صور جازان صورة ومعلومات عن جيزان

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قريب الأمل
    عـضـو فعال
    • Dec 2007
    • 175
    • سابقا..
      N&A


      (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

    #21
    تعيش محافظات منطقة جازان هذه الأيام أفراحاً متتالية وحركة زواج مستمرة طوال الإجازة الصيفية التي بدأت قبل عدة أيام وتتميز المنطقة بالكثير من أنواع الفلكلور الشعبي والألعاب الشعبية النسائية والأهازيج الشعبية التي توارثها
    أبناء المجتمع جيلاً بعد جيل ولكل محافظة ومركز وقرية طابعها الخاص الذي يعبر عنه تراثها وبيئتها.
    ومن الجميل جداً أن تحتفظ كل محافظة بطابعها الخاص بها وأهازيجها الشعبية وهذا ما هو متوفر بالفعل في منطقة جازان ومن المناسبات الشعبية التي تحتفي بها المنطقة هذه الأيام مناسبات الزواج والهود وهو الختان ويبدع النساء كثيراً في أهازيجهن الشعبية الجميلة، وكما للرجال أناشيدهم وأهازيجهم الخاصة بهم فإن للنساء ألعابهن وأهازيجهن المعبرة عن بيئتهن وتراثهن الأصيل وسوف نستعرض عبر الخزامى بعض الألعاب والرقصات الشعبية النسائية والتي ما زالت تمارسها النساء حتى يومنا هذا وقد برز عدد من الشاعرات الشعبيات في منطقة جازان ومحافظاتها ممن اشتهرن بأهازيجهن الجميلة والمعبرة، ومن ألعاب النساء المعروفة في المنطقة.

    «الديشة» والسرية، والتنشيرة، والسمرة، والطبعة، والمقيل، والمخموس والتخيبيلة ولكل لعبة من هذه الألعاب الشعبية الأهازيج الخاصة بها.

    فلعبة «الديشة» وتعتبر أجمل أنواع الرقصات التي تمارسها النساء، في أفراح الزواج والختان وتمارس هذه الرقصة بشكل فرادي وجماعي وتصاحبها الأهازيج الشعبية الرائعة والجميلة ومنها هذه الأهزوجة الجميلة التي ذكرها الشاعر والمؤرخ المعروف الأستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه الجميل «فرسان، الناس والبحر والتاريخ» تقول الأهزوجة وهي مصحوبة بالرقص الجماعي.

    يا مديش - ديش بالدلا
    يا مديش - يا سبع الخلا

    وتردد كافة النساء الحاضرات هذه الأهزوجة الجميلة ويقومون بقطع مصارهن وهي قطعة صغيرة على الرأس ويقولون:

    يا أم الختين قطعي مصارك
    يا أم الختين سرني ما سرك
    تم السرور تمه
    لخالته أخت أمه
    جينا نبارك لك
    بولدك الغالي

    وفي أهزوجة أخرى يردد النساء هذه الأبيات الشعبية الجميلة..

    تموا السرور لأهله
    واحد مره على الشادي
    كل على مهله - والليل متمادي
    من زان في كحله
    والخدله نادي
    واللبس يصلح له
    والفل والكادي
    واللعب ذاء حله
    والزين تمادي
    محروس من جعله
    من كل متعادي

    وفي ليلة الطبعة وهي اليوم الرئيسي في الزواج يتم تربيع العروسة فوق كرسي خشبي عالي حتى يراها النساء المدعوات ثم تبدأ بعد ذلك رقصة «الطبعة» الشهيرة مصحوبة ببعض الأهازيج الشعبية الجميلة ومنها هذه الأهزوجة. وهي من أهازيج الشاعر الشعبي عبدالله بن عمر مفتاح وهي طويلة نختار لك عزيزي القارئ جزءاً منها:

    كل من حضر له والطلعه قيام
    وأهله فارحين واصطر الصديق
    واعتنى لجادل ساني المقام
    كامل الوصايف في قصره المشيد
    كالشهر جبينه يجلي الظلام
    زان بالذهب فوق لبسه الجديد
    الله يرزقه السعادة طول الزمان
    بوه قد تمناه فيما يريد
    قمري الغصون قد تبادى وسط الخيام
    كلما شداواله راجع بالغريد

    إلى أن يقول:

    كل من حضر له من فوق المكان
    واكتمل سروره في يوم عيد
    لأنه كالسحاب مطاره دوام
    كلما تحكم تسمع له رعيد
    وصلوا بالمسمى خير الأنام
    شافع الخلائق يوم الوعيد
    وبعد أن تنتهي رقصة الطبعة تبدأ أناشيد وأهازيج «السرية» التي تبدأ بعد المغرب وهي عبارة عن مسيرة نسائية حاشدة يتوسطها العريس وأمه واخوته وعدد من قريباته ويقمن بترديد أهازيج السرية ومنها هذه الأهزوجة:

    واحنا سرينا لقينا المليح
    من حوله الفل والياسمين
    فوق الفرش والوسد مستريح
    والكل في الدار متجمعين
    اللي جبينه كبارق يليح
    ويرحبون بالذي واصلين
    طير السعادة بضوئه الفصيح
    في شان قنعان سخي اليمين

    إلى أن يقول:

    الكادية مايلة بين شيح
    وفالها يفرح الجالسين



    منقول من أحد المنتديات

    تعليق

    • قريب الأمل
      عـضـو فعال
      • Dec 2007
      • 175
      • سابقا..
        N&A


        (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

      #22
      العسكرية) تحمل (الفشرة) مصحوبة بالفل والزغاريد

      تشتهر محافظة صبيا وتعرف بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية والأهازيج الجميلة المعبرة في كافة المواسم والمناسبات وتكثر هذه الأيام في المناسبات والأفراح والليالي الملاح، حيث يستمر السهر وسط أريج الفل والكادي وأحلى
      الليالي حتى «ساعات الصباح الأولى، وقد رصدت «الخزامى» إقامة عدد كبير من الأفراح في ليلة و احدة وفي مواقع متجاورة وتبدأ عادات الزواج في المحافظة بالخطبة ويقدم خلالها العريس هدية الخطبة التي تسمى «الفشرة» وتشتمل هدية الفشرة على شنطة كبيرة مملوءة بأجمل الهدايا وأغلاها من الذهب و المجوهرات والملابس و العطور الشرقية الشعبية مثل، العنبر والصندل وخشب العود والمسك والجاوي والبهارات الغالية الثمن مثل الحسن والظفر والمحلب والطيب والمعسل وكافة أنواع العطور الشعبية المشهورة في المحافظة وتحمل هذه الشنطة امرأة يطلق عليها العسكرية الى منزل أسرة العروسة مصحوبة بالزغاريد «الغطارف» والدفوف والأهازيج الشعبية الشهيرة : مثل قولهم:
      ألف مرحبا بمن أتى

      بالضيوف والعريس ألفين هلا
      وعلا الرحب والسعة نورتم بيتنا
      ألفين هلا وألفين هلا

      وبعد «الفشرة» تقام الولائم لأسرة العريس ويقعدون جلسة لتحديد موعد الزواج والشروط المطلوبة ومنها الحمل والشدة والطبعة والسهرة والمقيل وليلة الحناء.

      وغيرها من عادات وتقاليد الزواج المعروفة في المحافظة، وبعد أن تتم كتابة عقد الزواج على يد المأذون الشعبي المعروف «العقاد» تنطلق الزغاريد القوية تعبيراً عن الفرح والسرور ويطلق الأطفال الألعاب النارية بكثافة ثم تبدأ مراسم الزواج الأخرى وفيها ليلة الطبعة وهي ليلة راقصة حافلة بالأهازيج الشعبية الجميلة والمعبرة وخاصة النساء فقط حيث يتم تزيين العروس بالعكرة «أو المشلاف» الذي يتكون من النباتات العطرية ذات الرائحة الجميلة والنفاذة مثل الفل والكادي والحسن والطيب والظفر وكافة أنواع العطور الشرقية المعروفة وتوضع فوق رأس وجيد العروسة التي تبدو في أجمل زينتها في ليلة فرحها المسماة «الطبعة» ثم توضع العروس فوق كرسي من الخشب كبير ويتم تربيعها حتى تراها جميع الحاضرات لحفل العرس ثم تبدأ المقينات ودقات الدفوف والطبول والشاعرات الشعبيات والغناء وترديد الأهازيج الشعبية المعبرة .

