رواية عندما عبروا حدود الظلام ...كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحلى من الحلا
    عضو فضي
    • Aug 2007
    • 539

    #51
    الساعة 4:30 في حديقة القرود بينانغ :


    خمنت أزهار من جمود وجهه ونبرته البارده إنه يكلم البندري , ولمن سمعته يكذب ويقول إنها ما تبغى تكلمها قالت باستنكار : جاسم , هاتها ..
    وسحبت الجوال منه , قال ببرود : الزفت ..
    لفت عنه و قالت بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله بركاته , هلا بندورة ...
    قال : لازم منه التطويل , السلام عليكم وانتهينا ..
    طنشته وهي تمشي وسط أشجار حديقة القرود اللي قاعدين يتمشون فيها , استنت إلين بعدت عنه وفتحت وجهها وبعدت طرحتها عن إذنها اليسار عشان تسمع زين و قالت بخوف : بندري اش فيك تصيحين ؟؟ لخبطيني قدام جاسم , ليش تصيحين ؟؟
    : أنا ... هو ... أنا ... ممممممممم ..
    وانخرطت في نوبة بكاء حادة , لفت على جاسم اللي جا وقالت بهدوء وهي تسد السماعة : جاسم ابغى ايس كريم ؟؟
    رفع حواجبه باستنكار وقال : دوبنا ماكلين ساندويتشات خفيفة بعد الغدا كمان ..
    استحت من كلمته لكنها قالت بجرأة : عروس بكيفي أكل زي ما أبغى ..
    طالع فيها وراح , حست بالدم كله تجمع في خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ عروس بكيفي , ما لقيتي أحسن من هالكلمة , يا فشلتيييييييييييي بيقول متزوج سعلية بس تدب في الأكل , الله يسامحك يا بندري ~ قبضت يدها بقووووووة مقهورة من سخافتها وقالت بحنان : البندري قلبي ..
    قالت بصوت مقطع من بين شهقاتها : أزهار إلحقيني , اش أسوي ؟؟ أنا .... أنا حامل ...
    حست أزهار بالدنيا تدوووور بها وبعظامها تتحول لمادة هلامية , جلست على الأرض العشبية وهي تسحب أنفاسها سحب عشان تتمالك أعصابها وعقلها يبحث بجنون عن تاريخ اليوم اللي اكتشفتهم فيه , حطت يدها على صدرها وقالت بهمس : انت سويتيها مرة ثانية معاه يا بندري ...
    صاحت البندري وهي تقول : والله مرة وحده , والله ..
    قالت أزهار وهي تحس بمغص يلوي معدتها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله , ياربي استرنا يارب , يارب استرنا يارب ..
    : أزهار ...
    حست أزهار بدموعها تطفر من عيونها وهي تقول : هذا معناته إنك حامل في ثلاثة يا بندري , ثلاثة فاهمة يعني إيييييييييه ؟؟ لييييه ما قلتيلي من بدري ليييييييييييييييييييه ؟؟
    : ما انتبهت لإنقطاعها إلا بعد شهرين وما ربطتها بالموضوع , وكان جوازك مقرب وماقدرت أقولك , خفت , استحييييييييييت , أزهار إلحقيني حاولت أسوي شي ما قدرت , حاولت أطيحه ما قدرت , أزهار أنا حأروح فيها لو أحد دري , أمي وأبوية بيتبرون مني , الله يخلييييييييييييك لا تسيبيني لوحدي , تعالي الله يخليييييييييييييييييييييك ..
    كانت مهي قادرة تجمع أفكارها مهي قادرة تنطق حرف , كل مشاعرها في حالة فوضى , ولمن شافت جاسم جاي قالت بأنفاس مخنوقه : بندري جاسم جا أكلمك لمن أكون لوحدي ..
    وصكت الجوال بسرعة وقامت , أول ما شاف وجهها المصفر قال : اش فيك ؟؟
    حطت الجوال على صدره ودفته واستندت على جذع الشجرة وطلعت كل اللي في جوفها وقف مصنم وهو يطالع فيها بصدمة , سحبت نفس وهي تحس بقرف من الطعم اللي في حلقها , ولمن سمعت جاسم يقول بخوف : أزهار ..
    أشرت له ما يجي وهي تطلع مرة ثانية , كانت دموعها تنزل من كثر الغصغصة وبطنها توجعها من كثر تقلبها , وبعد ما حست إنها فرغت كل اللي في جوفها مدت يدها من وراها وهي تقول بصوت مخنوق : منديل ..
    ناولها المنديل و قال بعصبية : قلتلك لا تاكلين كثير ..
    لفت عليه وعيونها كلها دموع , انفجع من دموعها وسأل بهمس : في شي يعورك ؟؟ انتي من الصباح فيك شي ..
    وسكت شويه بعدين قال : يكون حامل ..
    لو كانت في وضع ثاني كان ضحكت وقهقهت على تخمينه أي حمل ويطلع تأثيره في خمسة أيام على طول لكن هالكلمة بالذات وفي هالوقت ذكرتها بالبندري , طالعت فيه ودموعها تنزل أربع أربع على خدودها , قال بصدمة : أزهار ..
    ما تدري ليه حست صدرها يضيق يضيق إلين صار ما فيه نفس , تجمع عليها حزن الصباح اللي كتمته غصب مع خوفها من موضوع البندري وغثيانها من الواقع المرير اللي لازم تقول لجاسم عليه بخجلها إنه شافها وهي تطلع , صاحت من قلبها بصوت عالي , تصنم وهو يشوفها تغطي وجهها بيدينها وصوت صياحها يعلى , تردد شوية بعدين مد يدينه وضمها وهو يقول : بنت اش فيييييييك ؟؟ تعبانة ؟؟ قالت لك البندري شي ؟؟..
    قالت من بين شهقاتها لمن سمعت اسم البندري : لا , بس , بس ...
    كانت مهي عارفة اش تقول فقالت من بين دموعها : أنا أكككككره البحر , البحر يذكرني بأمي وعمار وعمير , ليش جبتني في جزيرة البحر فيها من أربع جهات ؟؟ تبغى تعذبني أنا عارفة تبغى تعذبني ..
    ضحك من كلامها وقال وهو يبعدها عنه : اش أعذبك يا بنت الناس ؟؟ أبوية اللي مختار المكان مو أنا ..
    طالعت فيه من بين دموعها وقالت وهي تزم شفايفها بزعل : رجعني جدة , أبغى السعودية , أبغى أرجع دحيييييييين ..
    رفع حواجبه باستغراب وقال : لا صاير فيك شي ..
    قالت وعقلها يحاول يوقف زمام لسانها اللي انفلت فجأة : أبغى عمر , مشتاقة لعمر , رجعني جدددددة , رجعني للسعوديييييييييية ..
    مد يده ومسح كحلها اللي ساح على خدودها وهو يقول بهمس هادي : أزهار , اهدي شوية واسمعيني ..
    دفت يده وصرخت : ما أبغى أهدى , أبغاك ترجعني جدة ..
    رماها بنظرة حادة وراح وسابها واقفة مكانها , طالعت فيه وهو يسحب جاكيته من المقعد اللي كانوا جالسين عليه ويروح بعيد عنها , سحبت أنفاس عميقة وهي تمسح دموعها , وراحت للطاولة خرجت مرايا من شنطتها وطالعت فيها , زاد صياحها وهي تشوف السواد اللي معدم وجهها , مسكت منديل وحطت فيه فازلين وبدأت تمسح وجهها وهي تقول بصوت مخنوق : كنت عارفه إن هالكحل زي الزفت ..
    نظفت نفسها وزينت وجهها زينة خفيفة وجلست تستناه يرجع وهي تشهق من كثر البكى , كانت تلوم نفسها بداخلها على اللي صار ساعة وساعة تلوم البندري , حست بيد على كتفها , لفت بسرعة وانصدمت لمن شافت وحده متنقبة خمنت إنها خليجية من عيونها المكحلة قالت الحرمه بصوت دافي : حبيبتي صاير فيك شي ؟؟ تعبانة ولا مضيعة طريقك ..
    ابتسمت أزهار وقالت وهي تمسح دموعها اللي بدأت تنزل من جديد : لا , زوجي راح ودحين يجي ..
    شهقت وقالت وهي تجلس جنبها : طيب ليش تبكين ؟؟
    زادت دموع أزهار وهي تقول : شافني وأنا أطلع ..
    ضحكت وقالت بمرح : يلا عاد , اش دعوة ؟؟ هذا البكي كله عشان طلعتي قدامه , مايرزا عليك كل هالدموع ..
    ابتسمت وقالت : استحيت منه , ما كنت أبغاه يشوفني وأنا في هالحالة والمشكلة إني قلت كلام كثير ما قصدته ..
    شافت الإبتسامة في عيونها وهي تقول : مسحي دموعك ما صار إلا الخير , كلمة حلوة منك وبينسى اللي صار ..
    شكرتها أزهار وتبعتها بعيونها وهي رايحة لزوجها اللي وقف بعيد عنهم وهو ماسك عربية طفل صغير وجنبه بنوته أنيييييييقة شعرها طويل , ابتسمت وهي تسمي الله بداخلها ورجعت تطالع في الكرسي الفاضي قدامها , متى بيجي ؟؟ اش حتقول له ؟؟ ومتى حتقوله على المصيبة اللي صارت ؟؟
    طالع فيها من مكانه عند عمود الإنارة اللي في الرصيف الثاني المقابل للطاولة اللي جالسة عندها , كان يقدر يشوفها بوضوح لكنها من زاويتها ما تقدر تشوفه , دخل يدينه جوة جيوب جاكيته الأسود وهو يزفر بضيق ~ مالت عليها , قال تعذبني , أنا لو دريت إنك تعذبتي من البحر كان رميتك فيه , ياربي أنا ليش مقهووووور منها ؟؟ ليش ... ليش .... ليش ...... ~ سكت وهو مهو عارف بالضبط اش يحس ..
    حطت راسها على الطاولة وهي تقول : يارب ارحمني ..
    جلست تفكر بأفضل طريقة تصوغ فيها الكلام اللي بتقوله عن البندري ولمن حست بيد على ظهرها رفعت راسها والتفتت على يمينها بلهفة , مالقيت أحد يمينها ولا وراها , التفتت مبتسمة لمن حست باليد على كتفها اليسار , اصطدم بصرها بعيون دائرية سوداء محدقة وسط وجه أحمر صغير منمنم حولينه شعر كثيف ترابي , طالعت بصدمة في القرد اللي ماسك طرف طرحتها بيده ~ قرد , قرد , قرد ~ فزت من مكانها وهي تصرخ بطول صوتها : يا ماما ...
    ضربت فخوذها من سرعة النقزة في الطاولة ورجعتها على الكرسي اللي شرد منه القرد وهو شايل مرايتها , طالعت بخوف للقرد اللي وقف عند أطراف الأشجار وهو يطالع فيها , حست بالغيض من كل اللي يصير فقالت بغيض وهي تحك فخوذها : رووووح يال ... يالقققققرد , ما عليك شرهة , قرد ..
    وهمست وهي تمسد فخوذها : عورتني وفجعتني ..
    ضحك جاسم من قلبه وهو يشوف المنظر بدون ما يحاول يتدخل , وكتم ضحكه وتابع باستمتاع لمن شاف القرد يرجع لها وهي مهي دارية , كانت منهمكة في لملمة أشياءها اللي تبعثرت على الأرض ...
    لفت أزهار وهي تحط قلم الروج في الشنطة , ولمن شافته جاي قامت بسرعة وبعدت عن الطاولة وهي تأشر له بيدها وهي تقول : شووووووف ترا ماني ناقصتك , لازم أستنى زوجي هنا فإبعد أحسن لك المكان مايكفينا إحنا الإثنين ..
    ولمن شافته يتقدم منها بعدت خطوتين وهي تضم شنطتها وقالت بصوت أعلى وهي تهشه بيدها الثانية : هييييييييييييي , حدك ترا والله مافيني على الجري , توني مطلعة كل اللي في بطني وقدام عريسي , هشش هشش ..
    القرد اللي حس بخوفها حط المراية في فمه و جري لها على أربع , صرخت وهي تشرد من قدامه : يا ماما بياكلنييييييييييي ..
    تحرك جاسم أول ما حس إن القرد بيتمادى في تصرفاته , هو يعرف إن القرود حيوانات عدوانية , ولمن شافه إنطلق عليها وهي تصرخ شاردة قال بصوت عالي : أزهار ..
    شافته جاري لها فحولت اتجاهها له واندست وراه , القرد أول ما شافه وسمع صوته تراجع بسرعة لقردين جالسين يفلون بعض عند جذع شجرة طايحة , و قبل ما يلتفت لها ضربته على ظهره بكل قوتها وهي تقول : يا حمار ..
    التفت لها بعيون مفرصعة بعصبية واستنكار وهو ماسك ظهره , قالت بعصبية : تستاهل ..
    قال بصوت عالي : بنت ..
    فلتت الشنطة اللي طاحت على الأرض وكورت يدينها وضربته على صدره وهي تقول : تستاهل , تستاهل , تستاهل ..
    مسك معصمينها بقوة وصرخ : بس , ترا أنا ماني فايق لحركاتك السخيفة ..
    رفعت وجهها له وهمست بصوت مخنوق : لا عاد تروح و تسيبني ..
    حس ببرودة في أطرافه وهي تكمل بعيون واضح إنها حابسة فيها الدموع : لاعاد تروح و تسيبني لوحدي , تحسسني ... تحسسني ...
    وصرخت بداخلها وهي تطالع في ملامح وجهه الحبيبة لقلبها ~ تحسسني إني مملة , إني مصدر إزعاج , إني تافهة وما أثير اهتمامك بشي ~ اختنقت أنفاسها وهي تقول بوجع : أنا عروسة ..
    وسحبت يدينها من بين قبضتينه اللي خفت و دنقت راسها وهي تضرب صدره بقبضة يمناها ضربة ضعيفة وهي تهمس بمرارة : أنا عروسة ..
    حس بألم غريب بداخله وهو يحس ضرباتها الضعيفة على صدره وهي تقول : من حقي أتدلع عليك , وأبسط حقوقي إنك تتحملني ..
    ورجعت رفعت راسها و رمته بنظرات وجع وهي تقول بشهقة مكتومة : إذا ما تحملتني دحين اش بتسوي بعد 10 سنين زواج , ولا ما حطيت في عقلك إني بأعيش معاك الباقي لي من عمري ..
    لفت وجهها عنه و دنقت وسحبت شنطتها بسرعة وتحركت من قدامه قبل ما تذرف دموعها , لا يمكن تسمح لنفسها تصيح قدامه أكثر مما صاحت قبل شوي , مشيت ومشيت وهي مهي محددة اتجاه أو مكان , بس كانت تبغى تفرغ طاقتها في شي غير الدموع ..
    وبعد ما حست رجولها تعورها والدنيا بدأت تتحول للون الأحمر المميز للشفق وقفت عن المشي والتفتت , انصدمت لمن لقيت نفسها على بعد شبر منه , ابتسم وقال : هذي المرة انتي اللي رحتي , بس ما سبتك ..
    غصب عنها كتمت بسمة كانت بترتسم على شفايفها وطالعت فيه بهدوء , طالع فيها بنظرات غريبة , كان يفكر بعمق إنه كان طول الوقت يتبعها بصمت مناقض للأحاديث اللي كانت تدور بداخله وهو ينتظر متى بتوقف , ساعة كاملة مشيت بدون ما تلتفت لو نص التفاته ~ معقولة ساعة وما اهتمت أنا وراها ولا لا , ساعة , الله يعيني يا أزهار عليك ~ حك حاجبه وقال وهو يبعد نظراته عن عيونها : يلا نروح نصلي المغرب قبل ما يفوتنا الوقت ويغيب الشفق ..
    حست برغبة غريبة إنها تضمه لكنها استحت ~ اهجدي , بلا هبالة , توه مضاربك ومزعلك تبغين تضمينه , جاسم يالزففففففففت أحبك ~ قالت بهمس هادي وهي تتحرك بشموخ : عارفة , أصلا أنا كنت لافة عشان كذا ..
    وبعد فترة مسير تباطأت في مشيها من دون ما يحس إلين صار متقدمها , مشيت وراه بصمت وهي تتأمله , تأوهت بداخلها ~ اه يا قلبي وين بتوديني مع هالرجال ؟؟ جاسم , تكفى ارحم حالي تراني مهشمة بما يكفي , تراني أتشبث ببقايا أزهار , ترى اللي واقفة قدامك تتظاهر بالهدوء والفرح واللي الابتسامة ما تفارق شفايفها مجرد طيف ضعيف أخاف يختفي يوم بقسوتك , تكفى لا تنسف بقاياي , لولا الله ثم إيماني به كان ماعاد لي وجود بهالحياة , جاسم , جاسم ~ ..
    التفت وقال وهو يأشر على حمامات النساء : هناك الحمام , روحي اتوضي وأنا بروح حمام الرجال ..
    وتحرك على طول و توقف لمن حس بجاكته مسحوب , التفت لقيها ماسكه طرف جاكيته بأطراف أصابيعها , رفع عيونه لها لكن بصره اصطدم بغطاها الأسود , سحبت يدها على طول وراحت للحمامات , شعور غريب صنمه في مكانه وهو يراقبها , مدت يدها وصافحت العاملة وناولتها البقشيش الخاص بدخول الحمام ودخلت , مرت خمس دقايق خرجت بعدها وناولت للعاملة المطويات اللي اعتاد رؤيتها , تمنى لو كان يشوف عيونها وهي راجعة لكنها كانت مغطية , سألت باختصار هادئ مو من طبيعة شخصيتها : توضيت ؟؟..
    ما عرف اش يرد عليها , يقولها إنه حركتها الغريبة جمدته في مكانه وماقدر يتحرك من كثر الأفكار المتصارعة بداخله , قال وهو يتحرك بسرعة : لا , استني هنا ..
    جلست على مقعد قريب وهي تحس مشاعرها المتصارعة الداخلية ترهقها جسدها اللي صارت تحس عضلاته فاتره , أول ما خرج فزت ومشيت له وهي رافعه راسها بثبات مناقض للرجفة اللي تحسها بداخلها من كثر التعب ...



    *************************


    تم بحمد الله الفصل الثاني عشر ...

    تتابعون في الفصل الثالث عشر من عندما عبروا حدود الظلام : أقدار ...


    ........... همست تسألها بجدية : عنيدي يالدب اش اللي صار بينك وبين سامر في الاستراحة ؟؟ ....

    ........... قال ببرود : والله جالسة تصيح ودموعها مغرقة السيارة .........

    ............. ولمن حست يدينه تقبض على قميصها صرخت وهي ترافس بكل قوته : لا ......
    .
    .
    .
    .
    .
    أتمنى لكم قراءة ممتعة ..

    أختكم

    & عاشقة أمها &

    تعليق

    • أحلى من الحلا
      عضو فضي
      • Aug 2007
      • 539

      #52
      المشاركة الأصلية بواسطة قمراوي ؟..؟
      بصراحه الروايه مره حلوة مشكوره
      انتي الاحلى يافمر

      تعليق

      • بيك الحياه
        عـضـو فعال
        • May 2009
        • 192

        #53
        تسلم يدك والله ولاروع من كذا تجننننننننننننننننننننننن

        تعليق

        • بيك الحياه
          عـضـو فعال
          • May 2009
          • 192

          #54
          كل يوم افتح بسرعه ابي اشوف اش صار
          دخلت جو ههههههههههههه

          تعليق

          • أحلى من الحلا
            عضو فضي
            • Aug 2007
            • 539

            #55
            الفصل الثالث عشر : أقدار ..


            ما كان ويكون أو ما سيكون ..

            مستحيلا نراه أو شيئا من المعقول ..

            عاصفا أو خانقا كالسكون ..
            .
            .
            أقدار ..
            .
            .
            حالما جميلا كالغيوم ..

            مخيفا مؤلما حد الجنون ..

            رتيبا مملا غارقا بالمألوف ..
            .
            .
            أقدار ..
            .
            .
            طفلة كبرت وصارت كالعروس ..

            فتاة عاشت ومازالت تعيش في حبور ..

            شاب تيتم وكافح حتى صار مشهور ..
            .
            .
            أقدار ..
            .
            .
            طفل مات ولم يبلغ عمر الزهور ..

            رجل عاش ومات غير مذكور ..

            زوجة ترملت ومات عنها المحبوب ..
            .
            .
            ق ...... د ...... ر
            .
            .
            كلمة من أحرف ثلاث ...

            يخافها ويرهبها الكثير من الناس ..

            و لكني أشعر نحوها بأجمل إحساس ..

            أملا ويقينا وتفاؤلا بأننا نستطيع تغيره بالدعاء ..

            ما علينا سوى الإيمان ...

            وأن هذا كله بتقدير المنان ..

            ما كان اليوم مظلما مخيفا كالغمام ..

            سيصير غدا _ بإذن الله _ سريعا خفيفا كمر كالسحاب ..

            و إذا صار غدا مؤلما موجعا كضرب السياط ..

            سيكون بعد الغد بلسما مريحا _ بعون الله _ كالدواء ..
            .
            .
            .
            حياتنا
            .
            .
            .
            كلها
            .
            .
            .
            أقدار..





            في نفس اليوم :
            جدة الساعة 5 العصر :
            فيلا أحمد :

