فلا تقل لَّهمَا أُف

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنوته بس دلوعه
    عـضـو
    • Jun 2007
    • 24

    فلا تقل لَّهمَا أُف

    ضاق صدر يحيى أصغر أفراد أسرته من إلحاح أمه التي تجاوزت الثانية والثمانين من العمر فقد كانت تسأل عن كل أمر عدة مرات ، وفي أحد الأيام وبينما هما يتناولان الطعام ، وإذا بصوت غريب يصدر قرب النافذة المفتوحة فقالت الأم : ماهذا الصوت ؟
    قال يحيى : إنه صوت غراب!
    قالت الأم: لم أفهم! ماذا قلت؟
    إنه غراب يا أمي! قلت لك إنه غراب!
    لم أسمعك جيداً! ماهذا الصوت؟
    كاد يحيى ينفجر وهو يقول بضيق: كم مرة سأضطر للجواب! إنه غراب .. غراب ...
    بصعوبة أشارت الأم بيدها إلى مصنف قديم في خزانة الكتب .. وطلبت من ابنها أن يعطيها إياه! فأحضره بضجر وخصوصاً أن الغبار يعلوه! قائلاً: هل هو من مصنفات المرحوم أبي ...
    تجولت أصابع الأم المرتعشة بين الأوراق ... إلى أن استقرت عند صفحة ما فأخذت تتأملها من خلال نظارتها السميكة ... ثم قالت بصوت خافت: إقرأ .... يا بني ...
    نظر يحيى إلى المصنف فوجد كتابة قديمة تعلوه وتذكر أنه يضم أحلى الذكريات، إن عمر هذا المصنف يقارب عمر يحيى أي أربعين عاماً تقريباً.
    بدأ الابن يقرأ : اليوم أكمل ابننا يحيى سنته الرابعة وها هو يمرح ويركض في الحديقة هنا وهناك وبينما كنا نحتفل به حصل أمر غريب إذ حام غراب في طرف الحديقة وصار يصدر بعض الأصوات.... فسألني ابني ما هذا الصوت؟ فقلت له إنه غراب فعاد وسألني نفس السؤال ثلاث عشرة مرة ثم انتقل إلى أبيه فسأله نفس السؤال خمس عشرة مرة .. وكلما قلنا له إنه صوت غراب عاد فكرر السؤال وكأنه لم يسألنا من قبل ... وكنا نحضنه ونقبله وسرورنا لا يوصف ..
    لقد كنا سعداء جداً في ذلك اليوم وتمت سعادتنا بتلك الأسئلة التي صار يحيى يصر على إعادتها ... إنها مسؤوليتنا أن نجيب على كل سؤال يطرحه أولادنا ولو كرروه مئات المرات ...
    ارتجف يحيى من رأسه إلى قدميه ونظر إلى أمه فلم ير وجهها الذي غطته بيديها …


    لم يستطع أن يتكلم فقد خنقته دموعه .. ولم ير أمامه إلا لوحة كبيرة كتب عليها قول الله تعالى: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ّ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) ... صدق الله العظيم
    التعديل الأخير تم بواسطة *مزون شمر*; 19-05-2009, 09:50 PM.
  • بنوته بس دلوعه
    عـضـو
    • Jun 2007
    • 24

    #2
    لا تعليق

    تعليق

    • ورورد الربيع
      عـضـو
      • Jul 2007
      • 34

      #3
      مشكووووورة

      القصة رووووووووووعة

      تحياتي

      تعليق

      • الداعسه
        عـضـو
        • May 2007
        • 9

        #4
        مشكوووووووووووووووووووربس من يفهم قدر الوالدين

        تعليق

        • بنوته بس دلوعه
          عـضـو
          • Jun 2007
          • 24

          #5
          مشكورين ع المرو الحلو يا ورود الربيع و الداعسه

          تعليق

          • المليارديرة
            عـضـو فعال
            • Feb 2008
            • 91

            #6
            مكوره على المرور الرئع والجميل

            تعليق

            • بنوته بس دلوعه
              عـضـو
              • Jun 2007
              • 24

              #7
              مشكورة يا
              المليارديرة
              على المرور

              تعليق

              • زيتونه 2008
                عـضـو
                • Jan 2008
                • 10
                • تحياتي

                #8
                مشموره على القصه حلوه

                تعليق

                • بنوته بس دلوعه
                  عـضـو
                  • Jun 2007
                  • 24

                  #9
                  على مرورك ال يا زيتونه 2008

                  تعليق

                  • من انا؟
                    عـضـو فعال
                    • Jan 2008
                    • 129

                    #10
                    رائع قليله بحقها

                    تسلمى ياعسل على النصيحه

                    ويارب الكل يعرف قدر الوالدين عندنا

                    تعليق

                    google Ad Widget

                    تقليص
                    يعمل...