أسرعت حصه الى الهاتف عندما سمعته يرن : ألو ؟
حمد : السلام عليكم , هلا يمّه
حصه : عليكم السلام هلا هلا بوليدي حمد
حمد : تسمعيني زين يمّه
حصه : ايه , وشلونك يا ولدي وشلون أمورك
حمد : كل شي تمام يمّه , انتم وش علومكم ؟؟
حصه : حنّا بخير دامك بخير تطمّن
حمد : الحمدلله , أبوي حولتس يمّه ؟
حصه : لا والله أبوك طالع , المهم .. انت وشلونك موب
ناقصك شي ؟
حمد : لا يمّه أبد ..
حصه : انتبه لنفسك انت بس ولا تنسى كل شي وصّيناك
عليه ما أبي أعيد الكلام يا ولدي وانت عارف ..
حمد : تطمّني يا يمّه , يللا أجل سلّمي ..
حصه : يبلغ ان شالله ..
حمد : مع السلامه
حصه : مع السلامه يمّه في حفظ الله ..
أخذت حصه تفكّر في حال ابنها حمد , وحمد عمره اثنان وعشرون
سنه ويدرس في جامعة الملك فهد للبترول في المنطقة الشرقيّة
ويعيش هناك بعيداً عن أهله
وبعد نصف ساعة , قال أبو حمد : حمد متّصل ؟ , وشلونه شخباره
وش يقول وش مايقول
حصه : أبد والله يقول كل شي تمام تطمّنوا أهم شي انتوا طيبين ..
و وجاب لي طاري الفلوس , يقول محتاج فلوس
أبو حمد : ايه .. فلوس , خير ان شالله برسل له مبلغ بأقرب وقت ..
وبعد قليلٍ دخل عبدالمحسن ومشاعل الغرفه , وبينما أبو حمد يغيّر
ملابسه ومشاعل جالسة عند طرف السرير , قالت مشاعل : أقول
عبدالمحسن , وش رايك نرسل الفلوس لحمد ونقول له هذي منّي ..
ممكن أرسل له مبلغ وبعدين انت عارف أنا وش قد أعز حمد ..
وبعدين .. بعدين أنا ودّي أرسل له مبلغ ..
أبو حمد : مشاعل أنا عارف وش قصدتس , أنا أبوه وأنا اللي
لازم اصرف عليه , وبعدين من قال لتس انّي محتاج , واذا احتجت
أكيد بطلب منتس ومنتي مقصره , بس ماعليه خلّي فلوستس وانتي
ترا منتب ملزومه
مشاعل : صدقني يابو حمد ودّي هالمرّه تجي الفلوس منّي عشان
يحس حمد ان كلّنا واقفين معاه .. وانت أكيد بترسل له بعدين
أبو حمد : لا هالمرّه ولا غيرها , ماتقصرين يا مشاعل وزي ما
قلت لتس اذا احتجت بطلب منتس وأكيد ما راح تقصرين
***
طرقت حصه الباب على مشاعل التي كانت جالسةً أمام المراة
تمسح مكياجها , حصه : أدخل ..؟
هزّت مشاعل رأسها بإيماءة , أقفلت حصه الباب وأردفت : ودّي
أتكلّم معتس شوي ..
مشاعل : خير , قولي
حصه : شوفي مشاعل .. أبو حمد كم راتبه ؟!
مشاعل :.. خمس الاف تقريباً .. ليه ؟
حصه : وعنده مصدر دخل ثاني ؟
مشاعل : لأ , بس وش هالأسأله .. وش الطّاري يعني
حصه : اسمعيني , انتي تدرين ان أبو حمد دخله ضعيف وقاعد يصرف
على بيت كامل , وهالخمسة الاف يالله تكفّي فواتير الكهرب والمويه
والتليفون والجوّال والمقاضي .. مقاضي البيت يعني .. أنا أقول ليه
ما تصير مقاضي البيت عليتس كلّلها ؟ , ماشالله رابتس زين والحين
انتي شايفه .. تدخلين السوبر ماركت تعبّين العربيّة يطلع حسابتس
سبعميّة ريال ولا ثمنميّة ريال ! , يعني بالشهر الواحد الأكل والشرب
لحاله بحدود ألفين ونص ريال يعني تقريباً نص راتبه ..
قالت مشاعل : يا حصه صدقيني أنا قلت له , خلّ لوازم المطبخ
ومقاضي البيت علي .. أنا أروح كل أسبوع السوبرماركت مع سوّاق
أمي وأتقضى وأشتري كل شي .. بس هو عيّا , يقول أنا رجال البيت
وأنا اللي لازم أصرف .. بعد أبو حمد وانتي عارفته .. عزيز نفس
وما يحب ان حرمه تصرف على بيته أيًّا كانت ..
حصه : أنا قلت له كذا بعد , أقصد قلت له من كم يوم بصراحه انّي
كلّمت مشاعل و وافقت ان أغراض المطبخ والأكل والشرب كلّه
يصير عليها هي .. عسى ما قال لتس بالموضوع ؟!
مشاعل : لأ ما قال لي .. طيّب , وش رد عليتس ؟؟
حصه : ايه أشوى ما قال لتس .. عشان ما أطلع في عينه كذّابه
لأنّي قلت له انّي مكلمتها وقاظيه .. موب راح أكلّمها , وش قال بعد
.. عيّا ! , يقول لأ ما أرضى , أبو حمد ساعات مدري كيف يفكّر .. ,
لا حول ولا قوة الا بالله .. يكسر خاطري ساعات , ما كمّل دراسته
واشتغل بوظيفه بسيطه وكان هاقي ان الأمور بتتحسّن .. أثاريها كل
مالها وتصير أسوء ..
مشاعل : ما كان يحب الدراسه وزي ما قلتي كان متوقع انّ وضعه
بيتعدّل بس المسيكين خانّه الحظ !
حصه : المهم هالحين وش قلتي بسالفتنا .. مشاعل لازم تسوّين شي !!
مشاعل : طيّب قولي لي وش أسوّي , هذا انتي كلمتيه وما وافق ..
قالت حصه بانفعال : يا ربّي وش هالحاله .. وش هالحاله !!
قالت مشاعل : اهدي يا حصه .. لا يسمعتس
قالت حصه بعصبيّة : هذا انتي صار لتس فوق الأربع سنين
عايشه معنا وشايفه حالتنا .. النّاس تسافر تروح دبي .. تروح
مصر ولا تركيا ولا بيروت .. وحنّا الدمام كل خمس سنين
نروح لها مرّه ! , النّاس تلبس وتكشخ ماركات ومدري وشو ..
وحنّا بخلاقينّا تسن حنّا شغالات !
قالت مشاعل : يا حصه هذي حالتنا .. وانتي منتب غشيمه
وعارفه البير وغطاه .. حنّأ على قد حالنا
قالت حصه بعصبيّة وألم : ولو ! , أنا مهما كان انسانه ولي
مشاعري وأحاسيسي .. لا لبس زي النّاس لا بيت زي النّاس
لا عيشه زي البشر والعالم ! , شوفي بيتنا تسنّه عزبة هنود !! ,
أنا حتى عروس وعزايم بالسنين الأخيره ما صرت أروح ..
