~ صفحات من مذكرات خادمة‍ ~كامله

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل ال سعود
    عـضـو فعال
    • Feb 2005
    • 190

    ~ صفحات من مذكرات خادمة‍ ~كامله

    ...اوقاتكم تعبق بشذى الياسمين..
    *
    هذه مذكرات لخادمه احتفظت بها في ملفاتي الخاصه وللأسف
    لم أدون أسم كاتبتها...سيكون سرد المذكرات بالتتابع



    هذا هو اليوم الاول لي في هذا البيت الكبير....وجوه غريبه...نظرات متفحصه....
    وفي داخلي لازالت رائحة بلدي تفوح......أمي ....صغيري ......زوجي ....أبي
    عالمي البسيط الذي يسكن كل زاوية من زواياه ذكرى من الالم ..والامل.. فقرنا الامتناهي...بعدي عن كل هذا جمع غصة في حلقي ...ودموع ترفض أن تغادرني..
    أحتظنت حقيبتي الصغيره بيدي...شعرت انها هي كل ما يربطني بعالمي البسيط...
    تذكرت زوجة جارناوهي تمدني بها ...كم كانت فرحتي بها كبيره اصبحت الان هي كل مايذكرني بالأمس....
    كنت فرحه لأنني هنا في السعوديه بلد الاسلام والمسلمين أن هذه الارض الطاهره
    تعني الكثير لكل مسلم أينما كان..فحمدا لله انني هنا
    وبرغم كل ما سمعت من اراء العائدات من هنا .....الاأني اشعر بالطمأنينيه ..
    بعد دخولي للمنزل الكبير... أستقبلتني أمرأه...في العقد الخامس من عمرها...
    عرفت بعد ذالك انه ربة المنزل ...
    قالت :أيش أسم انتي؟نيم ...نيم ؟
    رددت عليها : سيتا............
    قالت:تعالي ...وش ذا اللي في يدك؟
    وعلمت من نظراتها انها تسأل عن حقيبتي.......
    وبسرعه مدت يديها وأخذت الحقيبه..وفتحتها ....وأخذت تحصي ما بداخلها..
    ومن بين الاشياء وجدت صندوق خشبي صغيركان عبارة عن ذكرى من زوجي..
    كنت أحتفظ فيه بصورته هو وأبني....وورقه كتبها زوجي بخط يده كتب فيها اهداء لي ....ورددت المرأه : والله ماأدري وشوله ذا الصندوق وذا الورقه...الله يكفيناكم!.....
    تركت الاشياء على الارض وانحنيت أنا اجمعها بقلب مكسور..وعين دامعه..
    قالت معلقة على بكائي : بعد بتصيحين من الحين ...الله يرحم حالك
    اخذت تطوف بي أرجاء المنزل وهي تحاول ان تفهمني دوري في كل مكان
    شعرت ان رأسي يدور الى ان وصلنا الى سطح المنزل ..وهناك كان يوجد غرفة مهمله طلبت مني ان أنظفها وفهمت انهاستكون لي......ثم غابت قليلا وعادت تحمل في يدها كيس ملا بس....طلبت مني أن ارتديها...بعد أن أستحم...وكان هناك حمام صغير ملحق بالغرفه وعندما انتهيت مما طلب مني جلست انتظر في الغرفه وبلا شعورمني دخلت في نوم عميق رأيت فيه أنني هناك في بيتي ومع صغيري.....وكم كان الحلم جميلا...لولا اني استيقظت منه فزعه....على صوت صراخ قوي..........سيتا ......سيتا .....وجع....ما تسمعين؟
    لملمت اطرافي وحاولت أن اكوووون طبيعيه...ونزلت حيث مصدر
    الصوت


    ...يتبع...
  • فيصل ال سعود
    عـضـو فعال
    • Feb 2005
    • 190

    #2
    فاصل اعلانى
    (2)

    وصلت الى حيث مصدر الصوت وجدت نفس السيده التي كانت بأستقبالي....
    أخذت تهمهم بكلمات لم أفهمها....ثم قادتني الى المطبخ ..و.من هناك بدأت العمل....
    كان المطبخ عبارة عن غرفه واسعه ...مليئه بالادراج الكبيره وقد نسق بشكل جميل
    وفي الوسط كان هناك طاوله متوسطه وكرسيان..
    .وكنت أثناء عملي اتأمل كل شيئ بلا وعي .... الى ان فوجئت بالسيده تقول :
    بسم الله كل شي تبقق عيونها فيه ناضري شغلك...
    وفهمت منها أنني يجب ان اعمل وانا أنظر أمامي فقط...فحاولت ان أكون كما تريد
    حاولت أن انتهي بسرعه من اعمال المطبخ التي أشارت الي بالقيام بها...
    وعندما انتهيت اخذتني في جوله تنظيف على حمامات المنزل و تعجبت لكثرتها...
    ثم غرف المنزل في الطابق العلوي الغرفه الاولى كانت على ما بدى لي للسيده...
    كان فيها أثاث جميل بألوان داكنه...وأثاث متكامل من سرير الى طاولات جانبيه
    الى مرايا... واريكه لطيفه في الزاويه...وستر متناسقه...
    في أثناء ذالك همست لنفسي: انهم يمتلكون كل شيئ كم هم سعداء!
    انتهينا من تنظيف الغرفة الاولى ذهبنا لغرفة كانت ابعد قليلا من سابقتها...
    دخلت خلف السيده كانت الغرفه مختلفه تماما...كانت الفوضى تنتشر فيها....
    وكانت ألوانها زاهيه يسودعليها اللون البرتقالي الفاتح....كانت الملابس على الارض....والكتب مبعثره على الطاوله....والمشجب مليئى بالملابس..
    كان هناك جهازتلفاز ومسجل وفيديو ...والكثير من الاشرطه المتنوعه.والمجلات...
    وفي ركن الغرفه جهاز أخر علمت أخيرا انه ما يسمى بالكمبيوتر ...وكان واضحا ان الغرفه لشاب....وبعد جهد جهيد انتهينا....وكنت أظن أنني سأرتاح قليلا ولكن
    أخذتني السيده الى غرفة أخرى كانت اوسع واقل فوضويه وتبدوا انها لشخصين ...
    كانت تزين جدرانها لوحات جميله وفي الزوايه ورد احمر بدا ملفت للنظر...
    كانت ادوات الزينه مبعثره على الطاوله وكثير من ما سكات الشعر...ومن خلال كل هذه الاشياء توقعت أن هذه الغرفه لفتاتين....انتهينا من هذه الغرفه بسرعه
    أسرعت مهرولة نحو الدرج الرخامي حاملة معي كميه كبيره من الملابس المتسخه..
    اوقفني صوت السيده : طلعي الهدوم وعودي ....باقي ذا الغرفه ....
    هناك غرفة أخرى .....ياللهي.....