      ثم تردد الحاضرات هذه الأهزوجة وسط عبق الفل والكادي والبخور والمعسل الذي يطغى على ليلة العمر جمالاً وبهجة وكذلك من أهازيج الطبعة هذه الأهزوجة التي تستمر أيضا المخموس والتخييلة كما يطلق عليها الأديب والشاعر الأستاذ ابراهيم مفتاح.

      تقول الأهزوجة:
      طيلوا يا خيول السريكثرو ذكرته
      شافع الخلق خير الورى
      كلنا المسلمين زمرته
      والمخيل كنجم يرى
      عارض البدر في طلعته
      صلوا بالزين واذكروا
      الله مع خطوته
      الجبين مثل بارق سرى
      يدهش الناس من لمعته
      زين الطيب فل القرى
      كلفوها الوف عصبته
      ساجي العين والمنظرا
      سابل الجعد فوق يمكنته
      ويقولون كذلك في رقصة تسمى «الديشة»
      فلان -سلم واستلم
      فلان- صاحب القلم ،كناية عن اسم العريس
      ويقولون كذلك- محمد عبا بقشته محمل سباعته

      كناية عن أن العريس قد حمل الغالي والنفيس لعروسته من سباعته أي من عمل يده وجهده وعرقه وكفاحه.

      وفي أهزوحة رائقة طويلة يرددها الشعراء الشعبيون في أفراح صبيا هذه الأهزوجة

      وإحنا سرينا لقينا المليح
      من حوله الفل والياسمين
      فوق الفرش والوسد مستريح
      والكل في الدار متجمعين
      اللي جبينه كبار من يليح
      ويرحبون بالذي واصلين
      طير السعادة بصوته الفصيح
      في شان قنعان سخي اليمين
      اللي إنتقى له غزالة تريح
      وتنبهوا يا الذي نايمين
      وهاجسي ما يقوله صحيح
      وطلعته كلهم نايبين
      اسمع الدوق المضلع قريح
      في الليل حتى صباحه يبين
      القادية مايلة بين شيخ
      وفالها يفرح الجالسين
      ومن أهازيج «المقيل» قولهم
      ذا المقيل مثل عبيد اكدا
      كل جادل بيشا خرجته

      مرحبا عد من قرأ - في كتابه وفي ختمته وتستمر ليلة الطبعة حتى الساعات الأولى من الصباح.

      أما المقيل فيبدأ عادة من بعد صلاة الظهر، حيث يتم تزيين العروس بالعكرة والمشلاف وحزام الفل والكبش وهو حزام من الفل البلدى كبير الحجم. وقد يضم الكبيش أكثر من الف عقد من الفل ويوضع في عنق العروسة حتى يتدلى من فوق صدرها وتبدأ الرقصات الشعبية على أصوات الطبول والدفوف وسط الأهازيج الشعبية الجميلة ومنها قولهم

      وأما أنا هديت المخير
      هديته وأنا را ضيبه
      ويرد أهل العروس والضيوف ...
      ثلاثين مني ومرحب
      ترحيبة علينا وحي

      وهكذا تمضي أمسيات الأفراح والليالي الملاح في مدينة صبيا مدينة الفل والكادي وتستمر لمدة ثلاثة أيام بلياليها.

      تعليق

      • قريب الأمل
        عـضـو فعال
        • Dec 2007
        • 175
        • سابقا..
          N&A


          (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

        #23
        تاريخ جازان العريق خلَّف من خلْفه اثاراً عريقة شهدت بما كانت تحتله هذه المنطقة من أهمية كبرى رغم اختلاف الزمان بين الماضي والحاضر إلا أن المكان بقى خالداً وشامخاً يحكي حضارة سلف لم نعرف عنهم الكثير ولكن من خلال الأطلال عرفناهم وعرفنا مدى تاريخ لؤلؤة الجنوب.
        الاثار بمنطقة جازان:
        يقصد بالاثار عموماً الأشياء التي صنعها الإنسان أو استعملها من مسكن ودور للعبادة وأثاث وأدوات وفن ثم خلفها وراءه وقد عرفت البشرية منذ القدم بعض مظاهر العناية بالأشياء القديمة ذلك أن الاهتمام باثار السلف والحرص على امتلاكها وتخليد ذكر أصحابها والاستمتاع بجمالها مرتبط بالنوازع والغرائز البشرية التي تمثل حب التملك وتذوق الجمال وحب المعرفة فمنطقة جازان والتي وصفها المؤرخون بلؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكاذي غنية بالاثار القديمة والتي تدل على عراقتها تاريخياً ومن هذه الاثار ما يلي:

        مدينة عثر التاريخية
        مدينة طواها التاريخ تنام تحت الرمال بسلام .. تكتنز في أعماقها تاريخاً عظيماً . هي مدينة تقع إلى الغرب من قرية ( قوز الجعافرة ) والتي بدورها تبعد عنها ( عثر) بنحو كيلو ونصف الكيلومتر ، مدينة أسسها ( سليمان بن طرف الحكمي ) في عام 373 ه إبان إمارته على المخلاف الذي اطلق عليه اسم ( المخلاف السليماني ) ... اليم لم تبق إلا أهميتها التاريخية .. هي مدينة من المدن التاريخية المشهور على مستوى المملكة وقد لعبت دوراً كبيراً في التجارة والاقتصاد ، وكان سوقها من الأسواق المشهورة في الجزيرة العربية ، ذكرها اليعقوبيالمتوفى (278)ه كما ذكرها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب ، كما ذكرها ( عمارة ) في كتابه ( المفيد ) وهذه المدينة لها أهمية سياسية سابقاً فقد كانت عاصمة المخلاف السليماني وضرب فيها الدينار العثري الذي عرف بذلك الاسم وكانت ميناءً من أنشط الموانئ بعد ميناء جده

        أبو دنقر
        موقع أثري لا يعرف منه اليوم سوى قطع متناثرة من الفخار .. يقع في مدينة وقد ذكر الهمداني في أن أبو دنقر هو صبيا قديماً وهي ما ذكرت في ال بعض الأشعار صبيا

        البئر المنسكي
        هي أقدم اثار صبيا وموقعها في جنوب المدينة في مسيل الوادي ، وقد سميت باسم مؤسسها ( المنسكي )

        قلعة صبيا القديمة
        قلعة أسسها الأتراك إبان الحكم العثماني ، ولكنها هدمت وأقيم فوق موقعها مدرسة ابتدائية للبنين

        قصر الأدارسة
        في صبيا القديمة .. قصرأشاده الأدارسة أثناء توليهم إمارة المنطقة ، لكنه هدم من قبل وزارة الداخلية ليقام عليه مبنى أمارة صبيا

        مدينة صبيا الجديدة
        هي مدينة تاريخية مازالت بعض معالمها بارزة تحكي قصة إبداع معماري رائع وتفنن في البناء بلغ حد الجمال ، هذه المدينة اختطها السيد محمد بن علي الإدريسي في عام 1338ه إبان توليه أمارة المنطقة ، وقد تولى إدارتها الان ممتحف الاثار الواقع بجانبها

        أطلال مدينة جازان العليا
        توهي مدينة تاريخية تعرف بإسم جازان الأعلى وتسمى بدرب النجا وتقع شرق بلدة حاكمة أبو عريش وتدل اثارها الماثلة على ما كان لها من ماض عمراني وتاريخ اجتماعي عريق ولا يعرف على وجه التحقيق شيء من ماضي تاريخها القديم سوى أنها أتخذت قاعدة من قبل أسرة الأمراء الشطوط والأمراء القطبيين وقد وصف منعتها وقوة تحصينها وعظمة بنائها الشاعر ابن هتيمل في القرن السابع الهجري وكذا الشاعر الجراح بن شاجر في القرن التاسع الذي وصف زهو بنيانها وجمال قصورها وقد كتب عنها بإسهاب المؤرخ الأستاذ محمد بن أحمد العقيلي في كتابه الاثار في منطقة جازان.

        جامع الشريف حمود
        في مدينة أبي عريش وتعلوه ثماني عشرة قبة ويرجع تاريخه إلى أكثر من 150 عام

        موقع السهي :
        ويعتبر أهم موقع ساحلي يبعد 40 كيلو متراً جنوب مدينة جازان وأنقاضها مشكلة بأكملها من القواقع البحرية مختلطة بمجموعة كبيرة من كسر الأواني الفخارية وتشغل مساحة 900x100م على ساحل رملي قديم وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها.

