************ ***نمر بن عدوان************ ***
هو الشيخ نمر بن عدوان..أمير البلقاء
من الشعراء الذين صهرتهم المصائب وهزتهم العواصف القاسيه
نمر بن عدوان .. الأمير .. الشاعر ..الذي قتل زوجته بلا عمد ولا قصد
قصة قصيدة أغنية البدايه للمسلسل،تتلخص في:
إن الشيخ نمر قرر انه يتزوج،وساقه القدر إنه يروح عند شيخ بنته غاية في الجمال،واهيي نفسها البنت اللي يبيها الشيخ نمر.
وهذا الشيخ عنده أيضاً بنت أخو يتيمه لكنها ليست على قدر من الجمال،فقررر الشيخ انه يعطيها الشيخ نمر.
وفي ليلة الدخله شافها الشيخ نمر وما عجبته وكان اسم البنت وضحى،ولما حست انها ما اعجبته اخذت تشيله على كفوف الراحه عشان ما يتركها.
كانت وضحه عند كلامها،ووقع الشيخ نمر في حبها وعاشت معاه عشر سنوا بحب وراحة بال.
كانت وضحى معوده الشيخ نمر اذا جا بالليل تربط الخيل وتدلك ظهره قبل ينام،وفي ليلة من الليالي نست تربط الخيل..
المهم الشيخ قبل ينام عشان تدلكه،سألها وقال ربطتي الخيل يا وضحى؟ واهيي خوفاً منه قالت ايه ربطته.
نام الشيخ نمر وكان ينتظر تجي تدلكه بس ما جات،وفجأة سمع صوت عند الخيل،أخذ سلاحه وراح يشوف،وكانت الليله مظلمه،قام ورمى الشخص اللي واقف عند الخيل،ولما راح يشوف من هالشخص-اكتشف انها حبيبة قلبه وضحى.
وسألها وش مطلعك ياوضحى؟ جاوبته واهي مبتسمه وقالت ذبحتني يا نمر؟؟
قالها انا ما ذبحتك انتي اللي ذبحتيني
وماتت وضحى..ومن يومها والشيخ نمر يكتب القصائد المرثيه
وفي عام 1300ه توفي نمر من زود حزنه على فراق وضحى،وكانت قصيدة البارحه أقوى مرثيه للشيخ نمر...
ما بقى الا أقول..
ومن الحب ما قتل
وبحثاً عن المزيد من المعلومات عن هذه الملحمة المأساوية، أترك لكم هذا التقرير الكامل:
المسلسل التاريخي للشاعر الكبير نمر بن
عدوان
الذي سيعرض في شهر رمضان المبارك ..
و بما أن ملك المملكة كان على إطلاع تام بالشاعر الكبير نمر بن عدوان من
بداياته
حتى أنه غنى في أول البوم فني له من أشاعر هذا الشاعر التاريخي
العظيم ...
أردنا أن نتعمق في تاريخ هذا الشاعر و نطلع جميع أعضاء مملكتنا قصة
هذا
الشاعر التاريخية التي سيكون لراشد الماجد دور في تصويرها لنا ( فنياً )
بصوته
في مسلسل( النمر بن عدوان ) الذي شارك ماجدنا في تقديم مقدمته الغنائية
و بعض المقاطع الغنائية الاخرى التي ستخلل حلقات المسلسل التاريخي ...
و لكن قبل البدء في سرد قصة هذا الشاعر العظيم ...
كان لابد لنا من من عرض و إسترجاع التاريخ الماجدي الخاص بهذا الشاعر
و الذي تمثل في غناء الماجد لأشهر قصائد هذا الشاعر في ألبومه الفني
الأول
( ا يا قلبي ) في عام 1985م و كان عنوان القصيدة و الأغنية ( البارحة )
سأسرد الكثير من التفاصيل المتعلقة بهذه القصيدة في سياق الموضوع
و سيكون لراشد دور كبير في إيصال هذه القصيدة للإبداع الذي تستحق ...
:
:
قصه الشاعر نمر بن عدوان قصه مؤثره جداً
قرأتها...تمعنت فيها ...و أبحرت في تاريخها ...
فوجدت أنها قصة تستحق أن تقص
:
:
من منا لم يسمع المثل الشعبي
هذا بلى أبوك ياعقاب
عندما نتكلم عن شاعر كبير ومشهور وفارس معروف يتبادر إلى أذهاننا الفارس
( نمر بن عدوان )
:
:
أسمه ونسبه
هو الشيخ نمر بن عدوان الصخري من شيوخ بني صخر قبيلة عربية مشهورة
مواطنها الان شرقي الأردن هو نمر قبلان نمر حمدان عدوان فايز وقبيلة
العداوين من قبائل البلقا الغربية ولها في الغور بلدة الشونة ((شونة أبن
عدوان )) وهي بلدة على الضفة الشرقية لنهر الأردن , ويقال كانت منازلهم
حول الطائف ثم حدثت بينهم حروب ومنازعات أدت إلى جلاء بطون عديدة من
عدوان إلى مصر وإفريقيا ثم دارت حروب بين الذين بقوا في ديارهم
فتفرقوا فنزلت هذه الفرقة الأردن فقويت شوكتها وتملكت أراضي زراعية
وكثر عددها ، ولما ولى الملك عبد الله بن الحسين إمارة شرق الأردن حاول
بنو عدوان الخروج عليه فأخضعهم ثم سالموه ولهم اليوم وزن في الأمور
الأردنية ،،
ولا زالت عدوان الأم تسكن شرق الطائف وهي قلة اليوم ويقال أن بعضها
تحالف مع قبيلة زهران ..