    :

    : يتبع:

    تعليق

    • فيصل ال سعود
      عـضـو فعال
      • Feb 2005
      • 190

      #3
      (3)

      أصابني الغيظ ولكن التزمت الصمت وأومأت للسيده علامة الايجاب وذهبت بسلة الغسيل الى الحمام وعدت بسرعه الى السيده التى وجدتها قد سبقتني الى داخل الغرفه التي أشارت اليهاكانت الغرفه متكاملة الاثاث ككل غرف المنزل كان فيها تلفازصغير ...وألعاب كثيره.... وفي احد الاركان يوجد دب صناعي كبير....كم يبدو جميلا !
      عرفت من هذه الغرفه ان هناك طفل في العائله.....كم احب الاطفال...
      أيقظني صوت السيده :خلصي بسرعه ورانا شغل....
      استعجلت في العمل....وانتهينا اخيرا من الغرف ومررنا على صالة الجلوس في الطابق العلوي التى كانت عباره عن مقاعد مخمليه غامقة اللون احتلت نصف مساحة المكان وترك الباقي كممر موصل للغرف..

      القت السيده نظره اخيره على المكان ثم ذهبت الى غرفتها واعتبرت ذلك اذن لي بالراحه...صعدت الى غرفتي الصغيره....شعرت بالجوع فأن منذ وصولي لم أكل شيئ..... تشاغلت عن هذا الشعوربكتابة هذه السطور...
      كان وصولي الى هذا المنزل في الصباح الباكر .... والان ها هو صوت المؤذن يرتفع مناديا لصلاة الظهر...كم شدني صوت الاذان...وتذكرت بلدي اندنويسيا الحبيبه......
      بعد ان اديت الصلاة نزلت الى المطبخ وكان هناك ضجيج كسر حدة الصمت في هذا المنزل الكبير كان الصغير قد أتى من المدرسه كانت حقيبته ملقاة في المدخل
      وعندما رأني قال: اكيد انتي الشغاله الجديده...واخذ يضحك بدون سبب ابتسمت له
      يالله سوي شي اكله......انا جوعان...
      لم افهم ماذا يريد....وتدخلت السيده في الوقت المناسب...
      امرتني ان اذهب بالحقيبه الى غرفته ففعلت...
      وعندما عدت كانت السيده وأبنها الصغير في المطبخ...فرحت هناك رائحة طعام
      اعدت للصغير كأس من العصير وطبق من البيض...وغلبني الجوع ف حاولت ان أفهمها اني جائعه.....قالت السيده وهي ترمي لي بقطعة من الخبز والجبن...
      بسم الله على وليدي خذي ....لم أهتم بكلامها فقد شغلت بتناول الطعام ...
      وبعد ان انتهيت أمرتني السيده ان أبدأ بغسيل الملابس و اعطتني ارشادات كثيره
      ففعلت ما امرت به....
      وبعد ان انتهيت جلست على طاولة المطبخ انتظر اي أوامر جديده.... أخذني التفكير الى البعيد وبينما انا غارقه في التفكيراذا بشاب يقف أمامي كان يرتدي قميص ابيض وبنطال أسود وفي يده مجموعة من الكتب والدفاتر كان يتفحصني بعينيه...
      وهويقول يا هلا وغلا.....شغاله جديده...اخيرا بتنظف غرفتي ....وتترتب ملابسي
      لم افهم كثيرا مما قال الا انني شعرت بالضيق منه ...كان والحق يقال شاب جميل
      ممتلئى بعنفوان الشباب....ابتعدت عنه وتظاهرت بالعمل...الى ان خرج...

      وبعده اتت اولى الفتيات استقبلتها امها وهي تقول :ابشرك الشغاله جت
      صرخت الفتاة: صدق يمه......اخيرا يعني مافيه قومي سوي قومي جيبي....وينها
      دخلت المطبخ واخذت تنظر الى ..قالت:يمه ما كنها حلوه اكثر من الازم ..
      قالت الام ...لاحلوه ولا شيئ .....بعدين انا ابيها مقبوله عشان اخوك الصغير..والضيوف..
      قالت الفتاة: على قولتك.....وضعت في يدي غطائها الذي كانت تضعه على جسدها
      وحقيبتها ..وقالت:..تعالي وراي....


      :

      يتبع

      تعليق

      • فيصل ال سعود
        عـضـو فعال
        • Feb 2005
        • 190

        #4
        (4)


