حكاية سلوم

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سلوم
    عـضـو
    • Oct 2007
    • 18

    حكاية سلوم

    أخوني وأخواتي الكرام أعضاء هذا المنتدى الجميل الراقي أهدي لكم مشاركتي هذه والتي تتمثل في قصة من تأليفي وأنتاجي عساها ان تنال أعجابكم , وسوف اكملها في حلقات متتالية كل يوم جزء أو جزئين حسب قدرتي , أتمنى منكم مساعدتي في أتمامها على ان لا تتضمن مشاركاتكم ( قتل ) أو ( كلمات بذيئة تسيء للقصة )


    وعلى بركة الله نبدأ



    البداية :

    كعادته في كل صباح يصحوا مبكرا ويؤدي الصلاة ثم يتوجه الى أمه العجوز يقبل يديها ويطلبها الدعاء له , ثم لا يتركها الا وقد أطمأن عليها وعلى صحتها , يلبس ثياب خرقة تتناسب وظروف عمله , ثم يمشي الهوينا متجها الى دكانه أو ورشته الصغيرة في السوق الشعبي , وفي الطريق يتبادل تحية الصباح على كل من يمر به , وكعادتهم أهل البحرين ترسم الأبتسامة على وجوههم السمراء وتتوزع لتشمل كل الناس كان سلوم واحدا من هؤلاء الناس الذي لا يبخل على الأخرين بأبتسامته المعهودة ,

    وماهي الا خمس دقائق الا ويصل دكانه وقد لاحظ تأخره عن موعد بدأ العمل فقد أعتاد أن يسبق جاره حسن بائع القماش وجاره منصور ( الأيراني ) بائع الخبز في افتتاح دكانه , لكن اليوم كلا الجارين قد فتحا دكانيهما , يمد يده على المفاتيح ويفتح الدكان ويخرج بعض الكراسي الجاهزة وبعض الأخشاب خارج الدكان كنوع من الأعلان عن نشاطه وهو النجارة , فقد تعلم سلوم النجارة على يد والده المرحوم وهو في السابعة من عمره وبقي مع والده الى ان توفي بمرض الحصبة الذي كان شائعا في ذلك الزمان ,

    يحمل سلوم قدحا كبيرا ويملئه بالماء ثم يسكبه على بوابة المحل تبركا وطلبا للرزق , ثم يبدأ العمل وقد كان عليه انجاز خمسة كراسي خشبية كان جاره محمود قد أوصاه عليها منذ الأسبوع الماضي الا انه تأخر لينجز أعمال اخرى لزبائن أخرين كانوا يدفعون نقدا وليس كما يدفع جاره الذي يدفع له اجلا وبالأقساط كلما توفر لديه المبلغ , وهكذا كانت طريقة سلوم في التعامل مع الجيران والأصحاب والأحباب كنوع من التيسير لهم ومراعات لظروفهم ,

    ينهمك سلوم في عمله وكأن الدنيا كلها صارت بين يديه فمن المنشار الى المطرقة الى المسامير الى الخشب كانت تتنقل يداه ومعها عقله وقلبه ولم يكن يهتم للوقت ولا بالزمان ولا حتى بالمارة الذين ينظرون اليه , حتى انقطعت أفكاره بصوت يصرخ ( انت لا تسمع او انك اصمخ ,,,, يالغبائك ) اللتفت سلوم الى الصوت واذا بأمرءة في العشرون من عمرها وجهها أحمر حانقة غاضبة مقطبة الجبين وهي تحمل في يديها شيء ما لا يعرفه , في الوهلة الأولى كان يظن ان تلك المرءة ربما تتحدث الى أحد ما في السوق , ولكن بعد أن اشارة بأصبعها عليه وهي تصرخ فهم انها كانت تكلمه , رما سلوم ما بيده من أدوات وتوجه الى بوابة الدكان ليفهم ما تريد تلك المرءة
  • الحجري 88
    عـضـو فعال
    • Jul 2007
    • 74

    #2
    بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييز لو تكمل القصة الحلوة باسرع ما يمكن

    تعليق

    • وزير السلطان
      عضو مؤسس
      • May 2005
      • 3779

      #3
      يسلمووووووووو لي سلووووم
      بإنتظار المزيد
      يسعدك ربي

      تعليق

      • سلوم
        عـضـو
        • Oct 2007
        • 18

        #4
        الحجري 88
        وله شوق



        شكرا لتشريفكما صفحتي

        تعليق

        • ريم المها
          عـضـو
          • Oct 2007
          • 3

          #5
          نظر سلوم الى المرأة ووقف مذهولاَ من جمالها الفتان صاحت المرأة قائلة يا

