قصة جندي امريكي في العراق

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فراشه غزه
    عضو متألق
    • Jan 2008
    • 384

    قصة جندي امريكي في العراق

    سلأم عليكم ..

    اتيت لكم بموضوع يخلف قليلأ عن المواضيع ..

    القصة تتحدث عن الجنود الامريكان في العراق والحالات التي الحقت بهم ..

    الموضوع ليس سياسي ...!! اتمنى ان تعجبكم


    كان مساءً مطعماً باللهفة والشوق، لم تكن تصدق أنها بعد دقائق ستحضنه وتقتنيه بين يديها كما كان صغيراً، تراقب الجنود وهو ينزلون من الطائرة، تراقب دموع الأمهات وهن يحتضن أبناءَهُن العائدين لتوهم من العراق، تراقب الزوجات والأطفال، الدقائق تحك رأسها.. فتترك اثاراً... لخوف وترقب يجب أن يُحسم.. لأنه لابد قادم لم تكن تُصدق أنها ستراه مرة أخرى، اعتقدت أن تلك الأرض... ستمد لسانها.. لتعجنه داخل فمها.. ثم تبتلعه.. الأفكار تحصدها بشرها.. ووجهه لم يطل بعد، أيعقل أن يكونوا أدرجوا اسم ابني خطأ في قاعة العائدين؟!! تتساءل.. بصمت وهي تنظر في وجوه الجنود العابرين الممر المؤدي للخارج.. هل كان من الواجب فعلاً أن يغامر أبناؤنا.. بحياتهم من أجل..!! هل ما يقال لنا صحيحاً، وحدهم يلتحفون الخوف والرعب في بلادٍ تسخر منهم!!

    احتضنته بذراعيها، زرعت رأسها في صدره، كأنها تريد أن تتأكد من نبضات قلبه، مررت أصابعها على وجهه ورأسه ويديه لتتأكد أن رصاصهم لم يمزق شيئاً من جسده، ثم أخذت نفساً عميقاً وأخرجته ببط ء ممزوج بالغبطة.

    أمسكت بذراعيه تجره كطفل صغير.. لكن لحظات غبطتها لم تدم، إذ اقتضتها ارتعاشة غير معهودة من جسده، وازرقاق حد الارتجاف من شفتيه...
    ظل صامتاً.. بدهشة وحيرة طوال الطريق من مطار بوسطن إلى منزل العائلة.

    ظلت تتمايل عليه بالأسئلة، وتلقي النكات على مسمعه، عله يتكلم، تحدثه عن صديقته كارولين وأنها الان في انتظاره في المنزل تحضر عشاءً يليق بقدومه، لكنه لم يردد سوى عبارة واحدة:
    - لقد خدعونا، لماذا ألقوا بنا إلى الجحيم!!

    في المنزل كان الكل في انتظاره، أخته، أخاه
    وكارولين، لكنه بدا شارداً مذهولاً وأخذ في البكاء..
    ثم تهاوى على الأرض.

    فنتح عينيه، أخذ يصرخ:

    - أين أنا؟ أين أنا؟ لا أريد أن أذهب إلى هناك، لا أريد أن أذهب إلى هناك.

    - أنت في المستشفى، لا تخف يا بني... ثم عاد في غيبوبته ثانية.

    - بألم قال الطبيب: إنه يعاني من صدمة عصبية شديدة، وذلك نتيجة مشاهدته ومشاركته في القتل، ذلك أمرٌ طبيعي، لا تقلقوا سيتعافى ويعود إلى ممارسة حياته الطبيعية.

    بدأت أمه تصطحبه في كل يوم لجلسات العلاج النفسي.

    عند الطبيب... ظل صامتاً.. والطبيب يتكلم ويتكلم.. لكنه أخذ في الضحك فجأةً عندما قال له الطبيب:
    - سنمحو كل شيء رأيته من دماغك، ستعود معافى تنبض فرحاً وقوة من جديد.

    أخذ يردد بسخرية والدموع تسيل من عينيه:
    - أنا القاتل أحتاج إلى جلسات علاج نفسي وأنا المقتول أيضاً، هل رأيت قاتلاً ومقتولاً أيها الطبيب!!
    الحقيقة هي التي تبقى في الذاكرة ولا يمكن أن تمحى، مهما حاولت وحاولت.
    ثم قل لي، وهؤلاء الثكلى والجرحى الذين كنت أحفر رسم كارولين على بارودتي وعلى جثثهم .. كلما قتلت واحداً منهم، هل ستتكفل بمحو صورتي من ذاكرتهم!!
    وعندما تقتحم منزلاً من منازلهم فهذا يعني نوماً هانئاً لأطفالنا، الحياة لا تمنح لك عبر قتلك لغيرك.

    - تذكَّر كارولين.. استرخ.. ستهدأ أعصابك .