            بعد ما انتهت من مكالمتها تسللت لغرفتها وهناك غسلت البندري وجهها وطالعت في مراية الحمام بصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لا , مستحيل تكون هذي أنا , مستحييييييييييييييييييييل , وجهي صار ذابل ومسمر , شعري اللامع صار باهت ~ قالت لصورتها الباهتة : انت السبب , انت اللي وصلتي نفسك لهالشي ...
            مسحت دمعتين نزلت على خدودها اللي بدأت تغور للداخل و دنقت راسها بتردد تطالع في بلوزتها المرتبة فوق تنورتها , رفعت طرفها بشويش وتأملت بطنها , أي شخص ما كان حيلاحظ عليها تغير واضح , لكنها هي حاسة بالبروز الخفيف لبطنها اللي كانت لاصقة في ظهرها من شدة رشاقتها , نزلت البلوزة بسرعة وهي تعصرها بقبضتها عصرة ألم وندم ورفعت قبضتها من كثر الوجع وضربتها في بطنها بقوة , انثنت وهي تحس بالضربة تدق في ظهرها من قوتها وتمسكت بطرف المغسلة الرخامية وهي تحاول تتنفس , هالمرة الضربة كانت غير لأنها طوال الفترات اللي فاتت كانت تحاول تضرب نفسها بقوة لكن جسمها يرفض , عقلها رغم عنها يخفف ضربتها عشان ما تؤذي نفسها , نزلت دموعها على عيونها وهي تصرخ بداخلها ~ مو راضي يطيح , مو راضي , لييييييييييييييه ما يطيح ؟؟ يارب , يارب , أنا سويت معاصي كثيرة لكني تبت , انت شاهد إني تبت , يا رب لا تفضحني يارب , يا رب استر علي ~ تراخت يدها المستندة على المغسلة وهي تنزلق لأرض الحمام الباردة , غطت وجهها وهي تصيييييييييييييح بحرقة , ما ذاقت النوم من عرفت بالحمل , حتى نومها يكون وهي شبه صاحية من شدة الخوف , أعصابها صارت على شفير الانفجار وسمعها صار يسمع كل كلمة تنقال ويفسرها عقلها ألف تفسير وتفسير كله خوف إنها تنكشف قدام أهلها , شهقت لمن اندق الباب بعنف ومن وراه وصلها صوت العنود وهي تصرخ : بندر , ما صارت , يا نايمة يا في الحمام يا مختفية , أخرجي يا بنت , ترى أتصل بأزهار وأشتكيك عندها ..
            مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تقول : طالعة , طالعة ..
            : بسرعة لا تفوتك الصورة اللي صورتها للهنوف ..
            مسكت كريم الأساس وكتلته على وجهها وأضافت شوية زينة بسيطة عل وعسى تخفي أثار التعب والصياح , وبعد ما تأكدت من منظرها خرجت ..
            ذابت ابتسامة العنود الواقفة عند عتبة الحمام وهي تقول : بسم الله اش فييييييييييك ؟؟
            قالت بكذبه فكرت بها طوييييييييل : وحدة من زميلاتنا في الجامعة ماتت ..
            قالت العنود وهي تحط يدها على موضع قلبها : ياحبيبتي الله يرحمها , من هي أعرفها ؟؟..
            وقبل ما تجاوبها قالت وهي تهز يدها : ولا أقولك , لا تقولين لي عشان ما يعورني قلبي أكثر ..
            ورجعت قالت وهي تلحق البندري اللي ارتاحت من عدم إجابتها للسؤال المفاجئ : إلا إذا كانت وحده من صديقاتك العزيزات قوليلي ..
            هزت البندري راسها وقالت : ما تعرفينها ..
            قالت براحة : الحمد لله , مو قصدي إنه أحسن على ذيك بس ما أحب إنه يموت أحد قيد شفته من قبل ..
            ~ ياليتني مرتاحة ومبسوطة زيك يالعنود , ياليتني انتي , ما كنت حأمر بهالتعب والحزن كله , ياليتني انتي , ياليتني انتي , لو كنت انتي كان إني مبسوطة دحين وأتحرك من مكان لمكان وأنا مرتاحة ~ استغربت العنود نظرة البندري فرفعت يدها وصفعتها بمزح وهي تقول : يلا يا مسرح ..
            اغتصبت البندري ابتسامة مصطنعة , ابتسمت العنود وهي تقول : حبيبي البندري والله مو لايق عليك الزعل والسكوت , أنا صح أكره كلامك الغليس وأشوفك ثقيلة دم وكلامك يبط القلب وأفكارك منحلة شوية وسخيفة وأعتبرك أنانية ماتحبين إلا نفسك بس ...
            وبلا مقدمات سحبتها وحضنتها وهي تقول : كنت أحبك أكثر من البندري اللي دحين , والله كنت أحبك من قلبي ..
            وضمتها أكثر وهي تقول بصوت حزين : ارجعي البندري اللي أعرفها , اشتقت لكل شي فيك , ماعاد في احد يناكشني ويعاندني , ماعاد في أحد يطلع ضغطي ..
            غمضت البندري عيونها بقووووة تمنع دموعها اللي مالها نفاذ وهي تضم العنود وهي تصرخ بداخلها ~ يالييييييييييييييييييتني أقدر أمسح كل شي وأرجع زي ماكنت , ياليت ياعنود , ياليت ~ وبعدت عنها وهي تقول بكذب : معليش ضغط الإمتحانات ووفاة صحبتي وحكاية أزهار وجاسم وزواجهم , الأمور كانت صعبة حولينه في الأيام الأخيرة ..
            ابتسمت نفس ابتسامة أزهار الكرتونية وهي تقول : خليك منشكحة زي أزهارو الدبيه ..
            ومسكتها من يدها وخرجتها للصالة اللي كانوا البنات جالسين فيها ومعاهم عصيرات و بسكويتات و شيبسات الحجم الكبير ومشغلين التلفزيون على فيلم أمريكي , الكل قام يرحب فيها بحماس وهم يبعدون لها مكان وسطهم , ابتسمت وجلست بهدوء مو من عادتها , و وروها الصورة اللي كانت جميلة من شدة بساطتها ودقتها , سألتها الهنوف بهمس : اش كانت تبغى منك أزهار ؟؟
            سكتت البندري شويه بعدين قالت : كانت تبغى تطمن علي ..
            همست : ديب لا تقولين للعنود أخاف تموت من القهر , لله هي من زمان نفسها تكلم أزهار بس أمي حالفة عليها ماتتصل عليهم وتزعجهم و ....
            دق جوال الهنوف اللي كان في حضنها فانتفضت بقوة ضحكتهم وسحر تقول : لك ساعة حاطته في حضنك تستنينه يدق ويوم يدق تنفجعين ..
            قامت من عندهم وقالت : مالكم دخل ..
            وردت وهي تقول : هلا ريمو ..
            قالت ريم بسرعة وهي تلهث : أنا برى , هاتي الصور ..
            عقدت حواجبها وقالت بهدوء : بنزلك وحدة من البنات عشان أنا مافحالي ..
            قالت ريم بتعجل : لو ترسلينها مع ولد الجيران بس بسرعة حسان مستعجل عنده مشوار ضروري وأنا أخرته بما يكفي ..
            ارتاحت لمن تأكدت إنها مهي لعبة منها عشان تقابل حسان وهي نازلة , خرجت من الغرفة وقالت : بنات وحده تنزل الصور لريم , تراها في الحوش ..
            الكل طنشها وهم يتابعون الفيلم باهتمام , نزلت وهي تنادي ريناد , من نزلت انفتح باب غرفة العنود اللي نطت مع سحر وسلافة من الكنب , جريت سلافة وسحر للدربزين ووقفوا يطالعون منه بحذر وراحت العنود لغرفتها وهمست : رنود , اششششششش لسه ماخلصت الطش , الهنوف تدور عليك بسرعة اندسي ..
            رجعت ريناد بحماس واندست تحت السرير ..
            رجعوا لأماكنهم لمن طلعت الهنوف والبندري تطالع فيهم بعدم فهم , أشرت الهنوف بيدها للظرف اللي على الطاولة وهي ماسكة الجوال اللي يدق باليد الثانية وهي تقول : هاتي الصور بسرعة , أفففففففففف وينها ريناد , ريم حرقت جوالي من كثر الدق ..
            لمن شافتهم مطنشينها سحبت الملف وهي تقول : مالت عليكم , من حلا الفيلم ..
            أول ما اختفت خطواتها نطوا مرة ثانية وهم يستمعون لها وهي تقول : أمييييييي ..
            : أقول بسرعة لا تأخرين البنت وأخوها ...
            راحت للباب الأمامي , خرجت ريم من المطبخ اللي دخلت له من الحوش على أطراف رجولها وهي شايلة صندلها في يدها , طالعت في الهنوف المتوجهة للباب وطلعت الدرج للدور الثاني وهي تضحك ..
            فتحت الهنوف الباب شويه وهي تقول : ريم ..
            اختلط صوتها بصوته وهو يقول بضيق : بدددددري ست ري ..
            وانقطع لمن ميز الصوت , شاف طرف يدها القابضة على الباب , ابتسم وقال : هلا والله ..
            ما حست إلا ويد سمراء تقبض على معصمها وتسحبها لبرى قبل ما تفكر بشي , أول ما شافته قدامها نزلت راسها على طول , حط يده موضع قلبه وقال : لا بوش مايت الليلة مايت , مرتين في خلال ثلاث أيام , اش القدر الحلو هذا ؟؟..
            سحبت يدها منه وهي تنزل راسها أكثر من شدة الخجل , طالع فيها بصمت طويل أخيرا قرر يخترقه وهو يهمس : كيف حالك هنوفي ؟؟
            همست وهي تناوله الظرف : بخير , تفضل ..
            مسك الظرف وانتبه إنها تحركت بتدخل , مسك يدها وقال بتحذير : هييييي تتحركين أذبحك ..
            وفتح الظرف وهو يقول : طيب مافي كيف حالك حسان ؟؟ كيف أصبحت ؟ كيف امسيت ؟
            وصفر تصفيرة إعجاب وهو يشوف الصورة , حست بكل عظامها تذوب , لفت وجهها وبعدت عنه وهي تهمس عشان تضيع إحراجها : عنودي صورتني ..
            زفر وقال وهو يطالع فيها وهي مبعدة ولافة عنه : اخ ياقلبي الدلع لناس وناس الله لهم ..
            ورجع طالع وانصدم وهو يشوف الصور اللي بعدها , كانت الهنوف جالسة ومربعة فوق مكتب الكمبيوتر وهي لابس تنورة رمادية و بلوزة وردي و ضحكتها الواسعة باين إنها من أعماقها ..
            واللي بعدها صورة لها وهي واقفة فوق طاولة خشب صغيرة ولابسة جلابية و محزمه خصرها بطرحة و هي رافعة شعرها بيدينها بدلع ..
            رفع حواجبه ولف عليها وقال : عجيييييييييب والله , كل هالمواهب عندك ؟؟
            رفعت راسها باستغراب وصرخت لمن شافت الصورة وسحبتها منه وهي تقول بتلعثم : لا , مو , لا , هذي , هذي ...
            ولمن شافته يرفع حواجبه أكثر وهو يبتسم ابتسامة جانبية غطت وجهها بالصور وهي تقول بقهر ممزوج بالخجل : والله لا أذبحها ..
            قهقه من قلبه وقال بتأكيد : عنيدي ..
            ~ وهي في غيرها أم المصايب , والله لا أذبحك يا حيوانة , أكيد سحر وريم معاها في هذا كله , الله يفضحكم يا بنات الإيه , فشششششششششششله ~ سحبت الصورتين وحطتها ورى ظهرها وناولته الصورة اللي صورتها عشان أبوه بصمت وعيونها على الأرض , سحب الصورة وضرب بها راسها بتحبب وهو يقول : أتاري عندك علوم ما أدري عنها ..
            حممممممرت خدودها وهي تلف وجهها عنه , قال : يلا مع السلامة , والله لو مو ورايا موعد مهم كان بلطت هنا ..
            همست وهي ما تطالع فيه : في أمان الله ..
            تحرك رايح وهي تحركت رجع وقف وقال فجأة : هنوفي ..
            لفت عليه تلقائيا , واتجمد كل شي حولينها لمن دنق وسلم على جبينها وهو يهمس : أحبك ..
            بعد وطالع فيها لثانية وحده بعيون مضطربة قبل ما يتحرك من عندها , نزل الدرجات بسرعة وخرج من الباب وهو يلوح بيده من دون ما يلتفت لها , استندت على الباب وهي تطالع في باب الحوش اللي انقفل وراه , غمضت عيونها , كان قلبها ينبض بسرعة غريبة تصرخ فيها متى حبيتيه بهالشكل , متى ؟؟ عمرها ما تخيلت إنه يكون زوجها حسان من بين العالم كله , كان مجرد ابن خالة زيه زي البقية لكن من يوم تقدم لها وخطبها وصارت خطيبته بدأت تهتم فيه و ما حبته بهالعمق إلا لمن صار زوجها , همست بحب : الله لا يحرمني منك ..
            ولمن انفلتت الصور من يدها وطاحت على الأرض مصدرة صوت مزعج , تذكرت العنود , سحبت الصور ودخلت بسرعة , صكت الباب بقووووة وصرخت : عنووووووووووووووووووووووووووووود ..
            نقزت العنود من بين ريم وسحر وقالت وهي تنطنط : دسونييييييييي , بسرعة دسوني , ياويلي , عاد هي لا عصبت ...
            وصلها صوت خطواتها السريعة القوية على الدرج وهي تصرخ : عنووووووووود يالحيوانة ..
            وقفت الهنوف عند راس الدرج ورفعت يدها بالصور وهي تقول بعصبية وعيونها تلمع من الغضب : هذا إيييييييييييييييييييييييييه ؟؟
            ابتسمت وقالت بصدق وهي تفرك يدينها بذنب : منكح ..
            رمت الهنوف الصور وتقدمت منها وهي تقول : وتعترفيييييييييييييييييييييين ؟؟
            صرخت العنود وهي تدور حولين الكنب تتفادها وقالت : قلت أوري الضعيف بعضا من جوانبك ال ...... حسنة ..
            ووقفت ورى الكنبة الطويلة اللي جالسة عليها سحر وريم وهي تطالع في الهنوف المقابلة لها وما يفصل بينهم إلا الكنبة , حطت الهنوف يدينها على خصرها وهي تقول : الحسنة , ها , والله لا تنضربين ..
            ولفت حولين الكنبة تحاول تلحق العنود اللي قالت بضحكة : دايما عنده ملاك , خليه يشوف إنك سوسة ..
            وقفت الهنوف هالمرة ورى الكنبة وهي تطالع في العنود اللي وقفت مكانها وهي تطالع فيها بنظرات عابثة , صرخت بغيض : عنوووووووووود ..
            ولمن شافت أكتاف ريم وسحر تتهزهز من الضحك وسلافة اللي فاطسة ضحك وهي جالسة على الأرض مع البندري اللي شاركتها الضحك زاد غيضها , رفعت يدينها وضربت راس ريم وسحر من ورى وهي تقول : وانتم أكيد معاها يالزفووووووت ..
            دنقوا يبعدون عنها وهم يقولون في وقت واحد وهم يأشرون على العنود : العنود مو إحنا ..
            شهقت العنود وقالت : يالخوانات ..
            ولمن طالعت فيها الهنوف بعيون متوحشة قالت بخوف : والله كانوا معايا وخططوا لكل شي , وترى فكرة الصور من تحت راس هذي ..
            وأشرت على سلافة اللي قاعدة قريب من رجولها , صرخت سلافة باستنكار : يا فتانة أنا ما خونت فيك عشان تخونيني ياidiot ..
            ضحكوا كلهم وقالت سحر وهي تأشر على العنود بتريقة : تقول عليك غبية ..
            قالت العنود بسخرية : والله , يا فهيمة انتي , طالعوا بس مين يترجم لي ..
            : اش قصدك ست عنيدي ؟؟
            : قصدي ما عندك ما عندي وما عند جدتي حمدة في الإنجليزي ..
            صرخوا ريم وسحر : عنووووووووووود وراك ..
            انتبهت العنود إنه الهنوف اختفت من مرمى نظرها , لفت على اتجاه نظراتهم وشهقت لمن شدت الهنوف شعرها , واختل توازنهم وطاحوا على سلافة اللي صرخت وهي تحاول تبعدهم عنها : heeeeeeeeeeeeelp meeeeeeeeeeeeeeeeee , قومو يالدبيات , فغصتونييييييييييييييييييييي ...
            ضحكت البندري من قلبها على خبالهم , و قررت تتناسى همها لبعض الوقت ..
            والعنود كانت مبسووووووووطة إن المقلب اللي سووه هي وريم ذوب الخوف اللي جمد قلبها من كثر تفكيرها في رفضها لعبد الإله وموقف ريم اللي بتسافر معاهم منه ...



            ***************************



            ماليزيا الساعة 3 الفجر :
            في الفندق :

            طالعت فيه وهو نايم بهدوء , قامت من الكنبه بتعب وسحبت جواله من الطاولة بهدوء و راحت للحمام , دخلت وقفلت الباب وجلست على الكرسي بعد ما غطته , كتبت رسالة سريعة وأرسلتها على جوال الهنوف ..
            زفرت وحطت الجوال في حضنها واستندت بذراعينها على طرف المغسلة الرخامية و ريحت راسها عليها , كانت برودة الرخام اللي لسعت يدينها ما تقارن بالبرود اللي تحسه في قلبها , اهتز الجوال فتحركت بصعوبة وهي تجاهد عشان تنفض التعب عنها , فتحت الجوال (( هنوف ورتني رسالتك , دقايق وأدق عليك )) ..
            قامت وخرجت من الحمام بهدوووووء وتحركت للبلكونه وهي شايلة شرشفها , تدثرت به وجلست على المقعد تنتظر اتصال البندري , ولمن اهتز الجوال ردت بسرعة وهي تقول بهمس : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
            ردت عليها البندري السلام وقالت باختصار : سامحيني ..
            هزت أزهار راسها وقالت بصرامة : لا تعتذرين لي ولا شي , مو أنا اللي لازم تعتذرين له ..
            قالت البندري اللي استغربت لهجتها : أزهار أنا ...
            قاطعتها أزهار وهي تقوم من المقعد هامسة من بين أسنانها : لا تقولين ولا شي , لا تدورين أعذار لنفسك ولا عذر ممكن يبرر لك , حتى لو قلتي إنك جيعانة بتموتين وعندك 7 أيتام ما بتعيشينهم إلا بهالطريقة مالك عذر يا بندري , انتي غلطتي و هذاك تدفعين الثمن , إذا كنت وقتها ما استحيت من ربك و ما خفت من عقابه ما فكرتي بماما وبابا للحظة لمن سويتي اللي سويته , سمعتهم , سمعة العنود ونظرة حسان للهنوف لو طلع اللي سويتيه , جاسم , عبد الرزاق , ما فكرتي بكل هذولي , مين بيتقدم للعنود بعد ما يعرفون إنه أختها حامل حمل سفاح ومن ميييييييييييييين من ولد عمها , مافكرت ببابا وأخوانه فين بيودون وجههم من الناس , سفانة والخنساء , ريم وعهود , سمية وأسماء كلهم بتتلوث سمعتهم والسبة انت , لأنك حيا الله بنت عمهم , الناس بتقول أكيد بنات عمها مهم أحسن منها , ما فكرتي فيهم , فين كان عقلك وقتها ؟؟ فييييييييييين ؟؟ ولا حضن السيد عبد الرحمن وعيونه المسبلة وأكتافه العريضة نستك ربك ودينك وشرفك وأهلك ..
            وصلها نشيج البندري وهي تقول : ليه ..
            قاطعتها بغيض : أبسألك سؤال واحد وجاوبي عليه ..
            وسكتت وكملت ببرود : الساعات اللي قضيتيها و انت تسمعين كلامه المعسول والدقايق اللي كنتم تسرقون فيها النظرات والقبلات وغيره من المحرمات تستحق هذا العذاب اللي قاعدة تتعذبينه دحين ؟؟ عبد الرحمن نفسه يستحق إنك ترمين بدينك وشرفك وأهلك عرض الحائط ؟؟ أهو كان بيشرد ويرميك زي رمية الكلاب لولا رحمة ربي ..
            همست البندري بوجع : ليه تقولين هالكلام دحين ؟؟
            زفرت وقالت بهمس : لأني مقهورة منك , جلست أفكر إني لو ما شفتك ذاك اليوم كان ما علمتي أحد وما مانعتي في استمرار هالعلاقة الحرام ..
            : لا والله ..
            علي صوتها وهي تقول : طيب ليه دسيتي علي حكاية حملك , هذا شي كبيييييييييييييييير ..
            وصلها صوت البندري المقطع وهي تقول : والله حاولت بس ما قدرت , والله , أزهار الله يخليك لا تسيبيني لوحدي , بطني أحس الكل يطالع فيها و ..........
            انخرطت في نوبة بكاء جديدة , بعدت أزهار الجوال عن إذنها وسندت راسها على جدر البلكونه وهي تسمع لصوت الريح اللي نقلت لها صوت حفيف الأشجار و سعف النخيل , هي عارفه إنه كلامها زي الحديد الحامي على جلد البندري لكن كان لازم توريها إن الواحد لازم يفكر بربه أول وبعدها يفكر بتصرفه هل يضر غيره أو لا , لازم يعرف عواقب كل شي يسويه وما يغرق في لذة اللحظة العابرة , لازم يحكم عقله قبل هوى قلبه , سحبت نفس وخرجته ورجعت الجوال لإذنها وقالت بهمس حنون صبغته غصب عنها بالبرود : شوفي , أحاول أكلم جاس ..
            قاطعتها بخوف : الله يخليك إلا جاسم ...
            قالت بهدوء : بندري كيف بأجيك وأحل الموضوع من دونه , حاولنا نخبي الموضوع أول وطاح على روسنا , هذي المرة الموضوع أكبر بكثير , لازم يتدخل جاسم , اسمعي أنا أحاول أفهمه بأبسط طريقة ممكنة , طيب ..
            : طيب ..
            ودعتها من دون ما تسألها عن حال البقية وعن رحلتهم للمدينة بكرة ..
            صكت الجوال وزفرت بتعب , اش هالشعور اللي يهد جسمها هد , صلت الشفع والوتر وهي جالسة من التعب وغمضت عيونها بتعب وهي تسند راسها على ظهر الكنبة إلين جا وقت الفجر , صلت وطالعت في جاسم النايم بهدوء , زفرت وقامت وهي تسحب نفس عميييييييييييق , رسمت أحلى ابتسامة تقدر عليها وبدأت تصحيه وكعادته هاوش وزاعق واخر شي قام من كثر زنها وهي تهدده بكاسة موية لكن بعد ما أشرقت الشمس , فتحت الستاير وهو يصلي وطالعت في المنظر الرومانسي اللي قدامها وهي تدعي ربها بداخلها إنه يقويها وتقدر تقول الموضوع , بعد ما سلم تأملها بصمت وهي مستندة على باب البلكونه وتطالع , تذكر همسها الحزين ( أنا عروس ) والصمت اللي تلاه وجمودها وهدوؤها اللي أرهقه رغم إنه كان يتمنى قبل إنها تسكت وتفكه من رجتها , قام من مكانه وتحرك لها , لفت عليه وقالت بابتسامة حلوة : خلصت صلاتك ..
            تصنم مكانه وقال بسخرية وهو رافع حاجبه : لا خلصت الفيلم , اش السؤال السخيف هذا ؟؟..
            بلعت وقاحته وقالت بابتسامة : ما قصدت بها سؤال قد ما قصدت بها بدأ موضوع للحديث معاك ..
            رفع حاجبينه وقال : ليييييييييه ؟؟ عندك شي ..
            كانت عارفة يناكشها دحين عشان يطلع حرة برودها معاه أمس , لكنها عزمت إنها تكلمه على موضوع البندري لأنه ما يحتمل التأجيل , تابع بسخرية من الموضوع اللي قاهره ولسه في قلبه من أمس : لا يكون بتقولين لي سبب إصرارك أمس على الرجعة لجدة ..
            فتحت عيونها ببراءة وسألت : كيف عرفت ؟؟
            قطب حواجبه وقال بصدمة : انتي من جدك بتكلميني على هالموضوع ..
            ~ أووو أوووو شكله رماها مزحه وأنا زي اللي ما صدقت يا سيد ~ ابتسمت وقالت بهدوء مصطنع وهي تحس سكاكين تقطع جوفها : ها , إيوه , لا , قصدي , عندي موضوع مهم عن البندري ..
            عقد حواجبه أول ماسمع اسمها وقال : اللي ما تتسمى , خير اش فيها ؟؟
            بلعت ريقها ~ يالييييييييييييت الإجابة تنطرح بسهولة سؤالك , ياربي منظره مايبشر بخير ~ صبغت وجهها بالجدية وقالت : أهم شي تهدأ عشان تسمع الموضوع زين ويكون أحسن لو جلست ...
            رماها بنظرة نفاذ صبر , قالت تمهد له وهي مهي عارفة كيف ممكن وحدة تقول لزوجها إنه أخته الغير متزوجة حامل من ولد عمها : اتصلت تشتكي ..
            قطب حواجبه وقال : عبد الرحمن سوى شي ..
            ~ هو في بقي شي ما سواه , يا رب قويني , يا رب إجري الكلام على لساني بأخف وقع يا رب ~ قالت بهدووووووووء : هي تشتكي من مغص في بطنها و...
            رفع حواجبه وطالع فيها باستغراب وقاطعها : وأنا اش دخلني ..
            فركت يدينها بتوتر وهي تقول : وانقطعت عنها ال..............
            وسكتت وهي تحس حرارة خدودها تمنعها من الكلام , طالع فيها منتظر منها تكمل كلامها , سحبت نفس وقالت : انقطعت عنها ال .....
            وحطت يدينها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ يالفششششششششششلة , كيف أقدر أقولها ~ خرجها من أفكارها وهو يقول : أزهار ..
            رفعت راسها وبعدت عنه قد ما تقدر وهي متجاهلة نظرات الإستغراب منه وهمست : انقطعت عنها ........ فلانه ..
            و حست بشعور الموية الباردة لمن تنكب على الواحد فجأة لمن سأل : فلانه مين ؟؟
            ضربت جبهتها وأعطته ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار تكلمي مو وقت الخجل , وييييييييييي ياربي أي عروس تكلم زوجها في هالمواضيع , أزهار بلا هبالة قوليها وخلاص , ويعني ؟؟ هي ولا كلمة حامل المخيفة ؟؟ ~ التفتت وقالت بعزم وبصوت ثابت : انقطعت عنها الللللللللللللللللللل.........
            لسانها لصق في سقف فمها من الخجل , قال بطفش وهو يحرك يده يستعجلها : أخلصييييييييييييي ..
            عضت شفتها وهمست وهي مدنقة وجهها : الشيء النسائي اللي يجي ....
            و ما قدرت تكمل أكثر , قال : اها , قصدك ال**** .......
            فتحت عيونها على اخرها وغطت وجهها بخجل وهي تقول ~ الله يقطع شرك يالأهبل يالمتخللللللللف , تقولها بصوت عالي كمان , أزهار مو وقته هالكلام ~ تمالكت خجلها وسألت وهي تطالع فيه بخوف وتوتر : فهمت اش قصدي ؟؟
            قطب حواجبه وقال : ويعني مغص و........
            ماتت الكلمات على شفايفه وهو يطالع في أزهار بعيون اتسعت شوية شوية , شهقت أزهار لمن شافته , توقعته يصرخ يعصب يهزأ لكن وقوفه الصامت وهو مفتح عيونه بصدمة على أقصى إتساعها , أكتافه اللي بدأت تتراخى ووجهه يصرخ شارح مقدار الصدمة والذهول والألم و........ الانكسار ..
            الانكسار بحد ذاته اللي شافته في وجهه خلاها تقدم نحوه وهي تهمس : جاسم توكل على الله ..
            حطت يدينها المفرودة على صدره وهي تهمس باسمه وتطالع فيه بخوف , ما طالع فيها , رفع يدينه ببطء وحطها فوق بعض على راسه , قالت بخوف وهي تشوف نظراته المحدقة : جاسم , جاسم , جاسم قول لا حول ولا قوة إلا بالله , قول توكلت على الله ..
            انهار على الكنبه اللي وراه وهو يقبض بكل قوته على خصلات شعره , شهقت وجلست على الأرض وحطت يدينها على ركبه وهي تقول : جاسم لا تسوي في نفسك كذا ..
            طالع فيها وأنفاسه تتسارع ويدينه تشد على شعره أكثر , كانت عيونه غرييييييييبة , نسيت كل زعلها منه أمس و لفت يدينها على رقبته وضمته وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبي لا تسوي في نفسك كذا , كل مشكلة ولها حل ..
            ما كان يحس بأي شي حولينه , حتى ضمتها ما كان يشعر بها , كل اللي كان يشعره مشاعر الصدمة والذهول والندم والخزي والألم و.......... الحقد ...
            بعدت عنه وهي تطالع فيه بخوف , ما تحرك , ما سوى شي , هزته وهي تقول برجاء : جاسم كلمني , قول أي شي , جاسم ..
            كانت حاسة بوجعه , حاسة بالخناجر اللي تلقاها في ظهره من ولد عمه , حاسة بمقدار كرهه لأخته , حاسة بمقدار المسؤولية اللي عليه دحين , ضمته بقووووة وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك , والله حاسة بها ..
            وبعدت عنه ومسدت يدينه وشعره بخوف وهي تطالع في وجهه المتصلب , خرج من كل أفكاره لمن حس بها تطبع قبلة حنونة بين عيونه وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك بس لازم تكون أقوى من كذا ..
            طالع فيها وبعدها عنه بقوة وخرج من الغرفة من دون ما يغير بجامته ..
            لمن انصك الباب زفرت وسندت راسها على الكنب وهي تهمس : سيبني كالعادة ..



            ************************

            تعليق

            • أحلى من الحلا
              عضو فضي
              • Aug 2007
              • 539

              #56
              جدة بعد صلاة الفجر :
              في فيلا أحمد :

              لفت هدى طرحتها وهي تقول : قلت لكم ناموا ما سمعتوا ..
              حكت الهنوف عيونها النعسانة بتعب وقالت : هم يخلون الواحد يرتاح ..
              وانسدحت على كنب الصالة اللي تحت وهي ضامة عبايتها لحضنها , سألت حنان اللي نزلت من الملحق ووراها شغالتها شايلة الشنطة : مين قصدك ؟؟
              تثاوبت الهنوف وهي تغطي فمها بحرج قدام عمتها حنان وقالت بصوت نعسان : سحر والعنود , طيروا أبو النوم عني وزادهم خبال ريمان ..
              ضحكت هدى وقالت لحنان : عاد ريم هذي رفيقة دربنا هي وسفانة وين مارحنا راحوا كإنهم بناتي وأكثر كمان , بس خسارة سفانة ماقدرت تجي هالمرة ..
              وصلهم صوت ثرثرة البنات المتحمسات وهم نازلين من الدرج , كانت العنود وسحر مطقمين نفس البنطلون العودي والبلوزة البيضاء الطويلة وشايلين نفس الشنط ومثبتين ال mp4 على كمر البنطلون , قالت حنان بابتسامة : انتم ما تغيرون عادة التطقيم هذي ؟؟ بعدين اش تتسمعون فيه ؟؟ أغاني ..
              قالت العنود بحماس : طبعا لا , أناشيد قعدنا ليلنا ننزلها على الجهاز ..
              وسلمت على أمها وهي تقول : صباح الخير حبيبة أحمد ..
              ضربتها أمها على كتفها بحرج وهي تقول : استحي ..
              وراحت سلمت على حنان وهي تقول بابتسامة خبيثة : صباح الورد قلب كرومي ..
              ضحكت حنان وقالت : بخير يا وجه الخير ..
              حطت العنود يدينها على خدودها وهي تقول : شكرررررررررررا ..
              ولفت على البنات وقالت بطريقة عربجية : سمعتم , أنا وجه الخير , خلي أحد يتجرأ وياخذ لقبي الجديد ..
              ضحكوا البنات وقالت هدى : إلا أقول , الجوهرة قالت إنها ما تقدر تروح معانا دحين يمكن تلحقنا على هناك عشان عندها عزايم ..
              لفت العنود على البنات وقبضت يدينها وهي تهمس : يس يس يس , أشكرك يارب ..
              ورجعت لفت على أمها وقالت وهي تمثل الزعل : لييييييييييييييييه ؟؟ كان ودنا فيها ..
              رمتها هدى بنظرة حادة وهي تقول : عنيدي بلا تريقة تراك بنتي , عاجنتك وخابزتك زيييييييين فلا تمثلين عليه , يكفي إنك كذبتي على بنتها وخليتي الضعيفة تنام تحت السرير من كثر الانتظار , على بالها تلعب طش ...
              عضت لسانها وحكت شعرها بإحراج , قالت الهنوف وهي تقوم عشان تلبس عبايتها : يارب من ذا وأزود كمان على العذاب اللي عذبتيني اياه أمس ..
              قالت هدى : توزعتم على السيارات ..
              قالت سحر بهدوء : نستنى توزيع الرجال على السيارات عشان المحرم يا خالة ..
              وصلهم صوت جهوري ينادي من عند باب المدخل : maaaaaaaaam wher are you??? ..
              لفت سلافة بوزها وقالت وهي تنفض يدها بقرف : يا مخصها وهو ينطقها تلوع الكبد , عز الله كرهني في الإنجليزي ..
              لفت سحر وسلمت على خد العنود وهي تقول : تكفين خليه يكثف الإنجليزية كمان وكمان عشان تعافها نهائيا ..
              مسحت العنود مكان بوستها وهي تقول بمزح : ياسلام , تعافها أختك نهائيا وتلصق في لسان أخوية أكثر , أما إنك أنانية ..
              طالعت سحر في أختها المتضايقة وهمست : تصدقين شكل اللي صار بينهم كبيييييييييير , ترى سوسو ما تكره أي أحد ..
              : تقابلوا بس , يعني اش ممكن يص...ير ؟؟
              ولفت بسرعة قبل ما تنتبه سحر لترددها , لأنها هي كمان قابلت مع سامر لكن مو مقابلة عادية , طالعت فيها سحر بحيرة وجات بتسألها لكن ريم جاتهم ريم وقالت مقاطعة هرجهم : أنا لازم أكون مع عمي أحمد هو محرمي , تعالوا معايا ..
              قالت العنود باستنكار : في سيارة الشياب ...
              وكملت بحزم : أبببببببببببببدا , ما بيوقفونا ولا في محطة بيطيرونا على المدينة في نفس واحد , إحنا نبغى واحد من الشباب نلعب على راسه بكوفي ببقالة , هو لو واحد شايب كان نقدر نجيب راسه لكن الإثنين مع بعض مستحيييييييييييييييل ..
              جاتهم هدى وقالت : أبوجاسم وأبوخالد بيركبون الجمس مع بعض , و عبد الرزاق بيسوق الجيب وعدنان معاه الفورد ..



