رواية عندما عبروا حدود الظلام ...كامله
تقليص
X
-
-
تعليق
-
الله يعافيك ويوفقك في اختباراتك
وانتظر تشرفيني في مرورك مره ثانيه
وتبشريني في نجاحك
تعليق
-
-
أمانه لا مت لا تمسح رقم جوالي
خله محفوظ وأرسل لا ضاق بالك
خله عندك لاشتقت لأيامي
أرسل لي وطمني عن أحوالك
أرسل ولو ما يجي رد يالغالي
صدقني توصلني وأنا في قبري
لحالي لاحتجتني ومالقيتني قبالك
دق على رقمي وقول وش اللي
فيك قول جعل الضيقه ماتجيك
وأنا أسمعك من عيني وعلى راسي
وأن ما سمعت صوتي وما لقيت
مني جواب عذرني يالغالي أنت
أدرى بأسباب سكوتي ورسالتي
هذي أحفظها أو لا تفكر تمسحهاء
وإذا فيوم مت أمانه عليك تفتحها
وتقرأ كل كلماتي وفمان الله يالغالي
تعليق
-
تدق
اشتقت لك إنا اعتراف .. بعدك حياتي تختلف
تايه وحيد أصيح باسمك وارتجف
في كل شي اتخيلك .. ومهما تغيب عندي أمل
بكره تجي وبكل شوق
أ .س .ت. ق. ب.ل.ك
تعليق
-
مرحبا الروايه مره روعه ماتوقعتها كذا
حبيت اسأل كم جزء باقي منها
تسلمين
وتحياتي ,,,,,,,,,,,دنيا,,,,,,,,,,تعليق
-
-
الفصل الثاني عشر : خفقات قلب ..
قلبي الواسع الصغير حجما ...
قلبه الجامد الهادر رغما عنه ..
قلبها السعيد الحزين خوفا ..
قلوبهم المضيئة المظلمة بأفعالهم ..
لماذا كل المشاعر تنبع منك ؟؟ ..
لماذا
ترجف خوفا ..
تعصر ألما ..
تخفق حبا ..
تنبض حقدا ..
ترقص طربا ..
بسبب خوفك نتخاذل عن عزائمنا ..
بسبب ألمك تدمع أعيننا ..
بسبب حبك وحقدك تعمى بصائرنا ..
وبسبب طربك نتحامق أحيانا ..
ما أنت إلا مضغة ..
سبحان من سواك وخلقك ..
قلبي الصغير ..
سأجاهد لأملأك إيمانا ..
حبا وإحسانا ..
سأجعلك بيتي الجميل ..
معقلي الوحيد ..
سأحافظ على نقاءك من الوجود ..
من الخطايا والذنوب ..
فأنت يا قلبي الصغير إن لم تفعل هذا
ستجد نفسك يوما أسودا
كريها متعبا
حقودا أغبرا
.
.
.
.
((اللهم أصلح فساد قلوبنا ))
في مطار كوالالمبور :
~ ضاعت , انخطفت , ماتت , جاسم بعد هالأفكار أكيد قاعدة تدق حنك مع وحده من الحريم وناسية إنه وراها زوج ~ حتى الفكرة الأخيرة ما طمنته وهو يتساءل لو اضطر يبلغ الشرطة اش بيقول لهم , ما أعرف اش لابسة , عصر مخه عصر يبغى يتذكر اش كانت لابسة ماقدر , ~ كله منك , كله منك , ماقدرت تستناها شوية , لو صار لها شي ..........~ وقف عند حارس أمن وبدأ يسأله عنها ...
***
طالعت أزهار في البوابة اللي قفلوها المضيفين رغم محاولاتها إنهم يستنون إلين يجي جاسم , زفرت وطالعت يمين ويسار تدور عليه ورجعت طالعت في ساعتها وقالت : هذا وينه فاتتنا الرحلة ؟؟
جلست على واحد من الكراسي اللي قدام البوابة وحطت شنطتها جنبها , جلست تطالع في الناس اللي حولينها باهتمام , طول عمرها تحب الزحمة و الحركة المستمرة , مرت 10 دقايق وما جا , وقفت وشالت شنطتها وطالعت يمين ويسار وهي مهي عارفة فين تروح كانت تتمنى لو في كشك عشان تاكل شي أي شي , جيعانة , ساندوتش البيض اللي جابه على الفطور كان صغير وهي استحت تقوله جيب لي اثنين أو أبغى واحد ثاني , لفت بوزها وقالت : حمار , كان لازم من الأدب يجيب لي اثنين وأنا حرة اكلهم الإثنين ولا لا , ليش حاط في باله إنه واحد يكفيني ...
وطالعت مرة ومرتين وصرخت بصوت باكي : اها يا ماما جيعانة , متى يجي ؟؟
وبعد وقوف طويل وحديث طويل مع نفسها شافت حارسة أمن راحت لها بسرعة وبعد كم كلمة تبادلوها ..
زفرت أزهار وقالت بالعربي : انتي انقليزيتك ركيكة وأنا أخص منك ..
ابتسمت لها حارسة الأمن وهي تأشر لها نحو شي ما فهمت منها إلا كلمة مكتب , قالت أزهار : I caaaaaaaaant if I go my , كيف كلمة زوج بالإنجليزي , اه my my husband إمممممممممممممممم كيف تنقال هذي الثانية ؟؟ اه will not fined me , ما حيلقاني , يعني بنقعد ....
وأشرت بيدينها تسوي دوائر تحاول تفهمها : ندور وكل واحد يدور على الثاني , يعني ....
ولمن شافت ابتسامة الحارسة اللي من كثر عدم فهمها تخيلت الإستفهامات فوق راسها , رفعت راسها وقالت بطفش وهي تقبض يدينها بقهر : اها ما حينتهي هاليوم , ماحينتهييييييييي , كلللللللله منك يا جسومو الدب ..
وكملت بتريقه : كلللللللللللللله منه البخيل العصبي , طاير زي ميب ميب , دحين بيجي ويزفني أخص من زفة الفندق , من جد عروس 2006 يا كثر زفاتي ..
طالعت في البوابة اللي انقفلت من نص ساعة وزفرت والتفتت للناس المشغووووولة في دنياها , هي لو حافظة رقمه الماليزي كان دقت عليه من أي جوال أو هاتف وما صار هذا كله ~ أزهار , لو تفتح عمل الشيطان , جسوووووووووم وينك ؟؟ حشى لو ضعنا في الصحراء كان لقيتيني من زمان , اللي يقول صغيرة ما أنشاف , طويلة و عبايتي مميزة ~ ..
وقفت على أطراف أصابيعها ورفعت نقابها و طالعت في اللي حولينها وهي تستغفر وتسبح بهدوء , ولمن ماشافته نزلت غطاها ووقفت وهي مكتفة يدينها , حست بيد تتلمس عبايتها , التفتت وانصدمت لمن شافت بنتين اسيويات يطالعون فيها بفضول ووحده فيهم تلمس عبايتها , ابتسمت لأنها كانت فعلا مثيرة للعجب , قازاتها وغطاها وشرابها , كانت كلها سواد واحد , رفعت نقابها وطالعت فيهم بابتسامة وهي تحيهم , حمدت ربها إنه أرسلها هالبنتين عشان يشغلونها عن التفكير , وبعد محادثات طويلة عرفت فيها إنهم يابانيات , وحدة اسمها هيكاري ( الضوء ) والثانية هيتومي ( العيون ) واكتشفت إنه إسمها بالياباني هانا ( الزهرة ), ناولتهم مطويات بالإنجليزية وهي تتأسف لهم إنه ما عندها شي باللغة اليابانية , وبعد ماراحوا تذكرت جاسم , زفرت ورفعت نفسها على أطراف رجولها وطالعت في الموجودين حولينها , ومن البعيد شافته من وسط الناس , ميزته ببلوزته البيضا المقلمة بالأزرق و الأصفر , كان يمشي بسرعة رفعت يدها على طول وأشرت له خوف إنه يروح و مايشوفها ..
من وسط المناظر السريعة شاف شي أسود يلوح , وقف مشيه ورجع التفت , ~ هذي هي , هذي هي ~ حس بتنمل فضيع في أطرافه وهو يشوفها واقفة على بعد أمتار بعيده عنه , سواد كامل ما يخترقه إلا شنطتها الفرو الأسود المقلمة بالأبيض , قبض يدينه بقوة وتحرك لها بسرعة وهو يحس بغضب الدنيا يتجمع في قلبه اللي ينبض بقوة , توه اكتشف شعور الأم اللي لمن يضيع ولدها وتخاف عليه ويوم تلقاه تضربه وهي تصرخ فيه إنه ما يبعد عنها ..
منظره كان كافي عشان يخبرها اش بيصير , حست بالرععععععب بداخلها وهي تتخيله يصارخ فيها وسط هالعالم كله , قال بصوت هادر وخطواته الواسعة تقربه منها أكثر وأكثر : ويييييييييييييييييييييييين كنتيييييييييييييييييييي ؟؟
قالت بخوف وهي تتمنى لو إنها مغطية عيونها عشان يحجب عنها رؤية وجهه وعيونه المعصبة : التفت ما لقيتك و....
وقف قدامها وصرخ يقاطعها : ما سمعتي النداءات , ربع ساعة وأنا أنادي في المكرفونات باسمك , أزهار أزهار , هذا كله ماسمعتييييييييييييه ؟؟
قالت بهدوء حاولت به إنها تهديه هو كمان لمن حست بالنظرات تنصب عليهم : والله ما سمعت شي لو سمعت بأطنش , أنا لمن شفت إني ضعت رحت للبوابة اللي عندها رحلتنا , استنيت واستنيت لكن ....
قاطعها وهو يحرك يده من كثر العصبية : لا تتحركييييييييييييييييييييييييين , لمن تضيعين لا تتحركيييييييييييييييييييييييين ...
~ يهاوشني واحنا لوحدنا مو مشكله لكن قدام الناس لا ~ خنقت دموعها وقالت بهمس : انا ما تحركت استنيت شوية لكنك ما جيت و كان عند بوابة المطار زحمة فشفت إنه الانتظار عند بوابة الطيارة أحسن ..
وانخنق صوتها وهي تشوف نظراته المعصبة لكنها كملت بعتاب حاولت تصبغه بالمرح : وأنا اش يدريني انك بتقعد تنادي وتدور فوق و بعدين انت اللي ما طالعت وراك طاير زي ميب ميب كعادتك , ما فكرت أصلا تشوفني نزلت من التاكسي ولا لا , وحتى ما افتكرتني بدري لو افتكرتني بدري كان رجعت و لقيتني عن بوابة المطار ..
