رجل طاعن في السن قد غزا الشيب رأسه ..اتخذ لنفسه مقعدا تحت ظل شجره وكان يضع بين يديه كتابايتصفحه ويطالع بعض ما ورد فيه..وقد ارتدى نظارة سميكه تمكنه من قراءة ما بين السطور..تعب من المطالعه وأسند رأسه إلى الخلف وغاص في بحر الذكريات فترقرقت الدموع في مقلتيه وهو يعود بذاكرته إلى الوراء.. فتذكر زوجته الراحله وابنيه التوأم اللذين أفنى زهرة شبابه في تربيتهما بمفرده بعد أن أعيا المرض زوجته وأقعدها عن الحركه ولم تكد تمضي بعض الشهور حتى رحلت عن الدنيا وفارقتها دون رجعه..فنذر الأب المكلوم حياته لتربية ابنيه ولم يرضَ بإحضار زوجة أبٍ لهما ..فتولى تربيتهما بمفرده فكان بالنسبه لهما الأب و الأم في انٍ معا ..وعندما اشتد عودهما وتخرجا في الجامعه و حصلا على أرقى المراكز وفكرا في إكمال نصف دينهما فتقدما لإحدى العوائل المعروفه بوجاهتها وثروتها ليخطبا ابنتين من بناتها فكان أحد شروط العائله أن لا تعيش ابنتهما مع والد التوأم ففكرا في مصلحتهما الشخصيه وقادهما تفكيرهما الشيطاني في إيداع والدهما دار المسنين فما لبثا ان نفذا الفكره واقتاداه إلى إحدى الدور القريبه وأتما زفافهما ..وقد مضى على فعلتهما عدة شهور لم يكلفا نفسيهما العنت ويسألا عن والدهما أو أن يقوما بزيارته.. وتناسيا تضحياته التي قام بها من أجلهما..فماذا يمكن أن نقول إزاء هذا العقوق الواضح في حق الأب المضحي الذي لم يتمنَ من إبنيه الا التواجد بقربهما والتنعم بوجودهما وتمضية ما بقى له من عمر بجانبهما ...فمن ينصف هذا الأب المكلوم !!!!
أودعاني ..دار المسنين!!!
تقليص
X
google Ad Widget
تقليص
تعليق