        دار النصر
        في أبي عريش ومنظرها يدل على قدم عهدها

        قلعة الدوسرية
        وتقع بمدينة جازان وبنيت عام 1225 وكانت موقعاً لغير واحد من الحكام الأتراك وكانت مقراً للحاكم التركي وتوجد في وسط مدينة جازان فوق جبل يطل على ميناء جازان الحالي.


        جبل جحفان
        قرب أبي عريش

        مدن الشرجة
        وهي مدينة اثرية في ساحل الموسم وذكر أن السيل أجتاح أنقاضها وممن نوه بها ابن خردازية والبشاري وياقوت الحموي وابن بطوطة في رحلته وهي اليوم لا عين ولا اثر لها وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها.

        بلدة المنارة
        اسم بلدة أثرية تتناقل عنها الأخبار والإشاعات من وجود نقود واثار وأوان فخارية الشيء الكثير ويقال إنها بلدة طغت فسخط الله سبحانه وتعالى عليهم والله أعلم وهي تبعد عن مدينة جازان بحوالي 15 كيلو متراً شرقاً وهي قريبة من بلدة الريان الواقعة على الضفة الشمالية لوادي جازان ويوجد بالموقع بقايا فخار مبعثرة بكثافة وتشغل مساحة 1x2 كيلو متر وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها.

        قرية قيار
        في بني مالك ، ويرجع تاريخها إلى عهد السلطان العثماني سليم الأول ، ومن أهم الاثار بها برجاها العاليان وهما مستديران بشكل مخروطي .

        موقع المغلة :
        وهو موقع كبير تبلغ مساحته 200x500 متر على بعد 15 كيلو متراً من الساحل بين وادي نخلان ووادي صبيا ويحتوي الموقع على فخار مصقول أسود مزخرف بالنقوش المحرزة وبقايا من أحجار الرحى.

        قلعة أبو عريش :
        لا يعرف شيئاً عن معمرها الأول وهي قلعة تدل على قدم عهدها وقد جاءذكرها في كتاب العقيق اليماني في حوادث سنة 989 ه وسنة 990 ه وفي سنة991ه قام الحاكم التركي لمنطقة جازان ببناء القلعة وإصلاح ما خربته الحروب وظلت عامرة إلى نهاية الدولة العثمانية الأولى 1036 ه وبعد ذلك تعاقب عليها الإصلاح من كل من تولى أمر المنطقة وأخيراً طالها الخراب وانهار الكثير من مبانيها ومازالت معدمة وكان يطلق عليها دار النصر بأبي عريش.

        مسجد القباب بأبي عريش:
        بناه الشريف حمود بن محمد الخبراني الملقب أبو مسمار وتمم بناءه الشريف الحسين بن علي حيدر

        تعليق

        • قريب الأمل
          عـضـو فعال
          • Dec 2007
          • 175
          • سابقا..
            N&A


            (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

          #24


          تشتهر منطقة جازان بالعديد من العادات والتقاليد المختلفة في شتى المناسبات، ومن هذه التقاليد أيام وليالي الفرح والزواج والعرس في جازان والتي لها ملامح خاصة فالفرح في منطقة جازان يستمر لمدة ثمانية أيام. وضمن فعاليات

          الأستاذ عائشة فقيه وأداء زهرات جازانيات.
          وهنا نسرد تفاصيل الزواج وعادته بجازان:
          ابتداء من ليلة الخدرة
          حيث يجتمع عند العريس أهله وأصدقاؤه ويقومون بتركيب (الخدرة) وهي عبارة عن أعمدة من الخشب عليها طربال أو شراع ويدق ويرقص الرجال ما يسمى (بالكاسر) وتنشد النساء

          ركب خدرته سعيد الفال
          ركب خدرته على القماري


          والهدف من بناء وتشييد (الخدرة) اجتماع العريس بأهله وأصدقائه وجلوسهم فيها طوال أيام الزواج وتكون عادة ليلة (الخدرة) في يوم الثلاثاء وذلك في أغلب الأحوال، ويصبح عند النساء أهل العريس ما يسمى بيوم (الفشرة والجلجلان) حيث تقوم النساء بطحن البن والقشر للقهوة بواسطة المطاحن الحجرية ويقمن بتحميصه أما (الجلجلان) فهو حبوب السمسم الصغير حيث تقوم النساء بغسله وتحميصه ووضعه في أكياس بلاستيكية صغيرة مع الحلويات والبسكويت حيث يتم توزيعه على النساء ليلة (التنشير).
          ليلة الجمعة:
          يكون عقد القران حيث يجتمع الرجال وتقام الألعاب والرقصات الشعبية المعروفة في المنطقة كرقصتي (العزاوي - والزيفة)، وهذه الليالي تكون عند أهل العريس، كما تقوم النساء من أهل العريس وقريباتهن وصديقاتهن بنقش الخضاب والحناء على الكفوف والاقدام ويضعن في رؤوسهن (الفل والخضار والكادي) وهي زهور عطرية مختلفة الأشكال جميلة الرائحة تقوم بوضعه وتزيينه نساء متخصصات بطريقة منتظمة وجميلة وهو ما يعرف (بالعضية أو السحلة) ويصبح يوم الجمعة حيث يخصص لتناول الضيوف طعام الغذاء عند العريس.
          يوم السبت:
          يقوم أهل العريس بتنظيف وتحميص (الزعقة) أي الفصفص ويجتمع النساء لإعدادها مع دق الدفوف والأغاني والرقصات الجميلة ويجهزن الفصفص لليلة التنشير والبنيات ولليالي الفرح الأخرى وبعد صلاة المغرب يقوم الرجال وأصدقاء العريس بنشر وعرض ملابس العروسة التي قام أهل العريس بشرائها وتجهيزها وتنشر على الحبال داخل غرفة كبيرة تسمى (المجلس) وتسمى هذه الليلة ليلة (التنشير) حيث تحضر النساء في الليل لمشاهدة هذه الملابس والهدايا ويبدأ الدق والرقص حتى ساعات متأخرة من الليل وفي هذه الليلة تغني النساء.

          نشرنا ثياب العرائس
          مقنع ميل وكرته مشاخص
          محمد (اسم العريس) ثيابه منشره
          والشبان عليها مجاكره
          محمد ثيابه دحين أجن
          وطرح لها الميل من عدن
          نشرنا ثيابه بتمها
          وعد الفلوس في حب امها


          مراسم أهل العروسة:
          ثم تبدأ مراسم أهل العروسة وهو ما يسمى بيوم (الظفر) حيث تقوم فيه امرأتان بغسل شعر العروسة ومن ثم تجتمع النساء لتناول طعام الغداء وتسمى (قيلة الظفر) أو (غداء الظفر) حيث يقمن النساء بتجهيز الظفر وتحميصه، والظفر عبارة عن غطاء نوع معين من القواقع يستخرج بالعطور والطيب والهيل والقرنفل ويوضع في قوارير زجاجية خاصة حيث تنبعث منه رائحة عطرية جميلة توضع في الشعر وبعد الغداء يتم نقش العروسة نقوشاً جميلة بالحناء في كفيها وقدميها وكذلك أهلها وصديقاتها. ومن العادات التي تشتهر بها منطقة جازان نقش الحناء حيث يتمتع غالبية فتياتها أو نسائها بالحس الفني ويجدن رسم الحناء بنقوش مختلفة ومميزة منها العريض ومنها النحيل ومنها القديم ومنها الحديث. وللنقوش أسماء كثيرة مثل القبضة والهندي والحشو وعبده وامنه ومسميات كثيرة لتثبيت قديمه وحديثه ويتم عجن الحناء مع الماء ومادة تدعى دواء الحناء وملح الليمون وهي أدوات تستعمل لتثبيت اللون ويعجن معاً ويوضع في أكياس بلاستيكية صغيرة على شكل قمع له فتحة صغيرة من أسفله ليخرج منها الحناء ويمسك باليد كالقلم وبه يتم صنع النقوش والرسوم الجميلة وتبقى الحناء في الكفوف والأقدام لمدة ساعتين فأكثر ثم يتم غسلها ويكون اللون قد ثبت. وأجمل الألوان ما يميل إلى اللون العودي الغامق أو الأحمر. ويبقى نقش الحناء في اليد فترة تصل إلى أسبوع ويكثر استعمال فتيات ونساء منطقة جازان للحناء في المناسبات والأعياد والأفراح.
          ليلة الاثنين تكون ليلة الفرح أو (الدخلة):
          ترتدي العروسة في هذه الليلة ثوب الميل ثم تزف وتجلس في الزينة (الكوشة) ويجتمع الأهل والصديقات وكانت الأفراح تقام في المنازل ويأتي العريس للزفة (التبراكه) حيث يدخل العريس ويضع يده على رأس العروس ويقرأ الفاتحة وعندما يذهب العريس إلى منزله يخرج معه أهله للدق والرقص حيث يرقصون ما يعرف بالطبقة ثم يقوم الرجال بتحميل (الحمل) وهو ملابس العروسة والهدايا والذهب وبعض المواد الغذائية والأقمشة يتم تحميلها ووضعها على جمل في صندوق يعرف باسم السيسم أو السيسن ويسير الجمل في موكب فرح جميل ويذهب الرجال مع الحمل من طريق والنساء مع دق الدفوف من طريق اخر وينشدن خلال سيرهن.

