الشاعره سعاد الصباح

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    الشاعره سعاد الصباح





    شاعرة و كاتبة و ناقدة ولدت في مايو عام 1942 , و هي الابنة البكر لوالدها الشيخ محمد الصباح

    الذي حمل اسم جده الشيخ (محمد الصباح) حاكم الكويت, صوت شعري يأتي من أطراف الصحراء

    العربية، من الكويت ينطلق حراً كرياح الصحراء-

    نقياً كلياليها الصيفية المزروعة بالشعر والنجوم، يبحث عن هويته الأصيلة التي غطاها ركام التخلف،

    وعتمات عصور الظلام التي مرت على أمتنا العربية، إنه صوت الشاعرة العربية

    الدكتورة سعاد محمد الصباح التي تكتب لتقول :

    ( إنها في معركة كبرى مع التاريخ لم تحسم، وإنها الأمطار والبرق وموسيقا الينابيع ونعناع البراري )

    وفي الوقت نفسه هي النخلة في وحدتها.

    إنها بإيجاز المرأة العربية التي تكافح في كل مكان من وطننا لتأخذ نصيبها من " ضوء النهار "

    وتشارك في بناء الحياة .

    لقد تمردت وبكبرياء على الواقع الأليم للمرأة العربية،

    وتحدت الرجل الذي مافتئ يعتبر المرأة وردة لا يريدها متفتحة جميلة بل يريدها

    جاهزة للشمّ ومن ثم رميها في ركن مهمل...


    كيف لا وهي القائلة :

    إنني بنت الكويت
    بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل
    كالظبي الجميل
    في عيوني أنجم الليل، وأشجار النخيل
    من هنا ...أبحر أجدادي جميعاً
    ثم عادوا..يحملون المستحيل






    أعطني خوذة جندي عراقي وخذ ألف أديب، من ديوان الدكتورة سعاد الصباح : حوار الورد والبنادق


    وصل السيف إلى الحلق ..

    و ما زال لدينا شعراء يكتبون

    وصل السيف إلى العظم ،

    و ما زال لدينا شعراء يكذبون

    و يقولون على الأوراق ... مالا يفعلون

    مالذي نفعل في المربد؟

    و الافاق جمر، وشظايا، ودماء

    ضجرت منا كراسينا ..

    فما نعرف صيفا، أو شتاء

    يا زمان الصرف، والنحو، شبعنا عبثا

    و كلاما فارغا ..

    و وشايات نساء ..

    أعطني سيفا ..

    وخذ مني دواوين جميع الشعراء

    أعطني عدلا ..

    وخذ مني تعاليم جميع الأنبياء

    أعطني خبزا ..

    فما يشبعني خبز السماء

    أعطني الشعب

    و خذ تيجان كل الخلفاء ..

    مالذي نفعل في المربد صبحا ومساء ؟

    و على أي مقام سيغني المطربون ؟

    و على أي سرير لغوي ..

    سينام النائمون ؟

    أعطني شبرا من الأرض يسمى وطنا

    لا تغطيه المنافي والسجون ..

    وصل السيف إلى الحلق ..

    ومازال لدينا شعراء يكتبون ..

    وصل السل إلى العظم ..

    وما زال لدينا شعراء يكذبون

    و يقولون على الأوراق ما لا يفعلون .






    وتقول د. الشاعرة سعاد الصباح في مقتطفات من قصائدها الرائعة :


    مجنونة جداً

    إنني مجنونة جداً
    وأنتم عقلاء ..
    وأنا هاربة من جنة العقلِ
    وأنتم حكماء
    أشهر الصيف لكم
    فاتركوا لي صيف انقلابات الشتاء ...







    يقولون: إن الكتابة إثم عظيم
    فلا تكتبي..
    وإن الصلاة أمام الحروف حرام
    فلا تقربي..
    وإن مداد القصائد سم
    فإياك أن تشربي..
    وهأنذا
    قد شربت كثيرا
    فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي


    يقولون: إن الكلام امتياز الرجال
    فلا تنطقي..
    وإن الكتابة بحر عميق المياه
    فلا تغرقي..
    وهأنذا قد سبحت كثيرا
    وقاومت كل البحار.. ولم أغرق


    يقولون: إني كسرت بشعري جدار الفضيلة
    وإن الرجال هم الشعراء
    وأسأل نفسي:
    لماذا يقيمون.. هذا الجدار الخرافي
    بين الحقول.. وبين الشجر
    وبين الغيوم.. وبين المطر
    وما بين أنثى الغزال.. وبين الذكر؟
    ومن قال: للشعر جنس
    وللنثر جنس
    وللفكر جنس؟
    ومن قال إن الطبيعة
    ترفض صوت الطيور الجميلة؟