        ومشيت خلفها الى ان وصلنا الى الغرفه....دخلت وعندما رأت ان الغرفه قد تم تنظيفها.....علت على وجهها أبتسامة جميله.وهي تردد..تمام.....تمام..
        كانت فتاة رشيقه.....فيها عذوبة لا تخطئها العين.....
        اخذت الحقيبة وابقت الغطاء الاسود في يدي...وقالت هذا غسيل ...عبايه حق انا واومأت لها علامة الفهم ....وعندما هممت بالخروج دخلت الفتاة الاخرى.....
        وقالت :أخيرا الشغاله وصلت.....رمت بالحقيبه على الارض وأعطتني عبائتها ..
        بدت لي تشابه اختها ولكنها أكثر طولا وأقل أبتهاج....
        نزلت أنا ونفذت ما طلب مني....كان وقت صلاة العصر قد دخل ...وكان جميع من في البيت نائمون صعدت الى غرفتي وشرعت في الوضوء والصلاة...وتعجبت لماذا لم يستيقظوا للصلاة....
        وبعد ان انتهيت أخذت في تنظيف الغرفه الخاصه بي وحاولت كثيرا ان يكون
        المكان مرتبا....ثم نزلت الى المطبخ وبحثت عن شيئ أكله...... انه الجوع !
        فتحت الثلاجه وكانت مليئه بكل ما يخطر علىالبال من انواع الطعام....كنت خائفه
        أن يراني أحد....مددت يدي وأخذت تفاحه.... وأكلتها بسرعه....والحمد لله
        أتت السيده بعد ذالك ولم تلا حظ شيئا وبدأت في صنع القهوه ....انهم يشربون قهوة غريبه ....وغير مستساغه...واثناء ذالك دخل رجل الى المنزل وكان يحمل معه طعام من الخارج وضعه على طاولة المطبخ والقى علينا نظرة سريعه وهو يلقي السلام .... وتوجه مباشرة الى فوق.... علمت فيما بعد انه رب الاسره....
        وقامت السيده بتجهيز الطعام وأمرتني ان اوقظ الاولاد صعدت الى فوق طرقت باب الطفل اولا ودخلت استيقظ الصغير بسرعه وقال انا اسمي طارق ...خلاص
        رددت ورائه: تارك.....تارك ....وأخذ يضحك ويقلدني ....تركته وذهبت الى غرفة الفتيات وطرقت الباب .....ثم طرقت الباب الى ان سمعت صوت أحداهن :
        عمى .....خلاص نازلين....أوف!
        وجاء دورالشاب.....وكم كنت خائفه منه....طرقت الباب....ولم يرد....وطرقت مرة اخرى...وفتح الباب فجأه....واذا به يقف أمامي وهو يبتسم ......
        اعطيته ظهري ونزلت بسرعه......ولا ادري لماذا ارتسمت صورة زوجي وطفلي
        واحتلت كل المساحه التى أمامي.....في هذه الحظه بالذات..وشعرت بدموعي تتساقط على خدي ....وصلت المطبخ


        .. يتبع ..

        تعليق

        • فيصل ال سعود
          عـضـو فعال
          • Feb 2005
          • 190

          #5
          (5)

          وانا في ضيق ما بعده ضيق...وجدت السيده قد تركت لي طعاما....ورغم الجوع الا انني تناولت طعامي بصعوبة بالغه....انتهيت من الطعام ونادتني السيده لكي ارفع بقايا الطعام وانظف المكان وتحلقوا هم حول التلفاز .. وهم يتبادلون كلمات مقتظبه ...شعرت انها خالية من الحياة....
          ركض الطفل الي كان يريد ان يساعدني في حمل الاطباق ولكن امه ارجعته بغضب واضح.... وبعد ان انتهى عملي في المطبخ....... صعدت الى غرفتي
          وبدأت في كي الملابس وعجبت لكثرتها وتنوعها وخاصة ملا بس الفتيات التي كانت في اغلبها عباره عن البنطال والقمصان القصيره.... ومضى وقت كبير وأنا على هذا الحال واخيرا حملت معي الملابس ونزلت بها .... ووزعتها على الغرف
          كانت غرفة الفتيات تضج بصوت الموسيقى العاليه ....وغرفة الشاب هادئه لانه لم يكن موجود.....وغرفة الصغير طارق تضج بصوت من نوع اخر وهو صوت لعبة
          يقال لها (السوني) الزمني الصغير بالبقاء عنده وحاول ان يعلمني هذه اللعبه.....
          وتعجبت لقدرته على معرفة هذه اللعبه وهو لايزال صغير..بقيت معه وكم كان مرحا ودودا....الا ان نادتني احدى الفتيات.... وامرتني بالنزول ....
          ومضى وقت المغرب ولم ارى أحد يصلي .....وكم حز ذلك في نفسي فلم تكن هذه هي الصوره التي رسمتها في داخلي عن اهل هذا البلد الاسلامي ....
          وتسائلت لماذا هم هكذا اليسو مسلمين ؟

          ...

          بقي الاب في المنزل الى ما بعد العشاء....ثم خرج ولم يعد الا عند منتصف الليل وكذلك الشاب.....وفي اثناء ذالك جلسن الفتيات مع الأم في المنزل التي امضت اغلب الوقت في محادثات هاتفيه....والفتيات في تناول الشاي والمكسرات...
          وتبادل الحديث ..... وبين يديهم كتب دراسيه.....ثم تناولو وجبه خفيفه من الفطائر والعصير ..... وذهب كل منهم الى غرفته....وبعد ان انتهيت من عملي صعدت الى فوق كان الحر شديدا وكانت الغرفه بعكس المنزل الذي كانت البروده
          تعمه فقررت ان انام في الخارج حيث سطح البيت الفسيح....نقلت الفراش وسويته ووضعت رأسي على الوساده....وفتنت بمرأى السماء والنجوم...وسادتني مشاعر بالسكون....ولم يمهلني التعب ...فنمت نوما عميقا...وبهذا يكون انتهى اليوم الاول لي في هذا البيت الكبير......


          .. يتبع ..

          (6)

