إن امتلاك المبدع لموهبة الشعر ، خاصة إذا كان ذا تصويرات رائعة ، وخيالات محلقة ، يدل على وجود عبقرية في ذاته الشاعرة . ومن ذلك ما وصف به أبو تمام من أنه " رجل علمه وعقله يفوق شعره " .
وإنما نقصد هنا بالعبقرية الشاعرة ، التي تنقلك من عالمك الذي أنت فيه إلى عالم الشاعر ، لتعيش أنت وهو ، قرب بحيرة شعره تتسامران. وهذا يتطلب من الشاعر نفسه أن يملك أدوات فنية ماهرة ليصنع ذلك المطلب العزيز . فلا بد له من عين ثالثة ، ترى في الطبيعة ما لا تراه العينان المبصرتان . وأذن ثالثة تعي من همس الأيام والليالي ما لا تعيه الأذنان . يقلِّب عينيه في وردة ذابلة فيرى فيها مأساة الدهور . ويشاهد طفلاً يركض خلف فراشة فيرى فيه أسرار الكون والحياة.
إن سر العبقرية الشاعرة : هو أن يجعل المتلقي يشعر أنه أمام نبض اخر يحاكي نبض مشاعره ن فيعرف بعدها كيف يستمتع بالحياة ، بل كيف يحسن تحملها ، من خلال ما يراه من صور خيالية ، وافاق رحبة . ومما يحسن وروده هنا قصة للشاعر الأعمى بشار بن برد أوردها الأصمعي حيث قال :
ولد بشار أعمى ، فما نظر إلى الدنيا قط ، وكان يشبه الأشياء بعضها ببعض في شعره ، فيأتي بما لا يقدر البصراء أن يأتوا به ، وقد أنشد قوله :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا *** وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
--- ما قال أحد مثل هذا التشبيه ، فمن أين لك هذا ولم ترَ الدنيا قط ؟!!! ولا شيئاً منها ؟!!! قال بشار : إن عدم النظر يقوي ذكاء القلب ، ويقطع عنه الشغل بما ينظر إليه من الأشياء ، فيتوفر حِسُّهُ ، وتذكو قريحته.
فإلى إخوتي في منتدى الشعر ، هلموا إلى شيء من صور بشار في عبقرية ذاته الشاعرة ، ولو مع قلة التأليف الشعري.
بقلم البراء
وإنما نقصد هنا بالعبقرية الشاعرة ، التي تنقلك من عالمك الذي أنت فيه إلى عالم الشاعر ، لتعيش أنت وهو ، قرب بحيرة شعره تتسامران. وهذا يتطلب من الشاعر نفسه أن يملك أدوات فنية ماهرة ليصنع ذلك المطلب العزيز . فلا بد له من عين ثالثة ، ترى في الطبيعة ما لا تراه العينان المبصرتان . وأذن ثالثة تعي من همس الأيام والليالي ما لا تعيه الأذنان . يقلِّب عينيه في وردة ذابلة فيرى فيها مأساة الدهور . ويشاهد طفلاً يركض خلف فراشة فيرى فيه أسرار الكون والحياة.
إن سر العبقرية الشاعرة : هو أن يجعل المتلقي يشعر أنه أمام نبض اخر يحاكي نبض مشاعره ن فيعرف بعدها كيف يستمتع بالحياة ، بل كيف يحسن تحملها ، من خلال ما يراه من صور خيالية ، وافاق رحبة . ومما يحسن وروده هنا قصة للشاعر الأعمى بشار بن برد أوردها الأصمعي حيث قال :
ولد بشار أعمى ، فما نظر إلى الدنيا قط ، وكان يشبه الأشياء بعضها ببعض في شعره ، فيأتي بما لا يقدر البصراء أن يأتوا به ، وقد أنشد قوله :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا *** وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
--- ما قال أحد مثل هذا التشبيه ، فمن أين لك هذا ولم ترَ الدنيا قط ؟!!! ولا شيئاً منها ؟!!! قال بشار : إن عدم النظر يقوي ذكاء القلب ، ويقطع عنه الشغل بما ينظر إليه من الأشياء ، فيتوفر حِسُّهُ ، وتذكو قريحته.
فإلى إخوتي في منتدى الشعر ، هلموا إلى شيء من صور بشار في عبقرية ذاته الشاعرة ، ولو مع قلة التأليف الشعري.
بقلم البراء
تعليق