لأنّه لازم أشتري فستان وأحط مكياج وأسوّي شعري وألبس
صندل ولا جزمه كشخه .. وما أقدر أسوّي هالأشياء طبعاً
لأن ما عندنا فلوس ! , بنتي هاللي طايحه بتسبدي فوق الخمس
سنين من تخرّجت من الثانويه ولا أحد فكّر يخطبها .. موب
لازم أروح فيها العروس والعزايم عشان يشوفونها النّاس
ويخطبونها ؟!!
قالت مشاعل : اهدي يا حصه ولا تعصبين .. وبعدين
بنتس ساره بيجيها نصيبها ان شالله
قالت حصه : يا ربّي هذي مهيب عيشه .. كل شي
محسوب علينا بالحسره !!
ابتسمت مشاعل لحصه محاولةً تهدئتها والتّخفيف عنها ,
قالت حصه : أنا بعد .. أنا بعد ما عندي سالفه جالسه
أشكيلتس !
قالت مشاعل بابتسامة : شكيتي لضرّتس ما شكيتي
لغريب !
قالت حصه : تنكتين !
قالت مشاعل : لا والله موب قصدي ..
قالت حصه بعصبيّه : أووه أروح غرفتي أحسن ..
خرجت حصه وجلست مشاعل تفكّر بينها وبين نفسها :
"عزت أفهمك يا حصه .. عجزت !"
***
كان أبو حمد وحصه في غرفتهم , قال أبو حمد : أكمّل لتس
السالفه , أنا من اليوم ورايح أبدخل لعالم هالأسهم وبقعد أربع
وعشرين ساعه مقابلن هالشاشه وعندتس جارنا أبو مطلق
خبره في ذالأسهم وهو بيعلّمني .. كود ربّتس يرزقني وتبطلّين
من التشكّي وذي مهيب عيشه وذي مهيب حاله !
حصه : انت من صدقك .. وانت وش عرّفك بالأسهم ؟
أبو حمد : يا بنت الحلال يعني هالناس اللي تشوفينهم كلّهم
خبره ويعرفون , وبعدين حنّا مع العالم .. ادعي لي بس
حصه : الله يوفقك يا رب .. ترا حتى أنا ..
أبو حمد : انتي وشو ؟
حصه : أخوي بدر شار علي بمشروعن زين ويقول انه يدر
ذهب ..
أبو حمد : وشو ؟ مشروع ؟! , أخوتس ذا لو يعرس ويفكّنا
من أفكاره بس ومشاريعه أزين
حصه : هو بيصير شريك معي ويقول عنده فلوس وأنا علي
ادارة المشروع والاشراف عليه
أبو حمد : يعني انتي ما تدفعين شي ..
حصه : وأنا من وين لي ! .. أكيد منيب دافعه شي
أبو حمد : والله فاجأتيني , بس أخاف يوهقنا أخوتس
ذا معه
حصه : وانت ليه دايم طايح من عينك بدر ؟
أبو حمد : لاهوب طايحن من عيني ولا شي , لكني أبخص
باخوتس ذا من يومه صغير , وأخاف يوهقنا
حصه : اللي يسمعك يقول فتحنا المشروع خلاص , حنّا
للحين في طور التفكير
أبو حمد : الله يستر منكم ومن طوركم بس هههههه
***
أتى موعد سفرة ناصر الى دبي , ودّع زوجته وابنته وداعاً يملؤه
البرود وكانت ابنتهم لولوه بعباراتها الجميله تلطّف الوداع البارد ,
بشاير ملأتها الشكوك والظنون ولم تكن مطمأنّة أبدا , اتصلت
بجارتها أم مشاري وطلبت منها أن تطلب من ابنها (الذي يعمل
في المطار) أن يأخذ اسم زوجها (ناصر أحمد ناصر) ويرى متى
ستكون رحلته وأين وجهتها , وتحجّجت بشاير عند أم مشاري بأن
السفرة كانت مفاجئه وناصر أقفل جوّاله وهي كانت نائمه لذا لم
تستطع محادثته قبل السفره , وبعد وقتٍ أتى صوت أم مشاري من
السماعةِ : ألو . هلا بشاير .. رجلتس رايح بانكوك تايلاند يعني ,
وطيّارته الساعه سبع ونص .. هذا على كلام ولدي مشاري
بشاير : متأكده يام مشاري طيارته لبانكوك والساعه سبع ونص ؟!
أم مشاري : ايه ..
بشاير : طيّب الله يعافيتس اسألي ولدتس .. الرحله تمر بمحطات
غير بانكوك ؟!
قالت أم مشاري : لحظه .... يقول لأ , الرحله لبانكوك رأساً مافيه
محطات توقف فيها الطياره , وهو شاف اسم رجلتس كامل .. الا
معقوله ما قالتس وين بيروح ؟!
بشاير : هاه ! .. قال لي رحلة عمل بس نسيت يعني .. , مشكوره
يا ام مشاري أشغلتس معي
أم مشاري : العفو يا وخيتي , لا وشدعوا ما سوّينا شي , يروح
ويرجع بالسلامه ان شالله
-الله يسلمتس مشكوره مع السلامه .. الله يسلمتس هلا
لم تجد بشاير تفسيراً للذي يحدث !! , قال لها بأنّه سيذهب الى
دبي وهو الان متجه لبانكوك !! , ليس لها الا أن تنتظره حتى
يعود وتَرى ما هو الموضوع بالضبط ! , اذ أنّه لا يتّصل نهائياً
اذا سافر
***
خرجت ندى من غرفتها متكأةً على عكّاز بسبب رجلها المكسورة ,
كان سبب خروجها هي تلك الأصوات التي سمعتها , كانت الأصوات
اتيةٌ من غرفة سارة وبابها مفتوح , دخلت ندى غرفة سارة فوجدت
أباها واقفاً أمام سارة وهو يصرخ ويأشّر بسبّابته وحصه تحاول
تهدأته وساره شبه باكية , كان أبو حمد يقول : اسمعيني يا بنت ..
لا تخلّين الشياطين اللي في راسي تطلع ! , أنا ما أدري ان تسان
بينتس وبينه شي ولا لأ , بس هذا هو جا تقدّم لتس وأنا رفضه
وردّيته , شيليه من راستس أحسن لتس ولا ترا بتشوفين شي
ما عمرتس شفتيه !!
حصه : انت وش فيك يابو حمد , هالحين من قال ان بينها
وبينه شي !؟
قالت ساره : خلاص يا يبه خلاص ! ما بينه وبيني شي
استريح تطمّن !
أبو حمد : أجل وش فيتس زعلانه هاه ؟! , وليه هالدموع كلّها
وباين ان عندتس علم بجيّته ؟!!
ساره : أنا زعلانه ! , طيّب ليه ردّيته أنا ما أشوف فيه شي ؟!
أبو حمد : هذي اللي بتخلّيني أذبحها , اسمعي أنا باخذتس على
قد عقلتس وبحاول أهدّي نفسي , انتي أكيد شايفته بالحاره مرّه
بالصدفه , شفتيه مزيون واطخم وهذا اللي هامّتس ! صح ولا لأأ
ولوا يلوي رقبتس ؟؟!!
ساره : لأ , موب صح ..
أبو حمد : مازن ذا خضيري , لا نعرف له أصل ولا فصل
يعني ! , حتّى لو فيه كل شيٍ زين ومابه عذروبٍ واحد أكيد
بردّه !!
