![](https://v.3bir.net/x.png)
في الواقع لا اعرف ماذا يعني لكم الحب بجميع أنواعه وحالته أو متى تعبرون لشخص ما عن مدى حبكم له وتصارحونه بتلك المشاعر النبيلة...
ولكن الحب أو كلمة أحبك بنسبة لي يلفها الكثير من هالة القدسية و الوقار فليس من العبث عندي ( وبكل أمانة ) أن أقول وبكل بساطة أنني أحب وكأنها كلمة لا تخضع لمعايير أو ضوابط معينه أو إحساس وجداني يتملكني... فلست ممن يؤمنون بالحب من النظرة الأولى و إلا فسأكون بذلك شخص ساذج جدا أو أني كذاب ومدعي ولا أحترم نفسي أبداً فهذه حالة من النرجسية المفرطة جداً..
ومن الطريف حقاً أن تكون كلمة أحبك أو الحب بشكل عام من أكثر الكلمات استهلاكاً على مستوى العالم ...
فالكثير يرددها بشكل فوضوي و مستمر و كأننا بتنا نستهلك كل شيء و أي شيء حتى المشاعر الإنسانية والقيم النبيلة والطاهر باتت من مستلزمات عصر الاستهلاك هذا !!
فلم يعد يعني للبعض معنى الحب الحقيقي وكيف يكون بل أصبحت المسألة عادة يومية كإلقاء التحية على أحدهم !!
فالبعض يقول لشخص ما بعد فترة وجيزة من معرفته أو التعرف عليه وهو لا يعرفه حق المعرفة ولم يختبره بجدية ( أنا احبك ).....كلمة تخرج من فمه بكل بساطة وهو لا يعي بتاتاً حجم تلك الكلمة البسيطة النطق ولكن العميقة المعنى و الدلالة و البالغة الأثر وربما التعقيد في كثير من الأحيان..
فكلمة أحبك اليوم باتت على اللسِنة الكثيرين ممن لا يعرفون ما هو الحب الحقيقي وما ذا يعني أن تقول لشخص ما أنا أحبك..
فالكثير من الناس اليوم يرددون بلا تردد أو شعور بالمسؤولية كلمة أحبك لأي شخص وفي أي وقت ومكان كما لو كانت المسألة نوع من الترويح عن النفس أو تفريغ بعض الشحنات العاطفية الفائضة لديهم..فلم يجدوا وسيله أخرى للعبث وتمضية الوقت سوى كلمة أحبك لتعبيرعن تلك الحالة النفسية التي تنتابه أو حالة الممل والشعور بالفراغ ...
أو ربما يكون خلفها نوع من المكر والخداع للطرف الأخر بوهمه أنه يحبه ليحقق بها أغراضه الدنيئة فيصبح يردد كالببغاء كلمة أحبك لذاك الشخص كما يحدث في المواقع الإلكترونية من شات وغيرها من قِبل بعض المراهقين أو التافهين الجهلة والسطحيين والذين أصبحوا يشكلون السواد الأعظم من رواد المنتديات والشات وغيرها مع الأسف الشديد..
وهناك فئة أخرى من الناس تخلط بين مفهوم الحب وبين الإعجاب بشخص ما أو الانجذاب له
إما لجهل أو عدم القدرة على استخدام الجمل الصحيحة في مكانها وتوقيتها الصحيح فيسبب بذلك الألم و المعاناة له ولغيره ..
فيتوهم أن الصفات الحسنة التي تميز شخص لم يعرفه جيدا ولم يعاشره كثيراً جعلته يعجب به أو ينجذب له فيتوهم أن ذلك حباً أو عشقاً وربما نطق بكلمة أحبك لذاك الشخص وهي الجملة التي لا تناسب مثل هذا الوضع أو الظرف وربما تفاجئ بها الطرف الأخر ولم يتوقعها أبداًَ أو لم تكن تلك الكلمة التي يستحقها منه...
في تصوري لا يوجد شخص عاقل ناضج الفكر والعقل يتحلى ولو بقدر معقول من المسؤولية و يحترم نفسه ويحترم الطرف الأخر يقدم على هذه الخطوة دون دراسة أو تأني و يكون ميزها بدقة في عقله و حسب لها ألف حساب واقتنع بها تمام الاقتناع و أصبح يؤمن بأن الطرف الأخر أو الشخص الذي يكن له مشاعر معينة أو انجذاب معين بعد طول عشرة و اختلاط وتمحيص في سلوك ذاك الشخص وصفاته وتصرفاته يستحق أن يقول له أنا أحبك فلقد تمكن منه حبه وتملكه وأصبح جزء من تفكيره وأصبحت قناعته راسخة بأنها الكلمة المناسبة للشخص المناسب دون خوف من أي تبعات تلاحقه..
أقول ذلك لبعض الحمقى السذج والسطحيين وبعض السفلة الذين يتلاعبون بعواطف الناس –لا يعرفون معنى الحب أصلاً- ممن يتاجرون بالكلمات ويستسهلون النطق بها ..
فلربما كانت كلمة ( أحبك ) كلمة سهلة النطق خفيفة على اللسان لا يلقي لها هؤلاء بالاً ولكن ما يرسم في القلب أعمق مما يقال فليست بالكلمة التي تلقى على شخص ما ثم تنتهي بمجرد الافتراق ..
فقد تكون هذا الكلمة التي لم يلتفت لها هؤلاء الأغبياء ذات اثر بالغ على الطرف الأخر و ربما كانت سبباً في تعاسته وشقائه وجرح لمشاعره عندما يكتشف أن تلك الكلمة لم تكن سوا للاستهلاك لا أكثر..
فالحب الحقيقي ليست مجرد كلمة تنطق فقط بل هي مشاعر راسخة و إيمان صادق نابع من القلب والوجدان لا يمكن التلاعب به أو بمكوناته..
فكيف لشخص عاقل يحترم نفسه ويحترم الطرف الأخر أن يقول أنا أحبك بكل هذه البساطة وهو لم يتيقن ولم يميز بين الحب والإعجاب أو الاحترام؟؟؟
ربما علينا أن نعيد التفكير ملياً في بعض تصرفاتنا الطائشة أو المتسرعة في النطق ببعض الكلمات التي نستسهل النطق بها ولا نعي حجم مردود ها و أثرها علينا وعلى الاخرين...
بقلمي~
دمتم بخير و مودة ~
تحياتي
تعليق