قوافي الوجع

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رجل القمر
    عـضـو
    • Oct 2006
    • 12

    قوافي الوجع

    صَهيلُ الروحِ يرتفعُ
    ويَكتُمُ صوتَه الفزَعُ

    و أخشى أنْ أبوحَ بهِ
    وليس السطرُ يَتّسِعُ

    ففي الأنفاسِ اهاتٌ
    تُواصِلُني و تَنقَطِعُ

    فينتفِضُ اليَراعُ لها
    و حِبرٌ راعَهُ الهَلَعُ

    أريدُ مساحةً أُخرى
    ليكتبَني بها الوَجَعُ

    ***

    غزلتُ الحُبَّ للقمرِ
    بشِعرٍ هامَ بالسهَرِ

    و أعتقُ اهَةً حَرّى
    فتأسرُ اهتي ضَجَري

    و أشكو هَجْرَ فاتنتي
    تامرَها معَ القَدَرِ

    فيدنو البدرُ مُنكسِراً
    يحاولُ جَبْرَ مُنكسِرِ

    يقولُ : عيونُ مَنْ تهوى
    كعينِكَ تَقتَفي أثَري

    ألا يا بدرُ خَبّرْها
    و إنْ لا ترتجي خَبَري

    نَفاني العِشقُ مِن مُدُني
    أضعتُ الحُبَّ في سفري

    فلستُ الانَ أعشقُها
    و غادرَ لحنُها وتري

    أريدُ مساحةً أخرى
    ليكتبَني بها خَبَري

    ***

    يئستُ و خانني الأملُ
    وفَتْ بوعودِها العِلَلُ

    وفَقْرُ الحالِ زودَني
    غِنىً بالنفسِ يَتصِلُ

    يدي تندسُّ في جَيبي
    و يُخرِجُها أسىً ثَمِلُ

    كما دخلتْ على أملٍ
    تُرى هل ينفعُ الأملُ ؟

    و لكنْ ليسَ ذا همّي
    فهذا الفقرُ يُحتَمَلُ

    أريدُ مساحةً أخرى
    لتنزِفَ دمعَها المُقَلُ

    ***

    زماني ليسَ يعرفُني
    جميلُ الحَظِّ أنكَرَني

    و عانَقني الضياعُ على
    تُخومِ اليأسِ و الشجَنِ

    فلا الأصحابُ أصحابٌ
    ولا دمعي و لا كَفَني

    أُناجي نورَ أفئدةٍ
    و لكنْ ليسَ تَسمعُني

    كعصفورٍ يزقزقُ فو
    قَ أكوامٍ مِنَ العَفَنِ

    غريبٌ أحتسي قدَري
    مِنَ الويلاتِ و المِحَنِ

    و جُرحُ الغَدرِ قَرَّحَهُ
    لهيبُ الحقدِ مِن دَرَني

    أليسَ الظلمُ أن أحيا
    غريبَ الروحِ في وطني

    سَأترُكُ نَزفَ مُغْتَرَبي
    فليسَ الجُرحُ يؤلمني

    أعودُ لجُرحِ قافيتي
    و أوجاعٍ تُعذّبُني

    ***

    بَكَتْ و الليلُ يَستمعُ
    حروفي أيها الوَجَعُ

    أمازالَ الخَريفُ على
    رُبا الأرواحِ يَضطجِعُ ؟

    عروبتُنا تُهَدْهِدُ أمْ
    سَها والهَمْسُ يَنقطِعُ

    بَكَتْنا حينَ أضْحَكَنا
    غُرورُ النفسِ و الطمَعُ

    و نحيا ذلَ فُرقتِنا
    صنوفَ الإثم نبتدع

    تضيقُ بنا ضَمائرُنا
    و أفْقُ الوَهمِ يَتَّسِعُ

    فعذراً يا ثرى وطني
    يُدَنِّسُ طُهرَكَ القَذَعُ

    ***

    فلسطينيةٌ روحي
    و لكنْ ليسَ تَنْخَدِعُ

    و لا دخلتْ لها فتنٌ
