمضة أحسن , قدامي بناطيلهم نازلة والسراويل تبان للأعمى ..
              قالت أزهار وهي تمسح دموعها : لا تمشين مغمضة بس غضيييييييي بصرك , لا شفتي شي لا تقعدين تبحلقين , لفي وجهك بسرعة واستغفري هذا المفروض ..
              كحت سفانة من كثر الضحك وقالت : أي غضي بصرك , البنت شوية وتحمض لك الصورة حقت الولد ..
              صرخت الهنوف بعصبية : ياليت الولد سرواله ..
              رجعوا يضحكون وريم وتقول من وسط ضحكها : خلاص , حرام عليكم راسي لله يعورني زدتوه بالضحك ..
              دخلت عهود وقالت : اش عندكم تضحكون ؟؟
              انتبهت أزهار لحظتها إنه عهود راحت من فترة طويلة للحمام ~ معقولة توها رجعت ~ تجاهلت الموضوع ولفت على البندري اللي قالت : شوفي لا تخليني أسويها من جد و أسجل اللي تقولينه وأرسله وسائط لعدنان , ترى والله يكنسل أبو الخطبة ..
              حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت بطريقة حالمة : ويه , حقين طيحني كللللللللللللللهم لو أبيعهم بالكوم ما يجون ظفر عدناني , تكفي رزته بال ..
              صرخوا باستنكار وسحبت أسماء الخدادية اللي كانت حاضنتها ورمتها عليها وهي تقول بخجل : احترمي إنه في ناس صغار هنا ..
              حطت يدينها على خصرها وقالت باعتراض : خطيبي , الله ..
              شهقت الهنوف وغطت البندري وجهها بالورقة اللي ماسكتها وسفانة تقول : لا والله , احلفي , احلفي ...
              حطت أزهار يدينها على خدودها اللي حستها حارة من كثر الخجل وريم تقول بقهر : يا ناس ما تستحي هالبنت , والله ما تستحيييييييييييييييييي ...
              قامت سفانة وشدت شعره العنود وجلستها وهي تقول : حرف زيادة بنكشتك برى الغرفة , لأنك قناة فرنسية غير مشفرة ..
              قالت أسماء باستغراب : أموت وأعرف كيف تحول الموضوع من دبش بندوري للشباب وأخيرا خطيب عنيدي ..
              زفرت أزهار وقالت : حريم , اش تقولين ؟؟ ليش إحنا أكثر حطب جهنم والعياذ بالله , ما بيرمينا في جهنم على وجوهنا إلا لساننا اللي مو راضي يرتاح من كثر ما نحش في خلق الله ..
              قالت العنود بتأثر وهي تهز راسها : إي والله , الله يغفر لنا , يارب توب علينا ...
              ولمن شافت نظراتهم المتعجبة قالت : خير ..
              ضحكوا لمن قالت ريم بصوتها الثقيل : مو لايق عليك أبد دور المطوعة ..
              مسكت العنود الخدادية اللي رمتها عليها أسماء ورمتها على ريم وهي تقول بعصبية : انطمي , اش شايفتني كافرة ؟؟ أنا ماحشيت أحد , قاعدة أتكلم من أول بصفة عامة ..
              هدتهم أزهار بحزم وهي تقولهم إنهم لازم يحددون و يفرزون الأشياء اللي تحتاجها البندري لأن الوقت الباقي لزواجها قصير ورجعوا يطالعون في الأوراق اللي كاتبتها البندري ..



              ***********************


              الساعة 7 مساء :
              في سجن بريمان :

              ~ مات , ولدي مات ~ قام عن سريره المهترئ لكن رجوله خانته وخلته ينهار جالس وهو ما كمل قومته , جري الملازم سيف وهو يقول : يا شيخ ..
              أشر له علي بحزم إنه ما يقرب وهو يهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , إنا لله وإنا إليه راجعون , الحمد لله , الحمد لله , ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
              واختنق صوته وهو يردد : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , ما أحب الله عبدا إلى ابتلاه ..
              قام بسرعة وقال بهدوء بعد ما سحب نفس عميق : أبغى أتوضأ ..
              انصعق الملازمين من قوته , قال سيف : يا شيخ ما تبغانا نبلغ العميد إنك بتشوفه الحالة خط ..
              طالع فيهم وقال بثبات يقاطعه : أبغى أصلي ركعتين أول ..
              تحرك سيف وجاب له الموية , توضأ بها وقال : أبغى أكون لوحدي ..
              خرجوا وهو يعطيهم ظهره متوجه للقبلة , أول ما سمع صوت إنغلاق الباب المعدني تلاه صوت صرير أقفاله الثقيله كبر , وقبل ما يفتح شفته سالت دموعه , سالت لدرجة ما قدر معاها إنه يقول دعاء الاستفتاح وأول مافتح فمه صدرت شهقة حسها قطعت قلبها لمليون قطعة , رص فمه وهو ينشج نشيج موجع , جاهد عشان يفتح فمه بكلمة لكنه ما قدر , قبض بيده اليمين على يسراه وهو يشهق بقوة , كتم شهقاته وهو يصرخ بداخله بتضرع ~ وحيدي يارب , وحيدي و أنت أعلم , ليس لي غيره يا رب , ليس لي غيره , يا ربي أمانتك وإذا أردت استرجاعها فهو حقك , يا ربي صبرني , يا ربي خفف علي حزني , يا رب لا تفجعني بفقده , يا رب لا تفجعني بفقده , أعوذ بك أن أكون من الجاهلين يا رب ولكني أتوسلك إن كان في حياته خيرا فأحييه , ربي ما مددت يدي لك ورددتني خائبا , ربي أطمع في واسع رحمتك و عظيم كرمك , ربي لا تفجعني به ~
              كم مضى وهو واقف ما يدري , لكنه أخيرا قدر يقرأ الفاتحة وسورة قصيرة ويركع ولمن سجد رجعت دموعه أغزر وهو يقول بنشيج : يارب أتوسلك , يارب مارددتني خائبا ..
              رفع وسجد مرة ثانية بشوق , كان يعرف إنه أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد
              دعى دعاء طويل , ولمن رفع للركعة الثانية وأنهاها كان أهدأ وقلبه مرتاح أكثر ..
              التفت و انصدم لمن لقي العميد قدامه , قام علي وقال بشموخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
              ابتسم العميد ابتسامته الملتوية وقال : ما تبغى توقع الورقة وتنهي شقاء خمس سنين وتروح تشوف ولدك وتوقف مع أهلك , أكيد محتاجينك أكثر دحين , زوجتك بناتك و ..
              كانت كلمات العميد تصب في أذن علي وهو يفكر ~ أوقع الورقة وأخرج , أوقع الورقة وأشوف أخواني ونورة , خولة وبناتها , سفانه والخنساء وأشوف حسان ~ وبلا مقدمات اخترقت اية ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) في عقله حس لحظتها بكل وجعه و حرقة قلبه تزووووول , قاطعه بحزم : ومن يتق الله يجعل له مخرجا , ماني موقع الورقة وهي كلها كذب وزور وتراهات ..
              ورفع يده وأشر بسبابته للسما وقال بصوت قوي : دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب , ربي بيختبر إيماني و إن شاء الله بأكون على قدر الامتحان ..
              وتحرك للسرير وجلس عليه وسحب مصحفه وهو يقول : إذا تأكدتم من موت ولدي بشروني إن الله أحبني أكثر ..
              و مسك دموعه وبلع غصته عشان ما يشوفها العميد اللي رماه بنظرة إحتقار وهو يخرج ويأشر لسيف إنه يصك الباب ..
              فتح المصحف وانتبه لحظتها ليدينه المرتجفه , رفعها لقيها تنتفض بقوة , قبضها و صرخ في أعماقه ~ يارب , مارددتني خائبا ~



              ***********************

              .................................... يتبع

              تعليق

              • أحلى من الحلا
                عضو فضي
                • Aug 2007
                • 539

                #77
                الساعة 7.45 في المستشفى :



                : نجحت العملية ..
                الكل طالع بصمت في الدكتور رامي اللي خرج وهو يلهث من شدة الحماس , الكلمة تترددت بداخلهم وهم مهم مستوعبينها , صرخ رامي بحماس غريب : الحمد لله نجحت , استخرجنا الرصاصة و حالته مستقرة حاليا ..
                توقف عبد الرزاق عن دورانه في الممر و فز ماهر وسامر من مقاعدهم وهم يصرخون بحماس , غطى جاسم وجهه وهو يقول بصوت مفجوع : الحمد لله , الحمد لله ..
                زفر عدنان وخرج أنفاسه الحبيسة وهو يحط يدينه على أكتاف جاسم ويشدها بقوة , زادت سرعة أنفاس عبد الرزاق وتحولت لشهقات مسموعة وهو ينهار على الأرض وهو يبكي بعدم تصديق , جثى عمر اللي جالس جنب جاسم و سجد شكر , لحقه عدنان وثواني سجد جاسم ولحقوه التوأم , حتى عبد الرزاق المنهار قام من جلسته و سجد , هبطت رهبة على كل اللي في الممر من منظرهم وهم ساجدين , أول من رفع كان جاسم اللي قام و قال بلهفة : نقدر نشوفه ..
                ابتسم الدكتور رامي ومسح عيونه وهو يحس بغصة غريبة من مشهدهم وهم ساجدين وقال : حاليا من ورى القزاز ..
                كلهم تقدموا بيسألونه , قال على طول : واحد بس اللي ممكن يدخل لأنه في العناية المركزة , لازم يكون تحت الملاحظة ثلاثة أيام إلين يتعدى مرحلة الخطر اللي هي 48 ساعة , بعدها نتابعه عشان نتأكد إنه مافي أعراض جانبية ..
                زفر وكمل بحماس : سبحان الله , الرصاصة جات على بعد 2 سم عن القلب واخترقت الرئة , لو قدر الله وتحركت ليمينه شويه كان مات , الولد هذا نجى بمعجزة ..
                لمن شاف الدهشة على وجيههم قال يفهمهم : في اعتقاد خاطئ إن القلب جهة اليسار وهو في الحقيقة يتوسط الرئتين لكن طرفه السفلي يميل نحو اليسار ..
                حمدوا ربهم , ابتسم وقال : وحاجة ثانية , الحمد لله اللي الرصاصة صابته من مسافة بسيطة ولا كان اخترقته بقوة ووصلت لعموده الفقري وسببت له مضاعفات ممكن توصل للشلل ..
                وزادت ابتسامته وقال : هذا أمه داعية له من قلبها ..
                قبض جاسم على ذراع الدكتور وقال : أبغى أشوفه ..
                انفتح الباب وخرج منه ممرضين يدفعون السرير اللي عليه حسان , قال رامي وهو يتحرك لهم : ننقله للعناية ولمن يستقر فيها ندخل واحد منكم ..
                انصعقوا من منظره , زال إزرقاق وجهه لكنه مازال شاحب , صدره كله ملفوف بشاش و أكتافه منتشره عليها أقراص لاصقة موصلة بجهاز يدفعه ممرض ثالث , فمه شبه مفتوح موصل بداخله خرطوم بشكل مائل ومثبت بلاصق على جانب وجهه الأيسر , تحرك جاسم من عندهم بسرعة , التفت له الكل وسأله عمر : وين بتروح ؟؟
                هز راسه من دون ما يطالع فيهم وقال : شوية وراجع ..
                سأله عبد الرزاق : ما تبغى تشوف حسان ؟؟
                قال بصوت غريب : خلاص شفته و كلها شوية وراجع ..
                وتحرك قبل ما يستوقفه أحد , ما كان يحس بشي ولا يفكر بشي , رجوله قادته للمواقف , وهناك قعد يدور ويدور إلين لقي سيارته ولمن دخل يده في جيبه تذكر إن المفاتيح مهي معاه ~ صح , مين اللي ركن السيارة هنا ؟؟ ~ التفت بيرجع لقي عدنان قدامه , ناوله عدنان المفتاح بصمت , سحب المفتاح وحاول يدخله كذا مره لكن يدينه المرتجفة ما ساعدته , وفي الأخير سحب عدنان منه المفتاح ودخله وفتح السيارة وقال : مابخليك تسوق وانت بهالحالة , تحرك قدامي ...
                دخل جاسم جنبه وقال وهو يغمض عيونه ويرجع مقعده على ورى : ودينا أي مكان ..


                ********************


                في نفس الوقت في بيت حمده :


                : شوفوا والله لو ما قمتم من قدامي بالعصا , والله بالعصا ..
                لفت الخنساء بوزها وقالت : ليه ما خليتونا نروح عند أزهار ؟؟...
                وهزت سمية راسها مؤيدة وقالت : إيوه لييييييييييييييه ؟؟
                قالت نور بعصبية : يافضيحة النِدم , تبغون البنية تقول جايني غزو , مو كافي أسماء وسفانة ..
                ضحكت خولة وقالت : جده الله يهديك أي غزو !! هم كلهم اللي راحوا 7 بنات ..
                ضربت نور جبهتها وقالت وهي تقوم ببطء من سدحتها وتجلس مربعة : سبعة , يعللللللللل الله لا يكثرهم ..
                شهقت الخنساء وقالت باستنكار : يعل الله لا يكثرنا !!! اش معنى هالدعوة ؟؟ ...
                وكملت نور بعصبية وهي تعدل مسفعها : قاشين نفسهم للحرمة لييييييييييييييه , اش قام به ؟؟ اش قام به ؟؟ والله حب الحومه ..
                ضحكت سمية وقالت بتريقة : يعني نطلع عقيمين وماعاد نجيب عيال ...
                صرخت فيهم نور : بس انتي واياها قاعدين تطنزون ...
                انتفضوا ولصقوا في بعض وسمية تقول بتلعثم : والله مانطنز أنا قاعدة أشرح ..
                : يعني يعني مانتم فاهمين , قوموا من قدامي ...
                أشرت لهم نورة إنهم يسكتون وقامت وجلست عند أمها وقالت : يمه الله يهديك , اش فيك معصبة ؟؟
                زفرت نور وهي تحرك رجلها بتوتر وتقول : أنا أبغى أعرف السبعة هذولي مين ؟؟
                قالت وهي تعدد على يدها : بنات أحمد الثلاثة وبنات صالح الثنتين وأسماء وسفانة ..
                : الله هذولي كلهم , استحوا على وجيهكم راسلين بناتكم بيت الرجال ..
                قالت نورة بهدوء : أمي جاسم مو في , راح الرحلة مع حسان والشباب والبنت بنفسها عزمتهم مو هم قشوا نفسهم وراحوا ...
                : متى راحوا ؟؟
                : من قبل المغرب بشوية ..
                أشرت على التلفون بعصايتها وقالت بحزم : دقي عليهم وقوليلهم دحين يرجعون , خلاص شبعوا جلسة ..
                الكل سكت ونورة تدق على جوال سفانة , كانوا يعرفون جدتهم لمن تقول شي ما تحب أحد يعارضها ..


                ***********************


                الساعة 8.20 في الشقة :


