شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سارة بنت خالد
    عـضـو فعال
    • Dec 2018
    • 108

    #11
    رد: شـبـاب فـي لـحـظـة طـيـش

    الــفـصـل الـتـاسـع والأخـيــر....


    - 33 -

    جلست أمل تنتظر عودة فيصل وهي تفكر بهذا الزواج الفاشل المبني على الخديعة والظلم الذي لا ينسى.

    عاد فيصل وقت الغداء ، جلست الأسرة تتناول الطعام ، لفت نظر الأم أن أمل لا تأكل . سألتها : لم لا تأكلين يابنتي ؟

    أمل :لا أشتهي الطعام يا خالتي .

    خشيت أم فيصل أن يكون الطعام المعد غير محبب لأمل فطلبت منها أن تطلب من الخدم ما تشاء من الطعام.

    فيصل كان يأكل غير مكترث بها مما أثار فضول جوري التي وكزته من فخذه ليفهم المقصود ،فما كان منه إلا أن توقف عن الطعام وقال لها : لن أتابع الطعام إلا بعد أن تأكلي معنا ولو لقيمات قليلة .ابتسمت أمل ابتسامة خفيفة وبدأت بتناول الطعام .

    في اليوم التالي طلبت أمل من أم فيصل وأبو فيصل السماح لها بالذهاب إلى أهلها ، فقد اشتاقت لهم أيّما اشتياق،وطلبت منهما إقناع فيصل بذلك.

    في صباح اليوم التالي استقل فيصل سيارته متوجهاً مع أمل لعند أهلها ،وعند وصولهما شعر فيصل بشيء غريب غامض ، فأشار إلى أمل الدخول وحدها وهو سينتظرها في الخارج،لكن أمل أصرت على نزوله معها ليرى أهلها ويتعرفوا عليه أكثر. ترجّل فيصل من السيارة بحذر شديد،

    - 34 -

    ودخلا وكان في استقبالهما أم سالم التي أقبلت على ابنتها وضمّتها إلى صدرها قائلة :

    لقد اشتقت لك يابنتي ، ونظرت إلى فيصل فتقدم منها وقبّل رأسها وسأله عن حالها وصحتها.

    أم سالم : الحمد لله وشكرته على زواجه من أمل وطلبت منه بألا يتركها ولا يظلمها لأنها مازالت صغيرة وهي أمانة في عنقه.

    أجاب فيصل بابتسامة :لا تخافي يا عمتي. .ابنتك ستكون بخير وأنا أحبها كثيراً ...

    رفعت أمل نظرها معجبةً بكلامه وأحست بالفخر به أمام أهلها .

    في أثناء ذلك دخل أبو سالم وبرفقته سالم وشاب آخر.

    رحب أبو سالم بفيصل ، وطلب أن يشربا الشاي معا ريثما يجهز الغداء،أما سالم فكان ينظر إليه نظرة فيها حقد وسخط وكأنه يخفي شيئاً ما.

    طلب سالم الخروج لأن لديه عمل ضروري ولم يرد على كلام أبيه الذي طلب منه الجلوس قليلاً.

    حركات ونظرات سالم لا تبشر بخير أبداً هذا ما أحس به فيصل وأثار خوف أمل أيضاً ، وهي تعرف أخاها وعصبيته.

    - 35 -

    طلب أبو سالم من فيصل أن يتجولا حول البيت ليتعرف على بعض أهالي القرية ريثما يجهز الغداء وبقيت أمل مع أمها .

    كانت أم فيصل قلقة على ابنها وكذلك الأب لتأخره بالرجوع وهما ينتظران عودته بفارغ الصبر .

    في تلك اللحظة دق الهاتف .... أسرع الأب وتناوله متوقعاً فيصل المتكلم ، وإذ هو الجد يكلم أبا فيصل بهدوء ويقول له:

    هل أنت في البيت ؟

    أبو فيصل : نعم هل حدث شيء.