حصه : خلاص يابو حمد هي فهمت , مافيه داعي كل
هالعصبيه ..
أبو حمد : بعدين هالمازن ذا ما يستحي , ما ينتخي ! جاي
بكل قواة عين يخطب وهو يدري اننا قبيليّه !؟
حصه : ماعليه يابو حمد ترا بعده بزر وش فهّمه .. وبعدين يمكن
شافنا على قد حالنا قال هذولي أكيد بيوافقون !
أبو حمد : يبطي عظم أوافق !
وبعد خروج أبو حمد من الغرفه وندى التي لم تنبس بأيّ كلمةٍ ,
أقفلت حصه الباب لتصبح هي وساره في الغرفة لوحدهما
وقالت : ساره يا بنيتي .. أنا ما أدري ان كان صدق بينك وبينه
شي , عموماً هذا مهوب موضوعنا , يمكن انتي شفتيه مرّه
بالصدفه , حلو ومزيون وانجذبتي له .. بس هذا موب معناته
يتقدّم لك ويخطبك و و الخ ! , مازن ذا خضيري لا نعرف أصله
ولا فصله , وحنّا حتى لو كانت حالتنا الماديّه متواضعه نبقى
قبيليّين ولنا أصلنا , وبعدين السالفه ماهي مقتصره علي وعليك
وعلى ابوك وعلى مازن وبس ! , فيه ناس حولنا , حنّا موب
عايشين في كوكب لحالنا , وأبوك لو رضى قرايبه البعيدين ما
بيرضون وبيوقفون بوجهه لو دروا وأكيد راح يقاطعونه , ما
سألتي نفسك خالك وش بيقول , مشاعل وأهلها وش بيقولون عنّنا ,
الناس كلها وش بتقول ؟! , هالشي ما صار عند غيرنا عشان
يصير عندنا , زي ما قال أبوتس ان كان في خاطرتس شي
لمازن شيليه ترا صدقيني مهوب صاير , وانتي بكيفتس عاد
يا بنيتي ..
ساره : خلاص يمّه خلاص .. خلّوني بحالي ولحد يدخل علي ..
حصه : ان شالله ..
***
بِتردّدٍ كبير التقطت ساره الجوال واتصلت بمازن , أتى صوته
من الجهة الأخرى بعد انتظارٍ طويل قائلاً : ألو ..
ساره : ألو .. هلا مازن .. كيفك؟
مازن : يعني .. ماشي الحال
قالت ساره وهي تبكي : يا مازن .. اهئ اهئ ترا .. ترا من جد
ما كنت متوقعه هالشي يصير ! , وربّي .. وربّي أنا ندمانه اني
قلت لك تجي بس .. بس اسفه , بليز حاول تفهمني ..
مازن : اذا ما كنتي متوقعه هالشي يصير أنا متوقع ونص ! ,
خلاص حاسّ ان مالي وجه أحط عيني بعين أبوك ولا أخوك
حمد اذا رجع , فاهمك يا ساره فاهمك
ساره : طيّب والحين ؟
مازن : الحين , مادري .. ماني عارف وش بنسوّي هالحين ,
زواج مستحيل , وان كان فيه أمل من قبل هالحين راح !
ساره : وانت .. حاس ان اللي قاعد نسوّيه غلط , زي ما
قلت لي ؟!
مازن : ايه يا ساره , هالمكالمات أو بالأحرى هالحب ما
عاد يفيد , وزواجنا من بعض مستحيل
ساره : يعني ؟
مازن : يعني خلاص .. نترك
ساره : نترك ؟!
مازن : اي يا ساره نترك بعض لأن علاقتنا زي ما تقولين ما
منها جدوى و .. و غلط !
قالت ساره بخوف : يا مازن , يا مازن لانتسرّع .. بليز
لانتسرّع
مازن : أوكي .. أوكي أوكي ! ما نتسرّع , حتى أنا أقول
لا نتسرّع ونفكّر للمرّه الأخيره
ساره : المرّه الأخيره ؟ ما أحب هالكلمه .. أحسها ..
مازن : ولا أنا أحبها , بس شكلنا بننجبر عليها !
***
اقتنعت حصه بالمشروع الذي اقترحه عليها أخوها بدر , أخذت
قرضاً من البنك وأعطته كلّ ما لديها تقريباً وبعد بحثٍ منه ليختار
أحسن موقعٍ للمشغل تمّ اختيار الموقع , كان مشغلاً صغيراً نوعاً
ما في أحد الأحياء العاديّة , لم تدّخر حصه جهداً في استقدام
الكوافيرات وتوفير الأجهزة والأشياء التي تلزم المشغل وعمل
الدعايات اللازمة لمشغلها هي وأخاها بدر
دخل أبو حمد المقلّط ليجد حصه وبدر منكبّين على بعض
الأوراق وبدر يتحدّث ويشير بجواله وحصه تستمع , قال
أبو حمد : سلام عليكم .. النسيب عندنا اليوم يا حيّا الله
من جا
بدر : الله يحيّيك ويسلمك يابو حمد
أبو حمد : هاه أكيد انكم مندوشين من ذالمشغل هههه
قالت حصه : اي والله قلبت راس , وكلّه كوم والكوافيرات
والموظفات كوم ثاني , الفلبّينيّات مقدورٍ عليهم بس أبي
اللي تمسك لي الشغل كلّه .. وهاللبنانيّه رزان تبي راتب
عالي من البداية , عاد مدري يقولون المغربيّات أزين ؟
بدر : هالحين رخصة المحل وش بنسوّي بها ترا للحين
شغل البلديّه ماخلص , وبعدين تعالي .. وش بنسمّيه ؟
على اتّفاقنا (زهر الأقحوان) ..؟
قال أبو حمد : يالله أجل أخليكم أنا لا تقلبون راسي
معكم .. بدر حيّاك عندنا تعشّى معنا؟
بدر : لا تسلم يا أبو حمد شوي وبمشي مستعجل والله ..
***
دخلت مشاعل غرفتها , غيّرت ملابسها ونظّفت وجهها
ورفعت شعرها الى الأعلى وأخذت تنظر الى وجهها
الشاحب في المراة , نعم .. انّه شاحبٌ قليل الجمال ,
ولكنها منذ أن كانت صغيرةً لم تكن جميله , حتى
أبو حمد لم يتزوجها على حصه لأجل جمالها وحسنها
ودلالها , عاشت أيّاماً سوداء كثيره .. كانت حصه
تضايقها كثيراً وتتعمّد اغاظتها بالكلام والأفعال ,
وكانت مشاعل لا ترد عليها ولكنّها تتألّم من الداخل ,
ولكنّ كل هذا انتهى الان وأصبحت الأمور طبيعيّه ..
فكّرت مشاعل في جميع هذه الأشياء وهذه الذكريات ,
وفكّرت أيضاً بحالها الان , لم تُرزق بطفلٍ حتى الان
ونسبة حملها ضئيلةٌ جدًّا وقد توقفت عن العلاج منذ فترةٍ
نظراً لتكاليفه الغالِيَة , من سيحملها ويهتمُّ بها غداً اذا
كبرت وأخذت منها السنين ؟! , كانت مؤمنةً بقضاء الله
وقدره , وكانت في كلّ سجدةٍ تدعو الله , تدعوه من كلّ
قلبها : "اللهم ارزقني بالذريّة الصالحة" , قطع عليها
هذه الأفكار دخول أبو حمد للغرفة قائلاً : هاه وش فيها
شعّولتي كنّ الوجه منقلب
مشاعل : هه , لا أبد , بكره وراي شغل كثر شعر راسي
بالمدرسه .. وبس
حمد : ايه .. , دريتي عن مشغل حصه وأخوها بدر ؟!