          ابوقناع قد سروا بحمله
          والمصلع معاهم يرمي
          رحضوا له وجابوا فسحة
          راعي العود له متعنى
          قد سري هو دنا بحمله
          والمضلع معاهم يرمي
          رخصوا له وجابوا فسحه
          راعي العود له متعنى
          قد سرى هودنا بحمله
          والطرب ليلته مدني


          هذا ويسير الموكب حتى منزل العروسة حيث يستقبل بالترحيب ويقوم الرجال بإنزال الهدايا ثم ترجع النساء إلى منزل العريس حيث يقوم الأهل بتغيير ملابسهن التي كن يرتدينها ومن ثم يذهبن مرة أخرى إلى منزل العروسة لاستكمال ليلة الفرح وما يعرف بليلة (البيات) ويستمر الدق والرقص حتى قبيل دخول اذان الفجر ثم يصبح الصباح وما هو يسمى ب(العضيه) وتكون في اليوم التالي لليلة الزفة أو الدخلة حيث تقوم سيدة متخصصة بتزيين شعر العروسة بالطيب والعطور وتضفيره بطريقة معينة وتضع عليه الفل والكادي وتبدو في كامل زينتها، وتجتمع النساء مع الأهل والصديقات لتناول طعام الغذاء وفي العصر يبدأ اللعب والرقص وينقط على العروسة بالنقود ويستمر الدق إلى اذان المغرب، اما ثوب الميل الذي كان يلبس في ليلة الدخلة أو الزمة فقد استبدل الان بالفستان الأبيض ويرتدي الميل الان أهل العريس وأقرباؤهن وصديقاتهن في ليلة العقد والتشهير وترتديه العروسة في الليلة الثانية للفرح وهي ليلة العضية، والميل عبارة عن ثوب كان يجلب من الهند أو من عدن مع تجار وأهالي جازان قديماً وألوانه الأحمر والأخضر والعودي أو الكحلي مطرز بتطريزات جميلة ونقوش من القصب أو الخيوط الذهبية وهو غالي الثمن ثم الطرحة أو (المقنع) توضع على الرأس وقد دخله الان العديد من خطوط الموضة والتشكيلات الحديثة والألوان مع احتفاظه بالشكل الأساسي.
          طريقة تزيين شعر العروسة:
          أما شعر العروسة فيسرح بطريقة معينة تعرف (بالعضية) أو (الولبه) وتختلف التسمية باختلاف محافظات وقرى المنطقة ويوضع في الشعر الطيب وهو مادة عطرية تعجن مع الماء ثم يجدل الشعر ويرفع ويلف ويفرق من الأمام ثم يربط في الشعر الكادي والخضار والبعثيران وهي عبارة عن زهور عطرية متنوعة وجميلة الرائحة وتقص وتنظم من الأمام أعلى الجبين توضع حبات الجنيه الذهب بعد خياطتها في قطعة قماش بشكل مرتب وتعرف باسم (الشِمس) أو (الشماس) وأخيراً يرص الفل بعد نظمه في خيوط أو (طغي) وهو سعف النخيل ينشف ويقشر ويقص بشكل رفيع بحيث يصبح كالخيط ليسهل ادخال ونظم الفل فيه ثم يغطى كامل الشعر من أعلى إلى أسفل في شكل منظم وجميل كما لو كان لوحة رسمتها أنامل فنان.. وتضع العروس في صدرها عقداً كبيراً من الفل يعرف باسم (الكبش) وله أيضاً طرق معينة في خياطته وله أشكال ومسميات كثيرة منها (المبروم) وتتزين العروسة كاملاً بالذهب وتبدو في أجمل زينتها وتشدو بأجمل الروائح الطبيعية وأزكاها وتسير بتخييله عرس وموكب فرح ليس له مثيل ثم تجتمع النساء مرة أخرى في نفس اليوم وهو ما يسمى (بالبيات الثاني) ويكون في منزل أهل العروسة حيث يجتمعن للدق وللرقص والنشيد.
          ثم يقوم أهل العريس وأهل العروسة وصديقاتهن بإعطاء النقود للنساء اللاتي قمن بالدق والغناء طيلة هذه الليالي والأيام وهو ما يسمى (الجلاز).. وبعد مضي ثلاثة أيام من انتهاء الفرح تقوم أم العروس بتقسيم وتوزيع الهدايا التي جاءت ليلة (الحمل) على أقارب العروسة وصديقاتها وهو كهدية مقدمة من العروسة.



          __________________

          تعليق

          • قريب الأمل
            عـضـو فعال
            • Dec 2007
            • 175
            • سابقا..
              N&A


              (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

            #25
            المرأة الجيزانية وتفننها في أنواع الحناء



            عرفت المرأة الجيزانية منذ القدم بتفننها في وضع الحناء بأشكالها المختلفة، فلا يمر أسبوع إلا وتضع المرأة الجيزانية الحناء في الأعراس، فلم تتقيد المرأة الجيزانية بوضع الحناء في الأعراس، بل تضعه في كل وقت إذ ليس له وقت محدد في ذلك، ولا تضع المرأة الجيزانية الحناء من نوع واحد بل الحناء في جازان نوعان وهي الحناء الأسود ويسمى العفص.. والحناء الأحمر وهو الحناء العادية والعفص عبارة عن مادة سوداء توضع في فنجان صغير أي فنجان القهوة وتضع عليها نقطتي ماء وقليل من الملح والليمون وتحرك بالأصبع ثم تنقش بالإبرة وهي عبارة عن إبرة تقلب ويعمل بالطرف غير الحاد ويسمى الخضاب ويكون الخضاب له أشكال مختلفة وهي:
            نقشة الكف وينقش الخضاب إلى كف المرأة فقط ويظل لمدة أربع ساعات وبعدها يغسل حتى يعطي لوناً أسود وجميلاً.

            وكذلك هناك نقشة الشديية وهي أن تنقش المرأة يدها إلى ما قبل الكوع وكذلك ينقش بالخضاب نقشة السيف وهي أن تنقش اليدين من أسفل اليد إلى فوق الكوع وجميعها بالخضاب يظل في يد العروسة من ساعة إلى أربع ساعات وهو ذو رائحة جميلة ومميزة وتظل الرائحة حتى بعد غسله توضع اليد في قطعة من القماش وتكون سوداء يوضع كريم في اليد الأخرى ويكون لكل نقشة سعرها المادي الخاص.

            والنوع الثاني وهي الحناء الأحمر وهذه هي الحناء المعتادة للجميع من الكبار والصغار وهي الحناء العادية عبارة عن الحناء بلدي من (ورق الشجر يجفف ويطحن ويوضع هذا الحناء في إناء ثم يوضع له منديل شفاف ويقوم بنخله من الشوائب الموجودة في الحناء وتكرر العملية لعدة مرات وبعدها ينقل في إناء ثم يوضع له دواء الحناء أو البنزين حتى يصبح ذا لون جميل ويخلط بالماء ويظل مدة قصيرة وبعدها يستخدم في التزيين.

            وقبل فترة كان يوضع الحناء بأعواد الكبريت وهو ما يسمى بالمشعب وكذلك هناك الشرايك وهذه النقشات توضع بعود الكبريت والان تغير عمل الحناء فأصبح بعد أن يعجن الحناء يوضع في كيس بلاستيك ثم يقفل الكيس بلاصق ثم يفتح طرفه بفتحة وينقش به على اليد وهناك النقشات الهندية والنقشات السعودية والنقشات الخليجية واليمنية وبعضه ينقش بأصبع واحد وهذه الموضة تنتشر حالياً بين الفتيات والبعض يطلب نقشة الأسورة وكذلك هناك السيف ويكون غالباً للعروس فتنقش من بداية اليد إلى فوق الكوع وبعدها تنقش القدم كذلك ويكون سعرها مختلفاً عن النقشات الأخرى.

