البنت التي غسلوها ولازالت تتنفس ..!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الخطير
    عـضـو فعال
    • Sep 2008
    • 74

    البنت التي غسلوها ولازالت تتنفس ..!

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...


    البنت التي غسلوها ولازالت تتنفس ..



    أحسستٌ بتعب وببعض الألم...اتجهتُ إلى أمي اشتكي إليها كعادتي...

    تحسست جبهتي براحتها النقية..ثم ناولتني مخفضا للحرارة وقالت لي
    :حرارتك مرتفعه قليلا..

    اذهبي وارتاحي وبإذن الله ستكونين بخير...

    نفذت ما قالته والدتي...واستلقيتٌ على سريري...

    شعرتُ بالنعاس............

    وحينها....أحسست ببرودة شديدة في أطرافي....

    حاولتُ تحريك أصابع قدمي فلم استطع!!!!

    شعرتُ بشيء يسري في أوصالي!!

    أيقنتُ وقتها انه الموت لا محالة!!!!

    مرّت سنوات عمري كلها أمام عيني في لحظات...

    كم أذنبت؟!! وكم أسرفت؟!! وكم قسوت؟!! وكم؟؟ ...وكم؟؟ ....وكم؟؟

    كيف سألاقي ربي وهذه افعالي!!!

    لم أعد اشعر بشيء,,,,سوى بتسارع أنفاسي..

    ضيقا شديدا في صدري...

    لساني!! مالذي جرى له هو الاخر؟؟؟

    لا استطيع الكلام ..حاولتُ أن انطق بالشهادتين...

    ولم استطع حتى ان اراجع اقوالي!!

    ل ح ظ ات............وسكن كل شيء...

    ولم يعد في هذا الجسد روح...



    فقد فاضت لخالقها......................
    .......
    ....
    ..
    ....
    .......
    ...........


    دخلت أختي الغرفة...نادتني.....ونادتني فلم اجبها......ظنّت بأنني نائمة..

    اقتربت مني وحركتني فلم اجبها أيضا...


    أسرعت إلى أمي الحبيبة....جاءت أمي وحملتني في حضنها...نادتني وحركتني بقوة..

    وهي تناديني...وما من مجيب لها!!!

    ليتني استطيع أن أرد عليكِ يا أمّاه..كم تجاهلت نداءك حين كنت استطيع الاجابه..

    ...دوت صرخة من أمي ملأت المكان..استيقظ أبي من قيلولته...

    جاء يركض فزعا...سمع صراخ أمي وبكاء إخوتي...الذين تجمهروا حولي!!!

    حملني...واسندني...وكذلك ناداني...ولم يجد مني جواب.......!!!

    ردد...لاحول ولا قوة إلا بالله...إنا لله وإنا إليه راجعون..

    أغمض عيناي وأغلق فمي............وغطاني...!!

    لازالوا يبكون ...وضعوني ليلتها في غرفة باردة...باردة جدا....

    هذا صوت عمتي....وتلك الأخرى جدتي...كلهم هنا يبكون فقدي...

    تلك تقول..كانت رحمة الله عليها......وكانت....والأخرى تقول كانت.....وكانت......



    أتُراهم يذكرونني بالخير!!!!!!!

    أم يغتابونني كما كنت افعل بالناس...!!

    ..........
    ..

    وفي اليوم التالي..

    جاؤوا إلي وحملوني...ووضعوني على تلك الخشبة....

    التي طالما خفت منها...وكنت ابغضها....

    والان وضعوني عليها عنوة...دون أن يأخذوا برأيي....!!

    بدأوا بقص ملابسي...ونزعها..لم استطع منعهم!!

    فقد أصبحت جمادا!!



    غسلوني.....وطهروني....وبذلك البياض لفّوني وكفنوني!!!!

    وهنا جاء دور الأحباب والأصحاب....ليودعونني الوداع الأخير!!

    انهالوا عليّ بقبلاتهم...ودموعهم قد ملأت عيونهم....

    وبعدها.....حملوني على الاكتاف!!