                قامت أزهار على صوت جرس الباب وتحركت وهي تستمع لسفانة اللي كانت تقول لأمها باعتراض : أمي حرام , أزهار مسوية كابلي وقدورها على النار , متعبة نفسها عشان نتعشى , مو معقولة نخرج دحين , نتعشى ونرجع ..
                طالعت من عين الباب وهي مستغربة مين اللي ممكن يدق في هالوقت , انصدمت لمن شافته فتحت الباب فدخل بسرعة , قالت بهمس : جاس ..
                انفجعت من وجهه اللي خنق حروفها من قوة تعابيره , قال ببرود وهو يدخل : تعالي أبغاك في شي ..
                تحركت للمجلس وأشرت للهنوف بدون محد يلاحظ , لمن جاتها الهنوف بعد فترة بسيطة قامت فيها بدون ما تثير الشك , همست : جاسم جا , البنات لا يحسون بشي أخاف يرجعون إذا دروا بوجوده , شوية وأجي ..
                هزت الهنوف راسها وأشرت لها تروح , تحركت أزهار بسرعة وأول ما دخلت صرخ فيها : وينك ؟؟؟
                انصدمت من صرخته وانعقد لسانها , صرخ مرة ثانية : وين رحتي ؟؟
                صكت الباب بسرعة عشان ما يسمع أحد صراخه اللي كان عالي وقالت بهدوء : رحت خبرت الهنو ...
                : تخبرينها ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟؟
                كان وجهه غريب , ملامحه متغيره من كثر عصبيته , قالت وهي تتمالك أعصابها : جاسم مو معقولة أختفي فجأة من عند ضيوفي و ....
                صرخ فيها : أنا و لا ضيوفك ؟؟
                ~ اش هالسؤال الغريب ؟؟ جاي من برا معصب ويحط عصبيته فيني , اش ذنبيييييييييي ~ سكتت وطالعت فيه بصمت , صرخ بعصبية وهو يأشر على نفسه وعلى اللامكان: أنا ولا ضيوفك ؟؟
                ضغطت على نفسها و ابتسمت وهمست : إنته , والله إنته يا حبيبي ..
                تغيرت ملامحه المعصبة وانقلبت لملامح حزينة خلتها تشهق وهي تقول بخوف : جاسم ..
                تحرك لها و ضمها بقوة وحط راسه على كتفها وهو يسحب أنفاسه بصوت مسموع , حست بقلبها ينتفض من شدة الخوف , لفت ذراعينها حولينه وهي تقول : بسم الله عليك , اش فييييييييييييه ؟؟ جسوم تكلم , صار ش ..
                وتوقف كل تفكيرها للحظة قبل ما تبعده وهي تقول بشبه صرخة : عمر لا ...
                وهزت راسها برعب وهي تقول : الله يخليك لا تقول عمر صار له شيييييي ؟؟ جاسم الله يخليك لا تقول ..
                هز راسه بلا وهو يحط يده على فمها وهو يهمس بصوت كسير : ششششششش , مو عمر , مو عمر ..
                كرهت إحساس الراحة اللي اجتاحها وحست نفسها أنانية لأنه مادام قال مو عمر معناته أحد ثاني , همس بصوت خافت : حسان , حسان يا أزهار ..
                وتغير صوته ودمعت عيونه وهو يكمل : انطلقت عليه رصاصة لكنه نجي , الحمد لله نجي بمعجزة ..
                ورفع يدينه وضغط عيونه بباطنها بقوة , التواء شفايفه اللي خبرتها قد إيش هو يقاوم بكاه حسته يعصر قلبها عصر , تمنت لو إنها أطول عشان تحتويه , رفعت نفسها على أطراف أصابيع رجولها ومدت يدينها لأقصى حد وحوطت راسه وضمته وهي تهمس : الحمد لله , الحمد لله ..
                ضمته بكل قوة في جسدها , ما تخيلت بيمر عليها يوم وتشوف دمعته , حتى يوم درى بالبندري انسحب من عندها وخرج , هالمرة جا لها , قطع هالمسافة وهو عارف إنه حسان نجى , قطع هالمسافة عشان يجيها , هي من بين الناس كلهم جا يشكيلها , عرفت لحظتها إنها تعني له الكثير , همست بحب عميق : حبيبي عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
                همس بصوت مخنوق وهو يضمها : كيف تحملتي تفقدينهم ؟؟ كيف قدرتي تتحملين فقد ثلاثة ؟؟
                وتشبث ببلوزتها وهو يهمس بوجع : حسيتي بنفس الشعور اللي حسيته ..
                ابتسمت من بين دموعها اللي بدأت تنساب وهمست : ربي رد لي عمر , وعوضني بك وبماما وبابا والهنوف والعنود والبندري وكثير في حياتي , صارت لي عائلة جديدة وكبيرة كمان , صح مو زي عائلتي الحقيقية لكنها عوضتني الكثير ..
                وضمته أكثر وهي تكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
                كتم دموعه اللي تحاربه لكنه ما قدر , كان وده يصرخ , يصرخ بعدد الثواني اللي تخيل فيها نفسه وهو ينقل خبر موته لعمته وجدته وعمه علي , بعدد الثواني اللي تخيل فيها كيف حتتلقى الهنوف الخبر , بعدد الثواني اللي مرت وهو يتخيل إنه اخر كلمات سمعها منه هو ( تراك وقح وعصبي بس محسوب علي ولد خاله ولازم أحبك , جاسم أحبك ) , بعدد الثواني اللي تخيل فيها إنه اخر كلمة قالها له ( وأنا ما أحبك , يعل ربي يفكني منك ) , بعدد الثواني اللي ترددت فيها إنه هذي اخر ضحكة بيسمعها لحسان , اخر مكالمة بتكون بينه وبين أعز الناس لقلبه ..
                سألها بعد فترة صمت بصوت شبه هادئ : اش اخر كلمة قلتيها لهم ؟؟
                سحبت نفس عميق وزفرته وهي تقول بتفكير : إمممممممممم , أمي ما أتذكر اش اخر شي قلته ولا حتى عمير , لكن عامر ..
                وسكتت للحظة بعدين كملت بهمس : أظن إني قلتله أنا ماني قوية زيك , ولا شي زي كذا لأنه كان وقتها يحاول يصبرني ويفهمني إنه ممكن يروح عني ..
                بعد عنها لمن تأكد إنه مافي على وجهه أي أثر للدموع وقال بابتسامة : انتي منتي قوية ؟؟
                ابتسمت ابتسامة غريبة وهي تقول بصدق : أنا ماني قوية لأني لو كنت قوية ما كان فقدت ذاكرتي , لكن الحمد لله أحاول أكون قوية عشان اللي حولي وعشان ما أفقد ذاتي ..
                طالع فيها لمدة طويلة , لأول مرة تتكلم عن فقد ذاكرتها , لاحظها إنه في كل مرة يسألها كانت تتملص من أسئلته بشكل عجيب , عمرها ما تكلمت عن فترة حياتها اللي من يوم الحادثة إلى يوم استعادة ذاكرتها , كل حديثها وحكاويها معاه تنحصر في الماضي أو الحاضر , كانت تتكتم بشكل فضيع على هالفترة , وتتهرب من أي شي ممكن يدفعها للكلام عن هالفترة , هل هو عدم ثقة به لأنها تعرف بموضوع ليلى اللي عمرها مالمحت له ولا سألته لو بطريق غير مباشر عنه , ولا لأنها تتألم من الحديث عن هالفترة اللي حملت كل الامها وغيرت مجرى حياتها , ابتسم و همس وهو يحط راحته على بطنها : حاولي تكونين أقوى عشان بنوتتنا..
                بعدت يده بحرج وسألت عشان تغطي خجلها : إنت تبغى بنت ؟؟ غريبة , أعرف الرجال يحبون العيال ..
                زالت ملامح الحزن والتعب عن وجهه لمن ضحك وهو يقول : والله هو لو فكرتي شوية , الأولاد يسندون الواحد لا كبر ويرافقونه في كل مكان و ما تشيل همهم لا كبروا و البنات بكايات ومزعجات وطلباتهم كثيرة و زنانات ومشاكلهم لا لها أول ولا اخر إلى إني رغم هذا أبغى بنوته طعمه تحن علي حتى لو قسيت و تدلع علي وهي تناديني بابا ..
                ابتسمت على منطقه وقالت وهي تتأمل وجهه اللي استعاد شيء من رونقه بعد ما كان شاحب متعب : اللي يجيبه ربي في الخير إن شاء الله ..
                هز راسه وقال : امين يا رب ..
                وسحب نفس وزفره بقوة وبادلها النظرة المتأملة وهو يبتسم , قال بهدوء : الله يفشل إبليسك خليتيني أقول لعدنان وصلني البيت ..
                ضحكت من قلبها على كلامه المفاجئ و سألت بحرج : واش قال ؟؟ ..
                هز أكتافه وقال بشبه ضحكه : لا تتأخر عشان نرجع للمستشفى ..
                زاد حرجها وهي تقول : طيب يلا تحرك , أكيد مستحي يدق عليك ..
                وقبل ما يتحرك سألت : وكيف حسان دحين ؟؟ كيف صابته الرصاصة ؟؟
                هز راسه وقال بتفاؤل وهو يتحرك : إن شاء الله بخير , الرصاصة أحكيك عنها بعدين , دحين في مواضيع لازم نحلها ولازم نفكر كيف بننقل الخبر ..
                قالت وهي تتبعه : الله يسهلكم و يشفيه يا رب , طمني عليك وعلى الأوضاع ..
                خرجت قبله من الغرفة عشان تشوف الدرب فاضي ولا لا و تفاجأت لمن شافت الهنوف اللي جاية من المجلس توقف في نص الصالة وخدودها تحمر من الخجل لمن شافت جاسم خارج ورى أزهار , حست أزهار بقلبها ينعصر وجع عليها لكنها ابتسمت وقالت : اسفة يا قلبي تأخرت عليكم ..
                أخفى ألمه وتحرك لها وقال بترحيب : هنوف في بيتنا , يا حيا الله من جانا ..
                سلمت عليه بخجل وقالت : أنا ..جيت .. عشان .. عشان .. البنات يسألون عن ..
                ضحك وقال : اش فيك تقطعين ؟؟ على بالي الخبلة اللي عندي هي الوحيدة اللي تقطع في الكلام ..
                طالعت فيه أزهار باستنكار وقالت : جاسم ..
                ضحكت الهنوف وقالت : حرام عليك تقول عليها خبلة والله إنها أم العقل ..
                لف وابتسم ابتسامة غريبة ورجع لف على أخته وقال : أنا خارج خلاص اشبعوا بها ..
                طالعت فيه بحيرة وهي تسأل بعفوية : اش جابك من عسفان ؟؟
                تغيرت ملامحه متفاجئ من سؤالها اللي ما استعد له وبدون تردد فتح فمه وانطلقت منه الكلمة بلا تفكير , ثواني وتعالت بعدها صرخة الهنوف ..
                غطت أزهار فمها بيدينها وهي مصدومة من صرخة الهنوف اللي حستها تتردد بصدى غريب , تناهى لها صوت جري البنات , فقالت على طول : جاسم فيييييييييييه ..
                على كلمتها سمعت صوت ضجة تبعها صوت سقوط ممزوج بتأوهات ..
                : أسنانييييييييي , يعععععععع شعر ...
                : أنا اللي مفروض أشتكي أسنانك حفرت خندق في راسي , كله منك ..
                : سوري تزحلقت ..
                وشافت من طرف الممر ساق ريم اللي ميزت شرابها الصوف وراس العنود اللي قالت بصوت مكتوم : قومي عني يالدبيه ...
                وضربت ساق ريم وهي تقول : ريم يالخبلة رجلك عند أخويه ..
                قهقهت أزهار من قلبها ولف جاسم وجهه وهو بالقوة كاتم ضحكه عشان ما يحرجهم , شقحت البندري العنود الطايحة جنب ريم اللي تزحلقت وهي تحاول توقف نفسها و فوقهم سفانة اللي قاعدة تهز أسنانها الأمامية تتأكد إنها ما تخلخلت ..
                لفت الهنوف وصرخت بحماس : بندري سمعتي , أزهار حامل ..
                شهقت العنود وهي تقول : حامل ..
                وقامت رغم ثقل سفانة اللي صرخت وهي تثبت نفسها عشان ما تنقلب , ومع حماسها دعست رجل ريم بلا شعور وهي تسأل بفرح : من جد ؟؟
                كتمت أزهار ضحكها وقالت بحرج : لسه ما كشفت عشان ....
                انقطع كلامها لمن صرخوا بحماس , حضنتها البندري وحضنتهم العنود وهي تصرخ بعفويه : بأصير خاله أخيرا ..
                قال جاسم اللي ما توقع هالفرحة كلها بالخبر : هيييييييييييي , عمه مو خاله ..
                لفت عليه وجريت له وضمته وهي تقول : عمه وخاله , مبروك يا بابا جاسم , خخخخخخخخخخخ , مو لايق ..
                ضربها على راسها وقال : اش هالضحكة البشعة ؟؟
                التفتوا كلهم للهنوف اللي سألت بحيرة : وانتي ليش تصيحين ؟؟
                كانت البندري حاضنة أزهار وهي تصيح بصوت بدأ يعلى مع مرور الوقت , حضنتها أزهار ومسحت على شعرها , كانت الوحيدة اللي فاهمة شعورها , الخبر رجعها لذكريات أليمة , ذكريات تحاول جاهدة إنها تتناساها وهي تمضي بخطوات متعثرة يسندها الإيمان اللي بدأ ينمو بداخلها , لفت أزهار يدينها أكثر حولينها وضمتها بقوة , كان ودها بلمسة تنهي ألم البندري لكن الإنسان لازم يحصد اللي يزرع , تحرك جاسم وفك يدين أزهار وسحب البندري اللي كانت تشهق بقوة وحضنها وهو يقول بتحبب : هذا كله فرحه لنا ولا عشان بتصيرين عمه ..
                لأول مرة من عرف باللي سوته يخاطبها , قاطعها بشكل مؤلم , كان غير عن عبد الرزاق اللي يتحين الفرص عشان يجرحها بكلمة أو بنظرة لدرجة خافت يفضحها قدام أهلها من كثر ما ينغزها بالكلام , تصرفه معاها كان التعذيب بحد ذاته , التجاهل التام , حتى السلام ما كان يقوله لها إلا من بين أسنانه , عيونهم لمن تلتقي ما تشوف الكره اللي في عيون عبد الرزاق لا كانت تشوف العتاب اللي يذبحها ويسلخ روحها سلخ , لفت يدينها حولين خصره وحضنته بقوة وصياحها يزيد , زفر وقال وهو يربت على ظهرها بحنان غريب : كفاية دموع , تراني تعبت منها ...
                ما قدرت كان كل حرف يوجهه لها يزيد من دموعها , ضحك من نظرات العنود المتسعة باستغراب وقال : عنود والله شكلك يبغاله تصوير , بندر خلاص , لفي شوفي شكل العنود ..
                ضحكت أزهار وهي تمسح دموع المشاركة اللي نزلت غصب , وقالت الهنوف من وسط ضحكها : عيونها خرجت , بنت , اش فيك ؟؟
                هزت العنود راسها وحكت راسها من ورى وهي تقول بوجع : عيوني طالعه بسبب أسنان سفانة الدبببببببب , أححححححح والله أحسها لساعها موجوده ..
                ودنقت راسها لأزهار وهي تقول : تعالي بالله شوفي يمكن فكها ناشب في راسي , والله مو بعيد تلقين سن ولا اثنين ..
                مسدت أزهار راسها وهي تضحك وتقول : مافي شي ..
                قالت بقهر : أمووووووووت و أعرف اش خلاها تفتح فمها زي المسعورين وهي طايحة وتعض راسي ب ..
                قطع شرحها صوت سفانة اللي قالت بعصبية : عنود بسسسسسسسسس , شغلك عندي ...
                بعدت البندري عن جاسم وهي تضحك وتمسح دموعها , قال جاسم : أنا خارج دحين ياسفانة شوفي شغلك معاها , توصي فيها ..
                : لا توصي حريص ..
                تحرك جاسم بعد ما ألقى عليهم نظرة شاملة وخرج , أول ما انقفل الباب سمع صراخ العنود وصوت جري , ضحك من قلبه وقال : الله يديم علينا نعمة العقل ..
                وهو نازل تذكر عدنان , ضرب جبهته ونزل الدرج بسرعة , أول ماخرج لقيه منزل الكرسي ونايم , دق القزاز ففز على طول و قطب حواجبه لمن شافه وهو يقول : كان نمت ياخي ..
                ضحك جاسم وقال وهو يفتح الباب : تحرك أنا بأسوق ...
                ابتسم عدنان وقال : سبحان مغير الأحوال , ياخي قلنا على السر ..
                ضحك جاسم وقال وهو يحرك السيارة بعد ما صك الباب : انت قلت بنفسك سر , بعدين هذا الكلام ماينفع للصغار ..
                رفع عدنان حاجبه وهو يطالع فيه باستنكار , ورجع لف يطالع في الطريق وهو يحس براحة جاسم وابتسامته تنتقل له ..
                زفرت أزهار وقالت : خلاص ..
                وبعدت يدينهم عن بطنها وهي تقول : لسه مافي شي , لو الجنين موجود بيكون نقطة فين بتحسون بنقطة ..
                دنقت العنود إلى بطنها وقالت : هيييييييييييييييييي يا دبه أنا خالتك وعمتك العنوووووووود , إذا خرجتي تعرفيني من حلاتي ..
                دفتها سفانة وقالت تقلدها : هييييييييي يا بطل ترى بتعرفها من صوتها النشاز , تراها كذابة أحلى وحده أنا وانتبه ترى بأذبحك لو ماناديتني خاله ...
                شهقت العنود وقالت : تخلخلت عظامك قولي امين , يناديك خاله لييييييييييييييييييه , عندك أربعة ماشاء الله ينادونك جايه ومحاشرتني على بنت أخويه وأختي لا وكمان تنادينه بصيغة مذكر , احترمي نفسك , اللي جوة بنت ..
                تقدمت سفانه ولصقت وجهها في وجه العنود وقالت : بيطلع ولد وبيناديني خاله غصب عنك ..
                رفعت العنود حواجبها بصعوبة عشان جبهة سفانة اللاصقه في جبهتها وقالت : وأنا أقول بتطلع بنت و صدقيني لو نادتك بخاله بأقطع لسانها قطع ..
                : ولد ..
                : بنت ..
                : ولد ..
                : بنت ..
                ضحكت أزهار على أشكالهم و قالت الهنوف بحزم : خلاص انتي وإياها ..
                قالت العنود بعد صمت : انقلعي يا عضاضة رؤوس البشر ..
                قالت سفانه وهي تدور على محشة : روحي يا ... يا ... يا أم شعر ماله طعم ..
                رمتها العنود بنظرة تريقة وهي تقول بهدوء : الله يا أم شعر بطعم الكرز الياباني ..
                تبعته بعصبية : ما كل الناس شعورهم مالها طعم يالغبية ..
                انفجروا كلهم بالضحك لمن ردت سفانة بتريقة : ليه الأخت ذواقة شعور وأنا ما أدري ..
                قالت العنود : بديهي ..
                ومسكت خصله من شعر أسماء اللي جالسة جنبها ولحست طرفها , صرخوا باستنكار وسحبت أسماء شعرها وهي تصرخ بقرف : يععععععععععععععع , عنيدي يالقرفه ..
                تفلت العنود كذا مرة ومسحت لسانها و هي تقول : يعععععع طعم بلسم أعشاب ..
                قالت أسماء : اليوم تروشت , يععععععععععععععع , دحين لازم أغسله ..
                قالت العنود بتكبر : إيوه لازم تغسلينه عشان ما يتجمع عليك النمل ترى ريقي عسل ..
                ضحكت أزهار على خبالهم ومناقشاتهم الفاضيه وهي تحس بسعادة عميقة وهي تشوفهم في بيتها ويتعاملون معاها بطبيعية وكإنها عاشت معاهم طول حياتها , لكن .........
                التفتت لعهود اللي جلست غير بعيد عنهم وهي حاطة رجل على رجل , كانت عيونها المركزة عليهم تحمل برودة ونظرات غريبة وحواجبها الخفيفة المرسومة بعناية مرفوعة بطريقة تدل على مللها من المنظر اللي تشوفه ..
                بعدت أزهار بصرها وهي تصرخ بداخلها ~ يارب سامحني , ماني قادرة أحب هالبنت , نظراتها ترعبني ~ ...