              **************************



              : حط الشنطة بالطول , بالطول , بالطووووووووووول يالأثول ..
              لف سامر وقال وهو يرمي الشنطة الرمادية القماش على السكة : يلا وريني بالطول كيف تجي يالأثول انت ..
              شال ماهر الشنطة وحاول يدخلها في شنطة الجمس بالطول بالعرض ما جات , جا أبوهم وقال : ما خلصتوا الله يهديكم ..
              وبحركة من يده حرك الشنطة الجلد السوداء على اليمين بزاوية محددة ودخل الشنطة الرمادية اللي من أول حايسين فيها , قالوا مع بعض بإعجاب : أووووووووووو..
              ابتسم ومر من بينهم وهو يقول : يلا تحركوا ..
              لفوا على عدنان المستند على سيارة أحمد الفورد وهو يلعب بجواله , صغر ماهر عيونه وهو يتأمله وقال : سامر , عدنان متغير ولا يتهيأ لي !! طالع كيف يطالع في الجوال ويبتسم ..
              تلمس سامر خده وهو يقول : يكون عنده خوية زي ماجد ؟؟
              ضحك ماهر وقال : متكشخ الأخ مسوي فيها واحد برستيج ..
              لف عليه سامر وقال : طيب هو مهندس وبرستيج ..
              : والله ؟؟ نسيت ..
              : شكله بالغترة والعقال رزة ..
              اتسعت ابتسامة عدنان وهو يصك الجوال ويرجعه لجيبه وهو يقول : هي توأم الشر تراني سامع كل كلمة تقولونها , يلا اتفقوا من بيمشي مع عبد الرزاق ومين معايا ,
              قال ماهر : معليش إحنا ما نفترق , روح إنت مع عبد الرزاق وخلي الفورد لنا ..
              ضحك وقال وهو يدخل الفور : إحلموا ..
              كانت السيارات كلها واقفة في الحوش الواسع , جاهم عبد الرزاق وقال : how's with me ?? , ها مين معايا ..
              قال ماهر بتريقة : سامر بيكون معاك لأنه عنده قدرة على تحمل أمثالك , أنا مستحيل لأني تعبان وانت شكلك فايق ورايق تبغى سواليف , لو قعدت معاك بتصدع راسي وما بتخليني أنام ..
              ابتسم عبد الرزاق وقال بهدوء وهو يروح لأبوه : as you wish ??
              دقه سامر وهو يقول باستنكار : ماهر ..
              قال ماهر يغير الموضوع وهو يأشر على أبوه اللي راح للدرج يساعد أمه على النزول : لا يفوتك قيس وليلى ..
              ابتسم وقال وهو يتحرك لهم : الله يديم المحبة ..
              ابتسم وهو يسمع رفض أمه الصارم إنه يمسك يدها وهي تقول : أبو خالد قالولك صرت عجووووووز ..
              سلم على أمه وتبعه ماهر وعدنان اللي ما شافوها لأنهم جلسوا في الإستراحة اليوم اللي فات , وأول ما خرج فوج أسود من عند الباب غصب طالعوا ونزلوا روسهم على طول , قالت سلافة بحماس وهي تتقدم لهم : hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii شباب ..
              هي نحيييفة وقصيرة نوعا ما , فلمن وقفت وسطهم بانت قزمة , قال عدنان وهو يعدل عبايتها اللي انزلقت عن راسها : الناس تسلم أول ..
              قالت السلام وتابعت : أنا بروح مع daddy ...
              قال ماهر بتريقة وهو يقلد صوتها : أنا بروح مع daddy ..
              وكمل بصوته : والله مهي لايقة , تراكم يالسعوديات نياق لا جمال ولا شي , بالله الدلع حلو على الناقة ...
              قال أبوه بهدوء : ترى النياق تجيب جمال ..
              ضحك سامر وقال : خخخخخخخخخ جمل ..
              قاله ماهر بغيض : وأخو الجمل يا ذكي ..
              ضحك عدنان وقال : أقول تحركوا من هنا يلا ..
              وراحوا للسيارات , سأل عبد الكريم وهو يطالع في البنات : وين سحر ؟؟
              تقدمت منه سحر وقالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
              وسلمت على يد أبوها وراسه , قالت حنان بغيرة : ترى توك كنتي متنصبة عنده وقت الفطور ومسلمة عليه ..
              بعدت عن أبوها وقالت : ما دام أم خالد بدأت غيرتها أحسن لي أتراجع ..
              ضحك أبوها وراح للجمس ..
              دنقت ريم على العنود وهمست : بنت عنيدي , أخونها يخبلووووووووون , اش هالوسامة ؟؟
              قالت العنود وهي حايسة في تفكيك سلك سماعتها اللي نشب في شنطتها : طيب انتي منتي شايفة جمال خالتي حنان وبناتها , لازم يطلعون العيال حلوييييين ..
              : كلهم كووووووم وعدنان كوم ثاني , اش الجمال اللي فيه ما شاء الله ..
              رفعت العنود عيونها وطالعت في عدنان ورجعت تصلح سماعتها بصمت وهي تنزل درج المدخل , جاتهم الهنوف ومعاها شنطة صغيرة فيها ثلاجات القهوة ..
              قالت سحر لأمها قبل ما تتحرك للبنات : أمي ترى أنا والعنود والهنوف والشغالات بنركب في الجيب , انتي وخالتي هدى معاكم البندري وريم سلافة ..
              قالت أمها وهي تدور في شنطتها : طيب زي ماتبغون , أهم شي ناديلي أخوك , ناسي حبوبه الفالح ..
              أشرت لسامر وراحت للبنات اللي وقفوا نهاية الدرج بانتظار ركوب السيارة , جا لأمه اللي ناولته علبة الحبوب الصفراء وهي تقول : لا عاد تنساها ..
              حس بإحراج من صوت تصادم الحبوب بسطح العلبة و اللي كان عالي , لف خوف أحد شاف العلبة واصطدم بصره بالعيون اللي لا يمكن ينساها , فرصعت العنود عيونها في ريم وقالت بحزم : سوري لو على قص رقبتي ما حأتنازل عن ثلاجة القهوة بالهيل , مستحيل , تبغون اللي بالزنجبيل خذوها ..
              ولفت وجهها بعناد عن ريم اللي تحاول فيها بشتى الطرق إنها تتنازل عن الثلاجة لها هي والبندري ..
              انتبهت له , كان واقف جنب أمه اللي تكلمه , ثوب وشماغ وعقال , شكله كان متغير 180 درجة لكن الندبة الغريبة نفسها هي اللي أكدت لها إنه هو , لمن انتبهت إنه نظراته عليها صرخت بداخلها ~ يمممممممممممه شكله عرفني , يا خرابي ~ بلا شعور تحركت على جنب شوية شوية شوية إلين اندست ورى سحر , لفت سحر باستغراب على العنود اللي لاصقة فيها ورجعت لفت على النقطة اللي كان بصرها متجه لها فشافت سامر منزل راسه وهو يحاول قدر الإمكان إن ما يخلي أمه وسلافة يلاحظون ابتسامته اللي غصب عنه كانت ترتسم على شفايفه , رجعت لفت على العنود لقيتها تلعب في طرف كم عبايتها بصمت ..
              سحبتها على جنب لمن بدأوا يركبون السيارات وهمست تسألها بجدية : عنيدي يالدب اش اللي صار بينك وبين سامر في الاستراحة ..
              انصدمت العنود من سؤالها فقالت : اش ذكرك بالموضوع هذا دحين ؟؟
              رصت يدها وقالت بجدية : قوليلي ..
              قالت العنود بضحكة : الله يخرب بيتك على هالنظرة الجادة , تقابلنا و أنا رايحة أجيب الباسرة من المخزن هذا اللي صار ..
              استغربت لمن قالت سحر بصدمة : بس ..
              هزت أكتافها وقالت وهي تستغفر جوتها كذبها وإخفاءها لنص الحقيقة : بس ..
              وسحبتها وهي تقول : اتحركي بسرعة قبل ما يهزؤننا ..
              طالع عدنان في سامر بصمت ونقل بصره للعنود اللي ماشية مع أخته , وبعد تفكير تحرك من جنب الفورد وراح لسامر الواقف عند باب الجمس يكلم أبوه اللي جلس جنب أحمد اللي أصر على السواقة وقال وهو يحط يده على كتفه : خلاص روح انت مع ماهر وأنا بأركب الجيب ..
              استغرب سامر تراجعه عن كل التخطيطات لكنه ابتسم وقال : على أمرك ..
              ولف على أبوه وقال : في أمان الله أبوية , عمي أحمد هالله هالله بالسواقة الزينة , قول دعاء السفر ولا تشغلون أغاني و مو تروح تتسابق مع اللي في الخط ..
              ضحك أحمد وقال : أنا اللي مفروض أقولك هالكلام ..
              غمز له سامر وراح عشان يسوق الفورد , فتح عدنان باب الجيب ودخل على صوت العنود وهي تقول بحزم : لو ما مريت على الكافتريا اللي عند محطة الشرقية باكلك سامع تراني جي..
              وانكتم صوتها لمن جلس بجثته العريض في المقعد المجاور لعبد الرزاق , لفت العنود على سحر وهمست : دحين أخوك بيقول عني مفجوعة أكل و فوقها اكلة لحوم البشر ...
              كتمت سحر قهقهتها وقالت : صراحة ما ألوم عدنان لو قال هالكلام , أنا خفت منك وتقولين اكلك , حسيتها طالعه من قلبك ..
              قالت بتريقة : ما ألوم عدنان , من فين جبتم هالاسم عدنان ؟؟
              وقامت تغني بهمس مقطع من مسلسل عدنان ولينا : عدنان يتحدى التعالي , عدنان عدنان ..
              ضحكت سحر ودقت الهنوف أختها اللي جالسة في الوسط بكوعها وهي تهمس : صوتك واضح يالخبلة يالمتخلفة ..
              غطت العنود فمها وهي تهمس : الله لا يفضحنا ..
              قالت سحر : ما عليك منه متعود على التريقة باسمه , عارفه إن اسمه على اسم الدكتور اللي ولد أمي قيصري , هو الوحيد فينا اللي جات ولادته قيصرية ..
              قالت العنود بتفهم : عشان كذا طالع أبر واحد بأمه , لأنه عذبها وقت الولادة ..
              همست الهنوف بسخرية : وانت اش دراك إنه أبر واحد ..
              قالت بصوت عالي مستنكره التكذيب والسخرية في لهجة الهنوف : خالتي حنان قالتلي يوووووو ..
              ضربوها الثنتين فحطت يدينها على فمها يعني بتسكت نهائيا ووصل لمسامعها صوت زفرة الطفش والضيق من عدنان , صرخت بداخلها وهي تفتح جوالها لمن رن برسالة ~ تراب في وجهك يالبارد الجامد يا لوح السبورة الغليس يال ~ وسكنت كل أفكارها لمن شافت الرسالة اللي قدامها ..



              ***************************


              في نفس الوقت في ماليزيا :
              الساعة 11.30 قبل الظهر في بينانغ :

              فتحت عيونها على صوت قربعة في المكان , قامت بسرعة من السرير اللي ارتمت عليه بتعب بعد ما خرج جاسم من عندها بعد الفجر وطالعت لقيت جاسم مصفف الشنط جنب الباب , لف عليها وقال بهدوء : رحت سويت حجز سريع من هنا على كوالا , نص ساعة وتقلع الطيارة عشان كذا لازم نستعجل , المطار اللي هنا دولي بس مافي رحلة قريبة لجدة , بنروح لكوالا ومنها مباشرة لجدة اليوم في المسا رحلتنا على الساعة 6 المغرب ..
              طالعت في ساعتها و انصدمت , يعني أقل شي 5 ساعات ويكونون في مطار كوالالمبور عشان يلحقون الرحلة , متى بيروحون من بينانغ لكوالالمبور ومنها على جدة , كان نفسها تقوله إنها تبغى تشتري الهدايا اللي ناقصتها بس عرفت إنه الوضع أبدا مو مناسب ~ الله يسامحك يالبندري ~ قامت وقالت بهدوء : إن شاء الله , الله يقدم اللي فيه الخير ..
              ولمن ما رد عليها بكلمة ثانية , سحبت نفس عميق وهي تقول بداخلها ~ الله يعين , بداية نهار طويييييييييييييييييييييييييييييييييييل , عسى بس ما أضيع هالمرة كمان في واحد من المطارين , لو ضعت بأحقق الرقم القياسي وبيلقبوني بالعروس الضائعة ~ ..



              ***********************




              خط جدة المدينة السريع :
              بعد مرور ساعة ونص على بداية الرحلة :


              شغل المسجل فصدحت صوت أغنية الهيب هوب وخرقت سكون السيارة , التفت عدنان له وقال : رزوق , صك ..
              لف عبد الرزاق بوزه وقال وهو يصك المسجل : تراك طفش ...
              ابتسم عدنان وحط كوعه على المسند اللي بين مقعدينهم وهو يقول : شغل أي شي غير الأغاني ..
              دق كوعه بشي , التفت وانصدم لمن شاف جزمة رياضية مستندة على المسندة , انتبهت العنود اللي مغمضة عيونها لشي دق رجولها , فتحت عيونها وسحبت رجولها بسرعة وقالت بهمس من بين أسنانها بغيض : يالفشششششششلة , أنا اش بي مع عيال عمي عبد الكريم ..
              ابتسم عدنان واتكى ومسح ابتسامته وهو يفكر بابتسامة سامر اللي لمحها وهو يطالع في العنود ~ يكون بدأ يفكر فيها , ابتسامته كانت ........ غريبة , اش حسوي لو طلع يبغاها ؟؟ لا لا , أتوسلك يارب لأني ما حأقدر أخليه يتقدم لها وأنا أعرف إنها .... الله يلعن إبليسك يا العنود , اش تبغين تسوين فينا ؟؟ ~ طالعت العنود بغيض في يده المستريحة على مكان رجولها المفضل ودنقت على سحر وقالت بهمس : ودي أفجر أخوك ..
              ضحكت سحر والتفت لها باستنكار وهي تسأل : ليش ؟؟
              قالت بقهر وهي تربع : استحلى مكان رجولي المفضل بلا اهتمام ..
              قالت الهنوف : وانتي ما تقدرين تجلسين زي الأوادم حتى لو فيه رجال غريب في السيارة ؟؟..
              تأملت سحر العنود اللي تناقش الهنوف بغيض ورجعت طالعت في عدنان اللي قدامها ~ يكون غلطنا لمن عرضناها على عدنان وسامر , الله يسامحك يا أمي ليش عرضتيها على سامر قبل ما نتأكد من عدنان , يا خوفي الإثنين يفكرون بها , لا لا , عدنان قال بصريح العبارة إنه ما يبغاها , بسسسسسسسس , ليش طلب من سامر يغير مكانه ؟؟ يارب ارحمني ~ انقطعت أفكارها لمن سمعت العنود تهمس من بين أسنانها لأختها : ترى والله حشرانة يعني شوية وأسويها هنا ..
              همست الهنوف : رخخخخخي صوتك يالفضيحة , اش تبغينا نقول لرزوق , العنود حشرانة وقف في أي بر ..
              بالقوة كتمت سحر ضحكها وهي تهمس : بزرة انتي , ليش ما رحتي الحمام قبل مانطلع السيارة ..
              لفت عليها العنود وهمست باستنكار : هو بكيفي , دخلت وما جا شي , ودحين حشرانة ..
              لف عبد الرزاق على كلمتها الأخيرة اللي طلعت عالية فجأة وقال بصدمة : حشرانة noooooooooow , من وين بألقى محطة دحين ؟؟
              حست العنود بالدنيا تنهار حولينها وبجسمها يشتعل من كثر الفشلة , غاصت في مقعدها وغطت فمها بيدينها وسحر والهنوف غارقات في الضحك , حمحم عدنان عشان يمنع ضحكته اللي بتخرج غصب عنه وهو يحط نفسه مشغول بتعديل شماغه , قال عبد الرزاق بلا اهتمام وهو يخرج جواله : كم مرة قلنالك روحي الحمام قبل الرحلات ؟؟ روحي الحمام , روحي الحمام , كل مرة تسوين فينا كذا ..
              قرصته من ورى المقعد عشان يسكت لكنه طنشها وهو يدق على أبوه , شويه وسمعته يقول وهو مهو مهتم بقرصاتها : hi dad , بنتك الخبلة كعادتها تبغى حمام يعني وقفوا في أقرب محطة ..
              غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ جوتها ~ لا , يارب اش الفشايل اللي أنا فيها ~ وضربت بأكواعها سحر والهنوف اللي مهم قادرين يوقفون ضحك وهي تهمس : بس انت واياها ...
              مسحت سحر دموعها وقالت : والله إنك فضيحة عالمية ..
              طالعت العنود في عدنان اللي جالس بهدوء قدام وهمست بغيض : تتريقين يالدب , يا فشلتي قدام أخوك ..
              لمن بدأت السيارات كلها تلف للمحطة سألت هدى زوجها : اش فيه ؟؟
              قال بابتسامة : هو في غير العنود وحركاتها الغريبة ..
              قالت البندري بصدمة : لا تقولون حمام ..
              ضحك الكل لمن قال أحمد : هو في غير الحمام معذب أختك ..
              لمن تباطأت حركة السيارات وقفت الفورد من جهة عبد الرزاق وفتح ماهر القزاز وسأل وهو مرجع راسه على ورى عشان سامر المنحني يطالع لهم بفضول : اش عندكم موقفين ؟؟
              قال عبد الرزاق بلا اهتمام وهو يأشر على ورى : عندنا حالة طارئة , وحدة بتفرغ التانكي ..
              شهقت العنود وبلا شعور مدت يدها من ورى وضربته على راسه بكل قوتها , قهقه ماهر وسامر وقال ماهر بصوت عالي وهو يصك قزازه : تستاهل ..
              حك عبد الرزاق راسه وهو يوقف السيارة جنب المسجد الصغير و قال : shit , متأكدة هذي يد مو عصا , أخرجي وأخلصي ..
              رصت شفايفها وهي تحس دموعها شوية وتنزل , عقدت يدينها قدام صدرها وقالت بصوت مخنوق : ما أبغى ..
              فتح عدنان الباب وخرج يعني يعني رايح لأبوه اللي خرج يحرك رجوله , قال عبد الرزاق : عنيدي ما فحالنا لدلعك ..
              غطت وجهها وانفجرت تصيح فجأة , شهقت سحر والهنوف بفجعة والتفت عبد الرزاق وهو يقول بصدمة : انت من جد تصيحين ؟ بنت , عنيدي ..
              والتفت أكثر وهو مهو مهتم بسحر اللي انكمشت ولصقت في الباب بحرج , بعد يدين العنود وهو يقول : عنيدي ..
              و رفع غطاها وهو يطالع فيها بتساؤل , مسحت دموعها وهي تقول بصوت باكي : ما أبغى أروح الحمام ..
              ضحك من قلبه وضرب جبهتها وهو يقول : قومي روحي عشان ما توقفينا مرة ثانية ..
              طالعت فيه من بين دموعها وقالت بعتاب : يعني كان لازم تفضحني كذا ؟؟ وبصوت عالي كمان , اش تفرغ التانكي ؟؟ سيارة قالوا لك !! ..
              ورجعت تصيح , قالت الهنوف وهي تمسح ظهرها : بنت اش فيك صايرة حساسة ؟؟ ويعني تبغين الحمام !! عادي كل البشر يروحون الحمام ..
              مسحت دموعها بقفا يدينها وقالت بعصبية : ما أبغى حمام , لا عاد تقولون حمام , ما أبغى أسمع هالكلمة خلاص ..
              خرج عبد الرزاق من السيارة وراح لأبوه وسحر والهنوف يحاولون يهدون العنود اللي كان بكاها غير طبيعي ..
              وقف عبد الرزاق عند سيارة أبوه واتكأ على الباب وقال : بنتك تصيح تقول ما تبغى حمام ..
              ابتسم أحمد وقال بعدم تصديق : رزوق مو وقت المزح ..
              قال ببرود : والله جالسة تصيح ودموعها مغرقة السيارة ..
              فتح أحمد الباب وخرج بسرعة و سلافة وريم والبندري يطالعون فيه بفضول من القزاز وهو رايح للجيب , سألت البندري بخوف : اش فيها العنود ؟؟
              هزوا البنات أكتافهم وهم ودهم يعرفون اش صار ..
              فتح أحمد الباب ونزلت الهنوف وهي تقول بخوف : ما أدري اش فيها مهي راضية توقف صياح ..
              مد أحمد يده وسحب العنود من ذراعها وخرجها وهو يسأل : عنود أبوية اش فيك ؟؟
              شهقت العنود وهي تقول من بين دموعها المغرقة نقابها : ما أبغى الحمام ..
              ضمها بقوة وقال : وليش الصياح ؟؟
              زاد صياحها لمن حست بحضن أبوها وضمته بقوة وهي مهي عارفة سبب دموعها ..
              سأل ماهر وهو يطالع في المنظر من بعيد : اش فيها أختك تصيح ؟؟
              التفت له عدنان وسامر باستنكار وهم يقولون في وقت واحد : ماهر !!
              وطالعوا في بعض , نقل ماهر بصره بينهم وسأل : أنا اش قلت ؟؟
              ما التفت له أي منهم وهم يطالعون في بعض بصمت , نزل سامر عيونه بعيد عن نظرات عدنان المتفحصة وقال : بأروح للبقالة ..
              وتحرك بسرعة , تبعه عدنان بنظراته , طالع ماهر في عدنان وسأل بهدوء : اش عندكم انتم الإثنين ؟؟
              قال عدنان بهدوء : ولا شي ..
              وخرج جواله وجلس يلعب فيه ..




              ...................................... يتبع

              تعليق

              • أحلى من الحلا
                عضو فضي
                • Aug 2007
                • 539

                #57
                وبعد ما ركبوا السيارات .......
                : طيب , ومتى نبطل هالنظرات ؟؟
                قال ماهر وهو يريح ظهره على باب السيارة أكثر : لمن تقول اش سبب النظرة الغريبة اللي تبادلتوها إنت وعدنان ..
                لف سامر بصره عن الطريق وطالع في ماهر الملتفت له بكامل جسده وهو حاط رجله اليمين فوق الدرج الأمامي وطاوي رجله اليسار كإنه قاعد في قهوة , رجع لف على الطريق وهو يزفر بضيق ..
                ابتسم ماهر اللي كان عارف إنها زفرة الاستسلام وقال بهدوء : هيا , كلي اذان صاغية ..
                دلك سامر رقبته وهو يقول : إنت فاكر حكاية العنود وإنه أمي تبغاها لواحد فينا ..
                ضحك ماهر وقال بتريقة : إي فاكر البنت الأسطورة اللي انعرضت على الأخوين , زين اللي مملك لو ماكنت مملك كنت واحد من المعروض عليهم ..
                قطب سامر حواجبه وقال : وليش تقولها بهالطريقة !! ..
                ذابت ابتسامة ماهر واعتدل بسرعة وهو يتفرس في وجه سامر اللي لف عليه وهو يسأل : اش فيه ؟؟ اش بك ؟؟
                سأله بطريقة مباشرة : إنت تبغاها ؟؟
                التفت له سامر وهو يقول بصدمة : لا , قصدي ..... , انت ليش تسأل هالسؤال ؟؟
                قطب حواجبه بتفكير وقال : أشوفك تضايقت من كلامي ..
                لف على الطريق وقال بضحكة متوترة : لا , لا تضايقت ولا شي , يتهيأ لك , كله من الاذان الصاغية اللي طالع لي فيها , ما أدري من وين سارق هالتعبير ..
                وساد صمت طوييييييل ما يخترقه إلا صوت تيار الهوا الصادر من المكيف مختلط بصوت اهتزازات السيارة اللي تطوي الطريق بسرعة رتيبة , كان ماهر يتأمل سامر وسامر مركز بصره على الطريق , قطع سامر الصمت وهو يهمس بدون ما يلتفت لتوأمه : حتى لو أبغاها , عم أحمد ما بيوافق وهو يعرف ماضي و هي ما بتوافق علي ..
                وبعد خمس دقايق صمت التفت لماهر اللي ما عقب على كلامه , شاف ماهر في عيونه ألم ورجاء إنه ينكر هالكلام , طالع فيه ماهر بعدين همس بصدق : هو إحتمال كبير إنها ما توافق بنسبة 90 % ..
                وابتسم وقال بتفاؤل : لكن إنت ما حتعرف هالشي إلا لمن تتقدم , ومن ناحية عم أحمد لا تخاف , هو عارف وفاهم كل شي , وما أظن إنه إنسان متحجر لهالدرجة ..
                هز سامر راسه وهو يقول : مافي أب بيرمي بنته على واحد مدمن ..
                قال ماهر بإصرار : كان مدمن , إنت لك سنة و ثلاث شهور وثمان أيام من خرجت من المستشفى واللي كنت فيها سنة كاملة تتعالج من الإدمان واثاره , سنة و انت كان ممن تخرج من بعد 5 شهور لكنك أصريت تكمل وتجلس إلين تتأكد إنك سليم تماما , سويت أعمال تطوعية وحضرت تدريبات جسدية ودورات تعليمية , جاهدت سنة كاملة وخرجت وإنت بشهادة الجميع خالي من كل شي , وفوقها هالمدة وكلها ما حاولت فيها ترجع للمخدرات ولا حتى دخنت سيجارة وحدة ..
                ولمن شاف صمت سامر قال بغيض : سامر اللي صار كان غصب عنك , محد يلومك على اللي صار ..
                لف عليه وقال من بين أسنانه بوجع : أنا ألوم نفسي ..
                ورجع طالع في الطريق , شاف ماهر رجفة في أطراف شفايفه وانتبه إنه يدينه قابضة على الدركسون بقوة لدرجة بيضت مفاصل أصابيعه , قال بهدوء : سامر جنب عشان أبادلك ..
                همس : ما يحتاج ..
                ابتسم ماهر وقال : أقول جنب ..
                لف سيارته بحدة لليسار وضغط الفرامل بكل قوته لمن دخلت السيارة الطريق الترابي , ثار التراب حولين السيارة من قوة التوقف وخرج منها بسرعة قبل ما تتوقف تماما وصفق الباب بقوة ....
                خفف سرعة الجيب فجأة وبدأ يوقفها وهو يقول : أوووووووو , الفورد stoped ..
                طالع عدنان في المراية الأمامية لمن سمع كلمة عبد الرزاق ورجع طالع من المراية الجانبية , ولمن شاف سحابة التراب وواحد من التوأم واقف وسطها بعد ما خرج من السيارة , خرج جواله ودق على ماهر , التفتت سحر على ورى وهي تقول بهمس : اش بهم ؟؟
                ولفت معاها العنود وهي تقول : يمكن يبغون حمام ؟؟
                قالت الهنوف بتريقة : ليه على بالك العنود ؟؟
                لفت عليها العنود وضربتها وهي تقول : حمارة لا تتري ..
                وقطع كلامها صوت عدنان وهو يقول : السلام عليكم , اش فيكم وقفتم ؟؟
                وقطب حواجبه وهو يسأل : ليه سامر في شي ؟؟
                جلست العنود باعتدال في مقعدها وتقدمت سحر من مقعد أخوها عل وعسى تسمع شي من اللي يقوله ماهر لعدنان اللي قال : اه , زين , يلا مع السلامة ..
                وصك جواله ورجعه لجيبه وهو يقول : تعب ويبغون يتبادلون الأماكن ..
                دقته سحر من ورى وهي تسأله بهمس : عدنان , سامر تعب من إيه ؟؟
                قال باختصار ومن دون ما يلتفت وهو يأشر لعبد الرزاق يكمل طريقه : ما سألته ..
                خرجت سحر جوالها ودقت على سامر ..
                بعد ما اعتدل سامر في جلسته وصك الباب رن جواله , طلعه وطالع في الشاشة وحس بسكاكين تنغرز في قلبه وهو يشوف اسمها ( الحنونه ) , زفر ورد وهو يقول : هلا ..
                سألته بدون ما تسلم بصوت خايف : سامر , تعبان من إيه حبيبي ؟؟
                ضغط عيونه بإبهام وسبابة يسراه وهو يقول : شوية صداع ..
                : عندك بندول ولا أعطيك , يمكن ما أخذت دواك ولا ...
                قاطعها بهدوء : سحر ما فيني إلا العافية ..
                سألته بشك : متأكد ..
                ضغط عيونه أكثر وهو يقول : 100 % , يلا انقلعي ..
                وصله صوتها المتضايق وهي تقول : مالت عليك , الحق علي اللي أفكر فيك , مع السلامة ..
                وانصك الخط , ساب الجوال ينزلق من يده ويطيح في حضنه وهو يغطي وجهه بذراعينه , بلع سامر ريقه وسأل بمرح مصطنع : المشعوذة أكيد ..
                همس سامر : هو في غيرها مشيل نفسه الهم , اه ليه لازم تعذبني ؟؟..
                زفر ماهر وقال بعد تردد : سامر , سحر عارفة إنك لمن ... لمن ....
                قال بألم من دون ما يبعد يدينه عن وجهه : لمن اعتديت عليها , لمن اعتديت على أختي ..
                قال ماهر يبرر له : كنت منته بوعيك وقتها ..
                نزل مقعده ولف عنه وأعطاه ظهره وهو يقول : حتى لو , هذي أختي , تحسبني ما ألوم نفسي كل ما شفتها وكل ما جات عيني في عينها ..
                مد يده وحطها على كتف توأمه ومسدها وهو يقول : هي ما تلومك , ليش انت تعذب نفسك ؟؟ بعدين إنت كنت بتعتدي عليها والحمد لله ما صار شي ..
                همس بوجع وهو يضرب الباب بقبضة يده المكورة ضربات متتالية : هذا لأن ربي ستر و جيت , لو ما جيت كان .....
                قاطعه بحزم : لو تفتح عمل الشيطان , قول الحمد لله على قضاء الله وقدره ..
                وقف عن الضرب وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله , الحمد لله ..
                قعد يرددها ويستغفر وهو يحس بالوجع اللي في قلبه يكاد يقتله , كان يحب لحظات وحدته مع ماهر لأنه هو الإنسان الوحيد اللي يقدر يبين ضعفه وألمه قدامه , عند أهله وبين أخواته يمزح ويضحك عشان يبين لهم إنه ما تغير , إنه مازال سامر القديم قبل الإدمان , لمن ينسى موضوع إدمانه يعيش لحظات هدوء وراحة بال لكن من يوم يتذكر يحس بروحه تنازع جسده عشان تخرج منه من كثر الألم ...



