لا أهاب القيامة
لكن هدوء الروح
مقلق كالجحيم
بكل اتّجاه عتمة مؤكّدة
ومعظم الوجوه التي
عرفتها
سقطت ملامحها في غمرة
النفاق
لا أهاب القيامة لكنني وشعبا
بأكمله
أمضيت دهرا حالكا
توهّج بالفجور
لم يكن الدويّ وحده
كفيلا بالنحيب
وليست الاْجساد
التي تناثرت
فداء دعابة
قهقه لها طويلا
مجلس الشيوخ
مدعاة للنواح
ولاحتّى الاْماكن التي تقطّعت
أوصالها والجسور
توجب النزيف
إنّما عينا طفلي
ذي الربيعين
وبضع السنابل
كانتا تسألاني بإلحاح شديد
حين ضممته إلى صدري
باحثة عن جدار أكثر صلابة
أواري به ماهدّمته الغارة
من أعصابي
وماردمه الحياد من بقيتي الباقية
كيف تستباح سماؤنا
هكذا أمّي
وزاد على صمتكم
وصمتهم
صمتي
ومنذ ذلك الحين
أقف وشعبا بأكمله
مطأطأة الكيان
لا ألوي ، على لغة .. تفضح
الاْسماء
والاْفعال
والضمائر
لا ألوي ، على قصيدة
تليق بمهرجان
تزدحم فيه الاْكفّ
للتصفيق
هذا بلاغ تسلل
خارج الجرح
أقرأه عليكم
فمن شهد منكم الشعر
فليصنه
ومن كان منكم
غريضا
أو على صمم
فليندحر
لن أتقبّل عزاء البوح
بأقلّ من رصاصة
سنّوا
رماحكم لاستقبالي
ارفعوا المشانق
فما بين موت ، ذليل وموت أذلّ
قد يعتذر الغادر عنه لاحقا
أختار الاْكثر ، مذلّة
كأن يصادر أحدكم
صوتي مثلا
ورغم كل احتمال
أقول : لا أهاب القيامة
لكنّ شهوتي ، كما نخوتهم
مصابة بالغثيان
وها أعضائي كلّها ، وفحولتهم
رويدا ... رويدا
تفقد جدواها
فهل من يبشر ، جثتي
وعروبتهم بالحياة
هل من يعيد لنسلي القادم
ونسلكم
كبرياءه المفقود ؟
حينها ، مليّا سأكترث
وأعدكم
القيامة ... أكون
من كتابات الشاعرة والأديبة (( غادة فؤاد السمان )) وهي من دمشق مقيمه في لبنان من عام 1992م وهي من مواليد عام 1964 كما أنها عضو الكتاب العرب
تعليق