    ولا سَكَنَتْ بها البِدَعُ

    و لا نكأتْ جراحَ أخٍ
    و لا إيمانَها تدعُ

    فكيفَ أقُصُّ أجنحَتي
    و طيرُ الخوفِ يَرتَفِعُ

    تَرَكْتُمْ قدسَكم تبكي
    و قد أودى بها الجَزَعُ

    تَهُزُّ النخلَ مَريَمُنا
    ولا رطبٌ لها يَقَعُ

    و إنْ عادَ المسيحُ لنا
    و جوهٌ سوفَ تَمْتَقِعُ

    فشكراً يا بني وطني
    بأنْ أفناكُمُ الجَشَعُ

    ***

    إلى لبنانَ مُرتَحَلي
    لها في القلبِ مُتَّسَعُ

    و في بيروتَ قافيتي
    سَباها الجوعُ و الشبَعُ

    تُبادِلُها الخُطوبُ أسىً
    و صَدْعُ الأمسِ يَنْصَدِعُ

    و أهداها الزمانُ بلىً
    و فَتَّتْ زِنْدَها شِيَعُ

    فما بالُ الرجالِ بها
    لحُكْمِ الغَربِ قد خَضَعوا

    فلا الأفعالُ تَجْمَعُهُمْ
    و لا الأقوالُ تَجْتَمِعُ

    ولا القرانُ يُسمِعُهمْ
    و لا إنجيلَهمْ سَمِعوا

    و ما لحُروفِهمْ حِبْرٌ
    و ما للصوتِ مُسْتَمِعُ

    فيا لبنانُ معذرةً
    رجالُكَ للخنا خَنَعوا

    و تحتَ ثراكَ أبطالٌ
    جُذورَ الحِقدِ تَقْتَلِعُ

    و فوقَ الأرضِ أنذالٌ
    بُذورَ الغِلِّ كَمْ زَرَعوا

    ***

    عِراقيٌ تُبعثِرُني
    القَصيدةُ حينَ تَنْدَفِعُ

    وفي بَغدادَ أنسِجَتي
    بَراها الحُبُّ و الوَلَعُ

    و يبقى سِرُّها أبداً
    ظلاماً ليس يَنقَشِعٌ

    فلا ( الحَجَّاجُ ) يَنفَعُها
    و لا ( صدامُ ) يَنتَفِعُ

    و تملأُ أفْقَها فِتَنٌ
    معَ الراياتِ تَرْتَفِعُ

    متى يستيقظونَ بها
    رِجالٌ بعد أنْ هَجَعوا

    وفِكرُ الكُفرِ يُقْنِعُهُمْ
    بأنَّ الظلمَ يُنْتَزَعُ

    عِراقِيٌ و خَبَّرَني
    أبي و الأذْنُ تَسْتَمِعُ

    خليجُ النفطِ بلوانا
    و فيهِ يَكْمُنُ الوَجَعُ

    ستبقى يا عراقُ لنا
    رحيقاً رُغْمَ ما صَنَعوا

    و مِنكَ العِطرُ في دمِنا
    و فيكَ المَجدُ مُقْتَنِعُ

    ***

    غَزلتُ الهَمَّ مِنْ قلمٍ
    على الأوجاعِ يطّلعُ

    فقلْ يا شِعرُ كيفَ العشقُ
    و الأوطانُ تَنْسَفِعُ

    وكيفَ الحُبُّ يشغلُنا
    و تملأ قلبنا المتعُ

    و هلْ للفَقرِ مُتَّكأٌ
    بروحٍ هدَّها الفَزَعُ

    كَفاكُمْ يا بني وَطَني
    ذَروا الأحقادَ و اسْتمعوا

    إذا ما الدهرُ شَتَّتَنا
    بحُضنِ الأمِّ نَجتَمِعُ

    فَهَمُّ الأرضِ صَيَّرَنا
    طيوراً هَمُّها الشبَعُ

    طيوراً دونَ أجنِحَةٍ
    (على أشكالِها تَقَعُ )
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #2
    قصائد جميله
    يعطيك العافيه
    تقبل مرووري

    تعليق

    google Ad Widget

    تقليص
    يعمل...