شاعر وقصيده....من الذاكره

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علاء حسين الأديب
    عضو متألق
    • Sep 2008
    • 348

    #11
    المشاركة الأصلية بواسطة دليل السارى
    موضوع جميل زميلي المرفأ الاخير

    وأنا حابه اشارك بشاعر جعلني أتذوق الشعر بطريقته الساحره

    قرأت شعره في فترة مراهقتي فعشقت كلماته شاعري هو


    فاروق جويدة



    *شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، و هو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيراً من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
    *قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
    *ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
    *تخرج في كلية الاداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام،وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.




    عيناك أرض لا تخون


    ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ

    خلفَ قضبان الحياهْ

    وتعربدُ الأحزان في صدري

    ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه

    وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي

    ويظل ما عندي

    سجيناً في الشفاه

    والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي

    فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ

    وجدائل الأحلام تزحف

    خلف موج الليل

    بحاراً تصارعه الجبال

    والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي

    ويسقط ضوؤها

    خلف الظلالْ

    عيناك بحر النورِ

    يحملني إلى

    زمنٍ نقي القلبِ ..

    مجنون الخيال

    عيناك إبحارٌ

    وعودةُ غائبٍ

    عيناك توبةُ عابدٍ

    وقفتْ تصارعُ وحدها

    شبح الضلال

    مازال في قلبي سؤالْ ..

    كيف انتهتْ أحلامنا ؟

    مازلتُ أبحثُ عن عيونك

    علَّني ألقاك فيها بالجواب

    مازلتُ رغم اليأسِ

    أعرفها وتعرفني

    ونحمل في جوانحنا عتابْ

    لو خانت الدنيا

    وخان الناسُ

    وابتعد الصحابْ

    عيناك أرضٌ لا تخونْ

    عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ

    عيناك نهر من جنونْ

    عيناك أزمانٌ وعمرٌ

    ليسَ مثل الناسِ

    شيئاً من سرابْ

    عيناك الهةٌ وعشاقٌ

    وصبرٌ واغتراب

    عيناك بيتي

    عندما ضاقت بنا الدنيا

    وضاق بنا العذاب

    ***

    ما زلتُ أبحثُ عن عيونك

    بيننا أملٌ وليدْ

    أنا شاطئٌ

    ألقتْ عليه جراحها

    أنا زورقُ الحلم البعيدْ

    أنا ليلةٌ

    حار الزمانُ بسحرها

    عمرُ الحياة يقاسُ

    بالزمن السعيدْ

    ولتسألي عينيك

    أين بريقها ؟

    ستقول في ألمٍ توارى

    صار شيئاً من جليدْ ..

    وأظلُ أبحثُ عن عيونك

    خلف قضبان الحياهْ

    ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ

    إن ثار في غضبٍ

    تحاصرهُ الشفاهْ

    كيف انتهت أحلامنا ؟

    قد تخنق الأقدار يوماً حبنا

    وتفرق الأيام قهراً شملنا

    أو تعزف الأحزان لحناً

    من بقايا ... جرحنا

    ويمر عامٌ .. ربما عامان

    أزمان تسدُ طريقنا

    ويظل في عينيك

    موطننا القديمْ

    نلقي عليه متاعب الأسفار

    في زمنٍ عقيمْ

    عيناك موطننا القديم

    وإن غدت أيامنا

    ليلاً يطاردُ في ضياءْ

    سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ

    أن يرجع الإنسانٌ إنساناً

    يُغطي العُرى

    يغسل نفسه يوماً

    ويرجع للنقاءْ

    عيناك موطننا القديمُ

    وإن غدونا كالضياعِ

    بلا وطن

    فيها عشقت العمر

    أحزاناً وأفراحاً

    ضياعاً أو سكنْ

    عيناك في شعري خلودٌ

    يعبرُ الافاقَ ... يعصفُ بالزمنْ

    عيناك عندي بالزمانِ

    وقد غدوتُ .. بلا زمنْ

    تحياتي
    زميلتي العزيزه..

    شاعرنا فاروق احد الشعراء اللذين التقيتهم في العديد من المناسبات منذ ان كنا بسن الخامسة والعشرين او يزيد

    التقيته في بغداد على هامش مهرجانات المربد انذاك

    كان شابا طموحا متألقا ولازال كما اعتقد كذلك

    يحب لغته..ويحرص عليها ..اعطاها فأعطته..