                *****************************



                وقف عند باب غرفة المعيشة وهو يطالع فيها , كانت جالسة قدام التلفزيون حاطة رجل على رجل وقاعدة تقرأ مجلة بصمت , التفتت سحر لمن حست أحد يراقبها , ابتسمت وقالت وهي تحط المجلة على الطاولة وهي تقوم : هلا الله , وينك يا وحش ؟؟
                ووقفت في نص طريقها لمن شافت عيونه الغريبة , قال بصوت ثقيل : أبغى فلوس ..
                هزت راسها بحزم وقالت : ما عندي فلوس , المرة اللي فاتت أعطيتك لأنك وعدتني إنك تروح و تتعالج ..
                جال بنظراته عليها وهو يقول بسخرية : أعطيني دحين وأروح أتعالج بعدها ..
                حست سحر بالخوف من نظراته ~ هذا مو سامر , هذا مو أخوية اللي أعرفه , ياربي ارحمه يارب , سامر فوق لنفسك , فوق ~ تراجعت وجلست مكانها ومسكت مجلتها وهي تقول : ما عندي فلوس ..
                لمن سمعت صوت خطواته تقرب حست بخوف وهي تفكر إنه مافي أحد في البيت , أمها عند جدتها وأبوها مسافر و سلافة نايمة وماهر في رحلة من رحلاته , ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقلب صفحاتها بتوتر , كانت عارفة إنه صاير عنيف هذي اليومين بشكل مو معتاد منه , وقف قدامها و حط يده على كتفها وسأل : ما عندك 50 ريال ؟؟
                ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقول : ولا ريال ..
                وحست بجسمها كله يقشعر لمن مرر يده على خدها , رفعت بصرها له بخوف ما قدرت تخبيه وهي تهمس : سامر قلت لك ما عندي ..
                الابتسامة اللي على وجهه خلت قلبها ينط لحلقها من الخوف , قامت بسرعة وهي تبعده وتحركت رايحة لغرفتها , مسك معصمها وشدها وهو يقول بصوت ثقيل مرعب : فين رايحة ؟؟
                ضمها لصدره ضمة غريبة ما تشبه احتضانه الأخوي اللي اعتاد يمازحها به لأنها ما تحب أحد يضمها , شهقت ودفته بعيد عنها وهي تقول : سيبني ..
                حط يده ورى رقبتها وسحبها بقوة خلتها تصرخ بصدمة لمن استوعبت اللي يصير : سامر لا ..
                ضربته بقبضاتها وهي تحاول تتملص من يدينه لكنه رغم نحفه اللي زاد في الفترة الأخيرة كانت يدينها زي اللي تضرب الصخر , اختل توازنها من قوة دفعها له و مالقيت نفسها إلى وهي مرمية على الكنب , لمن شافته منحني عليها صرخت ودموعها تذرف : سامر أنا سحر , أنا أختك , سامر لا ..
                ولمن حست يدينه تقبض على قميصها صرخت وهي ترافس بكل قوته : لا , لا , سامر حرام عليك , أميييييييييييييييييييي , أبويه , اه ..
                ولمن حست بأنفاسه صرخت من أعماقها : لا ا ...
                أول ما فتح ماهر باب الفيلا بدأ يحل ربطة عنقه وهو طفشان , ولمن وصل له صرخات سحر طاح الجوال والمفتاح من يده وهو يجري للدور الثاني وهو ينقز الدرجات اثنين اثنين , أول ما وصل لغرفة المعيشة صرخ : سامر ..
                وجري ومسكه مع أكتافه وجره عن سحر , وأول ما وقف كور يده ولكمه بكل قوته على وجهه وهو يصرخ : يا حقير ..
                ولمن انطرح سامر على الأرض صرخ فيه بغيض : اطلع برا ..
                ولف على سحر اللي جلست وهي تضم أطراف بلوزتها اللي تقطعت أزرارها وهي تصيح من قلبها , جلس جنبها وضمها وهو يقول : سحر ..
                دفته وهي تصرخ : لا تلمسنيييييييييييييييييييييي ..
                مد يده ومسد شعرها المبعثر بفوضوية وهو يهمس : أنا ماهر , سامحيني يا سحر , سامحيني ..
                طالعت فيه من بين دموعها بعيون زايغة وانتبهت من لبسه إنه ماهر , غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ : ماهر , ماهر , سامر , سامر ..
                ضمها وهو يهمس : شششششش فاهم , فاهم ..
                والتفت لوراه ومالقي سامر , زفر ومسح على شعرها وهو يسأل بخوف : سوا لك شي ؟؟
                هزت راسها بلا وصياحها يزيد , جلست حول الربع ساعة وهي تصيح في حضنه بلا توقف بعدها رفعت وجهها وطالعت وراه وقالت بصوت مخنوق وهي تمسح دموعها : سامر , روح شوف فينه ..
                قال : ما أقدر أسيبك وانتي كذا ..
                قالت بحزم : أنا مافيني شي , روح شوف فين راح , لازم نوديه للمستشفى ..
                طالع فيها بخوف , قالت برجاء : إذا تبغى راحتي روح شوف فين سامر ..
                قام بسرعة وراح غرفته غير بذلته ولبس أول ثوب لقيه وخرج مالقيها في غرفة المعيشة فراح لغرفتها ووقف عند الباب للحظة وتحرك بدون مايدق الباب , كان قلبه ينبض بقوة مخيفة وجسمه كله يرتجف من الخوف والوجع ~ ليه يا سامر وصلت نفسك لكذا ؟؟ ليييييييييه ؟؟ ~ رفع جواله بيتصل في اللحظة اللي دق فيها ( عديل الروح ) حس بوجعه يزيد وهو يرد على سامر اللي صرخ فيه بصوت مخنوق : ماهر تعال بسرعة , أحتاج جرعة و ما عندي فلوس ..
                قال بحزم : سامر إ...
                قاطعه سامر بقهر : ما عندي فلوووووس ...
                وتبعه بكاء قطع قلبه , غمض عينه وسأل بألم : إنت فينك ؟؟
                ومن وسط بكاه وصله صوته المحروق وهو يقول : أنا عند عماد تعال بسرعة , إلحقني ..
                وانصك الخط , طالع في الجوال ودق بسرعة على أول شخص جا في باله ( توأمنا ) , أول ما رد الشخص قال ماهر : صقر أنا عند بيتكم أخرج بسرعة , سامر في حي ال ..... أحتاجك عشان نوديه غصب عنه للأمل ...
                ووقف سيارته قدام فيلا عمه , خرج صقر في لمح البصر وهو شايل شماغه في يده ويده الثانية جواله ومحفظته و ثوبه مهو مزرر , دخل السيارة وقال وهو يلهث : بنروح له دحين ..
                لف على ولد عمه اللي في نفس عمرهم وقال وهو يضغط على البنزين ضغطة قوية : إيوه , حاله استفحلت بشكل فضيع ..
                زرر صقر ثوبه وهو يسأل : لييييييييه ؟؟ صار شي ؟؟
                انعصر قلب ماهر وهو يتذكر المنظر اللي شافه وهز راسه وهو يقول : حاله استفحلت وبس ..
                فك صقر شماغه الملفوف حولين مسدس حطه في جيبه و رمى الشماغ وهو يقول بضيق : نسيت الطاقية ..
                وجلس يطالع في الحواري الضيقة الترابية اللي دخلتها السيارة وهو يتحسس المسدس اللي في جيبه , قال ماهر بتوتر : إن شاء الله ما نحتاج المسدس , حطه تحت المقعد ..
                قال صقر بهدوء : معليش مسدسي ما حيتحرك من جيبي , جايبني في أخص حواري الرياض واللي كلها مروجين ومهربين وما تبغاني أمسك مسدس ..
                وقف السيارة عند زوق ضيق ما يكفي للسيارة وقال وهو يخرج : أظنه من هنا ..
                خرج صقر وهو حاط يده جوة جيبه , مشيوا في الممر الترابي المظلم بتوتر , وصلتهم أصوات غريبة , خرج صقر مسدسه بسرعة وهو يحاول يركز على المنظر اللي يشوفه , ومن البعيد شاف ماهر المنظر وتوضحه حس بكل خلاياه توقف عن العمل للحظة وهو يشوف السكين اللي عكست ضوء الشمس تهوي على وجه سامر اللي صرخ وهو يطيح على ركبه , انتبه لحظتها للي حوله , صرخ بكل قوته وهو يرفع طرف ثوبه ويجري : سام ر لا..
                لمن رفع له سامر وجهه المقطوع المسود من كثر الدم قبل ثانية من طيحته على الأرض حس بقلبه يوقف من شدة نبضه , رص رجوله على الأرض عشان يقدر يوقف بسبب سرعة , ثار الغبار و لصق في وجهه الغرقان دم , انحنى على ركبه ورفعه , لمن شاف وجهه ضمه بخوف وهو يحس بدفء في صدره من حرارة دم سامر الغزير , ولمن غمضت عيونه وتراخى جسده صرخ ماهر : لا , ياربي أتوسل إليك لا تاخذه , لاتاخذه , ياربي خلي ليه , خلييييي ليه , سامر لا تموت وتخليني لوحدي , سامر , يا ويلك لو مت , سامر , سامر..
                هزه صقر المفجوع وهو يصرخ : ماهر استغفر ربك ..
                لف عليه ماهر وهو يهتف من بين دموعه : صقر حمووووووووت , لو مات حموت وراه , سامر لا ..
                حط صقر المسدس في جيبه وسحب سامر من بين يدين ماهر وهو يصرخ : لو قعدت عاصره كذا وتندب اللي صار بيموت , تحرك نوديه مستشفى , ماهر تحرك..
                زفرت سامر خرجت ماهر من ذكرياته المرعبة اللي حاول يتناسها من فوق السنتين , التفت لسامر وابتسم وقال : يلا قوم , تراك طفشتني وجبت لي الملل , لو إني رايح مع رزوق ولا عدنان كان أصرف لي ..
                قام سامر وعدل مقعده وقال بعد صمت : ما ينفع الندم ..
                وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : نلعب لعبة الشعر عشان ما تقول إني ممل ..
                ضحك ماهر وقال : يلا ..
                حك سامر شعره وقال : لا تحسبن رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم , ميم ..
                ضحك وقال بعتاب : مالقيت إلا هالبيت اللي أكرهه , ميم , ميم اه , يجي نبطي ..
                : يجي ..
                : ملعون أبو العشق دام العشق دلّعها لاصارت البنت تامرنا وتنهينا
                تجزم على الراي والكلمه وتقطعها وحنا الرياجيل لا رحنا ولا جينا
                نوووووووووووووووووون , الألف ماتحسب لأنها نهاية القافية ...
                قهقه سامر من قلبه وقال : حلووووو ملعون أبو العشق والله شكل أروجو مسوية فيك التهاويل , بعدين لاتتفالح عارف القافية , نوقف بوجه العاصفة ما مدانا يا نكسر العاصف بنا يا كسرنا , نون ..
                شهق ماهر وقال : أهبوووووووو , مسرع ماجبت البيت , ما تفكر حتى ..
                ضحك سامر وضربه وهو يقول : قول ما شاء الله ..
                : ماشاء الله , نون , نون , نون , ياخي خلها على الألف أسهل ..
                : انت اللي قايل مانحسب اخر حرف في القافية ..
                : خلاص بطلت ..
                : والله إنك , يلا طيب حرف الألف...
                زفر وقال بطريقة الشاعر: أنا خايف ليا طاح الجمل تكثر سكاكينه
                وأنا ماعاد بضلوعي مكان لطعنة السكين
                مثل ماقالوا المكتوب واضح من عناوينه
                لو ارحل منك للغربه بسافر من ظلامك وين؟
                كفايه..كل حلم يمر برقادي تزورينه
                كفاية..من تفارقنا..وأنا ما غمضت لي عين
                قبل يومين شفتك بالمنام وقمت من حينه
                ونمت أمس،ورجع نفس المنام اللي قبل يومين , نون ..
                قال سامر على طول : نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر , راء ..
                وكمل : تعال انت اش عندك على حامد زيد ما أخبرك تحب الشعر ..
                حك ماهر شعره وقال : المدام تحب شعره وتوهقت وقلتلها حتى أنا واضطريت أحفظ شوية من قصايده ..
                ضحك سامر وضربه على كتفه وهو يقول : الله يقطع سواليفك يالخبيل ..
                : اشششششششششششش خليني أفكر في الراء , أما انت عليك حروف ..
                قال بابتسامة حزينة : أبسط لك , رباه كفارتي عن كل معصيتي~أني أتيت وملءُ النفس إيمانُ , ألف ..
                قال ماهر بسرعة وهو يضربه عشان ما يغرق في أفكاره : أنا الدر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي , الله يخليلنا مادة النصوص , تاء ..



                **********************



                ماليزيا الساعة 2 الظهر :
                مطار كولالمبور الدولي :

                بعد ساعة كاملة 40 دقيقة منها مسافة الطيران من بينانغ لكوالالمبور و20 دقيقة صمت فضيع قدام بوابة الرحلة المغادرة لجدة قررت تخترق الصمت أخيرا وقالت : جاسم ..
                التفت لها بصمت , قالت بهدوء وهي تطالع في لوحة الرحلات المغادرة : باقي تقريبا أربع ساعات وشوي على رحلتنا , بنقضيها في المطار ..
                طالع حولينه وزفر وقال وهو يقوم : تعالي نتمشى شوية ..
                حزنت عليه من قلب , من يوم درى بالموضوع وهو زي التايه مو قادر يفكر بشيئين مع بعض , مسكت يده ومشيت معاه وهي تقول بطريقة جدية : طيب ما فكرت اش بيقولون لمن نوصل جدة واش بنقول لهم ؟؟ تراهم في المدينة دحين , بنلحقهم هناك ولا كيف ؟؟
                قال بصوت جامد وهو يسحب يده : نوصل لجدة ونفكر بهذا كله ..
                حست بطعنة من حركته لكنها قالت بهدوء : ما تبغاني أدق على عمور عشان يستقبلنا ..
                قال ببرود : مو لازم يستقبلنا أحد , كثر الله من التكاسي ..
                وقفت شويه وهي تطالع فيه وهو يمشي بلا توقف , زفرت ولحقته ..
                راحوا بقطار المطار السريع لمحطة القطارات المركزية وهناك انتقلوا لقطار بوترا اللي نقلهم لمركز أمبانج التجاري , نزلوا من القطار وهي مستمتعة رغم كل اللي هم فيه بسماع الصوت الإلكتروني اللي يعد بصوت عالي عشان يدخلون الناس قبل ما تنقفل الأبواب لأنها الكترونية مبرمجة من دون سائق , قالت تحاول تخرج من صمته اللي يذبحها : ياليتهم يسوون زي هالقطارات في السعودية , يريحونا من زحمة الطرق خاصة جدة ..
                ولمن شافته عازم على الصمت سألت : فين بنروح ؟؟
                قال بهدوء : أمبانج بوينت , فيه مطاعم ومحلات , ناكل ونرجع للمطار ..
                سكتت بعد كلماته البارده وقررت إنها تسكت هي الثانية , لكن مامرت خمس دقايق إلا وقالت وهي تحاول تلحق خطواته : شكلك جيت هنا عشان كذا عارف المكان ؟؟
                هز راسه بإيوه , طالعت في السما الصافيه وهي تمشي وابتسمت بهدوء , سحبت نفس وتابعت مشيها وراه , كانت مسافة مهي بسيطة إلين وصلوا للمركز اللي ذكرها شكله بمركز الدانوب الجديد في حراء لكن لونه رمادي وأزرق وله قبة كبيرة فوقه , طلعوا للدور الرابع اللي كان كله مطاعم , ولمن ما عجبها ولا مطعم ما عرفت اش تقول , شاف ترددها فسأل : تبغين شاورما ؟؟ في محل تحت يبيع شاورما ..
                هزت راسها بحماس ما تدري هل مصدره الشاورما أو إنه أخيرا تكلم بأكثر من كلمتين , نزلوا للدور الأرضي وراحوا لمطعم الشاورما اللي قال عليه , كان فيه أجانب كثير لكن العرب كانوا أكثر منهم الضعف , العمال أنفسهم كانوا عرب , حست براحة عجيبة , افتقدت السعودية , افتقدت كل شي فيها , صح ما فيها الطبيعة الموجودة ولا لها نفس الجو الشاعري لكن يكفيها إن الاذانات تصدح في كل حي فيها لدرجة أصوات الاذانات تختلط ببعضها بشكل مثير للنفس , يكفيها إنها ما تشوف هالأجساد العارية وهي تمشي بحرية وبدون اهتمام في كل مكان , صح بدأ التفصخ يسود جدة بشكل ممرض لكن على الأقل ما تشوف هالمناظر الممرضة للقلب أقصى ما شافته هو وحده لابسة عباية من دون طرحة , خرج وهو ماسك كيس وراحوا لخارج المركز وجلسوا عند حديقة قريبة وجلسوا ياكلون بصمت , خلصت ساندوتشها وطالعت فيه وهو ياكل بعدم رغبة , قالت بمزح وهي تمد يدها : إذا ما تبغى تاكله هاته ..
                كان رافعه لفمه المفتوح عشان ياكل , لمن قالت كلمتها بعده عن فمه وناوله لها وهو يطالع فيها بعيون واسعة , حمممممرت خدودها وهي تهمس : كنت أمزح ..
                تأملها للحظة وقام يضحك من قلبه وقال وهو يناوله لها : خذيه وانتي ساكته ..
                بعدته وهي تهمس بخجل : والله كنت أمزح ..
                قال بابتسامة وهو يحط الساندوتش جنبها : عارفك سعلية , تحبين الأكل ..
                شهقت وضربته على كتفه باستنكار خجول , طالع في كتفه ورجع طالع فيها وقال وهو مقطب حواجبه بمزح : لا عاد تمدين يدك ..
                طالعت فيه بعناد وقالت بجرأة غريبة : إلا , إذا قلت علي سعلية مرة ثانية بأمدها ..
                طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ كيف تقدرين تقاومين ألمك ؟؟ كيف ترسمين الضحكة على وجهك على طول ؟؟ كيف تبدلين مزاجك بهالسهولة ؟؟ ~ زفر وحنى راسه لها وسند جبينه على جبينها وهمس وهو مغمض عيونه : تعبان يا أزهار ..
                بدون ثانية تفكير رفعت يدينها ولفتها حولين راسه وضمته وهي تهمس : سلامتك من التعب ..
                حس بروحه تتمزق , نزل راسه وريحه على كتفها وهو مهو عارف بإيش يفكر , انتبهت لحركتها وحست إنها بتذوب من الخجل , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ شيلي يدينك , يافشلتي لساعني عروس ما كملت 10 أيام وأضمه , بس ما أقدر أشيلها دحين , حرام هو تعبان , شيليها قبل ما يقول البنت ما تستحي , بسسسس , ياربيييييييييييييييييييييي ~ , فتحت عيونها و سحبت يدينها بشويش وبدأ قلبها يضرب بقوة لمن رفع كفوفه وضغط على يدينها عشان يرجعها مكان ما كانت وهو يهمس بضعف غريييييييييييييييب : اقري علي أحس إني بأستفرغ ..
                ضمته بقوة وهي تقرأ المعوذات بخوف , كان صوتها يبعث فيه سكينة عجيبة , غمض عيونه وهو يزفر بضيق ~ أنا السبب , أنا السبب , أنا لو خفت على عرض غيري ما كان صار اللي صار , دقه بدقه , اه يا حرقة قلبي , حامل , ليييييييه يا البندري , أبويه وأمي قصروا معاك في شي ؟؟ يا فضيحتنا وسط الناس , و الله لو انتشر اللي صار ماعاد نقدر نرفع راسنا من الأرض , الله لا يسامحك يالبندري على اللي سويتيه , أبويه كيف بأقوله عاللي صار ؟؟ كيف حأشرح له ؟؟ وأمي وأعمامي , يارب , يارب افرجها ~ يوم وصل بأفكاره لهالدعاء صرخ صوت صغير بداخله يلومه ~ دوبك اللي تذكرت ربك ؟؟ ما تتذكر إنه لك رب تدعيه إلا وقت الأزمات ؟؟ وينك عنه من أول ؟؟ طعته , سويت اللي يرضيه عشان يتقبل دعاءك ~ نفض كل هالأفكار ورفع راسه وقال من دون ما يطالع فيها : يلا نتحرك ..
                شالت الأكياس ورمتها في السلة وتبعته وهي خايفة عليه كان شكله هفتان , لكنه رغم كل التعب اللي واضح عليه ما جلس عشان يرتاح , رجعوا بنفس مسار القطار وركبوا قطار المطار وراحوا وهناك ما جلسوا نص ساعة إلا وأعلنوا رحلتهم , ركبوا الطيارة وهناك ريح راسه على الكرسي اللي نزله عشان ينام , طالعت أزهار من الطاقة وهي تفكر به وبالبندري وبأخوها وبالناس وكيف بيفسرون لهم رجعتهم الغريبة هذه ..



                ************************


                جدة الساعة 10.30 صباحا :

                أول ما شافه يمشي وهو يتمايل بسبب عرج رجله اليمين , مازال فيه نفس الشموخ , نفس العنفوان والقوة ونفس النور اللي يزين وجهه , وقف وتقدم منه وضممممممه وهو يقول بحب : كيف حالك أبوية ؟؟
                ابتسم علي وضم ولده وهو يقول بصوت قوي ثابت : بخير يا ولدي , بخير ما دام شفت وجهك الصبوح ..
                ضحك حسان وقال وهو يغمز له : عشان أشبه حبيبة القلب نورة ..
                ضحك أبوه ولكزه في كتفه بمحبة وهو يقول : كاشفني ..
                وجلسوا على كراسي منعزلة وسط الغرفة المليانة طاولات وكراسي كلها ناس جايين يزورون مساجينهم , وبعد سؤال عن الأهل كلهم تأمل علي وجه حسان وقال بابتسامة : أشوف وجهك محلو , أكيد صار شي حلو ..
                ضحك حسان وقال يقلده : كاشفني ..
                خرج حسان الظرف من جيبه وناوله له وهو يقول : جبت لك صورة الهنوف ..
                لانت نظراته القوية وهو يقول : كلفت على نفسك ..
                رص حسان يد أبوه وقبض عليها بقوه وهو يقول : أنا أبغاك تشوفها ..
                خرج الصورة وتأملها بصمت , ورفع بصره لولده المبتسم وهمس : حلوة ما شاء الله وشكلها طيبة وحبوبة ..
                ازدادت ابتسامة حسان وهو يقول بفخر : أكثر مما تتصور , إن شاء الله تتعرف عليها أكثر لمن تخرج ..
                رجع علي الصورة وقال : حسان أنا أبغاك تتزوج و .....
                قاطعه حسان بحزم : مستحيل , إحنا تناقشنا في هالموضوع أكثر من مرة , مستحيل أتزوج من دونك , والهنوف موافقة على هالشي ..
                رص أبوه على يده وقال برجاء : يمكن ما أخرج أبدا ..
                ما لانت نظرات حسان الحازمة وهو يقول : إذا مرت 10 سنوات وانت ما خرجت ذاك الساع أتزوج ..
                : والبنت بتستناك عشر سنوات ..
                قال بصرامة وهو مقطب حواجبه : إذا ما تبغى تصبر أطلقها وبنات منصور ملي القصور ..
                ابتسم أبوه وقال : طيب شيل هالنظرة من وجهك , أحبك أكثر وانت مبتسم ..
                ما قدر يستعيد ابتسامته وروحه المرحة كان وجه أبوه رغم كل قوته أكثر ذبول من السابق والشيب يزحف أكثر وأكثر في لحيته وشعر راسه , رص يد أبوه وهو يطالع فيه بوجع , مد أبوه يده الثانية وربت بها على كتفه وهو يقول : خلك دايما زي ما أعرفك , لا تتغير زي الدنيا يا حسان ..
                اغتصب ابتسامة وقال : لا تخاف على ولدك , انتبه لنفسك بس ..
                : ما جبت لي سارة ..
                زفر حسان وقال وهو يخرج صورتها من محفظته : لا , ما رضيوا يدخلونها , حتى سفانة والخنساء وخولة وبناتها ما أعطوهم تصريح زيارة ..
                زفر علي وقال : اشتقت لهم , لي سنة ما شفتهم ..
                وطالع في صورة سارة المبتسمة وضحك وهو يقول : كبرت ما شاء الله ..
                قال حسان بطفش : ولسانها صار أطول منها , ذاك اليوم في الاستراحة رحت أجيب صحون الغدا بعد ................................................
                ضحك علي وقال : الله يحفظها ..
                قال حسان بضيق : لو تسمعها وهي تمط الكلام تبط كبدك , غثيان , ولا سالم أخوها 24 ساعة وهو ...........
                وبعد فترة أعلنوا انتهاء الزيارة , ناول حسان أبوه كيس صغير وهو يوقف وقال : هذي رسايل البنات ..
                أخذ من الكيس ووقف و ضمه وهو يوصيه على أمه وأخواته , طالع فيه حسان إلين دخل , زفر وخرج خارج الغرفة وخارج أسوار السجن وهو يحس إنه خرج جسدا بلا روح ..
                سحب الحارس الكيس من علي وفرغه على الطاولة قدامه , سكت علي وهو يشوفه يفك المظاريف ويفتحها ورقة ورقة عشان يقرأ كل حرف فيها , قال لصاحبه وهو يأشر بطرف اصباعه : ودي زنزانته شكل الأوراق كثيرة , نقرأها ونجيبها لك ..
                رماهم علي بنظرة حادة وهو يقول بهدوء مناقض لغليان دمه : خذ راحتك بس لا تخلط الورق مع بعضه لأنهم خمس بنات وخطوطهم متشابهة ..
                قال الحارس الثاني وهو يبعد نظره عن علي اللي ببياضه و طوله الفارع وجسمه العريض ولحيته اللي توصل إلى نص صدره كان له هيبة في قلوب الجميع : محمد أعطي الشيخ رسايله ..
                طالع محمد بلا اهتمام , ولمن شاف وقفة علي وصدره المرتفع بقوة وكبرياء ناول له الرسايل بصمت وهو يتجنب إن عينه تجي في عين علي اللي سحب الرسايل وتحرك وحولينه اثنين من الحرس , دخل زنزانه صغيرة جدرانها مليانة كتابات بالفحم والطباشير , ومن انصكت زنزانته اللي في الحبس الانفرادي جلس على الأرض الإسمنتية و طالع في الرسايل بشغف , مسك الرسالة اللي كان يقراها الحارس
                (( بسم الله الرحمن الرحيم

                حبيبي وقلبي وروحي ................................ جدو علي ..
                كيف حالك ؟؟ واحشني موووووووووووووت يا جدو , إن شاء الله ترجع لنا قريب
                تراني مو زي ما سبتني , صرت أطول وأتخن , قبل أمس دخلت ال 19 , حاسة إني صرت عجووووووووووووووز , كلها سنة وأودع سن الطعش , بس إن شاء الله أودعها وانت معايا ..
                إنت عارف إني سويت قبل شهرين عملية الزايدة وطبعا وصلتني هديتك الحلوة مع خالو حسان بالإضافة لهدية التخرج , كانت تهبل , حلوة حلوة حلوة , شكرا يا أحلى جدو ..
                جدة نورة دايما تحكيني عنك وأمي كمان وأنا أقولهم ما يحتاج تحكوني لأني فاكرتك وفاكرة كل شي فيك , حتى ضحكت ولمن أقولهم إنه عندك نغزتين في خدودك يضحكون علي كيف لاحظتها وانت لحيتك كثيرة رغم إني صغيرة , أنا ما كنت لمن كنت معانا , كنت 13 سنة , ما أظن 13 سن صغيرة صح ؟؟
                أوووووو صح , جدو تتذكر صحبتي خلود من أيام الابتدائي المطيورة ذيك ما غيرها اللي شعرها زي الكفرات , قلت لك عليها المرة اللي فاتت وكيف تضاربت معاها ليش تمشي مع هند الهبلة اللي تسب المعلمات وسمعتها زي الزفت اخر يوم في المدرسة جابت لي باقة ورد كبيرة وميدالية على شكل قلب محفور فيها حروفنا واسم المدرسة عشان تصير ذكرى , هي تبغى تدخل قسم خياطة لأنه نسبتها 79 % وتقولي أدخلي معايا بس أنا أبغى أدخل فني , تعرفني من يومي كنت فنانة , هاهاهاهاها , عارفه إنه مداح نفسه كذاب بس لازم تعرف إنه عندك حفيدة فنانة , وإذا ما انقبلت في الفني بأدخل جامعة قسم علم اجتماع , عارفه إنه في فرق بين القسمين بس هذي رغباتي , جدو ادعيلي إنت دعواتك توصل بسرعة وتستجاب في لمح البصر و ......
                .............................. ))
                وصل لمسامعه صوت اصطدم نقط بسطح الرسالة , نقط ذوبت الحبر وهي تمشي بطول الورقة , انتبه لحظتها إنه قاعد يبكي وإن هذي النقط ما هي إلا دموعه , ضم الرسالة لصدره وهو يحاول يوقف دموعه اللي شوشت الرؤيا قدامه لكنه ما قدر , بكاه الصامت تحول لنشيج مكتوم وهو يناجي بصوت مخنوق : يا رب رحمتك , يا رب صبرني على فراقهم يارب ثبتني وثبت قلبي , يا رب رحمتك , ربي إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , يارب صبرني ..