ومن فروعهم :
1- الثوابية : ومنهم النوفل
2- السكر
3 - النمر : وهي ذرية نمر بن عدوان
4 - العساف
5 - القرضة : ومنهم العنيزات ، واللوزين ، وابن مفرز ، والدرعان والحجاج
والسلامات والريشة وال سويلم وال أبو سجيان ,,,
:
:
مولده ونشأته
وقد ولد في منطقة ياجوز غربي الأردن في عام 1735م وتوفى في تاريخ 182
وحياة نمر ذاخرة بالقصص والروايات واستطاع أن يوثقها بقصائده الخالدة
بالذاكرة، لأنها حياة إستثنائية عاشها الشاعر وأضاءت لنا ماهية ابداعاته،
ويعد نمر بن عدوان هو أول من تعلم القراءة والكتابة من بادية الأردن، على
يد سيدة فرنسية أعجبت بذكائة وفطنتة وهو طفل، وواصل تعليمة في
القدس والأزهر، ويذكر أنه اول من أقتنى بندقية متطورة في ذلك الوقت،
وقد جاءته البندقية هدية من السائحة الفرنسية التي أهتمت بتعليمه، وقد
تزوج عدة نساء بعد رحيل (وضحى) هن: ( صيته، وطفا، الجازية) ووطفا
أخت وضحى، وصيتة كان يناديها ( رهيفة ) ولم يجمع نمر زوجتين في ان
واحد، وقد عاشت ( وضحى ) معه عشرين عاما وانجبت منه أبنتين توفيا قبل
مجيء عقاب،وسلطان وسارة، ووضحى هي بنت فلاح القضاة من عشيرة
السبيلة من بني ضخر، ورزق نمر بن عدوان بعشرة أولاد هم: ( سلطان،
مسلط، عقاب، فاضل، شبيب، قندي، فارس، عبدالعزيز، باكير، سليمان )
وقد توفى عدد منهم قبل وفاته، ويعد الشاعر المعروف نمر بن عدوان فارس
عين وفارس ذراع، أي أنه يجيد الفروسية والدقة والإصابة باستخدام
البندقية بشكل دقيق بدون خوف أو وجل، ويحمل بداخل نفسه خصال
الرجولة والكرم والفروسية، وكان شعره شاهدا حيا على أفعاله، وكان
شعره مؤثراً ويحمل في طياته كثيراً من القصص الحقيقية، وقصائده كان لها
الأثر الطيب في تطوير وانتشار القصيدة البدوية والانتباه لها في ذلك
الوقت، حيث أسس مدرسة شعرية خاصة به، وهو شاعر كبير وفارس عنيد ولا
يرضى بأنصاف الحلول، لأنه أصلاً شيخ قبيلة ونزاع نحو الطموح لتبوأ
المراكز الأولى سواء بقيادة القبيلة أو طلب العلا على المستوى الأدبي أو
الاجتماعي.
وحياة نمر ذاخرة بالقصص والروايات واستطاع أن يوثقها بقصائده الخالدة
بالذاكرة، لأنها حياة إستثنائية عاشها الشاعر وأضاءت لنا ماهية ابداعاته،
وتوضح لنا الكيفية التي شكل فيها عالمه الخاص، عبر القصائد النبطية
الصادقة، وقد لفت إنتباه الناس منذ صباه وأصبحت قصائده أمثالا حية
وشائعة مثل( هذا بلى أبوك ياعقاب ) أو كما يقولون ( وضحه وابن عجلان )
أو ليس كل ( وضحى وضحى )..
وقد ذكر الرواة أن ابناء نمر بن عدوان ماتوا إلا انه لم يرثيهم مثلما رثى
(وضحى) ويقول البعض ولقد وافاهم الأجل وهم صغاراً، ولم يبك على فراقهم
كما بكى عند قبر (وضحى) وهو يقول:
،،،
يعقاب والله لايميني حواوين
مايفهمون أبدين محيي المماتي
صبري زرعته في زبارات نمرين
أضحيت مثل أجويف أجرجر عباتي
،،،
وقد ضرب شاعرنا مثالا في الوفاء والحب على عكس مايتردد أن البدوي
قلبه قاس ولايلين، ولايتعاطف مع المرأة ويعتبرها مكملا من محتويات منزله،
وربما يذهب البعض بعيدا ويقول أن البدوي ( ناقته ) اغلى من أمرأته، أو
(فرسه) اغلى من زوجته أو أبنته، فقد قال نمر بن عدوان:
،،،
ماسقت بها غير خمسة وثمانين
بهن أبكار وبعض يدرج ولدها
أن جيتها زعلان قامت تراضين
مثل الشفوق اللي تلهي ولدها
مالاعب السامر بين الفريقين
أولاقط أبا العملات كبر جهدها
ولاناطقت غطريف بمنطق اللين
ولاوسوس الشيطان داخل جسدها
وإذا حلفت ياحاج بوائق الدين
ماتحلف إلا بحياتي سندها
من لامني يبلى أبجن الفراعين
يبلى بحاكمٍ ظالم في بلدها
يبقى كصيم الأيادي بلا يدين
وأخرس وأطرم مايسمع نددها
،،،
وذات يوم وجد نفسه امام صديق طفولته ، الشيخ جديع بن قبلان الملحم
وهو من شيوخ
قبيلة عنزه ، أفضى له نمر بحزنه و ألمه ، ووحدته ، وغربته داخل نفسه ،
كان يحاول
أن ينفث همومه خارج قلبه .
لم يكن الشيخ جديع جاهلاً بحياته صديقة ، ويدرك الان أن صديقة يتمزق من
الألم والحسرة
لذلك طرح عليه فكرة أن يتزوج ويبدلها بأخرى تأنس وحشته و تغير عليه
حياته وتهتم بصغاره ..
ألا انه أبى بشده ..لم يتصور نمر امرأة أخرى تحل محل وضحى ، خصوصاً
انه السبب في وفاتها..
حاول الشيخ جديع أن يقنعه ويعدل من رأيه ، فعرض عليه بنات قبيلته
كلهن. فرد عليه
بقصيدة طويلة تحكي معاناته ، و المه ، ويصف فيها زوجته الحبيبة. وهذه
هي قصيدته المشهورة
التي يعرفها الكثيرين ولكن يجهلون مناسبتها
وهذه قصيدة نمر بن عدوان وتعد من أشهر قصائده وأكثرها انتشاراً :
،،،
يا جديع أنا قلبي من الوجد حارالا تلومني وتقول إن البكا عار
وسط الحشا ياجديع كن شب ناراوالموت عده طالب عندنا ثار
من دمع عيني كن غدينا سكارالله يجازي داير الدور غدار
وضحى شفاتي بين كل العذارىياشين يم عقاب ترحل عن الدار
سار القلم ياعقاب بالحبر ساراوبزيزف القرطاس يامهجتي سار
سار القلم بالنويهدت الصغاراياعين وكرى وحش حين ماطار
أكتب جوابٍ مثل قطف الثمارامن قيل لإبن عدوان نظم له أسطار
من ضامري كنه وقيدات نارايانيرة النمرود تشه لها نار
لكن ينهش بي غليث السعاراوالحال مني تقل يبراه نجار
اكتب وليفي ولع القلب ناراخلان يالدنيا وحيد او محتار
ياعقاب من فقده أعيوني سهارالكن فيها ذر شب وزنجار
أعول عويل الذيب ليل ونهاراوأحن حن الجيد ثاو على الدار
على حبيبً بالترايب تواراخلان مشتاق وحيد ومحتار
والله لاكذب – ولاهو أقماراأيضاً ولا أنا بالتماثيل بذار
واخلاف مابين البسيطه أواراومن طاف في طيبه وللبيت زوار
أنا إن نظرته رامي للجماراكن القمر في موق عيني إلا انذار
ياعقاب لو تجمع جميع العذارىمن اليمن لديار نجد لسنجار
من بصرة الفيحاء إلى قندهارامن غير وضحى مالك الله تختار
أجل جل الزين حسن المساراراعي ثليل فوق الأرداف نثار
العنق عنق اللي تقود العفاراقايد أخشوف الريم في دو الافقار
ياغصن موز تحته الماء جارافي وسط بستان دنت منه الأثمار
ياعقاب ماوالله مدير النهارامجرى سفينة نوح في غب الإبحار
لو جن بنات البدو صفٍ تباراعلى الحنايا دللن كل خوار
ولو جن بنات الحضر مثل المهاراسطر الذهب بأرقابهن تقل نوار
ولوجن بنات صليب فوق الشهاراياما حلا يشفين دق الاوبار
ويجن بنات الترك هم والنصاراوالهند واللي سكن كل الأمصار
جني ضحى العيد وسط النهاراوقالوا لنا يانمر قم طب واختار
ماأخذسوى مضنون عيني اخيارالصاحب اللي فرعقلي معه طار
فيها اخصال وافيات ً اكثاراومثايل فيها التفاكير تحتار
قلت اه وا ويلاه مر المرارامن مر زقوم جرعته له أمرار
من فقد مساوب الحشاشين ساراغرو كما بدرً له النور نشار
ياليتني وياه نثني المشارافوق السبايا وأشهب الملح زجار
لكن ملك الموت جاله اعتارافرق وشتت وأودع القلب محتار
ريحة جسدها مثل ريح البهاراوبين اشفتيها تقل حص محار
لولا ضلوعي فر قلبي وطارالكن ينشر ثومة القلب نشار
من لامني به ثور أو هو حماراوالثور أخير منه لو دير يندار
صلاة ربي عدد وحش الفقاراوالاعدد نبت يروى بالأقفار
على النبي المبعوث سر وجهاراسيد البشر اللي قهر كل جبار
،،،
وصلت القصيدة للشيخ جديع ، فرد بقصيدة أخرى ، مع هدية لنمر ، والهدية
هي ابنته التي
غير اسمها من شما إلى وضحى على اسم فقيدة نمر ، ثم عقد قرانها على
نمر بن عدوان
الذي بدوره قبل الهدية ، واحسن تعاملها ومعاملتها ، واكرمها ، وهي من
استطاع أن ترد
نمر بن عدوان للحياة مرة أخرى .