مشاعل : ايه , دريت , الله يوفقهم , وزين بتشغل نفسها
بهالمشغل , وتنشغل عنّي بعد
أبو حمد : ههههههه تنشغل عنّتس , مادري بس أنا أشوف
ان حصه خلاص .. عقب أكثر من أربع سنين على زواجي
منتس أحسّ انها تعوّدت وصار الوضع عندها عادي ..
مشاعل : يعني .. أكيد موب زي أوّل شهور زواجنا ..
تغيّرت كثير وعلى ما يقولون : السنين تنسّي اللي
ما ينسّي , وبرضو تغيّر اللي ما يتغيّر !
***
نظرت بشاير الى (الرّوزنامة) لتتأكّد من التاريخ , نعم انّه
يوم وصول ناصر من السفر , كان قد قال للولوه بأنّه عند
الساعة السادسة على أبعد تقدير سيكون في مطار الرياض ,
عائداً من دبي أم من غيرها ! , مرّت الساعات وقبل
السادسة بقليل دقّ هاتف البيت لترد بشاير : ألو
ناصر : ألو هلا بشاير .. الله يسلمتس ايه .. ايه توني
طالع من مطار الملك خالد .. خلاص ايه مع السلامه هلا ..
أقفلت بشاير السماعه وأخبرت لولوه أن والدها في طريقه
الى البيت , دخل ناصر البيت بالثوب والشماغ وفي يديه
شنطتان كبيرتان , لم يخلو سلامه على لولوه من الحراره
أمّا بشاير فقد كان بروداً متبادلاً , أحسّ أن في عينيها شيئاً
غريباً , أحسّ أنّها تعرف شيئاً .. لم تكُن بشاير نفسها ! ,
دخلا الغرفة معاً وأغلقت بشاير الباب وأقفلته , بدأ ناصر
بالحديث وهو يخلع ثوبه وشماغه ويضع الشنط : أوفف ,
سفره متعبه .. بس الحمدلله خلّصنا شغلنا , والله دبي ذي
تحسّين من جد ديره ! عمارات ومشاريع وتطوّر ما كأنّنا
في بلد عربي ..
بشاير : ايه , دبي حلوه ! , أهم شي انّك انبسطت وقضّيت
شغلك .. تبي تنام الحين صح ؟ أخلّي لك الغرفه أجل ..
ناصر : لحضه .. بشاير
بشاير : نعم ؟
ناصر : أ .. لالا خلاص .. عسى الفلوس اللي تركتها لكم
كفّت ؟ .. عسى ما اعتزتوا شي يعني ..
حصه : تطمّن , كفّت وما احتجنا شي , وكل شي كان تمام
خرجت بشاير من الغرفة والأفكار تتقلّب في رأسها
***
اغرورقت عينا ساره بالدموع وأخذت تجهش محتضنةً مخدّتها ,
لم تعتقد يوماً بأنّ نهايتها مع مازن ستنتهي بهذا الشكل , فبعد
اعتذاراتٍ كثيرةٍ منه أخبرها بأنّه سوف يتركها وسوف يغيّر
رقمه ومن الممكن بيته أيضاً ! , كان كلامه منطقيًّا وكانت تعلم
أنّ حبّهما لن يؤدي الى نتيجة , ولكنّها قرّرت أن تكون أقوى ,
نعم أقوى ! , مثلما استطاع هو أن ينسى ويتركها هي أيضاً
ستنسى وتتركه واقتنعت بأنّ الذي بينها وبينه لا يستحق كلّ
هذا البكاء والندم , فقد كان مجرّد اعجاب وبضع مكالمات !!
دخلت عليها ندى وقالت : وش فيك ساره .. تصيحين ؟!!
ساره : لا ما فيني شي
ندى : عيونك حمرا وباين كنتي تصيحين .. عشان مازن
صح ؟ ولا في شي ثاني ؟!
ساره : هه , مازن يا مازن ! , العاده البنت اللي تتهرّب من
الرجل وهو اللي يلاحقها ويذبح نفسه عليها وأنا بصراحه
ماني مستعدّه أقلب الايه ! , اذا هو مستعد يتركني وينسى
أنا بعد مستعدّه وأكثر وما همّني ترا ..
ندى : من قلبك هالكلام ؟
ساره : موب مهم , المهم انّي بنساه وخلاص زي ما قال
هو علاقتنا ما منها جدوى وغلط ومستحيل نتزوّج !
ندى : خلاص لا تشغلين نفسك وبكره بتلقين اللي أحسن منّه
ساره : انتي وش أخبار دراستك ؟
ندى : أوكييشن كلش تمام
ساره : زين كل شي تمام , موب تصيرين خايبه مثل أختس ,
ادرسي وشدّي حيلك يا ندى ترا ما ينفعك الا شهادتك
ندى : وش عندها مواعظ ونصائح خخخخ الظاهر فراق مازن
بدا تأثيره ههههه , تخيّلي عاد بكره تقلبين علينا وتصيرين
مطوّعه زي لولوه ذي بنت بشاير أخت مشاعل ما غير
محاضرات ودروس وتطيّحين بدار تحفيظ القران معها
وتقعدين تقصّين عليهم قصة حبّتس ونهايتها البائسه قدّام
البنات عشان يعرفون ان الحب مهلكه خخخخ
ساره : بايخه ترا هاه , تعالي صدق لولوه ذي وش أخبارها ؟
للحين تمشي مع الدلخات ذوليك ؟
ندى : خخخخ دلخات وبس , انتي لو تشوفين قعدتهم بايخه
وسوالفهم تبط الكبد وحده صديقتي أختها معهم بالدار الخيريّه
حقت تحفيظ القران ذي , رحاب تتذكرينها .. قلت لك عنها
-ايه ايه تذكرتها , اسكتي خلاص لا تسمعنا مشاعل نحش
ببنت أختها , في بيتنا حتى لو تسولفين بوسط الدولاب
بينسمع صوتك ! , قولي لي وش سالفة فتو اللي قلتي عنها ؟!
وأكملوا حديثهم "وسواليفهم"
***
أخذ مازن يُفكّر في موضوعه مع ساره , صحيحٌ أنّه أحبّها
ولكن ليس بذلك القدر الكبير ! , وتذكّر أنّها هي التي ركضت
وراءه في البداية , عليه أن ينساها وبالتأكيد سوف ينساها
ويلتقي بغيرها , نعم سوف يلتقي بغيرها ويتزوّج غيرها ,
فتاةً من ثوبه فقد قارب الثلاثين وعليه أن يتزوّج , نعم يتزوّج
فتاةً وبالتأكيد ليست ساره ! , ولكن ماذا عن ساره ؟ بالتأكيد
سوف تحزن كثيراً اذا ما علمت بزواجه , ولكنّها هي الأخرى
سيأتيها نصيبها وتتزوّج , نعسم سوف تتزوّج شخصاً ,
وبالتأكيد ليس مازن !
