شاطيء الغربة .... والغربان

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الحمزاوي
    عـضـو
    • Sep 2007
    • 13

    شاطيء الغربة .... والغربان

    هناك.. عبر مسافات الافق البعيد...
    وقف يقلب الطرف ...
    افكاره مابرحت تفارقة .. وتغرقة مع الموجات..
    غريق ... بلا ايدي ولا ارجل.. ولا معين
    غريق .. قبل الخوض مع الامواج...
    افكار الغربة...غربة الروح وغربة الجسد...تحاصره
    صار الامل عنده كمن ينقش بالصخر.. نقوش نعشه .. الاخير...
    هناك في الطرقات....
    طرقات .. بعيدة.. وروح مكلمومة أضناها الاغتراب..
    يتصاعد مع الافق .. دخان الحزن ...والالم...
    عنصر غريب .. يجهل التأقلم والكلام...
    مهما فعل مهما قال... فمكنونه التلاشي...
    تشيخ بوجه.. سنوات الضيق.... وتبقى الذكرى...
    هاربة.. عنه ...
    حاله كحال.. مئات غيره..يلوكون خبز التشرد..والذل...
    بعيدة عنه .. ايام الطفولة.. وايام كان فيها ملك نفسه لا يهتم ولا يتألم...
    يرى كل ما يطوف حوله بضعة ذئاب.. تنتظر سقوطة..لتجعل من عظامة نحتا تذكريا.. لتقول كان هنا.. الاطلال..والعدم. في ان واحد..
    تتصاعد تيارات دخان ..الحزن.. القاتم.. تملاء دنياه قتامه..
    ولا زال عند شاطيء الغربة.. يفعل كما فعل الذين سبقوه..أما جدران التمنيات؟؟ كما يقال عنها..فقد سقطت.. ولم يبقى منها سوى.. اعمدة سوداء يعلوها السخام .. وكلمات متقطعة بقي منها حرف الالف حيث اللاوجود والباء حيث اللاعوده..
    كان يعتقد ان البحر قد يفهمه او يضمد جراحه النازفات ..لكن البحر ايضا ورغم سعتة ومدياته الممتده ..خانه وابقاه لسخرية الاقدار...
    بقي صاحبنا هذا جالس بلا حراك بين مد البحر وجزره ..لمدة طويله قد نحسبها نحن دهرا لكنها بالنسبه اليه مجرد لحظات قاتمة اخرها تعود عليها...وسار على خطاها بلا اختيار...
    وكل هذا اهون عليه من ان يترك البحر ويعود الى غرفته ...ليتجلد مع اثاثه ويصبح قطعة منه بل قطعة خاويه..دون فائدة ترجى..
    لا شيء في غرفته
    سوى الوحده .. وبضعة وريقات ... وقلب يملئه الصدأ ..حيث من يحبهم فقدهم ... او افتقدهم...
    لا يملك من دنياه الفانية ..شيئا الا قطعه أرض.. لا يعرف مكانها ..أو ربما نهبت .. ووزعت على الذئاب..
    مسكين صاحبنا هذا ؟؟ فهو لا يعلم ان اغلب من بقوا قرب ارضه .. لا يملكون ..ولا يتملكون ..الا على هم واحد وجرح واحد . يضعونه في قلوبهم هو جرح وطن ..
    خوفا من ان ينهب .. او يركل بعيدا عنهم كحال صاحبنا على شاطيء بعيد ..بعيد جدا
  • *مزون شمر*
    عضو مؤسس
    • Nov 2006
    • 18994

    #2
    قصة جميله
    يعطيك العافيه عالطرح

    تعليق

    google Ad Widget

    تقليص
    يعمل...