                ***********************


                الساعة 9.40 مساء :
                في انتظار الرجال في المستشفى :

                : شوفوا نتكتم على الموضوع نهائيا إلين يقوم حسان ويعدي مرحلة الخطر , يعني نرسل رساله موحده لكل الجوالات نكتب فيها إننا قررنا ننام في البر ونقفل الجوالات وبما إن المنطقة بعيدة عن الإرسال فحيخمنون إننا لسه في البر ..
                سأل عمر وهو يطالع في جاسم وعدنان اللي فكروا بالفكرة وطرحها جاسم عليهم : وعبد الإله ؟؟ محد فينا راح وطمنه ولا حاول يشوف موضوعه ..
                قال عبد الرزاق : أنا ...
                قاطعه الكل في نفس الوقت : لالالالالا ...
                وقال عدنان : يرحم أهلك خلك مكانك , بتروح وماعاد ترجع بنلقاهم زاجينك معاه و بنضطر نخرج اثنين بدل واحد , إحنا محنا ناقصين ..
                زفر عبد الرزاق ورفع يدينه وهو يقول : as you wish ….
                قال عمر : خلاص أنا أروح له ..
                قال ماهر : وأنا وسامر نرجع للفرشة ونجيب الأشياء والمسدس وكل شي ..
                هز عدنان راسه وقال : لا , أكيد بيكون هذا تغير لمكان الحادث , مو لازم ناخذ شرطي معانا ولا شي من هالقبيل ..
                قال جاسم بغيض : صدقني ما عندنا هالتطور , شفت كيف النقيب سأل عن المسدس وراح بلا اهتمام لمن قلناله نسيناه ..
                قال ماهر وهو يأشر على سامر اللي جا : شوفوه سامر جا كان معاه شرطي في الممر , خلونا نسأله ..
                التفتوا كلهم باستغراب من الموضوع لسامر اللي سأله ماهر : وين الشرطي اللي كان معاك ؟؟ اش كان يبغى ؟؟ ..
                هز سامر أكتافه وقال بحيرة : سأل عن حالة حسان و راح ..
                : بسسسسسسسسسس ..
                : بس ..
                زفر جاسم وقال بعصبية : الله يقطعهم , نتصرف من عندنا خلاص , روحوا سووا اللي اتفنا عليه وإذا قالوا ليش جبتوه قبل مانشوف موقع الحادث بنحط نفسنا أغبياء ...
                كتبوا الرسالة وأرسلوها من جوالاتهم وتردد جاسم قبل ما يفتح جوال حسان ويرسل الرسالة لعمته ..



                *********************


                الساعة 10 مساء :
                في سجن بريمان :

                : ياشيخ علي , ياشيخ علي ..
                قام من نومه على يد تهز كتفه بقوة وصوت ضجيج يحيط به , أول ما اندفع لذاكرته ~ حسان , ولدي مات , رحمتك وعفوك يارب , أنا متى نمت ؟؟ حسان ~ انصدم لمن شاف سيف قدامه ووراه مجموعة جنود , قام من السرير وهو يقول : خير إن شاء الله ..
                قال سيف بتأثر : الفرج يا شيخ , الفرج جا , الأمير **** اللي سمع بموضوعك وحقق في القضية لمن عرف بموضوع حسان أصدر مذكرة عفو سريعة وطالب بتبرئتك و إسقاط التهم كلها ودفع السبع ملايين المطلوبة وأمر بإطلاق سراحك مع دفع تعويض كمان ..
                واختنق صوته وهو يقول : وحسان نجحت عمليته , توني جاي من المستشفى , الدكتور قال نجحت العملية بنسبة 90 % ..
                غمض عيونه وهو يقول بصوت متهدج : يارب رحمتك وسعت كل شيء ..
                سمع تبريكات الجنود اللي كانوا دايم يزورونه ويخدمونه بعيونهم وهم معتبرينه قدوتهم , هزه سيف وهو يقول بحماس : هيا يا شيخ تحرك بتخرج دحين , ورقة عندنا هنا ..
                والجنود يصدرون بأصوات حماسية مصحوبة بتصفيق وصفير وواحد متحمس يصرخ : ظهر الحق وزهق الباطل ..
                تلاه ضحكهم العالي , مسح علي وجهه وجلس على السرير وهو يحس بفتور في جسمه من شدته ماقدر ينحني ويسجد شكر فاكتفى بإيماءة راسه إنه يسجد وهو يتحمد لله ويشكره ..



                ****************************


                الساعة 10.10 في قسم الشرطة :



                : ممنوع يا شيخ والله ما أقدر ..
                زفر عمر وقال : طيب ممكن توصله إنه حسان نجحت عمليته بفضل الله أكيد إنه قلقان ..
                هز الشرطي راسه وقال : إن شاء الله , شي ثاني ..
                جلس عمر يسأله عن الإجراءات المطلوبة منهم والإجراءات اللي بيطبقونها على القضية والشرطي يشرح له كل المطلوب ..
                وبعدها خرج وهو يترجاه ما ينسى يروح لعبد الإله ويبشره ..
                : عبد الإله صالح ..
                رفع راسه اللي سانده على الجدر وراه وقام بسرعة وتوجه للشرطي اللي طالع فيه بهدوء قبل ما يبتسم وهو يقول : قريبك نجحت عمليته ..
                اندف ومسك القضبان وحصرها وهو يقول بلهفة : حسان نجحت عمليته , متأكد من هالكلام ..
                ابتسم وقال وهو يدخل يده من بين القضبان ويربت بها على كتفه : واحد مطوع جا من المستشفى وخبرني بهالخبر , الحمد لله ..
                همس وهو يطالع في الشرطي بامتنان : الحمد لله , الحمد لله ..
                فلت القضبان وتحرك وجلس على الأرض في الركن اللي كان جالس فيه من يوم جا , ضم ركبه له وسند عليها أكواعه ودفن وجهه بين يدينه وهو يردد : الحمد لله , الحمد لله ..
                تحلقوا حولينه المساجين اللي عرفوا بقضيته من ثرثرة الشرطة وكل يبارك له ..



                ***************************


                في الشقة :

                طالعت أزهار في الهنوف اللي تلعب بجوالها وسألت : هنوف اش في ؟؟
                رفعت الهنوف راسها وقالت : ها , لا ولا شي ..
                جلست جنبها وقالت : ماتعشيتي زي الناس , ماعجبك الكابلي اللي سويته ..
                هزت راسها وقالت : بالعكس ماشاء الله مرة طعم , تسلم يدك ..
                وزفرت وهي تهمس متابعة : حسان ما قالي إنه بيبات هناك ..
                سكتت أزهار تستناها تكمل كلامها , لفت عليها الهنوف وقالت بحرج : الأسبوع اللي فات كنت مشغولة مع العنود والبندري وزواجها المفاجئ و ما قدرت أتصل عليه أو أرد على اتصالاته و تواعدنا إننا نتكلم الليلة بعد ما يرجع من عشا الرحلة ..
                انعصر قلب أزهار وهي تتذكر حسان وتتخيل لو إنه جاسم اللي صار اللي صار اش بتسوي لو دريت , قالت بتشجيع : أكيد ما في إرسال ...
                لفت بوزها وقالت : وإنت ليش أرسلك جاسم ؟؟ كان يقدر يرسل ..
                حكت أزهار حاجبها وهي تتذكر رسالة جاسم اللي أعلنتها عندهم , وإنه الشباب قرروا ينامون في البر ..
                : يا بطنييييييييييييييييييييييييييييييي ..
                لفت على العنود الي دخلت وهي تتوجع من بطنها وسفانة تقول : حد قالك تدبين الأكل دب , ماشاء الله أكلت من قلب ..
                أشرت على أزهار وهي تقول : كله منها , ليش أكلك لذيذ ؟؟
                ضحكت أزهار وقالت بمزح : شكرا على هالإطراء ..
                قالت العنود : إلحقي على ريم لساعها قاعدة تاكل ..
                وصلهم صوت استنشاق ريم اللي دخلت وهي تقول : اش قالولك سعليه زيك ؟؟ ثلث لشرابك وثلث لطعامك وثلث لنفسك ..
                رمت العنود نفسها ومددت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : واو أنا ثلاثة أرباع طعام وربع للشراب والنفس راح فيها ..
                قالت الهنوف : الرسول يقول بحسب ابن ادم لقيمات تقمن صلبه ..
                قالت سفانة : سامعة , لقيمات مو غرفات ..
                خرجت أزهار وابتسمت لعهود اللي جالسة تغسل يدها وراحت للمطبخ اللي أصروا يتعشون فيه , ولمن شافت أسماء تشيل الصحون قالت : والله ماتشيلين ولا شي , خليه أنا أنظف كل شي ..
                قالت سفانة اللي وراها : مو بكيفك ..
                وقامت تشيل الصحون , قالت أزهار بحزم : أنا حلفت , بعدين لا تخافين بأكرف عنيدي وبندري كرف مادام بينامون هنا عندي ..
                قالت البندري : يا سلام , اش معنى هنوف ماحطيتيها في قائمة الكرف ..
                ابتسمت وقالت بحرج : أستحي , عيب أختنا الكبيرة ..
                أزهار رغم معرفتها إنها أكبر من الهنوف بشهر إلا إنها مازالت تعتبرها أختها الكبيرة ..
                جات العنود جري وقالت : بنات عمي صالح تحت , بسرعة تحركوا ..
                ووراها ريم اللي تلبس طرحتها وهي تقول : أبويه مارضي يجينا السواق في هالوقت , عشان كذا جا بنفسه , تحركوا يلا ..
                تحركت أسماء وسفانة بسرعة , ابتسمت أزهار وتبعتهم للممر وهي تقول : جزاكم الله خير على الزيارة , استانست بالجلسة معاكم ..
                وقفت جنبها العنود واتكت على كتفها وهي تقول : جزاكم الله خير , انستونا والله , زرونا مرة أخرى تجدوا ما يسركم ..
                لفت عليها سفانة وقالت : يا مخص اللقافة , تعالي بطنك طابت ..
                تأوهت العنود وحطت يدها على بطنها وقالت : لا ...
                شهقت ريم وقالت : يا ناس كذابة البنت هذي ..
                وخرجت وهي تقول : الله يعينك عليها يا أزهار بتبلاك الليلة من كثر الشكاوي ..
                ودعتهم أزهار وصكت الباب بعد ماخرجوا كلهم , التفتت لأخواتها وصرخت بحماس : واو بتنامون عنديييييييييييييييييييييييييييييييي ...
                اتفاجؤا من صرختها وضحكوا لمن استحت وهمست : تحمست مو ؟؟
                صفقت العنود يدينها ببعض وحكتها وهي تقول : إحنا لوحدنا ...
                و ضحكت ضحكة شيطانه مسرحية وهي تكمل بتريقة : ننادي أصحابنا , أنا أدق على صاحبي و ..
                ضربوها كلهم وهي تضحك على ردة فعلهم ...



                ***********************



                الساعة 12 في بيت حمده :


                : طارق خير ..
                ابتسمت نورة لكلمة أمها وقالت وهي تقوم : إن شاء الله ..
                : يمكن حسان غير رأيه وجا ينام هنا , أعرف ما يحب ينام برا البيت ..
                قالت خولة وهي تأشر لأمها إنها تجلس وهي تقوم : جده هذا اللي تتمنينه , شكلك إنتي اللي ما بيجيك النوم من كثر مانتي مشتاقه له ..
                قالت حمده وهي تنفض يدها مستنكره : أشتاق له ليه ؟؟ من زينه يجيب لي الصداع لا جاني , افتكيت من رجته اليوم ..
                ضحكت سمية وهي ترمي ورقة في ميدان اللعب وغطت فمها ببقية الأوراق اللي في يدها وهي تهمس : يعني يعني ماني مشتاقة لحسان ..
                ضحكت الخنساء وقالت وهي تدق سالم : هي سويلم طالع طالع , لا تفوتك جده ..
                لف سالم على جدته وضحك لمن شافها مثبته نظرها على الباب تنتظر اللي جاي , قال بصوت عالي وهو يسحب ورقة ويرميها : مشكلة اللي يحطون نفسهم ماهم مشتاقين وهم ..
                دقوه الثنتين باستنكار وهم يكتمون ضحكهم , قالت نور اللي ما فهمت قصده : مشلا ضحككم , مخلين خولة تقوم وانتم جالسات يالمعبرات ..
                أول ما شافت خوله زوجها من العين فتحت الباب وهي تقول بضحكه : بدري يا أفندي كان نم ....
                وذابت الكلمات وهي تشوف الشخص اللي وراه , ثوبه وشماغه اللي بدون عقال ~ أكيد أتوهم , أكيد أتحلم , أبويه , أبويه ~ وصلها صوته الحنون وهو يقول : خولة ..
                صرخت خولة بعدم تصديق ..
                فز سالم أول ما سمع صرخة أمه وهو يرمى الورق اللي في يده وتبعته البنتين ونورة اللي ماشالتها رجولها من الخلعة تجمدت في مقعدها , أول ما خرجوا للممر شافوها متعلقة برجل ماعرفوه لأول وهلة , تراجع حميد زوجها لمن شاف الخنساء و ابتعد عن المكان , صرخت الخنساء بعدم تصديق لمن تبينت الرجل : أبويه ..
                ورجعت جري لغرفة جدتها , دخلت من الباب وهي تقول بلهفة : أمي أبويه رجع , أبويه رجع ..
                واختنق صوتها وهي تهمس : والله رجع , والله رجع ..
                غطت نور وجهها وهي تبكي و تتحمد ربها لمن شافت نورة تفز من جلستها وهي تقول بعدم تصديق : علي رجع , علي رجع ..
                مشيت بخطوات متعثرة وهي تحس روحها تسبقها , أول ماشافته وسالم وسمية متعلقين به وخولة تمسح على كتفه وهي واقفة جنبه تصنمت مازال كما هو لكنه نحف كثير وحفر الزمن أخاديده في وجهه اللي كان يحمل أعتى علامات التعب , حست بقلبها ينبض ومشاعر تختلط بداخلها , رفع راسه عنهم وطالع فيها , مازالت بنفس الهدوء ورباطة الجأش اللي يحبها فيها , نفس القوة , نفس الجمال الهادئ اللي اعتاده ..
                ابتسم وبعد أحفاده وتقدم منها وهو يقول بمرح : السلام عليكم , كيفك يا أم حسان ؟؟ سامحونا جينا بدون موعد ..
                ابتسامته ومرحه اللي ورثه لكل أبناءها زاد ألمها وحست بمشاعرها تخنق أنفاسها , همست وهي تقاوم دموعها : الحمد لله على السلامة ..
                وقف قدامها وهمس : اشتقت لك يا نورة ..
                نزلت دموعها وغرقت وجهها وهي تمد يدين مرتجفة له , ضمها وهو يأكد لها : والله اشتقت لك ..
                كان تحس بحنجرتها متضخمة وتضغط على جدران حلقها من كثر ماهي كاتمة انفعالاتها , شهقت و سحبت الهوا من فمها و صرخت وهي تتشبث بثوبه : علي , علي , اه ..
                ضمها أكثر وهو يقول : أنا هنا , أنا هنا وإن شاء الله ماعاد بأروح عنك ..
                صرخت نورة بلا إحساس وهي تتشبث به أكثر خوف يروح عنها , خمس سنين عاشتها وهي تتظاهر بالقوة عشان أولادها , خمس سنين تحملت وجع فقده , خمس سنين وهي تكافح لوحدها عشان هاللحظة اللي جات بلا مقدمات , خمس سنوات كانت تنام فيها وقلبها متيقظ وروحها في مكان اخر , صرخت وصرخت وصرخت ...
                ضمت خولة بنتها والخنساء اللي يصيحون على منظر نورة المنهارة , قالت الخنساء من بين دموعها : أمي خلاص , هو رجع خلاص ..
                هزتها خولة وهي تضمها : اششششششششش خليها , خليها تطلع كل اللي في قلبها ..
                : أمي اش فيها ؟؟
                واجتاحتها موجة دموع جديدة وهي تشوف أبوها مثبت نفسه ومقاطع ذراعيه ورى ظهر أمها المنهارة صياح وضامها بكل قوته عشان ما تطيح وهو يهمس : أنا هنا , الحمد لله اللي ربي ما أخذ أمانته وأنا ما شفتك , الحمد لله , خلاص يا نورة أنا هنا ..
                حس بيدينها تتراخى وحس بها تنزلق من بين ذراعينه وصياحها وصراخها يخفت ويتحول لنشيج خفيف مصحوب بأنين موجع , اضطر ينزل للأرض معاها عشان ما تطيح , صرخت سمية بخوف وهي تجري لنورة : جده ..
                جات حمده وهي تتمايل مستندة على عصايتها واليد الثانية ساندها سالم , و شافت نورة ممدة على الأرض في حالة من اللاوعي وهي تئن ودموعها مهي راضية توقف وعلي جاثي جنبها وهو يمسد خدها وجبينها بحنان وهو يقرأ عليها والبنات حولينها يصيحون , قالت بصوت مخنوق وهي تدق خولة بعصايتها : ابعدوا عنها , ابعدوا عنها ..
                وأشرت لسالم اللي ناولها قارورة موية الصحة اللي كانت في يده , حطت من الموية في فمها وبختها على وجه نورة اللي شهقت من برودة الموية وهي تنتفض , قالت حمده بحزم : تقومين ولا أبخك ثاني ..
                مسح علي نقاط الموية عن وجهها وهو يقول : يلا نورة قومي ...
                رفعت نورة يدها بضعف ودموعها تزيد ونشيجها يعلى أكثر , شربت حمده من موية الصحة وبختها مرة ثانية , شهقت نورة وارتفع صوت بكاها , قالت حمده بعصبية : والله لو ما قمتي بأبخك , كذا تستقبلين زوجك , قومي بسرعة ..
                مسح علي الموية المختلطة بدموعها وهي يبتسم ويقول بمرح : نورة قومي ترى عمتي ناوية تغرقك ..
                همست وهي تفتح عيونها بضعف : خلاص قايمة ..
                ولمن شافها بتقوم سندها وجلسها ونسي كل اللي حولينه وهو يمسد خصلات شعرها المبللة ويرجعها ورى إذنها ويمسح الموية من وجهها , جلست خولة جنب أمها وقام علي لمن تذكر نفسه وسلم على حمده اللي سلمت عليه وهي متلثمة بمسفعها , ضحكت الخنساء لمن قال سالم باستغراب ممزوج بسخرية : توها كانت تبخبخ موية على جدة قدامه ودحين متلثمة ..
                ضربته أمه على فخذه وهي تقول : ولد عيب ..
                وسمية تهمس وهي تمسح دموعها : اششششششش لا تسمعك والله تلعن جدفك ..
                بعد ماسلم عليها لف على نورة اللي أشرت لهم إنها ما تقدر تقوم دحين وقال : قومي أسندك ..
                هزت راسها بلا وهي تمسح وجهها بخجل , ابتسم ودنق ورفعها بقوة وسندها , حطت سمية يدينها على خدودها وهمست للخنساء اللي كان ودها تنقز في المكان من كثر فرحتها : يا رب ترزقني واحد زي جدو علي يارب ..
                همست الخنساء بتريقة : طرتي وقعتي مالك غير حمودي ..
                لفت عليها سمية وضربتها وهي تقول بقهر : خليته لك ...
                وتحركت تلحق بهم وهي لافه بوزها , ضحكت الخنساء وتبعتها وهي تعرف إنها تكره تنديعهم لها بمحمد ولد جلال ..



