حليب الأم مزيج فريد من نوعه لكل عناصر التغذية الضرورية للطفل الرضيع، والأم التي ترضع صغيرها تتمتع بوقاية اكبر ضد الإصابة بسرطان الثدي. والطب المعاصر يعالج ببساطة مشكلة عجز الامهات عن ارضاع اطفالهن، فلا تغادر الامهات (أو غالبيتهن العظمى على الاقل) مستشفيات الولادة إلا بقناعة راسخة، وهي المواظبة على ارضاع صغارهن ونبذ الاعتماد على الحليب الصناعي.
لكن المنشود شيء، والواقع الفعلي شيء اخر. ففيما تصل نسبة الامهات اللواتي يرضعن صغارهن الى 90% في فترة ما بعد الولادة مباشرة، تنخفض هذه النسبة حتى بلوغ الرضيع الشهر السادس من عمره انخفاضا حادا الى اقل من 20%.
أين الخطأ؟
ان اسباب تخلي الامهات الحديثات العهد بسرعة عن ارضاع صغارهن متنوعة ومتعددة. فبعض الامهات ببساطة لا يعرفن الشيء الكثير عن الارضاع وتقنياته.
وعندما لا تجد الأم الحديثة العهد في مستشفى الولادة من يعرفها على طرق الارضاع ووسائله، فانها كثيرا ما تصطدم في دارها لاحقا بالعجز عن اشباع حاجة رضيعها من حليب الأم الطبيعي، ومن ثم يقل افراز الحليب لديها، ويقلل من قدرتها على اشباع حاجة الطفل المتنامية للتغذية، الى ان تصبح زجاجة الحليب الصناعي ملجأه ومصدره الرئيسي تقريبا للتغذية.
تعليق