وأشرت بيدها وهي تكمل : فاكر الميب ميب النعامة اللي يحاول الذيب ياكلها بس ما يقدر من سرعتها ...
طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ تنكت , أنا أصارخ ومعصب وهي تنكت ~ لمن شافت نظراته ويدينه اللي رفعها وهو يقبضها ويفردها دلالة عصبيته نزلت يدها بصمت وهي تطالع فيه بعيون متوسلة إنه مايصارخ فيها أكثر قدام الناس , مد يدينه , سحبها وضممممممها بقوة وهو يدفن وجهه في كتفها , شهقت بصدمة وقالت باستنكار ممزوج بخجل : جاسم ..
سحب نفس عميق وهو يضمها أكثر وهو يصرخ بداخله ~ بخير , هي بخير , بخير , الحمد لله , الحمد لله , يارب اش كنت حسوي لو صار لها شي , أزهار , أزهار ~ عصرها بين ذراعينه وهو يقول بصوت غريب : لا عاد تضيعين عني , حتى لو كنت سريع وما أطالع لا عاد تضيعين عني , سامعه ...
كلمة (تضيعين عني) حستها تتردد بداخلها ولها صدى غريييييييييب في زوايا قلبها , ابتسمت وغمضت عيونها لمن الناس الواقفة تطالع عليهم بابتسام وهمست بخجل : جاسم الناس تطالع ..
ضمها أكثر وهو يهمس : أزهار لا عاد تضيعين عني ..
قالت هي كمان بهمس وهي تحس بنبضات قلبها تزيد : إن شاء الله ..
بعد عنها ومد يده و رصصص على يدها المغطاة بقفاز وقال بعصبية وهو يتحرك بسرعة للدور العلوي : شغلك بعدين ..
طلعوا و أخذ الشنط وشكر الحارس ونزلوا مرة ثانية بعد ما سووا حجز بدال حجزهم اللي فات , طالعت أزهار في يده اللي ما فلتت يدها من لقيها وابتسمت وهي تقول بداخلها ~ لو دريت كان ضعت من زمان ~ حتى لمن جلسوا ما ساب يدها لكنه ......... ما فتح فمه بحرف ..
*********************
الساعة 1.30 الظهر :
: ياحيوانات , يا ملاعييييييييييين فكونييييييييييييييييييييييي ..
صرخ بها وهو يجري و يضرب الجدر الإسفنجي بكامل جسده , طالع ماهر بتوتر لسامر من النافذة البلاستيكية وسأل عدنان الدكتور المشرف في مجمع الأمل بقلب معصور : ولازم ينحط في غرفة العزل هذي ؟؟
ابتسم الدكتور وقال : لا تخاف يا أستاذ عدنان هذا الإجراء وقائي عشان ما يؤذي نفسه أو غيره وهو في هالحالة العصبية , يوم يومين ونخرجه ...
قال عدنان وهو يشوف خد أخوه اللي بدأ يدمي رغم الضماد المحطوط عليه : وجراحه ..
: نعالجها كل ما هدأت حالة الهيجان اللي تجيه ..
لصق سامر وجهه وهو يهمس بصوت متوسل : ماهر خرجني , تراني بموووووت , والله بمووت , أوعدك ما اسوي شي بس فكني المكان خنننننقة ..
همس ماهر وهو يبلع غصته : سامر هذا لمصلحتك و....
صرخ سامر يقاطعه بوحشية وهو يضرب الطاقة : خرجني من هنا يالعييييييين , فكونييييييييييييييييييييييي يا عيال الكلللللللللللللللللللللب يا **** يا ****..
انتفض ماهر وبعد عن الطاقة بصدمة وهو يشوف توأمه يضرب الطاقة بجنون وعيونه متسعه وزايغة وهو يصارخ بكلمات بذيئة عمره ما سمعها منه , رجع حط يدينه على الطاقة وهو يهمس بصوت مخنوق : سامر حط يدك عند يدي ..
سحبه عدنان وهو يقول بعطف : ماهر تراه في مرحلة ما يفكر فيها بطريقة سوية ..
دف عدنان بخشونة ورجع حط يدينه على الطاقة وهو يقول : سامر أوعدك شوية وتخرج , البداية بس هي الصعبة ..
رماه سامر بنظرة غريبة قبل ما يتفل على الطاقة وهو يبتسم ابتسامة حولت ملامح وجهه لشيطان , تأمله ماهر بصدمة وهو يحس جسمه كله يرجف من ابتسامته المخيفة , ولمن أعطاه ظهره صرخ وهو يضرب الطاقة : سامر ..
لف عليه سامر وجري على الباب وضربه بكل قوته وهو يلصق وجهه في الطاقة , قال عدنان بألم وهو يبعد وجهه عن منظر أخوه : يا رب رحمتك ..
حط ماهر يدينه على وجه أخوه اللي لهاثه الحار كان يسوي بقعة بيضاء على سطح الطاقة وهو مقهور من الحائل اللي بينهم , غرقت عيونه دموع وهو يتلمس من خلف البلاستيك خده السليم الملصق في الطاقة وخصلات شعره اللي طالت , همس وهو يجاهد عشان يسيطر على رجفة شفايفه : شدة وتزول يا سامر , شدة وتزوووول ..
قالها وهو يتمسك بأطراف الطاقة عشان ما ينزلق على الأرض من قوة الألم والبكا اللي هز جسمه هز , رفع عيونه بعد لحظات بكا وشاف دمعة تسيل من عين توأمه وتسير مع انحناءة خده اللاصق في البلاستيك , طاح على الأرض رغم تمسكه وهو يهتف : شدة وتزوووووووول يا سامر ..
انحنى عدنان ووقفه وهو يقول بعتاب : إحمد ربك اللي ما مات يا ماهر ..
ورمى نظرة حزينة على سامر وكمل وهو يخفي دموع قلبه : شوفه حي وبخير كمان ..
وسنده وزحزحه بالقوة من قدام الغرفة , وهو خارج من قسم غرف العزل اصطدم كتفه بواحد من كثر ماهو مشغول بماهر المنهار , رفع راسه وشاف واحد يشع النور من وجهه الأسمر الملتحي المبتسم , قال : سامحني ما شفتك ..
ابتسم الرجال وقال بصوت عذب وهو يسند ماهر معاه : ما صار إلا الخير ..
ولمن جلسوه على واحد من كراسي المجمع اللي في الممر تلثم ماهر بشماغه وحط ذراعه على عيونه عشان ما يشوف أحد دموعه , كان صدره يهتز بسبب أنفاسه المخنوقه , ساد صمت قطعه عدنان مفسر للرجال اللي شال الملف اللي طاح منه على الأرض : عندنا مريض هنا وهو متأثر من حالته شوية ..
قال الرجال بحنان وهو يعدل غترته اللي لابسها بدون عقال : ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه يا أخي , اصبر و احتسب الأجر ..
قال عدنان براحة وهو يحط يده على كتف ماهر اللي ساند راسه على الجدر: جزاك الله خير ..
ابتسم الرجال وقال وهو ينحني ويحط كفه على صدر ماهر : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفي مريضك ويزل همك وحزنك .....
كان يدعي بكلمات وصوت عذب حسه ماهر زي البرد على قلبه المشتعل من الألم والحزن , ولمن سحب الرجال كفه الدافيه حس ماهر ببروده مكان كفه , بعد ذراعه وقال بصوت مخنوق وهو يسحب أنفاس مقطعة : جزاك الله خير ..
ابتسم الرجال وتحرك وهو يقول : اجركم الله في مصيبتكم وأخلفكم خيرا منها , في امان الله ..
طالع عدنان في الرجال اللي لحقوه 5 شباب وهم ينادون : يا شيخ عمار , يا شيخ عمار ..
استغرب مناداته لهم بالشيخ وهو شكله صغييير في السن , هو عارف إنه من نشاطات المجمع إن فيه محاضرات وندوات توعية للمدمنين ولأهلهم , التفت لهم الرجال بنفس الابتسامة الهادئة المريحة , تمسكوا فيه وواحد منهم يترجاه : تكفى يا شيخ اقعد معانا كم يوم ..
قال و الابتسامة ما تفارق محياه السمح : هو لو الأمر بيدي كان جلست , لكن انتم عارفين لازم أنزل جدة , أسبوع غايب عن الأهل ..
قال واحد ثاني : طيب تعال إلقي علينا محاضرة ثانية ..
طالع في ساعته وقال بأسف : الرحلة بعد 3 ساعات , ما يمديني محاضرة ..
ولمن ترجوه قال : اش رايكم نجلس جلسة مصارحة خفيفة , أقدر أقعد نص ساعة كمان ..
ومشي معاهم وهم يناقشونه بحماس وصخب وهو يهز راسه بتفهم ...
ابتسم عمر لعيونه المتأملة وسأل : في شي ؟؟..
خرج عدنان من ذكرياته القديمة وانتبه إنه جالس يتأمل عمر , قال بابتسامة : شبهت بك على واحد قابلته من زمان ..
ضحك حسان وقال بتريقة وهو يدق عدنان : لو طولت شويه كان شرد عمر من الخوف ..
ضحكوا الشباب عليه وقال ماهر : ما ألوم أخويه حتى أنا شبهت عليه بواحد بس ما أتذكر وين شفته , عموما المطاوعة يتشابهون نفس الثوب القصير نفس الشمغ اللي بدون عقل نفس اللحية ..
ابتسم عمر على فكرته و ماعلق , قال عبد الرزاق : ولا تنسى نفس النظرات الحاده ..
قال سامر باستنكار : عمر نظراته مهي حادة بالعكس هادية ..
ضحك عمر على كلامهم وقال بهدوء : شكرا ..
قال عبد الرزاق : هو فعلا different يعني المطاوعة دايما كشرين ومقطبين الحواجب وعصبيين ..
ما فارقت عمر ابتسامته الهادية وهو يقول : انت تقول هالكلام من واقع تجربة مع الملتزمين وأنا أفضل هالكلمة على كلمة مطاوعة ولا من واقع فكرة يرددونها الناس دايما ..
ضحك حسان وقال : صدقني هو يقول هالكلام من واقع مشاهدة طاش ما طاش , ما أظن عبد الرزاق اختلط بملتزم في حياته كلللللللها ..
قال عبد الرزاق باعتراض : المسلسلات تنقل حقيقة واقعنا بعدين انت ما شفت لقافتهم يتدخلون فيك حتى و انت في سيارتك ..
طالع الكل فيه باستنكار إنه يقول هالكلام وقال عدنان : عبد الرزاق ..
قال عمر باعتراض : خلوه يبدي رأيه كل إنسان حر في رأيه ..