                ************************

                تعليق

                • أحلى من الحلا
                  عضو فضي
                  • Aug 2007
                  • 539

                  #78
                  في نفس الوقت في المستشفى :

                  مازال الوجه الأسود المبتسم وعيونه وأسنانه المناقضة لبشرته تلاحقه , حس برغبة في التطليع وبوجع غريب في كل جسمه , حرك فمه لقيه جامد , فتح عيونه ببطء وقفلها بقوة لمن جهره الضوء الأبيض , حس بغصغصة وبشي غريب في حلقه , فتح عيونه دفعه وحده لمن دوى صوت الطلقه مضيء ظلمات عقله , دار بنظراته للي حوله , حاول يتحرك لكن ما في جزء في جسمه يطيعه غير عيونه , تلفت يمين ويسار , كانت الأجهزة تحيط به وخرطوم غريب محشور في فمه , عرف سبب الغصغصة اللي في حلقه , حاول يتحرك يصدر أي صوت لكنه ماقدر , لمح خيال ممرضة تتحرك من قدام الغرفة , حاول يصدر صوت لكنه ماقدر , بدأت الصورة تهتز قدامه وتتماوج ورجعت الأصوات تعمق كإنها خارجة من بئر عميقة ورجع الوجه الأسود المبتسم قبل ما يتلاشى كل شيء فجأة مع صوت جاسم القادم من البعيد وهو يقول للممرضة : دقيقة بس أب.......
                  مد يده بتردد وتلمس شعر حسان وهو يهمس : حسان ..
                  كان صوت صفير الأجهزة يتردد حولينه مختلط بصوت ضخ جهاز التنفس للهوا , زفر وابتسم وهو يهمس : ترا ماقصدت لمن قلت ربي يفكني منك ..
                  : جاسم ..
                  التفت لعدنان اللي ناداه من خارج العناية قبل ماتطلعه الممرضة برا العناية , دنق جاسم وسلم على جبينه ومسح شعره وتحرك خارج , قال عدنان على طول : نسيت رحلتنا للرياض بعد ساعة ونص , أكيد الوالد يستنانا , اش نسوي دحين ؟؟ ..
                  قال بعد تفكير : لازم تروحون , مو معقولة بتأجلون رحلتكم ..
                  قال سامر : ما نبغى نروح قبل ما يتجاوز حسان مرحلة الخطر ...
                  وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : نبغى نتطمن عليه ..
                  قال جاسم : نوافيكم بالأخبار أول بأول بالمكالمات , عدنان وراه رحلة للشرقية بكرة عشان العمل ..
                  ساد صمت في المكان قطعه عدنان وهو يقول بهدوء : هو من ناحية لازم نرجع لازم لأنه حتى ماهر عنده رحلة بعد بكرة ..
                  حط جاسم يده على كتفه وهو يقول : جزاكم الله خير , كفيتوا ووفيتوا , والله ما قصرتم معانا ..
                  توادعوا بهدوء يسوده الحزن , زفر عبد الرزاق لمن لقي نفسه لوحده مع جاسم وعمر وقال : ما أدري ليه أحس بالضيق لريحتهم ..
                  دقه عمر وهو يقول بمزح : ما توقعتك عاطفي لهالدرجة ..
                  وكمل وهو يأشر بيدينه كإنه يشرح معادلة : ترا هذا الشعور لأنهم وقفوا معاك في وقت عصيب فصار في ارتباط ب ..
                  رماه عبد الرزاق بنظرة حاده وهو يقول بسخرية : لا والله , متى غيرت مهنتك من مطوع لمحلل نفسي ..
                  ضحك عمر وقال بحزم ممزوج بابتسامة حلوة : ترى الطواعة مهي مهنة ...
                  زفر جاسم وهو يسمع لمناقشتهم اللي بدأت واللي هو متأكد إنها ماحتنهي قريب , تحرك وجلس على مقاعد الانتظار وهو يطالع في باب العناية اللي مالهم شهرين واقفين عندها عشان عمه صالح , استغفر ربه وهو يفكر في عمه صالح اللي أشفق عليه وهو مهو عارف كيف بينقلون له الخبر وكيف بيتلقاه ...



                  ****************************


                  في بيت حمده :

                  أول ما دقت سفانة الباب انفتح وطلت منه سمية والخنساء , قالت بفجعة : بسم الله , اش فيه ؟؟
                  سحبتها الخنساء وهي تقول : بسرعة , بسرعة ..
                  لفت على أسماء اللي تدفها سمية من ظهرها عشان تسرع في مشيها , سألت : اش عندهم المتخلفات ؟؟
                  هزت أكتافها وقالت : ما أدري ..
                  سحبتها جوة الصالة الداخلية وهي تقول : ترا ..
                  تجمدت سفانة لمن شافته يقوم من جنب أمها وهو مبتسم ويقول بهدوئه المعتاد : كان مهدتي لها ..
                  تراجعت لورى وصدمت في أسماء اللي وقفت مصنمة تحاول تستوعب المنظر , نقلت سفانة بصرها بسرعة بينهم , وجه أمها المنتفخ من كثر الصياح , خولة تأشر لها تتقدم , الخنساء وسمية المبتسمات ابتسامات واسعة ورجعت ركزت نظرها عليه وهي تقول : أبويه ..
                  وصرخت بعدها وهي تندفع له : أبويه ..
                  اختلطت صرختها بهتاف أسماء : جدوووووووو ...
                  فرد يدينه وتلقها في أحضانه ومد يده اليمين وأشر لأسماء اللي طالعت في من مكانها ودموعها تنزل بصمت , جريت له وضمته , ضمهم الثنتين بقوة وهو يحس بقلبه ينبض بسعادة مالها حدود ..
                  زادت دموع سفانة لمن التقت يدينها ورى ظهر أبوها شدتها بقوة وهي تصييح وتصرخ بداخلها ~ نحف , نحف , ماكان ياكل ~ ابتعدت عنها أسماء وهي تمسح دموعها وهي تقول : الحمد لله على السلامة ..
                  قال وهو يضم سفانة : الله يسلمك , ماشاء الله محلوة ..
                  رفعت سفانة راسها عن صدره وقالت باعتراض : أنا أحلى ..
                  ضحك وضمها وهو يقول : كلكم حلوات ..
                  وجلسوا يتبادلون الحديث وسفانة لاصقة فيه وهي تسأله عن كل شي يخطر ببالها عن السجن والفترة اللي قضها , وبعدت عنه لمن تذكرت شي وراحت جري لغرفتها وهي تقول : دحين جاية ..
                  قالت خولة وهي تنزل جوالها : أفففففففف مقفل , شكله مافي إرسال نهائي ...
                  سكت علي وهو يسمع نورة تقول : سبحان الله اليوم اللي يقرر فيه ينام برا البيت يجي أبوه ..
                  قالت الخنساء وهي تضحك بأذيه : خخخخخخخخخخخ , اسمني بأغيضه غياض ...
                  شويه و جات سفانه وهي شايله بشته الأسود , ابتسمت بفرح وقالت وهي تمده : أخيرا بيرجع لصاحبه , تعب من كثر مايستنى ..
                  ابتسم علي ابتسامة شجن وقام وأعطاها ظهره , ابتسمت بفرح ولبسته له وهي تقول بصوت مخنوق من البكى : الحمد لله على سلامتك ياشيخ علي ..
                  وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله على سلامتك يا أبويه ..
                  ضمها وهو يقول : الله يسلمك من كل شر ..
                  رجعت موجة بكاء جديدة , زفر سالم وقال بعدم تصديق : يا الله هذولي عندهم مصانع دموع , خلاص قرفتوني ..
                  ضربته حمده بعصايتها , لف عليها وقال وهو يشوفها تمسح عيونها بمسفعها : حتى انتي تصيحين ؟؟
                  ضربته مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : مالك دخل , قوم عني قوم يلا ..



                  ***********************


                  يوم الجمعة 15 / 8 / 1427 ه :
                  بعد صلاة الفجر :

                  : جاسم ..
                  رفع جاسم راسه اللي دافنة بين يدينه بصدمة ووقف على طول وهو يطالع في الخمسة اللي واقفين قدامه , حس بأنفاسه تضيق وهو يحاول يتمالك نفسه , همس أبوه بعطف وهو يحط يده على كتفه : بسم الله عليك يا ولدي ...
                  ~ أكيد أحلم , أكيد , متى أصحى ؟؟ متى ؟؟ ~ التفت لعبد الرزاق المتمدد على الكراسي ونايم وعمر الجالس جنبه وهو مرجع راسه على ورى ومغطيه بشماغه , اخر شي يتذكره إتصال عدنان من المطار وعمر اللي راح غير لبسه الرياضي بثوب عشان يصلون الفجر , رجع التفت لأبوه اللي واقف مع عمه صالح وحميد زوج خولة و ........
                  ابتسم علي وقال : كيف حالك يا جاسم ؟؟
                  اندفع جاسم وحضنه وهو مو مصدق عيونه , حس بوجع في قلبه إنه حسان مو صاحي عشان يشوف أبوه , قال : عمي علي حسان ..
                  ربت علي على ظهره وهو يقاطعه : عارفين بكل شي , عارفين ..
                  بعد ولف على عبد الإله اللي قال بصوت كسير : أبوك تدخل وخرجني , كيف حسان دحين ؟؟..
                  مسح وجهه عشان يضيع التعب وقال : مستقر بس كيف ..
                  وطالع فيهم بحيرة , كانت الأحداث سريعة لدرجة مو قادر يربطها بداخله , متى خرج علي , وكيف عرفوا , ومتى خرجوا عبد الإله ؟؟
                  قال علي : نقولك كل شي على رواقه بس أبغى أدخل أشوفه دحين ..
                  قال جاسم : ممنوعه الزيارة حاليا ...
                  تحرك حميد وقال : أنا أروح أطلب إذن من الدكتور الخاص بحالته , اش اسمه ؟؟
                  قال : رامي هو الجراح الوحيد هنا ..
                  جلسه أبوه وهو يأشر له إنه ما يصحي الاثنين ما دامهم نايمين , وأول ماقاله إنه علي خرج بعفو بعد ماسمع الأمير بموقفه من اللي صار لحسان تذكرها وتذكر اللي قالته ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) , ابتسم وهو يقول : سبحان الله , كيف سمع الأمير بالموضوع في نفس اليوم وبسرعة ..
                  قال علي : إنت تعرف من يوم رفضت أسدد الفلوس المطلوبة من عبد القادر لأني كفيله , ومن يوم خون فيني هو و ذياب والقضية من دائرة لدائرة إلين انست , وسبحان الله طلع هالأمير الله يطول في عمره واللي ماعجبته ملابسات القضية بعد ماقدم له حسان معروض بتاريخ القضية وتواريخ كل الجلسات , وأمس لمن دروا باللي صار لحسان حاولوا يضغطون علي عشان أوقع تعهد بتسديد المبالغ كلها وأخرج بسراح مشروط لكني رفضت ..
                  وسكت وكمل : اللي خلاني خمس سنين أرفض أوقع على الورقة عشان مايحسبون الناس إني لاهف هالفلوس بالحرام مستغل ثقتهم فيه كإمام هو اللي خلاني ماأقوعها أمس وسبحان الله عظيم المن , سمع الأمير باللي صار واصر يعجل بقرار العفو وسدد المبلغ كله وبرئني ..
                  قال أبوه : تصدق بغى قلبي يوقف لمن شفت عمك علي في المسجد صلاة الفجر , خفت من الكبر قمت أخرف وإلا عمك صالح يأكد لي إنه هو وهناك قلنا على كل شي ..
                  لف جاسم بخوف لعمه اللي قال بهدوء : كم مرة قلتله خلك من هالمسدس مايسمع , خلك من المزح الزايد مايسمع , بس عسى عذا يكون درس له ولكم ..
                  نزل عبد الإله راسه بصمت جا حيد ومعاه الدكتور رامي اللي ابتسم وقال : أهلا أبو حسان ..
                  وسلم عليه وهو يتحمد له بسلامة الخروج وهو يقول : سمعت من حميد شويه من قصتك , تفضل معايا عشان تشوف حسان و تطمن عليه هو في أيدي أمينة إن شاء الله و .....
                  تبعه علي وهو يشرح له حالة حسان , لف صالح على عبد الإله الجالس بصمت وزفر وتحرك مع أحمد وحميد , تحرك جاسم وجلس جنب عبد الإله بصمت ..
                  وقف علي جنب سرير حسان ومد يده وحطها على صده وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
                  رددها ثلاثا وقرأ سورة الفاتحة سبع مرات ودنق بعدها وسلم على جبين حسان وهو يقول : الله يقومك بالسلامة ياولدي ..
                  ورجع سلم على خده وهو يهمس : حسان قوم , أنا خرجت يا ولدي ..
                  ودمعت عيونه وهو يسلم على جانب فمه ويرجع يسلم أنفه وعيونه وهو يمسح شعره ويشد عليه وهو يقول بوجع : حسان قوم عشان تتزوج , خلاص أنا خرجت , أنا خرجت يا ولدي , لا تفجعني فيك يا حسان , قوم ياولدي , تكفى افتح عيونك وشوفني ..
                  وجثى على صدره وحضنه وهو يقاوم دموعه , ورفع راسه ورجع يسلم عليه وقطرات دموعه تنقط على وجه حسان الجامد الشاحب قبل ما تنزلق , مسح علي دموعه ومسح وجه حسان وهو يدعي ربه بداخله إنه يقومه له بالسلامة ..
                  وخرج على مضض كله عشان ما تقلق نورة وبناتها اللي قالوله إنهم يستنونه على الفطور بعد صلاة الفجر ...
                  خرج بعد ماتمالك نفسه وراح للدكتور رامي المتحلقين حولينه أحمد وصالح وحميد ..


                  ********************

                  بعد صلاة الجمعة :