          لك من غبي لماذا تنظر الي هكذا؟؟

          وكان سلوم شارد الذهن لا يدري ماذا تقول هذه المرأة صاحت مرة اخرى بصوت مرتفع أيها الأحمق انتبه سلوم اليها

          وقال: نعم يا سيدتي ماذا تريدين؟ قالت له: هل تعرف أين يقع بيت أم سلوم؟

          ابتسم سلوم وقال: أنا سلوم ردت المرأة بصوت غاضب لا تفهم أنا قلت بيت أم سلوم وليس سلوم ثم قال لها حسنا

          سوف أأخذك الى بيت أم سلوم.أخد سلوم تلك المرأة الي بيتهم أو كما قالت المرأة (بيت أم سلوم) وبعد أن أوصلها

          الي باب البيت رجع الى عمله .

          وهو في الطريق دارت الكثير من التساؤلات في مخيلته: ياترى من هذه المرأة؟ وما اسمها؟ وماذا تريد من امي؟؟؟؟


          ريم المها

          تعليق

          • سلوم
            عـضـو
            • Oct 2007
            • 18

            #6
            وظل سلوم طوال وقته منشغلا في تلك الفتاة رغم كل الأهانات التي تلقاها منها الا انه كان منجذب لها بشكل أو بأخر , ورغم انه يكابر في نفسه ويقول تلك الفتاة مغرورة وغير مؤدبة الا انه يرجع ويقول يا لله ما اجملها من فتاة , وبينما هو شارد الذهن منصرف عن القيام بواجباته اذ قطع عليه أفكاره جاره منصور ( الأيراني ) بلكنته الفارسية الخفيفة قائلا ( سلوم هادك الله ما في روح صلاة المغرب ) التفت اليه سلوم مبتسم وقال نعم انه وقت المغادرة ثم بادره بالسؤال وهل اغلقت دكانك ؟ قال منصور ( الأيراني ) : تبأن تبأن سيدي " طبعا طبعا سيدي بللكنة الفارسية "


            أغلق سلوم دكانه بسرعة وذهب الى بيته مسرعا كي يعلم من أمه عن تلك الفتاة الزائرة , وبالفعل فما هي الا دقيقتين الا وقد وصل بيته وهو ينفخ شهيقا وزفيرا , فتح الباب وتوجه الى غرفة امه وسلم عليها كعادته وقبل يديها وجلس بين يديها جلسة الخادم المطيع أدبا وأحتراما وتقديرا وحبا لها , ثم بادرها بالسؤال امي ما قصة تلك الفتاة يا امي ؟
            أجابت امه بأستغراب عن أي فتاة تتحدث يا بني ؟
            قال لها مشيرا بأصبعه الى ناحية الباب ( تلك التي جائت الى بيتنا اليوم ؟ )
            قالت له أمه وفي وجهها علامات الأستغراب ( وكيف عرفت انها جائت الى هنا ؟ )
            قال سلوم ( كنت مارا بالمنزل لغرض ما وقد شاهدتها تدخل المنزل )
            لم ترد الأم أحراج أبنها أكثر من ذلك , حيث انه من المفترض ان لا يكون دخول فتاة الى منزله مدعات للتسائل حيث اعتادت نساء الجيران والأقارب زيارة أم سلوم وخياطة ملابسهن عندها , حيث انها معروفة بخياطة الملابس النسائيه الجيدة منذ سنوات وهي تعمل في تلك الحرفة وبالضبط منذ وفاة أبو سلوم قبل حوالي العشرين سنة الماضية حيث كان سلوم يبلغ من العمر خمس سنوات

            أجابت أم سلوم وقد فهمت من كان يعني أبنها ( انها حفيدة لمرءة كانت في يوم من الأيام صديقتي , وقد جائت من أجل ان اقوم بتفصيل ملابس لجدتها المسكينة التي يبدوا انها ليست بصحة جيدة )
            قال سلوم : اها نعم نعم , ثم قطع حديثه وقال لأمه أين أجد طعامي ايتها الغالية فقالت له في المطبخ انه جاهز هل تريدني ان اقوم بجلبه لك ؟ قال لها : لا شكرا يا امي الحبيبة سوف اذهب بنفسي الى هناك وأأكل أجمل طعام من أجمل أم وأبتسم وغادر