    يقولون: إني كسرت رخامة قبري
    وهذا صحيح...
    وإني ذبحت خفافيش عصري
    وهذا صحيح...
    وإني اقتلعت جذور النفاق بشعري
    وحطمت عصر الصفيح
    فإن جرّحوني
    فأجمل ما في الوجود... غزال جريح




    لا تنتقد خجلى الشديد .. فاننى
    درويشة جدا ... وأنت خبير ..
    ياسيد الكلمات .. هبنى فرصة
    حتى يذاكر دروسه العصفور ..
    خذنى بكل بساطتى ..وطفولتى
    أنا لم أزل أصبو ..وأنت كبير .
    أنا لا أفرّق بين أنفى أو فمى
    فى حين أنت على النساء قدير ..
    من أين تأتى بالفصاحة كلها..
    وأنا .. يموت على فمى التعبير
    أنا فى الهوى لا حول لى أو قوة
    ان المحبّ بطبعه مكسور .
    انى نسيت جميع ماعلمتنى
    فى الحب فاغفر لى وانت غفور
    ياواضع التاريخ .. تحت سريره
    ياأيها المتشاوف المغرور .
    يا هادىء الأعصاب ..أنك ثابت
    وأنا ..على ذاتى أدور ..أدور ..
    الأرض تحتى دائما محروقة
    والأرض تحتك مخمل وحرير ..
    فرق كبير بيننا ياسيّدى
    فأنا محافظة .. وأنت جسور
    وأنا مقيّدة .. وأنت تطير
    وأنا محجّبة .. وأنت بصير ..
    وأنا .. أنا .. مجهولة جدا ..
    وأنت شهير ..






    ,,,اقطف لك قصيدة,,,

    أصعد إلى سقف القمر
    لأقطف لك قصيدة ...
    وأصعد إلى سقف القصيدة
    لأقطف لك قمرا...
    أصعد إلى فضاءات
    لم تصعد إليها امرأة قبلي
    وأرتكب كلاماً عن الحبّ
    لم ترتكبه سيدة عربية قبلي
    ولا أظن أنها سترتكبه بعدي ...
    أتورط معك
    حتى نقطة اللارجوع
    وأمشي معك بلا مظلة
    تحت أمطارالفضيحة
    أذهب معك
    إلى اخر نقطة في اللغة
    واخر نقطة في دمي
    حتى أستحق أن أكون
    حبيبتك
    أطير ألف سنة ضوئية
    حتى أحط على كتفيك
    وأحلق على ارتفاع 32 ألف
    قدم
    حتى ألامس يديك
    فإذا وصلت إليك
    مهشمة
    محطمة
    كقطار خرج عن قضبانه
    فحاول أن تلصق أجزائي
    أخرج على النص القديم
    للأنوثة
    وأخترع أنوثتي كماأريد
    وأحدد مكان شفتي..
    وألوان عيني..كما أريد
    أخرج من عباءة عنترة بن شداد
    وأدخل تحت عباءتك
    أهرب من فراشي المصنوع
    من وبر الجمل
    وأستلقي على أعشاب
    صدرك
    أخرج من بطن الخرافة
    وأسنان شيخ القبيلة
    وفناجين القهوة العربية
    وأخلع الحذاء الصيني
    الضيق
    من عقلي ..ومن قدمي
    وأذهب معك إلى اخر الحرية ...
    أيها الرجل الذي لا يرى
    بالعين المجردة
    أيها الغجري الذي تزوج
    البحر
    وحقائب السفر...
    يالذي حبسني في راحة
    يده اليمنى
    ووضع المفاتيح في جيبه
    إنني أعرف جيداً
    أنني أقامر على رجل لا
    يأتي
    وحصان لا يربح
    أيها الغامض كالأساطير
    والمترجرج كالزئبق
    ليس مهماً أن تتجسّد
    فأنا أمضغك في أحلامي
    كحبة فاكهة
    فيسيل السكر على جدران
    ذاكرتي
    ليس مهماً أن تتجلى
    فأنا أقرأ في وحدتي
    خطوط يديك
    فأتنبأ بمستقبلي
    أيها الرجل الذي أوصلني
    إلى مرحلة التبخر...
    والاندثار
    إنني أحبك...
    بكل عصبية
    البحر..
    وحماقاته
    فلا تتضايق
    من انفجاراتي
    إنّ سر الأمور
    عندي هي الوسط
    وأردأ أنواع الحب
    هو الحب الوسط
    وأجبن القصائد
    هي التي تمسك العصا من