***
يتبع
حمد : السلام عليكم , هلا يمّه
حصه : عليكم السلام هلا هلا بوليدي حمد
حمد : تسمعيني زين يمّه
حصه : ايه , وشلونك يا ولدي وشلون أمورك
حمد : كل شي تمام يمّه , انتم وش علومكم ؟؟
حصه : حنّا بخير دامك بخير تطمّن
حمد : الحمدلله , أبوي حولتس يمّه ؟
حصه : لا والله أبوك طالع , المهم .. انت وشلونك موب
ناقصك شي ؟
حمد : لا يمّه أبد ..
حصه : انتبه لنفسك انت بس ولا تنسى كل شي وصّيناك
عليه ما أبي أعيد الكلام يا ولدي وانت عارف ..
حمد : تطمّني يا يمّه , يللا أجل سلّمي ..
حصه : يبلغ ان شالله ..
حمد : مع السلامه
حصه : مع السلامه يمّه في حفظ الله ..
أخذت حصه تفكّر في حال ابنها حمد , وحمد عمره اثنان وعشرون
سنه ويدرس في جامعة الملك فهد للبترول في المنطقة الشرقيّة
ويعيش هناك بعيداً عن أهله
وبعد نصف ساعة , قال أبو حمد : حمد متّصل ؟ , وشلونه شخباره
وش يقول وش مايقول
حصه : أبد والله يقول كل شي تمام تطمّنوا أهم شي انتوا طيبين ..
و وجاب لي طاري الفلوس , يقول محتاج فلوس
أبو حمد : ايه .. فلوس , خير ان شالله برسل له مبلغ بأقرب وقت ..
وبعد قليلٍ دخل عبدالمحسن ومشاعل الغرفه , وبينما أبو حمد يغيّر
ملابسه ومشاعل جالسة عند طرف السرير , قالت مشاعل : أقول
عبدالمحسن , وش رايك نرسل الفلوس لحمد ونقول له هذي منّي ..
ممكن أرسل له مبلغ وبعدين انت عارف أنا وش قد أعز حمد ..
وبعدين .. بعدين أنا ودّي أرسل له مبلغ ..
أبو حمد : مشاعل أنا عارف وش قصدتس , أنا أبوه وأنا اللي
لازم اصرف عليه , وبعدين من قال لتس انّي محتاج , واذا احتجت
أكيد بطلب منتس ومنتي مقصره , بس ماعليه خلّي فلوستس وانتي
ترا منتب ملزومه
مشاعل : صدقني يابو حمد ودّي هالمرّه تجي الفلوس منّي عشان
يحس حمد ان كلّنا واقفين معاه .. وانت أكيد بترسل له بعدين
أبو حمد : لا هالمرّه ولا غيرها , ماتقصرين يا مشاعل وزي ما
قلت لتس اذا احتجت بطلب منتس وأكيد ما راح تقصرين
***
طرقت حصه الباب على مشاعل التي كانت جالسةً أمام المراة
تمسح مكياجها , حصه : أدخل ..؟
هزّت مشاعل رأسها بإيماءة , أقفلت حصه الباب وأردفت : ودّي
أتكلّم معتس شوي ..
مشاعل : خير , قولي
حصه : شوفي مشاعل .. أبو حمد كم راتبه ؟!
مشاعل :.. خمس الاف تقريباً .. ليه ؟
حصه : وعنده مصدر دخل ثاني ؟
مشاعل : لأ , بس وش هالأسأله .. وش الطّاري يعني
حصه : اسمعيني , انتي تدرين ان أبو حمد دخله ضعيف وقاعد يصرف
على بيت كامل , وهالخمسة الاف يالله تكفّي فواتير الكهرب والمويه
والتليفون والجوّال والمقاضي .. مقاضي البيت يعني .. أنا أقول ليه
ما تصير مقاضي البيت عليتس كلّلها ؟ , ماشالله رابتس زين والحين
انتي شايفه .. تدخلين السوبر ماركت تعبّين العربيّة يطلع حسابتس
سبعميّة ريال ولا ثمنميّة ريال ! , يعني بالشهر الواحد الأكل والشرب
لحاله بحدود ألفين ونص ريال يعني تقريباً نص راتبه ..
قالت مشاعل : يا حصه صدقيني أنا قلت له , خلّ لوازم المطبخ
ومقاضي البيت علي .. أنا أروح كل أسبوع السوبرماركت مع سوّاق
أمي وأتقضى وأشتري كل شي .. بس هو عيّا , يقول أنا رجال البيت
وأنا اللي لازم أصرف .. بعد أبو حمد وانتي عارفته .. عزيز نفس
وما يحب ان حرمه تصرف على بيته أيًّا كانت ..
حصه : أنا قلت له كذا بعد , أقصد قلت له من كم يوم بصراحه انّي
كلّمت مشاعل و وافقت ان أغراض المطبخ والأكل والشرب كلّه
يصير عليها هي .. عسى ما قال لتس بالموضوع ؟!
مشاعل : لأ ما قال لي .. طيّب , وش رد عليتس ؟؟
حصه : ايه أشوى ما قال لتس .. عشان ما أطلع في عينه كذّابه
لأنّي قلت له انّي مكلمتها وقاظيه .. موب راح أكلّمها , وش قال بعد
.. عيّا ! , يقول لأ ما أرضى , أبو حمد ساعات مدري كيف يفكّر .. ,
لا حول ولا قوة الا بالله .. يكسر خاطري ساعات , ما كمّل دراسته
واشتغل بوظيفه بسيطه وكان هاقي ان الأمور بتتحسّن .. أثاريها كل
مالها وتصير أسوء ..
مشاعل : ما كان يحب الدراسه وزي ما قلتي كان متوقع انّ وضعه
بيتعدّل بس المسيكين خانّه الحظ !
حصه : المهم هالحين وش قلتي بسالفتنا .. مشاعل لازم تسوّين شي !!
مشاعل : طيّب قولي لي وش أسوّي , هذا انتي كلمتيه وما وافق ..
قالت حصه بانفعال : يا ربّي وش هالحاله .. وش هالحاله !!
قالت مشاعل : اهدي يا حصه .. لا يسمعتس
قالت حصه بعصبيّة : هذا انتي صار لتس فوق الأربع سنين
عايشه معنا وشايفه حالتنا .. النّاس تسافر تروح دبي .. تروح
مصر ولا تركيا ولا بيروت .. وحنّا الدمام كل خمس سنين
نروح لها مرّه ! , النّاس تلبس وتكشخ ماركات ومدري وشو ..
وحنّا بخلاقينّا تسن حنّا شغالات !
قالت مشاعل : يا حصه هذي حالتنا .. وانتي منتب غشيمه
وعارفه البير وغطاه .. حنّأ على قد حالنا
قالت حصه بعصبيّة وألم : ولو ! , أنا مهما كان انسانه ولي
مشاعري وأحاسيسي .. لا لبس زي النّاس لا بيت زي النّاس
لا عيشه زي البشر والعالم ! , شوفي بيتنا تسنّه عزبة هنود !! ,
أنا حتى عروس وعزايم بالسنين الأخيره ما صرت أروح ..