ولف على عبد الرزاق وقال : أنا ما شفت هالمسلسلات اللي تقول عليها لكني متأكد إنه الإنسان اللي كتب هالمسلسل ورضي إن الحريم يطلعون في الشاشة سافرات ومتبرجات من دون حياء مليوووون في المية ما بيكتب شي سوي صحيح , بعدين اللقافة اللي تقول عليها هو ما تلقف إلا لأنه الله أمره إنه يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر , الله قال (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) ليش (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر )) بعدين الرسول قال (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) وصدقني أنا لو شفت أقلللللللل شي بأتكلم ما بأسكت , بس يمكن هو الله يهديه تكلم بعصبية أو غيره فأخذت منه موقف واعتبرت كل الملتزمين كشرين ...
قال ببرود : what ever أنا أشوف هالجماعة من الناس المعقدة واللي من عصر الجاهلية هم اللي مأخرين التقدم في البلد , كل شي خلوه حرام واصبر عليهم شوي ويقولون لك البيبسي حرام , ولو تشوفهم من ورى الناس إيش يسوون تلقى البلاوي كلها عندهم , أخص من الصايعين ..
كان عمر يحس بغليان في صدره من كلماته لكن كتم هذا كله لأنه شاف فيه الإنسان المتصلب اللي لا يمكن يتنازل عن اراءه لو جبت له دلائل العالم كلها وممكن لو طال الجدل ينقلب لسباب وقح أو غيره , رفع يدينه باستسلام وقال : أنا أعارضك تماما لكن كل حر في رأيه ..
وكمل وهو مبتسم : إن شاء الله ربي يقدرني وأكون أنا اللي بيغير هالفكرة من راسك ...
قال حسان اللي حس إن الجو مكهرب : اش رايكم نلعب كورة ؟؟
جا عبد الإله وقال وهو شايل باسرة وقال : ما تبغون نلعب أربعة ؟؟
قام عبد الرزاق وماهر وسامر بحماس , قال عدنان وهو يحط يده على فخذ عمر : كلامه يغيض ..
ابتسم عمر وقال بتفهم وهو يطالع فيهم وهم يرتبون الورق اللي وزعه عبد الإله : لابد تتغير مفاهيمه في يوم , يمكن هو فعلا قابل واحد مدعي الالتزام وشاف منه شي خلاه يكره كل الملتزمين , كثير والعياذ بالله هالأيام صاروا يطولون اللحى ويقصرون الثوب عشان يقدرون يسرقون الناس ولا يجرجرون البنات ولا يوصلون للشي اللي يبغونه مستغلين إن الناس ترتاح للملتزمين وتشوفهم ملائكة على الأرض وهو الإيمان ما وصل قلبه , بعدين خذ في بالك إن الأشياء اللي شافها برى والتقنية والتقدم اللي هناك أثرت فيه وخلته يكره بلده وربط هذا بالدين زي معظم الناس مع إنه لو فكر شويه كان عرف إنه العلوم اللي برى كلللللها كانت بسبب الإسلام اللي كان في بلادهم لفترة , الفرق إنهم طوروا هالعلم ليل ونهار وإحنا جلسنا نايمين في العسل وانشغلنا بالدنيا , شوف شبابنا دحين أكبر همهم متابعة الدش ونانسي وأليسا ..
غمز حسان وقال : يا هووو ياللي تعرف نانسي وأليسا ...
ضحك عمر وقال : عندنا واحد جديد في التحفيظ ما خلى شي ما قاله عن اللي يشوفه الله يصلحه ويهدي أبوه وأمه اللي خلوه يشوف كل هالأشياء ..
وزفر وكمل : غير عن الدش المباريات اللي ما لها نهاية والجلوس على النت بالساعات شات و بلاوي والتجمع إلى الفجر على البالوت وغيره لدرجة ما عاد فيهم حيل حتى يشتغلون , شوف في الدوائر الحكومية نسبة غياب السعوديين عن العمل كم , شي يحزن ..
لف على عدنان وكمل بحسرة : شباب هذا أكبر همهم بيقدرون يبنون عالم متطور ؟؟ ما أظن , البعد عن الدين هو سبب تخلفنا عن الركب , يعني لو اغتنموا الوقت زي ما أمر الله ورسوله في شي مفيد والله بنصير أحسن من العالم كله ..
حك حسان شعره وقال : والله إنك صادق , شوف البطالة عندنا وصلت لكم وكل ما كلمت واحد فيهم قال ما في وظايف , طيب قوم دور على وظيفة ..
قال عدنان بسخرية : لا انت ما فهمت , هم يبغون مكاتب جاهزة مكيفة لهم يجون فيها متى ما اشتهوا ويوقعون كم ورقة ويخرجون قبل نهاية الدوام وإذا قلت لواحد فيهم روح شوف لك بقالة تكون محاسب فيها ولا اشتغل في حلقة ولا غيره عشان تتكسب كم قرش قال انا أشتغل شغلة زي كذا كإنه على راسه ريشة ..
ضحكوا وقال عمر : الرسل وهم خير الناس اشتغلوا بيدينهم وأكلوا من شغلهم , حداد وحطاب وخطاط وخير الرسل كان راعي ...
وزفروا مع بعض بحرقة , طالعوا في بعض وضحكوا على التوافق العجيب , كان حسان وعدنان متعجبين من عقلية عمر الحكيمة وشخصيته القوية رغم سنه , كان أصغر الموجودين من حيث السن لكن طريقة كلامه , جديته , أفكاره النيرة حسستهم كإنه فوق الثلاثين , قال حسان وهو يضربه على كتفه : عمووووووور متأكد إنه عمرك 24 ..
ابتسم عمر وقال : لسه باقي 4 شهور وأخلص 23 وأدخل 24 ..
نط عليه وهو يدخل يده في جيبه وهو يقول : وريني بطاقتك ..
ضحك عمر وسأل بعفوية وهو يسحب المحفظة ويخرج له البطاقة : ليش مستغرب ؟؟
طالع حسان في التاريخ وقال : إلا والله , من مواليد شهر شوال ..
وطالع في عدنان وقال بتريقة : إخصصصص عليك يا عدنان ولينا , عمره 23 وتزوج وانت 29 ما تزوجت ..
ضحك عدنان المصدوم من مهاجمته و قال : اللي يشوفك يقول متزوج ..
قال باستنكار : على الأقل أنا مملك , شوية و يجي الفرج وأتزوج , عمر ادعيلي أتزوج اليوم قبل بكرة ..
ابتسم عمر وهو يرجع بطاقته لمحفظته وينقل بصره بينهم وهم يتناقشون عن الزواج , حب روحهم الطيبة المرحة وحس بتوافق عجيب معاهم وبلا شعور قال : ماني متخيل إنه جاسم صاحبكم ..
وانتبه لزلته لمن طالع فيه حسان باستغراب وعدنان بصدمة , التزم عمر الصمت وهو يبعد وجهه عنهم , حس عدنان بقلبه يغوص بداخله من سمع هالكلمة وتساءل بداخله إن كان عمر سمع أو شاف من جاسم شي خلاه يقول هالكلام و قال حسان بهدوء : ترا جاسم رجال يعجبك يا عمر لكنه مر بفترة متعبة , يمكن ظروف صعبة , حتى أنا شفته متغير الأيام الأخيرة , يعني لا تحسب إنه هذا هو جاسم الحقيقي ..
هز عمر راسه متفهم وبداخل عقله ترجع له صور أزهار وهي طايحة على الأرض ودموعها المغرقة وجهها , قال بابتسامة : الله يوفقهم ..
تعالت صرخة ماهر : كبووووت , أعطيناكم كبووووووووت ..
وضرب يدينه بيدين سامر بحماس ...
وصلهم صوت عبد الكريم يناديهم من المجلس الثاني اللي جالس فيه برواقة مع أحمد : يا عيال قوموا للغدا ..
*********************
في قسم الحريم :
: ما أبغى رز ولحم , أبغى من مكدونالدز ..
رمت سحر سلافة بنظرة مقهورة وقالت : ومين بيجيب لك مكدونالدز في هالمقطعة يا ست سلف ..
قالت بصوتها النحيف المدلع : any one , أنا أدق على واحد من أخواني ..
طالعت فيها باستنكار وقالت : إحنا نبعد فوق الربع ساعة عن جدة , بينزلون عشان يجبون للملكة سلافة همبرجر ..
لفت عليها سلافة وقالت : كلمي سامر هو مايرفض لك طلب لو قلتيله جيب الmoon يجيبه لك ..
قالت بحزم : لا ..
ضربت الأرض برجلها وهي تقول بغيض : I am hungry
قالت بقهر : ويعللللللللللللللللك تموتين جوع انتي وكلامك الغلس ..
قالت ريم وهي تجلس جنبهم : خلاص وصيت عبد الإله دجاج مشوي من المحطة اللي جنبنا ..
زفرت سلافة وقالت باعتراض : أبغى مكدونالدز ..
أعطتها سحر ظهرها وقالت لريم : أخصريك منها , مشكورة إنك وصيتي والله بموت جوع بس ما أحب اللحم , عمري ما أكلته ...
طالعت حمده في سلافة وسحر وريم اللي جلسوا بعيد عن السفرة وقالت : يا سيادي ما يحبون اللحم ..
قالت حنان : ما عليك منهم يا عمه من يومهم بناتي ما ياكلون إلا الدجاج ..
قالت العنود وهي تحط تحط شطة على الرز : بطارى , مهم وجه نعمه ..
قرصتها حمده في فخذها وقالت : بنت عيب تقولين كذا عن ضيوفك , أهجدي ..
انتفضت العنود وحكت فخذها وهي ماده بوزها تمثل إنها بتصيح من قوة القرصة وسط ضحك البنات , قالت حنان بدفاع : لا أحد يضحك عليها ..
ابتسمت العنود وقالت وهي ترفع يدينها للسما : يارب تخليلي خالتو الحلوة , والله ما يدافع عني غيرك ..
بعدين سألت بفضول : جده يعني إيه يا سيادي ؟؟ قاعدة تنادين شيوخ الجن انتي !! ..
رمتها حمده بنظرة سكتتها , قالت خولة اللي جات بعد الظهر تحت ضغط وإلحاح من بناتها وسفانة : جده الكلمة هذي ما تجوز , إحنا لازم نقول يا الله ..
قالت باعتراض : وأنا ما قلت شي , دايما يقولون يا سيادي ..
سألت خولة : مين قصدكم بأسيادكم ؟؟ عشان كذا ما تجوز ..
هزت يدها وقالت تنهي النقاش : عاد هذا كلام الأولين ما يروح من لساني ..
قالت هدى : والله يا أيام جدتي مباركة وأخواتها كان عندهم كفر , شرك أشركوا كمان , يخطون على الرمل و يشربون قهوة أبو عبيدة كل يوم اثنين , هذا من غير التخاريف اللي كانت موجودة , لكن الحمد لله راح هذا كله ..