    احب الشاي العراقي جدا ...وكثيرا ما احتساه في فندق بغداد

    وفي شيراتون البصره

    رحم الله تلك الأيام


    وبهذه المناسبه اهديك قصيدته

    عينيكِ عنواني قالت :
    سوف تنساني
    و تنسى أنني يومًا
    وهبتك نبض وجداني
    و تعشق مَوْجَةً أخرَى
    و تهجر دفأ شطاني
    و تجلس مثلما كنا
    لتسمع بعض ألحاني
    و لا تعنيك أحزاني
    و يسقط كالماء اسمي
    و سوف يتوه عنواني
    تٌرَى ستقول يا عمري
    بأنكَ كنتَ تهواني ؟؟؟؟
    فقلتٌ :
    هواكي إيماني .....
    و مغفرتي.........
    و عصياني ......
    أتيتك و المنى عندي
    بقايا بين أحضاني
    ربيع مات طائرٌهٌ
    على أنقاض بستاني
    أحبك
    واحة هدأت عليها
    كل أحزاني
    أحبك
    نسمة تروي لصمت
    الناس ألحاني
    و لو أنساكي يا عمري
    حنايا القلب تنساني
    و لو خٌيِّرتٌ في وطن
    لقلتٌ
    هواكي أوطاني
    إذا ما ضعت في درب
    ففي عينيكِ عنواني



    تقبلي تحياتي زميلتي

    كل يوم اكتشف فيك شيئا جديدا مشجعا..

    بوركتِ

    تعليق

    • علاء حسين الأديب
      عضو متألق
      • Sep 2008
      • 348

      #12
      نوران ..

      جميل ان تكوني معنا ..

      قد أنرتِ صفحاتنا بألقكِ

      ننتظر منك في كل يوم من القكِ قبس

      بوركتِ والقلم

      تعليق

      • دليل الساري
        عضو ذهبي
        • Feb 2009
        • 849

        #13
        زميلي

        ان قصيدة في عينيك عنواني هي قصيدتي المفضلة

        هي من جعلتني أحب شعر فاروق جويدة

        ولكن لم اشارك بها لاني شعرت انها من مقتنياتي الخاصة جداً

        التي أخبئها في صندوق الذكريات ولا اخرجها منه

        المرفأ الاخير كل الشكر على القصيدة

        تحياتي

        تعليق

        • نوران العلي
          V - I - P
          • Feb 2009
          • 3156

          #14
          المشاركة الأصلية بواسطة المرفأ الاخير
          نوران ..


          جميل ان تكوني معنا ..

          قد أنرتِ صفحاتنا بألقكِ

          ننتظر منك في كل يوم من القكِ قبس


          بوركتِ والقلم



          المرفأ الأخير

          أسعدني المشاركه في موضوعك الرائع
          والأجمل هو طرحك الذي يسمح لنا بالمشاركة
          وعرض نبذه وقصائد لكتاب شعرٍ نفخر بهم

          أخي .. أشكرك على طرحك وتميز مواضيعك
          باركك الله

          فائق الإحترام والتقدير لشخصك الكريم

          نوران



          تعليق

          • :♫♥ڠريﮯ بﮥ اڷرﯡζ♥♫
            عضو متألق
            • Feb 2009
            • 298
            • سااااااامحووني بتركـ المنتدى نهاااائي عن قرريب
              وارجووو لكل من زعل مني يسسسامحني بليز ~<فيس يبتسي

              وبجد رح افتقدكم كلكم

              روح مشرقه وربي بتوحشيني حياتي


              كل عاااام وانتوووو بخير فديتكم

            #15
            مشكور على الموضوع

            تعليق

            • علاء حسين الأديب
              عضو متألق
              • Sep 2008
              • 348

              #16
              المشاركة الأصلية بواسطة نوران فلسطين



              المرفأ الأخير

              أسعدني المشاركه في موضوعك الرائع
              والأجمل هو طرحك الذي يسمح لنا بالمشاركة
              وعرض نبذه وقصائد لكتاب شعرٍ نفخر بهم

              أخي .. أشكرك على طرحك وتميز مواضيعك
              باركك الله

              فائق الإحترام والتقدير لشخصك الكريم

              نوران




              الغاليه نوران ..

              الأدب الفلسطيني لايعلى عليه..

              وقد اتحفنا شعراء المقاومه الفلسطينيه بأروع صور التضحيه والفداء

              وعلينا ان لاندع للزمن ان يدفن ذكراهم بغباره..

              لقد قررت ان اعيد احياء تراثهم..

              من خلال هذه الصفحات..

              واتمنى ان تكوني عونا لي بذلك مع الزميله دليل الساري..

              وليتك تبدأين..



              تحياتي

              تعليق

              • دليل الساري
                عضو ذهبي
                • Feb 2009
                • 849

                #17
                مساء الخير أيها الفراق

                كان حبك شفافا ًً كالحلم
                ساحرا ً كقوس قزح،
                وكقوس قزح، كان رحيله محتوما ً:
                إنك لا تستطيع شراء قوس قزح لقرميد بيتك!

                كنت أعرف منذ البداية
                أن كل حب كبير
                هو مشروع فراق..
                مساء الخير أيها الفراق..
                مساء المساء الحزين!..