:
:
: قصة المثل القائل :
هذا بلى أبوك ياعقاب
حيث أن الشاعر نمر بن عدوان رزق ولد اسماه عقاب من زوجته وضحى وقد
تعود عقاب الذي بلغ من العمر ( خمس سنوات )أن يأتي الحدج وهي ثمره
على شكل كره صغيره لنبتة (( الحنظل )) التي تعيش في الصحاري بعد نزول
المطر ويقوم بدحرجتها من تحت خصر أمه وهي تتكئ على الأرض فكانت
ثمرة ( الحدج ) تمر من تحت الخصر المرتفع عن الأرض ويدل ذلك جمال الأم
ورشاقتها وعندما فارقت أمه
الحياة وتزوج والده بأخرى حاول ( عقاب ) أن يمارس اللعبة نفسها مع زوجة
أبيه الجديدة فاكتشف أن ثمة فرق بينها وبين أمه( فالحدج ) لايمر بين
خصرها والأرض فذهب إلى والده واخبره ببراءة الأطفال بما جرى معه فهزا
لأب رأسه في حسره وراح ( يردد هذا بلا أبوك ياعقاب ) وكأن الطفل
بقصته التي رواها لوالده لمس جرحا يعانيه والده .
وهذي قصيدة من قصايد نمر بن عدوان لولده عقاب يشكي من المرارة ويعدد
أوصاف
وضحا و تعاملها معه :
،،،
يا عقاب جفني جض من فيض دمعيشطت اخدودي شط كنه حجر نار
يا عقاب إلمن اشتكي مر وجعيعلى أفراق كن خذاني عن الدار
راحوا وخلوني بحري ولوعيأبكي عليهم ليلتي وأنحب إنهار
يا عقاب فلكي بالبحر انكسر هو أو قلعيأضحيت أنا في لجة البحر محتار
يا اعقاب طول الليل أنوح والعيوأجوح جوح الذيب لن صابه اسعار
أصيح ابعالي الصوت بحس شنعيأسايله وين المحبين يا دار
يا دار وين هو نور شوفي وسمعيوين الذي يجلي همي والاقدار
طابعتها و جا طبعها لطبعيولا يوم كدرني و لاجانبه دار
بحبها رضيان والعقل قنعيتجلي هموم القلب ما مثلها صار
يا دار وين اللي بها القلب مرعيوين الذي لو جرت للذنب غفار
كن جاوبتني الدار بصوت شنعييا شين خلك بارد القبر كن زار
ياليت ذاك الصبح ما كان طلعيإو لاتبدل ذاك الليل بانهار
صبحا لعينا فرق اليوم جمعيالاربعا يبلاه عابس إو غدار
ناديت أنا سارة تعالي ابسرعيقدي ثيابك وادهني الخد بالقار
عمرك زغير لن بدا غير بضعيأمك غدت يافانية ًوانتم ازغار
الله يرحم كل مسكين رضعييرحم امشيب سطه البين محتار
يرحم صغيرا صارعه الموت صرعيإو خلاه خلفه إو مظلم القبر كن زار
يارب قبل النضج حصدت زرعييا بلشتي يا خالقي كومة ازغار
،،،
والقارئ يلاحظ أن هذه القصيدة باللهجة الأردنية
القصيدة المشهورة
( البارحة )
هي قصيدة كتبها الشاعر نمر بن عدوان في رثاء زوجته ( وضحى ) بعد
وفاتها
و هي القصيدة التي تغنى بها عندليبنا في أول ألبوماته الغنائية و أعاد
غنائها
في ألبومه الثاني ( خل التغلي ) عام 1987 م
البارحه يوم الخلايق نياما بيحت من كثر البكا كل
مكنون
قمت اتوجد وانثر الماء على مامن موق عين دمعها كان
مخزون
ولى ونةً من سمعها مايناما كني صويب بين الأضلاع
مطعون
وإلا كما ونت كسير السلاما خلوه ربعة للمعادين
مديون
في ساعة قل الرجا والمحاما في ما يطالع يومهم عنه
يقفون
وإلا كما ونت راعي الحما ماغاد ذكرها والقوانيص
يرمون
تسمع لها بين الجرايد حطامامن نوحها تدعي المواليف
يبكون
وإلا خلوج سايبة ً للهياما على حوار ضايع في ضحى
الكون
وإلا حوار نشقوله شماماوهي تطالع يوم جروه
بعيون
يردون مثله والظوامي صياماترزموا معها وقامو
يحنون
وإلا رضيع جرعوه الفطاماتوفت امه قبل اربعينه
يتمون
عليك يا للي شربت كاس الحماماصرف بتقدير من الله
مأذون
جاءه القضاء من بعد شهر الصياماصافي الجبين بثاني العيد
مدفون
كسوه من عز الخرق ثوب خاماوقاموا عليه من الترايب
يهلون
راحوا بها حروة صلاة الاماماعند الدفن قاموا لها الله
يدعون
برضاه والجنة وحسن الختاماودموع عيني فوق خدي
يهلون
حطوه في قبر عساه الهيامافي مهمة من عزب الاموات
مسكون
يا حفرة يسقي ثراك الغمامامزن من الرحمة عليها
يصبون
جعل البختري والنفل والخزاماينبت على قبرً هو فيه
مدفون
مرحوم ياللي ما مشي بالملاماجيران بيته راح ما منه
يشكون
وأوسع عذرا وأن هجرت المناماورافقت من عقب العقل
كل مجنون
أخذت أنا وياه سبعة اعوامامع مثلهن في كيفيةً مالها
لون
والله كنة يا عرب صرف عامايا عونة الله صرف الأيام وش لون
وأكبر همومي من أبزور يتاماوإن شفتهم قدام وجهي
يبكون
وأن قلت لا تبكون قالوا علامانبكي ويبكي مثلنا كل
محزون
لاقلت وش تبكون ؟ قالو يتاماقلت اليتيم إياي - انتم
تسجون
مع البزور وكل جرح يلاماوإلا جروح ًبخاطري ما يطيبون
جرحي عميق مثل كسر السلاماإلى مكن عنه الأطباء