قالت الهنوف : أمي انتي كنت تقابلين أعمامي زمان صح ..
قالت : كل أعمامك قابلتهم وكنت كمان أرضع الجوهرة عندهم ..
صرخوا البنات باستنكار وقالت البندري بعدم تصديق : أمي من جد كنت ترضعين قدامهم !!
ضحكت وقالت : مو بس كذا كنت أرقص وسطهم لمن نجتمع و هم يطبلون و يغنون ..
ضحكت أسماء وقالت : وا ودحين متغطية عنهم , خالة ما يفتكرونك ؟؟
قالت هدى : إلا يفتكروني أكيد , الحمد لله اللي نجانا ربي , كنا في جهل ..
قالت العنود بتريقة : كنتم دايرين على حل شعوركم ..
قالت حمده : والله كنا زينين والدنيا بخير , بس هم صحوا الشيطان ..
قهقهوا على كلمتها وخولة بهدوءها المعتاد تحاول تفهم جدتها إنه الشيطان موجود من زمان وما نام ...
*********************تعليق
-
في نفس الوقت الساعة 6.30 المغرب :
في غرفة ديلوكس مطلة على البحر في فندق شانجريلا جولدن ساندز (بينانغ) :
فتحت عيونها على صوت منبه الجوال اللي سوت له غفوة لثلاث مرات , استغفرت وقامت وهي تمسح وجهها , كانت الغرفة غارقة في ظلام دامس , لمن انزاح اللحاف عنها و حست ببرودة التكيف المركزي تضرب في بشرتها صابتها رعشة وهي تفرك ذراعينها , فتحت الأبجورة المثبته في الجدر جنبها و لفت عليه لقيته نايم على بطنه وفمه شبه مفتوح , ابتسمت ونزلت من السرير وهي تشكر ربها إن الغرفة مفرشة عشان ما تمشي على البلاط البارد , لبست صندل الحمام ودخلته , أكثر شي كان عاجبها في الحمام لون رخامه السكري المريح للعين و اللوحة الطويلة المرسوم عليها أنواع قواقع وأكثر شي كرهته إنه ما في لي للموية كانت حاطة زبدية عشان تعبي الموية , توضت للمغرب وهي تحس دفء الموية مناقض لتيار الهوا البارد المتسلل من تحت الباب , نشفت وهي تطالع بحيرة في التلفون المحطوط جنب كرسي الحمام اللي إلى الان مهي متخيلة اش فايدته , خرجت وانتفضت وهي تضم نفسها لمن حست برودة الهوا تقرص جلدها , قالت بصوت مرتجف : جاسم قوم الصلاة ..
ما تحرك من مكانه , هزته وهي تصحيه لكنه ما قام , لعبت في إذنه وشعره وحاولت بكم طريقة لكنه لف على الجهة الثانية وهو يلف اللحاف حولينه , جريت للدولاب لمن ما قدرت تتحمل البرودة أكثر وخرجت شرشف الصلاة ولبسته وهي تحس البروده تنخر عظامها , صلت المغرب و أول ما سلمت لفت عليه وقالت : بيفوتك المغرب , جاسم ..
مشيت على ركبها وهي مافحالها تقوم , مسدت شعره وكبست ظهره وهي تهمس : جسوم يلا الصلاة , المغرب غريب , شوف الشفق بيغيب وانت لسه ما صليت , عارفه إنك تعبان قوم صلي ونام , جسووووم ..
قال بخشونة وهو يبعد يدينها : أفففففففف طيب فهمنا , خلاص سيبيني ..
لفت بوزها ووقفت , طالعت فيه وبعدين هزته بقوة وهي تقول : يلا قوووووووم الصلاة وراك عصر ومغرب ..
قام فجأة وهو يرمي اللحاف بعيد عنه بعصبية , كانت عيونه محمره وشعره
الناعم متناثر يمين ويسار , ابتسمت وقالت : يلا الصلاة ..
رماها بنظرة حادة , من جووا ماليزيا خلته يصلي على الوقت ما كانت تعطيه مجال لتفويت الصلاة , زنها وإصرارها كان يجيب له العصبي , قال بعصبية : مالك دخل أصلي ولا لا , أنا وربي ..
ورجع انسدح وتلحف , قالت بهدوء وهي توقف عند سجادتها عشان تصلي السنة : صح إنت وربك اللي أحب الأعمال له الصلاة في وقتها ..
وكبرت , جلس منسدح عناد فيها وأخيرا رمى اللحاف ودخل الحمام وطبق الباب بكل قوته , لمن خلصت السنة ضحكت وقالت : الله يقطع ابليسه ضحكني وأنا أصلي ..
وطالعت في باب الحمام المغلق وابتسمت , أول ما تزوجته كانت متخيلته وحححححش فضيع , قاسي , متحجر وعصبي , مزاجي و مستهتر ما عنده أي إحساس بالحب أو المسؤولية لكنها مع كل يوم تكتشف فيه شي جديد , هو صح مازال إنسان عصبي ومزاجي وحاد الطباع لكنه مو متوحش وقاسي ومتحجر , كان يغير رأيه لمن تطلب شي غير اللي هو مقرره , كانت تشوف اهتمامه براحتها في معظم الوقت , والشي اللي أسعدها أكثر إنه ما يسيب فروض الصلاة , صح يأخرها ويتكاسل عنها بسبب النوم والتعب لكن المهم إنه ما يسيبها , يمكن هو ما كان يصليها وصار يصليها عشان هو قدامها دحين لكن هذا ما يهمها حاليا , هي حتحاول تغيره , دعت وهي ترفع يدينها : يا رب ازرع حب الصلاة والقران في قلبه يا رب ..
انفتح باب الحمام وخرج منه وهو لاف نفسه بروب الحمام , طالع فيها بحده وقال : خييييييييير قاعدة تطالعين ...
ابتسمت بحب وهمست : لا أبدا سلامتك ..
خفق قلبه وهو يشوف شي غريب يلمع في عيونها , قامت وفصخت الشرشف وهي تقول : تعال صلي ..
~ اش اللي شفته في عيونها ؟؟ شي غريب أول مرة أشوفه ~ جلست على الكنبه المفرده الطويلة ومددت رجولها عليها وهي تفتح الدرج اللي جنب السرير وتخرج منه مصحفها , طالع فيها وهو يتساءل متى اخر مرة قرأ قران , نفض تفكيره وراح عشان يصلي ..
طالعت فيه من ورى المصحف وهي تقول بداخلها ~ يصلي وهو لابس بنطلون برمودا وروب مشنقل , ياخي انت بتقابل ربك بتكون بين يدينه مفروض تكون في أحسن هيئة , اه الله يهديه يارب ~ قرأت وردها وراحت زينت نفسها في الحمام ولأول مرة من تزوجته لبست زمامها , غيرت ملابسها وخرجت , لقيته مخلص صلاته ولابس , استغربت إنه ما علق على الزمام لكنها ما تكلمت ولا سألته عن رأيه , هي معظم الوقت ما تلبسه عشان ما يصير في فتحة مشوهه في أنفها وفي نفس الوقت ما تتركه لوقت طويل عشان ما يندمل مكانها , من وصلوا بينانغ راحوا للفندق و ناموا من كثر التعب والانتظار في المطار بعد اللي صار لهم , خرجوا من غرفتهم الديلوكس المطلة على البحر , توها انتبهت للفندق وشكله , ممراته الضيقه نوعا ما بلونها العسلي والبيج وبساطها الكريمي الغامق , الإضاءات الموزعة على جدرانها بشكل متباعد يضفي بعض الظلام الخفيف على الممر , مشيت معاه للمصعد ونزلوا , جلست في كنب الإستقبال وراح جاسم يتفاهم معاهم عشان السيارة اللي بتوديهم لجورج تاون عاصمة بينانغ , وطبعا لأنهم في المسا قرروا يتمشون في المدينة شوية عشان يرجعون وينامون بدري لأنه لازم يروحون لحديقة الفاكهة والقرود من الصباح ...
*************************
في الاستراحة :
خرج راسه من وسط الموية وسحب نفس قوي ..
: ما تعقدت من الموية ؟؟..
التفت عمر لسامر الجالس في طرف المسبح و اللي لازمه من بعد الغدا ومسح وجهه المبلل وقال : نعم ..
ابتسم سامر وسأل وهو يسبح له : ما تعقدت من الموية بعد الحادث أقصد ؟؟..
ابتسم عمر وقال : لا والحمد لله ..
سأله وهو يأشر على فنيلته : طيب ليش لابس فنيلة ؟؟ العورة من السره للركبة ولا يا شيخ ؟؟
ضحك عمر بإحراج من كلمة شيخ وقال : وييييييييييني ووين الشيخ !! الله يرحمنا برحمته ...
وحك شعره المبلل و همس بصوت خجول : أقولك على السبب وما تقول لأحد ..
هز سامر راسه وهو يقرب إذنه منه , همس عمر : أستحي أقعد عريان ..
طالع فيه سامر بصدمة وقهقه من قلبه , سكته عمر وهو يبتسم لوجوه الشباب اللي تأملوهم بحيرة , قال سامر وهو يرشه بمويه : عريان مره وحده , والله انت إنسان عجيب ..
وقال بهدوء وهو يلمس القطع الطولي في وجهه : هذا سبب لبسي للفنيلة , مليان في صدري وبطني بشكل مخيف ومقزز ..
ما عرف عمر ايش يرد عليه , لكن أوجع قلبه المرارة اللي حسها في صوته والألم اللي لمع في عيونه , ماحب يساله عن سببها فتمالك نفسه ورشه بالموية وهو يقول بمرح : ويعني ؟؟ تعال باريني ونشوف مين أسرع واحد ..
ابتسم سامر وقال : يلا ..
سامر كان يحس بالراحة من وجود عمر حوله وهم لوحدهم , يمكن لأنه عارف إنه الوحيد اللي ما يعرف ماضيه والوحيد اللي ما يضطر يراجع ويتعمق في بكلامه خوف إنه يكون في معاني مبطنة لأحاديثه ..
***
: واي يهبل شبه زهرة ..
: لا مو شبهها , هي أحلى ..
: اشششششششش أصواتكم في الكاميرا يا متخلفات ..
دخلت العنود المطبخ وشهقت لمن شافت ريم وسفانة وأسماء اللي تصور كعادتها متسطرين فوق الكنبة اللي عند طاقة المطبخ , سألت : اش تسوون ؟؟
ودخلت وراها سحر وهي تقول بعتاب : انتم لساعكم تتفرجون في العيال , ما يجوز وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
قالت ريم وهي تسحب العنود : تعالي شوفي عمر بالله ما يشبه أزهار ؟؟
قالت سفانة باعتراض : ما يشبهها , هي أحلى ..
