قصتي ..
...في أجمل أيام الربيع.. اجتمعت نسمات الزهور .. لتقبل بيتنا الدافئ..
وتلفه بعطرها الفواح .. هناك حيث اجتمعت الطيور .. لتغرد منشدتا أجمل الالحان ..
هناك .. حيث تكاثرت زهرة الياسمين البيضاء .. هناك .. حيث سحرتنا زرقة السماء ..
ذلك البيت الصغير .. الذي طالما حلمت فيه اني أطير .. في بيتنا جمعتنا أجمل الحظات..
تمثلت في حناياها الضحكات .. يبيت الفرح بيننا ساعات و ساعات ..
اذكر تلك الغرفة البيضاء .. التي ملئتها و أمي بأجمل الألوان .. تخيلنا معا شكل الجنان ..
رسمنا ما تخيلنا و كتبنا له العنوان ..
وتلك الشرفة المضيئه .. التي كنا نجلس فيها معا .. نسهر مع ضوء القمر ..
نعد النجوم و نطلق العنان لاحلامنا ..ونرسم دروبنا .. ردوبنا المضيئه بنور الحب ..
* * * * * * * * *
هبت رياح الحرب ..
لتطفئ انوار الدرب ..
* * * * * * * * *
انها الحرب انهم جند اسرائيل .. لعنهم الله هم و امريكا ..
نعم هم و من غيرهم .. مغتصبون بلدي الغالي فلسطين .. يذرفون دماء شعبي ..
طول السنين .. يا له من زمن لعين ..
يومها .. اشتد اطلاق النار .. و أصوات الانفجارات .. التي اعتدنا على سماعها ..
ذعرت وأختبئت في أحضانهما .. معهم فقط أشعر بالأمان و الاطمئنان ..
أشعر بنبضات الخوف في قلوبهم .. أسمع أنفاسهم ..وعدوني بالبقاء معي ..
وعدوني ألا يتركوني .. فصدق قلبي .. لأنه يثق بهما ..
* * * * * * * * *
حتى التهب بيتنا بلهيب النيران المشتعله .. تلك الالسنه الحمراء لا زلت أراها ..
أشعر بحرارتها ..
بدأ البيت بالانهيار ..لتنهار معه أجمل سنين حياتي التي عشتها مع ابي و امي ..
في تلك اللحظه .. مر شريط حياتي مسرعا أمام عيناي .. تذكرت تلك اللحظات..
تلك الضحكات .. وتلك القصص الجميله وتذكرت زهرات الياسمين البيضاء..
.. و اليوم .. لأخر مره ارى فيها بيتنا الغالي .. المني احتراق زهرات الياسمين ..
وألواننا التي رسمنا بها على جدران الغرفه .. و شرفتنا المضيئه ..
كل شيء يحترق ..
ونحن محاصرون ..في تلك اللحظات لم أمتلك دموعي ..شعور غريب تملكني ..
يفوق الوصف و الكلمات .. شعور أسكن الحركات .. شعور أوقف النبضات .. لحظة
صمت مخيفة .. أعيشها مع نفسي ..
وماهي الا لحظات .. لتبقى في كتاب الذكريات ..
* * * * * * * * *
المنزل ينهار ركاما .. أحاطت بنا الاحجار .. يمينا و يسار .. و اذ بالسقف ينهار ..
يحاول ابي حمايتها ولاكن ..
كان القدر مكتوبا لتكون امي أول ضحيه .. تلك الروح البريئه .. بأي ذنب قتلت ..
التمست خروجها منك يا امي الحنون .. عندما انهالت الحجاره لتشوه حسنك ..
لتقطع جسدك المرتعش .. ولتبعدني عن حضنك الدافيئ ..
كنت أنظر .. و اللحظات تتباطئ .. لم أستطع الحراك ..
و أمتلئ وجهي و جسدي بدمائك الطاره يا امي ..
صرخ قلبي صرختا .. تمثل في صوتي قائلا ..