    - إني أكرهها.. أكرهها.

    - لماذا..؟ أمك أخبرتني أنها صديقتك.

    - أكرهها، لأني كلما تذكرت كارولين، أشعر بمتعة تفريغ ذخيرتي في أجسادهم، أحياناً أفرغ ذخيرة كاملة في جسد واحد.. أتدري لماذا؟ لأرشو جسدي وروحي الجائعين لها، هي التي كانت تحثني على القتل تماماً مثل قائد الكتيبة، كان يصرخ، إذا لم تقتلهم قتلوك تقدَّم.. تقدَّم .
    وأصرخ.. سيدي إنهم مدنيون بلا سلاح!

    - إنهم إرهابيون... أتَفْهَم.. أطلق النار.

    - قائدك على صواب، كل المدنيون إرهابيون، حتى العائلات، أتدري لماذا؟ لأنهم يحمون الإرهابين
    يؤونهم في منازلهم، ولذلك نحن نقوم بقصفهم.

    - لقد خدعوك مثلما خدعوني، ما لنا ولأرض ليست لنا، لنا سدنة الحرية والديمقراطية،
    هذه الأرض البعيدة هي التي ستحصدنا بشرها ومكرها.

    - دعني أسألك سؤالاً.. ألهذه الدرجة تحبهم وتشعر بعقدة الذنب تجاههم.

    - لا.. أنا لا أحبهم.. لكني لا أكرههم.. إنهم لا يعنون لي شيئاً سوى.. إنهم احتلوا ذاكرتي.. عندما أريد أن أستسلم للنوم.. تأتيني صورهم واحداً تلو الاخر.. يقفون عند رأسي يرشقونني.. ذعراً وقلقاً. أرجوهم أن يسمحوا للنوم باحتلال ذهني... لكنهم برفضون، حتى الصباح... تتناوب صورهم.. لا يتعبون..

    أريد أن أعيش ككل الأمريكيين، أعمل... أسهر مع صديقتي... أشرب النبيذ.. أسافر مع أصدقائي..
    أريد أن أعيش حياة طبيعية خالية من صور الموتى.

    كنت أتأمل وجوههم لحظة تصويبي النار تجاههم، كانوا يثيرونني.. يمزقونني بسخريتهم مني.

    في مرة وقعت على ظهري وأنا أداهم أحد البيوت، ولم أستطع القيام وقد ملأني الرعب تماماً كصرصار وقع على ظهره، التقطني صديقي،
    وقفت، صوبت بندقيتي، كان الرجال والنساء ينظرون إليَّ بهلع.. لكن أحداً منهم لم يستنجدني،
    بصق في وجهي أحدهم وأنا أجره مقيداً إلى خارج المنزل، ثم بلع رصاصتي، ثم أخذت أبكي.. وأضرب قدمي بالأرض.. إنه يملك أن يبصق في وجهي.. مع أنه بلا سلاح.. ولا أملك أن أرمي بارودتي وأهرب..
    أبكي عجزي وقوتهم، وأبكي حريتهم وقيدي، أنا عاجز بسلاحي وهم أقوياء بأنفتهم وقرارهم الموت،

    أتدري أيها الطبيب.. وتحرك توماس خطوات تجاهه... ارتد الطبيب إلى الخلف حذراً.

    - لا تخف أيها الطبيب أنا لست بمجنون، أريد أن أمثَّل لك كيف نحيا كالفئران المذعورة عندما نريد أن ندخل مدينة من مدنهم، جثى على ركبته كفأرٍ بعيون مذعورة نظر حوله ثم رمى عقب سجائر..
    (تخيل أيها الطبيب أنها قنبلة) إنها الان تفجر المنزل.. ثم نطمئن أن لا أحد من سكانه على قيد الحياة.. ثم نسير وهكذا.. لم نكن نستطيع المرور من أمام منزل إلا بعد أن نسويه بالأرض فتختلط الدماء والأشلاء بالتراب وتختلط روحي بجمرٍ يكويني ويجعلهم يلمعون!! إنها أرضهم..
    تعرفهم.. تداري صوت أنفاسهم، أما نحن فكانت تلعننا، تلاحق رجالنا المدججين بالأسلحة وبالخوف فتجعلهم بلا ملامح تفضح عريهم وذعرهم تسخر من حمقهم.. تكويهم بجهلهم أرضاً لن تمنحهم سوى الموت أو الجنون.

    كثيراً ما كنت أضع يدي على الجثث بعد قتلها، لا أدري لماذا كان يستهويني هذا العمل فأحسها ساخنة تلسعني، ويدي باردة باردة كجثة ستأكلها الديدان..

    ثم صرخ.. وأخذ يضرب رأسه بيديه.. لا أريد أن أراك، ابتعدي.. أيتها الطفلة ابتعدي...