طالعت العنود معاهم وقالت : إممممممممممم ..
ضربتها سحر على كتفها وهي تقول : أنا أهاوشهم وانت تجين معاهم ..
قالت وهي تفنجل عيونها على أقصى اتساع : إمممممممم يشبهها بس أزهار أحلى ..
ضحكوا البنات على حركتها وشدت سحر شعرها وهي تقول : يعل عيونك العافية من صغرها عشان تفنجلينها ..
قالت بسرعة : قولي ما شاء الله لا يصير فيني عمى ..
ضحكت سحر وقالت : ما شاء الله ..
سحبت ريم العنود وقالت بتريقة وهي تأشر على أكثر الشباب لياقه : شايفة ذاك الوسيم القمحي أبو سكسوكة و شعر ناعم وجسم رياضي فنان , هذا عبد الإله ..
قالت العنود وهي تدفها : لا والله , تنكتين انت وجهك , عارفته وحافظته ..
قالت أسماء بطفش وهي تصك الكاميرا : ما قدرت أصور من هرجكم ..
صكت العنود ستاير المطبخ لمن شافت الخدامات يطالعون هم كمان بحماس وهم يهرجون بلغتهم وعيونهم متسعة على الاخر , قالت : قولوا ما شاء الله إذا عجبكم أحد وروحوا شوفوا شغلكم , ما فينا تحسدون لنا واحد فيهم ..
و خرجتهم كلهم من المطبخ وسابوا أسماء تصور لوحدها ...
خرج الشباب من المسبح قبل أذان المغرب ولمن جا وقت الصلاة أذن عدنان وأصروا كلهم إن عمر اللي يصلي بهم لأن المسجد بعيد عن الاستراحة , صلى بهم عمر تحت إلحاحهم وهو منحرج يتقدمهم كلهم بس بحكم إنه أحفظهم لكتاب الله كان لازم هو اللي يؤمهم , وبعد الصلاة شكر عمر أحمد على دعوته له واستأذن منه يروح عشان أشغاله , حاول فيه أحمد إنه يجلس إلى العشا لكنه رفض بأدب وهو يشكره بامتنان ويسلم على يده و راسه , زفر أحمد وهو يشوفه رايح وقال عبد الكريم : أشوفك متعلق بالولد ..
لف على صاحبه وقال : والله يا له ولأخته مكانه في قلبي ما يعلمها إلى الله ..
قال عبد الكريم بابتسامة : الصراحة لو مو متزوج وأكبر من كذا كان زوجته وحده من بناتي , أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك ..
ابتسم وقال : والله صادق , الله يرزقهم كلهم الزوج الصالح ..
: امين يارب ...
**************************
: خييييييييييييييييييير ..
ابتسمت ريم وهي تطالع في العنود وقالت : خير إن شاء الله ..
طالعت العنود في باب غرفة نوم أبوها وأمها المقفول وقالت : ما أظنه خير من يوم حشرتيني في هالغرفة وصكيتي الباب ..
ضحكت ريم وجلستها على السرير وقالت : عندي موضوع مهم ..
: موضوع إيه ؟؟
طالعت فيها ريم بعدين قالت : بالأمانه بالأمانه اش ..
قاطعتها العنود : كلمة بالأمانة ما تجوز لأنك تسألين بالأمانة ولا يسأل إلا بالله ..
ضربتها على جبهتها وقالت : طيب , خليني أخلص كلامي ..
حكت جبهتها وقالت : يا متوحشة ..
قالت ريم : بصراحة اش رأيك في عبد الإله ؟؟
ضحكت العنود وقالت : مواطن سعودي صالح ..
ولمن شافت نظرة ريم الجادة قالت : ريم ..
قالت ريم : هو طلب مني أجس نبضك عشان يشوف رأيك قبل ما يتقدم رسمي ل.....
هتفت العنود باستنكار وهي تحس ضربات قلبها تضج في أذانيها من قوتها : اييييييييييييييش ؟؟
قالت ريم بتردد : يتقدم لك ..
صرخت العنود بلا تفكير وهي تقوم : لا ..
انصدمت ريم من ردة فعلها وقالت : عنود ..
هزت العنود راسها وقالت والدمووووع تتجمع في عيونها بسرعة رهيبة : لا يعني لا , لا يتقدم لي ..
قامت ريم وقالت بخوف : عنودي اش فيك ؟؟..
غطت العنود وجهها بيدينها وجلست على السرير وهي تصييييييييح من قلبها , جلست ريم وضمتها وهي تقول : بسم الله عليك , اش فيييييييييك ؟؟ عنودي حبيبي خوفتيني ..
كانت تحاول تسيطر على دموعها لكنها ما قدرت , حست الدنيا تنهار حولينها , قالت من بين دموعها : ريم الله يخليك لا تخلينه يتقدم لي , الله يخليك , لو تقدم أبوية ما بيرفضه وإذا رفضته بتصير مشاكل , الله يخليك لا يتقدم ..
حست ريم بطعنة في قلبها وهي تقول : ليه ؟؟ أخويه مو عاجبك لهالدرجة ..
مسحت العنود دموعها وقالت وهي تمسك يدين ريم اللي تغير وجهها من الزعل : والله العيب مو في عبد الإله , ألف بنت تتمناه ..
طالعت فيها باستنكار وقالت : ألف بنت إلا البنت اللي يبغاها ..
رصصصت العنود يدها وقالت بصوت مخنوق : ريم الله يخليك افهميني , والله رفضي مو لشخص عبد الإله نفسه , الكل يشهد له إنه رجال والنعم فيه ..
قالت بألم : أجل اش سبب رفضك وصياحك الغريب هذا اللي يشوفك يقول نقلت خبر واحد ميت ..
رجعت الدموع تذرف من عيونها بشكل فضيع وهي تقول : رفضي لموضوع الزواج ككل , الله يخليك افهميني ..
سحبت ريم يدينها وقامت وهي تقول بهدوء : بأحاول أفهمك وما بأقول لعبد الإله إني كلمتك عشان ما ينصدم ولأني ..
واختنق صوتها وهي تقول : ماني عارفه اش أقوله ..
وخرجت وصكت الباب , غطت العنود وجهها وصاحت وصاحت وهي تصرخ بداخلها ~ اه ياربي لييييييييييه ؟؟ لييييييييه تقدم لي أنا بالذات ؟؟ استغفر الله اللهم لا اعتراض , لكن ياربي اش أسوي ؟؟ لوما قالتله ريم وتقدم لأبوية كيف أرفضه ؟؟ اش بيقولون ؟؟ اش بيقول عمي صالح ؟؟ ولو قالتله اش بيقول ؟؟ اش بيفكر ؟؟ بيزعل , بيكرهني , بيعاند ويروح لأبويه , ياربي ارحمنييييييييييييي , يارب ~ , ماتدري كم مر على بكاها , انسدحت على السرير وغطت وجهها في مخدة أمها العالقة فيها ريحة عطرها , ضمت المخدة بقوووووة وهي تحس كل جسمها يعورها من كثر البكا ..
: عنووووود , عنووووووود أبلة خولة والبنات ماشيين , عنوووووووود ..
انفتح الباب ودخلت منه الهنوف وهي تقول : عنود ..
وتقدمت منها وابتسمت ولحافتها وصكت النوار وخرجت وهي تقول : شكلها نايمة و...
ابتعد الصوت وانتهى مع صكة الباب , انقلبت العنود على جنبها وهي تحس دموعها ترجع زي أول , صاحت وصاحت وصاحت إلين نامت ...
*************************
الساعة 10 المسا في شقة مشاعل :
: عبد الله يا ولدي لنا أسبوع والتلفون مقطوع , وكل ما قلت لبندر ولا معاذ يروح يسدد قال طيب و ما يروح , روح انت سدد الله يرضى عليك ..
قال عبد الله وهو يشرب القهوة ببرود : أصلا أنا ما سددت فاتورة التلفون عشان الناس اللي يدقدقون في الصباح وإحنا محنا فيه , سبحان الله لمن يوافق يرد واحد فينا على التلفون ما يردون ليه ما أدري ..
سكتت هاله وهي تلاعب بنته الصغيره اللي توها 4 سنين و قالت مشاعل وهي تحط سماعات جوالها في إذنها : طيب ..
قال عبد الله وهو يسحب السماعات : اش قصدك ؟؟
قالت مشاعل ببرود : طيب , ما تبغى تسددها مو لازم انت حر , بيني وبينك أحسن لأنكم صدعتوا روسنا بالتلفون وكل ما دق واحد فيكم على البيت ولقيه مشغول فتح لنا جلسة إستجواب , افصلوه أحسن ..
: أشوف طلع لك لسان يا مشاعل ..
قامت وقالت : أقوم أحسن قبل ما يزيد الموضوع ..
قالت زوجته لمى بطفش وهي تحط يدها على ذراعه : عبد الله , الله يهديك راسي صدعني من صراخك ..
زفر وقال : أصلا هي ما عليها لو انفصل الخط ولا لا لأنها ما خذه راحتها الأخت بالجوال ..
لفت عليه وقالت بعصبية : اش قصدك ؟؟ أعاكس , حبيبي اللي تبغى تعاكس تعاكس و محد يقدر يردها , فلا تحسبون هالحصار اللي قاعدين تسوونه حولينا يعني يعني بيحمينا , لا تليفون , لا نت , لا خروج , البنت المربية مربية لو اش ما كان اللي حولينها , والصايعة صايعة لو انصك عليها في كهف ..
وراحت لغرفتها , قالت أمه : انتم دوبكم دوب هالبنت , تراها اللي شايلة البيت على راسها بكل مافيه , يعني لو راحت هالبنية أنا اللي بأضيع ..
قال بعصبية : يعني عاجبك الجوال اللي في يدها تتصل به على كيفها متى ما بغت , لا تنسين إنها مطلقة و الناس كلها تستنى أي شي عشان يقولون ما قدروا أخوانهم يربونهم من بعد ما مات أبوهم صار البنات يدورون على حل شعرهم , والله ما أخليها تنزل راسي التراب وأنا حي ..
زفرت أحلام اللي دوبها دخلت الصالة جاية من غرفة التلفزيون وقالت : إحنا كل يوم على هالموال , ساعة بندر ساعة معاذ ودحين إنته ..
: بنت لمي لسانك ..
مطت شفايفها بضيق وقالت لبنته الكبيرة اللي عمرها 8 سنين : جنى تعالي لغرفتنا أحسن ..
قالت الأم تبغى تغير الجو : ما شاء الله على جنى كيف كبرت , الله يحفظها لكم يارب ..