          أستيقظت على صوت النداء البهي لصلاة الفجر...وكم كانت رائعة اصوات المأذن وهي تتشابك....وتنشر الخشوع في أرجاء المكان...وشعرت بالسكينه تتسلل الى أعماقي....جلست على فراشي ...كان الهواء لطيفا باردا سرت في جسدي قشعريرة لذيذه......واخذني جمال الاسحار....وضعت رأسي على ركبتي...وتذكرت طفلي ...وبيتي ....وأين انا الان.....وبكيت ...وبكيت.....وبكيت
          الى أن اقيمت الصلاة وانسابت الايات في أذني واستقرت في قلبي ...حتى أستكانت
          نفسي وهدأت....بقيت استمع الى ان انتهت الصلاة .....ثم اديت الصلاة وبقيت
          في سجادتي أقرأ الادعيه من كتيب صغيروفي يدي مسبحتي ....
          قاربت الشمس على الشروق بدأ النور يزيح الظلام لكي يأخذ مكانه ...كان مرأى الشروق .....شيئ بديع...ولكن ما ان ارتفعت الشمس قليلا حتى بدأ الحر يشتد...
          نزلت الى المطبخ....مكثت قليلا واذا بالسيده...امرتني ان أوقظهم...واخذت هي في اعداد الافطار....ايقظت طارق اولا ثم الفتاتين....ثم طرقت غرفة الشاب بسرعه....وهممت بالنزول الا اني سمعت احدى الفتاتين تناديني....ذهبت اليها...
          امرتني بمسح حذائها....ففعلت...ثم نزلت... اجتمعوا حول الافطار...وتناولت انا افطاري في المطبخ...تم ذهبوا جميعا....وعاد الصمت يسود المنزل...نظفت المكان
          بعدهم....ثم اخذتني السيده الى غرفة كبيره كانت تسميها المجلس وكانت خاصه بأستقبال الرجال كان المكان مليئى بالمقاعد الفخمه..الى السترالرائعه..والتحف الجميله ....كان اللون الاخضر الزاهي يغلب على المكان....انتهينا منها ..الى غرفة اخرى خاصة بالنساء....شعرت انها اكثر جمالا...حيث اللون الوردي هو السائد....وفيها كل الاثاث المتكامل...وبدا لي ان هناك مجهودا كبيرا وراء اختيار
          كل شيئ هنا...وبعد ان انتهينا امرتني ان ارتب الغرف وانظف الحمامات بسرعه
          وبعدها ارتدت عبائتها واعطتني عباءه قديمه....وخرجنا الى الخارج وأخذت سيارة أجره وذهبنا الى المستشفى.....وكان وقتا طويلا مرهقا.....اجري لي فيه فحص كامل.....ولم نعد الى المنزل الا قبل المغرب بقليل...اديت الصلوات التي فاتتني
          ثم تناولت طعامي الذي وجدته قد ترك لي واعدت تنظيف المنزل من جديد....
          وبقيت في المطبخ.... بعد ذلك اتت احدى الفتيات وصنعت الشاي..وطلبت مني ان اذهب به الى المجلس...وهناك كان الشاب واثنين من اصدقاءه..وما أن دخلت
          حتى صاح احدهم : خالد.....وش ذي؟
          رد الشاب وهو يبتسم بمكر : هذي الشغاله الجديده...
          قال الاخر :محد قدك ...عندك ذا الاشكال الحلوه!
          قال الاول : الله يذكر أيام ليتا بالخير...
          ارتبكت انا وشعرت بالخوف وضعت الشاي....وخرجت بسرعه لم اكن افهم ما يقولون ولكن كانت عيونهم تتكلم... عدت الى المطبخ ......بعيون تملئها الدموع.....وقلب مضطرب.....وعقل شتته الظنون...


          .. يتبع ..


          تعليق

          • فيصل ال سعود
            عـضـو فعال
            • Feb 2005
            • 190

            #6
            (7)

            رأتني احدى الفتيات على هذا الحال فقالت مستفسره:
            خير ......وشفيك....؟
            لم استطيع الكلام.....بل ظللت ابكي ....ودخلت السيده ونحن كذلك...قالت تخاطب أبنتها: اتركيها عنك .....هاذي مالها مهنه الا تصيح...جهزي نفسك اذا تبين تروحين معي للسوق...
            قالت الفتاة:.....اكيد اروح السوق....يالله بسرعه سيتا تعالي
            اخذتني الى غرفتها واخرجت عباءه اخرى غير العباءه التي تذهب بها الى المدرسه
            وطلبت مني ان اقوم بكيها ففعلت وعندما ارتدتها رايت ان هذه العباءه قد زادتها جمالا حيث كانت ضيقه بشكل ملفت للنظر...وضعت غطاء الوجه على نصف وجهها ....بينما بدت عينيها وجبينها ووخصلات من شعرها...ثم وضعت عطرا نفاذا
            وتاملت نفسها في المراة بكل رضى وغرور....كانت فعلا تبدو اجمل مما هي عليه في الواقع....كنت أتاملها بكل بلاهه....الا ان صرخت في وجهي :
            نعم ....اول مره تشوفين وحده حلوه....ههههههههههه!
            تنبهت لنفسي.....خفضت بصري ونزلت ذهبت الام والفتاة وبقيت انا وطارق والفتاة الاخرى وكان الشاب قد غادرهو واصدقائه...فارتحت لذلك كثيرا...
            امضت الفتاة الاخرى اغلب وقتها على سماعة الهاتف....بينما بقينا انا وطارق في
            غرفته اغلب الوقت حدثني كثيرا عن الخادمه السابقه وكان اسمها ليتا....وكيف ان الكل يحبها ...ثم اخرج جميع الالعاب وقضيت معه وقت ممتعا على ان ما حدث لي اليوم كان شيئ صعب....ولكن عاهدت نفسي على الا افكر كثيرا وان اتجنب هذا الشاب حتى لا افقد مصدر رزقي ....
            بقيت مع طارق الى ان عادت الام وأبنتها من الخارج....واتو محملين بالكثير من الحاجيات..واعطتني ملابس لي فا اخذتها وذهبت كان الوقت متأخرا...ولم يكن لدي ما اقوم به وقد كنت تناولت طعام العشاء مع طارق...فاستأذنت السيده وذهبت الى النوم....صعدت الى فوق وسويت فراشي...ولم يترك لي التعب فرصة للتفكير..
            فنمت بسرعه.....
            وبهذا انتهى اليوم الثاني لي في هذا المنزل..


            .. يتبع ..

            تعليق

            • فيصل ال سعود
              عـضـو فعال
              • Feb 2005
              • 190

              #7
              (8)

              وأشرقت شمس اليوم الثالث... وانا على يقين انني بدأت اعشق سماء هذه الديار....
              واغرم بليلها وفجرها ...ونجومها ......وكان ينازع كل هذا خوف عميق من الأتي
              الاتي الذي لا ادري أي شيئ يمكن ان يحمله لي....رحماك ربي .....رحماك
              أخذ اليوم الثالث طابعا روتينيا....فصرت اقوم بجميع الاعمال لوحدي ....وبدأت السيده تعتمد علي في الكثير من الاعمال......زادت علاقتي بطارق فصرت احبه كثيرا وزادت محاولاتي لتجنب خالد واختيه لأني كنت اشعر انهم قساة ...وتسكنهم قلوب لا ترحم........
              وفي مساء هذا اليوم اتت امرأه غريبه للمنزل وكنت انا من فتح لها الباب نظرت
              الي بعيون تملئها الريبه....وقالت: اكيد انتي الشغاله الجديده....الله يعينك يا ام خالد
              وش ذا الزينه!
              ادخلتها غرفة النساء واخبرت السيده بوجودها ....
              اتت السيده بسرعه وهي ترحب بهذه المرأه...