    - اهدأ.. اهدأ.. سنمحو كل صورهم من ذاكرتك..
    يا توماس... إذا لم نقتل أطفالهم.. كبلوك في أرضك!!

    - لكن توماس أخذ يصرخ ويصرخ....

    تنهد الطبيب وضرب كفاً بكف كمن يبحث عن وسيلة أو حيلة يقنع بها مريضه.

    - ألا تريد أن نتخلص مما أنت فيه، هؤلاء حثالة لا يستحقون أن تملأ رأسك بهم يجب أن لا يع*** أمرهم..

    - قلت لك لا يعنيني أمرهم.. تعنين صورهم التي تملأ رأسي قسراً.. تنخرني حتى ترديني هبوطاً.

    - استمرت جلسات العلاج النفسي طويلاً.. والصور ما زالت تلاحق توماس، وتوماس ما زال على حاله لا يتغير.. تذهب به أمه ثلاث مرات في الأسبوع إلى الطبيب النفسي وتعود كما جاءت به، صامتاً، شارداً.. واضعاً رأسه بين يديه.. صارخاً اخرجوا من هنا...اخرجوا من هنا.. اقترح الطبيب على أمه أن تدخله مصحة للعلاج النفسي والعقلي لأن حالته بحاجة إلى متابعة مستمرة، وعناية حثيثة، لكي يتجاوز المرحلة التي يمر بها...

    لم يؤثر كلام الطبيب في توماس كثيراً، فلا فرق عنده أن يكون في المنزل أو في المصحة، لكن ما أسعده وأثار حبوره.. وجود الكثير من الجنود العائدين معه من العراق في ذات المصحة!.


    رحم الله شهداء الاسلام




    تحياتي
  • ×× Al_7SsAsH ‏××
    عـضـو فعال
    • Apr 2008
    • 201

    #2
    مشكوووووووووره
    الله يعطيك العافيه
    تقبلي مروري

    تعليق

    • وزير السلطان
      عضو مؤسس
      • May 2005
      • 3779

      #3
      الله يرحمهم بواسع رحمته ياربي
      يعطيك العافيه على هالقصه المؤثره
      يسعدك ربي

      تعليق

      • نزف خاطرة
        عضوه مؤسسه
        • Jan 2007
        • 3122

        • اللھــــــــم بشـــــرني [ بآلخيـــــر ♥ ]
          گمآ بشــــــــرت يعقۆب بــ يۆســــــــف
          ۆبشرنـــــي بآلفـــــرح |
          گمٱ بشرت زگريآ بــ يحيى ..
          ...ياحي ياقيوم اســــــألك بحاجة.........في داخل .. إلقــــــ♥ــــلب وأنت .. أعـــــــلم بهاآآ ....فحققهـــــا لي....

        #4
        أبكي عجزي وقوتهم، وأبكي حريتهم وقيدي، أنا عاجز بسلاحي وهم أقوياء بأنفتهم وقرارهم الموت،


        هذا حال اعداء الله

        وهذا حال العراقي القوي الذي لا يهزم ولا يستسلم ..

        رحم الله كل من قٌتل من اخواني في بلادي ..

        تعليق

        • فراشه غزه
          عضو متألق
          • Jan 2008
          • 384

          #5
          الحساسه
          لاشكر ع واجب حبيبتى
          يسلموووووووووو ع المرور

          تعليق

          • فراشه غزه
            عضو متألق
            • Jan 2008
            • 384

            #6
            وله وشوق
            مشكوووووووووور خيوووو
            ع المرور الرائع
            يسلموووووووووووووووو

            تعليق

            • فراشه غزه
              عضو متألق
              • Jan 2008
              • 384

              #7
              الشيخه العراقيه
              مشكوووووووووووووره حبيبتى
              ع المرور النايس
              بجد نورتي صفحتى

              تعليق

              • بقشة مخباة
                عـضـو
                • Mar 2008
                • 12

                #8
                مشكوره ياقلبي ع القصه
                اصلاً كل الامريكيين اللي رايحين لم العراق مايبون يروحوون ومغصوبين على انهم يروحوون


                مشكووره مرره ثانيه وتقبلي مروري

                تعليق

                • فراشه غزه
                  عضو متألق
                  • Jan 2008
                  • 384

                  #9
                  مشكووووووووووووره حبيبتى
                  ع المرور
                  يسلموووووووووووووو

                  تعليق

                  • غرور
                    عـضـو
                    • Mar 2011
                    • 9

                    #10
                    رد: قصة جندي امريكي في العراق

                    المشاركة الأصلية بواسطة بدر العلا
                    الله يرحمهم بواسع رحمته ياربي
                    يعطيك العافيه على هالقصه المؤثره
                    يسعدك ربي

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...