حكاية دمعة...!!!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صادق النية
    عضو ذهبي
    • Jun 2008
    • 872




    حكاية دمعة...!!!

    حكاية دمعة



    أنس الكيال


    توترت أعصابه ( كعادته عندما يشاهد نشرة الأخبار ) فمن ذل إلى ذل و من تنازل إلى اخر - - - و الشاشة اعتادت على الجثث المتناثرة هنا وهناك أراد الراحة و لكن عينيه لم تهباه النوم- - - قام إلى سجادته الحبيبة خرج إلى الحديقة - - - قطف من عنقود العنب المتدلي حبة شهية ملأت فمه وحلقه حلاوة حمد الله ثم شغل النافورة و توضأ بالماء البارد ، بدأ يحس الراحة ولمست السكينة جدران قلبه - - - مد سجادته باتجاه القبلة ، نظر إلى بعيد و كأن السجادة ستصل إلى الكعبة - - - صدح بتكبيرة الإحرام ---
    أخذ يرتل و يرتل ، يسبح في أجواء القران و يستظل ظلاله و يتذوق حلاوة الإيمان ، دخلت السكينة و استقرت في قلبه و روحه --- تناثرت حوله في الفضاء معاني الوجود لتنغرس بين أضلاعه معنىً معنى ، و ابتهل بين يدي ربه يسأله التوبة والغفران ، و بينما هو كذلك إذا بصور الأطفال الممزقين تداعب مخيلته --- ارتجفت يداه وتقطع صوته و بكل حرقة وصدق أخذ يدعو : اللهم انصر إخواننا في فلسطين --- اللهم ارحم إخواننا في العراق --- احمرت عيناه فقد تذكرتا هما أيضاً معاناة الأطفال فسالت منهما دمعة --- كبرت الدمعة شيئاً فشيئاً و ثقلت ولكنها لم تسقط على الأرض و إنما طارت في الهواء --- و فجأة ! تحولت إلى مخلوق عجيب --- نظر إليه بذهول شديد ، كان طفلاً من الذين راهم في نشرة الأخبار ، و قد نبت له جناحان أبيضان أخذ يرفرف بهما و يطير أمام ناظريه في الفضاء الرحب ، ثم اقترب منه و رمقه بابتسامة ساحرة ، وجهه --- كان شديد البياض ، و خصلٌ من الشعر الأشقر تتدلى على جبينه --- ها هو يقترب أكثر فأكثر منه --- ضمه إلى صدره ، طبع الولد على جبينه قبلة نفخت في جسده الحياة و قال له يصوت وادع رقيق : شكرا ً لأنك تذكرتني --- لمح جرحاً تحت جناحه ينز دماً فخاف عليه ، أخرج منديلاً يريد تجفيف الدم، فقال له الطفل : اتركه ! إني فخور به --- ثم طار من جديد ، صرخ بكل ما أوتي من قوة : لا تذهب --- ابق بقربي سأعتني بك- - -
    أجابه الطفل : إن رفاقي ينتظرونني .
    أين ؟!
    هناك --- و أشار إلى بعيد .
    نظر الرجل فإذا بمجموعة من الأطفال المجنحين في الأفق يرقصون و يغنون ثم انضم إليهم صديقه وغابوا عن بصره .
    أحس الرحل بهم كبير عاد فجثم على صدره و بدأت تدغدغ ذاكرته صور النساء اللواتي كن يبكين أطفالهن --- لقد أثارت هذه الذكريات شجونه من جديد فرفع يديه مبتهلاً : اللهم صبر ثكالى المسلمين ، اللهم تولى أرامل المسلمين ، اللهم ارحم شهيدات المسلمين .
    و ترقرقت من عينيه دمعة أخرى ، سقطت على السجادة محدثة فيها بقعة --- نظر إليها --- و إذا بطيف يخرج منها ، ابتعد إلى الخلف خائفا ً--- كان شعاعاً من نور أبهر بصره --- ثم خفت النور و بدأت تتضح ملامح الطيف ---
    يا الله ! ما هذا ؟! حسناء تتجلى في ضحكتها معاني الطهر والجمال ، كانت تلفح وجهها بشال زهري يزيدها ألقاً و روعة ، تقدمت نحوه بخطوات قليلة - - ترفع قدماً بيضاء و تحط أخرى و كأنها تمشي على روحه فتسحقها شيئاً فشيئاً و النور يخرج من كل جزء فيها --- ها هي تنظر إليه بعينيها الساحرتين --- لم يعد يتمالك نفسه ، انهارت كل أعصابه --- فتح ذراعيه يريد معانقتها --- ارتسمت على وجنتيها دائرتان حمراوان خجولتان --- لم تتكلم إلا بكلمتين واختفت --- لم يلمسها حتى ، قالت : موعدنا في الجنة ، و لم يعد لها أثر .
    تصارعت الأخيلة والذكريات و الأفكار في ذهنه حتى كاد رأسه ينفجر ، ومن غير وعي أو تدقيق أخذ يدعو بأدعية مختلفة ، كلماته لم تكن متعانقة وجمله لم تكن مترابطة ، و فجأة ! خرجت دمعة متمردة --- لم تكن وديعة كالطفل ، لطيفة كالحسناء ، بل كانت رجلاً صنديداً أمسك بتلابيبه و ضغط على صدره بقوة ! ، خاف كثيراً - - - - - -
    لماذا ؟! ماذا فعلت ؟! فجاء الجواب حاداً كالسيف واضحاً كوضوح الشمس : أيام وشهور و أنت تبكي و تبتهل ، حبذا لو كانت أيامك عمل ودعوة و جهاد لكانت دموعك أكثر بياضاً و دعاؤك أكثر صدقاً ---
    ماذا قدمت لدينك و وطنك ؟! دموعاً فارغة ! أليس كذلك ؟! اجعل من كل كلمة دعوةً لله --- و لتكن كل دمعة ثورة !
  • rory
    عـضـو فعال
    • Nov 2007
    • 96