                **************************

                تعليق

                • أحلى من الحلا
                  عضو فضي
                  • Aug 2007
                  • 539

                  #58
                  الساعة 11 في المدينة :

                  أول ما وقفت السيارات في المواقف الخاصة بالفندق نزلوا البنات وهم يحسون أجسامهم مكسرة من قل النوم , فتحت ريم عيونها على الاخر وهي تجر كم البندري وهي تأشر وتقول : بندري هذا مو , مو ....
                  قالت البندري بصدمة : عمر أخو أزهار ..
                  كان عمر جاي من داخل الفندق ومتوجه لأحمد اللي ضمه وهو يسلم عليه , نطت العنود وسطهم وهي تقول بصدمة : مو هذا عمر ؟؟
                  قالت هدى بهمس : أصواتهم عالية , عمر جا أمس عشان يأكد الحجز ..
                  سحر اللي قلبها كان مقبوض من تعب سامر استغربت لمن شافته يضم عمر , هو عادة مهو ودود مع الناس ..
                  قال عمر وهو يسلم المفاتيح لأحمد ويعرفه على صاحبه : هذا مهند صاحب أخوية عمار الله يرحمه , أستاذ معانا في التحفيظ ..
                  سلم عليه أحمد وهو يقول : ماشاء الله , هلا يا ولدي كيف حالك ؟؟
                  : بخير و الحمد لله , كيفك إنت ياعم ؟؟ والله عمر يشكر فيك كثير ويقول ربي عوضني به عن أهلي وكل مارحنا وجينا يقول ادعوا لعمي أحمد و ..
                  دقه عمر بإحراج وهو يقول باستنكار : مهند ...
                  ضحك أحمد وضم عمر وهو يقول : الشعور متبادل , والله إنك بحسبة واحد من عيالي يا عمر ..
                  جا عبد الرزاق وفصل بينهم وهو يقول : stoooooooooop ..
                  ومسك أبوه وهو يقول : ما فيني لأخو جديد , جاسم و يادوب هاضمه ..
                  ضحك عمر وقال بمزح : لا أنا ما فيني كوليسترول وخفيف على المعدة لا تخاف ..
                  قال سامر كإنه يحزر جواب : زيت عافية , صحححح ..
                  سأل عبد الكريم يقاطع ضحكهم : لقيتهم اللي جايين عشانه ..
                  زفر مهند وقال : الحمد لله الأسعار فووووووق , يعني استحالة نقدر نجيبهم ..
                  : ليه بكم لقيتوها ؟؟ والأولاد اللي معاكم ما تكفي رسومهم ؟؟
                  قال عمر : رسومنا رمزيه كلها 40 ريال وهم لو بأكثرهم بأقول حول ال 20 طالب رسومهم ماتكمل الألف وهنا أقل شي لقيناه الليلة ب 450 ريال إذا كانت قريبة نوعا ما وإحنا كنا مخططين لثلاث أيام الرحلة يعني مصاريق البيته والأكل لا يمكن تكفي ..
                  قال مهند بمرح : عادي شكلنا بنغير الرحلة لمكة ناخذ ليلة ونرجع ..
                  : الله يعينكم ..
                  ووسط محادثات الشباب المتنوعة وصلهم صوتوا الجهوري وهو يقول بحزم : سامر , ماهر , رزوق , تحركوا لو سمحتم ...
                  قال عبد الرزاق : your brother هذا ما يدخل لي من زور , مفروض يحطونه في الجستابو عشان يستجوب المساجين ويعذبهم , الحياة عنده جد في جد ..
                  راح الشباب عشان يشوفون الشنط وهم يضحكون على تعليقه وراح أحمد للحريم , خرج عبد الكريم محفظته وخرج 2000 ريال وناولها لعمر وهو يقول بابتسامة هادية : تفضل هذا حساب الفندق , مشوا الأولاد وانبسطوا , الله يعينكم ويقويكم على فعل الخير ..
                  انصعقوا الاثنين من هالمبادرة وقال عمر : لا مايحتاج ..
                  قال عبد الكريم بعتاب : هذي لوجه الله يالشيخ ..
                  أخذ عمر منه الفلوس وهو يقول بحرج : الله يجعلها في ميزان حسناتك يارب ..
                  وقال مهند بحماس : جزاك الله خير , الحمد لله بنرجع بشي ..
                  جا أحمد للحريم وقال وهو يمد يده بمفتاح الجناح : الدور السابع ..
                  أخذت العنود المفتاح وراحت هي والبنات اللي كانوا واقفين يتأملون المنظر , ولمن دخلوا الفندق قالت ريم وهي تطالع في المصعد بنص عين : أنا رايحة مع الدرج ..
                  استغربت سحر وسلافة لكن البنات ماعلقوا , أول ما انصك المصعد قالت العنود : عندها عقدة من المصاعد , انصك عليها مرة وهي عمرها 9 سنين وانحبست فيه ساعتين ومن بعدها ما عاد تركب مصاعد ..
                  شهقت سحر وقالت بصدمة : بس إحنا في الدور السابع ..
                  ضحكت الهنوف وقالت : العام كنا ساكنين في الدور التاسع وكانت تطلع وتنزل كل فرض ..
                  قالت العنود : مشكلة الأجنحة دايما فوق الدور الخامس ..
                  وصلوا الدور ودخلوا الجناح المكون من غرفتين وصالة وحمامين ومطبخ وغرفة للخدامات , حطوا كل أشياءهم في الغرفة اللي فيها سرير مزدوج لأن الغرفة الثانية أم سريرين منفصلة لهدى وحنان , قالت سلافة وهي تجلس على السرير : أنا من دحين أقولكم أنا ما أنام إلا على سرير ..
                  قالت العنود وهي تنط على السرير : وأنا كمان ..
                  دخلت ريم بأنفاس مقطوعة وقالت : وأنا ..
                  ضحكوا على منظرها , فصخت عبايتها ورمت نفسها على السرير وهي تقول : أنفاسي تقطعت ..
                  انسدحت البندري على الكنبة بصمت بعد ما فصخت صندلها , مسدت الهنوف رجولها وهي تقول : بندورة ما بقي شي على صلاة الظهر لا تنامين ..
                  لفت ظهرها وقالت : ما بروح الظهر , شمس وراسي يعورني ..
                  انبطحت العنود على بطنها وهي تبعد رجلين ريم من قدام وجهها وهي تقول : يلا نتحرك عشان الصلاة , تراني بأصلي وأرجع على طول لأني بموووووووووت نعاس ..
                  قالت سحر وهي تتحرك خارجة من الغرفة : يلا وهي منسدحة ..
                  رفعت ريم راسها عن المخدة وقالت : الحمام ..
                  وبلا مقدمات نطت العنود وريم وجريوا للحمام , تعدوا سحر وكل وحدة دخلت حمام وصكوا الباب , شهقت سحر وقالت باستنكار : يا وصخات أنا قايمة قبلكم ..
                  ضحكت الهنوف من قلبها وهي تقول : متخلفات , هذا الصربعة والطربقة كلها عشان حمام ..
                  دخلت هدى وحنان ومعاهم الشغالات الثلاث وهم شايلين الشنط اللي حطها العامل عند الباب ...
                  نص ساعة وكانوا كلهم متجهين للمسجد اللي ما يبعد أكثر من 30 متر عن الفندق صلوا الظهر ورجعوا على طول وناموا , كانت ريم والعنود وسلافة متحاشرين في السرير والهنوف نايمة على طراحة فرشتها على الأرض وسحر والبندري كل وحدة في كنبة ..



                  **********************

                  : عدنان إنت من جدك ..
                  قبض عدنان على الدركسون وهو يلف المنعطف بسرعة وبراعة رغم ضيقه , ووقف قدام بيت شعبي في حي البطحاء ونزل بلا تردد بعد ما رمى عقاله في المقعد الخلفي , لحقه ماهر وهو يقول : عدنان اش بتسوي ؟؟..
                  لف عدنان أطراف غترته ووقف قدام الباب المعدني الحديد وضربه بقبضة يده ضربات قوية متتاليه وهو يقول بصوته الجهوري : سليمان اطلع بسرعة ..
                  ورجع دق وهو يصرخ : والله لو ما طلعت لأكسر الباب وأدخل عليك ..
                  انفتح الباب وطلع أبو سليمان الشايب وهو يقول بتعجب : عدنان ...
                  قبض عدنان يده وقال بصوت مهذب منخفض : عمي رجاء طلع لي ولدك دحين ..
                  قال بخوف : عدنان ..
                  طالع فيه عدنان وقال برجاء : تكفى لا تجبرني أدخل البيت وسط أهلك وحريمك وأجره مع شعره ..
                  انفتح الباب وطل منه سليمان , كان ثوبه مهمل وأزراره مفتحة بلا اهتمام وهو رامي شماغه على كتفه , بلا مقدمات سحبه عدنان من تلابيبه , تعثرت رجل سليمان بإطار الباب المعدني , رماه عدنان على الأرض وهو يصرخ : يالحيوان ..
                  وسند ركبته على بطنه وكور يمناه و سددها بكل قوته على وجه سليمان الذهول وهو يقول : يالنذل ..
                  تراجع أبو سليمان بفجعة وجري ماهر ومسك أكتاف أخوه يحاول يقومه عن سليمان وهو يصرخ : عدنان , عدنان اش تسوي ..
                  دفه عدنان ورجع ضرب سليمان اللي تفجر الدم من أنفه وهو يصرخ : عايش يالحقير , عايش وأخوية يتخبط زي الكلب المسعور عشان السممممممممممم اللي علمته عليه , لسه عايش يالحيوان ..
                  كان يضربه ضربات متتالية بلا توقف بالرغم من دمه اللي بدأ يلوث وجه سليمان , رفع أطراف غترته اللي أزعجته ودخل يده في جيبه اليمين وهو قابض بيسراه على ياقة سليمان وفتح الجوال وهو مهو مهتم ببقع دم سليمان العالقة بأصابيعه واللي وصخت الجوال , ولمن وصل للصورة لصق الجوال في وجه سليمان المبتسم وهو يلحس بلسانه الدم اللي حولين فمه وهو يصرخ : طالع , طالع شكله , طالع زييييييييييييين , هذا الجسم المقطع زي الخرقة البالية أخوية , هذا سامر اللي الكل كان يقتدي به ..
                  حط ماهر يدينه على راسه وهو يشد شعره ويتحرك يمين ويسار وهو مو عارف ايش يسوي , الناس تجمعوا والكل بيكون شاهد ضد عدنان لو صار للولد شي بين يدينه , فرص عدنان الجوال في وجهه الدامي بقهر ورماه ورفعه شبه جالس وهو يحط كل قوته في ركبته الضاغطة عليه وهو يقول : وهذا اللي قدامك أخوه الكبير ..
                  ورماه على الأرض ولكمه مرة ثانية وهو يقول : ما حأسامحك , ما حأسامحك لو مات , والله لا أقاضيك والله لا يكون أجلك على يديني , والله ماتسوى دمعة من دموع أمي , والله ماتسوى دمعة من دموع أبوية يالحيوان يالحقير ..
                  : أحد يوقفه ..
                  : خليه يأدب الحيوان هذا , بلانا بمصايبه ..
                  : أتصل على الشرطة ..
                  : تتصل ليه , فكه من هالأشكال ياليته يغلق عليه ويريح العالم منه ..
                  كانت الهمهمات تتعالى حولينه وهو مو سامع شي , مو سامع غير هدير دمه الفاير في أذنيه مختلط بنبضات قلبه القوية , صرخ وهو يهزه بقوة : إنت هدمت حياة إنسان , إنت هدمت عايلة كاملة ..
                  ولمن شافه مصر على ابتسامته الاستفزازية سحب شماغه و هو يقوم عنه وبكل قوته لف سليمان على بطنه وعفر وجهه في التراب , ركز ركبته بين لوحين كتفه ومسك يدينه ولف الشماغ حولينها وربطهم مع بعض بكل قوته وهو يقول : يجيك يوم وتسلم على راسي ويدي على اللي سويته ..
                  وقومه وقال لماهر : افتح السيارة ..
                  ولمن شاف تردد ماهر اللي ينقل بصره منه للناس لأبو سليمان الصامت , قال بحزم : إفتح الباب ..
                  فتحه بتردد , رمى سليمان في المقعد اللي ورى وقال : اركب جنبه ..
                  ورجع سحب جواله اللي لصقت فيه حبيبات التراب , طالع في أبو سليمان بصمت وطالعه أبو سليمان بنظرات كسيرة , تقدم منه بسرعه وسلم على راسه وهو يقول : سامحني يا عم ..
                  وصله صوت خافت صغير يقول بخوف : ليه ضربت بابا ؟؟
                  انتبه للولد الصغير المتخبي ورى أبو سليمان وللثلاث حريم الواقفات بخوف , ثنتين بشراشف الصلاة ووحدة بعبايتها , رخى بصره و جلس على أطراف رجوله وقال وهو يكلم الولد اللي دفن وجهه في ثوب جده : عبادي حبيبي لمن تكسر الصحن ولا ما تسمع كلام ماما مو تضربك ؟؟
                  هز الولد راسه ودموعه تنزل على خدوده غزيرة , قال وقلبه يتمزق من جوه على دموعه : هل هذا معناه إنه ماما ما تحبك ؟؟
                  هز راسه بلا , سأله : مو بابا صار مو حلو , يهاوش وما يحب ماما و جدو و ما يضمك و ما يوديك الملاهي ...
                  زاد صياح عبد الله وهو يهز راسه بإيوه , ابتسم بشفقة وقال : سامحني , بابا ما سمع كلام ربي عشان كذا ضربته ..
                  ومد يده بيمسد على شعره ويوم شاف دم أبوه في يده تراجع وسحب يده وهو يقوم ويقول : إن شاء الله بعد ما ضربته يرجع زي أول و أحسن , راضي يا عبادي ..
                  قال أبو سليمان : عدنان ..
                  قاطعه عدنان بإشارة من يده وهو يتحرك للسيارة , ناداه الولد وهو يقول : عمو لا تضرب بابا بقوة طيب ؟؟ أضربه بشويش ..
                  لف عليه عدنان وهو يبتسم ويداري غصه علقت بحلقه , هو لو دري إن الولد موجود ما كان سوى اللي سواه , قال بصوت قوي : توعدني تكون قوي وتسمع كلام ماما وتحب جدو , إذا وعدتني أوعدك ما أضربه ..
                  هز الصغير راسه بحماس , تحرك للسيارة وركبها بسرعة وتحرك بصعوبة بسبب المتجمهرين حولين السيارة في الزوق الضيق , ولمن وقف عند أول إشارة بعد ما خرج من الحي حط راسه على الدركسون بتعب وهو يقول : ضربته قدام ولده ..
                  وجلس يدق راسه في الدركسون وهو يقول بندم وحرقة : ضربته قدام ولده , ضربته قدام ولده ..
                  التزم ماهر الصمت وهو يطالع في سليمان اللي شبه مغمي عليه وهو مستند على الباب , توجهوا لمجمع الأمل وهناك جرجر سليمان وهو مربط ودخل قسم العزل وقال بقسوة وهو يهزه : هي إنت , طالع ..
                  ولصق وجهه في القزاز وقال : طالع ..
                  كان سامر يدور زي الأسد الحبيس وهو يتنفس بحدة ويضرب الجدران برجوله و براسه , وأول ماشاف أحد عند الطاقة جري ولصق وجهه بعيون زايغة , قبض عدنان على شعره وفغص وجهه على الطاقة لدرجة تلصقت بقايا دمه النازف على سطح البلاستيك وهو يقول : طالعت زيييييييييين , هذا أخويه , هذا صديق طفولتك سامر , هذا اللي كان يعتبرك أكثر من صديق , هذا اللي كان يشوفك مثله الأعلى , شفت اش سويت فيه ؟؟ هذا أخويه ..
                  وبعد وجهه وضربه بكل قوته على الطاقة وهو يصرخ : هذا الأستاذ سامر اللي كان قدوة طلابه في أخلاقه ..
                  صرخ ماهر باستنكار : عدنان يكفييييييييي ..
                  لف عليه ماهر وصرخ : خليه يفوووووووووووووووووووق , خليه يشوف كيف هدم إنسان , كيف حوله أشبه بالأموات , خليه يفوووووووووووووووووووووووووووق ..
                  ولصق وجهه وهو يصرخ : شفت اللي سويته فييييييييييييييييييييييييييييه , شفت زيييييييييييييييييييييييييييييييييييييين , طالع , طالع ..
                  ضمه ماهر بقوة من وراه ولف يدينه حولين أكتفاه وهو يصرخ : خلاص , يكفي ياعدنان , يكفي ...
                  فلت عدنان سليمان وهو يرميه للباب وهو يقول : والله ما أسامحك لا دنيا ولا اخره ..
                  انهار سليمان على الأرض , طالع في عدنان وتغيرت ملامح وجهه وبلا مقدمات بدأ يبكي بصوت عالي ودموعه اختلطت بدم أنفه وفمه وحولت دموعه المتساقطة على ثوبه المصفر لبقع ورديه , ضرب عدنان الجدر بقبضة يده وهو يصرخ بقهر , كان يحس بغليان في جسمه , ورجع ضربه زاد ماهر إحتضانه وهو يقول : تكفى لا تسوي في نفسك كذا , تكفى يا أخوي , أخاف أفقدكم الإثنين , تكفى لا تسوي في نفسك كذا ..
                  توقف عن ضرب الجدر وسحب نفس عميق و قال بهدوء : خلاص هديت ..
                  وغمض عيونه بوجع وهو يسمع صوت بكى سليمان مختلط ببكى ماهر بصرخات سامر وهو يسب بأقذع السباب عشان الجرعة , تمنى لو يقدر يروح في صحرا ويصرخ بكل قوته ويبكي بدون ما يسمعه أو يشوفه أحد لكن المشكلة دموعه عصية , ما يتذكر اخر مرة دمعت فيها عيونه , يمكن لمن مات جده وهو سنة رابع إبتدائي هي اخر عهده بالدموع , جلس ماهر على الكراسي وهو يحاول يهديه , جوا حرس الأمن وبعض الدكاترة وهم مصدومين من الكلام اللي نقله لهم واحد من اللي شافوا اللي يصير , لف عدنان على الدكتور وقال بهمس : وهو يأشر على سليمان : سجل هالمريض عندكم على مسؤوليتي و مايخرج قبل موافقتي ..
                  قال الدكتور بصدمة : لا يمكن علاج المريض لو هو مو راغب في العلاج ..
                  لف عليه عدنان وطالع فيه بصمت كان يبكي بحرقة , دنق وفك شماغه فتراخت يدين سليمان بلا مقاومة ورجع قام وطالع في الدكتور وقال : صدقني برغبته ..
                  حرس الأمن سندوا سليمان وأخذوه , رمى عدنان جسمه على الكرسي جنب أخوه وقال بتعب وهو يمد يده الغرقانه دم : وين الأوراق اللي لازم أسويها ..
                  خرج من ذكرياته وهو يقلب السيارة الحمرا بين يدينه وهو يسأل البايع : هذي تناسب ولد عمره 7 سنين ..
                  هز البايع راسه بحماس وهو يوريه سرعة تحركها والحركات اللي ممكن يسويها الطفل بجهاز التحكم الملحق بها , ابتسم وخرج جواله ودق على الرقم , أول ما وصله الصوت قال ببرود : السلام عليكم , كيف حالك سليمان ؟؟
                  وبدون مايستنى رده قال : أعطيني عبادي ..
                  ورجعت ابتسامته وهو يقول : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا والله , كيف حالك عبد الله ؟؟
                  وضحك وقال : لا وين , توني وصلت المدينة من وين أرجع الرياض بكرة ؟؟
                  وقلب السيارة وهو يسمع لوصف عبد الله للوقت اللي قضاه في قراءة القصص اللي أهداها إياه في المرة اللي فاتت , وهز راسه متفهم وقال : لا ما أزعل , إذا في كلمة مرة صعبة خلي ماما أو بابا يساعدونك بس مو كلها , أبغاك تتقوى في القراية أكثر , إلا عبادي اش تحب لون سيارة , أزرق ولا أحمر ولا أصفر , لا ما في ملونه كلها لها لون واحد ..
                  قهقه على كلمته وقال : يالطماع , كيف تلعب بثلاث سيارات ؟؟ لا تخليني أبطل وما أجيب ولا وحدة , ترى الطمع قل ما جمع , إي طيب ..
                  وقال للعامل : حط الحمرا ..
                  ورجع قال : يلا , مع السلامة , انتبه لأهلك وخليك رجال سامع , في امان الله ...
                  : أحد يشتري في الظهر ..
                  التفت للي وراه لقي ماهر اللي سأله واقف وجنبه سامر المبتسم , رجع لف على البايع و قال : عجبتني فوقفت عشان أشتريها , مين بيجيب الغدا إذا حضراتكم متسطرين هنا تراقبوني ؟؟..
                  قال ماهر بضحكه : رزوقو ..
                  زفر عدنان وقال : تصدقون حاس إني ما أدخل له من زور ..
                  تبادلوا نظرة قهقهوا بعدها من قلبهم , أخذ الكيس من البايع بعد ماحاسبه وهو يطالعهم ويسأل : خير توأم الشر , اش هالضحكة ؟؟
                  قال سامر وهو يحط يده على كتف عدنان ويمشى معاه من جنب وماهر من الجنب الثاني : للأسف أقولك إنه قال إنك ما تدخل له من زور وإنك زي حقين الجستابو ..
                  وقف عدنان وطالع في ماهر بدهشة ورجع طالع في سامر وتغيرت كل ملامحه الجدية لمن ضحك من قلبه و هز راسه وهو يقول : أحسن خليه يفكر هالتفكير عشان يكون بعيد عني ..
                  دقه ماهر وهو يقول : عدنان شوف الساعة 3 تطالع ..
                  التفت سامر على طول على اليمين وانتبه للبنتين اللي يطالعون فيهم بابتسامة تقول بصريح العبارة حياكم الله , وطالع عدنان في ساعته وقال : كيف 3 وإحنا دوبنا مصلين الظهر ..
                  طالعوا في أخوهم الكبير وقهقهوا مرة ثانية , دقه سامر وقال بهمس : قصده طالع جهة الساعة ثلاثه , يمينك ..
                  لف وأول ما شاف العبايات الملزقة والوجه المزين المكشوف قال بصوت عالي : اتقوا الله , استحي يابنت و غطي وجهك ..
                  دقوه ماهر وسامر وتحركوا بسرعة لمن لفوا البنات وجههم وتحركوا بارتباك وماهر يقول : الله يفضحك يالبدوي يا ولد الخيام , تحرك الله يفشلك , والله ولا على شكلك الرحيم اللي يشوف حلاتك يقول مغزلجي رقم واحد ..
                  وسامر يقول بحرج : ياخي فشلتهم قدام الخليقة , الكل قام يطالع ..
                  قال بحزم : ما أحب الحال المايل , لا ويطالعون كمان , زمن والله , الولد كان يحفى وهو يجري ورى البنات دحين البنت ترمي نفسها على الولد وهو ماشي في امان الله , الله يستر علينا ..
                  همس ماهر بمزح : سمور , اخر مرة نمشي مع هالأسد المتوحش المتحجر بيشرد الغزلان ..
                  ضحك سامر لمن لف عليه عدنان ورماه بنظره حادة وهو يقول : انت المتزوج تقول هالكلام , استحي وخاف ربك , ترى كل ماشفت بنت إعرف إنه أريج قاعد يطالعها واحد أو هي تطالع فيه ..
                  انصدم ماهر من كلامه الجاد وقال : ياخي انت ماعندك مزح , صدق جستابو ..
                  قال عدنان وهو يطلع الدرج بخطوات قوية ثابته : الحلال والحرام ما فيه مزح ..
                  لف على سامر وقال وهو يأشر على عدنان : أموت وأعرف ليش ما صار شيخ ..
                  : اششششششششششش لا يسمعك , تراه صاير شراره هالأيام ما أدري ليه ..
                  : هههههههههههه كبريت قابل للإشتعال ..
                  : حمود ومحيميد تراني سامعكم , تحركوا قبل ما أصك المصعد ..