                  الوجه الأسود المبتسم والعيون والأسنان , فتح عيونه دفعه وحده وهو يغص من الخرطوم اللي مازال في حلقه , شاف ظهر الدكتور اللي ميزه من ظهره خارج وهو يقول : نشاط دماغه في تزايد , هذا علامة جيدة إن شاء الله ..
                  وصله صوت الرجل اللي مالمح إلا طرفه وهو يقول : طيب متى يصحى يا دكتور ؟؟
                  ~ أبويه , أبويه , أكيد أحلم , هذا صوته , والله صوته ~
                  : هذا علمه عند الله يا أبو حسان , إدعيله ..
                  : يا دكتور أمه بدأت تسأل عنه تحسبه في رحلة , أبغى أقولها شي ما يخوفها ..
                  صرخ حسان بداخله وهو يحاول يتحرك ~ أبويه , لاتروووووووووووح , أبويه ~ ولمن لمحه يتحرك من الدكتور اللي يقول : لازم تعلمها بالحقيقة , إذا قام حسان معناته إن شاء الله تجاوز مرحلة الخطر , قبل كذا ما أقدر أضمن لك شي ..
                  كبح حسان دموعه لمن اختفوا وغمض عيونه بقهر الجهاز المحشور كان يمنعه يصدر صوت وجسمه مو راضي يتحرك ..
                  : حسان ..
                  فتح عيونه على صوت أبوه وبلا مقدمات تدفقت دموعه وهو يصرخ بداخله ~ أبويه , أبويه , أبويه ~ تقدم منه أبوه وهو يقول بصوت متهدج : حسان ..
                  وضمه بقوة وهو يبكي بصمت ورفع راسه وسلم عليه وهو يمسح وجهه بحنان وهو يقول : كنت أبغى أشوفك قبل ماأروح , الحمد لله اللي رجعت , الحمد لله اللي رجعت ..
                  غمض حسان عيونه ودموعه تنزل بصمت , سلم علي على عيونه وهو يقول : أنا خرجت ياحسان , ربك كريم , جاني العفو يا ولدي ..
                  فتح حسان فمه لكن اللاصق والخروم منعه من الكلام , لف علي وقال للدكتور بلهفة : ماتقدر تشيل الجهاز عشان يتكلم ..
                  تغير وجه رامي قبل ما يقول : رئته مازالت ضعيفة , ما نقدر نشيل الجهاز دحين ..
                  لف علي على حسان وطالع فيه بحنان وهو يهمس : أصبر يا حسان ..
                  ~ جسمي , جسمي ليه ما يتحرك , أبويه إنت متى خرجت ؟؟ رحت لأمي وأخواتي ؟؟ دروا عني ولا لا ؟؟ الهنووووووووووف , إحنا في أي يوم ؟؟ الشباب وينهم ؟؟ اش صار بالضبط ؟؟ أبغى أتكلم ~ كان يحس بالأسئلة تضج براسه ويبغى لها أجوبة لكنه مو قادر يتكلم , علي حس في عيون تساؤلات كثيرة لكن اش ما يدري , ابتعد عنه لمن طلب منه رامي إنه يخرج عشان يسوون فحص للحالة ..
                  أول ما خرج قال بابتسامة لعمر وعبد الرزاق الواقفين بانتظاره خروجه عشان يدخلون يزورون حسان : الحمد لله فاق ..
                  طالعوا فيه للحظة وصرخوا بعدها بحماس وهم يضمون بعض بفرحة قبل ما يتراجعون عن بعض متذكرين مناقشتهم اللي تحولت لمصارعة كلامية أنهاها عمر بخروجه من انتظار الرجال , ابتسم عبد الرزاق وقال : خلاص إلى الان منت راضي تسامح , طايح فينا الدين والالتزام ومنت قادر تسامحني ..
                  ضحك عمر وقال : مشكلتي إني طيب ..
                  وتذكروا جاسم وعبد الإله راحوا للانتظار لقيوهم على وضعيتهم بعد الصلاة , عبد الإله مفترش ثلاث مقاعد وجاسم ناي وهو جالس ..
                  صرخ عبد الرزاق : حسان قام ..
                  فزوا في ثواني ماكإنهم كانوا نايمين وتحرك جاسم بخطوات متعثرة وعبد الإله يمسح وجهه بتعب وهو يلحقه , ضربه عمر وهو يقول : بشويش ..
                  حط الضربه وضحك وهو يقول : من فرحتييييييييييييييييييييي ...
                  سأل جاسم : قام يعني فاق وفتح عيونه ؟؟..
                  هزوا روسهم بحماس , ابتسم وزفر براحة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
                  والتفت لعبد الإله وهو يقول : فاق , حسونه فاق , مبروك يا عبووووووووووود حسونه تجاوز مرحلة الخطر ..
                  غطى عبد الإله وجهه وهو يتنفس بحده , قال عبد الرزاق بخشونه : ترى تصيح أهفك بكف , من أمس وإنت تصيح لدرجة شكيت إنك رجال , حرمة إنت ياغير تدمع ..
                  ضربه عمر مرة ثانية وهو يقول : من قال لك الدموع بس للحريم و ليه إحنا صخور ماعندنا مشاعر , كلنا بشر ..
                  لف عليه عبد الرزاق وقال وهو يهش يده : إنتم معشر المطاوعة غير , منتم داخلين في قاموسنا إحنا ال ...
                  وسكت لمن رماه عمر بنظرات حاده وهو يقول : قاموسكم إنتم ال إيه ؟؟
                  ابتسم وقال : كنت بأقول إحنا الرجال الأشداء ..
                  وشرد لمن هجم عليه عمر وهو يصرخ : أرجل منك يالوصخ ..
                  ضحك جاسم على حركاتهم وخرج جواله وفتحه و دق عليها , كان عارف إنها أكيد ما نامت من كثر التفكير ..



                  ***********************

                  في الرياض بعد الغداء :

                  : فاق ..
                  لف ماهر وسامر على عدنان اللي صرخ بها وهو يقوم من جلسة أعمامه وهو يقول : الله يبشرك بالخير , والله فرحتني , والله فرحتني , الحمد لله على سلامته , سلم على عبد الإله وقوله خطاك السوء ..
                  قام ماهر وسامر ووقفوا عنده , لف عليهم بعد ماصك جواله وقال : حسان فاق والطبيب فحصه ويقول وظائفه كلها كويسه والنتائج مطمئنه مبدئيا ...
                  زفروا براحة وعبد الكريم يقول : الحمد لله على سلامته ..
                  وخرج جواله عشان يتحمد لأحمد بسلامته ...
                  ذابت ابتسامة عدنان وهو يشوف نظرات عمه وصقر , لف على ماهر وقال : تعال أبغاك في كلمة راس ..
                  قال الكلمة ألأخيرة وهو يطالع في سامر اللي قال : طيب ..
                  ابتسم عدنان وهو يشوف ماهر يعانده ويذكره بذيك المرة اللي طلب فيها سامر لوحده , خرج من مجلس جدته الكبير ووقف في الحوش وقال لماهر بحزم : بعد العصر نروح لبيت عمي وننهي موضوعك إنت وأريج ..
                  لمن فتح فمه بيتكلم قال بحزم : ما أبغى أسمع غير إن شاء الله ..
                  لف بوزه وقال بضيق : إن شاء الله ..
                  وكمل : أكيد كلمتك ..
                  رفع حواجبه وقال : أكيد كلمتني , خلاص هالمسرحية لازم تنتهي , قاعد تتغلى عليها وإنت ودك اليوم قبل بكرة تشوفها ..
                  وتحرك راجع للمجلس رغم اعترضات ماهر وهو يقول : بأكلم عمي وصقر , خلك جاهز بعد الصلاة على طول عشان ورايا سفر ..



                  **************************

                  .................................... يتبع

                  تعليق

                  • أحلى من الحلا
                    عضو فضي
                    • Aug 2007
                    • 539

                    #79

                    : جزاك الله خير , جزاك الله خير , ماتقصر والله يا أبو خالد , أصيل وراعي واجب ..
                    بعد ماقفل جواله لف على جلال وصالح وهو يقول : هذا أبو خالد يتحمد لي على سلامة حسان ..
                    كان الوجوم سائد على وجوه عيال جلال وعبد الرحمن اللي توهم دروا بالموضوع , قال صالح : والله مايقصر , هالرجال أكثر من أخ ..
                    لف جلال على أولاده وسالم اللي زام شفايفه بقوة وقال بحزم : هي إنت وإياه , قلنالكم الولد فاق خلاص , قولوا الحمد لله ..
                    قام سالم لمن بدأت شفايفه وخرج للحوش , زفر جلال وقال لمحمد : روح شوف فينه , أكيد راح يصيح ...
                    خرج محمد ودور عليه لقيه ورى الفيلا وهو يصيح , راح له وقال بخشونه : ياخي خلاص , تصيح زي البنات , حسان كويس الحمد لله ..
                    مسح سالم دموعه وقال بخشونه : مين قال إني قاعد أصيييييييييييييييح , شي دخل في عيني ..
                    ابتسم محمد وقال : طيب غسل وجهك و روح أدخل عند خالاتك وأخواتك أكيد جدك دخل عندهم عشان يعلمهم على الموضوع ..
                    غسل سالم وجهه ونشفه ودخل للصالة الداخلية , من انسجن جده انتقلت جدته وخالاته وخاله حسان للعيش مع جدته اللي عايشة في فيلتها المقسومة لقسمين , فيلا دوبلكس هي في الدور السفلي ونورة معاها في نفس الفيلا والدور الثاني مخصص للنوم و شقتين إيجار لها قسم منعزل عن الفيلا ...
                    دخل على لحظة قول جده : تعور وهم يمزحون مع بعض ودحين هو في المستشفى ..
                    شهقوا البنات برعب وحطت نورة يدها على صدرها وهي تقول بخوف : تعور كيف ؟؟
                    قال بهدوء : انجرح ونقوله للمستشفى بسرعة والطبيب طمني عليه ..
                    سألت سفانة برعب : إنت رحت له ؟؟ متى ؟؟
                    ابتسم وقال : بعد ماصليت الجمعة رحت له وتطمنت عليه ..
                    جلس بهدوء وهو مستغرب طريقة نقل جده للخبر , قالت حمده وهي تعدل لثمتها وتغطي رجولها وتشد في أكمام ثوبها مستحية من زوج بنتها : أنا قلتلهم خرجة العيال ماوراها إلا المصايب , عوروه بإيه ؟؟
                    قال متجنب الرد على السؤال : تعرفينهم يا عمة لعبهم ومزحهم ثقيل , الله يهديهم بس ..
                    انتبهت نورة فسألت بإصرار : تعور بإيه ..
                    لف عليها معاتب وقال : هو بخير وهذا أهم شي صح ؟؟
                    ولف عليهم وقال بهدوء : اللي تعور به شي حاد لكنه الحمد لله نجى منه , واحد من الشباب كان يمزح بمسدس وانطلقت ..
                    صرخوا برعب وفزت سفانة وهي تصرخ : مسدس ...
                    قالت حمده وهي تحط يدها على راسها : يا حسرتي على ولد بنتي ...
                    قال بحزم حنون : والله توني جاي من عنده , مافيه إلا العافيه , تعدى مرحلة الخطر وفاق , إحمدوا الله تراه كان بيموت لكن ربي ستر ونجاه وهو بخير دحين وهذا المهم , ترا العفو جاني بعد ماعرفوا بحادث حسان , ولولا ربي ثم الحادث ماكان خرجت ...
                    استغرب سالم لمن شاف الهدوء اللي ساد المكان , وعلي يكمل : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أنا رحت لحسان مرتين وشفته وتطمنت عليه وإن شاء الله أخذكم تشوفونه عشان تطمنون عليه ..
                    قالت سفانة بخوف : أبويه هو بخير ..
                    قال بحنان : والله إنه بخير , أكثر من الله ..
                    سألت حمده : ومين اللي طلق عليه ؟؟
                    سحب علي نفسه وقال بهدوء : الطلق كان بدون قصد , ضغط عبد الإله الزناد بدون تفكير لأن المسدس أصلا خربان و ما توقع تنطلق الرصاصة ..
                    حست سفانة بجزء من قلبها ينعصر وبلا شعور قامت من مكانها وخرجت بسرعة , جريت لغرفتها ودخلتها وصكت الباب وهي تحاول تتمالك أنفاسها ~ عبد الإله , اللي طلق عليه عبد الإله , يارب ارحم حاله , حسان , عبد الإله ~


                    ***************************


                    بعد صلاة العصر في الرياض :