لأنّه لازم أشتري فستان وأحط مكياج وأسوّي شعري وألبس
صندل ولا جزمه كشخه .. وما أقدر أسوّي هالأشياء طبعاً
لأن ما عندنا فلوس ! , بنتي هاللي طايحه بتسبدي فوق الخمس
سنين من تخرّجت من الثانويه ولا أحد فكّر يخطبها .. موب
لازم أروح فيها العروس والعزايم عشان يشوفونها النّاس
ويخطبونها ؟!!
قالت مشاعل : اهدي يا حصه ولا تعصبين .. وبعدين
بنتس ساره بيجيها نصيبها ان شالله
قالت حصه : يا ربّي هذي مهيب عيشه .. كل شي
محسوب علينا بالحسره !!
ابتسمت مشاعل لحصه محاولةً تهدئتها والتّخفيف عنها ,
قالت حصه : أنا بعد .. أنا بعد ما عندي سالفه جالسه
أشكيلتس !
قالت مشاعل بابتسامة : شكيتي لضرّتس ما شكيتي
لغريب !
قالت حصه : تنكتين !
قالت مشاعل : لا والله موب قصدي ..
قالت حصه بعصبيّه : أووه أروح غرفتي أحسن ..
خرجت حصه وجلست مشاعل تفكّر بينها وبين نفسها :
"عزت أفهمك يا حصه .. عجزت !"
***
كان أبو حمد وحصه في غرفتهم , قال أبو حمد : أكمّل لتس
السالفه , أنا من اليوم ورايح أبدخل لعالم هالأسهم وبقعد أربع
وعشرين ساعه مقابلن هالشاشه وعندتس جارنا أبو مطلق
خبره في ذالأسهم وهو بيعلّمني .. كود ربّتس يرزقني وتبطلّين
من التشكّي وذي مهيب عيشه وذي مهيب حاله !
حصه : انت من صدقك .. وانت وش عرّفك بالأسهم ؟
أبو حمد : يا بنت الحلال يعني هالناس اللي تشوفينهم كلّهم
خبره ويعرفون , وبعدين حنّا مع العالم .. ادعي لي بس
حصه : الله يوفقك يا رب .. ترا حتى أنا ..
أبو حمد : انتي وشو ؟
حصه : أخوي بدر شار علي بمشروعن زين ويقول انه يدر
ذهب ..
أبو حمد : وشو ؟ مشروع ؟! , أخوتس ذا لو يعرس ويفكّنا
من أفكاره بس ومشاريعه أزين
حصه : هو بيصير شريك معي ويقول عنده فلوس وأنا علي
ادارة المشروع والاشراف عليه
أبو حمد : يعني انتي ما تدفعين شي ..
حصه : وأنا من وين لي ! .. أكيد منيب دافعه شي
أبو حمد : والله فاجأتيني , بس أخاف يوهقنا أخوتس
ذا معه
حصه : وانت ليه دايم طايح من عينك بدر ؟
أبو حمد : لاهوب طايحن من عيني ولا شي , لكني أبخص
باخوتس ذا من يومه صغير , وأخاف يوهقنا
حصه : اللي يسمعك يقول فتحنا المشروع خلاص , حنّا
للحين في طور التفكير
أبو حمد : الله يستر منكم ومن طوركم بس هههههه
***
أتى موعد سفرة ناصر الى دبي , ودّع زوجته وابنته وداعاً يملؤه
البرود وكانت ابنتهم لولوه بعباراتها الجميله تلطّف الوداع البارد ,
بشاير ملأتها الشكوك والظنون ولم تكن مطمأنّة أبدا , اتصلت
بجارتها أم مشاري وطلبت منها أن تطلب من ابنها (الذي يعمل
في المطار) أن يأخذ اسم زوجها (ناصر أحمد ناصر) ويرى متى
ستكون رحلته وأين وجهتها , وتحجّجت بشاير عند أم مشاري بأن
السفرة كانت مفاجئه وناصر أقفل جوّاله وهي كانت نائمه لذا لم
تستطع محادثته قبل السفره , وبعد وقتٍ أتى صوت أم مشاري من
السماعةِ : ألو . هلا بشاير .. رجلتس رايح بانكوك تايلاند يعني ,
وطيّارته الساعه سبع ونص .. هذا على كلام ولدي مشاري
بشاير : متأكده يام مشاري طيارته لبانكوك والساعه سبع ونص ؟!
أم مشاري : ايه ..
بشاير : طيّب الله يعافيتس اسألي ولدتس .. الرحله تمر بمحطات
غير بانكوك ؟!
قالت أم مشاري : لحظه .... يقول لأ , الرحله لبانكوك رأساً مافيه
محطات توقف فيها الطياره , وهو شاف اسم رجلتس كامل .. الا
معقوله ما قالتس وين بيروح ؟!
بشاير : هاه ! .. قال لي رحلة عمل بس نسيت يعني .. , مشكوره
يا ام مشاري أشغلتس معي
أم مشاري : العفو يا وخيتي , لا وشدعوا ما سوّينا شي , يروح
ويرجع بالسلامه ان شالله
-الله يسلمتس مشكوره مع السلامه .. الله يسلمتس هلا
لم تجد بشاير تفسيراً للذي يحدث !! , قال لها بأنّه سيذهب الى
دبي وهو الان متجه لبانكوك !! , ليس لها الا أن تنتظره حتى
يعود وتَرى ما هو الموضوع بالضبط ! , اذ أنّه لا يتّصل نهائياً
اذا سافر
***
خرجت ندى من غرفتها متكأةً على عكّاز بسبب رجلها المكسورة ,
كان سبب خروجها هي تلك الأصوات التي سمعتها , كانت الأصوات
اتيةٌ من غرفة سارة وبابها مفتوح , دخلت ندى غرفة سارة فوجدت
أباها واقفاً أمام سارة وهو يصرخ ويأشّر بسبّابته وحصه تحاول
تهدأته وساره شبه باكية , كان أبو حمد يقول : اسمعيني يا بنت ..
لا تخلّين الشياطين اللي في راسي تطلع ! , أنا ما أدري ان تسان
بينتس وبينه شي ولا لأ , بس هذا هو جا تقدّم لتس وأنا رفضه
وردّيته , شيليه من راستس أحسن لتس ولا ترا بتشوفين شي
ما عمرتس شفتيه !!
حصه : انت وش فيك يابو حمد , هالحين من قال ان بينها
وبينه شي !؟
قالت ساره : خلاص يا يبه خلاص ! ما بينه وبيني شي
استريح تطمّن !
أبو حمد : أجل وش فيتس زعلانه هاه ؟! , وليه هالدموع كلّها
وباين ان عندتس علم بجيّته ؟!!
ساره : أنا زعلانه ! , طيّب ليه ردّيته أنا ما أشوف فيه شي ؟!
أبو حمد : هذي اللي بتخلّيني أذبحها , اسمعي أنا باخذتس على
قد عقلتس وبحاول أهدّي نفسي , انتي أكيد شايفته بالحاره مرّه
بالصدفه , شفتيه مزيون واطخم وهذا اللي هامّتس ! صح ولا لأأ
ولوا يلوي رقبتس ؟؟!!
ساره : لأ , موب صح ..
أبو حمد : مازن ذا خضيري , لا نعرف له أصل ولا فصل
يعني ! , حتّى لو فيه كل شيٍ زين ومابه عذروبٍ واحد أكيد
بردّه !!