                  ****************************


                  الساعة 10 المسا في جدة :
                  مطار الملك خالد الدولي :

                  جلست أزهار على مقاعد الانتظار وهي مستعدة تدفع كل ما تملك عشان تحط راسها على المخدة وتنام , كانت تحس عظامها مكسرة بشكل فضيع , جا وهو ساحب عربية فيها شنطهم , قامت وهي تكتم أنينها وتحركت وراه , كان رغم كل تعبه يتحرك بسرعته المعتادة , سحبت أزهار رجولها سحب وهي تحاول تجاريه , وقفوا خمس دقايق ينتظرون تاكسي حستها كإنها خمس ساعات من التعب , وما حسبت رمت جسدها داخل السيارة , كان ودها تنسدح لكنها استحت , مجرد ما شافت بيوت جدة حست بانشراح وراحة لدرجة نسيت تعبها وهي تقول بداخلها ~ اخ يا محلى الوطن ~ , ولمن شافت إنهم قربوا من شقتهم حست بالتعب يرجع لها وهي تفكر بتغريغ الشنط والملابس اللي يبغالها غسيل واللي يبغالها تطبيق والبيت اللي أكيد يبغاله تنفيض , جا حارس العمارة يرحب لمن خرجوا من التاكسي , سحبت نفسها وراحت لشقتهم ووقفت عند الباب وهي مستندة عليه بتعب , شويه ولحقها جاسم ووراه الحارس اللي شايل شنطهم , حطها وراح , دخلت الشقة بصمت , حط جاسم الشنط عند الباب وقال وهو يتحرك خارج : عندي مشوار مهم ..
                  ما فتحت فمها ولا سألته وين وهو ما كلف نفسه وقال , خرج وصك الباب وراه , طالعت في الشنط بهم وطالعت في أرجاء الشقة وهي تشوفها كإنها تدخلها أول مرة , علقت عبايتها وحطت الشنط في الدولاب بدون ما تفتحها , تروشت ولبست قميصها ورمت نفسها على السرير ونامت ...



                  ************************




                  بعد هذا الوقت بقليل :
                  في بيت الجدة حمدة :

                  : لعبه نغم قولوا يلا يلا , لعبه نغم قولوا يا ماشاء الله أووووووو أووووووو ..
                  غمضت حمده عيونها وقالت بطفش : واو يالصمخ ..
                  سكت الكل اللي يردد ويصفق والتفتوا لها , قال حسان الجالس في صدر الغرفة وحولينه أخواته وبنات أخته خولة : جدة نغني عشان نطربك شوية ..
                  قالت بعصبية : و مالقيت تطربني إلا بالإتحاد الله لا يبارك فيك وفيهم ..
                  قال وهو يعتدل في جلست : أنا ولد بنتك تدعين عليه مو مشكلة عيال الناس تدعين عليهم ليه , ولا عشانك أهلاوية ..
                  لفت يمين ويسار تدور عن عصايتها وهي تقول : والله إن ما قمت من قدامي يا أبو البنيت لا أضربك , مو جايب لي الصمخ والإزعاج إلا إنت والمهبل اللي حولينك ..
                  الكل صار يضحك على حسان اللي قام وبعد سفانة اللي جالسة جنبه وهو يقول : خشمي ماحد شافه , تراني ما أشوف وجهي بكبره طاح ..
                  قالت أسماء وهي تمد يدها له : خالو أهي عينك ..
                  سحب من يدها ورجعها في عينه وهو مغمض العين الثانية ويقول : جزاك الله خير , عيني الثانية محد شافها ..
                  ضحكت حمده غصب عنها على حركاته وقالت : انت ما تسيب التهولة حقتك هذي ..
                  رجع جلس وقال وهو يمسك جالون الموية الفاضي اللي كان يدق عليه : جده اش اللي مزعجك , ترى صوتي حلو ..
                  قلت حمده وهي تعدل جلستها فوق سريرها المحتل وسط الغرفة المتوسطة الحجم : عارفه إنه حلو بس مصدعه ما أبغى أسمع شي ..
                  قال وهو يحرك حواجبه بإغراء : أغنيلك يالي حيومه ..
                  قالت بحزم وهي تمنع ابتسامتها : لا ..
                  قال : شيخنا بن عيد ..
                  قالت : لولا , ما تسمع انت ؟؟
                  قال صالح اللي جالس على الكنبة اللي جنب سرير أمه : حسان خلاص , مادام قالت لولا انسى ..
                  قاموا البنات يعترضون وهم يترجون جدتهم تخلي حسان يغني , صح ذبحهم بأغاني الإتحاد اللي مو حافظ غيرها بس اسم إنه يسمعون صوته , قالت حمده : صالح ما عندك رجال يجون ياخذونهم ويفكونا من صمخهم ..
                  نطت الخنساء ومعاها سمية جلسوا على السرير حولينها وهم يضمونها وسمية تقول : قررنا نعيش عزابية عندك يا جدة ..
                  وقالت الخنساء وهي تدف سمية وتضم جدتها : ما نقدر نفارقك ..
                  بعدتهم حمده وهي تقول بعصبية ممزوجة بضحك : قوموا عني الله لا يكثركم , مخبل ...
                  جات نورة وهي شايلة صينية العشا وقالت : بنات قوموا عن جدتكم ذبحتوها ..
                  قال صالح بحزم : بنات قوموا تحركوا جالسات وأمكم واقفة ياللي ما تستحون , وانتم ..
                  ولف على سمية وأسماء وهو يقول : جدتكم تشيل وانتم قاعدات ..
                  دخلت خولة وهي شايلة صينية الشاهي والحليب وقالت : بنات هذي اليومين ما يتحركون إلا بالدف يا خالي ..
                  قالت حمده وهي تمسك صدر ثوبها وتهفهف به : كتمتوني ...
                  وصلحت طرحتها وهي تكمل : هذا كله من الشغالات عودتوهم على السدحة والتبطح , حتى كاسة الموية صاروا يتعايزون يجيبونها ..
                  رن جوال صالح برسالة , رفعه وهو يلبس نظارة القراية , تغير وجهه وهو يقرأ الرسالة المرسلة من جاسم (( عمي صالح ضروري أكلمك في موضوع مهم , لا تعلم أحد إني في جدة , حدد لي مكان نتقابل فيه )) ..
                  قام صالح على طول وقال : السلام عليكم ..
                  الكل انفجع من قومته المفاجأة , قام حسان بسرعة وقال : أجي معاك ..
                  قال له صالح بهدوء : لا ما يحتاج , موضوع بسيط ..
                  قالت حمده بخوف : أخوك صار فيه شي ..
                  هز راسه وقال يطمنها : والله مافي إلا الخير , أحمد في المدينة توه دق عليك يكلمك ياميمتي ...
                  وكمل وهو يخرج : موضوع عادي ..
                  خرج معاه حسان وهو يلح عليه : خالي بالله ما تبغاني أروح معاك ..
                  لف عليه وحط يده على كتفه وقال : صدقني لو أحتاجك بأكلمك , طيب ..
                  هز حسان راسه وقلقه غصب عنه يزيد , وجه خاله كان مسود من التوتر ..
                  أول ما خرج صالح دق على جوال جاسم , ولمن سمع صوته قال بخوف : انت متى جيت من ماليزيا ؟؟
                  وصله صوت جاسم الجامد وهو يقول : قبل نص ساعة , وأنا دحين عند باب بيتك ..

                  ****************************


                  تم بحمد الله الفصل الثالث عشر ...

                  تتابعون في الفصل الرابع عشر من عندما عبروا حدود الظلام : ورغم هذا تمضي الحياة ..


                  ........... قال بحدة : أنا لو أشوف واحد من عيال عمي واقف ويتكلم مع وحدة من أخواتي كذا بأذبحه وأذبحها بنفس السكين .......

                  ............رفعت يدها وصفعت ريم بكل قوتها وهي تصرخ : بس .......


                  ........... اختلطت صرختها باسمه بصوت صرير الكفرات المختلط بأصوات البواري ........

                  .
                  .
                  .
                  .
                  قراءة ممتعة بإذن الله ..

                  أختكم

                  & عاشقة أمها &

                  تعليق

                  • أحلى من الحلا
                    عضو فضي
                    • Aug 2007
                    • 539

                    #59
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الفصل الرابع عشر : ورغم هذا تمضي الحياة ..


                    هل شاهدتم يوما كيف تندفع مياه الأنهار ؟؟
                    بهدوء ورتابة ..
                    لا يوقفها أي عائق ..
                    مخترقة أعماق الغابة ..

                    هل رأيتم كيف تسير حمم البركان ؟؟
                    ساخنة مشتعلة ..
                    تكتسح كل ما حولها ..
                    تنهشها بحرارتها اللا محتملة ..

                    هل أبصرتم كيف يتحرك الإعصار ؟؟
                    بصخب وضوضاء ..
                    مقتلعا كل ما يمر به ..
                    دون أي استثناء ..

                    هذه هي الحياة ..

                    تسير بهدوء ورتابة وصخب وضوضاء ..
                    بوجع ومرارة بحب وهناء ..
                    ولد هذا ومات ذاك ..
                    ترملت تلك و تزوجت هذه ..
                    فرح هؤلاء وحزن أولاء ..

                    هذه هي الحياة ..

                    تكتسحنا أحداثها يوما ..
                    تخترق قلوبنا وربما تقتلعها أحيانا ..
                    ولكنها رغم هذا ..
                    تسير
                    وتسير
                    وتسير
                    دون هوادة ...

                    لن تتوقف لبرهة لأجل هذا ولا ذاك ..
                    ولن تنتهي عند موت هذا أو عيش ذاك ..
                    نعم , لن تنتظرك لتجمع شتات نفسك المحطمة ..

                    هذه هي الحياة ..

                    قم , انهض , أسرع واغتنم ..
                    فكل يوم يمر عليك
                    كل ساعة
                    كل دقيقة
                    كل ثانية
                    ستطوى , ستذهب ولن تعود ..
                    لن تعود ..


                    يوم الجمعة 10 / 6 / 1427 ه
                    الساعة 1 بعد منتصف الليل :

                    قطب صالح حواجبه وهو يقبض على جواله بخوف , همس بصوت مخنوق من أثر التوتر والترقب وهو يحاول يصبغه بالهدوء : أدخل أدخل تلقى مفتاح المجلس تحت الدعاسة اللي عند الباب ..
                    وصك الجوال وهو يفكر بعمق عن سبب كافي إنه جاسم يقطع رحلة شهر العسل عشانه ..
                    فتح جاسم المجلس ودخل وفتح الأنوار وشغل المكيف ورمى جسده المنهك على مساند الجلسة العربية , انسدح على ظهره بتعب وهو يطالع في السقف بصمت , ماشاف سيارة عبد الرحمن برا أو في المواقف , هذا معناته إنه مازال يهيت في الشوارع ويصيع مع أصحابه , غمض عيونه وهو يفكر بالبندري وحملها واعتدل جالس وهو يحس النار اللي في جوفه تزيد , دقايق وانفتح الباب وطل منه عمه اللي ما يبعد بيته أكثر من عمارتين عن بيت أمه , قام جاسم بسرعة وسلم على عمه اللي قال بخوف بلا مقدمات : خير ياولدي , خير اش فيه ؟؟ شغلتلي بالي ..
                    ماعرف اش يقول بالضبط , قال لعمه بهدوء : إجلس ياعم , إجلس ..
                    جلس صالح وهو يطالع فيه بصمت , سأل جاسم : فين عبد الرحمن ؟؟
                    تجلت ملامح الفزع والخوف على وجه صالح وهو يقول : عبد الرحمن صار فيه شي ؟؟ صار في ولدي شي ؟؟
                    هز جاسم راسه وقال وهو يحس بوجع من خوف صالح على ولده اللي مو مهتم فيه : لا , بس أنا أسأل فينه ؟؟ لأني أبغاه يحضر الكلام اللي بأقوله ..
                    زفر براحة ورجع قطب وهو يقول : راح تونس يتمشى مع أصحابه , قالي إنه تصافى مع واحد منهم كان متضارب معاه بعد زواجك وقرروا يسافرون ..
                    زفر جاسم وقال بعد تردد : أنا اللي كنت متضارب معاه يا عم ..
                    وكمل بعد لحظة صمت ذبحته فيها نظرات عمه المصدوم : تضاربت معاه لأني اكتشفت إنه مسوي علاقة مع البندري ..
                    مرت دقيقة يحاول عمه فيها يستوعب الموضوع حط بعدها يده على راسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , متى هذا الكلام كله ؟؟ ليه ماقلتلي من أول ؟؟
                    هز جاسم راسه وقال من بين أسنانه بغيض : ما أدري من متى ؟؟ و ما قلت لك لأني توقعت الموضوع انتهى من يوم خطبها , لكن اللي أعرفه إن الحقير جاها ودخل عليها كمان ..
                    دنق صالح راسه وهو يقول بوجه شاحب : لا , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
                    صرخ جاسم بداخله ~ ما تدري بالأدهى والأمر , ما تدري عن المصيبة اللي إحنا فيها ~ رفع صالح راسه وقال بتوتر وهو يحاول يطمن نفسه وإنه هذا نهاية الموضوع وهو يحاول قدر الإمكان إنه يتجاهل صرخات عقله اللي تقوله إنه أكيد هذا مو السبب اللي خلى جاسم يرجع من رحلته لأنه الخطبه كانت من زمان : بس الحمد لله , انخطبوا وانتهى الموضوع , صح ؟؟ صح ؟؟ ..
                    ولمن شاف جمود جاسم سأل بصوت غريب : مو هذا اللي مخليك تقطع رحلتك ؟؟
                    دنق جاسم راسه وهو يحاول يلقى عبارات تفهمه الوضع بدون ما يرتفع ضغطه أو يتعب قلبه الضعيف من الصدمة وهنا فكر بأزهار اللي حاولت قدر الإمكان توصل له الموضوع بأبسط طريقة , كيف قدرت تتحمل وتقول ؟؟ كيف قدرت تتمالك نفسها ؟؟ هو وهو رجال مو قادر يقولها , هز صالح كتفه وهو يستحثه بصوت خايف متوسل : جاسم انطق ..
                    قال من دون ما يرفع وجهه : أنا ما قدرت أكلم أبوية , ما قدرت لأنه هذا معناه إنه يموت لحظتها , البندري حامل يا عمي ..
                    فز صالح وقال بعصبية ووجه يتحول للون الأبيض من الصدمة : لا تكمل , ما أبغى أسمع أكثر ..
                    رفع جاسم راسه وطالع في عمه بأسى وهو يقول : لازم تعرف يا عمي , البندري حامل في 3 شهور من عبد الرحمن ..
                    رفع صالح يده لياقة ثوبه وفك أزرارها وهو يحس أنفاسه تختنق وبدأ يسحب أنفاسه سحب , قام جاسم بسرعة ومسك عمه وهو يقول بخوف : عمي ..
                    انزلق صالح من بين يدينه على الأرض , صرخ جاسم لمن شاف وجهه يزرق وهو ينحني له ويهزه : عميييييييييييييييييي ..
                    قال عمه بصوت مخنوق وهو يجاهد عشان يلتقط انفاسه : الح...بو..ب ..
                    دخل جاسم يده المرتجفه في جيوب عمه وهو يقول بخوف : الحبوب , الحبوب , الحبوب ..
                    ولمن لقيها فتحها بقوة خلت الحبوب تتطاير من العلبه , سحب وحده وقال وهو يجلس عند راسه ويرفعه : عمي , خذ , خذ ..
                    فتح صالح فمه بضعف , حطها جاسم تحت لسانه وهو يطالع فيه بصمت , غمض صالح عيونه يحاول يضبط نفسه المخنوق , ولمن بدأ اللون يرجع لوجه عمه جلس باعتدال على الأرض وهو يتنفس براحة , قام صالح لكن جاسم رجعه بحزم وهو يقول : ارتاح شوية ..
                    غمض صالح عيونه مرة ثانية عشان ما يشوف ولد أخوه الإنكسار والذل اللي رماه به ولده البكر , تأمل جاسم وجه عمه المغضن والتجاعيد اللي حولين فمه وعيونه وشماغه وطاقيته اللي طاحت وكشفت شعره الأبيض المختلط ببعض الشعرات السوداء , ولمن شافه يرفع يده عشان يمسح بها دموع ما نزلت مد يده ورص بها يد عمه وهو يقول : الذنب مو ذنبك يا عم , هو كبير ويعرف مصلحته , انت سويت اللي عليك و أكثر ..
                    فتح صالح عيونه وقام , جلس ودفن وجهه بين كفوفه و هو يقول بحسرة : ليه ما طلع زيك رجال يرفع راسي بين الناس ؟؟ ليه دايما ينكس راسي وهو بكري , أنا أبو عبد الرحمن , ليه ماطلع زيك رجال ؟؟
                    حس جاسم بكلمة عمه زي الطعنات في قلبه وهو يصرخ بداخله ~ لا تقول كذا يا عمي , أنا زي عبد الرحمن , من طينته لكن ربي رحمني بعدنان ~ , زفر صالح وقال : أستغفرك يارب , الحمد لله على كل حال ..
                    وبعد لحظة تفكير قال صالح : شوف , أنا بأتصل على عبد الرحمن وأخليه يجي على أول طيارة وإن ماجا رحت له بنفسي وجرجرته مع شعره زي الكللللللب عشان يصلح اللي سواه , و أبوك خليه عليه أنا أتفاهم معاه , والموضوع لا يطلع أبد , تراه هذي فيها فضيحة ممكن تنزلنا التراب طول عمرنا وتخلينا نمشي بين الناس منكسين روسنا ..
                    هز جاسم راسه متفهم وقال : تطمن , محد يدري بالموضع غيرنا ..
                    وكمل بتوتر : إلى الان ..
                    و بدؤوا يتناقشون الطريقة المثلى اللي يوصولون فيها موضوع البندري لأحمد ..
                    وبعد مناقشات طويلة وحلول كثيرة طرحت ورفضت خرج جاسم وراح للشقة , كانت الساعة وقتها تجاوز 2 ليلا , دخل الشقة وسحب شماغه المحطوط على كتفه ورماه على الكنبة وفصخ جزمته وشرابه ورمى كل في جهة ودخل غرفة النوم اللي كانت مظلمة وبارده من المكيف , رمى نفسه على السرير وهو يغمض عيونه بتعب ..



                    ************************

                    قبل صلاة الفجر :
                    في المدينة :

                    : قومييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
                    وحكت شعرها بقهر وهي تقول : حرام عليكم , ليش أنا اللي لازم أصحيها هذي البنبج ..
                    ضحكت سحر وهي تلبس عبايتها و قالت : معليش يا ريمو , تحملي , دورك ..
                    مسكت ريم مخدتها وضربتها بكل قوتها على ظهر العنود اللي ما تحركت من سدحتها ولا اهتز جفنها , قالت الهنوف تنصحها وهي تلحق سحر : جربي الموية , يمكن تفوقها ..
                    ضربت ريم الأرض برجلها وقالت : يا خوانات , أنا ورايا درج يا طوله ..
                    قالت سحر : الدور دورك , يا دوب نلحق قبل الإقامة عشان نصلي السنة ..
                    راحت ريم وتوضت ورجعت رشت موية على العنود وهي تحلف لها إنها تروح وتخليها , لفت سلافة على الجنب الثاني وهي تقول : اش الإزعاج هذا ؟؟
                    قالت ريم بغيض : وانتي مادام ماتبغين تصلين الفجر صحيها وخليني أروح ..
                    طنشتها سلافة وهي تغطي نفسها باللحاف , راحت صلت ركعتين السنة ورجعت تقوم العنود اللي توها تحركت جفونها , صرخت ريم : عنوووووووووووووود وصمخ ..
                    قامت العنود بسرعة وحكت شعرها وهي تقول بصوت نايم : ها ..
                    ضربتها ريم وقالت : يا دبببببببببببببببببب , ليه ساعة أصحيييييييييييييك ..
                    وصلهم صوت الإقامة , ضربت ريم رجلها على الأرض وقالت : فاتتني تحية المسجد , كلللللللللله منك ..
                    وضربت العنود بالمخدة , رجعت العنود وانسدحت , صرخت ريم : عنوووووووووووووود ..
                    قامت العنود وبعدت اللحاف وهي تقول بصوت نايم : خلاص , خلاص قمت ..
                    وراحت للحمام وهي تجر رجولها جر ..
                    قالت البندري : ريم صكي النور إذا خرجتي وعلي التكيف ..
                    ريم المقهورة من العنود قالت وهي تلبس عبايتها : ماني صاكة النور , قوموا صلوا يالكسالى , جايين المدينة عشان ننام ولا نغتنم الفرصة عشان نصلي الفروض في مسجد الرسول قد ما نقدر ..
                    وخرجت وهي تقول بعجلة : عنيدي أنا نزلت ..
                    توضت العنود بسرعة بالموية الباردة اللي صحصحتها ولبست عبايتها وسابت جوالها اللي مابدلته بالجوال الثاني اللي من دون كاميرا وشالت محفظتها بس ونزلت بسرعة بالمصعد اللي أخذت وقت إلين جاها , لكنها وصلت في نفس الوقت اللي وصلت فيه ريم , ولمن شافتها مستعجلة قالت : بنت , لازم نمشي للمسجد بتأني حتى لو قامت الصلاة , هذي السنة ..
                    قالت ريم : عارفة , أصلا ركعات الفجر تطول في المدينة ..
                    كان الجو مظلم وبارد نوعا ما , والناس حولينهم اللي يمشي بسرعة واللي ماشي على مهله , حريم و رجال , صغار مازالوا بملابس النوم و عجايز يتكئون على عصيهم أو يدفعونهم أولادهم على عربيات , كان الجو روحاني بشكل مهيب خاصة وصوت الشيخ يتردد في الأرجاء وله صدى محبب للنفس , فتشوهم حارسات الأمن ودخلوا للقسم اللي من دون أطفال , وهناك صلوا الفجر ولحقوا على الركعتين , بعد ما خلصوا صلاتهم جلست ريم تسبح بعد الصلاة و العنود تلف راسها يمين ويسار تدور على سحر و الهنوف ولمن يئست من شوفتهم قامت تسبح وتقرأ أذكار بعد الصلاة الكتوبة على ورقة بلاستيكية صغيرة أهدتها لهم سحر أول ما وصلوا المدينة , قالت وهي تشوف ريم تقرأ غيبيا : ما شاء الله حافظتها ..
                    هزت ريم راسها بصمت وهي تكمل قرايتها , طالعت في المكان اللي صار أقل إزدحاما من بداية الصلاة وابتسمت وهي تسمع صوت الحمام والعصافير , كل شي في المدينة يحسسها إنها في امان , في راحة نفسية وجو إيماني مددت رجولها وهي تطالع في القبة اللي فوقهم وتتأمل زخارفها الجميلة , لمن قامت ريم عشان تجيب مصحف قالت : ريمو جيبيلي مصحف معاك ..
                    وقامت لمن شافت سحر والهنوف جالسات أقصى يمينها على بعد صفين عنها وكل وحدة فيهم تقرأ في مصحف , أخذت المصحف من ريم وقالت : تعالي عند البنات ..
                    وراحت لهم وجلست جنبهم وهي تقول : سلامو ...
                    ردوا السلام وقالت سحر : زييييييين اللي قمتي ..
                    قالت ريم وهي تجلس : إذا عاد صحيتها إذبحوني , تووووووووبة ..
                    قالت العنود وهي تحط المصحف في حضنها عشان تعدل طرحتها : حرام عليكم , صحبتك ما تبغين لي الخير ..
                    قالت الهنوف باعتراض : نومك ثقيل وبتفوتين علينا الصلاة ..
                    لفت بوزها وقالت وهي تفتح المصحف : طيب حكون رحيمة , صحوني نص سشاعة إذا ماقمت روحوا عني ..
                    طالعوا فيها الكل بعيون واسعة , رفعت عيونها بعد الصمت اللي ساد وسألت لمن شافتهم يطالعون : إييييييييييه ؟؟
                    قالت سحر بعصبية وهي تأشر بيدها : نصصصصصصص ساعة يالمفترية معاك عن 10 ساعات للإنسان العادي , تطفشييييييييييييين ..
                    حكت شعرها وقالت : طيب ربع ساعة يووووووووووه ..
                    قالت ريم بغيض وهي تفتح مصحفها : خلونا في حزة رحمانية ..
                    وجلسوا يقرؤن بهدوء , كانوا معتادين على الجلوس من بعد الفجر إلى ساعة الإشراق وهم يقرؤون قران ويسبحون من عرفوا فضله , رفعت العنود راسها وقالت : تصدقون أزهار تقعد تقرأ القران إلى الإشراق حتى في بيتها مو بس في المسجد ..
                    قالت سحر : ما شاء الله , أنا يا دوب في رمضان أحاول ألتزم بها وتلقيني أيام أفوتها غصب من النعاس ..
                    ضحكت ريم وقالت : أنا غير المدينة ومكة ما أقعد إلى الإشراق , الله يهدينا يارب ..
                    ولمن ما علقت الهنوف قالت العنود بابتسامة : الهنوف كانت تقعد للإشراق في البيت لكن بعض ناس خلوها تهمل ..
                    رفعت الهنوف راسها عن مصحفها وقالت : عنيدي ..
                    قهقهوا البنات لمن شافوا وجهها محممممر من الخجل ...
                    وبعد ساعة انتبهت العنود للقبب اللي بدت تتحرك , صرخت بحماس تنبهم : القبة تحركت ..
                    دقوها كلهم وهم منحرجين من الحريم اللي التفتوا لهم بفضول , طنشتهم وهي تطالع في القبة بحماس طفولي , كانت القبة تتحرك ببطء و السما تظهر شوية شوية وأشعتها الخفيفة تغمر المكان , لمن توقفت القبة ضمت العنود يدينها لصدرها وقالت : ياي , أحلى منظر شفته في حياتي , الله يسعد اللي سواها ..
                    وقامت وقالت : يلا نصلي الإشراق , تراني جيعانة أبغى أروح اكل ..
                    قالت ريم وهي تسحبها و تجلسها : الأفضل نستنى على الأقل 10 دقايق بعد الإشراق عشان نضمن إننا مانصلي على قرون الشيطان ..
                    انتفضت وهي تقول بقشعريره : يمممممممه , أتخيل نفسي أصلي على قرون إبليس ...
                    صلوا الإشراق وخرجوا , اتصلت حنان على سحر وطلبت منها تجيب معاها لبن وليمون وعيش صامولي , صكت سحر جوالها وقالت : أموت وأعرف معانا ..
                    وقعدت تعد على يدينها وكملت : معانا 4 شباب و رجالين عشان على إيه ..
                    قالت ريم بحماس : أحسن عشان أنا أبغى أمر على بقالة ..
                    سحبتهم العنود قرب أجنحة طيبة وهي تقول : أنا أبغى المطاعم أول , جيعانة ..
                    وطالعت في الهنوف وريم وقالت : نفسي في طعمية ..
                    صرخوا الثنتين مع بعض : لا ..
                    استغربت سحر وقالت : ليه ؟؟ أنا مشتهية طعمية كمان ..
                    قهقهت العنود والهنوف تقول : انت مافهمتيها الهبلة المتخلفة هذي ..
                    ولفت ريم وقالت لسحر : من العام قعدت لنا على الطعمية كله حشمت العامل اللي يسويها ..
                    قالت العنود بطريقة مسرحية : والله يا سحر يفوتك نصصصصصص عمرك لو ماشفتيه , سبحان اللي خلقه , ياعليه جمال ..
                    شهقت سحر وقالت باستنكار وهي تضرب كتفها : يا وصخة , مايجوز تطالعين في الرجال , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
                    ضحكت العنود وقالت : والله ما تأملته والله , هي نظرة وحدة ..
                    قالت الهنوف بتريقة : إي صح , نظرة كل يوم ..
                    قالت العنود باعتراض : أتأمل إبداع الله في خلقه ..
                    قالوا مع بعض باستنكار : عنووووووووووود ..
                    وكملت سحر بإصرار : ما يجوووووووووز ..
                    سحبتها وقالت : طيب خلاص فهمت , أنا جيعانة ..
                    كانت في مجموعة مطاعم قدامها كراسي وجلسات , قالت ريم : أنا أبغى من كودو ..
                    تبعتها الهنوف وهي تقول : و أنا كمان ..
                    سحبت العنود سحر وقالت : تعالي من هنا ..
                    ووقفت عند المطعم وقالت : أربعة طعمية لو سمحت ..
                    قالت سحر بهمس : هذا المحل اللي تقولين عليه ..
                    هزت العنود راسها وهمست : واي , ما راح من العام , شوفيه ذاك العامل , يارب تخليله لأمه ..
                    ضربتها سحر على راسها وقالت : بنت ..
                    حكت العنود مكان الضربة وهي تقول : اي , عورتيني ..
                    وكملت بهمس : والله حق من حط شبابنا هنا يقطعون في السندويتشات وخلى الحليوة هذا يشتغل في شركة ولا يقعد على مكتب ..
                    مسكت سحر قهقهتها وهي تقول : الله يقطع إبليسك ..
                    قالت : والله , هذولي اللي ممكن يحسنون النسل , يعني عيالنا طاحوا فينا نبغى أجنبيات عشان نحسن النسل شوية , حتى إحنا نبغى نحسن النسل ولا هم لهم رب وإحنا مالنا ..
                    دقتها سحر وهي تقول : يا تسكتين يا أهفك بيدي , تراك فجرتي بطني من الضحك ..
                    أخذوا الطعمية و مشيوا والعنود تقول بمزح : ما يجي أسأله عن جنسيته ومؤهلاته , يمكن يكون في نصيب ..
                    قرصتها سحر وهي تقول : صكي حلقك ..
                    وأول ما شافت ريم والهنوف اللي شايلين أكياس وجباتهم ووجبات سلافة والبندري قالت : أنقذوني من هالبنت , ذبحتنييييييييييييي ..
                    قالت ريم : أول مرة تعرفين عنيدي ..
                    وتحركوا للفندق بعد ما مروا على بقالة صغيرة واشتروا الأشياء اللي طلبتها حنان وفوقها طلبات البنات , أول ما دخلوا الإستقبال قالت ريم : يالفشلة داخلين ومعانا أكياس الدنيا كإننا بنهاجر ..
                    وشافوا ثلاث شباب عند المصاعد فوقفوا على جنب , وصلهم صوت واحد فيهم يقول : يا لمفاجيع هذي كلها أكياس أكل ..
                    رفعت العنود راسها لمن ميزت الصوت وقالت باستنكار : رزووق ..
                    حط يده عند راسه بتحية عسكرية وقال : hi sis ..
                    وكمل بتريقة : بأسألكم خليتوا شي للناس بعدكم عشان يشترونه ..
                    قالت وهي مهي منتبهة للإثنين اللي وراه : رزوقوه أنا دبابة ما يأثر فيني شي لكن اللي معايا أناثي ما يتحملون مزحك الزغل , يعني لم لسانك ولا تتريق ..
                    ضحك ماهر غصب عنه وقال : محشومه والله بنت أحمد , مين قال دبابة ؟؟
                    دقه سامر باستنكار وهو منحرج بشكل مو طبيعي , انكمشت العنود وقالت بهمس : يالفشللللللللللللللللللللللة , هذولي أخوانك ..
                    ولمن وقف المصعد طلع عبد الرزاق وماهر , سحبهم سامر وقال : سحر تقدمونا إحنا نستنى المصعد الثاني ..
                    دخلوا البنات وناولتهم ريم الأكياس بحرج وهي تقول : الله يخليكم وحدة فيكم تمشي معايا ..
                    هزوا روسهم بصمت , سابتهم و راحت للدرج , لمن انصك المصعد نادها عبد الرزاق كإنه معتاد على الكلام معاها : هي ريم , على وين ؟؟
                    تمنت ريم لحظتها لو تنشق الأرض وتبلعها , همست وهي تلتفت له : بأطلع من الدرج ..
                    قال وهو يتقدم لها : وليه منتي رايحة بالمصعد ؟؟
                    حست بجسمها كله يذووووووب من الخجل والتوتر ~ هذا اش يبغى منيييييييييي ؟؟ رزاق ياحمار , انقلع عنيييييييييييييييييي ~ دنقت وقالت وهي تلعب في شنطتها بتوتر : ما أحب المصاعد ..
                    رفع حواجبه وهو يقول : whaaaaaaaat , وتطلعين سبعة أدوار عشان ماتحبين المصاعد ..
                    تحركت من عنده وقالت : عادي ..
                    ودخلت الباب اللي يودي للدرج وطلعت وهي تقول بهمس : تراب يالأهبل يالمتخلف , تكلمني كإني أختك ليه ؟؟ يعني لو اللي مكلمني واحد من عيال عمي جلال كان ممكن 24 ساعة وهم عندنا لكن عبد الرزاق , ماأتذكر متى اخر مرة شفته ..
                    وسمعت خطوات وراها , طنشتها ومشيت بثبات عشان ما تبين رعبها , وشويه حست بالخطوات تقترب منها أكثر , حاولت قدر الإمكان إنها ماتلتفت لكن لمن حسته على بعد خطوات عنها التفتت وصرخت لمن شافته قدامها , ضحك عبد الرزاق وقال : did I scared you ??
                    واتذكر إنه مو في فرنسا فقال : خوفتك ..
                    حطت ريم يدها موضع قلبها وقالت بعصبية وبلا شعور : لا والله ؟؟ بغيت توقف قلبي يالفالح ..
                    رفع حواجبه وقال : هذا جزاتي اللي ما أبغاك تمشين لوحدك ..
                    استحت منه ومن نفسها , بعدت عنه وهمست باختصار : تقدمني ..
                    قال ببرود : لا اش رايك نمشي جنب بعض ؟؟..
                    وتحرك قبلها , مشيت وراه بصمت , ولمن وصلوا للدور وخرجوا للممر قالت بهمس لمن وقفوا عند باب الجناح : شكرا ..
                    ابتسم وقال : لا شكر على واجب , أدخلي بس ..
                    وراح لجناحهم , وقبل ما تدق الباب انفتح وطلت من وراه العنود خارجة وهي لابسة عبايتها , طالعت فيها العنود بخوف وقالت : انتي هنا , خوفتيني عليك , ليش تأخرتي ؟؟..
                    قالت ريم وهي تدخل : مو أخوك الأفندي مسوي فيها عنتر زمانه , مطيح الميانة تقول يكلمك ولا يكلم البندري , قال إيه ماشي معايا عشان يرافقني ..
                    ولفت عليها وقالت بوجه محمر من الفشلة : تخيليني أنا وإياه في مبنى الدرج لوحدنا وهو واقف قدامي ويكلمني بكل أريحية ..
                    ضحكت العنود وقالت : أعذريه , جاي من برى , صدقيني على باله عادي يمسك يدك ويساعدك و انتي تنزلين من السيارة ..
                    فصخت طرحتها وهي تقول بقهر : موقفني باسمي قدام أخوان سحر ويسألني بكل هدوء ليش ماطلعت المصعد , قسما بالله حسيت قلبي بيخرج من كثر الخوف والحيا ..
                    ولمن دخلت الصالة لقيتهم قاعدين على طاولة الطعام وفارشين السفر والأكل , جلست جنب سحر وهي تحاول تخفف ضربات قلبها المتسارعة من هول الموقف ..