يعجزون
قمت اتشكا عند ربع عداماوجوني على فرقا خليلي
يعزون
قالوا تجوز وانس لامه بلامابعض العذارى عن بعضهم يسلون
قلت إنها لي وفقت بلو لاماولوجمعتوا نصفهن ما
يسدون
ما ظني تلقون مثله حراماأيضاً ولا فيهن على السر
مأمون
وأخاف أنا من غاديات الذماماللي على ضيم الدهر ما
يتاقون
أوخبلةً ما عقلها بالتماماتضحك وهي تلدغ على الكبد
بالهون
توذي عيالي بالنهر والكلاماوانا تجر عني من المر
بصحون
والله يا لولا هالصغار اليتاماوأخاف من السكه عليهم
يضيعون
لأقول كل البيض عقبة حراماواصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليه مني كل يوم سلاماعدة حجيج البيت واللي
يطوفون
وصلّوا على سيد جميع الاناماعلى النبي ياللي حضرتوا
تصلون
،،،
وفي روايات أخرى ضعيفة تقول أن هذه القصيدة ليست لنمر بل للشاعر
محمد بن مسلم ويلقب بشاعر الإحساء والله اعلم
:
:
وقصة هذه القصيدة قالها عندما قتلها ( خطأ ً ) ..
ففي يوم من الأيام ، كان ثاني أيام عيد الفطر... خرجت وضحى لتحلب النوق
، بدلاً عن زوجها ، ولكن الناقة التي يفضلها نمر لا تقبل غير نمر يحلبها...
فقررت وضحى أن تلبس ملابس نمر وتحلب الناقة ... وبالفعل لبست كل ما
يلبس نمر وخرجت .. وبينما هي تحاول حلب الناقة ... أحس نمر بحركة
حرشفة خارج البيت.. ولمح على ضوء
القمر بياضها في سواد ثوبها وظن إنه رجال لابسٍ بشتٍ أسود ورماها فأخذ
بندقيته ووجهها نحو الصوت .. وأطلق طلقة ... بعدما رأى هيئة رجل يحوم
حول الناقة.. فأرداه قتيلاً.... اقترب منه ليعرف من هو... وحينما قلبها على
ظهرها .. فإذا هو بوجه زوجته وضحى .
صُدم ..
جن جنونه ...
قارب على الموت من شدة الصدمة ... و حزن عليها حزناً شديداً كاد يقتله ،
وقيل انه كان يُرى وهو يبكي نهاراً وكان يسمع صوت نحيبه ليلاً .. على
فراق حبيبته ورفيقة دربه. لأنه كان يحبها محبه عظيمه..وهي تستاهل..فوق
جمالها كانت خير عون وسند لزوجها وكانت مثال الزوجة الصالحة
والوفية..بعد مارأوا
:
:
والباحث في تراث نمر بن عدوان الأدبي لا يجد قصيدة لم يذكر بها وضحى
أو يتوجد عليها ،
كان شعر نمر كله في الوجد والحرمان ولم يذكر الرواة له إلاّ قصائد تعد
على أصابع اليد الواحدة
في غير ذلك منها قصيدة يعاتب فيها ابن عمه حمود مطلعها
،،،
يا حمود قل لحمود وشجاه مني
علمٍ تحاكو به وعنهم نحوني
عند العرب يا حمود أضحك بسني
وبأرض الخلا يا حمود أبيح كنوني
،،،
ويقول الرواة أن هذه القصيدة أيضاً نظمها نمر بعد وفاة (وضحا)) بعد أن
أشاع عنه ابن عمه حمود أنه أصابه جنون طمعاً بالزعامة التي تخلى عنها
نمر تلقاء نفسه لأبن عمه حمود بعد وفاة وضحا.
شعره ومكانته الاجتماعية
أبياته الشهيرة نسمعها تتردد على لسان الاباء والأجداد ,
ويعدون مناقبه الطيبة في الحب والوفاء والفروسية، وهو جزء من ذاكرتنا
الشعبية ورافداً من تاريخنا البدوي الأصيل، وقصائده لازالت تحفظ بالذاكرة
ويتداولون الناس شعره ويحفظونه، وهو ظاهرة أدبية شعبية مهمة،
ولقصائده خصوصية ثقافية متفردة في قصائد الغزل والرثاء والوجدانيات،
ونمر بن عدوان نال إعجاب الكثيرين من متذوقين الشعر والباحثين في الأدب
الشعبي في أوساط العواصم العربية، حيث كتب عنه الكثير من الباحثين
والدارسين للأدب الشعبي حيث كتب عنه المستشرق الألماني (ويتزستين)
وترجمت قصائده إلى الألمانية، وكذلك كتب عنه مستشرق أمريكي وترجم
مختارات من شعره ونشرها في مجلة ألمانية، ويعد الشاعر نمر بن عدوان
من أوائل من قرض الأدب الشعبي وكان له فضل في تطوير وانتشار القصيدة
البدوية في المنطقة العربية، حيث كان يتجول في بعض الدول العربية منها
الجزيرة العربية والعراق والأردن والشام وفلسطين ومصر،وهو شاعر عاطفي
واقعي هزه الأسى وأضناه الوجد وعصره الألم . . . نظم الشعر يشكو ما
أصابه فتفاعلت الجماهير مع شعره ورددوا شعره في كل مكان فتعاطف
الناس معه وأحبوه وتابعوا أخباره التي سارت بها الركبان ...
هنا تنتهي قصة التاريخ مع هذا الشاعر العظيم
و لكن في شهر رمضان الكريم ستكون القصة الكاملة الوافية
بثلاثين حلقة على مدار الشهر الفضيل تحكي و تروي قصة شاعر تاريخي
بدوي عظيم
على أنغام الفنان راشد الماجد.. فهو بحق أكثر من يستطيع وصف هذه
الملحمة الشعرية العاطفية العظيمة بأحاسيسه الصادقة الدافئة
:
:
.: أخيراً :.