قالت هاله بداخلها ~ أشوفه يصك على بنته زينا ولا لا , البنت من دحين في راسها روس , قصير وعريان وتتفرج في أفلام , الله المستعان ~
وتابعت أمها تقول : إلا ما تفكرين في الحمل يا لمى ..
لفت لمى بوزها وقالت : يووووو ياعمه , ثنتين وبالقوة مستحملتهم , بعدين أنا ما حسبت إنه جسمي يرجع لوضعه الطبيعي من بعد النفاس , يووووو ما أتخيل الحمل والولادة و الرجيمات عشان أرجع لوزني ..
قالت هاله : حرام عليك , شوفي جنى , مافي أي توافق بينها وبين جوري بسبب فرق الأعوام , حتى لمن يكبرون ما بيتفاهمون مع بعض ..
قالت : ما أشوف بينك وبين مشاعل سوء تفاهم , هي أكبر منك بأربع سنوات ..
قالت هاله وهي تقوم وتشيل جوري معاها : احنا غير , بعدين بيننا بندر ..
طالعت فيها لمى ورجعت طالعت في عمتها وقالت : عمه في حرمة من قرايبنا تبغى تجي تشوف البنات ..
فرحت أم عبد الله وقالت : الله يبشرك بالخير , حياها الله في أي وقت , بس , ما حددت لك مين تبغى ؟؟..
قالت : لا , هي قالت تبغى تجي على الأسبوع الجاي وتشوف البنات , من تحدد اليوم أعطيك خبر ..
زفرت وقالت : الله يقدم اللي فيه الخير ..
لمن دخلت أحلام الغرفة قالت : قرررررررررف , جيته هو وزوجته زي الهممممممم على القلب ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تكتب رسالة في جوالها : عادي ما تعودتي ..
: اش قاعدة تسويين ؟؟
: أرد على رسالة لأزهار , دوبها أرسلت لي ..
سألت وهي تعطي جوري ورقة وألوان عشان ترسم : كم الساعة عندها دحين ؟؟
رفعت مشاعل راسها وقالت مبتسمة : 3 الفجر ..
: واو صاحية لهالوقت ؟؟ وين جاسم عنها ؟؟
: نايم ..
**********************
(( أنا بخير والحمد لله , نوم ومرعى وقلة صنعة , والله الود ودي نرجع المدرسة , ما في أي جديد في حياتي غير التلفون اللي ما رضيوا الأفندية يسددونه عشان على بالهم إحنا نعاكس في الصباح لمن هم في أشغالهم , أنا سعيييييييدة إنك مبسوطة هناك , الله يتمم لك على خير انت وجسومك , انتبهي لنفسك يا قلبي و ادعيلي )) ..
ابتسمت أزهار وهي تصك الجوال وتستند على حاجز البلكونة الصغيرة اللي فيها كرسيين خشب أسود مع طاولة دائرية صغيرة , هب نسييييم بارد يحمل ريحة البحر البعيد المسود بسبب ظلام الليل , تأملت البحر اللي ماراحت لشواطؤه إلى الأن والنخيل المزروع بشكل جميل وطالعت في المسبح والكراسي الخالية من الناس حولينه الموزعة على بساط الزرع الأخضر اللي تخترقه طرقات مبلطة وأحواض ورود وأشجار بديعة , تمغطت وهي تقول : سبحانك يارب , ما أعظمك وما أعظم خلقك ..
عدلت شرشف صلاتها ورجعت للغرفة , صكت البلكونه و الستاير فساد الظلام التام على الغرفة , تأملت هيأته وهو نايم على الضوء الخفيف المتسلل من بين الستاير ومن تحت باب الغرفة وهمست : الله يهديك ..
وقفت على سجادتها وبدأت تصلي , لها كم يوم ما صلت القيام بسبب تعبها أو بسبب اختلاف الوقت ولمن حست بثقل في قلبها وضيق عجيب في نفسها عرفت إنها بحاجة لها , إنها توقف بين يدين ربها لوحدها والناس نيام , بحاجة إنها تناجيه , تشتكي له كثرة ذنوبها , ترجوه و تتوسله إنه يعفو عنها ويحقق أمانيها ..
فتح عيونه دفعة وحده وهو يسمع همهمة غريبة , واستوعب هالهمهمة , غمض عيونه وهو يصغي لصوتها الخافت , اليوم صار له أسبوع من تزوجها وهذي ثالث مرة يصحى على صوتها وهي تقوم الليل , هو نومه ثقيييييييل وأثقل من الثقيييييييل لكن ليش يصحى على صوتها وهي تصلي ما يدري , حس بنبرات صوتها تتغير وتختنق وهي تقول (( والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المسا......)) واختفى وهي تبكي بصمت , حس بثقل غريب في قلبه , سحب لحافه وغمض عيونه بقوة يبغى ينام , غاص في النوم على صوت بكاها الخافت اللي حاولت تكتمه عشان ماتزعجه , وفتح عيونه وفز من نومه وهو يشهق بقوة لمن حس بشي يجثم على صدره ..
انفتحت الأبجورة بعد شهقته , غمض عيونه من الضوء المفاجئ ورجع فتحه شويه شويه , انتبه لأزهار اللي واقفة جنبه وهي تهمس : بسم الله , سامحني حبيبي ما قصدي كنت بأغطيك ..
رفع عيونه وشافها بشرشفها ومصحفها في يدها , كان صدره يعلو ويهبط بسبب أنفاسه المتسارعة , جلست جنبه وقالت بهمس معتذر : كنت نايم وانزاح اللحاف فجيت أغطيك ..
طالع فيها وقال بصوت متحشرج وكلمة حبيبي ترن بداخله : فجعتيني ..
ابتسمت وقالت بمزح وهي تحط المصحف على الطاولة اللي جنبه : سامحني والله ما دريت إنه نومك صار خفيف كذا يالأميرة وحبة الفول ..
شافها في ذيك اللحظة وعلى ضوء الأبجورة كإنها حورية , بشرشفها الأبيض المرسوم عليه ورود بجميع الألوان , عيونها الواسعة اللامعة , أنفها المستقيم اللي فيه زمام , شفايفها المبتسمة , حتى دقنها انتبه إنه صغير , ابتسم وهمس وهو يلمس زمامها : متى لبستيه ؟؟
انحرجت من حركته وانكمشت على نفسها وهي تبعد عنه وتهمس بخجل : اليوم , ليه ما شفته ؟؟..
ابتسم وقال : يعني بالله لو شفته ما بأعلق ..
رفعت عيونه له وقالت بعفوية وبصوت غريب : انت عمرك ما علقت على شي ..
حس كلمتها زي السكين في قلبه , طالع فيها وهمس فجأة : قولي حبيبي مرة ثانية ..
حست بدمها كله يهرب من جسمها ويتجمع في خدودها اللي صارت حارة من كثر الخجل ~ هو أنا قلت له حبيبي , يالفشلة ~ قامت بسرعة من مكانها وقالت بتلعثم وهي تشغل نفسها بتطبيق الشرشف : ن...نام .. بكرة ورا...ورانا صحية من بد ...بدري ..
وأعطته ظهرها وهي تغطي فمها وتصرخ بداخلها ~ يا غبية اش هالتقطيييييع في الكلام , يا فشلتييييييييييييييييي ~ حست النور خفت شويه وقبل ما تلتفت لفت ذراعينه حولينها وفي لمح البصر لقيت نفسها في حضنه , همس في إذنها : عارفة أول مرة شفتك فيها بعد ما رجعت من الرياض , كان لون عيونك وزمامك هو أول شي انتبهت له ..
وانقلب صوته لضحك وهو يقول بسخرية : بعد شعرك الغريب طبعا ..
انسفت كل مشاعرها الخجولة وتباطأت خفقات قلبها وبعدت عنه والتفتت له وهي تقول بعصبية : اش قصدك بالغريب ؟؟
ضحك وهو يأشر بيده يعني ملفلف ويقول : زنبركات , حاجة مرعبة فعلا ..
صرخت باستنكار خجول : جاسم ..
وضربته بقبضة يدها على جانب ذراعه وراحت للحمام وقفلت الباب بقووووة , ضحك من قلبه وهو يجلس على السرير وقال بصوت عالي : حسيت نفسي في فيلم رعععععب ..
ولمن ما سمع صوتها ولا خرجت انسدح وتلحف وهو يقول بهمس : فكة من إزعاجك , طيرتي النوم من عيني ..
وطالع في السقف وهو يقول بداخله ~ كل تشبيهاتها كرتونية , أول ميب ميب ودحين الأميرة وحبة الفول , والله بزره , أنا أوريك على تريقتك , والله إنك تحفة و..و..و..و .......... حبيبي ~ حس بنبضات قلبه تزيد , سمع هالكلمة كثييييييييير من ليلى لكن من أزهار كان لها أثر غرييييييييييييب , زفر وانقلب على جنبه وهو يحاول يخفف ضربات قلبه بإبعادها عن تفكيره لكنه ما قدر , قام وهو مقهووووووور من نفسه ودق باب الحمام وقال : أزهار ..
ولمن ما سمع رد دق مرة ثانية وهو يقول : أزهار افتحي الباب ..
برضو ما فتحت ولا ردت , قال بعصبية وهو يدق : بنت ..
انفتح باب الحمام وطلت منه وراه أزهار , قال بعصبية : ليش ما تردين ؟؟
ابتسمت وقالت بعفوية وهي تخرج : ما قدرت أرد لأني جوة الحمام , مو زين الواحد يتكلم جوة الحمام , تبغى شي ..
طالع فيها وسأل من بين أسنانه : تستهبلين ؟؟
تصنمت ولفت عينها يمين ويسار بتفكير جدي عميق وقالت وهي تهز راسها : لا , ليه ؟؟
قال وهو يجز أكثر على أسنانه مغتاض من استعباطها : يعني انتي ما دخلتي الحمام لأنك زعلانه من اللي قلته ؟؟..
قالت متذكرة بصدق : اه , قصدك الزنبركات ؟؟ لا ما زعلت خلاص ضربتك وانتهى الموضوع , أنا ما أحب حكاية الدخول وقفل الباب هذا تهرب , يا أقول الشي في الوجه يا أسكت ..
وابتسمت الابتسامة الكرتونية اللي يكرهها من قلب , ضربها بطرف يده على راسها وراح للسرير ورمى نفسه وتلحف وهو يسب ويلعن , حكت مكان الضربة وهي مستغربة تصرفاته وطفت الأبجورة و انسدحت على السرير بعد ما عايرت الجوال على صلاة الفجر ..
طالع فيها وهي تعدل راسها في المخدة وتقول : بسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ...
عمره من خلقه ربي ما قال هذا الدعاء ولا هو حافظه حتى , كانت تتقلب بصوت مزعج انقهر من ضربات قلبه اللي مهي راضية تهدأ , مد يده وسحبها لحضنه وهو يقول بغيض : تطلعين صوت أذبحك , تعبان أبغى أنام ..