                    *************************


                    : مساعدة ..
                    حك عبد الرزاق حاجبه وهو يطالع في عدنان اللي صرخ بالكلمة استنكار وقال : إيوه مساعدة , يعني أخلي بنت عمي تمشي لوحدها ..
                    قال عدنان بغيض : لا دق حنك معاها واتمشى انت واياها وانت تحكيها عن حياتك في فرنسا وناقشها عن أهم النقاط الإيجابية اللي استفدت منها في رحلتك ..
                    انفجر التوأم بالضحك على منظر عبد الرزاق اللي مو مستوعب سبب عصبية عدنان , قال عبد الرزاق : اش التعقيد هذا , البنت زي وحدة من أخواتي ..
                    قال عدنان بحزم : لكنها مهي أختك , تقدر تقابلها , تجلس معاها ؟؟ إنت محرم لها , لا , يعني مهي أختك ...
                    : أنا أعتبرها زي أختي ..
                    قال عدنان بغيض : لكنها مهي أختك , ما تفهم ..
                    قال سامر : والله قلت له إنت من جدك بتروح معاها قال afcorse ..
                    زفر عدنان وقال بحدة : أنا لو أشوف واحد من عيال عمي واقف ويتكلم مع وحدة من أخواتي كذا بأذبحه وأذبحها بنفس السكين ..
                    حس عبد الرزاق بالتوتر للحظة وهو يتذكر موقفه مع سلافة , ماعمره تخيل عدنان عصبي وحار بهالشكل , حط ماهر يده على كتف عبد الرزاق بعد ماقام عدنان من عندهم وراح لأبوه وأحمد وقال : ترى عدنان ماعنده , الغلط غلط مايحب يسمع مبررات ولا أعذار ..
                    قال عبد الرزاق : هذي أول مرة أكتشف فيه هالشي , طول عمره هادي ..
                    ضحك سامر وقال : هادي ؟؟ مستحيل , ممكن تقول حليم لكن هادي أبدا مهي من صفات عدنان لأنه حار وحمقي وقت الغلط بس يعني إذا ماشي سيدا يكون معاك زي العسل لكن لو لفيت يمين ويسار يضربك بعصا ..
                    قال ماهر : أتذكر يوم كنت في الثانوي أقنعوني أصحابي أجرب سيجارة بعد ماخرجنا من المدرسة , ويوم حطيتها في فمي تفاجأت بعدنان قدامي , كان وقتها أولى جامعة ويمر علينا عشان ياخذنا , سحب السيجارة من فمي وأعطاني ذاك الكففففففف قدامهم كلهم و اللي خلاني أحرم بعدها أحط سيجارة في فمي , ومسك صاحبي اللي أعطاني السيجارة وطاح فيه بالعقال وإلى يومك هذا لا شفت سيجارة أتذكر الكف وصاحبي نفسه بطل السجاير بعد العلقة اللي ذاقها ..
                    قال سامر بخوف : يوووووووو أتذكر ذاك اليوم , الأساتذة نفسهم جووا يفكون أسامة من بين يدين عدنان , ومن بعدها صار لنا هيبة في المدرسة , محد يقرب مننا ويسموننا أخوان الشيطان ..
                    قهقه عبد الرزاق وقال : مستحيييييييييييييييل , انتم تتكلمون عن عدنان ولينا ماغيره ..
                    قال ماهر باحترام شديد وهو يتأمل عدنان اللي يصب القهوة لأبوه وهو يبتسم على شي قاله أحمد : هو ماغيره , ياليتني أصير نصه ..
                    وهمس بضيق : هديل الخسرانة برفضه , يعني اش في طارق مو في عدنان ..
                    دقه سامر يعني اسكت , لكن عبد الرزاق ما كان منتبه للي قاله وهو يقوم من مكانه رايح لأبوه عشان يشرب معاهم القهوة , همس سامر : لو سمعك عدنان كان ذبحك , تعرفه ما يحب أحد يتكلم عنها بسوء ..
                    همس ماهر بغيض : الكلبة رفضته بعد أسبوع من موافقتها عليه ووافقت على ولد خالتها بدون حتى ما تفكر فيه وفي مشاعره وما يبغى أحد يتكلم عنها , أنا ودي أقتلها وأقتل زوجها اللي خطبها وهو مهو مهتم إنها مخطوبة لغيره , ما فكر حتى إنه الخطبة على الخطبة ما تجوز ...
                    قال سامر : عدنان عارف إنه هذي خيره له ..
                    سأله ماهر باهتمام : طيب ما دام عارف إنها خيرة ليش ما خطب إلى الان ؟؟
                    طالع سامر في عدنان اللي رمى عبد الرزاق بنظرة حادة قبل ما يلف وجهه للتلفزيون المفتوح على العربية وهمس بتفكير : ليه رافض العنود ؟؟ أكيد وراه شي ..
                    دقه ماهر و سأل بتريقة : وانت ليش مهتم لهالدرجة بهالبنت ؟؟
                    تبادل نظرة طويلة مع ماهر قبل ما يهمس : يمكن لأني قابلتها في المخزن وصكيت فمها بيدي عشان ما تصرخ ..
                    توسعت عيون ماهر وصرخ : يالملعوووووووووووووون ..
                    التفت الكل عليهم وضربه سامر وهو يغمز له يعني اسكت وهو يقول بهدوء مصطنع : طيب لا تلعن ..
                    وقال أبوه وهو يطالع فيه بحدة : ماهر , كم مرة قلنالك اللعن حرام ؟؟ ..
                    ابتسم ماهر وقال بتوتر ونظرة أبوه زي السوط على جلده : ما تروح من لساني ..
                    قال ببرود : يوم تعرف إن أول اللي يدخلون النار اللعانون بتروح عن لسانك ..
                    قام ماهر وسحب سامر وهو يقول : إن شاء الله , عن إذنكم ..
                    خرجه من الجناح وقفل الباب ولف عليه وقال : متى صار هالكلام كله ؟؟
                    تردد سامر قبل ما يقول : أول يوم جينا فيه ..
                    : ا يالملعون , إي والله يالملعون ..
                    : ماهر ..
                    : طيب طيب , من قهري منك , ليه ماقلتلي من بدري ؟؟
                    وسحبه بعيد عن الجناح وقال : قولي اش الموضوع بالضبط ومن البداية ..
                    سحب سامر يده وقال : ولا شي , دخلت المخزن وهناك قابلتها , كانت بتصرخ صكيت فمها وقلتلها بلا فضايح وانتهى الموضوع ..
                    ضرب ماهر قبضة يمناه في راحة يسراه وهو يقول : اخ ليش هالمواقف ماتصير لي أنا ..
                    ضربه سامر على كتفه وهو يضحك ويقول : لا تسمعك مرتك تجيب أجلك , بعدين من حلاتها هالمواقف , والله إحراج ..
                    طالع فيه وهو مبتسم بخبث , رماه سامر بنظرة حادة وهو يقول : خير ..
                    سأل بضحكة : هذا الموضوع اللي ما خلاك تنام يومين ..
                    تسارعت ضربات قلبه وهو يبعد وجهه عن توأمه وهو يقول : لا , مو هذا الموضوع ..
                    دقه ماهر وقال : توأمك يالثور أعرفك يوم تبعد وجهك يعني كذاب ..
                    لف عليه باستنكار وقال : لا تخليني أندم إني علمتك باللي صار ...
                    قهقه ماهر من قلبه وقال وهو يتنهد : يقطع الحب شو بيذل ..
                    ضربه سامر وقال : خليتها حب مرة وحدة , صدق ما عندك سالفة ..
                    : طيب متى بتكلم أبويه على الخطوبة ؟؟
                    : ماهر انت تتكلم من جدك ؟؟؟
                    قال بتريقة : لا من عمي , أكيد من جدي ..
                    : وعدنان ؟؟
                    : اش فيه عدنان ؟؟ لو يبغاها كان تكلم من أول ما انعرضت عليه , هو مهو صغير عشان يرفض وهو مهو متأكد من اللي يقوله ..
                    هز سامر راسه وقال بعناد : لا يعني لا , ولووووو فكرت في الموضوع بشكل جدي مو دحين , نهائيا ..
                    سأله بضيق : وإذا راحت عليك البنت ؟؟..
                    قال سامر بحزم : نصيب ..
                    ورجع قال بتريقة يقلده : وليش مهتم لهالدرجة في الموضوع ؟؟
                    قال بغيض : كنت أبغاك تتزوج معايا في نفس يوم زواجي , أمنيتي نتزوج في نفس اليوم , لو خطبت دحين وتم كل شي ممكن نتزوج في نفس اليوم ..
                    ضحك سامر على أمنيته اللي كانت دايما أمنيتهم لكنها تغيرت من صار له اللي صار , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير ..
                    وحط يده على كتفه وقال : يلا نرجع واقفين في الممر وحفيانين كمان ..
                    طالع ماهر لرجولهم و انتبه إنهم حفيانين , ضحك وهم راجعين للجناح ...



                    *****************************

                    تعليق

                    • أحلى من الحلا
                      عضو فضي
                      • Aug 2007
                      • 539

                      #60
                      الساعة 2 ونصف بعد الظهر :
                      في الفندق :

                      : ريما عندك رقم رزوق ؟؟
                      فتحت ريم عيونها على الاخر وهي تقول للهنوف : نعم , وليش يكون عندي رقمه ؟ بأي صفة ؟؟
                      ضحكت الهنوف وقالت : ما قصدت شي , أبغى أدق عليه وما فحالي أروح أرجع الشريحة في جهازي ..
                      قالت وهي تطالع في الجوال اللي في يدها واللي بدون كاميرا عشان تقدر تدخل به المسجد : كم مرة قلنالك احفظي الاسماء في الشريحة مو في الجهاز , بعدين انتي لو طلبتي رقم حمودي ولا حمادة كان أعطيتك إياه , حتى سويلم عندي رقمه ..
                      أشرت لها على جوال العنود وقالت : لازم تدلعينهم , تراهم كبار 19 و 16 ..
                      مسكت الجوال وفتحته هي تقول : عادي , أصغر مني ..
                      قالت : محمد اللي تدلعينه حمودي أصغر منك بسنتين بس ..
                      جلست تلعب في جوال العنود وهي ناسية هي مسكته ليه , وفتحت صندوق الوارد
                      كعادتها لمن تمسك أي جوال وأول ما قرأت الرسالة رجعت طالعت في اسم المرسل وهي تحس بذهول , قالت الهنوف : ريييييييييييييم , أعطيني الرقم بسرعة ..
                      دخلت العنود وسألت : اش عندكم , كلنا قاعدين في الصالة إلا انتم ؟؟
                      وشهقت لمن شافت جوالها في يد ريم جرت بسرعة وسحبته وهي تقول بخوف : فتحتيه ..
                      طالعت فيها ريم المصدومة بصمت معبر , تغير وجه العنود وهي تهمس : قريتي الرسالة ..
                      قامت ريم بسرعة وتجاوزتها وهي مطنشتها , مسكت العنود يدها وقالت : ريما ..
                      سحبت ريم يدها بخشونة وقالت بحزم : هنوف اطلعي ..
                      وقفت الهنوف ونقلت نظراتها بينهم بخوف وهي تسأل : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟
                      قالت ريم وتنفسها يحتد : هنوف رجاء اطلعي الموضوع بيني وبين العنود ..
                      صكت الهنوف الباب وقالت : ماني طالعة , اش عندك انتي واياها تكلموا ...
                      كانوا ملتزمات الصمت , ريم تطالع في العنود بحدة والعنود تطالع فيها برجاء , صرخت الهنوف : تكلموا , تراكم خوفتوني ..
                      قالت ريم بصوت مخنوق : عشان كذا رفضتي إن عبد الإله يتقدم لك ..
                      غمضت العنود عيونها بألم لمن شهقت الهنوف وهي تقول : رفضتي عبد الإله ..
                      وفتحتها وهمست برجاء : ريما افهمي ..
                      طاحت دمعتين على خدود ريم وهي تقول بصوت تصنعت فيه الثبات : مامن حقك ترفضينه عشان سفانة , هو اختارك انتي , ما اختار ست سفانة , إحنا ماعندنا هذي الهبالات والسخافات اللي جالسه تكتبها سفانه , ما عندنا شي اسمه حب قبل الزواج , أصلا من وين تحب عبد الإله ولا ..
                      حست العنود بطعنات في قلبها وبلا شعور رفعت يدها وصفعت ريم بكل قوتها وهي تصرخ : بس ..
                      صرخت الهنوف بصدمة : عنوووووووووووووووووووود ..
                      رصت العنود الجوال بكل قوتها وهي تصرخ في ريم اللي طالعت فيها بذهول وهي تبعد خصلات شعرها اللي طاحت على وجهها : أصلك وقحة الرسالة اللي شفتيها كانت أسرار , فاهمة يعني إيه أسرار , يعني حتى لو شفتيها بالغلط مفروض ما تقولين محتواها و كمان تتريقين على صحبتها بهالشكل ..
                      وبلا مقدمات رمت الجوال بكل قوتها على الجدر وهي تصرخ : أنا كان مفروض أمسح هالرسالة من بعد ما قريتها , الغلط غلطي أنا ..
                      ورصت شفايفها المرتجفة بكل قوتها وهي تطالع في ريم والهنوف المصدومات منها , قبضت يدينها وفردتها وهي تقول بصوت مخنوق : ما توقعتها منك يا ريم ..
                      ونزلت دموعها وهي تقول : صدمتيني , ما توقعتها منك , ترى هذي اللي تتكلمين عنها بكل هالوقاحة والحقارة توأمي ..
                      وأشرت على صدرها وهي تكمل : النص الثاني لروحي , ما أسمح لك تتكلمين عنها بهالطريقة ولا إنت ولا عشرة من أمثالك يسوون شعره من شعر راسها فاهمة ..
                      ومسحت دموعها وخرجت من الغرفة اللي انفتح بابها وطلت منه سحر وهي تقول : بنات اش عدنكم أصواتكم وا.......
                      وسكتت لمن مرت من عندها العنود زي البرق , التفتت للهنوف وريم وقالت : بسم الله , اش فيه ؟؟
                      صاحت ريم من قلبها وهي تغطي وجهها وتسنده على صدر الهنوف اللي ضمتها وهي تقول : ما أدري , ما أدري اش صار ..
                      جاتهم سلافة وسألت : what happing عنود جالسة تلبس عبايتها ..
                      صرخوا الهنوف وسحر مع بعض : نعم ..
                      تحركت سحر بسرعة ولحقتها قبل ما تخرج , سندت الباب بيدها وهي تقول : عنووووووووود وين رايحة ..
                      وصلها صوت العنود الواضح فيه البكى وهي تقول : المسجد , بأروح أصلي ..
                      طالعت سحر في ساعتها وقالت : أي صلاة الساعة 2.30 لا ظهر ولا عصر ...
                      قالت العنود وهي تبعدها : سحر الله يخليك بعدي , مافي مكان هنا ياخذ الواحد فيه راحته ..
                      قالت بحزم : طيب استنيني ..
                      وراحت بسرعة سحبت عبايتها وقالت لأمها وهدى اللي قاعدين ينتظرون نتيجة الموضوع : تهاوشوا شوية وبنروح نتسوق أنا و العنود , إذا تبغون شي دقوا على الجوال ..
                      ولمن وصلت عند الباب لقيته مفتوح والعنود مهي في , صكت الباب وهي تسرع في خطواتها لقيتها واقفة عند المصاعد , دخلوا المصعد وساد صمت يخترقه صوت شهقات العنود اللي قاعدة تبكي بصمت , خرجوا من الفندق ومشيوا بصمت مسافات طويلة في التوسعة , تجاوزوا أبواب كثييييييييييرة ممكن تدخلهم وأخيرا دخلوا للمسجد وهناك انصعقت سحر لمن شافت وجه العنود المحمر من كثر البكى وعيونها الغايرة من كثر الدموع , صبت من موية الزمزم شربتها وغسلت بها وجهها وطرطشت شويه منها على صدرها اللي تحسه نيران تشتعل , صلوا تحية المسجد وجلسوا بصمت , التفتت سحر للعنود وابتسمت , طالعت فيها العنود بصمت لثانية ورجعت دنقت راسها وانسدحت وهي تسند راسها على فخذ
                      سحر , حطت سحر يدها على جبينها وجلست تمسده بهدوء وهي تقول : ترى الحياة قصيرة تضيعينها في زعل وصياح ..
                      قالت بصوت ثقيل مخنوق ودموعها تنزل من عيونها غصب عنها : لو الموضوع عني أنا ما همني , لكنه عن وحده ثانية , وحده ائتمنتني على أسرار ما قالتها بينها وبين نفسها بصوت عالي عشان ما يسمعها أحد , وحده اعتبرتني أكثر من أخت لها , لو وصل الموضوع لها اش بتقول عني , فتانة وما أكتم الأسرار , حلفتني أمسح الرسالة أول ما أقرأها لكني نسيت , وقرتها ريم , أخسسسسسسس شي لمن تحسين نفسك عريانة ومافي شي يحميك قدام أحد , أنا عريت سفانة قدام ريم , وريم ما قدرت الموضوع , جلست تتريق , خلتني أسوي شي كبييييييييير وأقول كلام جارح ما أدري من وين طلع ..
                      مدت سحر يدها ومسحت عيون العنود وهي تقول : ما فهمت من اللي تقولينه شي , وما بأطالبك إنك تشرحين , كل اللي أقدر أقوله إن اللي يحب يسامح , صح ؟؟ يعني إنت سواء اضطريتي لجرح ريم ولا من غير قصد عريتي سفانة على قولتك محد بيلومك لأني متأكدة إنهم بيقدرون إنك ما قصدتي إنه يصير اللي صار , غصب عنك ..
                      لفت نفسها ودفنت وجهها في جنب سحر وبكاها يزيد وهي تقول : جرحتهم الثنتين في وقت واحد ..
                      ضحكت سحر وقالت : يعني دحين هذا اللي مزعلك , يازينك يالعنود ..
                      وحطت يدها ورى راس العنود وعصرته وهي تقول : قومي ما عندك سالفة , على بالي بأروح أضارب ريم ليش مزعلتك و أتاريك زعلانه ليش زعلتيها , والله تحححححححححفة ..
                      قالت العنود وهي مهي راضية ترفع راسها : صفعتها وسبيتها , اللي سويته شي مو هين , قلت كلام فضييييييييع ..
                      تنهدت سحر وقالت : من ناحية الكلام إنتي تعرفينا إحنا البنات تقعد في قلوبنا الكلمة إلين نموت ..
                      رفعت راسها باستنكار وقالت : يعني بالله هذي طريقة تهونين فيها الموضوع عليه ست سحر ..
                      ضحكت سحر على عيونها وقالت : اش أسويلك لي ساعة أكلمك وإنتي منتي راضيه تسمعين , بعدين الحق حق , طالعي عيونك صار لها كرش ..
                      قامت العنود وضربتها على راسها وهي تقول : تراب , عارفة التراب سفييييه ..
                      قالت سحر بهمس وهي تتلفت : إحنا في المسجد يال إنتي والفاظك ال , حتى بيت الله ما عندك إحترام له ..
                      زفرت العنود وقالت : الله يغفر لنا ..
                      وطالعت في الحمامة اللي طارت من قدامهم وصوت هديلها يبعث مشاعر غريبة بداخلها ..