بكل امانه وصدق
منقول
هو الشيخ نمر بن عدوان..أمير البلقاء
من الشعراء الذين صهرتهم المصائب وهزتهم العواصف القاسيه
نمر بن عدوان .. الأمير .. الشاعر ..الذي قتل زوجته بلا عمد ولا قصد
قصة قصيدة أغنية البدايه للمسلسل،تتلخص في:
إن الشيخ نمر قرر انه يتزوج،وساقه القدر إنه يروح عند شيخ بنته غاية في الجمال،واهيي نفسها البنت اللي يبيها الشيخ نمر.
وهذا الشيخ عنده أيضاً بنت أخو يتيمه لكنها ليست على قدر من الجمال،فقررر الشيخ انه يعطيها الشيخ نمر.
وفي ليلة الدخله شافها الشيخ نمر وما عجبته وكان اسم البنت وضحى،ولما حست انها ما اعجبته اخذت تشيله على كفوف الراحه عشان ما يتركها.
كانت وضحه عند كلامها،ووقع الشيخ نمر في حبها وعاشت معاه عشر سنوا بحب وراحة بال.
كانت وضحى معوده الشيخ نمر اذا جا بالليل تربط الخيل وتدلك ظهره قبل ينام،وفي ليلة من الليالي نست تربط الخيل..
المهم الشيخ قبل ينام عشان تدلكه،سألها وقال ربطتي الخيل يا وضحى؟ واهيي خوفاً منه قالت ايه ربطته.
نام الشيخ نمر وكان ينتظر تجي تدلكه بس ما جات،وفجأة سمع صوت عند الخيل،أخذ سلاحه وراح يشوف،وكانت الليله مظلمه،قام ورمى الشخص اللي واقف عند الخيل،ولما راح يشوف من هالشخص-اكتشف انها حبيبة قلبه وضحى.
وسألها وش مطلعك ياوضحى؟ جاوبته واهي مبتسمه وقالت ذبحتني يا نمر؟؟
قالها انا ما ذبحتك انتي اللي ذبحتيني
وماتت وضحى..ومن يومها والشيخ نمر يكتب القصائد المرثيه
وفي عام 1300ه توفي نمر من زود حزنه على فراق وضحى،وكانت قصيدة البارحه أقوى مرثيه للشيخ نمر...
ما بقى الا أقول..
ومن الحب ما قتل
وبحثاً عن المزيد من المعلومات عن هذه الملحمة المأساوية، أترك لكم هذا التقرير الكامل:
المسلسل التاريخي للشاعر الكبير نمر بن
عدوان
الذي سيعرض في شهر رمضان المبارك ..
و بما أن ملك المملكة كان على إطلاع تام بالشاعر الكبير نمر بن عدوان من
بداياته
حتى أنه غنى في أول البوم فني له من أشاعر هذا الشاعر التاريخي
العظيم ...
أردنا أن نتعمق في تاريخ هذا الشاعر و نطلع جميع أعضاء مملكتنا قصة
هذا
الشاعر التاريخية التي سيكون لراشد الماجد دور في تصويرها لنا ( فنياً )
بصوته
في مسلسل( النمر بن عدوان ) الذي شارك ماجدنا في تقديم مقدمته الغنائية
و بعض المقاطع الغنائية الاخرى التي ستخلل حلقات المسلسل التاريخي ...
و لكن قبل البدء في سرد قصة هذا الشاعر العظيم ...
كان لابد لنا من من عرض و إسترجاع التاريخ الماجدي الخاص بهذا الشاعر
و الذي تمثل في غناء الماجد لأشهر قصائد هذا الشاعر في ألبومه الفني
الأول
( ا يا قلبي ) في عام 1985م و كان عنوان القصيدة و الأغنية ( البارحة )
سأسرد الكثير من التفاصيل المتعلقة بهذه القصيدة في سياق الموضوع
و سيكون لراشد دور كبير في إيصال هذه القصيدة للإبداع الذي تستحق ...
:
:
قصه الشاعر نمر بن عدوان قصه مؤثره جداً
قرأتها...تمعنت فيها ...و أبحرت في تاريخها ...
فوجدت أنها قصة تستحق أن تقص
:
:
من منا لم يسمع المثل الشعبي
هذا بلى أبوك ياعقاب
عندما نتكلم عن شاعر كبير ومشهور وفارس معروف يتبادر إلى أذهاننا الفارس
( نمر بن عدوان )
:
:
أسمه ونسبه
هو الشيخ نمر بن عدوان الصخري من شيوخ بني صخر قبيلة عربية مشهورة
مواطنها الان شرقي الأردن هو نمر قبلان نمر حمدان عدوان فايز وقبيلة
العداوين من قبائل البلقا الغربية ولها في الغور بلدة الشونة ((شونة أبن
عدوان )) وهي بلدة على الضفة الشرقية لنهر الأردن , ويقال كانت منازلهم
حول الطائف ثم حدثت بينهم حروب ومنازعات أدت إلى جلاء بطون عديدة من
عدوان إلى مصر وإفريقيا ثم دارت حروب بين الذين بقوا في ديارهم
فتفرقوا فنزلت هذه الفرقة الأردن فقويت شوكتها وتملكت أراضي زراعية
وكثر عددها ، ولما ولى الملك عبد الله بن الحسين إمارة شرق الأردن حاول
بنو عدوان الخروج عليه فأخضعهم ثم سالموه ولهم اليوم وزن في الأمور
الأردنية ،،
ولا زالت عدوان الأم تسكن شرق الطائف وهي قلة اليوم ويقال أن بعضها
تحالف مع قبيلة زهران ..