                عبثا ً توقعني بعد اليوم
                في فخ اللهفة والانتظار
                والشوق والغيرة والشجار..
                صار حبي أكبر منك ومني..
                صار كائناً مستقلا ً عنك وعني..
                وعن كل ما تقبله أو ترفضه
                وكل ما يمتعك أو يغيظك

                مساء الخير أيها الفراق،
                ولتكن حتى لحظات وداعنا
                لحظات حب..

                إذا لم أقتل حبنا
                فسأقتل نفسي!

                حين يمر الحب بنا،
                لا يعود أي شيء كما كان..
                حتى بعد أن يمضي الحب..
                وليس مهما ً أن يطول التهاب البرق
                أو أن يتكرر..
                المهم هو أن نحدق حولنا جيدا ً
                حين يضيء..
                وحين التهبت ُ بك حبا ً
                وأضأت ُ لثانية،
                وعيت ُ كل شيء..
                وهذا العالم حولي،
                كان دوما ً أجمل مما عرفت،
                ولكن أكثر قسوة أيضا ً!..

                مساء الخير أيها الفراق،
                ولتكن حتى لحظات وداعنا
                لحظات صفاء وامتنان
                لكل ما كان
                وما لم يكن!..

                فيما مضى،
                كنت ُ كلما ودعتني،
                أموت قليلا ً..
                وها أنا اليوم امرأة ممزقة
                واسمي: الوداع..
                مع قارة الأحزان تالفت
                وكل ليلة قبل أن أنام
                أقول لتوأمي بحنان:
                مساء الخير أيها الفراق..
                مساء المساء الحزين..

                لم أعد أملك لك سوى الدخان،
                لرئتيك، لعينيك،
                لم أعد أملك لأسئلتك
                سوى شارات الاستفهام!
                يا غريبا ً تبحث عن وتد
                أنا موجة ضالة،
                وعبثا ً تدق وتدك في موجتي!..
                وقدماك المتعبتان
                لن تريحهما إلا امرأة الطاعة والنوم،
                وأنا امرأة الجنون..
                أنا غجرية الضياع،
                وسادتي الزئبق
                وجلدي القلق!..

                هذا السقوط السقوط
                على أدراج رطبة مظلمة داخل عينيك..
                هذا العتب.. كفى..

                تعبت من دوري المرسوم لي
                في أوقات فراغك ومزاجك..
                تعبت من مقعدي
                المعد لي في غرفة عمرك..
                تعبت من مربعي الخاص بي
                على رقعة شطرنج أيامك..
                وها نفسي تفتقد نفسي
                وها أنا أفتقد أنا
                وأتوق إلى أن أطير بأوهامي..
                لأعود كما كنت قبلك:
                شجرة أو عصفورا ً وصخرة وموجة في ان واحد..

                _ غادة السمان _

                ولدت غادة السمان في دمشق عام 1942
                تلقت علومها في مدرسة البعثة العلمانية الفرنسية
                وفي التجهيز الرسمية في دمشق
                تخرجت من جامعة دمشق تحمل شهادة الليسانس في اللغة الإنجليزية
                نالت شهادة الماجستير في الأدب الإنجليزي من الجامعة الأمريكية في بيروت عام1968
                تزوجت الدكتور بشير الداعوق صاحب دار الطليعة في دمشق
                أسست دار خاصة لنشر مؤلفاتها
                لها العديد من المؤلفات في شتى أنواع الكتابة الأدبية والإبداعية
                في حقل الروايات أصدرت على التوالي:
                - بيروت 75 ، عام 1975
                - كوابيس بيروت ، 1979
                - ليلة المليار ، 1986
                - الرواية المستحيلة ، فسيفساء دمشقية 1997
                وفي حقل القصة القصيرة أصدرت على التوالي المجموعات التالية :
                - عيناك قدري ، 1962
                - لا بحر في بيروت، 1963
                - ليل الغرباء، 1966
                - حب ، 1979
                - غربة تحت الصفر، 1987
                - الأعماق المحتلة، 1987
                - أشهد عكس الريح، 1988
                - القمر المربح، 1994
                أما مقالاتها الإبداعية والأدبية ونصوصها الشعرية نشرتها في 16 كتاباً من بينها :
                أعلنت الحب عليك
                الجسد حقيبة سفر
                الرغيف ينبض كالقلب
                كتابات غير ملتزمة
                الحب من الوريد إلى الوريد
                القبيلة تستوجب القتيلة
                و أشهد عكس الريح
                وقد حظيت غادة بإهتمام نقدي واسع تمثل بصدور كتب عن أدبها
                عدا الاف المقالات والدراسات
                ومن بين أصحاب هذه الكتب: غالي شكري و حنان عواد و شاكر النابلسي و عبداللطيف الأرناؤوط
                ولها عدا ذلك كتاب مترجم بعنوان الشعوب والبلدان .
                غادة ممن لفتت نظري بكتاباتها الجريئة وقلمها القوي
                فأحببت أن أشارككم في بعض من تمرد مشاعرها
                كلُّ أرضٍ تحت نعال الروح.. هاوية
                كلُّ منيّة في مصاف الرؤى.. خنجر

                تحياتي

                تعليق

                • علاء حسين الأديب
                  عضو متألق
                  • Sep 2008
                  • 348

                  #18
                  دليل الساري..