    ((وحدّووووه ........لا اله إلا الله))

    قالوها بعد أن حملوني...تلك الكلمات التي كنت أخاف سماعها...




    واهربُ حتى لا أرى منظر الجنازة.....

    ولكن الان لا مفر لي فقد أصبحت....جنازة.....

    وضعوني بالسيارة..حيث سيأخذونني إلى مسكني الجديد..

    الدنيا لم تعد كما كانت...أراها باهته...لاشيء يوحي بالجمال فيها...!!

    وصلنا إلى ذلك المسجد ..الذي أحببته مُذ كنت طفله..

    أذكر أنني كنت أتمنى أن أصلي في قسم الرجال...

    لكن أبي كان ينهرني ويقول:اذهبي مع أمك فأنت امرأة!!

    لكنني الان سأدخل قسم الرجال..ولكن ليس على قدميّ..

    بل.........محمولة على الاكتاف!!

    وضعوني وبدأوا بالصلاة...


    وبعد أن انتهوا...عادوا وحملوني من جديد..

    ليذهبوا إلى تلك المقبرة!!.....كم هو اسمها جاف!!

    تلك الحفرة التي هناك...هي بيتي الجديد!!

    التراب مبللا...يبدو أن مطرا أصاب هذه المقبرة...

    كم كنت اعشق اللعب بالتراب...والعبث بالطين مع الصغار...

    ولكني اليوم سأسكن هنا...وكل ما حولي تراب!!!!!!!!

    وضعوني وبداوا بوضع التراب فوقي..

    ما هذه الظلمة الحالكة!!!

    لقد دفنوني!!!

    ودفنوا معي كل ذكرياتي...فقد تناثر مابقي مني مع ذرات التراب..

    رحلتُ عن هذه الدنيا رحيلا بلا عودة..




    أحسستُ ببرودة على جبيني...فتحتُ عيني !!

    فإذا بها أمي الغالية...وضعت كفها على جبيني لتطمئن عليّ...

    قمتُ فزعة..أتصبب عرقا..فما شاهدته ليس بهيّن!!!!!

    رأيتُ تلك الورقة على حافة سريري..

    وقد كتبت بها قبل فترة..

    " كوني متفائلة فالحياة بين يديكِ "

    مزّقتها...وعلى شفتيّ ابتسامة باهتة....

    يخالطها :

    خوف من الموت...

    ورغبة في الجنة...

    ورجاء في عفو الخالق...
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #2
    يعطيك العافيه

    تعليق

    • لما الحلوه تدلع
      عـضـو فعال
      • Jun 2008
      • 187

      #3
      يعطيك العافيه اخوي على كلماتك الماثره


      يسلموووووووووووو

      تعليق

      • استعجلت الرحيل*
        عـضـو
        • Oct 2008
        • 17

        #4
        صراحة القصة كتييييييييييير حلوه يسلمو

        تعليق

        • بسمة فرح
          عـضـو فعال
          • Sep 2008
          • 169

          #5
          بصراحة ماقدرت اكمل القصة
          يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووو
          اللهم اني اسالك حسن الخاتمة لي وللمسلمين
          امين

          تعليق

          • moon-light
            عـضـو فعال
            • Nov 2008
            • 58
            • "ماأضمن لك الأيام أضمن لك إحساسي لو نفترق أعوام مايموت إخلاصي"ورد الماس:

            #6
            يسلموووووووووو

            تعليق

            • اميرة الجليد
              عـضـو
              • Nov 2008
              • 8

              #7
              القصه تجنن

              يسلموووووو

              تعليق

              • *عبير الزهور*
                V - I - P
                • Jun 2008
                • 3267

                #8
                كثير القصه مؤثره
                الله يعطيك العافيه و يسدد خطاك

                تعليق

                • نجاة مصباح
                  عـضـو
                  • Nov 2008
                  • 27

                  #9
                  شكرا اخي على القصة المؤثرة براكة الله فيك وكثر من امثالك

                  تعليق

                  • حسام الديب
                    عـضـو
                    • Dec 2008
                    • 1

                    #10
                    سبحان الله ولا اله الا الله

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...