حصه : خلاص يابو حمد هي فهمت , مافيه داعي كل
هالعصبيه ..
أبو حمد : بعدين هالمازن ذا ما يستحي , ما ينتخي ! جاي
بكل قواة عين يخطب وهو يدري اننا قبيليّه !؟
حصه : ماعليه يابو حمد ترا بعده بزر وش فهّمه .. وبعدين يمكن
شافنا على قد حالنا قال هذولي أكيد بيوافقون !
أبو حمد : يبطي عظم أوافق !
وبعد خروج أبو حمد من الغرفه وندى التي لم تنبس بأيّ كلمةٍ ,
أقفلت حصه الباب لتصبح هي وساره في الغرفة لوحدهما
وقالت : ساره يا بنيتي .. أنا ما أدري ان كان صدق بينك وبينه
شي , عموماً هذا مهوب موضوعنا , يمكن انتي شفتيه مرّه
بالصدفه , حلو ومزيون وانجذبتي له .. بس هذا موب معناته
يتقدّم لك ويخطبك و و الخ ! , مازن ذا خضيري لا نعرف أصله
ولا فصله , وحنّا حتى لو كانت حالتنا الماديّه متواضعه نبقى
قبيليّين ولنا أصلنا , وبعدين السالفه ماهي مقتصره علي وعليك
وعلى ابوك وعلى مازن وبس ! , فيه ناس حولنا , حنّا موب
عايشين في كوكب لحالنا , وأبوك لو رضى قرايبه البعيدين ما
بيرضون وبيوقفون بوجهه لو دروا وأكيد راح يقاطعونه , ما
سألتي نفسك خالك وش بيقول , مشاعل وأهلها وش بيقولون عنّنا ,
الناس كلها وش بتقول ؟! , هالشي ما صار عند غيرنا عشان
يصير عندنا , زي ما قال أبوتس ان كان في خاطرتس شي
لمازن شيليه ترا صدقيني مهوب صاير , وانتي بكيفتس عاد
يا بنيتي ..
ساره : خلاص يمّه خلاص .. خلّوني بحالي ولحد يدخل علي ..
حصه : ان شالله ..
***
بِتردّدٍ كبير التقطت ساره الجوال واتصلت بمازن , أتى صوته
من الجهة الأخرى بعد انتظارٍ طويل قائلاً : ألو ..
ساره : ألو .. هلا مازن .. كيفك؟
مازن : يعني .. ماشي الحال
قالت ساره وهي تبكي : يا مازن .. اهئ اهئ ترا .. ترا من جد
ما كنت متوقعه هالشي يصير ! , وربّي .. وربّي أنا ندمانه اني
قلت لك تجي بس .. بس اسفه , بليز حاول تفهمني ..
مازن : اذا ما كنتي متوقعه هالشي يصير أنا متوقع ونص ! ,
خلاص حاسّ ان مالي وجه أحط عيني بعين أبوك ولا أخوك
حمد اذا رجع , فاهمك يا ساره فاهمك
ساره : طيّب والحين ؟
مازن : الحين , مادري .. ماني عارف وش بنسوّي هالحين ,
زواج مستحيل , وان كان فيه أمل من قبل هالحين راح !
ساره : وانت .. حاس ان اللي قاعد نسوّيه غلط , زي ما
قلت لي ؟!
مازن : ايه يا ساره , هالمكالمات أو بالأحرى هالحب ما
عاد يفيد , وزواجنا من بعض مستحيل
ساره : يعني ؟
مازن : يعني خلاص .. نترك
ساره : نترك ؟!
مازن : اي يا ساره نترك بعض لأن علاقتنا زي ما تقولين ما
منها جدوى و .. و غلط !
قالت ساره بخوف : يا مازن , يا مازن لانتسرّع .. بليز
لانتسرّع
مازن : أوكي .. أوكي أوكي ! ما نتسرّع , حتى أنا أقول
لا نتسرّع ونفكّر للمرّه الأخيره
ساره : المرّه الأخيره ؟ ما أحب هالكلمه .. أحسها ..
مازن : ولا أنا أحبها , بس شكلنا بننجبر عليها !
***
اقتنعت حصه بالمشروع الذي اقترحه عليها أخوها بدر , أخذت
قرضاً من البنك وأعطته كلّ ما لديها تقريباً وبعد بحثٍ منه ليختار
أحسن موقعٍ للمشغل تمّ اختيار الموقع , كان مشغلاً صغيراً نوعاً
ما في أحد الأحياء العاديّة , لم تدّخر حصه جهداً في استقدام
الكوافيرات وتوفير الأجهزة والأشياء التي تلزم المشغل وعمل
الدعايات اللازمة لمشغلها هي وأخاها بدر
دخل أبو حمد المقلّط ليجد حصه وبدر منكبّين على بعض
الأوراق وبدر يتحدّث ويشير بجواله وحصه تستمع , قال
أبو حمد : سلام عليكم .. النسيب عندنا اليوم يا حيّا الله
من جا
بدر : الله يحيّيك ويسلمك يابو حمد
أبو حمد : هاه أكيد انكم مندوشين من ذالمشغل هههه
قالت حصه : اي والله قلبت راس , وكلّه كوم والكوافيرات
والموظفات كوم ثاني , الفلبّينيّات مقدورٍ عليهم بس أبي
اللي تمسك لي الشغل كلّه .. وهاللبنانيّه رزان تبي راتب
عالي من البداية , عاد مدري يقولون المغربيّات أزين ؟
بدر : هالحين رخصة المحل وش بنسوّي بها ترا للحين
شغل البلديّه ماخلص , وبعدين تعالي .. وش بنسمّيه ؟
على اتّفاقنا (زهر الأقحوان) ..؟
قال أبو حمد : يالله أجل أخليكم أنا لا تقلبون راسي
معكم .. بدر حيّاك عندنا تعشّى معنا؟
بدر : لا تسلم يا أبو حمد شوي وبمشي مستعجل والله ..
***
دخلت مشاعل غرفتها , غيّرت ملابسها ونظّفت وجهها
ورفعت شعرها الى الأعلى وأخذت تنظر الى وجهها
الشاحب في المراة , نعم .. انّه شاحبٌ قليل الجمال ,
ولكنها منذ أن كانت صغيرةً لم تكن جميله , حتى
أبو حمد لم يتزوجها على حصه لأجل جمالها وحسنها
ودلالها , عاشت أيّاماً سوداء كثيره .. كانت حصه
تضايقها كثيراً وتتعمّد اغاظتها بالكلام والأفعال ,
وكانت مشاعل لا ترد عليها ولكنّها تتألّم من الداخل ,
ولكنّ كل هذا انتهى الان وأصبحت الأمور طبيعيّه ..
فكّرت مشاعل في جميع هذه الأشياء وهذه الذكريات ,
وفكّرت أيضاً بحالها الان , لم تُرزق بطفلٍ حتى الان
ونسبة حملها ضئيلةٌ جدًّا وقد توقفت عن العلاج منذ فترةٍ
نظراً لتكاليفه الغالِيَة , من سيحملها ويهتمُّ بها غداً اذا
كبرت وأخذت منها السنين ؟! , كانت مؤمنةً بقضاء الله
وقدره , وكانت في كلّ سجدةٍ تدعو الله , تدعوه من كلّ
قلبها : "اللهم ارزقني بالذريّة الصالحة" , قطع عليها
هذه الأفكار دخول أبو حمد للغرفة قائلاً : هاه وش فيها
شعّولتي كنّ الوجه منقلب
مشاعل : هه , لا أبد , بكره وراي شغل كثر شعر راسي
بالمدرسه .. وبس
حمد : ايه .. , دريتي عن مشغل حصه وأخوها بدر ؟!