ومسك اللحاف و غطاها , استحت منه وحاولت تبعد عنه قد ما تقدر ومن مرت فترة و حسته نام تماما , غمضت عيونها ولفت يدينها حولينه ودفنت وجهها في صدره بخجل وهي تصرخ بداخلها ~ أحبك , جاسم أحبك , والله أحبك ~ ...
**********************
يوم الأربعاء : 8 / 6 / 1427 ه
في استقبال الفندق :
جلست على الكنب الأصفر الموشى بورود بلون الزهر وهي تطالع في فخامة المكان , كان اللي حولها مزيج غريب وحلو من اللون الأصفرالعسلي والبيج والأبيض والبني والزيتي , ابتسمت وهي تشوف جاسم متكي على طاولة الإستقبال الخشبية وهو يكلم العامل بلغة إنجليزية طلقة , قامت من مكانها وتحركت بشويش عشان جزمتها كانت تضرب الأرضيه اللامعة الصفراء وتصدر صوت عالي بسبب هدوء المكان , وقفت عند لوحة معلقين فيها إعلانات ما حاولت تقرأ اللي فيها وهي منهمكة بتأمل الصور , وصلها صوت فرقعة أصابع التفتت لجاسم لقيته يأشر لها إنها تسبقه لبرى , عدت البوابة الخشبية المأطرة بخشب زيتي عرييييض محطوط عليه هيكل معدني ذهبي لشعار الفندق , خرجت من الفندق ومشيت في الممر المرصوف وسط الزرع , كان الجو هادئ , وقفت تتأمل المسبح اللي كان مزدحم في الليلة السابقة ومشيت للشاطئ , فتحت غطاها ومشيت وسط أشجار نخيل وزرع وهي متعجبة من روعة خلق الله , كان المكان بهجة للنفس , قالت وهي تحث الخطى : سبحانك يارب إذا هذي في الدنيا كيف الجنة , يارب لا تحرمنا دخولها يارب ..
بدأت الأشجار تخف وبدأ منظر الشاطئ يوضح , ولمن لقيت الرمل الأبيض قدامها وقفت عند أقرب نخلة للشاطئ وهي تطالع في البحر من بعيد , هذي أول مرة توقف قدام البحر من بعد الحادثة , المرة الأخيرة لمن كانت مع عمر اليوم اللي يسبق زواجها ما خرجت من السيارة ولا فكرت تخرج , سحبت نفس عميييييييق وتحركت , كان المكان فاضي إلا من قارب شراعي بعيد و دباب بحري منطلق وراه ويدور حولينه بسرعة جنونية , وقفت عند الطاولة الخشبية المثبت جنبها خشب طويل بلا ظهر كمقاعد , فصخت عباية الراس وجلست بعباية الكتف اللي تلبسها دائما تحت العباية الأصلية عشان تاخذ راحتها في الأمكان الخالية , طالعت في البحر وأمواجه الهادية , كان صوت الهوا الممزوج بصوت الأمواج يثير في نفسها مشاعر غريبة , وقفت وتقدمت من الشاطئ ووقفت عند أطرافه بدون ما تحاول تلمس الموية , غمضت عيونها وهي تستمع لصوت الموج , لحظة سكينة مرت بها قبل ما ترجع ذاكرتها للورى وتسمع أصوات مختلطة من بينها صوت عمير وهو يقول من بين أسنانه : غطي وجهك ..
التفت له وقالت بعناد : ماني مغطية , شايف أحد حوليننا على بعد 20 متر سيد عمير ..
قال بعصبية وهو يأشر بيده : شوفي ذاك اللي هناك ..
ضيقت عيونها وقالت وهي تحاول تشوف : أيت ؟؟
: ذاك ..
شهقت وقالت : الله , أنا ماني قادرى أشوفه كيف هو ممكن يشوفني ..
: غطي وبس ..
وبدأت تتضارب معاه ..
: عمير ..
التفتوا لعمار اللي ابتسم وقال : خليها محد حوليننا , الرجال بعيد و ما بيشوف ..
ولف على أزهار وقال : زهرة إذا بتغطسين رجولك ولا تبغين تسبحين قومي ..
قامت فرحانه فصخت عبايتها كانت لابسه بنطلون وبلوزة طويلة إلى الركب , لفت طرحتها على راسها وعمير يقول باستنكار : عمار ..
ابتسم له عمار ولف على عمر المنسدح على ظهره وراسه على رجول أمه , قال يسأله : ها عمر ؟؟
طالع عمر بنص عين لعمير وقال : أنا لو علي بأقوم أصفق الإثنين وأهجدهم , جايين نتضارب ولا نتمشى ..
وقام من سدحته وأشر لعمير وهو يقول بعصبية : بعدين انت يا زرقاء اليمامة , من وين بيشوفها الرجال وهو هذا بعده ومعاه عايلة كمان , البنت جايبينها عشان تتمشى , ساعة ونص إلين نوصل أبحر واخر شي ما نخليها تسبح ..
عقد عمير ذراعينه وهو زام شفايفه بغيض , ضحكت أزهار وهي واقفه وسط البحر والموية توصل لنص سيقانها وقالت بأذية : عميييييييييير كسحة فشلوووووووووك ..
قام من الفرشة وشمر بنطلونه الأزرق وجري لها وهو يقول : أورييييييييييك ..
صرخت برعب وهي تجري وسط الموية : وا , ماما , عمار إلحقونيييييييييييي ..
لحقها بسرعة رهيبة ومسكها بكل قوته ورماها وسط الموية بعفاشة , شهقت مزنه وقالت : عميييييييييير أختك ..
انفجر عمار وعمر بالضحك وهم يشوفون أزهار تقوم من المويه وكلها طين , صرخت بغيض : يا حمار ..
وجريت وراه بصعوبه بسبب ملابسها المبللة وأمها تناديها وتنادي عمير اللي جلس يسويلها حركات عناد زادت غيضها , ضربت الموية برجلها وجريت له بسرعة لكن رجلها انحشرت في حفرة وطاحت على وجهها ...
فجأة ..
تحول المنظر لمن شهقت وهي ترفع راسها , زاد صوت الموج حدة وساد ظلام يخترقه ضوء النيران , تدافعت لها صور مرعبة ووصلها صوت صرخات غريبة ( نورة , ولدي , اه , مات , أزهار اسبحي على ظهرك , الغريق شهيد إن شاء الله ) عيونه الهادئة المحبة وهو يهمس : أبغى البنت اللي ربيتها على الإيمان تتسلح به في المواقف ..
: أزهار ..
فتحت عيونها دفعة وحده لمن وصلها الصوت وانتزعها من أفكارها العمييييييييقة وحست شعور المخنوق اللي رجع له النفس لمن انتبهت لهدوء المكان ..
استغرب جاسم عدم ردها حط صينية الفطور على الطاولة وتقدم منها وهو يقول : أزهار سامعتني ..
التفتت له بسرعة خلت الدنيا تدووور حولينها بسرعة وما عاد حست بالدنيا , شهق و جري لمن شافها تميل ومد يدينه بسرعة وتلقاها لكن حدة الميلة خلته يفقد توازنه ويطيح معاها على الرمل , ما حس بالطيحة وهو يشوف وجهها المصفر , مد يده وصفعها بخفة وهو يقول : أزهار , أزهار ..
أزهار كانت سامعته لكنها ظلت مغمضة عيونها لأنها ما كانت تبغى تفتحها عشان ما يشوف الألم بداخلها , تصنم لمن شاف أنفاسها المتسارعة وعرف إنها صاحية , كان يحس بخوووووف موجع بداخله وهو يحاول يلقى سبب للي يصير ~ اشبها ؟؟ ليش أنا خايف ؟؟ ليش قلبي يعورني ؟؟ ~ بلا شعور مد يده ومسد على شعرها اللي انزلقت الطرحة عنه وهو يهمس : أزهار , أزهار عارف إنك سامعتني ..
بلعت ريقها وبلعت معاه غصتها وحزنها وشوقها المؤلم وفتحت عيونها وابتسمت وهي تقول : أختبر غلاتي ..
وتوسعت ابتسامتها لدرجة تغمضت عيونها , حس بكل خوفه يتحول لغيض , مد يده وضرب جبهتها ودفها بعيد عنه وهو يقول بعصبية : تراب ..
وقام وهو ينفض الرمل عن بنطلونه البرمودا البيج اللي لابس عليه بلوزة كحلي بلا أكمام , ضحكت وقالت وهي تمد يدها عشان يقومها : خفت عليه ..
لف عليها وقال : أخاف عليك ليه ؟؟
ورماها بنظرة حادة وهو يقول : قومي بنفسك ..
وراح للطاولة , ضحكت من قلبها على حركته وقامت ونفضت الرمل الأبيض وعدلت طرحتها , طالعت فيه وهو ياكل بصمت , الخوف اللي شافته في عيونه وتلمسته في صوته خفف ألمها بعض الشي , جات وجلست قدامه وطالعت فيه , رفع عينه لها وسأل ببرود : خييييييير ..
همست : اسفة ..
خفق قلبه بقوة مفاجأة فلف وجهه عنها وهو يكمل أكله , ضحكت وضحكت وهي تقول : اعترف إنك خفت ..
قال بجفاء وهو مقهور من ضحكها : كلي وصكي حلقك ورانا دوران ..
مسحت الدموع اللي ما تدري هل هي دموع الضحك ولا الألم وبدأت تاكل , كل صحباتها يقولون إنهم ما أكلوا قدام عرسانهم إلا بعد شهر أو غيره , هي رغم كل خجلها كانت تاكل أكلها الطبيعي المعتاد ..
************************
جدة الساعة 11:30 الصباح ...
في فيلا أحمد :
: العنود اش بك ؟؟
خرجت العنود من سرحانها وهي تلعب بكاميرا الديجيتال وقالت بمرح : ولا شي , ليييييش ؟؟..
هزت الهنوف أكتافها وقالت : كذا أحسك متغيرة من أمس , قالت لك ريم شي ..
حست بكيانها كله ينقلب لمن سمعت اسم ريم اللي ارتبط بسرعة رهيبة مع عبد الإله , هزت راسها كاذبة بلا وهي تقول : ما قالت شي , ليش ؟؟
قالت سلافة بدلع وهي تمسك ذقن الهنوف وتلفها عليها وهي تحط لها شوية بودرة : maybe لأنك مسرحة ووجهك تعيس كإنك شايلة mounted على راسك ..