            كان سلوم في غاية اللطف مع أمه وكان يحبها كثيرا وكانت هي تبادره نفس الحب والحنان كونه أبنها الوحيد وسندها في هذه الدنيا

            أكل سلوم الطعام في المطبخ ثم قام لينام في غرفته , الا ان صورة تلك الفتاة انطبعت على مخيلته وكان يستعيد ذكرى التقائه بها وكلماتها الجارحة وكل أحداث القصة في شريط مصور يتردد من ذاكرته الى عينه وكأنه يعيش تلك الأحداث مجددا , مرة وثانية وأخرى والموضوع نفسه , حتى هو استغرب من نفسه اذ انه لم يواجه مثل هذه الحالة من الأرق في اي يوما في حياته السابقة فما الحكاية ؟

            بصعبوبة بالغة استطاع النوم ليجلس على صوت امه وتحريكها لكتفه وهي تناديه ( هيا أجلس , أجلس يا بني , لقد تأخرت ) جلس ونظر الى ساعة الحائط في غرفته وهي تشير الى الثامنة صباحا , صعق سلوم من الوقت ومن الحدث حيث لم تكن امه لتجلسه يوما بل كان هو السباق دائما في الجلوس وهو من يوقض أمه وليس هي , أعتذر لأمه وهب واقفا وأرتدى ملابس العمل ولم يقم حتى بغسل وجهه بل خرج بسرعة الى العمل ورجلاه لا تكادان تحملانه من سرعة الخطوات كان كمن يهرول , وبالفعل وصل الى الدكان وفتحه وسلم على جيرانه واعتذر عن التأخير وكأنه أقترف ذنبا كبيرا تجاه جيرانه وتجاه السوق , وباشر عمله بجد وأجتهاد

            تعليق

            • ريم المها
              عـضـو
              • Oct 2007
              • 3

              #7
              ذهب سلوم الى عمله وأثناء ما كان منهمكا في عمله توقف قليلا عن العمل وأخذ يفكر في أمر الفتاة

              وهو يقول في نفسه من هذه وابنة من تكون يبدؤ على هيأتها الثراء لن أهدأ عن التفكير حتى أعرف من تكون هذه

              الفتاة الجميلة ثم وصال سلوم العمل وفكره مشغول بهذه الفتاة

              ومرة أخرى توقف سلوم عن العمل وهذه المرة عزم على الرجوع الى البيت وسؤال والدته عن هذه الفتاة اقفل سلوم

              الدكان ورجع مسرعا الى البيت فهو متشوق جدا لمعرفة هذه الفتاة واثناء ما كان يمشي في الطريق أخذ يحدث

              نفسه

              ماذ ا يقول الى والدته عندما تسأله عن عودته مبكرا الى البيت وقال سوف تشعر أمي بالخوف بسبب عودتي الى

              البيت مبكرا ثم قال الله المعين تابع سيره الى البيت الى ان وصل

              طرق سلوم الباب ففتحت له امه وقالت له سلوم حبيبي ماذا دهاك ياولدي لماذا اتيت الى البيت مبكرا هل اصابك

              مكروه لا سمح الله اجاب سلوم لا تخافي يا امي انني مرهقا قليلا بسب الحر اتيت لأخد قسطا من الراحة فقط يا أمي

              نظرت الام الى ابنها وكعادة الام تشعر بأبنائها

              ثم قالت لا بأس عليك يا ولدي ويا ثمر ة فؤادي اذهب الى غرفتك كي ترتاح قليلا سمع سلوم كلام أمه ودخل وتمدد

              على فراشه

              اما ما كان من أمر الام اخذت تتسائل في نفسها يبدو أن سلوم على غير عادته ربما هناك أمرا لا يريد اخباري به

              نظرت الام مرة اخرى الى ابنها وقالت ياولدي ارى بعينك كلام كثير لا تريد اخباري به

              سكت سلوم ولم يرد على والدته وعندما همت أم سلوم بالخروج من غرفة سلوم صاح سلوم قائلا : أماه اماه أريد

              اخباركي بشئ ولكن

              اجابت الأم ولكن ماذا ؟

              سكت سلوم برهة فعاودت الام مرة أخرى السؤال ولكن ماذا ياولدي ماذا بك اخبرني لماذا هذا السكوت