              .هلا هلا ام ناصر

              هلا بك والله يام خالد..ومبروك الشغاله الجديده....هاه بشري عساك منتبهه لها
              وفتشتي اغراضها....ياوخيتي تراها زينه ...انتبهي لبو خالد منها..تراهم ما يومنون
              تغير وجه السيده ونظرت الي وقالت بغضب: روحي للمطبخ وجهزي الشاي
              كنت اعلم ان الحديث يدور حولي تركت المكان وعدت بعد قليل بالشاي وكانت الزائره لاتزال ترمقني بنظرات لم استطيع تفسيرها.....
              تركتهم وذهبت الى عملي حيث كان ورائي الكثير من الملابس التي بحاجه الى كي
              وعندم ذهبت هذه الزائره احسست ان السيده تنظر الي بغيظ لم افهم سببه.....
              واصبحت بعد ذالك اشد قسوة علي فا كانت لاتأمرني الا بغضب....وكنت اجوع
              فتتجاهل جوعي .....وترهقني بكثرة العمل....وكنت اعلل نفسي واصبرها ....
              بأني ما جئت هنا الا للعمل وعلي ان اتحمل من اجل حياة كريمة لطفلي الصغير
              في هذا اليوم بالذات لم استطيع النوم فظللت اتقلب في فراشي...واسلي نفسي بمراقبة النجوم والسماء...وفجاءة سمعت صوت غريب...كان صوت صراخ وهمهمات .....خفت كثيرا.....لم ادري ماذا افعل....وأثرت النزول على البقاء في فراشي ....نزلت واذا بالسيده تمسك بزوجها وتحاول ان توصله الى غرفته....
              وكان هو يصرخ ويتكلم ويضحك ....كان في حالة من الاوعي ...رأيت في عيون السيده نظرة استنجاد!.....فامسكت به معها .... الى ان ادخلته الى الغرفه واوصدت الباب عليه....وانهارت على اقرب مقعد في الصاله....تبكي بمرارة لم ارى لها مثيل....رق قلبي لها ....ولكني لم ادري ماذا افعل....
              رفعت رأسها وكأنما تداركت نفسهاوعاد اليها شيئ من الحزم وأمرتني بالعوده الى فراشي...تركتها وذهبت وكنت اعلم في قرارة نفسي ان السيد كان مخمورا...
              وتضاربت الافكار في رأسي .....وتذكرت ابي وهو يقول لي :
              والله لو كان غير هذا البلد لما رضيت لك ان تذهبين...
              اين انت لترى ما أرى ياأبي ؟
              و...نمت في تلك الليله نوما ...مظطرباوكانت ليلة لا تنسى!


              وللصفحات بقية...

              تعليق

              • فيصل ال سعود
                عـضـو فعال
                • Feb 2005
                • 190

                #8
                (9)

                وفي الصباح كانت السيده تتحاشى النظر الي....وكان يوم اجازه فلم يستيقظ احد منهم الا في منتصف النهار ما عدا طارق الذي كان يملأ البيت فرحا ومرحا.....
                ويلاحقني في زوايا المنزل وهو يردد : سيتا اليوم بنروح الاستراحه....وفيها مسبح ....وبا اسبح كثير .....ولم اكن افهم ما يقصد ولكن كنت ابتسم له فيرضى
                نادتني السيده الى المطبخ وطلبت مني مساعدتها كانت تعد انواع كثيره من الفطائر
                وانواع من الكعك .....وكانت تقوم بذلك بكل مهاره...وعجبت من انهماكها في العمل بكل هدوء رغم احداث البارحه.....وبدا لي ان السيده قد اعتادت على هذا التصرف من زوجها بكل مافيه من هم وقلق رسم على وجهها علامات لا تخفى على الناظر اليها....مضى جل النهار ونحن في المطبخ.....انتهينا تقريبا من كل شيئ وضعت السيده كل الطعام الذي صنعته في حافظات...وقمت انا بتجهيز القهوه والشاي...ثم ساعدت طارق في ارتداء ملابسه...كما امرتني السيده....
                وجلست انتظر.....الى ان نزل خالد والفتيات وهم يتضاحكون....وكانوا جميعا على استعداد للخروج....وضعت الاغراض في السياره وركبنا جميعا....
                كان المشوار في حدود النصف ساعه....رأيت من خلالها ولأول مره شيئ من معالم
                مدينة الرياض....الشوارع الفسيحه....والمباني الجميله....واشكال متباينة من الناس
                وعندما وصلنا كان المكان عباره عن مزرعة منسقه وجميله متوسطة الاتساع....
                في جزء منها مبنى ...ومكان وزعت فيه العاب الصغار.وفي الزاويه خيمه كبيره
                ..وكان هناك الكثير من الناس...انزلت الاشياء التي في السياره....ولم يمهلني طارق فا سحبني بيدي الى حيث مسبح مياه جميل قد احيط بسياج...وانتشرت حوله جلسات انيقه......يالا هؤولاء القوم كم يتقنون حرفة الترفيه عن انفسهم!
                همست لنفسي وانا مبهورة بكل ما رأيت.... ومن بعيد رأيت خالد ومعه مجموعة من الشباب....فا أسرعت الخطى بعيدا....
                و وجدت نفسي مع الكثير من الاندنويسيات....وأخذتني فرحة عارمه ....غسلت كل مرارةالايام التي ولت....كان البعض منهن من اماكن بعيده عن المكان الذي اقطن فيه في بلدي ....وهنا تختلف اللغات فلم استطيع التفاهم مع بعضهن....
                كنا في عمل دائم من تقديم القهوه الى العنايه بالصغار الى تجهيز المائده.....
                وعندما رأيت بعض الحاضرين يوأدون الصلاة حمدت الله كثيرا....
                انقسم الحضور الى مجوعات.... النساء الكبيرات وضعن بساطا على العشب الاخضر وجلسن فيه ......والفتيات جلسن على طاولات صغيره امام احواض من الزهور....والصغار في مكان الالعاب.....وامالشباب فهم اختاروا الجلوس حول المسبح....واختلطت الاصوات من ثرثرة النساء ....الى صراخ الصغار....
                الى ضحكات الفتيات...وبعد نهاية الطعام...اخذنا في تنظيف المكان...
                واعداد الشاي للحاضرين....وما ان انتصف الليل حتى تقلص عدد الموجودين ....
                وهدأ المكان قليلا...ونام الصغار....
                ولم يبقى لنا من عمل فاخذت انا واثنتين من رفيقاتي في الحديث عن همومنا ....
                كانت احداهن تتكلم مثلهم بطلاقه ...وعلمت ان لها ما يقارب الست سنوات هنا...
                كيف صبرت كل هذه المده هنا؟ سألتها انا ....
                اجابت بكل ثقه :انهم لا يضايقونني ......بل لا يستطيعون!
                قلت : كيف لا يستطيعون؟
                لقد منعتهم من ذالك !...بطريقة ما !وان اردت اخبرتك الطريقه
                علمت انها تقصد السحر فا خفت كثيرا......
                ولكنها واصلت كلا مها :انا لم أوأذيهم في شيئ....فقط اجعلهم يحبونني ولا يستغنون عني..... حتى أقرر انا ...!
                غيرت مجرى الحديث وسألتهم ان كانوا يعرفون الخادمه السابقه ليتا...
                فا اجابت الاخرى :نعم كانت تعرف كيف تعاملهم....انها ذكيه ..
                قاطعتها الاولى : ولكنها ماجنه......كانت تنفذ لخالد كل مايريد...مقابل المال....
                قالت الاخرى: هناك الكثير من هم مثلها
                وتشعب الحديث حول هذا المجتمع الغريب الغارق في النعم...
                فا علمت ان الكبار منهم فقط هم من يحافظون على الصلاة....ونزر يسير من الشباب
                وبعد ذلك جاءت احدى الفتيات..ونادت علي ووجدت الجميع قد أستعدوا للعوده
                وضعت طارق على ذراعي وركبت السياره ....كان نائما....
                وطول الطريق كنت افكر في اهل هذا البلد....فما رأيت من الخادمات جعلني اتيقن انهم يأتون دون تمحيص...او تدقيق... وأثار ذلك عجبي وتفكيري...
                وبعد ان وصلنا وضعت طارق في فراشه ....واوى كل الى غرفته ...وذهبت انا ايضا الى فراشي ...ونمت بعد ان ارسلت تحية الى السماء والنجوم والقمر....