مشاعل : ايه , دريت , الله يوفقهم , وزين بتشغل نفسها
بهالمشغل , وتنشغل عنّي بعد
أبو حمد : ههههههه تنشغل عنّتس , مادري بس أنا أشوف
ان حصه خلاص .. عقب أكثر من أربع سنين على زواجي
منتس أحسّ انها تعوّدت وصار الوضع عندها عادي ..
مشاعل : يعني .. أكيد موب زي أوّل شهور زواجنا ..
تغيّرت كثير وعلى ما يقولون : السنين تنسّي اللي
ما ينسّي , وبرضو تغيّر اللي ما يتغيّر !
***
نظرت بشاير الى (الرّوزنامة) لتتأكّد من التاريخ , نعم انّه
يوم وصول ناصر من السفر , كان قد قال للولوه بأنّه عند
الساعة السادسة على أبعد تقدير سيكون في مطار الرياض ,
عائداً من دبي أم من غيرها ! , مرّت الساعات وقبل
السادسة بقليل دقّ هاتف البيت لترد بشاير : ألو
ناصر : ألو هلا بشاير .. الله يسلمتس ايه .. ايه توني
طالع من مطار الملك خالد .. خلاص ايه مع السلامه هلا ..
أقفلت بشاير السماعه وأخبرت لولوه أن والدها في طريقه
الى البيت , دخل ناصر البيت بالثوب والشماغ وفي يديه
شنطتان كبيرتان , لم يخلو سلامه على لولوه من الحراره
أمّا بشاير فقد كان بروداً متبادلاً , أحسّ أن في عينيها شيئاً
غريباً , أحسّ أنّها تعرف شيئاً .. لم تكُن بشاير نفسها ! ,
دخلا الغرفة معاً وأغلقت بشاير الباب وأقفلته , بدأ ناصر
بالحديث وهو يخلع ثوبه وشماغه ويضع الشنط : أوفف ,
سفره متعبه .. بس الحمدلله خلّصنا شغلنا , والله دبي ذي
تحسّين من جد ديره ! عمارات ومشاريع وتطوّر ما كأنّنا
في بلد عربي ..
بشاير : ايه , دبي حلوه ! , أهم شي انّك انبسطت وقضّيت
شغلك .. تبي تنام الحين صح ؟ أخلّي لك الغرفه أجل ..
ناصر : لحضه .. بشاير
بشاير : نعم ؟
ناصر : أ .. لالا خلاص .. عسى الفلوس اللي تركتها لكم
كفّت ؟ .. عسى ما اعتزتوا شي يعني ..
حصه : تطمّن , كفّت وما احتجنا شي , وكل شي كان تمام
خرجت بشاير من الغرفة والأفكار تتقلّب في رأسها
***
اغرورقت عينا ساره بالدموع وأخذت تجهش محتضنةً مخدّتها ,
لم تعتقد يوماً بأنّ نهايتها مع مازن ستنتهي بهذا الشكل , فبعد
اعتذاراتٍ كثيرةٍ منه أخبرها بأنّه سوف يتركها وسوف يغيّر
رقمه ومن الممكن بيته أيضاً ! , كان كلامه منطقيًّا وكانت تعلم
أنّ حبّهما لن يؤدي الى نتيجة , ولكنّها قرّرت أن تكون أقوى ,
نعم أقوى ! , مثلما استطاع هو أن ينسى ويتركها هي أيضاً
ستنسى وتتركه واقتنعت بأنّ الذي بينها وبينه لا يستحق كلّ
هذا البكاء والندم , فقد كان مجرّد اعجاب وبضع مكالمات !!
دخلت عليها ندى وقالت : وش فيك ساره .. تصيحين ؟!!
ساره : لا ما فيني شي
ندى : عيونك حمرا وباين كنتي تصيحين .. عشان مازن
صح ؟ ولا في شي ثاني ؟!
ساره : هه , مازن يا مازن ! , العاده البنت اللي تتهرّب من
الرجل وهو اللي يلاحقها ويذبح نفسه عليها وأنا بصراحه
ماني مستعدّه أقلب الايه ! , اذا هو مستعد يتركني وينسى
أنا بعد مستعدّه وأكثر وما همّني ترا ..
ندى : من قلبك هالكلام ؟
ساره : موب مهم , المهم انّي بنساه وخلاص زي ما قال
هو علاقتنا ما منها جدوى وغلط ومستحيل نتزوّج !
ندى : خلاص لا تشغلين نفسك وبكره بتلقين اللي أحسن منّه
ساره : انتي وش أخبار دراستك ؟
ندى : أوكييشن كلش تمام
ساره : زين كل شي تمام , موب تصيرين خايبه مثل أختس ,
ادرسي وشدّي حيلك يا ندى ترا ما ينفعك الا شهادتك
ندى : وش عندها مواعظ ونصائح خخخخ الظاهر فراق مازن
بدا تأثيره ههههه , تخيّلي عاد بكره تقلبين علينا وتصيرين
مطوّعه زي لولوه ذي بنت بشاير أخت مشاعل ما غير
محاضرات ودروس وتطيّحين بدار تحفيظ القران معها
وتقعدين تقصّين عليهم قصة حبّتس ونهايتها البائسه قدّام
البنات عشان يعرفون ان الحب مهلكه خخخخ
ساره : بايخه ترا هاه , تعالي صدق لولوه ذي وش أخبارها ؟
للحين تمشي مع الدلخات ذوليك ؟
ندى : خخخخ دلخات وبس , انتي لو تشوفين قعدتهم بايخه
وسوالفهم تبط الكبد وحده صديقتي أختها معهم بالدار الخيريّه
حقت تحفيظ القران ذي , رحاب تتذكرينها .. قلت لك عنها
-ايه ايه تذكرتها , اسكتي خلاص لا تسمعنا مشاعل نحش
ببنت أختها , في بيتنا حتى لو تسولفين بوسط الدولاب
بينسمع صوتك ! , قولي لي وش سالفة فتو اللي قلتي عنها ؟!
وأكملوا حديثهم "وسواليفهم"
***
أخذ مازن يُفكّر في موضوعه مع ساره , صحيحٌ أنّه أحبّها
ولكن ليس بذلك القدر الكبير ! , وتذكّر أنّها هي التي ركضت
وراءه في البداية , عليه أن ينساها وبالتأكيد سوف ينساها
ويلتقي بغيرها , نعم سوف يلتقي بغيرها ويتزوّج غيرها ,
فتاةً من ثوبه فقد قارب الثلاثين وعليه أن يتزوّج , نعم يتزوّج
فتاةً وبالتأكيد ليست ساره ! , ولكن ماذا عن ساره ؟ بالتأكيد
سوف تحزن كثيراً اذا ما علمت بزواجه , ولكنّها هي الأخرى
سيأتيها نصيبها وتتزوّج , نعسم سوف تتزوّج شخصاً ,
وبالتأكيد ليس مازن !
***
يتبع
تعليق