    أيها الرجل المنهك
    بنرجسيته
    والمنهك بتعدديته
    لاحظ لي معك
    فإما أن أجدك
    مكتظاً بالنساء...
    أو أجدك مكتظاً بالشعر...
    إما أن أجدك نائماً مع ...+ جديدة
    أو نائماً مع قصيدة
    جديدة
    أيها البحار الفينيقي
    الذي ليس له مرافئ
    ثابتة
    ولا عناوين ثابتة
    لاحظ لي معك ...
    ففنادقك دائماً محجوزة
    وذراعاك دائماً محجوزتان

    أيها الممثل الكبير
    الذي قتلته نجوميته
    ليس لدي أمل
    حتى في الحصول على
    توقيعك
    فأنا أصل دائماً
    بعد أن تسقط الستارة...
    وتطفأ الأنوار...
    وينصرف المتفرجون ...









    قل لي
    قل لي

    هل أحببت امرأة قبلي

    تفقد , حين تكون بحالة حب

    نور العقل ..

    قل لي . قل لي

    كيف تصير المرأة حين تحب

    شجيرة فل

    قل لي

    كيف يكون الشبه الصارخ

    بين الأصل , وبين الظل

    بين العين , وبين الكحل

    كيف تصير امرأة عن

    عاشقها

    نسخة حب .. طبق الأصل ..

    قل لي لغة ...

    لم تسمعها امرأة غيري ...

    خذني .. نحو جزيرة حب ..

    لم يسكنها أحد غيري ..

    خذني نحو كلام خلف

    حدود الشعر

    قل لي : إني الحب الأول

    قل لي : إني الوعد الأول

    قطر ماء حنانك في أذنيا

    إزرع قمراً في عينيا

    إن عبارة حب منك ..

    تساوي الدنيا ...

    يا من يسكن مثل الوردة في

    أعماقي

    يا من يلعب مثل الطفل على

    أحداقي

    أنت غريب في أطوارك مثل

    الطفل

    أنت عنيف مثل الموج,

    وأنت لطيف مثل الرمل ..

    لا تتضايق من أشواقي

    كرر . كرر اسمي دوماً

    في ساعات الفجر .. وفي

    ساعات الليل قد لا أتقن فن

    الصمت .. فسامح جهلي ..

    فتش . فتش في أرجاء

    الأرض فما في العالم أنثى

    مثلي...

    أنت حبيبي . لا تتركني

    أشرب صبري مثل النخل ..

    إني أنت ..

    فكيف أفرق ..

    بين الأصل ,

    وبين الظل
    وحبيبٌ هو لي ربٌّ وعبدُ

    جنتي كوخٌ وصحراءٌ ووردُ

    أتغنّى فيه بالحبِّ وأشدو

    وصباحٌ شاعريٌّ حالمٌ

    كاذبٌ من قال انَّ الحبَّ قيدُ

    وأردُّ القيدَ عن حريتي

    فيهما دِفءٌ وإشراقٌ وسعدُ

    يا لعينيه ، ويا لي منهما

    وحبيبي بالأماني نستبدُّ

    ها هي الصحراء ملكي ، وأنا

    بذُراها في جلالِ الملكِ أبدو

    أجعلُ الرملَ قصوراً ، وأنا

    فهو لي تاجٌ وخلخالٌ وعِقْدُ

    وأرى الصبّار أحلى زينتي

    أنا فيها ظبيةٌ تلهو وتعدو

    وأرى القفرَ رياضاً غضّةً

    اهِ لو يَصْدِقُ للأحلامِ وعدُ

    يا حبيبي ، هذه أحلامنا
    قد كان بُوسعي،

    - مثل جميع نساء الأرضِ

    مغازلةُ المراة

    قد كان بوسعي،

    أن أحتسي القهوة في دفء فراشي

    وأُمارس ثرثرتي في الهاتف

    دون شعورٍ بالأيّام.. وبالساعاتْ

    قد كان بوسعي أن أتجمّل..

    أن أتكحّل

    أن أتدلّل..

    أن أتحمّص تحت الشمس

    وأرقُص فوق الموج ككلّ الحوريّاتْ

    قد كان بوسعي

    أن أتشكّل بالفيروز، وبالياقوت،

    وأن أتثنّى كالملكات

    قد كان بوسعي أن لا أفعل شيئاً

    أن لا أقرأ شيئاً

    أن لا أكتب شيئاً

    أن أتفرّغ للأضواء.. وللأزياء.. وللرّحلاتْ..