                      **************************


                      في نفس الوقت في جدة :

                      طالعت في جوالها بتردد وردت وهي تهمس : نعم ..
                      وصلها صوتها العالي المرح وهي تصرخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , إزيك يا عسل ؟؟..
                      ضحكت منى بعد ماحست بانفراج أساريرها من الراحة وقالت : هلا والله زهووووووووورة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
                      : يا مخصك وانتي مؤدبة , مووووووووو لايق , يعني يعني , نعم بهدوء ..
                      ضحكت منى وقالت : مالت عليك يالدب , خفت لأني ماعرفت رقمك ..
                      قالت أزهار بدلع : هذا رقم بيتييييييييييييييي , سجليه باسم بيت الحلوة ..
                      ضحكت منى وقالت بعناك : والله بأسميه بيت أخت الحلو ..
                      وصلتها شهقة أزهار وهي تقول : يالوصخه , مطيحة الميانة من دحييييييييييييييييييييييييييييييين ...
                      قهقهت منى وقالت : لا , قدامك بس , أصلا حتى لو بأتجرأ أخوك مايعطي مجال ..
                      : اه منك يال ...... , الله يهني أخوي بك والله ..
                      استحت منى وقالت بهمس : الله يقطع شرك , فشلتيني ..
                      وانتبهت لحظتها وصرخت بطول صوتها وهي تنط من سريرها : من بيتك ؟؟؟ انت منتي في ماليزيا ..
                      : اشششششششششششششششششششششششششششششش , الله يفضح ابليسك , ليه ما تمسكين مكرفون وتصرخين في الحارة إني رجعت من ماليزيا ؟؟ ..
                      ضحكت منى وقالت بصوت منخفض : غصب عني , صدمتيني , ليش رجعتي ؟؟
                      وافنقتخ باب غرفتها وطلت منه أمها , ابتسمت وأشرت لها إنه مافي شي , خرجت أمه بعد مارمتها بنظرة عتاب وأزهار تقول بهدوء مختصر وبلهجة اللي ينهي الموضوع : ظروف لجاسم عشان كذا رجعنا , بس الحمد لله استانست ..
                      : أها , طيب اش طراني على راسك ..
                      : معليش ما طريتي على راسي إلا عشان أبغى أعرف فين عمور وما أبغى أدق على جواله ..
                      شهقت منى وضربت صدرها وهي تقول : يالننننننذله ..
                      ضحكت وقالت : اسفة ما أعرف أكذب ..
                      حكت منى شعرها وقالت : طيب , شكرا , عمور عنده اليوم تسميع المصحف كامل وهو قالي إنه بيروح بعد صلاة العصر عشان يراجع مع مهند في بيته ومن بعد المغرب إلى بعد العشا بيسمع للشيخ ..
                      : ما ششششششششششاء الله معطيك تقرير اليوم كامل ..
                      وضحكت لمن ما ردت عليها منى اللي واضح إنها مهي عارفه اش ترد وقالت : أمزح معاك , الله يهنيكم يارب , اسمعي , أبغى أسوي له مفاجأة , قصدي بأجي البيت وأفاجأه وقلت خليني أشوف هو فين , بس إلى الان ما سألت الباشا اللي عندي وما أعرف إذا بيرضى نزوره اليوم ولا بكره فقلت ليس لدي إلا مرته الحلللللللللللللللللللوة حتى تخبرني أين يمكن أن أجده اليوم أو غدا ..
                      : يخلف الله على لغتنا ...
                      ضحكت أزهار وهي تقول : مالت عليك قلت أخاطبك بلغتك ..
                      وبعد محادثة طويلة شرحت لها فيها عن بعض الأشياء اللي شافتها في ماليزيا صكت منى الجوال وحطته على الطاولة وهي تفكر بسبب مقنع لرجوعهم من رحلة شهر العسل ولمن يئست قامت من مكانها وخرجت لأمها وأبوها الجالسين يتقهون في الصالة وهي تقول : مامييييييييييييييييييييي , اسفه ..
                      وضمت أمها وهي تقلها سبب صدمتها عشان تقدر الصرخة اللي صرختها ..


                      ***********************


                      تنهدت وهي تطالع في الساعة وقامت بسرعة , راحت للغرفة وانصدمت لمن لقيت الأنوار اللي فتحتها مقفله , زفرت وراحت تصحيه وهي تقول : جاسم ما صارت , بيأذن العصر و انت ما صليت الظهر ..
                      لها ساعة تصحيه بنعومة ودلع , خلاص جا وقت الحزم , حطت يدينها على خصرها وقالت : جسووووووووووووووومووووو ..
                      رفع راسه عن المخده ورماها بنظرة خلتها تبتسم وهي تهمس : الصلاة ..
                      لف وجهه بصمت ورجع تلحف , زفرت وتحركت خارجة , قال بصوت بارد : صكي النور ..
                      ترددت طويل وبعدين اضطرت تقفل النور خوف منه وصكت الباب وهو تقول بهمس : عاد هو لا عصب يصير شين , استغفر الله ..
                      جلست في الصالة بصمت وهي تراقب عقارب الساعة وعقلها في مكان ثاني , الصمت المهيب ما يخترقه إلا صوت تكات عقرب الثواني ونفسها الهادي , ربع ساعة مرت وهي على نفس الوضعية كانت تحس روحها خارجه عن جسدها وتتطلع للمنظر بسخرية , رجع لنفس الشعور المتعب اللي حسته يوم حديقة القرود , نفس الفتور , نفس الضيق , قامت وهي تنفض هالشعور وراحت لغرفة التلفزيون ..


                      **************************

                      في المدينة :

                      زفرت الهنوف وقالت وهي تمسح شعر ريم المنسدحة على السرير وهي دافنه وجهها في المخده بصمت : ريمان حبيبي , صدقيني العنود ماقصدت تضربك , والله ..
                      اهتز جسم ريم كله من أثر شهقاتها وماردت على الهنوف اللي كملت : يلا قومي توضي عشان تنشطين نفسك , شويه ويأذن العصر ..
                      قالت بصوت ثقيل ك ما أبغى أروح ..
                      مسدت ظهرها وهي تقول : بتجلسين لوحدك هنا ..
                      لفت وجهها ومسحت دموعها وقالت : أبغى أجلس لوحدي ..
                      زفرت وسلمت على راسها وهي تقول : طيب لا تزعلين نفسك ..
                      وقامت وأشرت بصمت للبندري وسلافه اللي واقفين بعباياتهم عند الباب , طفت الأنوار وقفلت الباب , سألتها سلافه بقلق : لساعها تبكي ؟؟
                      قالت الهنوف وهي رايحه عشان تلبس عبايتها : خلوها لوحدها ..
                      وانتبهت لأمها الواقفه وراهم بقلق , ابتسمت وقالت : عادي يا أمي تضاربت هو والعنود زي دايما , ما تعودتي عليهم لسه ؟؟..
                      قالت هدى وهي تفرك يدينها : وأختك الله يهديها ما فكرت إنه الضعيفه هذي من دون أبوها وأمها , زعلتها وخلتها تصيح ..
                      طبطبت على كتف أمها وهي تقول : أمي لازم تصير بعض الخلافات , مو معقوله بيكونون سمن على عسل على طول , عادي بيرجعون بعد المضاربه أحسن من أول ..
                      وهي رايحه شافت نور تتوضأ , انتبهت إنها ما تسمح على شعرها وبعدين أذانيها , تمسك بيدها مويه وتغسل بها جبينها ثلاث مرات وبعدين تمسح أذانيها , راحت لها وقالت بابتسامة : نويره ..
                      التفتت لها نور وقالت وهي تبعد عن المغسله : انتي يبغى وضو ؟؟
                      هزت راسها بإيوه وقالت : نادي خديجة و ناتيا وتعالي ..
                      اجتمعوا الشغالات حولينها , ابتسمت وقالت : شوفوا كيف وضوء , طالعوا زين ..
                      وبدأت تتوضأ قدامهم بتأن وهم يطالعون فيها بفضول , ولمن مسحت على شعرها مره وحده اختلطت أصواتهم وهم يتناقشون بلغتهم , لفت عليهم وقالت وهي تنزل رجلها عن المغسلة بعد ماغسلتها وخللت المويه بين أصابيعها كويس : ها شفتم كيف الوضوء ؟؟ يلا وحده وحده تتوضأ قدامي ..
                      وبدأت خديجه والهنوف تراقبها بإمعان , وأشرت لها على كوعها وقالت : هذا كله كله إلين فوق عشان يوم القيامه تجين وهذا نوووور ..
                      ضحكوا الشغالات بحماس وهي تفهمهم أشياء عمرهم ما عرفوها , قالت سلافه : ناتيا عندنا من أربع سنوات عمري ما فكرت أشوف وضوءها ولا حتى إني أكلمها واخذ و أعطي معاها ..
                      طالعت البندري فيها بحسرة وقالت : ياليتني زيها , ما شاء الله الشغالات كلهم حتى شغالات عماني يموتون عليها , دايما تكلمهم لدرجة أحيانا تلقينها واقفه معاهم فوق الساعة وهي تشرح لهم عن شي معين ..
                      وزفرت وهي تصرخ بداخلها ~ ياليتني خديجة ولا نور , ياليتني الشحادة اللي في الشارع , أهم شي ماني البندري ~ تحركت لمن حست بالوجع يرجع لقلبها وبطنها وقالت : يلا نمشي ..
                      مشيت معاها سلافه وهي تنادي الهنوف اللي لحقتهم وهي تقول : سوي كويس كويس ..
                      ابتسمت حنان وقالت لهدى اللي خرجت من غرفة البنات اللي تطمن فيها على ريم : على كثر ما شفت هالبنت كل يوم اكتشف فيها شي , ما شاء الله عليها ..
                      ابتسمت بفخر وهي تلبس عبايتها وقالت : الله يحفظها يارب ويزوجها في أقرب وقت , مع إني ما أبغى أفارقها ..
                      ضحكت حنان وهي تخرج وتأشر للشغالات يلحونهم وقالت : هذا إحنا يابنا ياعلينا , نبغاهم يتزوجون ونخاف يبعدون عننا , هذي سنة الحياة ..
                      أول ما شافت البندري جدارن الحرم الرمادية الشامخه ومناراته العاليه حست بمغصها يزيد , ولمن شق عنان السماء صوت المؤذن : الله أكبر ..
                      توقفت عن المشي وقالت : برجع لريم ..
                      التفتوا لها الثنتين بصدمه وقالت الهنوف وهي تمسك ذراعها : اش بك ؟؟
                      هزت راسها وقالت بألم حاولت تخبيه : شكل ال*** نزلت ..
                      الهنوف استشفت الألم في نبرات أختها , هي تعرفها تتعب كثير لمن تجيها , حطت يدها على بطن البندري وهي تقول : تمغصك كثير ..
                      تراجعت البندري بسرعه عنها وهي تصرخ بلا شعور : لا تلمسينها ..
                      وطالعت بخوف في عيون الهنوف اللي تصنمت بصدمه وهي تطالعها بتساؤل , والتفتت لسلافه وهي تتخيل ابتسامة شماته فيها , ~ البندري هذي تهيؤات , تهيؤات , يكون حست الهنوف بكبر بطني عشان كذا مصدمة , عرفت إني حامل , لا , لا , بندري اهدي , اهدي ~ أعطتهم ظهرها وقالت : أنا راجعه ..
                      وتحركت بسرعه , ولمن جات بتلحقها الهنوف مسكتها سلافه اللي انرعبت من صرختها المفاجئة ومن نظرات عيونها الغرييييييييييييييبه وقالت بخوف حاولت تداريه عن الهنوف : سيبيها ترجع , أكيد ممغوصه ..
                      : أرافقها إلين أطمن عليها ..
                      سحبتها سلافه وقالت : ماعليك بتقابل ماماتي وماماتك في الطريق , يلا تحركي ..
                      أول ماشافت أمها وحنان جايين من الطريق حولت وجهتها من طريق ثاني , كانت مشاعرها المضطربه المتوجعه المختلطه على شفير الإنفجار , يعني ممكن تصرخ بالحقيقه في وجه أمها لو سألتها بعيونها الخايفه البريئة عن وجعها , ~ يارب أنا اش سويت في نفسييييييييييييييي , اش سويت في اللي حوليني ؟ يارب أنا عارفه إني ما كنت أركعها , ما صليت لك فرض تكاسلا , يارب أنا عارفه إني أخطيت كثيييييييييييييييييييييييييير , سامحني يارب ولا تفضحني , أتوسل إليك تسامحني يارحيم وماتفضحني ~ طلعت درجات الفندق وهي تحس بمغصها يزيد بشكل فضيع , كانت تحس بش دافي يتسلل , تحركت بصعوبه وهي ترص شفايفها بقووووة , المغص تحول من أسفل بطنها لضربات قويه في نهاية ظهرها , تعثرت في مشيها وهي تحاول تسحب نفس , قوة الوجع خنقت أنفاسها , رفعت راسها المنحني من الوجع وانتبهت إن الدنيا تدووووور حولينها صرخت بداخلها ~ يارب لا , يارب أتوسلك لا تفضحني ~ سألها حارس الأمن وهو يتبعها من البعيد : أختي انت بخير ..
                      استندت على عمود الرخام بكفها اليمين المعلقه فيها شنطتها الجلد الوردي الصغيره وهي تحس ضربات قلبها صارت زي القطار , حطت يدها اليسار على أسفل بطنها اللي تحسها ثقييييييلة والمضغوطه تحت وهي تطالع في الناس اللي توقفوا وهم يطالعون فيها بنظرات غريبه , شافت المصعد ينفتح ويخرج من عبد الرزاق , مدت يدها اليمين وهمست بوجع : عبد الرزاق ..
                      وطاحت على الأرض وانزلقت شنطتها وهي تصرخ بوجع , اختلطت صرختها بشهقات الموجودين , جري عبد الرزاق لها ورفعها وهي يقول بخوف : بندري , بندري اش فيك ؟؟
                      ضمت فخوذها لبطنها وهي تقول من بين دموعها : طلعني فوق ..
                      وصلها صوت ثقيل بعيد يقول : شكرا يا جماعه ما نحتاج تجمهر هنا ..
                      قبل مايقرب وهو يكمل : عبد الرزاق نوديها المستشفى ..
                      فتحت عيونها وشافت عدنان غير بعيد عنهم , صاحت من قلبها وهي تقبض على فنيلة عبد الرزاق القطنيه وهي تترجاه : ما أبغى مستشفى , طلعني فوق الله يخلييييييييييييييييييييييييييييييييك ..
                      وحست كإنه سكاكين تنغرز في بطنها , شهقت وصرخت بوجع وهي تنثني على نفسها أكثر , شال عدنان شنطتها وقال وهو يخرج مفاتيحه : شيلها بسرعه , أروح أجيب السياره ..
                      وتحرك بسرعه , صاحت من قلبها وهي تقول بحرقه : ماأبغى مستشفى , عبد الرزاق , ما أبغى مستشفى , الله يخليييييييييييييييك , طلعني فووووووووووووووق , والله وجع عادي ..
                      وزاد صياحها وهي تحس السائل الدافي يزيد , وصرخت : ما أبغى مستشفى ..
                      شالها بين يدينه وقال بحزم : مو بكيفك ..
                      قبضت على بطنها بيدنها لمن زادت حدة المغص وانفلتت صرخه من بين شفايفها اللي حاولت ترصها بقوة عشان ماتبين له إنها متوجعه , قال : شفتي , لازم مستشفى ..
                      نزل الدرجات ومعاه حارس الأمن اللي صرخ في صاحب سيارة الموقف عند نهاية الدرج : تحرك بسرعه , عندنا حاله طارئه ..
                      خرجت الفور من المواقف الأرضيه بسرعه ووقفت بحده , فتح حارس الأمن الباب الخلفي , حط عبد الرزاق أخته في المقعد الخلفي , والتفت لمن سمع صوت خطوات صندل عالية وراه , شاف سامر وماهر يطالعون فيهم بخوف وسامر يسأل : اش فيه ؟؟
                      قال عدنان وهو يأشر لعبد الرزاق : البندري تعبانه , بنوديها المستشفى , لا تتكلمون بالموضوع قبل مانطمنكم ..
                      هزوا روسهم و جري عبد الرزاق للمقعد اللي قدام , دخل وحرك عدنان السيارة قبل ما يصك الباب وهو يسأل : تعرف فين أقرب مستفشى ؟؟
                      هز راسه وهو يلتفت للبندري اللي كانت تصيح من قلبها وهي متكورة على نفسها وقال : لا , انت ماتعرف ؟؟
                      وقف السيارة عند مجموعة شرطة وقال : الله يسعدكم تعرفون فين أقرب مستشفى ..
                      تبرع واحد فيهم ودله بسرعة , تحرك عدنان بسرعه وهو يردد الإرشادات بصوت عالي عشان يركز , لأنه صرخات البندري اللي واضح فيها الوجع شويه وتشل قدرته على التفكير والتركيز , فرك عبد الرزاق عيونه اللي طار عنها النعاس وشكر ربه إنه عدنان جره من السرير جر عشان يصلي وهو يهاوشه ليش فوت الظهر ...
                      ***
                      : اش بكم واقفين ؟؟ الإقامة بتقام ..
                      التفت سامر وماهر مع بعض لأبوهم اللي سألهم وتنبوا يطالعون في وجه عمهم أحمد وسامر يقول : لا ماشيين دحين ..
                      نزل أبوه الدرجات وهو يقول : عدنان سبقكم ..
                      رفع ماهر راسه وقال بتوتر : ها , عدنان ..
                      وقال بتفكير : عدنان ..
                      دعس سامر رجله من دون ماينتبه له أبوه وقال : عدنان سبقنا من زمان ..
                      وسحب أخوه وهو يقول : تحرك يلا قبل ماتفوتنا الصلاة ..
                      : لا تسحبني كني بزر ..
                      ضربه على راسه بخفه وهو يقول : طيب انت بزر قاعد تتهته عند أبويه , ما تعرفه جني يفهمها وهي طايره ..
                      ضربه على كتفه وهو يقول : استح على وجهك قاعد تقول على أبوك جني , والله لا أفتن عليك ..
                      ضحك أحمد اللي مو سامع غير همهمتم وشايف حركاتهم وقال لصاحبه : عمري ماحبيت التوائم زي ماحبيتهم يوم شفت أولادك ..
                      ضحك عبد الكريم وقال : الله يصلحهم ويخليهم لبعض , والله بيجيبون لي الشيب بحركاتهم , اللي يشوفهم يقول عيال 20 بحركاتهم , ماكإنهم مجاوزين 27 سنة ..
                      ضحك أحمد وقال بألم : إذا هذولي بيجيبون لك الشيب أجل أنا اش أقول على رزوق , والله هذا الولد بيجيب أجلي بحركاته , على قد ماأعلمه على المرجله ماينفع فيه , والله ياهالسلسلة اللي لابسها زي الجمره اللي في قلبي وماني راضي عليها لكن عيزت معاه , والله عيزت ياعبد الكريم ..
                      حط يده على كتفه وقال : ادعي , ماعليك إلا الدعاء ..
                      ***
                      لف عليها عبد الرزاق وقال بحنان وهو يمسد ذراعها : شويه ونوصل يابندر , تحملي ..
                      صرخت من قلبها : اه ..
                      كلماته وحركته زادت همها ووجعها , وكملت من بين دموعها : سامحونييييييييييييي , سامحونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ...
                      فتح غطاها وحط يده على جبينها وهو يقول : على إيه نسامحك , ماسويتي شي , اشششششششش , اهدي وإحنا بنوصل دحين ..
                      بعدت جبينها عنه وأعطته ظهرها وهي تحس قلبها يتمزق أكثر , تكورت على نفسها وهي تردد من وسط شهقاتها : سامحونييييييييي , يارب سامحنييييييييييييييييييي , سامحونيييييييييييييييي ..
                      طالع في عدنان بخوف وقال : وصلنا ؟؟ ولا لسه ؟؟
                      قال عدنان : إن كاني ماشي صح خلاص عند اللفه ..
                      وقطع الإشارة وهو يدق البوري ويلف على اليمين , ولمن شاف مبنى المستشفى حس بالراحه لمن شافه , وقف عند الطوارئ , خرج عبد الرزاق وفتح الباب وشالها وتحرك بسرعه لداخل المستشفى وهو يقول : حاله طارئه ..
                      تحركت الممرضات وأشروا له على طوارئ النساء , سدحها على السرير وهو خايف من هدوءها الغريب المفاجئ , بعد عن الممرضه اللي مسكت يدها وقالت لصحبتها : call doctor morad the patent is passing out ..
                      صرخ عبد الرزاق اللي فهم كلامها : أغمي عليها ..
                      لفت عليه الممرضه وهي مصدومة إنه فهمها وأشرت له يخرج وهي تقول : out pl……
                      وقطعت كلامها وهي تأشر عليه و تقول : is this blooooooood..
                      : دم ..
                      قالها وهو يطالع في بلوزته وانصعق وهو يشوف بقعة حمراء مائلة للسواد بسبب فنيلته الرماديه , بعدت الممرضه بسرعة العباية وشهقت لمن شافت الدم المغرق بنطلون البندري الجنز , لفت عليه وطردته من الغرفه وصكت الستاره وهي تنادي الممرضات عشان يساعدونها في خلع ملابس البندري ..
                      خرج وهو مو عارف اش الموضوع , طالع في عدنان اللي مستند على جدر غرفة الطوارئ واللي اعتدل أول ماشافه , فتح عدنان عيونه بصدمة لمن شاف بقعة الدم وسند عبد الرزاق وجلسه على الكراسي وهو يطالع في الطبيبين اللي دخلوا طوارئ النساء ..
                      دفن عبد الرزاق وجهه بين يدينه وهو مستند بأكواعه على ركبه , حط عدنان يده على كتفه وشد عليها وهو يقول : اذكر الله , إن شاء الله خير ..
                      خرج الطبيب وقال بسرعه : مين فيكم الزوج ؟؟ نحتاج توقيعه عشان ندخلها غرفة العمليات ..
                      وكمل : الجنين سقط و الأم عندها نزيف حاد لازم نوقفه بأسرع مايمكن ..
                      رفع عبد الرزاق راسه من بين كفوفه ببطء وطالع في الدكتور بعيون متسعه , ورفع عدنان يمناه بلا شعور وحطها على أعلى راسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
                      فز عبد الرزاق وصرخ في وجه الدكتور : كذاب ..
                      وتقدم منه بسرعه لكن عدنان تحرك قبله ومسكه من أكتافه وقال بحزم : قدر الله و ماشاء فعل ..
                      صرخ بهستريا : هذا كذاب ..
                      فرصع عدنان عيونه وحط كفه بحزم على فم عبد الرزاق وهو يعطي ظهره للدكتور وقال : اصبر , عارف إنك خايف عليها ..
                      وهمس بدون صوت : بلا فضايح ..
                      قال الدكتور : اسف والله على إزعاجكم بس البنت لازم تدخل العمليات بسرعه ..
                      لف عدنان وقال بهدوء : أنا الزوج و هذا أخوها , فين الأوراق ؟؟..
                      تحرك الدكتور وقال : الحقني ..
                      تحرك وراه عدنان وهو يحس بمشاعر غريبة مختلطه , التفت لعبد الرزاق اللي وقف وهو ساند جبهته للحائط وعاقد ذراعينه عليه وهو يقبض يدينه ويفردها ,
                      قطع الدكتور تفكيره وهو يقول : شكله متعلق بأخته مع إنك إنت اللي فقدت ولدك ..
                      قال بجمود : أنا مؤمن بقضاء الله وقدره ..
                      ومسك الأوراق عبأ بياناته ووقعها بدون ما يطالع محتوى الورق ورجع لعبد الرزاق اللي كان يضرب الحائط براس جزمته الرياضيه وهو على نفس الوضعيه , أول ماحط يده على كتفه , دف عبد الرزاق يده وهو يقول بسخرية : شكرا يالمنقذ يا رجل المواقف ..
                      ولف عليه ورماه بنظرة كره , رفع عدنان يدينه وقال بهدوء : مو أنا اللي لازم تفرغ غضبك فيه يا عبد الرزاق لكن لو تبغى تفضل ..
                      ضربه عبد الرزاق على صدره وهو يصرخ : لا تسوي فيها الإنسان العظييييييييييم , الفدائي اللي يضحي بنفسه عشان الجميع ..
                      طالع فيه بصمت وهو يحاول يحس بجزء من وجع عبد الرزاق اللي صرخ وهو يدفه : لا تطالع فيني كذا , تراني أكره مثاليتك الزايده وأشوفها سلبيه ..
                      تراجع عدنان خطوتين من قوة دفعه وثبت نفسه عشان ما يطيح وهمس : هذي وجهة نظرك وأنا أتقبلها بصدر رح..
                      وتلقى دفعه ثانيه من قبضتين عبد الرزاق اللي صرخ بصوت هادر : لا تكلمني زي البزررررررر , لا تلكمني بهالبرووووووووووود ..
                      التزم الصمت وهو يدنق راسه لكن عبد الرزاق دفه للمره الثالثة وهو يصرخ : سامع اش أقووووووووووووول ؟؟ سامع ؟؟ قول , سوي شي ..
                      صرخ عدنان وهو يبعد يدينه بخشونه : اش تبغاني أسويييييييييييييييييييي ؟؟
                      ودفه بقوة وهو يكمل : تبغاني أضربك , أصارخ زيك , هذا بيرضيك يعني ؟؟ بيغير شي من الواقع ..
                      وأشر على غرفة الطوارئ وقال بحزم : مصيبتك مصيبتي ..
                      وصرخ : إحنا على نفس المركب , فلا تجي وتقولي دحين إني مسوي فيها مثالي وفدائي والهبالات اللي قاعد تقولها ..
                      وضرب الجدر بقبضة يده وهو يقول : اللي في الغرفة من أهلي زيك , تبغى تفرغ غضبك تعال , أنا جاهز , وإذا كان يريحك إني أمسح بك البلاط أنا جاهز كمان ..
                      حط عبد الرزاق يدينه على راسه وجلس أطراف رجوله وهو يهمس بصوت باكي : كانت حامل , كانت حامل , أختي كانت حامل ..
                      وغمض عيونه لمن رجعت له صورة فيوليتا وهي تصرخ فيه بالفرنسية : أنا حامل يا عبدو , أنا حامل منك , اش أسوي بهالطفل ..
                      وتذكر وجهها وانقلاب سحنتها لمن قالها بلغتها و ببرود ساخر وهو يحط رجل على رجل و يطالع في أصحابه الخليجين الأربعة : سقطيه , عمليات التسقيط عندكم بالمجان من كثرها ..
                      وتذكر دموعها وهي تخرج من المطعم وصوت ضحكات أصحابه تتبعها , وتذكر سعود وهو يقول : والله هذا اللي ناقص بعد , تبيك تتحمل مسؤولية ياهل , لو انتي ما اشتهيتي الحمال كان خذيتي حبوب ..
                      فتح عيونه وشاف بقعة الدم على فنيلته , فز وهو ينزع الفنيلة ورماها على الأرض وانتبه لسلسلته المزينه صدره , قبض عليها وجرها إلين انقطعت وقذفها بكل قوته , اصطدمت بالأرض وصوت رنين المعدن اللي ضرب الأرض الرخاميه يتردد على شكل صدى مختلط بصوت زحفها وهي تنزلق لمنتصف الممر , جلس على الكرسي وفز بسرعه لمن وصله صوت عجلات السرير , أشاح عدنان بوجهه لمن شاف وجه البندري وقال بحزم للمرضات اللي يجرون السرير لغرفة العمليات : cover her ...
                      غطوا وجهها بغطى السرير , لمح عبد الرزاق وجهها الصغير الشاحب لثانية قبل ما يغطونها , طالع في المحلول المثبت في يدها اليسار و ماتبع السرير , تذكر بكاها وصراخها , الان عرف السبب , غمض عيونه وهو يتذكرها وهي تستسمح منه ومن ربها , أول ماعصف بعقله ~ ميييييييييييييييييييييين ؟؟ مين الحيوان اللي حملت منه ؟؟ ~
                      : عبد الرزاق , قوم خلينا نصلي العصر , ما بيفيدنا الانتظار ..
                      لف عليه عبد الرزاق وسأله بصوت غريب : بإيش تفكر دحين ؟؟
                      زفر عدنان وقال بصدق : والله ما أدري , عقلي مو راضي يركز على شي ..
                      و دنق شال فنيلة عبد الرزاق وناولها له وهو يحط يده الثانيه على كتفه وهو يقول : خلينا نصلي ..
                      طالع عبد الرزاق في فنيلته بصمت وسحبها وتحرك ورماها في سطل الزباله اللي في الممر وتحرك للحمامات , أول ما دخل سحب عدنان نفس وهو يتمسك بالجدر , كان يحس بضعف غريب , رمى جسمه على الكرسي وهو يحاول يسيطر على رجفة رجوله , كان يحس بكل جسمه يرتجف أقدامه , فخوذه , صدره , ذراعينه حتى أحشاؤه من الداخل حسها ترتجف , طالع في يدينه اللي تنتفض وقبضها وهو يقول بألم : يارب لا تبلانا , يارب لا تبلانا , يارب سترك وعفوك ...
                      وأول ما انفتح باب الحمام قام بسرعه وقال بثبات : تعال من هنا , شفت لوحة مكتوب عليها المصلى ..



                      ************************

                      ............................................. يتبع

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...