              كان يبدو على سلوم الخجل والارتباك فينظر قليلا الى عين والدته ثم ينظر الى الحائط مرة أخرى قالت الأم سوف

              اختصر عليك السؤال

              أنت تريد أن تعرف من تكون هذه الفتاة التي حضرت الى بيتنا هل هذا صحيح

              نظر سلوم الى والدته وهو مستغرب منها وقال كيف عرفتي يا أمي

              أجابت الأم انه قلب الام وما ادراك ما هو قلب الام فضحكت قليلا وضحك سلوم معها فقال نعم يا امي أريد أن أعرف من

              تكون هذه الفتاة

              قالت سوف أقول لك من تكون هذه الفتاة

              قالت ام سلوم هذه الفتاة تدعى قوت القلوب من أسرة نبيلة واسعة الثراء وتقيم في قصر بالغ الفخامة نظر سلوم

              الى والدته وصاح قائلا نعم يا أمي انها فتاة رائعة الجمال يبدو عليها انها ابنة رجل ثري




              ريم المها

              تعليق

              • سلوم
                عـضـو
                • Oct 2007
                • 18

                #8
                الشكر لك " ريم المها على أكمال القصة



                ثم وفي لحظة صوت سادت لدقيقة ناظرت الأم أبنها تتمعن فيه وتستعرض شريط حياته فلم تكد ترضعه لشهور الا وبدأ يحبوا ثم يمشي ثم يدخل المدرسة ثم يعمل وها هو الأن يفكر في النساء , ثم قالت ام سلوم لنفسها( يبدوا ان أبني قد كبر وأنا لم أشعر بذلك )

                أبتسمت بقلق وقالت لأبنها سلوم ( أسمع يا حبيبي , الأمر ليس كما تتصوره , فتلك الفتاة من عائلة مرموقة وغنية أما نحن فلا نجاورهم لا في نسب ولا في مادة , فأتركها عنك وفكر بمن تكون زوجة مناسبة لك , ثم أضافة بعد صمت ثواني , لعلي استطيع أن اجد من تناسبك من بنات الجيران والأقارب )

                قال سلوم ( لا يا امي لا تفهمني خطأ فأنا لا لم أحب تلك الفتاة ولم أكن اتصوها زوجة , كل مافي الموضوع انني منبهر بجمالها )
                قالت أم سلوم وهي تغلق باب غرفة ولدها مبتسمة ( أرجوا ذلك ياولدي )

                رمى سلوم برأسه على المخدة وراح يبحر في أحلامه وخيالاته , مع تلك الفتاة , قوت القلوب أسم جميل يضيف الى جمالها لمسة من الأنسانية والحنان , نعم يبدوا ان كلام امي فيه شيء من الواقعية , فمن هم مثلي يجب أن لا يفكروا بمن هم أعلى منهم , ليتني التقي بها مرة ثانية , ثم نام الى ان صحى في وقت الظهيرة وبعد الصلاة مباشرة أكل لقمتين من الطعام وترك المنزل ليعود لعمله مرة ثانية


                بعد ثلاثة أيام وفي سيناريوا عجيب ومصادفة أعجب رأى سلوم قوت القلوب تشتري من الدكان المجاور له خبزا ايراني من جاره منصور , وكان سلوم في ذلك الوقت يشتري هو الأخر من نفس المحل , تبادل سلوم وقوت القلوب الأبتسامة الشفافة ثم وبعد أن اتم شراء ما يحتاجه قال لها مودعا وعارضا لخدماته ( ياسيدتي نحن نصنع من الخشب كراسي ودوليب وكل اللوازم المنزلية والأثاث , وبأمكاني ان اقدم لك هذه الخدمة بسعر خاص جدا كون جدتي توصت فيكي ,,, يبتسم )

                فترد قوت القلوب بلطف ( أسمع يا هذا ,,, فيقول سلوم ,,, أنا اسمي سلوم ,,,,, نعم اسمع يا سلوم انا اشعر بحرج شديد منك لأني عاملتك بقسوة في اول لقاء بيننا ولم أكن اعرف انك ابن صديقة امي " ام سلوم " لذا أرجوا ان تسامحني وتغفر لي زلتي , ثم انني في ذلك اليوم كنت متضايقة قليلا لأمور خاصة ,,, نعم نعم مع السلامة وفي أمان الله )