                .. يتبع ..

                (10)

                مضت ايام كثيره.....لم اكتب في دفتري هذا ...والسبب كثرة العمل و أعتماد السيده علي في كل شيئ حتى انها في الايام الاخيره بدأت تعلمني الطبخ ....مما ارهقني كثيرا...وما ان اختلي بنفسي....حتى يكون هدفي هو الراحة فقط.....
                ...في هذه الحظات التي اكتب فيها الان ....كان الجميع في خارج المنزل....
                والحمد لله انهم يخرجون كثيرا... حتى يكون لي وقت اختلي فيه بنفسي....
                اليوم وصلتني اول رساله من زوجي الحبيب.....كم كنت فرحة بها....كانت رسالة طويله مليئة بالشجن والاشواق .....جددت في داخلي كل الألم...والحزن...
                اخبرني ان طفلي يسأل عني كثيرا.....وان ابي قلق جدا....علي...وان الجميع في
                شوق لي....احتضنت الرساله .....وشعرت اني اضم بلادي الى قلبي....
                شممت فيها رائحة بيتي الصغير.....وطرقات قريتي.....
                اه....والف....... اه....
                تبا لك ايها الفقر !.......انت من اتيت بي الى هنا!
                دخلت في نوبة بكاء عارمه.....وشعرت بالحسره تزلزل ...وجداني....
                تركت الغرفه وأخذت اتجول في السطح الفسيح.....كنت اريد ان تهدأ نفسي قليلا...
                كان ضوء القمر .....ساحرا...قد اناركل شيئ بنور ....ألاهي شفاف...
                وكانت نسمات الليل الخفيفه تهب ....فا انتعشت نفسي قليلا....وهدأ قلبي...


                كنت على علم ان افراد العائله لن يعودوا الا في وقت متأخر...فنزلت الى المطبخ
                ابحث عن شيئ اسكت به جوعي....صنعت لي كوبا من الشاي....واحضرت رغيف من الخبز وبعض من الجبن والعسل...وجلست على الطاوله...اتناول الطعام
                وبينما انا كذلك....دخل خالد ....وجلس أمامي على الطاوله....
                حبست أنفاسي .... ووالجمتني المفاجأه...فلم استطع الحراك.....
                قال وهو يبتسم بكل برود: ليش أنتي خوف.....شوف انا جيب هديه ..حق انتي
                واخرج من جيبه علبة جميله ..وفتحها ووضعها أمامي ....كان في داخلها خاتم ذهبي ...رائع.....
                صمت أذناي فلم أعد اسمع الا دقات قلبي....حاولت ان اقف فا خذلتني قدماي....
                وبقيت كالصنم أمامه.....
                قال :هاه..... حلو.....هذا عشان نصير انا وانتي صديق...انتي حلوه سيتا
                قام من مكانه .....وحاول ان يقترب مني...عندها فقط.... شعرت بقوة تسري في جسدي...نهضت واقفه دفعته بعيدا عني...
                وقف بعيدا وأخذ يضحك..ويقول.....خلاص.....خلالالالاص...
                الهديه ....لك .....باي....
                ترك المكان ....ولا زلت انا انتفض رعبا مما حدث....هذا ما كنت أخشاه...
                كانت هديته ما تزال موضوعة على الطاوله....لم استطع ان اكمل طعامي....
                نظفت المكان .....وصعدت الى حيث غرفته.....وضعت هديته ...وعدت الى غرفتي....لم استطيع البكاء....تمنيت اصرخ بكل ما أوتيت من قوه ....ولكن ..لم افعل.....كان هنا ك في داخلي شيئ يحترق....ربما لم يكن الا قلبي....
                ما هؤولأ الناس.....بأي روح ...او اي فكر يعيشون في هذه الحياة.....
                مالذي جعل هذا الشاب كالكلب المسعور؟
                رحماك ربي رحماك......اني اصبحت على يقين انني اكره السعوديين ...
                وحق لي ذلك .....!
                انني لا استطيع ان اترك العمل ولم اكمل حتى الشهر الاول...
                اني في حيرة ما بعدها حيره....