    قد كان بوسعي

    أن لا أرفض

    أن لا أغضب

    أن لا أصرخ في وجه المأساة

    قد كان بوسعي،

    أن أبتلع الدّمع

    وأن أبتلع القمع

    وأن أتأقلم مثل جميع المسجونات

    قد كان بوسعي

    أن أتجنّب أسئلة التّاريخ

    وأهرب من تعذيب الذّات

    قد كان بوسعي

    أن أتجنّب اهة كلّ المحزونين

    وصرخة كلّ المسحوقين

    وثورة الاف الأمواتْ ..

    لكنّي خنتُ قوانين الأنثى

    واخترتُ ..مواجهةَ الكلماتْ
    يا أحبابي :

    كان بوُدّي أن أُسْمِعَكُمْ

    هذي الليلةَ ، شيئاً من أشعار الحُبّْ

    فالمرأةُ في كلِّ الأعمارِ ،

    ومن كلِّ الأجناسِ ،

    ومن كلِّ الألوانِ

    تدوخُ أمامَ كلامِ الحُبّْ

    كان بوُدّي أن أسرقَكُمْ بِضْعَ ثوانٍ

    من مملكةِ الرَمْلِ ، إلى مملكةِ العُشْبْ

    يا أحبابي :

    كان بودّي أن أُسْمِعَكُمْ

    شيئاً من موسيقى القلبْ

    لكنَّا في عصرٍ عربيٍّ

    فيهِ توقّفَ نَبْضُ القلبْ ...






    يا أحبابي :

    كيف بوُسْعي

    أن أتجاهلَ هذا الوطَنَ الواقعَ فيِ أنيابِ

    الرُعْبْ

    أن أتجاوزَ هذا الإفلاسَ الروحيَّ

    وهذا الإحباطَ القوميَّ

    وهذا القَحْطَ .. وهذا الجَدْبْ .

    -3-

    يا أحبابي :

    كان بودّي أن أُدخِلَكُمْ زَمَنَ الشّعِرْ

    لكَّن العالمَ – واأسَفَاه – تَحوَّلَ وحشا مجنوناً

    يَفْتَرِسُ الشّعرْ ..

    يا أحبابي :

    أرجو أن أتعلَّمَ منكمْ

    كيف يُغنّي للحرية مَنْ هُوَ في أعماقِ البئرْ

    أرجو أن أتعلّم منكمْ

    كيف الوردةُ تنمُو من أَشْجَارِ القهرْ

    أرجو أن أتعلّم منكمْ

    كيف يقول الشاعرُ شِعْراً

    وهوَ يُقلَّبُ مثلَ الفَرْخَةِ فوقَ الجمرة..





    لا هذا عصرُ الشِعْرِ ، ولا عصرُ الشُعَراءْ

    هل يَنْبُتُ قمحٌ من جَسَد الفقراءْ

    هل يَنْبُتُ وردٌ من مِشْنَقَةٍ

    أم هل تَطْلَعُ من أحداقِ الموتى أزهارٌ حمراءْ

    هل تَطْلَعُ من تاريخ القَتلِ قصيدةُ شعرٍ

    أم هل تخرُجُ من ذاكرةِ المَعْدنِ يوماً قطرةُ ماءْ

    تتشابهُ كالُرّزِ الصينيّ .. تقاطيعُ القَتَلَهْ

    مقتولٌ يبكي مقتولاً

    جُمجُمةٌ تَرْثي جُمْجُمةً

    وحذاءٌ يُدفَنُ قُرْبَ حذاءْ

    لا أحدٌ يعرِفُ شيئاً عن قبر الحلاّجِ

    فنِصْفُ القَتلى في تاريخِ الفِكْرِ ،

    بلا أسماءْ ...






    على هذه الكُرَةِ الأرضية المُهتزّهْ

    أنت نُقْطَةُ ارْتِكازي

    وتحت هذا المَطَر الكبريتيِّ الأسودْ

    وفي هذه المُدُنِ التي لا تقرأُ... ولا تكتبْ

    أنت ثقافتي...

    - 2 -

    الوطنُ يَتفتَّتُ تحت أقدامي

    كزجاجٍ مكسُورْ

    والتاريخُ عَرَبةٌ مات سائقُها

    وذاكرتي ملأى بعشرات الثُقُوبْ...

    فلا الشوارعُ لها ذاتُ الأسماءْ

    ولا صناديقُ البريد احتفظتْ بلونها الأحمرْ

    ولا الحمائمُ تَستوطن ذات العناوينْ...




    - 3 -




    لم أعُدْ قادرةً على الحُبِّ... ولا على الكراهيَهْ

    ولا على الصَمْتِ, ولا على الصُرَاخْ

    ولا على النِسْيان, ولا على التَذَكُّرْ

    لم أعُدْ قادرةً على مُمَارسة أُنوثتي...