                    : مين ؟؟
                    ميز صوتها الصادر من الجهاز , دنق عدنان على الجهاز وقال : عدنان وماهر ..
                    انفتح الباب الخارجي اليا وتلاه صوت انصفاق السماعة , دخلوا الحوش ولمن وصلوا للباب الخشبي الداخلي اللي فتحه ولد يناهز ال 15 قال بفرح : هلا , حياكم تفضلوا ..
                    ابتسم عدنان وسلم عليه وهو يقول : كيف حالك ساري ؟؟
                    قال باعتراض : ساري انتهى من زمان , دحين صار سالم ..
                    ضحك ماهر وقال وهو يسلم عليه : بتظل عندنا ساري , 10 سنين تعودنا عليه خلاص ..
                    دخل عدنان بيت عمه وهو يقول : يا ولد , السلام عليكم ..
                    أشر لهم ساري على المجلس وهو يقول : وهم أبوي وأمي الله يهديهم ما لقيوا إلا ساري , جابوا لي العقدة ..
                    قال عدنان وهو يوقف عند باب المجلس : بس إنت خلاص غيرته وارتحت صح ؟؟
                    زفر وقال : تعرف بعض الأولاد اللي كانوا يعرفوني في الإبتدائي مازالوا يتريقون وينادوني سالي ..
                    قال وهو يحط يده على كتفه مشجع : عارف مجتمع الشباب ما يرحم , لكن خلك أقوى , مو اسم يهزك , انت اللي تصنع نفسك وتعطي لاسمك رنين مو اسمك وحروفه ..
                    ولف على ماهر وقال : خلك هنا ..
                    وطبطب على كتف ساري وقال : بأدخل جوة ..
                    ابتسم ساري وقال : البيت بيتك ..
                    دخل عدنان وهو يقول : السلام عليكم ..
                    قابلته الشغالة مبتسمة , بعد بصره عنها وقال بحزم : كم مرة قلتلك لاتطلعين لي كذا ؟؟ وين ماما ؟؟
                    زادت ابتسامتها وهي تقول بصوت ناعم : ماما فوق سوى سوى أريز ..
                    استغفر وتحرك طالع الدرج وهو يقول : يا أهل البيت ..
                    لمن وصل لاخر درجة انفتح باب الغرفة اللي يعرفها وخرجت منه بنتين وحدة لابسة بجامة أنيقة والثانية لابسة عباية و طرحتها على أكتافها , مستحيل ينسى هالوجه , مستحيل , هتف بصدمة وهو يحس نبض قلبه يتسارع : ليلى ...
                    غاب هتافه وسط صرخة أريج المصدومة وهي تأشر له : وراك , وراك ..
                    لف وجهه بسرعة وتحرك بعيد عند الدرج في نفس اللحظة اللي تغطت البنت بطرحتها وهي تهمس بصوت رخيم : مع السلامة أروجه , بالتوفيق حبيبتي ..
                    انتفضت كل خلاياه لمن حس بأصابع تلامس ظهره , التفت بحدة , انتفضت أريام وقالت : بسم الله اش فيييييييييييك ؟؟
                    سلم عليها بهدوء و سأل : مين هذي اللي كانت خارجة مع أريج ؟؟
                    ضحكت وقالت بمرح : خلاص إنت خاطب ما يصير تسأل عن غير العنود , أوووو صح , مبروك الخطوبة , عقبال الزواج ..
                    قال بإلحاح : أريام , مين هذي اللي مع أريج ؟؟
                    قالت أريج وهي لافه بوزها : صديقتي , عندك مانع ..
                    مد يده لها بيسلم عليها لكنه طنشته وهي تقول بدلع : ما أبغى أسلم عليك ..
                    تقدم لها وضربها بخفة وهو يقول : تدلعي على زوجك مو علي أنا ..
                    زفرت بطفش وقالت : هو أصلا أنا ليه زووووج ..
                    رماها بنظرة حادة وهو يقول : أريج ..
                    انتفضت برعب ومدت يدها تضيع خوفها وسلمت عليه بصمت , زفر وقال : روحي غيري ملابسك وانزلي ماهر تحت ..
                    ولمن شافها تزفر بطفش قال بحزم : تعرفيني ما أحب أعيد كلامي , ترى راسي يوجعني منك ومنه لا تخليني أحلف أمسك من شعرك وأطق راسك في راس اللي قاعد تحت و أخلي موضوعكم زي ماهو من شهرين و أروح الشرقية ..
                    قالت بسرعة : لا لا لا أنا ما حسبت إنه يجي ..
                    ولفت بوزها وقالت : دقايق وألبس ..
                    لمن دخلت الغرفة طالع في باب غرفتها بصمت مناقض لأفكاره ~ عدنان أكيد تتوهم , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ واش القدر هذا اللي يخليك تشوفها وفي بيت عمك في الرياض , أكيد قاعد أتوهم , يمكن تشبهها , يخلك من الشبه أربعين , أصلا أنا ما شفتها زين كيف حكمت إنه هذي ليلى , اش طراها على بالي دحين ؟؟ أكيد عقله صاير فيه شي ~ زفر وقال وهو يجلس على الكنب براحة : كل يتغلى على الثاني وأنا اللي واقع بينهم ..
                    ابتسمت أريام وجلست جنبه , ما كان يجيهم دايم بالعكس زياراته قليلة , لكن اللي يعجبها فيه إنه كل مرة يجيهم رغم الفترة المتباعدة إلا إنه يتعامل معاهم كإنه أخوهم من أمهم وأبوهم مو بالرضاعة بس و يتحرك براحة كإن البيت بيته , خرجت مرة عمه من غرفتها ولمن شافته قالت بترحيب بارد : عدنان !! أهلا , حياك الله , تو ما نور بيتنا ..
                    قام عدنان بإحترام وتقدم لها بسرعة و سلم عليها وهو يقول : من هلا ما ولى , منور بأهله , كيف حالك خالتي ؟؟
                    زفرت بطفش وقالت : مانشكي باس ..
                    وجلست على المقعد المنفرد قدامه , جلس مكانه وقال بهدوء : الحمد لله ..
                    زفرت مرة ثانية بطفش وهي تسأل : جاي لوحدك ؟؟
                    كان عارف ومتأكد إنها عارفة إنه ماهر تحت لكنها تحب تبين له قد إيش هي طفشانه منه ومن كل شي يمت له بصلة ابتسم وقال بمرح : لا معايا طرف من أطراف القضية تحت , بأسحب الطرف الثاني وإن شاء الله نحلها ..
                    لفت بصرها عنه وسألت بنتها الكبيرة : ليلى راحت ؟؟
                    رجعت واستنفرت خلاياه كل طاقاتها وهو يصرخ بداخله ~ مستحيييييييييييييل يكون لها نفس الاسم , هي والله إنها هي , اش يجيبها من الشرقية ؟؟ وكيف تعرفها أريج ؟؟ ~
                    : أظنها راحت قبل شوي , ما شفتها لمن نزلت بس أريج كانت جاية من تحت يعني أكيد وصلتها , الله يسعدها جاية ومتعنية كله عشان تزور أريج ..
                    قالت أريج اللي جاتهم وهي تمشي بغنج : حبيبتي مو عشاني , ممكن تنزل من الدمام عشان جوازي مو عشان تزورني , زوجها عنده عزيمة غدا هنا فاقترحت عليها تزورني وتتغدى عندي على بال ما ينتهي زوجها من عزيمته ..
                    بالقوة ضبط عدنان انفعالاته ومسك نفسه عن الأسئلة , زفرت مرة عمه وقالت : ما شاء الله على زوجها معيشها في نعيم , ديموقراطي , متفهم وخادمها بعيونه , ماشاء الله لو تطلب منه يوديها المريخ وداها ..
                    قام عدنان وقال بابتسامة ساخرة : الله يهنيهم ..
                    وأشر لأريج وقال : يلا تحركي ..
                    لفت بوزها ومشيت معاه وصوت كعبها يختلط مع صوت أساورها المجلجلة , لمن وصلوا نهاية الدرج لف عليها وقال بهدوء : أريج بأكلمك دحين واسمعي مني , انتي منتي صغيرة ..
                    زفرت بطفش فدق بإصباعينه صدغها وهو يقول بعصبية : عقلك في راسك يا بنت ..
                    كانت أحلاقها الطويلة تلمع مع تحرك راسها اللي يدقها وريحة عطرها تفوح في المكان , قال بحزم وصرامة : خذيها نصيحة , ترى الجمال مو كل شي , خذيها نصيحة من رجل ويعرف الرجال , الرجل أول ما يتزوج يهمه في الزوجة شكلها ولبسها وزينتها لكن كلها كم شهر تخف فورة الحب ويبدأ يطالب بأكثر من المظهر الخارجي , يبغى وحده تراعيه , تهتم به براحته ببيته بأكله بشربه , تشاركه أفراحه وتخفف عنه تعبه و حزنه , ممكن يصبر عليك زوجك لو ما تعرفين تطبخين بداية الشهور لأنك عروسته وحبيبة قلبه لكن بعدها بيمل بيزهق يبغى يجي يلقى أكل زي الناس مو محروق ولا ناقص ملحه , ممكن يصبر على دلعك وزنك وتغليك عليه أول الأيام لكن بعدها بيرميك بكلمات زي الثلج من برودها لأنه بيكون وقتها كإنه يقولك خلاص دلع , أبغى جدية , هي حياة اللي بتعيشينها , مهي كلها محصورة في الملابس والزينة والعطور ..
                    تغيرت ملامح وجه أريج وهي تطالع فيه بخوف وحيرة , كان عارف إنها صغيرة عقلا رغم عمرها اللي جاوز 18 وتتأثر باللي حولها , و قيد قال لماهر أصبر عليها كم سنة لو تبغاها لكن ماهر أصر بيملك ويتزوج , ابتسم وقال بحنية وهو يقرص خدها : شويه شويه على أخوية تراه يموت على الأرض اللي تمشين عليها ..
                    نزلت راسها بحرج , حط يده على راسها وقال بجدية : أريج لا تخسرين حبه , ترى لو تغير حبه لك صعب ترجعينه زي أول , والله ما حتقدرين لو ولعتي أصابيعك العشرة عشانه , ماحيشوفه شي بعد ما تجرحينه , تراني نصحتك ومنتي صغيرة عشان تنسين اللي قاعد أقوله لك , تراني سبتك براحتك عشان تفكرين وتعرفين إش تبغين بالضبط واش هو يبغى ..
                    هزت راسها وهمست : شكرا ..
                    ابتسم وقال : تدخلين دحين وتستسمحين منه بأدب تراك غلطتي عليه , ولاتزعلين لمن يدافع عن أخوه ومايبغى أحد يتكلم عن أهله , إعرفي إن الرجال اللي ما يحرص على أهله ما حيحرص عليك في المستقبل اللي بتكونين فيه إنتي كل أهله ..
                    سحبت نفس وقالت : إن شاء ..
                    تحرك وهو يقول : الله يوفقكم يا رب ..
                    مشيت وراه وهي تهمس : عدنان , شكرا ..
                    ابتسم وكمل طريقه بدون ما يلتفت لها , أول ما دخل المجلس وهو يسلم لاحظ نظرة أخوه السريعة قبل مايلف وجهه يكمل هرجه مع ساري كإنه مو مهتم , قال بهدوء وهو يكتم ضحكته عليهم : جبنا العروسة معانا ..
                    طنشه ماهر , ساري اللي شاف أريج ورى عدنان منحرجة قام وخرج , بعد عدنان وأشر لها تتحرك , تحركت بتردد ووقفت قريب منه وقالت : اسفة ..
                    قال ماهر ببرود من دون ما يقوم وهو يصب لنفسه قهوة : في أي بنك تنصرف هذي ؟؟ ..
                    فركت يدينها وقالت : عارفة إني كنت وقحة , اسفة ما قصدي ..
                    رماها بنظرة لا مبالية ورجع يشرب قهوته بصمت , إلتوى فمها فزمت شفايفها بقوة وهي تقاوم دموعها , أشر عدنان من وراها لماهر إنه ينهي الموضوع لكن ماهر طنشه وهو يقول بجمود : بتصيحين صيحي , دموع التماسيح هذي ماعاد تأثر فيني , استغليتيني فيها كثير , وكل مرة توعديني بشي وترجعين تسوينه عناد وعباطة , النفس طابت منك ..
                    غطت وجهها وهي تبكي بصمت , فرصع عدنان عيونه وأشرله بحزم إنه ينهي الموضوع , هز ماهر راسه بلا وأشر له يجلس , التزم عدنان الصمت وجلس بهدوء وهو يتشاغل بتحف المجلس , على كثر قوته وحزمه ما كان يحب أبدا تجريح المرأة أو دفعها للبكى لأنه يعرف إنها ناقصة عقل قلبها اللي يحكمها ويسيرها في معظم أمورها , بعدت يدينها وهي خايفة إن الكلام اللي حذره منها عدنان صار , ~ معقول تغير حبه لي , ماعاد يحبني , النفس طابت , كلمة قوية ياماهر ~ لفت وطالعت في عدنان اللي حط يده كإنه يكح و أشر لها تتكلم , لفت على ماهر وهمست وهي تعصر يدينها : والله هذي المرة من جد أقولها اسفة , من اليوم ورايح مايصير خاطرك إلا طيب ..
                    وتحركت ودقت طرف كتفه وهي تقول : ماهر سامعني ..
                    كان متجاهلها تماما , قالت : والله اسفة , قولي اش تبغى وأسويه ؟؟
                    ولمن شافته مطنشها قالت وهي تقاوم دموعها : حتى إنته زعلتني كم مرة لكني سامحتك ليه ماتبغى تسامحني هالمرة ..
                    قام وقال وهو يأشر على عدنان : شايفه اللي جالس هناك هو اللي جايبني والله لو مو عشانه ماكان جيتك ولا طبيت لك بيت بعد الكلام الزففففففت اللي سمعته ..
                    قالت ودموعها تنزل : اسفة , والله اسفة ..
                    هز راسه وقال بعد اهتمام : طيب , بنعديها هالمرة وأشوف بعدين صدقيني بنرجع لنفس الموال ..
                    فرحتها بكلمة طيب انهارت مع كلماته الأخيرة , قالت بتأكيد وهي تمسح دموعها : لا إن شاء الله ..
                    ~ ياناس أحبها , ياحمارة أحبك لكن لازم أقسي قلبي ~ تجاهل كل مشاعره ومد يده ببرود وهو يقول : نشوف ..
                    مدت يدها وصافحته وهي تبتسم له , رماها بنظرات برود , قال عدنان وهو بداخله مايت ضحك على ماهر : الحمد لله اللي تعوذتوا من إبليس , سلموا على بعض عربة وانهوا الموضوع وأهم شي تبدأون صفحة جديدة , مافي تذكير باللي صار مفهوم ..
                    رماه ماهر بنظرة مقهورة وهو يصرخ بداخله ~ عربه ليه يالننننننننننذل ؟؟ ~ هز عدنان حواجبه عناد قبل ما يحمحم وهو يقول بهدوء : أريج سلمي على زوجك ..
                    سلمت عليه بحرج وهي تطالع فيه برجاء , سحب يده وأشر لها تسلم عليها , لفت على عدنان باستنكار , أشر لها عدنان رغم استنكاره لحركة أخوه إنها تمشيه وتسلم وهو يقول : بوسة اليد احترام ..
                    ماهر اللي سوا الحركة مزحة لإنهاء الخلاف ما توقع إنها بالفعل تسلم , لمن دنقت مسكها من أكتافها يوقفها وهو يقول باستنكار : هييييييييييي من جدك انتي ..
                    طالعت فيه وهي تقول من بين دموعها : إنته قلتلي ..
                    هزها وهو يقول بتحبب : أمزح معاك يالخبلة ..
                    تمسكت فيه وصاحت من قلبها بصوت عالي وهي تقول بعصبية : لاعاد تمزح معايا أنا أكككككككره مزحك الثقيل ..
                    ضحك من قلبه وضمها وهو يقول : والله أروجتي تغيرت ..
                    ضربته بقبضتها وهي تقول من بين شهقاتها : عورت قلبيييييييييييي ..
                    قال وهو يرفع بصره : أحسن عشان تحسين بعوار قلبي أنا كمان ..
                    وانتبه إنه عدنان مو فيه , ابتسم وهو يشكره بداخله ...
                    : حليت القضية ياحضرة المحامي ..
                    التفت عدنان اللي جالس على درج الفيلا مع ساري وقال لصقر : الحمد لله ..
                    ضحك وقال : يا حلال المشاكل كان دخلت من زمان وحليت الموضوع ...
                    حك عدنان حاجبه وهو يقول : لو إنك خبير زيي كان عرفت إنه بعض المشاكل أحسن تاخذ وقتها و ما تنحل بسرعة عشان ما يتندم الواحد بعد ما يحلها وبعضها لا لازم تنحل ولا يتأزم الموضوع و تصدق ...
                    قام وزفر وهو يكمل بصوت غريب : أحيانا أتمنى إني ما أحل أي مشكلة ..
                    وتحرك خارج وهو يقول : أنا راجع البيت ورايا سفر بعد العشا , البيه شكله مرابط عندكم الليلة , إذا خلص رجعه بسيارتك ..
                    ولوح بيده بدون ما يلتفت وخرج , ابتسم صقر وقال : الله يسهلك دربك يا رب ..



                    ***********************

                    في جدة :
                    شقة جاسم وأزهار :

                    الكل لاحظ حركة أزهار المستمرة ووقوفها عند الطاقة , قالت العنود وهي منسدحة على الأرض وحاطة رجولها فوق الكنبة : إنتي تستنين أحد ..
                    هزت أزهار ارسها وقالت : ها , لييييييييييه ؟؟
                    قالت البندري: يمكن لأنك لك ساعة تدورين زي البس الحامل اللي عندها ولادة ..
                    ضحكت العنود ومدت يدها وهي تقول : كفك يابنت , والله صايرة تعرفين تحشين ..
                    ضربت البندري كفها وهي تقول : من بعد الله ثم معلمتي القديرة عنيدي ..
                    أشرت العنود بيدينها وقالت : لا تصفقون , لا تصفقون , شكرا , شكرا ..
                    لمن دق الجرس جريت أزهار للباب على طول , جاسم دق عليها قبل شوي عشان يخبرها إنه جاي من المستشفى عشان يخبر الهنوف لأنها الوحيدة اللي بقيت والكل عرف بحكاية حسان , دخل وهو يقول بتعب : السلام عليكم ..
                    ردت السلام وهي تطالع فيه بتوتر , ضحك على نظراتها ودخل وهي تتبعه , ابتسم لمن لقي الهنوف واقفة مبتسمة والبندري جالسة بصمت متردد وقالت العنود اللي مازالت مفترشة الأرض : كيفك يادب ؟؟ وكيف كانت رحلتم ؟؟
                    صافح أخواته وضرب العنود على فخذها وهو يقول : قومي واعتدلي عندي موضوع ضروري ..
                    قامت وهي تحك فخذها وجلست على الكنبه , ابتسم للبندري فتغيرت ملامحها على طول وارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تأكد لنفسها إن اللي صار أمس مو من نسج خيالها , حزم أمره أخيرا وقال بهدوء وهو يرسم الوجوم على وجهه : ترا صار شي فضيع ما أدري كيف أقوله لكم ..
                    طالعوا كلهم فيه بترقب وخوف وأزهار تأشر له إنه ما يقولها بطريقه مباشره
                    قال بحزم : مافي طريقة غير كذا يا أزهار , يعني كيف أقولها ؟؟
                    نزلت أزهار يدها لمن التفتوا لها والعنود تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ خوفتوني ..
                    سكت طويل , حست أزهار بنبضات قلبها تهدر زي الرعود من قوتها واضطرابها وكانت عارفه إنهم أكيد زيها , قالت الهنوف بهمس : جاسم تك ...
                    واختنق صوتها لمن حست بجفاف مفاجئ لحلقها من الخوف , رفع راسه لهم وطالع فيهم بصمت وقال : في واحد مات ..
                    صرخوا : مات ..
                    وهتفت أزهار : مين اللي مات ؟؟؟
                    قال بسرعة : هو كان بيموت لكن ربي ستر عليه و ما مات ودحين هو طيب ومافيه شي والدكتور طمنا عليه ..
                    زفروا براحة والعنود تسأل : الحمد لله , بس مين ؟؟
                    قال بابتسامة : مابشرتكم ؟؟ عمي علي خرج من السجن ؟؟
                    : وا ..
                    صرخت بها العنود وهي تنط بفرح وصرخت الهنوف بفرح ممزوج بصدمة : كذاب , متى صار هالكلام ؟؟
                    والبندري تقول للعنود بحماس : يا فرحة عمتي والبنات ..
                    قالت أزهار بحزم : ومين اللي ستر ربي عليه ..
                    طالع جاسم في الهنوف وقال : حسان , لكنه بخير دحين ..
                    شهقوا والتفتوا للهنوف اللي شحب وجهها فجأة وهي ترفع يدها و تغطي فمها عشان ما تصرخ , قام جاسم من الكنبة المقابلة لهم وجلس على الطاولة القزاز قدام الهنوف وقال بهدوء : قلتلك إنه كان بيموت لكن الحمد لله ربي ستر عليه , يعني لازم تفرحين بدل ماتزعلين ..
                    ودقها وهو يقول : وصدقيني لو درى حسونه إنه وجعه هو السبب في خروج ابوه من السجن بعد الله كان عور نفسه من زمان ..
                    وضحك وهو يقول : تصدقين قالي بيحط بلك مكان الباب عشان سنة كاملة محد يزعجه ..
                    وبدأ يغمز ويدقها وهو يتريق عليها عشان يضيع خوفها , ابتسمت أزهار وهي تشوف الهدوء اللي تلى الدموع اللي ذرفتها الهنوف بصمت وخجل من أخوها اللي ضمها وهو يوعدها يوديها له عشان تطمن عليه ..
                    أشرت له من ورى الهنوف بإبهمها بمعني طريقة حلوة , ابتسم وأرسلها بوسة خلت وجهها يحمر وهي تطالع في البنات خوف وحده منهم شافت حركته , ضحك عليها وهو يبعد الهنوف ويهديها ويهدي البندري اللي صاحت معاها , لكن العنود كعادتها قعدت تنكت معاه وتضحك عشان تضيع خوفها وخوف أختها ...
                    قال جاسم : إحمدي ربك إنتي دريتي بعد مانتهى كل شي , هذي الضعيفة من أمس وهي دارية ومعانا لحظة بلحظة ..
                    لفت الهنوف بصدمة على أزهار اللي ابتسمت قالت : الحمد لله على كل حال , حمد لله على سلامته يا هنوف ..
                    قامت الهنوف وضمتها وهي تصيح مرة ثانية , ضحكت أزهار وقالت : والله شغلة , أمس البندري تصيح واليوم الهنوف ..
                    قالت العنود وهي تضمها بحب : السر في حضنك الدافي ..
                    ابتسم جاسم وقام من مكانه وبعد العنود وبعد الهنوف وهو يقول : أجرب ..
                    صرخت أزهار باستنكار وهي تتراجع بإحراج , ضمها جاسم وهو يقول : عادي مافي شي ..
                    دفته أزهار بخشونة وهي تحاول قد ماتقدر ماتجي عيونها في عيون أخواته , لف جاسم وضحك من قلبه لمن شاف الهنوف محمرة من الخجل والبندري لفه وجهها والعنود بعكسهم مفرصعة عيونها , قالت بصوت ممطوط : قلة أدب , ودوني بيتي دحين قاعدين نتفرج في قناة غير مشفرة ..
                    ضربتها الهنوف باستنكار و أزهار مدنقة وهي ودها الأرض تنشق وتبلعها , قال جاسم بمرح : أوريك القناة غير المشفرة ..
                    ولمن تقدم من أزهار ضربته بعلبة المناديل اللي جنبها بدون تفكير , انفجروا البنات ضحك لمن ضربت العلبة في جبهته , شهقت أزهار وجريت له وهي تقول : اسفة , ماقصدي , والله ماقصدي ..
                    حط يده على جبهته وابتسم لها وهو يسأل بهمس : ضيعت الموضوع زين ؟؟
                    ابتسمت وقالت : إيوه , ماشاء الله عليك ..
                    همس : من جد حضنك دافي ..
                    انصعقت من كلمته فبعدت عنه وهي تقول : والله علبة مناديل ثانية وفي عينك هالمرة ..
                    قهقه من قلبه وهو يقول : والله متزوج ولده ..
                    ولف على أخواته وقال : أروح أتروش و أريح شويه وأوديكم المكان اللي تبغونه ..
                    وقال لهنوف بحنان : إن شاء الله أوديك له وتطمنين عليه بنفسك ..
                    نزلت راسها مستحيه منه وهي تهز راسها , لمن دخل الغرفة قالت البندري : فضيحة قاعدين وجاسم فيه , أكيد تعبان ووده يرتاح ..
                    ابتسمت أزهار وقالت : ماعليك , لاحق إن شاء الله على الراحة ...
                    واستأذنت منهم ودخلت الغرفة , ابتسمت العنود وقالت : يافرحتي لهم , يارب تتمم عليهم حبهم وفرحتهم وسعادتهم ..
                    شويه وخرجت أزهار وجلست معاهم وهي ترد على أسئلتهم عن أمس وكيف قدرت تخبي الموضوع عنهم , جاوبتهم وهي تتجنب تقولهم إن سبب جرحه هو طلقة نار لأنه جاسم عزم يخليها تشوفه بعدين يقولها على بقية الحقيقة ...