            وكذلك يقوم الشباب والرجال بوضع الحناء في أرجلهم في المناسبات والأعياد حيث يساعد على ترطيب الرجل وبعضهم من كبار السن يقوم بوضع الحناء على شعره وذقنه ودائماً تكون حنة جازان مختلفة.

            وقد شدى الفنان الكبير محمد عبده برائعته الجميلة:

            مثل صبيا في الغواني ما تشوف
            ناشرات الفل والنقش اليماني عالكفوف

            بقلم / شيخة مساوى

            تعليق

            • قريب الأمل
              عـضـو فعال
              • Dec 2007
              • 175
              • سابقا..
                N&A


                (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

              #26
              المحشوش .. تقليد قديم يتجدد كل عام !!



              جازان تزخر بموروثات ثقافية واجتماعية كثيرة .. تتنوع هذه الموروثات تبعاً لتنوع جغرافيتها ، هذا التنوع أكسبها ثراء تراثياً وثقافياً كبيراً.
              هناك الكثير من العادات التي أهملتها كتب المهتمين بتاريخ وتراث المنطقة ، وتناستها ذاكرة الإنسان .. وتحتاج إلى بحث وتقصي وتوثيق يليق بها وبقيمتها الكبيرة .

              فيما يلي من ورقات سأتطرق بقليل من معلومات وعظيم حياء كوني لم أفرد لمادة هذا البحث صفحات كثيرة وأورد فيه بعض ما بقي في الذاكرة ، وما حكته لي الجدة في إحدى أمسياتها الجميلة وهي منتشية بسرد تلك اللحظات الرائعة ساعة إعداد ال " محشوش " أيام العيد من كل عام .

              المحشوش - عزيزي القارئ - هو تقنية فريدة نتاج حاجة ماسة اعترضت الإنسان في الجنوب وأخص " جازان " رغم بدائيتها إلا أنها ما زالت تتوارث ويتسابق الصغار قبل الكبار على حضور فعالياتها التي تقام على مستوى كل أسرة .

              ما أن يفرغ الإمام من خطبته في يوم عيد الأضحى حتى تهز أقدام الجزارين أزقة القرية تتعالى صيحاتهم مباركين بالعيد ومنادين وعارضين استعدادهم لإنجاز مهمة الذبح في دقائق وبأعلى مستوى من الحرفية ، وما هي إلا لحظات وتكون الذبيحة معلقة وسط فرحة الصغار ولهفة الكبار لوجبات دسمة سيكون ألذها في مساء يومهم الأول .
              المحشوش هو نتاج تلك الذبيحة التي تعلق لساعة أو ساعتين حتى ينتهي قطر دمها ثم تبدأ عملية التقطيع وهي أولى مراحل إعداد " المحشوش " ولهذا سمي المحشوش محشوشاً لأن " هَبْرَات " اللحم تقطع أجزاء صغيرة متفاوتة الحجم وبنفس الطريقة يتم التعامل مع " الشحم " ثم يعزل كل على حده " اللحم " و " الشحم " وكلما كانت الذبيحة أكبر كلما طالت مدة الاستمتاع بهذه الطبخة السنوية والتي لا تجود - حسب رأي جدتي - إلا في أيام عيد الأضحى .


              قديماً لا تتم طقوس إعداد المحشوش إلا في المساء بعيد صلاة المغرب إذ كانوا يتجمعون حول قدرهم الحجري الكبير ويتوافد عليهم الجيران كلٍ بما حصل عليه من ذبيحته لحماً وشحماً .. أما اليوم فقد استبدل ذلك القدر الحجري بقدر معدني تتفاوت أحجامه حسب كمية اللحم المقطعة .

              تقول جدتي .. أن تلك اللحظات كانت من أمتع اللحظات في أيام العيد تصل الأسر المجتمعة أحياناً إلى خمس وأحياناً إلى أكثر من سبع كل أسرة بما لديها سعيدة وما ستعود به إلى البيت أسعد .

              يجهز القدر بوضعه على أحجار ترفعه عن الأرض بمقدار الأربعين سنتمتر تقريباً بعد حفر حفرة صغيرة تتسع لأعواد الحطب وتضرم النار في حزمه المنتقاة بعناية والتي تضمن لهباً متصاعداً وحرارة تذيب الشحوم المكومة ثم تفرغ الانية التي عزل فيها الشحم أولاً وتترك مع التقليب المستمر حتى يذوب الشحم أو بعضه ثم توضع عليه قطع اللحم وتقلب باستمرار ، وهذا التقليب يتناوب عليه الرجال والنساء وسط أجواء بهيجة وقهقهات منتشية ، تدور فيها فناجين الشاي والقهوة ، ويتقافز الصغار بلهفة لرؤية ما يقلب في جوف القدر الملتهب .


              ثلاث " عفَّات " - قالت جدتي - يحتاجها المحشوش كي ينضج .. وهذه " العفَّات " هي ارتفاع زيت الشحم إلى أعلى القدر بعد وضع اللحم حيث هي - أي العفَات - علامة النضج ب


              يتم وضع البهارات والتوابل والأعشاب العطرية والملح وعادةً تتكون هذه البهارات والتوابل من " الهيل " و" القرفة " وبعض التوابل الأخرى .. تطحن جيداً وتقلب مع اللحم الممتزج بالشحم المذاب ، لتفوح منه رائحة زكية وشهية تجعل الصغار في لهفة لتذوقة عنوة


              تقول جدتي .. أن أكل الكثير من المحشوش فور إخراجه من القدر قد يسبب مشاكل في المعدة والأفضل أن يترك حتى يبرد ثم يغرف منه غرفات حسب الرغبة ليقدم على الغداء .

              " المحشوش " طريقة قديمة لحفظ اللحم لأن القدماء لم يعرفوا أجهزة التبريد ولا وسائل الحفظ الحديثة كانت كميات اللحم الكبيرة في يوم العيد مهددة بالتعفن عادة وإن استمروا في الأكل منها وهي - أي فكرة المحشوش - من الأفكار التي كانت تطبق لحفظ اللحم ففي المناطق الجبلية كانوا يحفظونه في الهواء الطلق في طريقة تسمى " التشريق " ويقال لها أيضاً " الحميس " وهذا لأخير هو طبخ الشحم دون اللحم ويؤكل كإدام ، لكن المحشوش من الطرق الأكثر أماناً وإن كانت كمية الشحم تشكل مصدر خطيراً كون الدهون فيه مرتفعة جداً إلا أن الشحم " الجامد " يحفظ قطع اللحم من التعفن وقد يظل لمدة عام كامل دون أن يمسه العفن وبنفس نكهته ولذته .

              لم يُعرف تاريخ محدد لبداية تطبيق هذه الفكرة لكنها قديمة قدم الإنسان في الجنوب ، ومتوارثة دون تحريف ولا تصريف إلى اللحظة ، ويعد " المحشوش " من الأطباق المشهورة جداً وهو طبق موسمي يولد مع ولادة عيد الأضحى ، وتتميز به تهامة دون المناطق الجبلية .

              يمكن أن يؤكل " المحشوش " مع الأرز ، لكن الألذ أكله مع خبز الذرة " العيش الحامض " كما يسمى وهو قرص من عجين الذرة المخبوز بحجم الكف عادة يخبز في التنور ، ويقدم مع المحشوش " اللبن الرائب " وبعض الإدامات المحلية .

              حقيقة ما زلت استغرب الاحتفاء بهذا التقليد ، واجهل سر ديمومته إلى الان مع زوال أسبابه ، ولم لا تتأكد هذه الوجبة إلا في الأيام التالية لعيد الأضحى وتُتجاهل نهائيا في بقية أيام السنة ؟!
              جدتي تقول أن بركة الأضحية هي ما يمنح المحشوش هذه المكانة وما يجعل طقوسه بهذا الجمال المتمثل في الألفة والتعاون والمحبة إذ ليس الهدف منه الأكل وحسب فقد أصبحت قيمته الحقيقية والجميلة في حدثه من حميمية وتالف واجتماع .

              وأتساءل لم لا يكون لنا ليالٍ لبقية العادات والتقاليد الجميلة كليلة " المحشوش " نتذاكر القديم ونحيي تراثنا وعاداتنا التي أهلكتها المدنية وأنستنا إياها عجلة الأيام المتسارعة ؟!!