    فأشواقي ذهبتْ في إجازةٍ طويلَهْ

    وقلبي... عُلْبَةُ سردينٍ

    انتهت مُدَّةُ استعمالها...




    - 4 -


    أحاول أن أرسُمَ بحراً... قزحيَّ الألوانْ

    فأفْشَلْ...

    وأحاولُ أن أكتشفَ جزيرةً

    لا تُشْنَقُ أشجارُها بتُهْمةِ العَمالهْ

    ولا تُعتقلُ فراشَاتُها بتُهمَة كتابة الشِعْر...

    فأفْشَلْ...

    وأحاول أن أرسُمَ خيولاً

    تركضُ في براري الحريّهْ...

    فأفْشَلْ...

    وأحاولُ أن أرسمَ مَرْكَباً

    يأخُذُني معك إلى اخر الدنيا...

    فأفْشَلْ...

    وأحاول أن أخترعَ وطناً

    لا يجلدُني خمسين جَلْدةً... لأنني أحبُّك

    فأفْشَلْ...




    - 5 -


    أحاولُ, يا صديقي

    أن أكونَ امرأةً...

    بكل المقاييس, والمواصفات

    فلا أجدُ محكمةً تصغي إلى أقوالي...

    ولا قاضِياً يقبَلُ شَهَادتي...




    - 6 -

    ماذا أفعلُ في مقاهي العالم وحدي?

    أمْضَغُ جريدتي?

    أمْضَغُ فجيعتي?

    أمْضَعُ خيطانَ ذاكرتي?

    ماذا أفعل بالفناجينِ التي تأتي... وتَروُحْ?

    وبالحُزْنِ الذي يأتي... ولا يروُحْ?

    وبالضَجَرِ الذي يطلعُ كلّ رُبْعِ ساعهْ

    حيناً من ميناءِ ساعتي

    وحيناً من دفترِ عناويني

    وحيناً من حقيبةِ يدي...?




    - 7 -


    ماذا أفعلُ بتُراثِكَ العاطفيّ

    المَزْرُوعِ في دمي كأشجارِ الياسمين?

    ماذا أفعلُ بصوتِكَ الذي ينقُرُ كالديكِ...

    وجهَ شراشفي?

    ماذا أفعلُ برائحتِكَ

    التي تسبح كأسماك القِرْشِ في مياه ذاكرتي

    ماذا أفعلُ بَبَصماتِ ذوقِكَ... على أثاث غرفتي

    وألوان ثيابي...

    وتفاصيلِ حياتي?...

    ماذا أفعلُ بفصيلةِ دمي?...

    يا أيُّها المسافرُ ليلاً ونهاراً

    في كُريَّاتِ دمي...




    - 8 -


    كيفَ أسْتحضركَ

    يا صديق الأزمنة الوَرْديّهْ?

    ووجهي مُغَطَّى بالفَحْم

    وشعوري مُغَطَّى بالفحْم

    ليست فلسطين وحدَها هي التي تحترقْ

    ولكنَّ الشوفينيَّهْ

    والساديّهْ

    والغوغائيّة السياسيَّهْ

    وعشرات الأقنعةِ, والملابس التنكريَّهْ...

    تحترق أيضاً

    وليست الطيورُ, والأسماكُ وحدَها

    هي التي تختنقْ

    ولكنَّ الإنسانَ العربيَّ هو الذي يختنقْ

    داخل (الهولوكوستِ) الكبيرْ...


    - 9 -



    يا أيها الصديق الذي أحتاجُ الى ذراعَيْهِ في وقت ضَعْفي

    وإلى ثباته في وقت انهياري

    كل ما حولي عروضُ مسرحيَّهْ

    والأبطالُ الذين طالما صفَّقتُ لهم

    لم يكونوا أكثر من ظاهرةٍ صَوْتيَّهْ...

    ونُمُورٍ من وَرَقْ...



    - 10 -


    يا سيِّدي يا الذي دوماً يعيدُ ترتيبَ أيَّامي

    وتشكيلَ أنوثتي...