                أحس سلوم بنوع من رد الأعتبار وأحس بأن قوت القلوب ليست سيئة كما كان يتصور , بل هي انسانة حساسة ومؤدبة , لكن ما الذي جعلها تسيء معاملتي في اليوم الأول للقائنا رغم انها لا تعرفني ؟؟؟ فكونها لا تعرفني فهذا لا يجعلها تشتمني وتسبني ؟؟ !!! )

                المهم أن قوت القلوب صارت مهمة في حياة سلوم وانها يوما بعد يوم تتغلغل في نفس سلوم وقلبه رغم قلة اللقائات بينه وبينه والتي أقتصرت على صدف في الطريق أو في دكان أو في بيت أم سلوم

                تعليق

                • سلوم
                  عـضـو
                  • Oct 2007
                  • 18

                  #9
                  تمر الأيام بسرعة كأنها الريح تحمل في طياتها الجميل والقبيح , وفي يوما من الأيام مرت على دكان سلوم أمرءة في الأربعينات من العمر , سلمت عليه وسأته أن كان هو سلوم النجار فأجابها بالأيجاب , فقالت أسمع يا بني قوت القلوب تمر في مرحلة صعبة من حياتها وهي تعيش حالة أكتئاب شديد بعدما فقدت والدتها المريضة بالسل , وأنني لم أجد في قائمة الناس الذين تعرفهم صديق أو صديقة يمكنها الوقوف بجانبها في هذه المحنة , حيث كانت قوت القلوب من النوع الأنعزالي الحزين بفطرتها ,

                  قال سلوم متألما : مسكينة قوت القلوب يالله ما أشد فراق الأهل والأحبة , حق لها أن تحزن ما دامت فقد أجمل شيء في الدنيا وهو أمها , ثم تابع قوله نعم سيدتي ماذا يمكنني أن أفعل ؟ وهل استطيع أن أخدمك ياسيدتي ؟

                  قالت تلك المرءة أنا أسمي هاجر واعمل مربية ل قوت القلوب منذ سنين ويعز علي أن اتركها في هذا الحال وقد سمعت مرة منها بأنها التقت بالصدفة بشاب لطيف أسمه سلوم يعمل نجارا في السوق الشعبي ,

                  قال سلوم متعجب : هل قالت هذا !!.؟.؟؟
                  قالت المربية هاجر : نعم يابني ف قوت القلوب لا تخفي عني شيء في حياتها فهي بالنسبة لي كتاب مفتوح أقرئه متى أردت

                  ثم توقفت قليلا وقالت : هل تساعدني في أخراج قوت القلوب من وحدته بعدما عجز أبوها وجميع أقاربها عن ذلك ؟؟
                  أجاب سلوم مترددا : بكل سرور ولكن كيف ياسيدتي ؟
                  قالت له أسمع يا بني أستطيع أن أقنع والد قوت القلوب بجعلك تعلمها صنعة النجارة
                  قال سلوم بنوع من السخرية : وماللنساء والنجارة
                  قالت المربية هاجر أعلم يا بني أن قوت القلوب حضرت لمعلمين كثيرين كانوا يأتونها الى المنزل لتدريسها المسيقى والخياطة وحتى الزراعة , فوالد قوت القلوب ثري جدا وحريص على تعليم أبنته الوحيدة جميع المهارات التي قد تحتاجها في هذه الحياة

                  أستغرب سلوم من كلام تلك المرءة ولكن يبدوا ان الفكرة قد راقت له , فهو في حاجة الى التقرب من قوت القلوب ومعرفتها أكثر وهذه هي أحسن مناسبة لذلك , فرصة ذهبية قد لا تتوفر لذلك العاشق المحروم , فكر لبرهة ثم قال : بالتأكيد ياسيدتي انا موافق ولي الشرف في أن أساعد تلك الفتاة الطيبة
                  ابتسمت تلك المربية هاجر وقالت : أذا سوف أخبرك بموعد القدوم غدا , بعد أن اتحدث الى والد البنت , أشكرك يا بني , الى اللقاء


                  وفي اليوم التالي وفي الصباح الباكر ما ان وصل الى الدكان الا ويرى تلك المرءة ( المربية هاجر ) تقف أمام دكانه , سلمت عليه بحرارة وكانت مسرورة جدا حيث قالت له موعدك اليوم بعد صلاة الظهر وحتى المساء وسوف يعطيك والد قوت القلوب مبلغا من المال لقاء تدريبك أبنته , لا تنسى بعد صلاة الظهر , الى اللقاء انا مشغولة جدا