              تقرير وتصوير : إبراهيم جبران .

              تعليق

              • قريب الأمل
                عـضـو فعال
                • Dec 2007
                • 175
                • سابقا..
                  N&A


                  (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

                #27
                يتمسكن بغرفة "السرر" للحفاظ على الموروثات الشعبية (القعاده )



                تحرص المرأة الجازانية على وجود غرفة "السرر" بالمسمى الجازاني في منزلها، وهي عبارة عن غرفة تضم مجموعة الأسرة المصنوعة من الخشب أو الحديد، حسب اخر موضة موجودة في السوق، ويتدخل المستوى المادي للأسرة في تحديد نوعيتها، وإن كان معظم السيدات يحرصن عليها، لكونها موروثاً شعبياً أصيلاً في حياة العائلة الجازانية، يعود إلى استخدامها ل "القعادة" في الماضي، وهي عبارة عن سرير من أربع قوائم من الخشب المنقوش، قاعدته عبارة عن خيوط من سعف النخيل.
                هذا وضعها قديما، أما الان فقد سايرت الموضات، وتحولت إلى خامة الخشب بشكل كامل للقوائم والقاعدة وأفضل نوعية للخشب هو المقنو والسويدي رقم (1) وتصل قيمة السرير المقنو إلى ما بين 500 و700 ريال، أما الخشب السويدي فهو أقل في السعر، وعلى الرغم من اكتساح موضات وصيحات الديكور البيوت الجازانية، إلا أن المرأة الجازانية ما زالت تحرص كل الحرص على وجود غرفة السرر بمنزلها، وتبلغ تكلفة الغرفة ما بين 5000 و10000 ريال تقريبا، وذلك ما بين قيمة الأسرة، والإكسسوارات والشراشف والخداديات والديكور.
                وتشهد غرف السرر تنافسا شديدا من قبل نساء المنطقة، حيث يسعى كثيرون إلى اقتناء أفضل موديلات السرر وأحدث الشراشف ما بين الجاهزة أو المفصلة، وتفضل نساء المنطقة غرف السرر عن غيرها لأسباب، تقول أم يحيى (ربة بيت) لعل كبيرات السن هن أكثر حرصا على وجود غرفة السرر في البيت الجازاني، وذلك لكونها تسمح لهن بالاسترخاء والراحة خلال جلوسهن.
                أما أديبة علي فقد أشارت إلى أن غرفة السرر لها رونق خاص عند نساء المنطقة، بالإضافة إلى كونها ديكوراً رائعاً، خاصة لو اشتملت على إكسسوارات تتناسب مع الدهان والشراشف والديكور بصفة عامة.
                من جانب اخر، ترجع هاجر عبد الله أسباب حرص نساء المنطقة على غرفة السرر الحديثة، على الرغم من ارتفاع أسعارها إلى حرصهن على المحافظة على المورثات الشعبية، مشيرة إلى أن من النساء من يتمسكن باستخدام "القعايد" بعد ظهور تقليعات جديدة مطورة عن شكل القعادة التقليدية، مع إضافة الإكسسوارات التي تجمع بين الماضي والحاضر.

                بقلم / أحمدية سالم

                تعليق

                • قريب الأمل
                  عـضـو فعال
                  • Dec 2007
                  • 175
                  • سابقا..
                    N&A


                    (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

                  #28
                  جازان يا رائحة الفل ويا عطر المكان...
                  جازان يا رائحة الورد اذا انتشى البستان...
                  جازان يارائحة الفواكة تين ورمان...
                  جازان لاتغضبي من اهمال انسان ...
                  انما سمي الانسان من النسيان...
                  جازان لا تغضبي من تجاهل عميان ...
                  جازان لا تغضبي من اهمال كائن من كان...
                  جازان لاتبكي على وليد غاب في النسيان...
                  جازان لا تبكي على من ابتلعته يوماً الشطان...
                  جازان لا تبكي على من سقته يد التجاهل سماً وهو ظمان...
                  بل اغضبي وابكي وصرخي واجأري للمولى بكل لسان ...
                  على من يغني و يرقص على جروح الناس وهو سكران...

                  جازان اين رائحة الفل يا بستان...
                  جازان اين رائحة العطر والورد يارمان...
                  جازان ولدت في ماضي النسيان...
                  جازان مرضت على كف أفاك ولص وبائع دخان...

                  جازان ماتت ولم تجد لها حنوطاً او اكفان...
                  جازان حدثينا عما فعله السرطان...
                  اخبرينا اين وكيف ولماذا كان ....
                  انتهت ادواة الاستفهام والحقيقة ياجازان...
                  ما زالت عندهم في طي الكتمان...

                  عفواً جازان ...فإن العين تبصر كل شئ...
                  واليد قصيرة عن اي إحسان...

                  ****************************** ***

                  جازان لم يكن صباحك ككل الصباحات...
                  جازان لم يكن مساءك ككل المساءات...
                  جازان اصحيح ان كل هذا بفعل شويهات...
                  اكل هذا من فعل بعوضة ذات جنيحات...
                  اجيبيني من فعل ومن قال ومن هو صاحب الادعاءات...
                  جازان... هذا ينفي وهذا يثبت واخر يبث الاشاعات...
                  اين الحقيقة ياجازان ... غابت وماتت بين اخذ ورد وخذ وهات...
                  عفواً جازان ... فإن العين تبصر كل شئ...
                  والاذن لاتقوى حتى استماع الاهات...



                  ****************************** **********
                  اه يا جازان ... يا فاقدة الصوت
                  اه يا جازان ... يا نائحة على كل فوت
                  اه يا جازان ... يا رائحة الموت
                  عفواً جازان ... موتنا فوت لايسمع معه اي صوت...

                  ****************************** ******
                  جازان هذا قدرك عندهم ... اغاثةً وخيام...
                  جازان لاتغضبي على من في غفلته ينام...
                  جازان لا تحزني على من لاقى رب الأنام...
                  فإلى الجنة مثواه لايظلمه ظلاّم...
                  جازان احزني وابكي واصرخي على كل الأوجام...
                  إن الظلم يوم العدل يطوق اعناق اللئام...
                  عفواً جازان ... عجزنا عن فعل اي شئ... لم يولد
                  اليوم فينا همام...

                  ****************************** ***********
                  جمر الحزن احال القلب رماد...
                  ودمع العين احال النوم سهاد...
                  اتعلمون لماذا... جازان ماتت في المهاد...

                  وليل الظالم يمضي بين ليلى وسعاد...
                  ونهار الظالم يمضي نهباً ليشبع الاوغاد...
                  عفواً جازان ... كل ما نتقنه ان نرثيك بأوراق ومداد...

                  مع كل الحب والود

                  تعليق

                  • قريب الأمل
                    عـضـو فعال
                    • Dec 2007
                    • 175
                    • سابقا..
                      N&A


                      (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

                    #29
                    عادات وتقاليد الفرح في جازان

                    تشتهر منطقة جازان بالعديد من العادات والتقاليد المختلفة في شتى المناسبات ومن هذه التقاليد أيام وليالي الفرح والزواج والعرس في جازان والتي لها ملامح خاصة فالفرح في منطقة جازان يستمر لمدة ثمانية أيام.

                    ابتداء من ليلة (الخدرة):

                    حيث يجتمع عند العريس أهله وأصدقاؤه ويقومون بتركيب (الخدرة) وهي عبارة عن أعمدة من الخشب عليها طربال أو شراع ويدق ويرقص الرجال ما يسمى (بالكاسر) وتنشد النساء

                    ركب خدرته سعيد الفال

                    ركب خدرته على القماري

                    والهدف من بناء وتشييد (الخدرة) اجتماع العريس بأهله وأصدقائه وجلوسهم فيها طوال أيام الزواج وتكون عادة ليلة (الخدرة) في يوم الثلاثاء وذلك في أغلب الأحوال، ويصبح عند النساء أهل العريس ما يسمى بيوم (الفشرة والجلجلان) حيث تقوم النساء بطحن البن والقشر للقهوة بواسطة المطاحن الحجرية ويقمن بتحميصه أما (الجلجلان) فهو حبوب السمسم الصغير حيث تقوم النساء بغسله وتحميصه ووضعه في أكياس بلاستيكية صغيرة مع الحلويات والبسكويت حيث يتم توزيعه على النساء ليلة (التنشير).