    أريد أن أتكئ على حنان كَلِماتِكْ

    حتى لا أبقى في العَرَاءْ

    وأريدُ أن أدخلَ في شرايينِ يَدَيكْ

    حتى لا أظلَّ في المنفى...
    انا امرأة قررت ان تحب العراق

    وان تتزوج منه امام عيون القبيلة

    فمنذ الطفولة كنت اكحل عيني بليل العراق

    وكنت احني يدي بطين العراق

    واترك شعري طويلا ليشبه نخل العراق

    انا امرأة لا تشابه اي امرأة

    انا البحر والشمس واللؤلؤة

    مزاجي ان اتزوج سيفا

    وان اتزوج مليون نخلة

    وان اتزوج مليون دجلة

    مزاجي ان اتزوج يوما

    صهيل الخيول الجميلة

    فكيف اقيم علاقة حب

    اذا لم تعمد بماء البطولة

    وكيف تحب النساء رجالا بغير رجولة

    انا امرأة لا ازيف نفسي

    وان مسني الحب يوما فلست اجامل

    انا امرأة من جنوب العراق

    فبين عيوني تنام حضارات بابل

    وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل

    فحينا انا لوحة سومرية

    وحينا انا كرمة بابلية

    وطورا انا راية عربية

    وليلة عرسي هي القادسية

    زواجي جرى تحت ظل السيوف وضؤ المشاعل

    ومهري كان حصانا جميلا وخمس سنابل

    وماذا تريد النساء من الحب الا

    قصيدة شعر ووقفة عز

    وسيفا يقاتل

    وماذا تريد النساء من المجد

    اكثر من ان يكن بريقا جميلا

    بعيني مناضل




    سلام على ذكرياتي بشط العرب

    سلام على طائر الماء يرقص بين القصب

    سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج

    كاسوارة من ذهب

    سلام عليه ابي وهو يهدي الى بعيدي

    كتاب ادب

    سلام على وجه امي الصبوح كوجه القمر

    سلام على نخلة الدار تطرح اشهى الثمر

    سلام على قهقهات الرعود

    سلام على قطرات المطر

    سلام على شهقات الصواري

    وحزن المراكب قبل السفر



    عراق عراق

    اذا ما ذكرتك اورق في شفتي الشجر

    فكيف سألغي شعوري

    وحبك مثل القضاء ومثل القدر




    انا امرأة قررت ان تحب العراق

    لماذا العراق

    لماذا الهوى كله للعراق

    لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق

    لان الصباح هنا لا يشابه اي صباح

    لان الجراح هنا لا تشابه شكل الجراح

    لان عيون النساء تخبيء خلف السواد السلاح

    لماذا العراق

    لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات

    لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات

    لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات

    لماذا الصلاة امام ضريح علي

    تعادل الف صلاة





    لماذا تقاتل بغداد عن ارضنا بالوكالة

    وتحرس ابوابنا بالوكالة

    وتحرس اعراضنا بالوكالة

    وتحفظ اموالنا بالوكالة

    لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة

    واهل الصحارى

    سكارى وما هم بسكارى

    يحبون قنص الطيور

    ولحم الغزال ولحم الحبارى

    لماذا يموت العراقي والاخرون

    يغنون هندا وستعطفون نوارا

    لماذا يموت العراقي والتافهون

    يهيمون كالحشرات مساء ويضطجعون نهارا

    لماذا يموت العراقي والمترفون

    بحانات باريس يستنطقون الديارا

    ولولا العراق لكانوا عبيدا

    ولولا العراق لكانوا غبارا





    يقولون

    ان الكتابة اثم عظيم

    فلا تكتبي

    وان الصلاة امام الحروف حرام

    فلا تقربي

    وان مداد القصائد سم

    فلا تكتبي

    فاياك ان تشربي

    وها انذا

    قد شربت كثيرا

    فلم اتسمم بحبر الدواة على مكتبي

    وها انذا

    قد كتبت كثيرا

    واضرمت في كل نجم حريقا كبيرا

    فما غضب الله يوما علي ولا استاء مني النبي






    لماذا احب العراق لماذا

    ايا ليتني قد ملكت الخيارا

    الم تك بغداد درع العروبة

    وكانت امام المغول جدار
    إنني بنت الكويت

    بنت هذا الشاطئ النائم فوق الرمل ،

    كالظبي الجميل

    في عيوني تتلاقى

    أنجم الليل ، و أشجار النخيل

    من هنا .. أبحر أجدادي جميعا

    ثم عادوا .. يحملون المستحيل ..

    انني بنت الكويت

    هل من الممكن أن يصبح قلبي

    يابسا .. مثل حصان من خشب

    باردا..

    مثل حصان من خشب

    هل من الممكن إلغاء انتمائي للعرب

    إن جسمي نخلة تشرب من بحر العرب

    و على صفحة نفسي ارتسمت

    كل أخطاء ، و أحزان ، و امال العرب ..




    سوف أبقى دائما ..

    أنتظر المهدي يأتينا

    وفي عينيه عصفور يغني ..

    و قمر ..

    و تباشير مطر ..

    سوف أبقى دائما ..

    أبحث عن صفصافة .. عن نجمة ..

    عن جنة خلف السراب ..

    سوف أبقى دائما ..

    أنتظر الورد الذي

    يطلع من تحت التراب ..
    نحن باقون هنا ..