                وللصفحات بقية....

                تعليق

                • فيصل ال سعود
                  عـضـو فعال
                  • Feb 2005
                  • 190

                  #9
                  (11)

                  بعد الذي حدث لي مع خالد..... اصبحت اعمل بقلب خائف ونفس متحفزه...للعداء
                  ولم يكن لي من ملاذ....وحا صرتني الهموم ....ولم يكن لي من حيلة سوى البكاء
                  والصبر.... قارب الشهر الثاني على النهايه .....والى الان لم استلم أجرة الشهر الماضي...واخاف من مفاتحة السيده في الامر.......
                  ورغم ان زوجي كان قد المح الي في رسالته انهم بحاجة الى المال ....الا ان الخوف تملكني وكأني لست اطالب بحق من حقوقي.....

                  في اليوم السابق جاء شاب لزيارة اهل البيت زرع في داخلي دهشة بلا حد ....
                  الذي حدث انني وكا المعتاد اذا اتى زائر للمنزل اقوم بأعداد الشاي والقهوه وتقديمهما...وكان هو والسيده في المجلس الخاص بالرجال....
                  عندما دخلت وانا احمل القهوه...نظرت اليه سارع بوضع يديه على وجهه...
                  وهويغطي عينيه.....ويردد :لاحول ولا قوة الا بالله....لا حول ولا قوة الا بالله
                  سارعت السيده وأخذت مني القهوه....وهي تعنفني بقوه....: من أمرك تجيبين القهوه الله لا يعافيك....
                  خرجت بسرعه ولم أفهم مالذي حدث....
                  دخلت المطبخ وانا في حيرة من تصرف الشاب وغضب السيده....وبعدها ان ذهب اتت احدى الفتاتين مع امها ....
                  قالت الام :مها....شفتي ذا الخبله....دخلت على ابراهيم بالقهوه الله لا يفشلنا
                  الفتاة : اكيد اختبص ههههههههه....
                  وفي اثناء ذلك دخلت الفتاة الاخرى وهي تقول :خير ليش تضحكون....
                  قالت مها : سيتا دخلت على ابراهيم بالقهوه...!
                  الأم : لو شفتيه غطى وجهه ....وتضايق....وعطاني محاضره طويله تصدقون انه يبيني البس سيتا حجاب حتى في البيت ...
                  .يمه هذا واحد معقد....متخلف ....ما يفهم في الاتيكيت!
                  ألأم: لا تقولين عن ولد خالك هالحكي ...ابراهيم الكل يشهد بأخلاقه العاليه..
                  مها : أمي صادقه.... ابراهيم اخلاقه جدا عاليه...بس انه متشدد شوي....
                  بعدين انا متوقعه ياعهود انه يمكن يخطبك....
                  ثارت عهود : وانا ناقصه انا ابي واحد يوسع صدري ويدللني....واحد عنده فلوس ......يخليني البس على كيفي .... واروح وأجي على كيفي ....
                  ألأم:اقول يكفي كلام ماله داعي .....
                  وجهت مها الكلام لي : شوف سيتا اذا فيه ابراهيم انتي مافيه ودي قهوه..مره ثاني
                  سألتها : ليه...
                  قالت : براهيم هذا مطوع...مايبي يشوف حرمه....هذا في خوف من الله..

                  علق ابراهيم في ذاكرتي كان و جهه وضيئا....مشرقا...على وجهه لحية خفيفه...
                  تدل على انه كان في مقتبل عمره....وكم عجبت لهذا الشاب ....
                  مالذي جعله هكذا!
                  وانا هناك في بلدي كنت اظن ان الناس هنا كلهم ........ابراهيم
                  ولكن الحقيقة ......غير هذا....هنا خالد بكل وحشيته .....
                  هنا السيد الحاضر الغائب......
                  هنا الفتيات المغرورات......والسيده....القاسيه.....
                  هنا السعوديه.....


                  وللصفحات بقية ..

                  تعليق

                  • فيصل ال سعود
                    عـضـو فعال
                    • Feb 2005
                    • 190

                    #10
                    (12)

                    هاهو الشهر الثاني قد انتهى ولم استلم الى ألان مستحقاتي الماليه....واليوم تجرأت وحدثت السيده.....وللأسف لم يكن منها الا ان غضبت...وثارت في وجهي
                    وبقيت انا في حيرة ما بعدها حيره....... واصبح البيت الكبير ....مجرد جدران تخنقني ...وتزيد من ألامي ....ودفعني اليأس الى شيئ من الا همال في عملي...
                    وقد لاحظت السيده هذا ....فا أصبحت تكثر من التعنيف....والصراخ في وجهي..
                    وحده كان طارق ....واحة السعاده في هذا البيت....ذات مره سألته لماذا لاتصلون؟
                    قال:ما أدري....انا اذا كبرت ابروح للمسجد واصلي .....واصير زي ولد خالي براهيم....
                    ابرهيم .....لن انسى ما حييت ذلك الوجه .....ابدا...
                    لقد ارسل لي مع السيده مجموعة من الكتب الرائعه....كانت كلها تتحدث عن اصول
                    الاسلام وشرائعه....ودور المرأه...في مجتمعها....
                    وكتاب اخر في العقيده اكتشفت من خلاله ....ان العقيده عندنا يشوبها الكثير من
                    الخلل.....ليت ابي هنا ليقرأ هذه الكتب.....كم سيفرح بها!
                    لم اكن اريد ان اشعر زوجي بالوضع الذي اعيشه هنا ......فا أخرت الرد على رسائله....انا اعلم مدى حاجتهم للمال ....ولكن هؤلاء القوم لا يعلمون....
                    اني لا ادري ماذا افعل؟
                    خاصة وان رسائل زوجي تكررت.....ولا اريد ان يظن اني ابخل عليهم بهذا المال
                    كل هذا جعلني اعيش في وضع كريه من الارهاق الجسمي والنفسي....
                    وسط قوم ...لا ادري بما اصفهم .....فليس من الممكن ان يكونوا غير قادرين على دفع الاجره ....فهم لا يمضي اسبوع دون زيارة للسوق...وخروج.....وشراء المهم
                    وغير المهم....
                    ولكن ماذا اتوقع من أناس لا يصلون؟!
                    نعم كان ابي يقول: الصلاة............هي التي تعصم الانسان من الزلل...
                    ولقد زادتني كتب ابراهيم....بصيرة وتقرب الى الله....ليتني استطيع ان اقدم له شيئ
                    انه انسان مختلف....