يمه
لا يا أماه لا تتركيني من لي سواك يا امي .. أصرخ امي يا امي ..
ارى في عينيها دمعات الوداع .. وهي تخرج أخر انفاسها ..
تتبطئ اللحظات .. لم أعي كل هذا .. تمنيت لو كان حلم ..
لأستيقظ منه بين أحضان امي ..
أبي المسكين .. لا يصدق ما رأته عيناه .. يضن أن بأمكانه مساعدتها
ولاكن .. فات الاوان ..
وأنا التمس امي .. لانني اعلم انها ستكون أخر لمسات ..
لم تمضي بضع دقائق ..
حتى انهارت الحجارة على كلاهما ..
في تلك الاتناء ..
كانت عضام أقدامي قد كسرت تماما بل وانفصل جزء عن الاخر
ولكنني لم أشعر بها ..
ايقنت حينها انه الموت .. فنطقت شفاهي بجملة واحده
جملة علمني اياها والداي .. وعلماني كيف انطقها ..
وها انا ذا انطقها في وقت .. مختلف عن اي وقت نطقتها فيه
أشهد أن لا اله الا الله ..
و أشهد أن محمد عبده و رسوله
عندما ذكرت هذه الكلمات شعرت بأن الله معي فأغمضت عيناي ..
* * * * * * * * *
ولم أقد الا على صوت الزحام .. الكل يبحث تحت الركام ..
علهم يعثرون على أحياء ..
لن تصف أية كلمات و أية حروف حالتي في تلك اللحظات ..
كانت مشاعر قهر .. اه منك اسرائيل .. و الله لاشفي غليلي منكم
عند رؤيتكم في انهزام ..
فقدت امي .. فقدت ابي .. فقدت بيتنا و عائلتي .. واخيرا أفقد سيري ..
بدون تعليق ( كان الله و يبقى الله و حسبي الله و نعم الوكيل )
قصه حقيقيه
في فلسطين سنة 1999...
بقلمي النازف ..
ملاك غزه..
...في أجمل أيام الربيع.. اجتمعت نسمات الزهور .. لتقبل بيتنا الدافئ..
وتلفه بعطرها الفواح .. هناك حيث اجتمعت الطيور .. لتغرد منشدتا أجمل الالحان ..
هناك .. حيث تكاثرت زهرة الياسمين البيضاء .. هناك .. حيث سحرتنا زرقة السماء ..
ذلك البيت الصغير .. الذي طالما حلمت فيه اني أطير .. في بيتنا جمعتنا أجمل الحظات..
تمثلت في حناياها الضحكات .. يبيت الفرح بيننا ساعات و ساعات ..
اذكر تلك الغرفة البيضاء .. التي ملئتها و أمي بأجمل الألوان .. تخيلنا معا شكل الجنان ..
رسمنا ما تخيلنا و كتبنا له العنوان ..
وتلك الشرفة المضيئه .. التي كنا نجلس فيها معا .. نسهر مع ضوء القمر ..
نعد النجوم و نطلق العنان لاحلامنا ..ونرسم دروبنا .. ردوبنا المضيئه بنور الحب ..
* * * * * * * * *
هبت رياح الحرب ..
لتطفئ انوار الدرب ..
* * * * * * * * *
انها الحرب انهم جند اسرائيل .. لعنهم الله هم و امريكا ..
نعم هم و من غيرهم .. مغتصبون بلدي الغالي فلسطين .. يذرفون دماء شعبي ..
طول السنين .. يا له من زمن لعين ..
يومها .. اشتد اطلاق النار .. و أصوات الانفجارات .. التي اعتدنا على سماعها ..
ذعرت وأختبئت في أحضانهما .. معهم فقط أشعر بالأمان و الاطمئنان ..
أشعر بنبضات الخوف في قلوبهم .. أسمع أنفاسهم ..وعدوني بالبقاء معي ..
وعدوني ألا يتركوني .. فصدق قلبي .. لأنه يثق بهما ..