    هذه الأرض من الماء إلى الماء .. لنا

    ومن القلب إلى القلب .. لنا

    ومن الاه إلى الاه ..لنا

    كل دبوس إذا أدمى بلادي

    هو في قلبي أنا

    نحن باقون هنا

    هذه الأرض هي الأم التي ترضعنا

    وهي الخيمة ، والمعطف ، والملجأ

    والثوب الذي يسترنا

    وهي السقف الذي نأوي إليه

    وهي الصدر الذي يدفئنا ..

    وهي الحرف الذي نكتبه ..

    وهي الشعر الذي يكتبنا ..

    كلما هم أطلقوا سهما عليها ..

    غاص في قلبي أنا

    سندباد كان بحارا خليجيا عظيما .. من هنا

    والذين اشتركوا في رحلة الأحلام ، هم أولادنا

    والمجاديف التي شقت جبال الموج كانت من هنا ..

    إننا نعرف هذا البحر جدا .. مثلما يعرفنا ..

    فعلى أمواجه الزرق ولدنا

    ومع الأسماك في البحر سبحنا ..

    ومع الصبيان في الحي .. لعبنا .. وسهرنا .. وعشقنا ..

    هذه الأرض التي تدعى الكويت

    هبة الله إلينا

    ورضاء الأب والأم علينا

    كم زرعنا أرضها نخلا وشعرا

    كم شردنا في بواديها صغارا

    ونخلنا رملها شبرا فشبرا

    وعلى بلور عينيها جلسنا نتمرى

    هذه الأرض التي تدعى الكويت

    بيدر القمح الذي يطعمنا

    نعمة الرب الذي كرمنا

    ويد الله التي تحرسنا

    قد عرفنا ألف حب قبلها ..

    وعرفنا ألف حب بعدها ..

    غير أنا

    ما وجدنا امرأة أكثر سحرا

    ما وجدنا وطنا

    أكثر تحنانا ، ولا أرحم صدرا

    هذه الأرض التي تدعى الكويت

    هي منا .. ولنا

    كل دبوس إذا أوجعها .. هو في قلبي أنا ..

    هذه الأرض التي تدعى الكويت ..

    نحن معجونون في ذراتها ..

    نحن هذا اللؤلؤ المخبوء في أعماقها ..

    نحن هذا البلح الأحمر في نخلاتها

    نحن هذا القمر الغافي على شرفاتها

    هي عطر مبحر في دمنا

    ومنارات أضاءت غدنا

    وهي قلب اخر في قلبنا

    الكويتيون باقون هنا

    الكويتيون باقون هنا

    وجميع العرب الأشراف باقون هنا

    الكويتيون باسم الله .. باسم السيف ..

    باسم الأرض ، والأطفال ، والتاريخ




    باقون هنا

    نلثم الثغر الذي يلثمنا

    نقطع الكف التي تضربنا
    أتحداهم بشعري
    وبنثري
    وصُراخي
    وانفجاراتِ دمائي
    أتحدى ألفَ فِرعونٍ على الأرضِ
    وأنظمُّ لحزبِ الفقراء
    سيظلون ورائي
    بالإشاعاتِ ورائي
    والأكاذيبِ ورائي
    غيرَ أني
    ما تعوّدتُ بأنْ أنظرَ يوماً للوراءْ
    فلقد علّمني الشعرُ بأنْ أمشي
    ورأسي في السماءْ.__
    يقولون :
    إنَّ الكلامَ امتيازُ الرجالِ
    فلا تنطقي !!
    وإنَّ التغزّلَ فنُ الرجالِ
    فلا تعشقي !!
    وإنَّ الكتابةَ بحرٌ عميقُ المياهِ
    فلا تغرقي
    وها أنذا قد عشقتُ كثيراً
    وها أنذا قد سبحتُ كثيراً
    وقاومتُ كلَّ البحارِ ولم أغرقِ.





    وعن الحب وعمّن تُحب قالت في الجزء الأول من قصيدة ( تمنيات إستثنائية لرجلٍ إستثنائي ) :
    أنا أرفضُ الحبّ المُعبّأَ في بطاقات البريدْ
    إني اُحبّكَ في بدايات السنةْ
    وأنا أُحبكَ في نهايات السنةْ
    فالحبُ أكبرُ من جميع الأزمنةْ
    والحبُ أرحبُ من جميع الأمكنةْ
    ولذا أُفضّلُ أنْ نقولَ لبعضنا
    " حبٌّ سعيد ْ "
    حبٌّ يثورُ على الطقوسِ المسرحيةِ في الكلامْ
    حبٌّ يثورُ على الأصولِ على الجذورِ على النظامْ
    حبٌّ يحاولُ أنْ يُغيّرَ كلَّ شيءٍ في قواميسِ الغرامْ.