                    ************************

                    بعد المغرب :
                    في المستشفى :

                    خفقات قلبها حستها مسموعة من قوتها , كان واقف عند السرير وهو ماسك مشط يمشط به شعر حسان وهو يقول بهدوء : عارف تبغى تصير حلو عشان العروسة , يلا قوم بسرعة عشان نفرح بك , سوي زي عبد الرحمن قال 3 أسابيع وشوفهم بيجوزونه قبل رمضان بأربع أيام , بالله أحد يتوج في شعبان ..
                    انعصر قلبها وهي تشوف حاسن يطالع فيها ويبتسم رغم الجهاز الموصل به , ولاحظته يحرك أصابيعه يأشر لها تجي , لف عبد الإله لمن انتبه لحركته وأول ماشافهم عرفهم , تراجع بسرعة وحط المشط على الطاولة ودنق راسه وهو يهمس : هلا عمتي تفضلي ..
                    وتحرك بيخرج , مسكته نورة بقوة وضمته بصمت , تراجعت سفانة اللي كانت تراقب المنظر من ورى أمها لمن تفاجأت بقربه , تحركت للسرير ولمست يد حسان ورفعت غطاها و طالعت فيه بحب , ابتسم ورفع يده بصعوبة وأشر على حلقه وانهارت يده جنبه , قالت بهمس : قالي أبويه إنك ماتقدر تتكلم بسبب الجهاز ..
                    ودمعت عيونها وهي تقول : حمد لله على سلامتك حسونه ..
                    وماقدرت تستحمل رمت نفسها على صدره وهي تصيح من أعماق قلبها , سحبها أبوها وقومها عنه وخرجها بحزم , تعلق بصر حسان بسفانة ورجع طالع في أمه اللي كانت أكثر رباطة منها , ضمته وسلمت عليه وقرت عليه وكلمته وصبرته بكلمات قوية وخرجت , تبعته خوله وأسماء اللي أخفت دموعها وهي تخرج , لمن طالع بحيره لأبوه قال أبوه : الخنساء وسمية منعناهم من الزيارة عشان الزحمة , بكرة إن شاء الله يجون مع سالم ..
                    أخفى عنه حقيقة إنهم مايتات صياح عشان كذا إنمنعوا من الزيارة بأمر من نورة اللي ماتبغى حسان يتأزم ببكاهم ...
                    خرج علي واستغرب البنت النحيفة اللي جلست مع البنات وهي تهدي سفانة المنهارة , سأل نورة : هذي الهنوف ؟؟
                    ابتسمت نورة وقالت : لا هذي ريم أصرت تجي بس كذا ..
                    ابتسم لمن تذكرها وقال : كيف حالك يا ريم ؟؟
                    استحت ريم وهمست بصوت مخنوق من التعب : الحمد لله , الحمد لله على سلامة حسان و الحمد لله على خروجك بالسلامة ..
                    وهمست لسفانة وهي تستنشق بقوة وتمسح أنفها اللي تحسه بيتقطع من كثر الوجع : الله يفشل العدو , أظن أبوك يقول البنت هذي ماتستحي ..
                    ضوسط دموعها وقالت : لا عادي , الكل عارف حكايتك مع حسان ..
                    استحت ريم وهمست : فشلة , هنوف ماجات وأنا جيت , يلا يلا قوموا خلونا نتحرك من هنا ترانا مسوين زحمة عند العناية ...
                    قالت نورة بحنان : ريم مادمنا في المستشفى قومي اكشفي على نفسك تراك بتموتين من الوجع ..
                    هزت راسها وقالت : لا مايحتاج , شوية زكمة بس ..
                    وتحركوا خارجين بعد ما ألقت نورة نظرة ثانية على حسان , تحركوا البنات وتحلقوا حولين علي اللي جاهم يقولهم على التطورات اللي قال عليها الدكتور , قالت ريم لسفانة : أسبقكم على برى , ولمن خرجت من العناية ضربت في جسم طويل , اختل توازنها من شدة تعبها وطاحت ..
                    : بسم الله عليك ..
                    حست بيدين قوية تسندها , استغربت إن اليدين كانت سمرا كبيرة , حست بقشعريرة في جسمها كله ~ مو معقولة رجال اللي ماسكني ~ لفت وانصدمت لمن شافت ابتسامته , بعدت عنه بسرعة وهي تقول بصوت مخنوق وضربات قلبها توجعها من قوتها : لا عاد تلمسني ..
                    اتسعت ابتسامته وهو يقول بتريقة : من وراء حجاب ..
                    تجمعت الدموع في عيونها وهي تقول : هذا مو شي ينمزح فيه , احترم نفسك وصير رجال ..
                    رفع حواجبه وقال : ماني عاجبك ست ريم ..
                    قالت بحزم : لا منته عاجبني سيد عبد الرزاق ..
                    وتحركت بسرعة , مسك يدها فرفعت يدها الثانية بلا شعور وصفعته وهي تتنفس بحدة وهي تسحب يدها منه وهي تقول بحزم : اتق الله ..
                    وتحركت بسرعة ووقفت عند بوابة المستشفى وهي تتنفس بالقوة , غطت وجهها وجلست على أقرب مقعد وهي تصييييح من أعماقها ~ ليش يسوي كذا ؟؟ ليييييييييييييييش ؟؟ أعلم أبويه , ولا أروح لميييييييييييييين ؟؟ أشتكي لمين من مضايقاته ؟؟ ~
                    : ريم ..
                    أول ماسمعت اسمها يخرج من بين شفايفه قامت بسرعة وتحركت خارجة من المستشفى , سطع ألم حاد لكنها تجاهلته لأنها تعرف هالوجع اللي يبهذلها كل شهر و مشيت بعزم مطنشة مناداته , سطع الألم أكثر وحست بعجز عن إكمال مشيها من شدة الوجع , وحاولت تعتدل واقفة لكنها ماقدرت , تأوهت وهي تلف يدينها على بطنها وتنحني بوجع , حاولت تقوم لكنها رجعت انهارت على الأرض وهي تصرخ , لمن قرب منها صرخت : لا تلمسنييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
                    تراجع بسرعة وهو يصرخ : انتي وجعانه ..
                    لفت عليه وقالت من بين أسنانها : أموت وجع ولا تلمسني ..
                    انصعق من كلمتها , اندفعت ممرضة لها وصرخت في ممرضة ثانية : كرسي بسرعة ..
                    تعاونوا وساعدها وجلست عليه ودفوها للطوارئ , سفانة اللي شافتهم ياخذونها لحقت بهم بخوف , ولمن شافتها تصيح خمنت إنه من الوجع , خاصة إنه الطبيب رفض يعيطها الإبرة المهدئة وهي مسخنة ...
                    ضحكت سفانة وقالت : شفتي فائدتها , خلتك غصب عنك تكشفين ويعطونك غبر مخفضة للحرارة , يالمجرمة 40 حرارتك وتمشين ..
                    استنوا حولينها المحلول إلين انتهى وخرجوا من المستشفى ...



                    **********************


                    الساعة 11.30 المساء في الرياض :
                    قرية الثمامة , قدام المسبح المائي الكبير :


                    حك صقر شعره وهو ينفث الهوا من بين أسنانه , طالعوا فيه التوأم وهم عاقدين يدينهم بحزم قدام صدرهم , قال ماهر : ياخي أخلص , تراك طفشتنا لك ساعة تحكحك زي القرد ..
                    رماه صقر بنظرة حادة , ضحك سامر ودق توأمه بكوعه وهو يقول : ارحمه خله يجمع كلامه ..
                    زفر صقر وقال : أنا ...
                    صرخوا مع بعض بحماس : هييييييييييييييييييييييييييييي ..
                    وضربوا يدين بعض وسامر يقول بتريقة : قال كلمة , أخيرا قال كلمة ..
                    صرخ صقر بعصبية : يالدلوووووووخ ..
                    صرخوا مرة ثانية : هيييييييييييييييييييييييييي ..
                    وماهر يقول : مبروك ياسامر طلع الكلمة الثانية ..
                    غطى وجهه بطفش ومسح بها وجهه وتحرك من عندهم وهو يقول : أصلا الحق علي اللي جاي أكلمكم ..
                    مسكوه كل واحد من يد ورجعوه وهم يقولون : والله ترجع ..
                    وقال ماهر : والله ماعاد نتريق , قول اللي عندك ..
                    لف عليهم وقال بسرعة : كنت أبغى أقولكم إني أبغى أتقدم لسحر ..
                    ساد صمت فضيع بعد كلمته , كانت وجيههم جامدة وهم يطالعون فيه بنظرات غريبة , طالع فيهم بتوتر وهو يسأل : اش فيكم ساكتين ؟؟
                    طالعوا فيه ورجعوا طالعوا في بعض وانفجروا بالضحك مرة وحده وهم يتذكرون دعاوي سحر على حبيب قلبها اللي ماجا , طالع فيهم صقر بقهر وسأل : ليش تضحكون ؟؟
                    حك سامر خده وقال : مزحك ثقيل ..
                    وهز ماهر راسه مؤيد وهو يقول : جدا لدرجة ماله طعم ..
                    انصدم صقر من ردهم وقال بعدم تصديق : لهالدرجة ماأنفع خطيب لأختكم ؟؟..
                    سألوا مع بعض بصدمة : إنت من جدك ؟؟؟
                    وكمل سامر وهو يأشر عليه : إنت تبغى أختنا , سحر , سحر ماغيرها ..
                    وكمل ماهر : متأكد إنها سحر مو سلافة ..
                    رماهم صقر بنظرة باردة وتحرك بدون ما ينطق بحرف , مسكوه بالقوة وهو يتفلت منهم والعصبية واضحة في كل معالم وجهه , بالقوة مسكه سامر وقال ماهر وهو يوقف قدامه : والله ما ترووووووح ...
                    لف وجهه عنهم وهو يتنفس بحدة , كان مقهووووووووور من ردة فعلهم الغير متوقعة , حمحموا مع بعض وقال ماهر : هو الصراحة إنت فاجعتنا مو فاجأتنا , قصدي ....
                    ولف على توأمه وسأل : كيف أشرحها ؟؟
                    سابه سامر وهو يقول : ماعمرك بينت إنك تبغاها , قصدي البنت صارت 26 وهي عندك من زمان , يعني .......
                    ولف على ماهر وهو يسأله : كيف أشرحها ؟؟
                    قال بعصبية : كيف أشرحها , كيف أشرحها , عاد قدر الله و ما تقدمت إلا دحين , هذا السبب بس ولا في سبب ثاني يا صوير وعوير ..
                    قال ماهر وهو يأشر على نفسه وعلى سامر : تراها صوير وعوير و ....
                    وأشر عليه وسامر يكمل : اللي مافيه خير ..
                    حس صقر بدمه يفوووور من عدم اهتمامهم قال بقهر : والله ما بتعقلون , مابتعقلون إلين تحج البقرة على قرونها , إنتم تقلبون كل المواضيع مزح , تراني أكلمكم جد , لو عرفت إنكم بتاخذون الموضوع مسخرة كان كلمت عدنان لكن ربي ابتلاني وصرتم انتم خوياني الله يقطعها من خوة ..
                    نفخ ماهر صدره وقال : هي تراك تكلم أخو خطيبتك , احترم نفسك ولا أشوه سمعتك عندها وأقولها لا توافقين , سامر..
                    مد سامر يده على طول وهو يتكي بيده الثانية على كتف أخوه وهو يقول : يدك على 10 الاف , خمسة لي وخمسة له , ونضمن لك موافقتها اليوم قبل بكرة ..
                    طالع فيهم بصمت , صرخوا بحماس وهم يحتضنونه ويباركون له دلالة موافقتهم على هالخطبة , ضحك وقال : الله يقطع شركم , مصيبتي لو تم الموضوع إنكم بتصيرون نسايبي ..
                    قال ماهر بفرح : صراحة الموضوع صدمني في البداية ..
                    وأيده سامر وهو يمشي معاهم ويقول : يعني ما عمرك لمحت ..
                    ابتسم صقر بصمت وهو يمشي وسطهم , كان أقصر منهم بشوية وأصغر منهم في البنية , وبعد فترة صمت قال : كنت أبغى أسمع رأيكم قبل ماأتقدم لعمي ..
                    وقال بتريقة : ممكن أعطيكم رقم مديري في العمل عشان تسألون عني و ..
                    ضربوه وهو يضحك والسعادة تكاد تنطق في وجهه , وهم راجعين للغرفة اللي مستأجرينها كانوا البنات راجعين من عالم الثلج , أشرت لهم سلافة وهي تقول :
                    Booooooooooys الثلج كان يهبببببببببببببببل ..
                    دقتها سحر وهي تهمس : استحي تتكلمين بهالصوت منتي شايفه صقر معاهم ..
                    قالت سلافة بعدم اهتمام : ويعنيييييي ؟؟ صقر زيه زي سامر وماهر ..
                    تحركت سحر من عندها ودخلت للغرفة , ولمن وقفت سلافة قرب أخوانها انسحب صقر وراح لأخواته اللي كانوا يحكونه بحماس عن الألعاب اللي لعبوها ..
                    قال ماهر : صقور مايجي اخذ مرتي ونتمشى شوية ؟؟ مو العشا بمناسبة تصافينا ..
                    ضحكت أريج لمن سحبها صقر من يدها ووداها لحد باب الغرفة وهو يقول : احلف , احلف , أصلا خلاص أنا بأمنع الزيارات إلين يوم الزواج مابقي شي عليه ..
                    غمز له ماهر وهو يقول : حتى لو وعدتك أمشي موضوعك زي الحلاوة ..
                    رماه صقر بنظرات حاده وهو يقول : لا تذلني ..
                    ولف على أريج وقال : وانتي شاقة الحلق مبسوطة , أدخلي بسرعة ..
                    دخلت أريج ودخلوا وراها البنات , من انتقف الباب لف صقر على ماهر وفي لحظة شرد ماهر ووراه صقر وهو يصرخ : تعال يالجبان ..
                    وسامر فاطس ضحك عليهم وهو يقول بصوت عالي : 1 _ 0 ...



                    *************************

                    تم بحمد الله الجزء الأول من الفصل السابع عشر ....

                    تتابعون في الجزء الثاني من الفصل السابع عشر من عندما عبروا حدود الظلام


                    ................. وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت : مشاعل أنا ناصر ..............

                    .................... قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..............

                    ................... هتف عمر باعتراض وهو يبعده عن جاسم المعصب : مطلق استهدي بالله .................

                    .................... صرخ بعصبية : ليلى بالذات ماأبغى أسمع سيرتها على لسانك ................



                    أتمنى لكم قراءة ممتعة

                    أختكم

                    & عاشقة أمها &

                    تعليق

                    • أحلى من الحلا
                      عضو فضي
                      • Aug 2007
                      • 539

                      #80
                      أرجوك لا تفتقديني

                      لم تعد معي ..
                      رحلت في ليلة وضحاها ..
                      غادرت ..
                      ولكن ليس إلى دنيا أخرى والحمد لله ..
                      .
                      .
                      .
                      أرجوك لا تفتقديني ..
                      همسة همستها لي قبل أن ترحل ..
                      لم يفارق خيالي محياها ..
                      عيناها الصارختان بالرجاء ..
                      شفتاها المزمومتان بألم ..
                      أصابعها النحيلة الباردة التي لامست خدي ..
                      .
                      .
                      .
                      أرجوك لا تفتقديني ..
                      ليتني أعرف !!
                      من أي منطق استجلبت كلاماتها هذه ؟؟
                      .
                      .
                      .
                      كنت أنام على صوتها المزعج الذي يشبه طنين النحل ..
                      وها أنا الان أنام على صوت أنفاسي المتهدجة ..
                      .
                      .
                      .
                      كنت أستيقظ من نومي لأراها لا تبعد عني أكثر من السنتيمترات ..
                      وها أنا الان أستيقظ لأرى فراغا يذكرني بأنها تبعد عني الاف الأميال ..
                      .
                      .
                      .
                      أرجوك لا تفتقديني ..
                      .
                      .
                      .
                      أما كان من الأسهل عليها أن تقول ...
                      أيها الظامئ لا تشتهي ماء !!..
                      أيتها الأم المكلومة لا تندبي طفلك الراحل !! ..
                      أيها المهاجر لا تبكي شوقا !!..
                      .
                      .
                      .
                      أرجوك لا تفتقديني !!!!!!!..
                      بالله عليك كيف لا تفتقد الأم ابنتها ؟؟
                      سامحيني .. فأنا ..
                      أفتقدك بعدد الثواني التي مرت وستمر علي وأنت لست بقربي ..
                      أفتقدك بحجم الإزعاج الذي كنت تسببينه لي ..
                      أفتقدك بمقدار ضغطي الذي كنت تدفعينه للعلو ببرودك ..
                      أفتقدك بكم المرات التي نسيت فيها ما طلبته منك ..
                      أفتقدك صغيرتي ..
                      .
                      .
                      .
                      أصبحت حياتي .......... هادئة بعدك ..
                      هادئة ............. حد الإزعاج ..
                      .
                      .
                      .
                      أرجوك لا تفتقديني ..
                      عليك أن تسحبي رجاءك هذا و قولي ..
                      حاولي أن تعايشي فقدي لأني ..
                      .
                      .
                      .
                      أفتقدك
                      .
                      .
                      .
                      أفتقدك
                      .
                      .
                      .
                      أفتقدك
                      .
                      .
                      .
                      ..................... أفتقدك يا طفلتي ..





                      همسة مني إليها :

                      في حفظ الرحمن أينما حللت ..
                      دمت في رعاية الله يا طفلتي ..
                      وتذكري دوما .... أن أمك ستظل بعون الله قوية ..



                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      الجزء الثاني من الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟


                      إهداء إلى كل قارئاتي ومتابعاتي بلا استثناء ..
                      أتمنى أن ينال الجزء على استحسانكن ..



                      عيدي ..
                      أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
                      أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
                      كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
                      سأرسم بسمة بين الدموع ..
                      سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
                      سأنشر بهجة لمن حولي ..