* * * * * * * * *
حتى التهب بيتنا بلهيب النيران المشتعله .. تلك الالسنه الحمراء لا زلت أراها ..
أشعر بحرارتها ..
بدأ البيت بالانهيار ..لتنهار معه أجمل سنين حياتي التي عشتها مع ابي و امي ..
في تلك اللحظه .. مر شريط حياتي مسرعا أمام عيناي .. تذكرت تلك اللحظات..
تلك الضحكات .. وتلك القصص الجميله وتذكرت زهرات الياسمين البيضاء..
.. و اليوم .. لأخر مره ارى فيها بيتنا الغالي .. المني احتراق زهرات الياسمين ..
وألواننا التي رسمنا بها على جدران الغرفه .. و شرفتنا المضيئه ..
كل شيء يحترق ..
ونحن محاصرون ..في تلك اللحظات لم أمتلك دموعي ..شعور غريب تملكني ..
يفوق الوصف و الكلمات .. شعور أسكن الحركات .. شعور أوقف النبضات .. لحظة
صمت مخيفة .. أعيشها مع نفسي ..
وماهي الا لحظات .. لتبقى في كتاب الذكريات ..
* * * * * * * * *
المنزل ينهار ركاما .. أحاطت بنا الاحجار .. يمينا و يسار .. و اذ بالسقف ينهار ..
يحاول ابي حمايتها ولاكن ..
كان القدر مكتوبا لتكون امي أول ضحيه .. تلك الروح البريئه .. بأي ذنب قتلت ..
التمست خروجها منك يا امي الحنون .. عندما انهالت الحجاره لتشوه حسنك ..
لتقطع جسدك المرتعش .. ولتبعدني عن حضنك الدافيئ ..
كنت أنظر .. و اللحظات تتباطئ .. لم أستطع الحراك ..
و أمتلئ وجهي و جسدي بدمائك الطاره يا امي ..
صرخ قلبي صرختا .. تمثل في صوتي قائلا ..
يمه
لا يا أماه لا تتركيني من لي سواك يا امي .. أصرخ امي يا امي ..
ارى في عينيها دمعات الوداع .. وهي تخرج أخر انفاسها ..
تتبطئ اللحظات .. لم أعي كل هذا .. تمنيت لو كان حلم ..
لأستيقظ منه بين أحضان امي ..
أبي المسكين .. لا يصدق ما رأته عيناه .. يضن أن بأمكانه مساعدتها
ولاكن .. فات الاوان ..
وأنا التمس امي .. لانني اعلم انها ستكون أخر لمسات ..
لم تمضي بضع دقائق ..
حتى انهارت الحجارة على كلاهما ..
في تلك الاتناء ..
كانت عضام أقدامي قد كسرت تماما بل وانفصل جزء عن الاخر
ولكنني لم أشعر بها ..
ايقنت حينها انه الموت .. فنطقت شفاهي بجملة واحده
جملة علمني اياها والداي .. وعلماني كيف انطقها ..
وها انا ذا انطقها في وقت .. مختلف عن اي وقت نطقتها فيه
أشهد أن لا اله الا الله ..
و أشهد أن محمد عبده و رسوله
عندما ذكرت هذه الكلمات شعرت بأن الله معي فأغمضت عيناي ..
* * * * * * * * *
ولم أقد الا على صوت الزحام .. الكل يبحث تحت الركام ..
علهم يعثرون على أحياء ..
لن تصف أية كلمات و أية حروف حالتي في تلك اللحظات ..
كانت مشاعر قهر .. اه منك اسرائيل .. و الله لاشفي غليلي منكم
عند رؤيتكم في انهزام ..
فقدت امي .. فقدت ابي .. فقدت بيتنا و عائلتي .. واخيرا أفقد سيري ..
بدون تعليق ( كان الله و يبقى الله و حسبي الله و نعم الوكيل )
قصه حقيقيه
في فلسطين سنة 1999...
بقلمي النازف ..
ملاك غزه..
تعليق