...
.
.
دُموعُ عيني على الخدّين ِتنهَمِرُ
مِن فَرطِ وجْدِي يَكادُ القلبُ يَنفَطِرُ
ودّعْتُ بَدري .. وفي الخَفّاق ِيَدفَعُنِي
شَوقٌ تَرامَى على الأطراس ِ يَنتثِرُ
..
أحلى الزنَابق ِأهواهَا .. فيقتلُني
حُبٌّ .. تغَلغَلَ في الأعمَاق ِينتَشِرُ
يا رَوعة َالكون ِإنْ طالَ الفُراق ُ .. ألا
يَدنُو لِقاءٌ .. لهُ ما عشتُ أنتظرُ
الحُبُّ يَدفِقُ شَلالا ً بأوردتي
فمَنْ يَلوم ُ .. إذا أودى بيَ السَهَر ُ ؟
ما غابَ شَخصُكِِ عَن عينيَّ ثانِيَة ً
طِوالَ ليلي على شاطِيكِ أفتَكِرُ
عيناكِ ... عيناكِ أمواجٌ تُغرقني
ومِن لذيذِ لمَاكِ الشَهدُ يُعتصَرُ
الوردُ يغفُو على خدَّيكِ مُؤتلِقَا ً
وشَعرُكِ الليل ُ.. فيهِ وَجهُكِ القمَرُ
على جبينكِ .. ضاءَ الفَجرُ مُؤتلِِقَا ً
ومَاسَ عُودُكِ .. عُودٌ مُزهِرٌ نَضِرُ
إنِ ابتسمتِ .. أرى الأنسامَ عاطِرة ً
وإن شَدَوتِ .. يَمِيسُ الطَيرُ والشَجَرُ
لولاكِ .. لولاكِ ما دَوَّنتُ قافِية ً
حُروفُها .. مِِن بُحور ِالحُبِّ تُبتَكَرُ
لَمْ تَعشَق ِ الرُوحُ إلاك ِ.. مُعذبتي
فهل مَلاكٌ أجيبي أنتِ . . أم بَشر ُ ؟
..
أكادُ أُخْنَقُ مِن شَجْو ٍ يُلاحِقُني
فيُنعِشُ الرُوحَ حُبٌّ فَوحُهُ عَطِرُ
يا قلبُ ويحَك َ.. بَعضٌ مِن مُكَابَدَةٍ
لَو فارقتكَ لذابَ الصُلْبُ و الحَجَرُ
هيَ المَلاكُ .. هيَ الدُنيا بروعَتِهَا
هيَ الرَبيعُ .. بهِ الأكوانُ تزدَهِرُ
إبداعُ ربّي تَجَلى في مَحَاسِنِهَا
فيا لَسِحر ٍ بهِ قَد حَارَتِ الفِكَرُ
إن رُمْتُ وَصفَا ً لبَعض ٍ مِن مَفاتِنِها
لشُلَّ عقلي .. بِمَا تزهُو بهِ الصُورُ
..
يا بنتُ مَهْلا ً .. فقد حَلَّ الفُراقُ بنا
وأظلمَ الدَوحُ .. لا شَدوٌ ولا سَمَرُ
إنْ كانَ ذنبي طريقُ العلم ِأبعَدَنا
فالذنبُ عِندَ حَبيبِ الرُوح ِمُغتَفَرُ
.
.
.
مِهَادُكِ القلبُ .. أحلامي ومُؤنسَتي
وللمَمَاتِ بِهَذا الحُبِّ أفتخِرُ
لا أوحَشََ الله قلبَا ً.. تسكُنينَ بِهِ
ولا حُجِبْتَ عَن ِالأبصَار ِيا قَمَرُ
..
.
.
بقلم : باسم رياض نجَّار
.
..
..
تعليق