    #2
    صادق النيه

    الله عليك

    بجد قصه غايه فى الروعه والجمال

    مع خالص تحيتى

    ينقل القسم المناسب

    تعليق

    • & بنـوتـه نعـومـه &
      عضو فضي
      • May 2008
      • 502
      • .. ~

      #3
      الله يعطيك العافيه

      مشكووووووووووووور

      تعليق

      • صادق النية
        عضو ذهبي
        • Jun 2008
        • 872




        #4
        مشكووووورة حنونة على المرور والله يعطيك 1000 عافية

        تعليق

        • بنوتة شفايفها توتة
          عـضـو فعال
          • Jun 2008
          • 138

          #5
          يعطيك العافية يا عسل ع القصة الرائعة

          تعليق

          • صادق النية
            عضو ذهبي
            • Jun 2008
            • 872




            #6
            الله يعطيك 1000 عافية على المرور .......... يالتوووووووووووووووت

            تعليق

            • غريبة في ديرة أوطاني
              عضو متألق
              • Sep 2007
              • 290

              #7
              يسلموووووووووو

              تعليق

              • صادق النية
                عضو ذهبي
                • Jun 2008
                • 872




                #8
                مشكوووووووووووورة يالغريبة في ديرة اوطانك..............لكن معروفة في قلوب إخوانك ...

                تعليق

                • chaymae
                  عـضـو فعال
                  • Jul 2008
                  • 59

                  #9
                  يسلمو قصةة رائعة تقبالي تحياتي

                  تعليق

                  • صادق النية
                    عضو ذهبي
                    • Jun 2008
                    • 872




                    #10
                    مشكوووووووووووورة haymaec على المرور............,وإن شاءالله تكوووووووووووون بصحبة اللي تحبه في التوقيع

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...