                  تركته ولم يستطع أن يتكلم بكلمة واحدى عدى رده للسلام , فالمربية هاجر لم تترك له مجال للكلام , أخذ سلوم يفكر في تلك المرءة هاجر وبطريقتها المختصرة وببشاشة وجهها وكأنها تعرفه من طول زمان

                  وأخذ يجهز للمقابلة الصعبة بينه وبين قوت القلوب وكيف سيستطيع أخراجها من الأكتئاب الحاد الذي تعيشه بل والأصعب منه كيف سيعلم فتاة النجارة !! فالمهمة ليست سهلة كون يدي الفتاة رقيقة وفي بعض أعمال النجارة حاجة للقسوة والشدة خاصة عند الطرق على المسامير ونشر الخشب باليد , ثم قام بالفعل برسم خطة واضحة المعالم في رأسه على سيناريوا محتمل ان يواجهه عند المقابلة , وقام أيضا بالأضافة الى هذا بجمع كل القطع الخشبية وأدوات النجارة التي قد يحتاجها في مهمته ووضعها في كيس مخصص ,
                  وما ان حان وقت الصلاة الا وذهب سلوم الى المسجد كعادته وبعد الصلاة عاد الى الدكان وأخذ حاجيته وغادر في طريقة الى منزل قوت القلوب الذي أستدل على مكانه عن طريق أمه ( أم سلوم )

                  تعليق

                  • ريم المها
                    عـضـو
                    • Oct 2007
                    • 3

                    #10
                    وبعد مشقة المشي وصل سلوم الى قصر قوت القلوب وهناك وقف مذهولا من شدة جمال القصر ثم صاح قائلا يالروعة وجمال هذا القصر ثم قال ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ربي لك الحمد والشكر
                    وقف سلوم عند ابواب القصر الكبير فرأه الحارس وقال له ماذا تريد ايها الفقير ؟نظر سلوم الى الحارس واحس بالحزن الشديد وعيناه كادت تغرق بالدموع من كلام الحارس اجاب :سلوم مرحبا ايها الحارس انا سلوم النجار اتيت بناءا على طلب السيدة هاجر وأريد مقابلة والد قوت القلوب لامرا هام
                    فامره الحارس بالدخول عندما سمع اسم السيدة هاجر ثم اتى الخادم واوصلة الى داخل القصر فدخل وهو يحدق بعينه في جميع اتجاهات القصر وهو مستغرب من روعة وفخامة هذا القصر ثم ادار ببصره يمينا ويسارا ربما يرى قوت القلوب تسير في القصر
                    فجاة رأى سلوم قوت القلوب جالسة فى احدى زوايا القصر وهي تعزف الالحان الموسيقية فرمقته بعينها
                    فغذى قلب سلوم يخفق من شدة حبه الى قوت القلوب وهي كذلك احبته لكنها كتمت حبها له لأنها تعرف المصير فجاة وجد نفسه في قاعة التشريفات وأمامه مستشار والد قوت القلوب ثم قال لسلوم : ماذا تريد يا هذا وما الامر الذي دعاك لزيارة القصر في هذا الوقت
                    هيا اجب واختصر فالوقت قصير
                    تكلم سلوم قائلا : اريد مقابلة سيدك والد قوت القلوب ولا أريد سواه أريد أن أكلمه بنفسي هذا ما اتمناه ايها السيد المحترم اجاب المستشار : حسننا ادخل ولنرى ما عندك وما تتمناه
                    دخل المستشار وبجانبه سلوم الفقير بكل شجاعة وكان والد قوت القلوب في داخل القاعة مع الخطباء والشعراء وكبار الجاهه الكل كان مجتمعا مع والد قوت القلوب في ذلك الوقت كالعاده تقدم سلوم بكل ثقه وهو يمشي فوق السجادة وقال سلوم ايها السيد المبجل
                    أنا سلوم النجار جئت على طلب سعادتكم في تعليم ابنتكم المصون السيدة قوت القلوب اصول النجارة
                    نظر الجميع الى سلوم والدهشة تملئ وجوههم فماذا كان رد والد قوت القلوب الى جميع الحضور ؟


                    ريم المها

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...