                  أنحني احتراما لك..
                  لما قد افضت علينا به من معلومات عن غاده السمان..
                  بارك الله فيك ..

                  ولتكن تلك فاتحة خير لمواضيع جديدة اخرى تسجل لكم في سفر ابداعكم..

                  مع اعطر تحياتي لزميلتي الغاليه


                  علاء الأديب

                  تعليق

                  • دليل الساري
                    عضو ذهبي
                    • Feb 2009
                    • 849

                    #19


                    أحببت أن أوقظ هذه الزاوية من سباتها بكلمات شاعر أسمعت وأطربت

                    أمير الشعراء -تميم البرغوثي-



                    في القدس

                    مَرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا
                    عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
                    فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
                    فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
                    تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
                    إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
                    وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها
                    تُسَرُّ، ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
                    فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
                    فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
                    متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
                    فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها

                    في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ
                    في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
                    في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،
                    رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
                    قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
                    وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
                    تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً
                    مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
                    في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
                    في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
                    في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!

                    وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
                    أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم
                    ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
                    أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يا بُنَيَّ
                    حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ
                    في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
                    وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
                    ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
                    رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
                    في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ

                    يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،
                    فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
                    دهر مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
                    وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ

                    والقدس تعرف نفسها،
                    إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
                    فكلُّ شيء في المدينةِ
                    ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ

                    في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
                    حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
                    تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ

                    في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرانْ
                    في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
                    فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
                    تبدو برأيي، مثل مراة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
                    تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
                    تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
                    إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
                    وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
                    ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ

                    في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
                    كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
                    ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
                    أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
                    وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،
                    فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،
                    حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
                    فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
                    إن أرادَ دخولَها
                    فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ

                    في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
                    باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَ
                    لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
                    فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ

                    في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
                    واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
                    وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
                    وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"

                    في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
                    كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
                    والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ

                    في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
                    لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
                    يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ

                    في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
                    ف! َتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ

                    في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
                    الكل مرُّوا من هُنا
                    فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
                    أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
                    فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
                    والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
                    فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
                    كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
                    يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
                    يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ

                    العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
                    والقدس صارت خلفنا
                    والعينُ تبصرُها بمراةِ اليمينِ،
                    تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
                    إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
                    قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
                    يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
                    أَجُنِنْتْ؟
                    لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
                    لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
                    في القدسِ من في القدسِ لكنْ
                    لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت




                    السيرة الذاتية للشاعر



                    تميم البرغوثي شاعر فلسطيني ولد بالقاهرة عام 1977. له خمسة دواوين باللغة العربية الفصحى وبالعاميتين الفلسطينية والمصرية، هي:

                    ميجانا، عن بيت الشعر الفلسطيني برام الله عام 1999

                    المنظر، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2002

                    قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2005

                    مقام عراق، عن دار أطلس للنشر بالقاهرة عام 2005

                    في القدس، دار الشروق بالقاهرة وطبعة برام الله خاصة بفلسطين 2008

                    حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004

                    عمل أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضراً بجامعة برلين الحرة، كما عمل بقسم الشؤون السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وبعثة الأمم المتحدة بالسودان، وباحثاً في العلوم السياسية بمعهد برلين للدراسات المتقدمة وهو يعمل حالياً أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية في جامعة جورجتاون بواشنطن.

                    له كتابان في العلوم السياسية: الأول باللغة العربية بعنوان: الوطنية الأليفة: الوفد وبناء الدولة الوطنية في ظل الاستعمار صدر عن دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، عام 2007، والثاني بالإنجليزية The Umma and the Dawla: the Nation state and the Arab Middle East عن مفهومي الأمة والدولة في العالم العربي صدر عن دار بلوتو للنشر بلندن، عام 2008.



                    دليل الساري

                    تعليق

                    • ينابيع السبيعي
                      شاعره
                      • Oct 2008
                      • 10

                      #20
                      رد: شاعر وقصيده....من الذاكره

                      كل الشكر لجهودك وهي منبر وفاء لهؤلاء الشعراء
                      الذين يجب تذكرهم والقراءة لهم
                      كل الشكر لمتصفح
                      يدعونا لزيارته
                      حيث جمع درر الكلم
                      لك فائق تقديري
                      أختك
                      ينابيع السبيعي

                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...