وداعا .. أماه


بدمع عيني أكتب كلماتي
بدم قلبي أسجل أناتي
أبدأها بطلب وافر الرحمات
منك يافارج الهم والكربات
لروح الحبيبة درة الأمهات
وترزق قلب ابنتها المكلومة
فيضا من الصبر والسلوات

أماه
مازلت اتذكر لحظات الوداع
وكم كان لها القلب ملتاع
حضنك لم يكن عادياً
وداعك يحمل سراً خفياً
نظراتك .. إبتسامتك .. دمعاتك
... ا اخ...
دمعاتك اللؤلؤية
كل ذلك ينبئ عن رحلتك الأبدية
ولكن ....
من يعلم بدنو أجلك من البشرية
الموت سر خفاه عنا رب البرية

غادرتِنا لرحلة علاجية
ودعتك بأحاسيس حزينة

ثم ..
.
.
بضع أيام وصعقتني الصاعقة
خبر موتك زلزال هز أركان قلبي
نبأُ وفاتك إعصار حطم جذور فؤادي
أجهشت بالبكاء حتى النحيب

ثم
.
.
.

ثم
.
.
.
.
أستقبلتُك في تابوت خشبي
ا ا ا ه

إنا لله وإنا إليه راجعون
عزائي
أن وجهُك كان البدر ليلة تمامه
عزائي
أنك تحملين خُمس القران في صدرك
عزائي
ان أخر ماسمعته منك رضاك عني
رحماك ربي بقلب إبنتها المكلومة

أماه
كم قسوتُ .. فسامحتِ
كم تمللتُ .. فصبرتِ
كم تضجرتُ .. فتجاوزتِ
كم أخطاتُ .. فغفرتِ
رُحماك ربي
دنياي بعدها غربة
حياتي بدونها ظلمة

قضيتُ ليلي بكاءاً ونحيباً
ضعف بصري
وهن جسدي
ذبُلت صحتي
ذاب شبابي

أماه
لم أعد أشعر بقريبٍ ولا بعيد
ولم أعد أسأل عن صديقٍ أو حميم
أصبحت بعدك جسداً بلا روح
غدوتُ بفراقك كائنٌ بلا حياة

تمنيتُ .. وددتُ .. أن أنساك .. لكن لم أستطع
كيف ومازال رنيم صوتك يسكن أذناي
كيف ومازال طيفك يراود مقلتاي
صوتك.. همساتك .. حتى قرع نعليك
تناغيم تداعب مسامعي
وجهك .. طيفك .. حتى خيالك
حورية تكتحل بها عيناي

تمنيتُ .. وددتُ .. اللحاق بك .. فإنني لست مخيرة
فلكل أجل كتاب
ولكل مؤمن بلاء
استرجعتُ .. استغفرتُ .. صبرت
علَ الله يغسل فؤادي بماء الصابرين
فتتغشاني طمأنينة المؤمنين

أماه
بأمواج حنانك أغرقتِني
بكثبان عطفك أغدقتِني
بلهيب خوفك حميتِني

أي عيدٍ
وجثمان امي .. قد وارى التراب
أي فرحٍ
وصوت أمي .. عني قد غاب
أي سعدٍ
وجه امي .. غائبٌ تحت التراب

يادمعةٌ سُكبت
يالوعةٌ حَرقت
يافرحةٌ بُترت
يابسمةٌ فُقدت
بفراقك يادُرة النساء

من سواك يؤنِسُني
من سواك يسعدُني
من سواكِ يدثرني
من سواك يحميني

تمنيتُ .. وددتُ .. عودتك لكنه .. المستحيل
سأعيش على ذكراكِ
سأتحرى رضاكِ
سأصل قرباكِ

حبيبة الروح
نامي قريرة العين
ولتهنئي بنعيم برزخي
وروحٍ وريحان أبدي
وفسحةٌ وسرور
وضياءٌ ونور
من ربٍ غفور

نبع الحنان المفقود .. اطمئني
بُنيَتُك مؤمنةٌ صابرة
بربِ العباد سأستعين
راجيةً منه جزاء الصابرين
سأتصَبرُ على الإبتلاء
ولن أكف لك عن الدعاء
حتى يأذن خالقي باللقاء
عفوكِ أمي ...... سامحيني