ومن فروعهم :
1- الثوابية : ومنهم النوفل
2- السكر
3 - النمر : وهي ذرية نمر بن عدوان
4 - العساف
5 - القرضة : ومنهم العنيزات ، واللوزين ، وابن مفرز ، والدرعان والحجاج
والسلامات والريشة وال سويلم وال أبو سجيان ,,,
:
:
مولده ونشأته
وقد ولد في منطقة ياجوز غربي الأردن في عام 1735م وتوفى في تاريخ 182
وحياة نمر ذاخرة بالقصص والروايات واستطاع أن يوثقها بقصائده الخالدة
بالذاكرة، لأنها حياة إستثنائية عاشها الشاعر وأضاءت لنا ماهية ابداعاته،
ويعد نمر بن عدوان هو أول من تعلم القراءة والكتابة من بادية الأردن، على
يد سيدة فرنسية أعجبت بذكائة وفطنتة وهو طفل، وواصل تعليمة في
القدس والأزهر، ويذكر أنه اول من أقتنى بندقية متطورة في ذلك الوقت،
وقد جاءته البندقية هدية من السائحة الفرنسية التي أهتمت بتعليمه، وقد
تزوج عدة نساء بعد رحيل (وضحى) هن: ( صيته، وطفا، الجازية) ووطفا
أخت وضحى، وصيتة كان يناديها ( رهيفة ) ولم يجمع نمر زوجتين في ان
واحد، وقد عاشت ( وضحى ) معه عشرين عاما وانجبت منه أبنتين توفيا قبل
مجيء عقاب،وسلطان وسارة، ووضحى هي بنت فلاح القضاة من عشيرة
السبيلة من بني ضخر، ورزق نمر بن عدوان بعشرة أولاد هم: ( سلطان،
مسلط، عقاب، فاضل، شبيب، قندي، فارس، عبدالعزيز، باكير، سليمان )
وقد توفى عدد منهم قبل وفاته، ويعد الشاعر المعروف نمر بن عدوان فارس
عين وفارس ذراع، أي أنه يجيد الفروسية والدقة والإصابة باستخدام
البندقية بشكل دقيق بدون خوف أو وجل، ويحمل بداخل نفسه خصال
الرجولة والكرم والفروسية، وكان شعره شاهدا حيا على أفعاله، وكان
شعره مؤثراً ويحمل في طياته كثيراً من القصص الحقيقية، وقصائده كان لها
الأثر الطيب في تطوير وانتشار القصيدة البدوية والانتباه لها في ذلك
الوقت، حيث أسس مدرسة شعرية خاصة به، وهو شاعر كبير وفارس عنيد ولا
يرضى بأنصاف الحلول، لأنه أصلاً شيخ قبيلة ونزاع نحو الطموح لتبوأ
المراكز الأولى سواء بقيادة القبيلة أو طلب العلا على المستوى الأدبي أو
الاجتماعي.
وحياة نمر ذاخرة بالقصص والروايات واستطاع أن يوثقها بقصائده الخالدة
بالذاكرة، لأنها حياة إستثنائية عاشها الشاعر وأضاءت لنا ماهية ابداعاته،
وتوضح لنا الكيفية التي شكل فيها عالمه الخاص، عبر القصائد النبطية
الصادقة، وقد لفت إنتباه الناس منذ صباه وأصبحت قصائده أمثالا حية
وشائعة مثل( هذا بلى أبوك ياعقاب ) أو كما يقولون ( وضحه وابن عجلان )
أو ليس كل ( وضحى وضحى )..
وقد ذكر الرواة أن ابناء نمر بن عدوان ماتوا إلا انه لم يرثيهم مثلما رثى
(وضحى) ويقول البعض ولقد وافاهم الأجل وهم صغاراً، ولم يبك على فراقهم
كما بكى عند قبر (وضحى) وهو يقول:
،،،
يعقاب والله لايميني حواوين
مايفهمون أبدين محيي المماتي
صبري زرعته في زبارات نمرين
أضحيت مثل أجويف أجرجر عباتي
،،،
وقد ضرب شاعرنا مثالا في الوفاء والحب على عكس مايتردد أن البدوي
قلبه قاس ولايلين، ولايتعاطف مع المرأة ويعتبرها مكملا من محتويات منزله،
وربما يذهب البعض بعيدا ويقول أن البدوي ( ناقته ) اغلى من أمرأته، أو
(فرسه) اغلى من زوجته أو أبنته، فقد قال نمر بن عدوان:
،،،
ماسقت بها غير خمسة وثمانين
بهن أبكار وبعض يدرج ولدها
أن جيتها زعلان قامت تراضين
مثل الشفوق اللي تلهي ولدها
مالاعب السامر بين الفريقين
أولاقط أبا العملات كبر جهدها
ولاناطقت غطريف بمنطق اللين
ولاوسوس الشيطان داخل جسدها
وإذا حلفت ياحاج بوائق الدين
ماتحلف إلا بحياتي سندها
من لامني يبلى أبجن الفراعين
يبلى بحاكمٍ ظالم في بلدها
يبقى كصيم الأيادي بلا يدين
وأخرس وأطرم مايسمع نددها
،،،
وذات يوم وجد نفسه امام صديق طفولته ، الشيخ جديع بن قبلان الملحم
وهو من شيوخ
قبيلة عنزه ، أفضى له نمر بحزنه و ألمه ، ووحدته ، وغربته داخل نفسه ،
كان يحاول
أن ينفث همومه خارج قلبه .
لم يكن الشيخ جديع جاهلاً بحياته صديقة ، ويدرك الان أن صديقة يتمزق من
الألم والحسرة
لذلك طرح عليه فكرة أن يتزوج ويبدلها بأخرى تأنس وحشته و تغير عليه
حياته وتهتم بصغاره ..
ألا انه أبى بشده ..لم يتصور نمر امرأة أخرى تحل محل وضحى ، خصوصاً
انه السبب في وفاتها..
حاول الشيخ جديع أن يقنعه ويعدل من رأيه ، فعرض عليه بنات قبيلته
كلهن. فرد عليه
بقصيدة طويلة تحكي معاناته ، و المه ، ويصف فيها زوجته الحبيبة. وهذه
هي قصيدته المشهورة
التي يعرفها الكثيرين ولكن يجهلون مناسبتها
وهذه قصيدة نمر بن عدوان وتعد من أشهر قصائده وأكثرها انتشاراً :
،،،
يا جديع أنا قلبي من الوجد حارالا تلومني وتقول إن البكا عار
وسط الحشا ياجديع كن شب ناراوالموت عده طالب عندنا ثار
من دمع عيني كن غدينا سكارالله يجازي داير الدور غدار
وضحى شفاتي بين كل العذارىياشين يم عقاب ترحل عن الدار
سار القلم ياعقاب بالحبر ساراوبزيزف القرطاس يامهجتي سار
سار القلم بالنويهدت الصغاراياعين وكرى وحش حين ماطار
أكتب جوابٍ مثل قطف الثمارامن قيل لإبن عدوان نظم له أسطار
من ضامري كنه وقيدات نارايانيرة النمرود تشه لها نار
لكن ينهش بي غليث السعاراوالحال مني تقل يبراه نجار
اكتب وليفي ولع القلب ناراخلان يالدنيا وحيد او محتار
ياعقاب من فقده أعيوني سهارالكن فيها ذر شب وزنجار
أعول عويل الذيب ليل ونهاراوأحن حن الجيد ثاو على الدار
على حبيبً بالترايب تواراخلان مشتاق وحيد ومحتار
والله لاكذب – ولاهو أقماراأيضاً ولا أنا بالتماثيل بذار
واخلاف مابين البسيطه أواراومن طاف في طيبه وللبيت زوار
أنا إن نظرته رامي للجماراكن القمر في موق عيني إلا انذار
ياعقاب لو تجمع جميع العذارىمن اليمن لديار نجد لسنجار
من بصرة الفيحاء إلى قندهارامن غير وضحى مالك الله تختار
أجل جل الزين حسن المساراراعي ثليل فوق الأرداف نثار
العنق عنق اللي تقود العفاراقايد أخشوف الريم في دو الافقار
ياغصن موز تحته الماء جارافي وسط بستان دنت منه الأثمار
ياعقاب ماوالله مدير النهارامجرى سفينة نوح في غب الإبحار
لو جن بنات البدو صفٍ تباراعلى الحنايا دللن كل خوار
ولو جن بنات الحضر مثل المهاراسطر الذهب بأرقابهن تقل نوار
ولوجن بنات صليب فوق الشهاراياما حلا يشفين دق الاوبار
ويجن بنات الترك هم والنصاراوالهند واللي سكن كل الأمصار
جني ضحى العيد وسط النهاراوقالوا لنا يانمر قم طب واختار
ماأخذسوى مضنون عيني اخيارالصاحب اللي فرعقلي معه طار
فيها اخصال وافيات ً اكثاراومثايل فيها التفاكير تحتار
قلت اه وا ويلاه مر المرارامن مر زقوم جرعته له أمرار
من فقد مساوب الحشاشين ساراغرو كما بدرً له النور نشار
ياليتني وياه نثني المشارافوق السبايا وأشهب الملح زجار
لكن ملك الموت جاله اعتارافرق وشتت وأودع القلب محتار
ريحة جسدها مثل ريح البهاراوبين اشفتيها تقل حص محار
لولا ضلوعي فر قلبي وطارالكن ينشر ثومة القلب نشار
من لامني به ثور أو هو حماراوالثور أخير منه لو دير يندار
صلاة ربي عدد وحش الفقاراوالاعدد نبت يروى بالأقفار
على النبي المبعوث سر وجهاراسيد البشر اللي قهر كل جبار
،،،
وصلت القصيدة للشيخ جديع ، فرد بقصيدة أخرى ، مع هدية لنمر ، والهدية
هي ابنته التي
غير اسمها من شما إلى وضحى على اسم فقيدة نمر ، ثم عقد قرانها على
نمر بن عدوان
الذي بدوره قبل الهدية ، واحسن تعاملها ومعاملتها ، واكرمها ، وهي من
استطاع أن ترد
نمر بن عدوان للحياة مرة أخرى .