                    ليلة الجمعة :

                    يكون عقد القران حيث يجتمع الرجال وتقام الألعاب والرقصات الشعبية المعروفة في المنطقة كرقصتي (العزاوي - والزيفة) وهذه الليالي تكون عند أهل العريس كما تقوم النساء من أهل العريس وقريباتهن وصديقاتهن بنقش الخضاب والحناء على الكفوف والاقدام ويضعن في رؤوسهن (الفل والخضار والكادي) وهي زهور عطرية مختلفة الأشكال جميلة الرائحة تقوم بوضعه وتزيينه نساء متخصصات بطريقة منتظمة وجميلة وهو ما يعرف (بالعضية أو السحلة) ويصبح يوم الجمعة حيث يخصص لتناول الضيوف طعام الغذاء عند العريس.


                    يوم السبت:

                    يقوم أهل العريس بتنظيف وتحميص (الزعقة) أي الفصفص ويجتمع النساء لاعدادها مع دق الدفوف والأغاني والرقصات الجميلة ويجهزن الفصفص لليلة التنشير والبنيات ولليالي الفرح الأخرى وبعد صلاة المغرب يقوم الرجال وأصدقاء العريس بنشر وعرض ملابس العروسة التي قام أهل العريس بشرائها وتجهيزها وتنشر على الحبال داخل غرفة كبيرة تسمى (المجلس) وتسمى هذه الليلة ليلة «التنشير» حيث تحضر النساء في الليل لمشاهدة هذه الملابس والهدايا ويبدأ الدق والرقص حتى ساعات متأخرة من الليل وفي هذه الليلة يغني النساء

                    نشرنا ثياب العرائس
                    مقنع ميل وكرته مشاخص
                    محمد( اسم العريس ) ثيابه منشره
                    والشبان عليها مجاكره
                    محمد ثيابه دحين أجن
                    وطرح لها الميل من عدن
                    نشرنا ثيابه بتمها
                    وعد الفلوس في حب امها


                    مراسم أهل العروسة :

                    ثم تبدأ مراسم أهل العروسة وهو ما يسمى بيوم (الظفر) حيث تقوم فيه امرأتان بغسل شعر العروسة ومن ثم تجتمع النساء لتناول طعام الغداء وتسمى (قيلة الظفر) أو (غداء الظفر) حيث يقمن النساء بتجهيز الظفر وتحميصه والظفر عبارة عن غطاء نوع معين من القواقع يستخرج بالعطور والطيب والهيل والقرنفل ويوضع في قوارير زجاجية خاصة حيث تنبعث منه رائحة عطرية جميلة توضع في الشعر وبعد الغداء يتم نقش العروسة نقوشا جميلة بالحناء في كفيها وقدميها وكذلك أهلها وصديقاتها ومن العادات التي تشتهر بها منطقة جازان نقش الحناء حيث يتمتع غالبية فتياتها أو نسائها بالحس الفني ويجدن رسم الحناء بنقوش مختلفة ومميزة منها العريض ومنها النحيل ومنها القديم ومنها الحديث وللنقوش أسماء كثيرة مثل القبضة والهندي والحشو وعبده وامنه ومسميات كثيرة لتثبيت قديمه وحديثه ويتم عجن الحناء مع الماء ومادة تدعى دواء الحناء وملح الليمون وهي أدوات تستعمل لتثبيت اللون ويعجن معا ويوضع في أكياس بلاستيكية صغيرة على شكل قمع له فتحة صغيرة من أسفله ليخرج منها الحناء ويمسك باليد كالقلم وبه يتم صنع النقوش والرسوم الجميلة وتبقى الحناء في الكفوف والأقدام لمدة ساعتين فأكثر ثم يتم غسلها ويكون اللون قد ثبت وأجمل الألوان ما يميل إلى اللون العودي الغامق او الأحمر ويبقى نقش الحناء في اليد فترة تصل إلى اسبوع ويكثر استعمال فتيات ونساء منطقة جازان للحناء في المناسبات والأعياد والأفراح.

                    ليلة الاثنين تكون ليلة الفرح أو (الدخلة) :

                    ترتدي العروسة في هذه الليلة ثوب الميل ثم تزف وتجلس في الزينة (الكوشة) ويجتمع الأهل والصديقات وكانت الأفراح تقام في المنازل ويأتي العريس للزفة (التبراكه) حيث يدخل العريس ويضع يده على رأس العروس ويقرأ الفاتحة وعندما يذهب العريس إلى منزله يخرج معه أهله للدق والرقص حيث يرقصون ما يعرف بالطبقة ثم يقوم الرجال بتحميل (الحمل) وهو ملابس العروسة والهدايا والذهب وبعض المواد الغذائية والأقمشة يتم تحميلها ووضعها على جمل في صندوق يعرف باسم السيسم أو السيسن ويسير الجمل في موكب فرح جميل ويذهب الرجال مع الحمل من طريق والنساء مع دق الدفوف من طريق اخر وينشدن خلال سيرهن

                    ابوقناع قد سروا بحمله
                    والمصلع معاهم يرمي
                    رحضوا له وجابوا فسحة
                    راعي العود له متعنى
                    قد سري هو دنا بحمله
                    والمضلع معاهم يرمي
                    رخصوا له وجابوا فسحه
                    راعي العود له متعنى
                    قد سرى هودنا بحمله
                    والطرب ليلته مدني

                    هذا ويسير الموكب حتى منزل العروسة حيث يستقبل بالترحيب ويقوم الرجال بانزال الهدايا ثم ترجع النساء الى منزل العريس حيث يقوم الأهل بتغيير ملابسهن التي كن يرتدينها ومن ثم يذهبن مرة أخرى إلى منزل العروسة لاستكمال ليلة الفرح وما يعرف بليلة «البيات» ويستمر الدق والرقص حتى قبيل دخول اذان الفجر ثم يصبح الصباح وما هو يسمى ب (العضيه) وتكون في اليوم التالي لليلة الزفة أو الدخلة حيث تقوم سيدة متخصصة بتزيين شعر العروسة بالطيب والعطور وتضفيره بطريقة معينة وتضع عليه الفل والكادي وتبدو في كامل زينتها، وتجتمع النساء مع الأهل والصديقات لتناول طعام الغذاء وفي العصر يبدأ اللعب والرقص وينقط على العروسة بالنقود ويستمر الدق الى اذان المغرب اما ثوب الميل والذي كان يلبس في ليلة الدخلة او الزمة فقد استبدل الان بالفستان الأبيض ويرتدي الميل الان أهل العريس وأقرباؤهن وصديقاتهن في ليلة العقد والتشهير وترتديه العروسة في الليلة الثانية للفرح وهي ليلة العضية والميل عبارة عن ثوب كان يجلب من الهند او من عدن مع تجار وأهالي جازان قديما وألوانه الأحمر والأخضر والعودي أو الكحلي مطرز بتطريزات جميلة ونقوش من القصب او الخيوط الذهبية وهو غالي الثمن ثم الطرحة أو (المقنع) توضع على الرأس وقد دخله الان العديد من خطوط الموضة والتشكيلات الحديثة والألوان مع احتفاظه بالشكل الأساسي.

                    طريقة تزيين شعر العروسة:

                    أما شعر العروسة فيسرح بطريقة معينة تعرف (بالعضية) أو (الولبه) وتختلف التسمية باختلاف محافظات وقرى المنطقة ويوضع في الشعر الطيب وهو مادة عطرية تعجن مع الماء ثم يجدل الشعر ويرفع ويلف ويفرق من الامام ثم يربط في الشعر الكادي والخضار والبعثيران وهي عبارة عن زهور عطرية متنوعة وجميلة الرائحة وتقص وتنظم من الامام أعلى الجبين توضع حبات الجنيه الذهب بعد خياطتها في قطعة قماش بشكل مرتب وتعرف باسم (الشِمس) أو (الشماس ) وأخير يرص الفل بعد نظمه في خيوط أو «طغي» وهو سعف النخيل ينشف ويقشر ويقص بشكل رفيع بحيث يصبح كالخيط ليسهل ادخال ونظم الفل فيه ثم يغطى كامل الشعر من أعلى إلى أسفل في شكل منظم وجميل كما لو كان لوحة رسمتها أنامل فنان.. وتضع العروس في صدرها عقداً كبيراً من الفل يعرف باسم «الكبش» وله أيضاً طرق معينة في خياطته وله أشكال ومسميات كثيرة منها «المبروم» وتتزين العروسة كاملاً بالذهب وتبدو في أجمل زينتها وتشدو بأجمل الروائح الطبيعية وأزكاها وتسير بتخييله عرس وموكب فرح ليس له مثيل ثم تجتمع النساء مرة أخرى في نفس اليوم وهو ما يسمى «بالبيات الثاني» ويكون في منزل أهل العروسة حيث يجتمعن للدق وللرقص والنشيد.