                    للصفحات بقية

                    (13)

                    منذ الصباح الباكر وانا والسيده في شغل شاغل.....كانت تعد البيت لاستقبال كثير من الضيوف.....وقامت بأعداد بعض الاطباق الخفيفه....وجلبت من الخارج انواع
                    من الحلويات...والعصائر الطازجه ...وارهقتني بكثرة المسح والتلميع ...
                    وعند اقتراب المساء ...قام خالد ومعه رجل غريب...يبدو انه عامل..بعمل أضاءت كهربائيه...صغيره...تصدر الونا حمراء...وانعكاسات غريبه..جعلت من صالة المنزل أشبه بالحلم....وبعد ان انتهى خالد من عمله....جاء الفتاتين الى الصاله...
                    قالت مها:....الله كذا المكان روعه!
                    عهود:.....المهم يمه....انت تجهزين كل شيئ...وتسلمين على البنات ...وتتوكلين.
                    ولاتنسين تاخذين طارق ....ترى مانبي ازعاج....انا ابي البنات كلهم يتكلمون عن حفلتي ....ويعدونها يوم من ايام العمر...
                    الام: ان شاء الله.......ان شاء الله....
                    مها:لبسي سيتا ملابس محترمه...لا تحرجنا قدام الناس...
                    الام :.....طيب .....طيب....تراكم اقلقتوني....انتم وها الحفله......
                    عهود:احنا رايحين...للمشغل..ونبي نرجع نلقى كل شيئ جاهز....خلاص
                    الام:خلالالالالاص....
                    انهت السيده بعد ذهابهم ....تجهيز كل شيئ...
                    وامرتني ان ابدل ملابسي....بملابس اخرى اعطتني أياها...كان طارق يدور بمرح
                    في الصاله....مستمتعا بهذه الاجواء الغريبه.....
                    بعد قليل...جاء مجموعة من العمال.....وأعدوا مائدة متكامله ....تحوي مالذ وطاب من المأكولات....وكنت اراقب كل شيئ بأنبهار شديد....
                    جاء السيد على عجل...والقى نظرة سريعه....تحدث مع السيده قليلا ثم ذهب....
                    وبعد فترة بسيطه حضر الفتيات...كانوا قد تجملوا بشكل ملفت للنظر.... كانت مها
                    ذات شعر قصير ...وضعت مادة لامعه على شعرها ...وانزلت خصلات على جبينها
                    وقد تماوج شعرها مع خصلات بنفسجيه....بلون ...ملابسها....الضيقه جدا...
                    وكانت الاخرى ذات شعر طويل قد رفعت شعرها الى فوق رأسها ثم انزلته بشكل عكسي.....وقد وضعت هي الاخرى خصلات ملونه ولكن بعدة الوان....مثل ملابسها تماماً......حتى عيونهم تغيرت الوانها.....
                    يالها من دنيا تلك التي يحيونها!ّ
                    وبعد الساعه التاسعه.....بدأو الضيوف في الحضور.....كان كلهم من الفتيات وفي سن متقاربه....كان فيهم الجميله المبهره....وفيهم الوسط....ومادون ذلك....
                    ولعلهم اشتركوا في شيئا واحد..انه..العري والتفسخ...كانوا وكأنهم في سباق على ذلك...تعالت اصوتهم ....بين ضحكات و....وشهقات ...وصيحات....امتلأت بالمجون.....كان كل شيئ معد ولم يكن لي من دور يذكر ..فاخذت اراقبهم وهم
                    في غمرة هذا اللهو....تعالت اصوات الموسيقى ....وبدأ الفتيات في الرقص....
                    شعرت بأن الشيطان يدفعهم...الى الهاويه كانت كل واحدة منهم ...تحاول ان تتفوق على الاخرى ....في العبث ....
                    تذكرت الجوع....والبرد.....والمرض.....تذكرت الفقربكل قوته....
                    تذكرت طفلي وبلادي......وبكيت.....ولا ادري لماذا؟
                    ليتني لم أتي الى هنا....حتى تظل هذه البلاد في مخيلتي كما كانت....
                    بلاد النور.....والحق .....والدين.....
                    ترى هل هو المال الذي جعلهم هكذا؟
                    ام مالذي غيرهم.....شعرت ان الامر اكبر من تفكيري....وان المصاب اعظم واجل
                    نادتني مها : سيتا.....تعالي بسرعه....
                    أشارت على بعض من كاسات العصير الفارغه....فاحملتها...ونظفتها...واعدتها الى حيث كانت....انخفض صوت الموسيقى ....واقبلوا على الطعام....وبعد ان انتهوا
                    قامت احدى الحاضرات وقالت:....يا بنات ....الحين وقت اختيار..ملكة جمال الحفله... يله بالترشيح......واللي يكثرون مرشحينها هي الفايزه....
                    تعالت صيحات البنات....وعم الضجيج....وغبت انا في المطبخ ....كانت الاصوات تتناوب بين اخفاض وارتفاع.....وعندما عدت الى الصاله كانت احداهن تقف في المنتصف....بكل ثقه.....وهي تقول: محد قدي انا الملكه...
                    وعلت صوت الموسيقى...من جديد....ورقصت هذ الواقفه والفتيات يصفقن لها...

                    اه لوذقتن طعم الجوع...لعرفتن كيف تتمايلن جيدا!
                    هكذا كنت احدث نفسي.......
                    مضى الليل واقبل الفجر....وبدأ نشاطهن يخف والبعض قد غادر المكان...
                    وعند اذان الفجر كان الجميع قد غادروا .....وتنفست انا الصعداء....ساعدتني السيده في تنظيف المكان واحتفظت ببعض الطعام والباقي الى سلة المهملات
                    كنت في غاية الاجهاد....ورغم حرارة غرفتي الا اني نمت بسرعه....


                    .. يتبع ..

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...