:
:
: قصة المثل القائل :
هذا بلى أبوك ياعقاب
حيث أن الشاعر نمر بن عدوان رزق ولد اسماه عقاب من زوجته وضحى وقد
تعود عقاب الذي بلغ من العمر ( خمس سنوات )أن يأتي الحدج وهي ثمره
على شكل كره صغيره لنبتة (( الحنظل )) التي تعيش في الصحاري بعد نزول
المطر ويقوم بدحرجتها من تحت خصر أمه وهي تتكئ على الأرض فكانت
ثمرة ( الحدج ) تمر من تحت الخصر المرتفع عن الأرض ويدل ذلك جمال الأم
ورشاقتها وعندما فارقت أمه
الحياة وتزوج والده بأخرى حاول ( عقاب ) أن يمارس اللعبة نفسها مع زوجة
أبيه الجديدة فاكتشف أن ثمة فرق بينها وبين أمه( فالحدج ) لايمر بين
خصرها والأرض فذهب إلى والده واخبره ببراءة الأطفال بما جرى معه فهزا
لأب رأسه في حسره وراح ( يردد هذا بلا أبوك ياعقاب ) وكأن الطفل
بقصته التي رواها لوالده لمس جرحا يعانيه والده .
وهذي قصيدة من قصايد نمر بن عدوان لولده عقاب يشكي من المرارة ويعدد
أوصاف
وضحا و تعاملها معه :
،،،
يا عقاب جفني جض من فيض دمعيشطت اخدودي شط كنه حجر نار
يا عقاب إلمن اشتكي مر وجعيعلى أفراق كن خذاني عن الدار
راحوا وخلوني بحري ولوعيأبكي عليهم ليلتي وأنحب إنهار
يا عقاب فلكي بالبحر انكسر هو أو قلعيأضحيت أنا في لجة البحر محتار
يا اعقاب طول الليل أنوح والعيوأجوح جوح الذيب لن صابه اسعار
أصيح ابعالي الصوت بحس شنعيأسايله وين المحبين يا دار
يا دار وين هو نور شوفي وسمعيوين الذي يجلي همي والاقدار
طابعتها و جا طبعها لطبعيولا يوم كدرني و لاجانبه دار
بحبها رضيان والعقل قنعيتجلي هموم القلب ما مثلها صار
يا دار وين اللي بها القلب مرعيوين الذي لو جرت للذنب غفار
كن جاوبتني الدار بصوت شنعييا شين خلك بارد القبر كن زار
ياليت ذاك الصبح ما كان طلعيإو لاتبدل ذاك الليل بانهار
صبحا لعينا فرق اليوم جمعيالاربعا يبلاه عابس إو غدار
ناديت أنا سارة تعالي ابسرعيقدي ثيابك وادهني الخد بالقار
عمرك زغير لن بدا غير بضعيأمك غدت يافانية ًوانتم ازغار
الله يرحم كل مسكين رضعييرحم امشيب سطه البين محتار
يرحم صغيرا صارعه الموت صرعيإو خلاه خلفه إو مظلم القبر كن زار
يارب قبل النضج حصدت زرعييا بلشتي يا خالقي كومة ازغار
،،،
والقارئ يلاحظ أن هذه القصيدة باللهجة الأردنية
القصيدة المشهورة
( البارحة )
هي قصيدة كتبها الشاعر نمر بن عدوان في رثاء زوجته ( وضحى ) بعد
وفاتها
و هي القصيدة التي تغنى بها عندليبنا في أول ألبوماته الغنائية و أعاد
غنائها
في ألبومه الثاني ( خل التغلي ) عام 1987 م
البارحه يوم الخلايق نياما بيحت من كثر البكا كل
مكنون
قمت اتوجد وانثر الماء على مامن موق عين دمعها كان
مخزون
ولى ونةً من سمعها مايناما كني صويب بين الأضلاع
مطعون
وإلا كما ونت كسير السلاما خلوه ربعة للمعادين
مديون
في ساعة قل الرجا والمحاما في ما يطالع يومهم عنه
يقفون
وإلا كما ونت راعي الحما ماغاد ذكرها والقوانيص
يرمون
تسمع لها بين الجرايد حطامامن نوحها تدعي المواليف
يبكون
وإلا خلوج سايبة ً للهياما على حوار ضايع في ضحى
الكون
وإلا حوار نشقوله شماماوهي تطالع يوم جروه
بعيون
يردون مثله والظوامي صياماترزموا معها وقامو
يحنون
وإلا رضيع جرعوه الفطاماتوفت امه قبل اربعينه
يتمون
عليك يا للي شربت كاس الحماماصرف بتقدير من الله
مأذون
جاءه القضاء من بعد شهر الصياماصافي الجبين بثاني العيد
مدفون
كسوه من عز الخرق ثوب خاماوقاموا عليه من الترايب
يهلون
راحوا بها حروة صلاة الاماماعند الدفن قاموا لها الله
يدعون
برضاه والجنة وحسن الختاماودموع عيني فوق خدي
يهلون
حطوه في قبر عساه الهيامافي مهمة من عزب الاموات
مسكون
يا حفرة يسقي ثراك الغمامامزن من الرحمة عليها
يصبون
جعل البختري والنفل والخزاماينبت على قبرً هو فيه
مدفون
مرحوم ياللي ما مشي بالملاماجيران بيته راح ما منه
يشكون
وأوسع عذرا وأن هجرت المناماورافقت من عقب العقل
كل مجنون
أخذت أنا وياه سبعة اعوامامع مثلهن في كيفيةً مالها
لون
والله كنة يا عرب صرف عامايا عونة الله صرف الأيام وش لون
وأكبر همومي من أبزور يتاماوإن شفتهم قدام وجهي
يبكون
وأن قلت لا تبكون قالوا علامانبكي ويبكي مثلنا كل
محزون
لاقلت وش تبكون ؟ قالو يتاماقلت اليتيم إياي - انتم
تسجون
مع البزور وكل جرح يلاماوإلا جروح ًبخاطري ما يطيبون
جرحي عميق مثل كسر السلاماإلى مكن عنه الأطباء