                      سأصبح
                      .
                      .
                      .
                      بحد
                      .
                      .
                      .
                      ذاتي
                      .
                      .
                      .
                      عيدا





                      فجر يوم السبت 16 / 8 / 1427 ه :
                      في فيلا أحمد :


                      ~ أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني , أموت وجع ولا تلمسني ~ هز راسه عشان يبعد صوتها المتوجع وهي تنطق هالكلمات وقام من سريره وهو يزفر , لمن شافها خارجة من العناية كان عارف إنها مهي منتبهة له وهي ماشية وبالقصد وقف في طريقها لكنه ما توقع إنها تعبانة وإنها بتطيح الأرض , تلمس خده اليمين وغصب عنه تذكر صفعة سلافه على خده اليسار , تحرك في غرفته باضطراب وهو ينفخ الهوا من فمه بطفش , كان مرتاح إنه بيسافر بعد بكرة , بيرجع للحياة اللي اعتادها وافتقدها , هنا كل شي محسوب ومعدود , حتى الكلمة لازم تحاسب عليها قبل ما تخرجها من فمك , الكل يتدخل فيك ويفرض رأيه كإنهم خبراء في الحياة وكئن رأيهم هو الأصح , الكل يطالب بشيء , لازم ترضي الكل وتجاملهم , لازم تخصص وقت لهم ولا يبدأ العتاب والسؤال ودق الجوال , أخيرا حيروح عن هذا كله ويرجع لحياة الحرية لكن .............
                      ~ ليش أحس بهالضيق الغريب ؟؟ ~ زفر وضرب مكتبه بقبضة يده يحاول يزيح هالضيق , اندق باب غرفته ووصله صوت العنود الحاد وهي تقول : رزوقووووووووووووووووووو تراك طفشتني , الركعة الثانية بدأت وإنت نايم لسه , أميييييييييييييييي تقووووووووووووووول تراها تعبانة ومافيها حيل تنزل من فوق عشان تصحيك , قوووووووووم ولاتخليها تضطر تنزل و تقوم..
                      فتح الباب فقطعت كلامها وابتسمت وهي تقول بهمس : إنت صاحي ؟؟
                      وكملت بعصبية : مادام صاحي ليش مارحت تصلي ؟؟ رجولي تكسرت وأنا طالعة نازلة عشان أصحيييييييييييييييييك ...
                      رماها بنظرة بادرة وقال : not your business ....
                      عقدت حواجبها وقالت وهي تشمر أكمام وهمية لأنه أكمام بجامتها قصيرة : حدد بسرعة هذي سبة ولا إيه , عشان لو سبه بأقوم أصفعك ..
                      حط يده على وجهها ودفها وهو يقول بعصبية : انقلعي عن وجهي , ماني رايق لك ..
                      وصك باب غرفته بكل قوته , قالت بغيض : ياويلك من ربييييييييييي سامع الصلاة و ما تروح , والله لا أعلم أبويه لمن يرجع من الصلاة إنك كنت صاحي و مارحت ..
                      طنشها وهو يدور في غرفته بطفش وهو يقول بغيض : هذا الإزعاج اللي بأرتاح منه ...
                      كان يحس إنه يبغى شي , اش هو ما يدري ؟؟ ...



                      **************************


                      في العناية المركزة :
                      الساعة 6 فجرا :



                      حس ببرودة يده وهي تمسح وجهه , ابتسم بصعوبة وهو يقول بداخله ~ شكرا عبود ~ ابتسم عبد الإله له وقال : يلا صلي , خلاص يممتك ..
                      وجه بصره للقبلة وأومأ براسه بحركات خفيفة ولمن فرغ من صلاة السنة والفرض لف على عبد الإله اللي كان واقف يرتب بعض الأشياء على الطاولة اليتيمة في المكان , حاول ينبهه لكنه ما انتبه , رفع يده بصعوبة لكنها انهارت قبل ما توصل له , التفت عبد الإله ورفع يده بسرعة ورجعها للسرير وهو يقول : خير , تبغى شي ؟؟
                      ~ عبد الإله نام , خلاص تعبت من كثر الوقفة , ارتاح ~ طالع فيه عبد الإله بحيرة وهو يسأل بلهفة : شي يعورك ؟؟
                      هز راسه بلا وهو يأشر له على المقعد بمعنى إجلس , سحب عبد الإله المقعد وجلس عليه وهو ماسك يد حسان وهو يطالع فيه بألم , غمض حسان عيونه بقوة وهو يزفر بداخله براحة وفتحها لمن حس ببرودة يد على جبينه , لقيه واقف وهو يتأمله بصمت , رف بعيونه وهو يصرخ بداخله ~ إجلس تراك تعبتني بوقفتك , عبد الإله ترا والله ما ألومك , عارف إن الموضوع قضاء وقدر , إرتاح ~ مسد عبد الإله شعره وهو يقول بوجع : والله ماني فاهم إش تبغى , سامحني يا حسان ..
                      هز حسان راسه بلا وتوقف لمن حس بالعجز , ~ مستحييييييييييييل يفهمني , سبحانك يارب مايحس الإنسان بالنعمة إلا لمن يفقدها ~ دخل الدكتور رامي وهو مبتسم , سلم على عبد الإله ولمس البطاقة المعلقة على صدره و هو يقول بمرح : ماشاء أخ عبد الإله صاير من الطاقم الطبي ..
                      ابتسم عبد الإله وهو يرص البطاقة اللي أعطاها له رامي أمس و قال : مشكور والله يا دكتور اللي خليتني عنده ..
                      لف رامي على حسان وقال : مو عشانك , عشان بطلنا اللي هنا ...
                      وحط يده على صدر حسان وهو يكمل : كيف حالك يا بطل ؟؟؟
                      ~ أنا ماني بزر تقولي بطل ~ ابتسم حسان بتكشيرة خلت رامي يضحك وهو يقول : اش عندك ؟؟ ما عجبتك الكلمة يا بطل !! أنا أقولها لأنك ما شاء الله كنت مناضل معانا في العملية بمعنى ( متشبث بالحياة ) زي ما كان يقول أستاذي ديفيد لمن يوصف اللي ربي كتب لهم الحياة وهم على وشك الموت ..
                      تذكر حسان وقتها الوجه الأسود اللي كان يزوره , كان وده يفك الجهاز عشان يعلمهم على حكايته , ابتسم لرامي اللي بدأ يكتب في سجله المعلق بعض الملاحظات ..
                      كان وده يسأله أشياء كثيرة عن حالته لكن حالته ما تسمح , بعد ما ناول السجل للممرضة اللي بدأت تدون قراءات الأجهزة قال : إن شاء الله متى ما لاحظنا تحسن للرئة فكينا الجهاز عنك , عشان كذا أبغاك تحسن نفسيتك أكثر لأنه الحالة النفسية تأثر على الجسد , بعدين أبوك ناوي يزوجك أول ما تقوم بالسلامة إن شاء الله فشد حيلك ...
                      هز راسه بطيب وهو يبتسم , تحرك رامي للطاولة وسحب قطعة شاش صب عليها من موية الصحة وعصرها , مد عبد الإله يده وقال : أنا أبلل له شفايفه ..
                      وتناولها منه ولف على حسان ومسح بها شفايف حسان الجافة , كان عارف إنه ممنوع من شرب الموية لكن لازم تتبلل شفايفه كل فترة عشان ماتتشقق وتعوره , ابتسم رامي وهو يتأملهم وخرج بعد ماودعهم , كان ممنوع منع بات المرافقة في العناية لكنه عطف على عبد الإله اللي جلس قدام باب العناية من بعد ما انتهت الزيارة الساعة 8 إلى الساعة 1 بعد منتصف الليل وهو عازم ما يتحرك من مكانه , لمن شاف إصراره على الجلوس حن عليه خاصة وهو عارف إنه هو اللي أطلق الرصاصة بالغلط فأعطاه بطاقة سماح للمرافقة في العناية المركزة ..



                      ***********************


                      في نفس الوقت في الشقة :


                      زفرت مشاعل وهي تشوف أحلام جالسة بمريولها الوردي قدام الفطور وهي ماسكه جوالها وتتكلم , قالت بضيق : كم مرة قلتلك لا تتصلين من جوالي , أمس جاتني رسالة إنه حدي الإئتماني بيخلص , كله من تحت راسك وراس أختك , هاتي الجوال ..
                      ناولتها أحلام الجوال بلا عناد أو رجاء , استغربت عدم مقاومتها , حطت الجوال على إذنها ناوية تعتذر لصحبة أحلام لأنها بتقفل الخط وقالت بلا تردد : مرام لاحقة عليها في المدرسة إن شاء الله , تكلموا إلين يجف لسانكم ..
                      وصلها صوته اللي تميزه من بين مليون صوت وهو يقول : مشاعل أنا ناصر ..
                      حست بكل شي تجمد حولينها , الزمن , الهواء , حتى قلبها تخيلته توقف للحظة قبل ما يرجع يضرب بقوة وهي تقول بثبات : حياك الله , كيف أخدمك ؟؟
                      صمت ساد قبل ما يسأل : كيف حالك وكيف خالتي والبنات ؟؟
                      وجعتها نبرة الحنان اللي ميزتها في صوته وقالت بهدوء وبطريقة رسمية : الحمد لله , تبغى تكلم أمي ؟؟ ..
                      قال : إذا ماعليك كلافه ..
                      بعدت الجوال عن إذنها وتحركت لأمها اللي كانت تتكلم في التلفون وهي تقول : قوميها بالقوة , مو عشان مافي دراسة أول يوم ماتروح ...
                      مدت لها الجوال وقالت : أمي ناصر يبغاك ..
                      قالت سعاد لبنتها الكبيرة : أكلمك بعدين يا حنان , مع السلامة ...
                      وتناولت الجوال من مشاعل اللي تحركت مبتعدة وهي تسمع أمها تقول بترحاب : هلا والله , هلا ناصر , كيف حالك بشرني ؟؟ وكيف عروستك ؟؟ و ...........
                      مرت من عند أحلام اللي كانت تهمس لهاله ببضع كلمات اختنقت لمن شافت مشاعل , دخلت الغرفة وهي تحس باختلاط مشاعر , سحبت نفس عميق وخرجت على طول , انتفضوا أحلام وهاله وسكتوا لمن شافوها واقفة قدامهم , قالت أحلام باعتذار : والله شفت الرقم غريب قمت رديت و ...
                      قاطعتها مشاعل بابتسامة : أنا مسحت اسمه من الجوال عشان كذا يطلع رقم بدون اسم , بعدين ....
                      وسكتت وكملت بحماس : نروح نلعب بلاي استيشن مادام الوحوش مهم في البيت ..
                      ضحكت هاله وقالت : ترا صار عندك إدمان على البلاي استيشن , بعدين ورانا دوام ..
                      قالت بلا مبالاة : لسه باقي نص ساعة إلين يجي الباص ...
                      انتقل حماسها لهاله فقالت : يلا أنا ريال مدريد و .....
                      قاطعتها مشاعل : روحي الكذابة , والله ماتاخذينه , تقولين فريق مغمور هو وبرشلونة , هذي أقوى الفرق في أسبانيا ...
                      شهقت أحلام وقالت وهي تضحك : طاحت عليييييييييييييييييييييك ..
                      وقطبت هاله حواجبها وهي تسأل : وإنت اش دراك ؟؟
                      حطت مشاعل يدها على خصرها وقالت : زهره قالت لي ..
                      : واش دراها أزهار الدبببببببببببببببببببب ؟؟
                      ضربتها وهي تقول : لا تسبينها , وأنا أحكيها قالت لي جاسم زوجها يشجع ريال مدريد ودايم يحكيها عنه , بيكهام وروبينهينو وتقولين فريق مغموووووور ..
                      زفرت هاله وقالت : خلاص خذي ريال مدريد وأنا اخذ برشلوو ..
                      صوت جرس الباب خلاها تقطع كلامها وهي تقول بإحباط : جووا الوحوش ...
                      ضحكت مشاعل على شكلها المتحطم وقالت : خلاص إذا رجعت من المدرسة وأنا فايقة ورايقة ألعب معاك بعد ماينامون , أوكي ...
                      فتحت أحلام الباب لبندر اللي دخل وهو يقول : ناديلي مشاعل بسرعة ..
                      قالت مشاعل : خير , أنا هنا ...
                      قال بعجلة : جيبي شنطة أبويه , أروح أفتح لناصر باب المجلس وأجي ..
                      قطبت مشاعل حواجبها وتحركت لغرفة نومها المشتركة مع أخواتها وخرجت شنطة سوداء من تحت سريرها , تأملتها بصمت وذكرياتها الماضية تتدافع بشوق مؤلم , لطالما كانت كاتمة أسرار أبوها , كل ورقة بداخل هالحقيبة شرح لها أبوها حقيقتها وهو ينظمها بداخلها , حطت الشنطة على السرير و فتحتها , لقيتها تغص بالأوراق , انبعثت ريحة عطره اللي دسته في جيب الحقيبة من بعد موته و ذكرتها بمنظره وهو جالس يرتب الأوراق ويهز رأسه دلالة استماعه لمحاولاتها الشعرية , الدق على باب الغرفة المفتوح خلاها تخرج من ذكرياتها وتلتفت لبندر اللي دخل وهو يقول : أبغى صك الأرض اللي في الديرة ..
                      فتحت عيونها على اتساعها وصكت الشنطة وغيرت الأرقام وهي تقول بحزم : قولي ليش تبغاها أول ؟؟
                      طالع فيه بحدة وقال : نعم ست مشاعل ..
                      رمته مشاعل بنظره قوية بعد ما شافت أخواتها واقفات عند الباب بصمت وقالت : أبويه حط هالأوراق عندي وأمني عليها ووصاني ما أخلي أحد يمسك هالأوراق , قولي اش تبغى فيها ..
                      قال بعصبية : الأرض عليها مشاكل كثيرة , عمك مو راضي يتنازل عنها لنا يقول له نصيب فيها وإحنا بنعطي الصك لمحامي عشان يفصل في الموضوع ..
                      قالت : خذ نسخة من صك الأرض , الصك الأصلي لا يمكن أعطيه لأحد ..
                      صرخ بعصبية : ناصر قاعد يستنى وبينزل الديرة دحين , اش أقوله ؟؟
                      قالت وهي ترفع راسها بعناد : مالي دخل , محد قالكم تتصرفون بدون ماتقولون لي , افتح كمبيوترك و اطبع الصك بالطابعة ..
                      من تخطت ألمها وأزمتها اللي صارت بعد طلاقها رجع لها جزء كبير من قوة شخصيتها , كان وده يكسر راسها لكنه ما قدر , كان الكل حاضر لمن قال أبوه إن الأوراق ما تتحرك من مكانها من دون شور مشاعل , كانوا عارفين إنه في الفترة اللي كانوا فيها لاهين في حياتهم ما كان عند أبوهم إلا حبيبته مشاعل يشرح لها أموره ويشاورها فيها بحكم إنها ذات عقل راجح وإنه شخصيتها قريبة من شخصيته ..
                      كملت وهي ترجع تفتح الشنطة : ثاني حاجة , عمك باع نصيبه من الأرض لأبويه قبل وفاة أبويه بسنه وقبض حقه على دفعتين ..
                      وخرجت ثلاثة أوراق وهي تكمل : الدفعة الأولى 80 ألف استلمها عمي 30 كاش و 50 شيك والدفعة الثانية كلها كاش 60 ألف وأنا عديتها معاه بنفسي وتأكدنا منها , هذا صك الأرض وهذا المخطط حقها وهذا ..
                      وهزت الورقة الأخيرة وهي تقول : المبايعة اللي صارت بخط اليد لكن ماعليها شهود فيها توقيع أبوية وتوقيع عمك العلة بس ..
                      طالعت في ساعة يدها وقالت : بسرعة عشان الباص جاي ولازم أروح المدرسة , مو معقولة أتأخر على أول يوم ..
                      راح للمجلس الداخلي وفتح كمبيوتره وطبع الأوراق , أخت مشاعل الأصل ورجعتها بسرعة للشنطة اللي ما يعرف رقمها غيرها وصكتها ورجعتها تحت السرير ولبست عبايتها بسرعة لمن دق سواق الباص جوالها للمرة الثانية , راحت تدور أمها , لقيتها خارجة من مجلس الرجال ابتسمت وقالت : مع السلامة أمي ..
                      : مع السلامة , انتبهي لنفسك ..
                      خرجت وغصب عنه انتبهت لصندله البني والعسلي المجاور لصندل أخوها الأسود , تحركت نازله وهي تبتسم , طول عمره يحب اللون هذا ويكره اللون الأسود اللي يحسه معتاد , تحركت من جنب سيارته اللي شرعها لها يوم زواجهم و اللي شهدت رحلاتهم المعدودة أول أيام زواجها , بعدت نظرها عن لوحة السيارة وطلعت الباص اللي كان يغص بالأطفال اللي ما يتجاوزون المتر بأطوالهم ..
                      : أبلة مساعل , انتي بتصيرين أبلتي ؟؟..
                      التفتت وابتسمت لمن شافت ريوف طفلة كانت العام الماضي في الروضة وقالت : ما أدري , يمكن , كيف حالك ياريوووووف ؟؟ ماشاء الله اش اللبس الحو هذا ؟؟ ولمن دبت الغيرة في بقية الأطفال وكل منهم يحاول يلفت انتباهها للبسه قالت وهي تضحك : واو , وكل الأطفال ملابسهم حلوة كمان ..
                      وبدأت تعلق عليهم واحد واحد بالاسم , والوجوه الجديدة كانت منكمشة وماتبغى تتكلم ...
                      حست بانشراح عجيب , وبكل همومها وأحزانها وأفكارها المضطربة تتلاشى أمام ابتساماتهم الحلوة وعيونهم اللامعة ببريق البراءة , أخيرا رجعت للمدرسة , للعالم اللي تحبه ...


                      ***********************

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...