    الصديق في أشعار سعاد الصباح
    وعبّرت عن الصداقة مع الجنس الاخر بصدق وحرارة وعفوية. سأختار أجزاءً مما قالت
    عن هذا الموضوع في قصيدة ( كُنْ صديقي ) :


    كُنْ صديقي !
    كم جميلٌ لو بقينا أصدقاءْ
    إنَّ كلَّ امرأةٍ تحتاجُ أحياناً إلى كفِ صديقْ
    وكلامٍ طيّبٍ تسمعُهُ

    كن صديقي !
    إنني أحتاجُ أحياناً لأنْ أمشي على العشبِ معكْ
    وأنا أحتاجُ أحياناً لأنْ أقرأَ ديواناً من الشعرِ معكْ
    وأنا – كامرأةٍ – يُسعدُني أنْ أسمعكْ.

    كُنْ صديقي !
    فأنا مُحتاجةٌ جداً لميناءِ سلامْ
    وأنا مُتعَبةٌ من قصصِ العشقِ وأخبارِ الغرامْ
    وأنا مُتعَبةٌ من ذلك العصرِ الذي يعتبرُ المرأةَ تمثالَ رُخامْ.


    وكعضو في المنظمّة العربية لحقوق الإنسان، تطوّعت للدفاع عن حقوق بنات جنسها بصوت قوي صريح. صوًرت ما تعانيه المرأة المكبوتة والمخنوقة الصوت في المجتمعات الذكورية. صرخت في قصيدة ( المجنونة ) :

    أنا في حالة حبٍّ… ليس لي منها شفاءْ
    وأنا مقهورةٌ في جسدي
    كملايينِ النساءْ
    وأنا مشدودةُ الأعصابِ لو تنفخُ في أُذْني تطايرتُ دُخاناً في الهواءْ

    يا حبيبي :
    إنني دائخةٌ عشقاً
    فلملمني بحقِ الأنبياءْ
    أنتَ في القطبِ الشماليِّ وأشواقي بخطِ الإستواءْ
    .



    إنتمائي هو للحبِّ وما لي لسوى الحبِّ انتماءْ
    سيدي :
    مشاعري نحوك بحرٌ ما له سواحلْ
    وموقفي في الحبِ لا تقبلهُ القبائلْ
    يا سيدي : أنتَ الذي أُريدُ لا ما تريده تغلِبٌ ووائلْ

    يا سيدي : سوف أظلُّ دائماً أُقاتلْ
    من أجلِ أنْ تنتصرَ الحياةْ
    وتورقَ الأشجارُ في الغاباتْ
    ويدخلَ الحبُّ إلى منازلِ الأمواتْ
    لا شيءَ غيرُ الحبِّ يستطيعُ أنْ يُحرّكَ الأمواتْ…
    يا سيدي : لا تخشَ أمواجي ولا عواصفي
    ألا تحبُ امرأةً ليسَ لها سواحلْ ؟؟






    منقوول من عدة مواقع
    التعديل الأخير تم بواسطة *مزون شمر*; 17-02-2008, 11:14 AM.
  • MaLeK-3l -Ard
    V - I - P
    • Nov 2007
    • 4302

    #2
    يسلمووووووووووووووووو ويعطيكى الف عافيه مشكوووووووووووووووووووره

    ميرنا

    تعليق

    • حرامي شباصات
      عـضـو فعال
      • Jan 2008
      • 115

      #3
      الصراحه موضوع حلوو بس الصدق تعبت وانا اقراء انشالله نكلمه على خير يسلموو على الموضوع
      تقبلي مروري

      تعليق

      • كبرياء الكون
        عـضـو فعال
        • Mar 2008
        • 175

        #4
        يعطيك ألف عافيه
        نقل متميز

        تعليق

        • M!s$ Etekate
          عـضـو فعال
          • Oct 2007
          • 183
          • ILove listing to music so match

          #5
          يسلمو ع النقل...

          تعليق

          • فراشه غزه
            عضو متألق
            • Jan 2008
            • 384

            #6
            يعطيك العافيه ع الكلام الحلوووووو
            يسلموووووووووووووووو يا غلا

            تعليق

            • *مزون شمر*
              عضو مؤسس
              • Nov 2006
              • 18994

              #7
              الشكر لكم عالمروور
              لاعدمتكم

              تعليق

              • الأدهم اليماني
                عـضـو
                • Sep 2008
                • 18

                #8
                يعطيك العافية
                مشكورة
                نحياتي لكككككك

                تعليق

                google Ad Widget

                تقليص
                يعمل...