يعجزون
قمت اتشكا عند ربع عداماوجوني على فرقا خليلي
يعزون
قالوا تجوز وانس لامه بلامابعض العذارى عن بعضهم يسلون
قلت إنها لي وفقت بلو لاماولوجمعتوا نصفهن ما
يسدون
ما ظني تلقون مثله حراماأيضاً ولا فيهن على السر
مأمون
وأخاف أنا من غاديات الذماماللي على ضيم الدهر ما
يتاقون
أوخبلةً ما عقلها بالتماماتضحك وهي تلدغ على الكبد
بالهون
توذي عيالي بالنهر والكلاماوانا تجر عني من المر
بصحون
والله يا لولا هالصغار اليتاماوأخاف من السكه عليهم
يضيعون
لأقول كل البيض عقبة حراماواصبر كما يصبر على الحبس مسجون
عليه مني كل يوم سلاماعدة حجيج البيت واللي
يطوفون
وصلّوا على سيد جميع الاناماعلى النبي ياللي حضرتوا
تصلون
،،،
وفي روايات أخرى ضعيفة تقول أن هذه القصيدة ليست لنمر بل للشاعر
محمد بن مسلم ويلقب بشاعر الإحساء والله اعلم
:
:
وقصة هذه القصيدة قالها عندما قتلها ( خطأ ً ) ..
ففي يوم من الأيام ، كان ثاني أيام عيد الفطر... خرجت وضحى لتحلب النوق
، بدلاً عن زوجها ، ولكن الناقة التي يفضلها نمر لا تقبل غير نمر يحلبها...
فقررت وضحى أن تلبس ملابس نمر وتحلب الناقة ... وبالفعل لبست كل ما
يلبس نمر وخرجت .. وبينما هي تحاول حلب الناقة ... أحس نمر بحركة
حرشفة خارج البيت.. ولمح على ضوء
القمر بياضها في سواد ثوبها وظن إنه رجال لابسٍ بشتٍ أسود ورماها فأخذ
بندقيته ووجهها نحو الصوت .. وأطلق طلقة ... بعدما رأى هيئة رجل يحوم
حول الناقة.. فأرداه قتيلاً.... اقترب منه ليعرف من هو... وحينما قلبها على
ظهرها .. فإذا هو بوجه زوجته وضحى .
صُدم ..
جن جنونه ...
قارب على الموت من شدة الصدمة ... و حزن عليها حزناً شديداً كاد يقتله ،
وقيل انه كان يُرى وهو يبكي نهاراً وكان يسمع صوت نحيبه ليلاً .. على
فراق حبيبته ورفيقة دربه. لأنه كان يحبها محبه عظيمه..وهي تستاهل..فوق
جمالها كانت خير عون وسند لزوجها وكانت مثال الزوجة الصالحة
والوفية..بعد مارأوا
:
:
والباحث في تراث نمر بن عدوان الأدبي لا يجد قصيدة لم يذكر بها وضحى
أو يتوجد عليها ،
كان شعر نمر كله في الوجد والحرمان ولم يذكر الرواة له إلاّ قصائد تعد
على أصابع اليد الواحدة
في غير ذلك منها قصيدة يعاتب فيها ابن عمه حمود مطلعها
،،،
يا حمود قل لحمود وشجاه مني
علمٍ تحاكو به وعنهم نحوني
عند العرب يا حمود أضحك بسني
وبأرض الخلا يا حمود أبيح كنوني
،،،
ويقول الرواة أن هذه القصيدة أيضاً نظمها نمر بعد وفاة (وضحا)) بعد أن
أشاع عنه ابن عمه حمود أنه أصابه جنون طمعاً بالزعامة التي تخلى عنها
نمر تلقاء نفسه لأبن عمه حمود بعد وفاة وضحا.
شعره ومكانته الاجتماعية
أبياته الشهيرة نسمعها تتردد على لسان الاباء والأجداد ,
ويعدون مناقبه الطيبة في الحب والوفاء والفروسية، وهو جزء من ذاكرتنا
الشعبية ورافداً من تاريخنا البدوي الأصيل، وقصائده لازالت تحفظ بالذاكرة
ويتداولون الناس شعره ويحفظونه، وهو ظاهرة أدبية شعبية مهمة،
ولقصائده خصوصية ثقافية متفردة في قصائد الغزل والرثاء والوجدانيات،
ونمر بن عدوان نال إعجاب الكثيرين من متذوقين الشعر والباحثين في الأدب
الشعبي في أوساط العواصم العربية، حيث كتب عنه الكثير من الباحثين
والدارسين للأدب الشعبي حيث كتب عنه المستشرق الألماني (ويتزستين)
وترجمت قصائده إلى الألمانية، وكذلك كتب عنه مستشرق أمريكي وترجم
مختارات من شعره ونشرها في مجلة ألمانية، ويعد الشاعر نمر بن عدوان
من أوائل من قرض الأدب الشعبي وكان له فضل في تطوير وانتشار القصيدة
البدوية في المنطقة العربية، حيث كان يتجول في بعض الدول العربية منها
الجزيرة العربية والعراق والأردن والشام وفلسطين ومصر،وهو شاعر عاطفي
واقعي هزه الأسى وأضناه الوجد وعصره الألم . . . نظم الشعر يشكو ما
أصابه فتفاعلت الجماهير مع شعره ورددوا شعره في كل مكان فتعاطف
الناس معه وأحبوه وتابعوا أخباره التي سارت بها الركبان ...
هنا تنتهي قصة التاريخ مع هذا الشاعر العظيم
و لكن في شهر رمضان الكريم ستكون القصة الكاملة الوافية
بثلاثين حلقة على مدار الشهر الفضيل تحكي و تروي قصة شاعر تاريخي
بدوي عظيم
على أنغام الفنان راشد الماجد.. فهو بحق أكثر من يستطيع وصف هذه
الملحمة الشعرية العاطفية العظيمة بأحاسيسه الصادقة الدافئة
:
:
.: أخيراً :.
بكل امانه وصدق
منقول
تعليق