عقدت العنود حواجبها ولفت على سحر المنبطحة على بطنها على سرير البندري وهي تقرأ في مجلة وقالت وهي تأشر على سلافة : هذي قاعدة تسب ولا اش تقول , يمكن هذي فهمتها لكن المونتد هذي ..
ضحكت سلافة وقالت : ماونتد مو مونتد ومعناها جبل ...
مطت العنود شفايفها بقرف وقالت : ماونتد , اش قال الله في كلمة جبل يا محلاها , ومادامك عارفة جبل اش قام به تقولين ماونتد ..
التفت الكل لها وقالت سحر : عيدي عيدي , اش الكلمة اللي قلتيها ؟؟ اش قام به ؟؟ ..
طالعت فيهم العنود وقالت : معناته اش له داعي ..
ولمن شافتهم ماسكين ضحكهم سألت : إيييييييييش ؟؟
انفجروا بالضحك وقالت الهنوف من وسط ضحكها : اش قام به هذي إختصاص جدتي حمده , غبار يطلع من فمك وانت تقولينها ..
قالت سحر : صراحة أنا أول مرة أسمعها ...
رمتهم بنظرة شذرة وهي تقول : لا والله يالحضريات انتم , تتريقون على لهجتي ..
قالت الهنوف : مو تريقة بس إنت ماخذه لهجة جدة بقوووة ..
أشرت لها بإصباعها على الكرسي اللي حطته قدام الستارة وقالت : تحركي وانت ساكته , قال إيه قال بيوري أبوه صورة حرمته , مالت عليه وعليك ..
حمر وجه الهنوف وجلست على الكرسي بصمت وقامت سحر من السرير بسرعة وضربت العنود على راسها وهي تقول : اش حارق رزك يالوصخة , أختك الكبيرة مفروض تخاطبينها باحترام ...
حكت العنود شعرها وثبتت الكاميرا وهي تقول : ابتسمي ..
قالت الهنوف بتردد : كيف أخلي يديني ؟؟
في الوقت اللي لقطت فيه الصورة , صرخت : هنوووووووف ليش تحركتي ؟؟..
قالت الهنوف وهي تحرك يدينها : كيف أخلي يديني ؟؟
قالت بتريقة وهي تمسح الصورة وتجهز لصورة ثانية : قطعيها وحطيها على جنب وقت الصورة عشان ما تحفل عليك ..
ضربتها سحر مرة ثانية وراحت للهنوف وعدلت جلستها وخلتها شبه مقابلة للصورة و لفت وجهها ناحية كتفها اليمين وقالت : طالعي في الكاميرا وابتسمي ابتسامة خفيفة ..
وحطت يدينها فوق بعض بحركة ناعمه وقالت : خليك ثابته ..
كان وجه الهنوف محمر من الخجل وهي تقول : أحس نفسي سخيفه ..
قالت العنود وهي تنحني بالكاميرا : أصصص , اثبتي , ابتسمي ..
ولقطت الصورة وطالعت فيها وقالت : واو , طالعة حلوة ..
اتكت سحر على كتفها وسلافه على الكتف الثاني وهم يطالعون في الصورة , قالت الهنوف وهي متصنمة : خلاص أتحرك ؟؟
قالت العنود بحماس : إيوه , بس بأصور كم صورة كمان , سحر خلينا نصورها وهي واقفة ..
قامت الهنوف وقالت : لا , صورة تكفي ..
طنشوها وهم يوقفونها جنب عمود الرخام اللي في الصالة , قالت باستنكار : بنات بلا هبالة ..
مسكت سحر يدها وحطتها وسط شعرها وهي تقول : دخلي يدك بدلع وامسكي خصلة ..
سحبت يدها ووجهها صار بلون الطماطم وهي تقول : لا يعني لا ..
قالت سلافة وهي تسحب الهنوف : يمكن الحركة مهي عاجبتها , تعالي ..
وجلستها وقالت : طالعي بطريقة natural للكاميرا بس سبلي عيونك وحطي اصباعك في فمك بدلع ..
صرخت الهنوف : مستحييييييييييل ..
وقهقهت سحر من قلبها لمن قالت العنود وهي تدق راس سلافة بإصباعها : يا غبية الصور لأبوه مو له , هي بتغري عمها ولا إيه ؟؟ ...
قامت الهنوف وقالت : بس انت واياها , صورة وانتهينا خلاص ..
وراحت لغرفتها وصكت الباب بقوووة , قالت سلافة : خسارة المكياج اللي تعبت فيه , صورة وحده بس ..
قالت سحر وهي تلحق العنود اللي راحت لغرفتها عشان تطبع الصور مباشرة من الكاميرا : أختك تححححححححفة ...
طالعت سلافة في الصالة وسألت باستغراب : وين البندري ؟؟
ونزلت الدرج للدور الأرضي , مومو اللي كان شارد بسرعة نط في حضنها وهو يلهث بسرعة , ضمته وهي تقول بخوف : مومو what's happing honey ??
في لمح البصر شافت الشي اللي شارد منه مومو , شافت جسم طويل وشعر بني ناعم , جاكت جنز مقطع مفتوح لنص الصدر , هنا عرفت إنه شارد من شخص , تبلدت كل أحاسيسها وتيبست عضلاتها من ظهوره المفاجئ ..
طالع عبد الرزاق فيها من فوق لتحت شعر ناعم مرفوع بمشابك صغيرة ملونه , وجه منمنم أبرز ما فيه الأنف الحاد , حتى لبسها المكون من تنورة لنص ساقها وبلوزة بأكمام قصيرة تفحصها , وكل هذا في ثواني , نفخ اللبانة اللي في فمه إلين انفقعت ومضغها وهو يقول : hi sweet heart …
رجع لها الإحساس فرمته بنظرة محتقرة قبل ما تفلت مومو و ترفع يدها لاشعوريا وتعطيه كف صدمها أكثر مما صدمه , شهقت وسحبت يدها اللي عورتها من تشوك ذقنه المهملة وغطت فمها وهي ترجع على ورى , لف عبد الرزاق ورماها بنظرة بارده وهو يتلمس خده ...
: عبد الرزاق , سلافة ..
جريت سلافة لهدى واندست وراها وهي تقول من بين دموعها : عمه قوليله يخرج من هنا ..
طالع في أمه اللي اختفت سلافة وراها من شدة نحفها وقال : قوليلهاthis is my home ماني طالع منه ..
قالت أمه بحزم : عبد الرزاق إطلع بسرعة , اش جابك من الإستراحة ؟؟ انت منت عارف إنه عندنا ضيوف ؟؟ استح على وجهك واخرج ..
زفر وخرج وهو يقول : stupid girl ...
قالت من ورى هدى بغيض : rued boy ...
لفت هدى عليها وقالت باستنكار : سلافة ..
طالعت سلافة في هدى لثانية ورفعت يدينها لعيونها وهي تصييييييح , مسحت دموعها بقفا يدينها وهي تقول : هو اللي بدأ , قلي بنت غبية وقلت له ولد وقح , هو ما لف لمن قابلني , جلس يطالع فيني , كان مفروض يغمض , يروح يمين يسار , والله خوفنييييييييييييي ..
ضمتها هدى وهي تقول : خلاص حبيبتي خلاص , سامحيه , إمسحيها في وجهي , ولدي وانا عارفته , خبيل توه جاي من بلاد برى على باله الدنيا سايبه ..
مسحت دموعها وبعدت عن هدى وقالت بصوتها اللي زاد نحفه مع البكى وهي تأشر بيدينها : عيونه كانت قد كذا , زي , زي , زي زبادي الشربة ..
مسكت هدى ضحكتها وقالت تفهمها : هو عيونه واسعة ..
هزت سلافة راسها بلا وقالت من بين دموعها وهي تسحب نفس مقطع : لا , كانت شرريرة ..
ما قدرت هدى تمسك نفسها أكثر فضحكت وهي تضم سلافة الباكية مرة ثانية , نزلت العنود وهي تنادي : بندر ...
ووقفت عند اخر درجة وهي تشوف سلافة في حضن أمها , سألت باستغراب : اش فيه ؟؟
قالت هدى : ولا شي , قابلها عبد الرزاق وهي صاحت ..
فرصعت العنود عيونها بحماس وقالت : واو ..
رمتها أمها بنظرة صارمة وهي تقول : بنت ...
حمحمت العنود وقالت بأدب : ما قلت شي ..
وجات لسلافة ودقتها وهي تسألها بهمس : عجبك أخوية ..
لفت عليها سلافة كان رموشها الطويله متلصقه من الدموع وقالت بصوتها المدلع : عيونه شررريرررره ..
طالعت فيها العنود باستنكار وقالت تقلد صوتها وهي ترقق حرف الراء : شررريرررره ؟؟
هزت سلافة راسها تأكد الكلام , قهقهت العنود من أعماقها وهي تقول : الله يقطع شرك , هذا الإنطباع الوحيد اللي أخذتيه عن رزوق , شررريررره , عيونه شريررره ..
ورجعت راسها على ورى من كثر الضحك , ضربتها أمها على راسها وقالت : بسك ضحك , كثرة الضحك ترى تميت القلب ..
مسحت العنود دموعها وقالت وهي تتنحنح : اش بكم على راسي ؟؟ ترى بيصير فيني ارتجاج مخ ..
قالت لها أمها : اطلعي وقولي للبنات ينزلون للمجلس ...
سألت العنود بصوت مليان ضحك : طيب , بس فين البندري ؟؟ عندكم في المجلس ؟؟
قالت أمها وهي تروح للمطبخ : لا , انزلي بسرعة انتي والبنات وقولي للهنوف حسان بيجي بعد العصر عشان الصور ...
طلعوا و العنود تقول : ياربي هذي البنت وين تختفي ؟؟
سمعت البندري خطواتهم وهم طالعين , طالعت من بين دموعها لجدران المخزن اللي تحت الدرج وهي حاطة يدينها على فمها عشان ما يسمع أحد صوت شهقاتها المختلطة بأنينها , جلست على الأرض بين الكراتين المملية المخزن وهي تطالع في الجوال المرمي على الأرض قدامها , سحبته بتردد ودقت على الرقم اللي ضغطته عشر مرات وقفلته قبل ما يرن , حطته على إذنها وقاومت إنها ما تصك الخط ..
جاها صوته المرح وهو يقول : هلا أمي , أخيرا افتكرتينا ...
كتمت شهقاتها وقالت بهمس : السلام عليكم ..
: مين ؟؟
بعدت الجوال عنها لمن انفلتت شهقة غصب عنها ورجعت حطته وقالت : جاسم ..
وصلها صوته البارد وهو يقول : خير يا أفندية ...
رصت شفايفها عشان ما تصيح وقالت بصوت مكتوم : أعطيني أزهار ...
: ما تبغى تكلمك ..
***تعليق
google Ad Widget
تقليص
تعليق