                    ثم يقوم أهل العريس وأهل العروسة وصديقاتهن بإعطاء النقود للنساء اللاتي قمن بالدق والغناء طيلة هذه الليالي والأيام وهو ما يسمى «الجلاز». . وبعد مضي ثلاثة أيام من انتهاء الفرح تقوم أم العروس بتقسيم وتوزيع الهدايا التي جاءت ليلة ( الحمل ) على أقارب العروسة وصديقاتها وهو كهدية مقدمة من العروسة .

                    وبعد مرور سبعة أيام من الفرح يقام طعام الغداء في يوم يسمى ( السبع ) حيث تكون ( التخييلة ) أي الزفة من الصباح إلى أذان الظهر حيث تجتمع النساء ويقدم طعام الغداء .
                    وفي العصر تأتي ( الخمرة ) من صديقات العروسة وهي عبارة عن عود من الخشب يزين وتعلق فيه النقود والهدايا والعطور والفل والكادي .. تقدم هدية للعروس ويستمر الرقص حتى أذان المغرب وبعد صلاة المغرب تجهز العروسة لدق ورقصة ( السيف ) حيث تحمل إحدى النساء السيف وترقص به رقصات جميلة في وسط جو صاخب وجميل .

                    خاتمة :

                    كانت عادات وتقاليد الفرح هذه تقام قبل حوالي ثلاثين سنة ولا يزال كثير من أسر وأهالي منطقة جازان يتمسكون ببعض هذه العادات إذ ما زال الفرح يمتد إلى عدة أيام وليال مثل يوم التنشير يوم الحناء ، ليلة الحمل ، يوم المقيل ( الغداء )ليلة الدخلة أو الزفة ، يوم النقول وهو اليوم أو الليلة التني تنقل فيها العروسة من بيت أهلها إلى بيت الزوجية حيث تقام الولائم ومن الأهازيج التي تقال في هذه الليلة هي :

                    خيّة مه الله .. واتذكري أهلك بالشهر مرة
                    ياعذق كاذي .. من سينور .. داخل وبادي .

                    ( تمّ استقاء هذه المعلومات من قبل عدد من نساء منطقة جازان )

                    تعليق

                    • قريب الأمل
                      عـضـو فعال
                      • Dec 2007
                      • 175
                      • سابقا..
                        N&A


                        (( من أجل الوعد و الأعضاء عدت ))

                      #30
                      المشلاف والعكرة نجم حفلات الافراح في جازان


                      تزخر منطقة جازان بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية والفلكورية الجميلة والممتعة في ان واحد وما زالت تلك العادات والتقاليد تحظى باهتمام كافة ابناء المجتمع الجازاني وخاصة كبار السن الذين مازالوا يتمسكون بالماضي الجميل

                      وتشهد منطقة جازان هذه الأيام حركة نشطة في مجال الافراح والليالي الملاح ومصحوبة بالأهازيج الشعبية الجميلية والمعبرة والرقصات الفلكورية المتنوعة التي تمتاز بها المنطقة ويسر الخزامى ان تأخذك معها عزيزي القارئ للتعريف بأنواع الزينة الشعبية النسائية التي يستخدمها النساء هذه الأيام في مواسم الفرح والزواج التي تستمر ثلاثة أيام بلياليها وسط روائح الفل والكادي والوالة.

                      الزينة

                      ومن انواع الزينة النسائية التي يكثر استخدامها في حفلات الزواج هذه الأيام المشلاف والعكرة والحتة وليلة الحنة.. والشاظر، والكفوف والخضاب و"العظية" و"التشريك" وغيرها من انواع الزينة النسائية التي تكون بعضها مصحوبة بالأهازيج الشعبية الجميلة.

                      ويأتي المشلاف على رأس انواع الزينة النسائية في حفلات الزواج وتقوم بعمله امرأة متخصصة في هذا المجال تسمى "المقينة" او المزينة وتدفع العروسة وأهلها مبالغ كبيرة جداً للمزينة من أجل تجهيز "المشلاف" ووضعه على رأس العروسة وأقاربها وسط الأهازيج الشعبية الجميلة من قبل قريبات العروس وأهلها ويتكون "المشلاف" من عدة عناصر ومواد نباتية معطرة مثل الفل البلدي الأبيض والكاذي والوالة وفل غران الأصفر والبعيثران وغيرها من انواع النباتات العطرية التي تشتهر بها المنطقة وتتم زراعتها في المدرجات والسفوح الخضراء بجبال فيفا وبني مالك كما قام بعض اهالي المنطقة:

                      محمد "اسم العريس" سلم واستلم
                      محمد - صاحب القلم
                      وعروس ديري امخنة
                      عروس مالك منة
                      عروس هو اللا جاهل وهي اللا جاهلة
                      وقولهم (محمد) من سباعته
                      (محمد) عد بقشته

                      وفي هذا كناية الى مركز العريس وكرمه الحاتمي وبخاصة في مجال عمله وكسبه من عرق جبينه وعمل يده.وتقام مراسم الأفراح في المنطقة بكثرة خصوصاً في مثل هذه الأيام من كل عام حيث تعلق لمبات الزينة وعقود الكهرباء جنباً إلى جنب مع عقود الفل والكاذي وعلى واجهات المنازل وقصور الأفراح وكثيراً ما تشاهد اكثر من خمسة افراح في الليلة الواحدة في المدينة الواحدة ويزيد العدد في اجازة نهاية الاسبوع.

                      وتبرز كثيراً استخدام كافة انواع الزينة النسائية في افراح المنطقة في يوم "المقيل" وهو اليوم الذي يخصص للاحتفاء بالعروسة في منزل أهلها ويبدأ الاستعداد للمقيل منذ وقت مبكر حيث يتم الاتفاق مع "المقينة" او "المزينة" مقابل مبلغ كبير لتزيين العروسة يتم دفعه "للمقينة" التي عادة ما تملك الخبرة الكبيرة في مجال عملها وتستمر المقينة في تزيين العروسة عدة ساعات وتقوم بوضع عدة طبقات من ادوات الزينة الشعبية فوق رأس العروسة بدءاً من استخدام مادة الطيب والتي تشتمل على المحلب والزر والقرنفل والعصيل والعفص والجوزة وغيرها من انواع النباتات العطرية المعروفة بالخلطة السرية والتي تبدع فيها المزينة او المقينة.

                      وبعد الانتهاء من عمل الطبقة الأولى للزينة والتي تسمى "الفطية" تبدأ بعد ذلك عمل الطبقة الثانية عملية "الفطية" وتزيين العروسة عملية ليست سهلة ومكلفة وتأخذ وقتاً طويلاً يستمر عدة ساعات في يوم "المقيل" وتصاحبها الأهازيج الشعبية الرائعة والجميلة ومنها هذه الأهزوجة التي ذكرها الشاعر والأديب الأستاذ إبراهيم مفتاح في كتابه "فرسان".

                      تقول الأهزوجة

                      العروس قبله تنفخ الأزباد
                      لا صكع حجلها جاوبنه الجبال
                      العروس قبلن تنفخ إلا بعود
                      لا صكع حجلها جاذبنه الفرود
                      وفي اهزوجة اخرى يتبين
                      حلفت يا الليلة يا صبر ما ترقد
                      لمان يقاقي الديك ويصكع الملكد
                      حلفت يا صبر ما اروح
                      وتطلع النجمة والصبح قد ضوح


                      وبعد الانتهاء من عملية الفطية والمشلاف يأتي دور "المخضبة" أو "النقاشة" وهي التي تقوم بنقش مادة الحناء والعفص الأسود وهو مادة مكونة من الحطم الأسود والشب الأبيض ويتم مزجه بالليمون والتمر الهندي حتى يضفي على العروسة اللون الأسود القاني الذي يميز العروسة عن غيرها من الحضور وعادة ما تقوم النقاشة او المخضبة برسم اشكال هندسية وفنية جميلة على كف العروس وقدميها وساقيها لتضفي عليها مزيداً من الجمال والحلاوة التي يسير بها العريس.


                      تعليق

                      google Ad Widget

                      تقليص
                      يعمل...