    صمت الجد قليلاً ثم طلب من ابنه الذهاب إلى مستشفى المنصوري دون أن يُعْلم أم فيصل بشيء .

    أغلق أبو فيصل الهاتف وهمّ فوراً بالذهاب ، استوقفته أم فيصل بسؤالها : ما بك يا أبا فيصل ؟

    أبو فيصل : لاشيء ، لكن أبي يريدني على استعجال ، أطبق الباب بشدة وانصرف .

    انتاب أم فيصل وابنتها جوري شعوراً مخيفاً هل الجد تعرض لشيء ، لا الجد تكلم هل المشكلة بابنها الذي تأخر ؟ وظلت أم فيصل وجوري تنتظر أي خبر يطمئن حالهم .





    - 36 -

    وصل أبو فيصل ورأى ابنه مضرجاً بالدماء ، صُعِقَ .... صرخ .... بكى وأراد الدخول إلى غرفته ، فَمُنِعَ من قبل الطبيب وطلب منه التريث والهدوء .

    انهارت دموع الأب حزناً على ولده الوحيد ، بينما الجد أخذ يضغط على يده ويقول له : ادعُ له بأن يتخطى مرحلة الخطر يا سلطان .

    أبو فيصل لم يتمالك نفسه وهدد كلاً من أبي سالم ومن كان معه بأن لن يترك الجاني ولن يغفر له ، وطالب كل من جاء من القرية بالخروج من المستشفى .

    وقعت أمل على الأرض وأصيبت بانهيار عصبي ,حملوها وأقعدوها في إحدى الغرف .

    أخذ العمدة يهدئ جميع الأطراف إلا أن خرج الطبيب فسكت الجميع منتظرين الخبر .

    أبو فيصل نسي كل شيء وقال : أرجوك يا دكتور كيف حال ابني ؟

    نظر الدكتور إلى الجميع وقال : حسناً المريض زال عنه الخطر بعد أن عوضْنا له بالدم الذي فقده .

    في تلك اللحظة رِنّ هاتف أبو فيصل ليسمع زوجته تسأل عنه وعن فيصل وأين هم ؟



    - 37 -

    إلا أن أبا فيصل نسي أم فيصل أنها لم تعلم بشيء فأجابها : فيصل زال عنه الخطر وساعاتٍ ويخرج من العناية

    المركزة ، هنا سمع صوت بكاء والسماعة لم تغلق .

    جوري : أين أنتم وفِي أي مستشفى ؟

    وبسرعة فائقة كانت جوري وأم فيصل بالمستشفى ، دخلت كلتاهما .... شاهدوا الكل مجتمعين وقد أفاقت أمل من الصدمة ووقفت معهم .

    أم فيصل لم تتمالك نفسها : ابني .... قتلتم ابني ... اغربي من وجهي يا أمل ... انهالت الدموع من عيني أمل التي لا ذنب لها بما حصل .

    في تلك اللحظة فتح فيصل عينيه بصعوبة وطلب ماءً...أريد ماءً .

    توجهت أم فيصل إليه وجوري وقالت:الحمدلله على السلامة .

    فيصل بصوت خافت : أمي أمل لا ذنب لها يكفيها ما حصل. جوري : أمي أرجوك كفّي عن هذا ، فعلا أمل لا ذنب لها .

    تبرمت أم فيصل وهي التي تعرف أن أهلها هم الذين أرادوا قتل ابنها .

    في تلك اللحظة دخل الضابط ومعه رجل آخر وطلب المحقق أن يخرج الجميع من الغرفة .

    - 38 -

    الضابط إلى فيصل : هل نبدأ التحقيق يا فيصل ؟ هز رأسه بالموافقة .

    وتم التحقيق .

    في اليوم التالي خرج فيصل من المستشفى عائداً إلى بيته بصحبة أبيه والكل استقبله بفرح وسرور وخاصةً أمه التي حمدت الله الذي أعاده إليها .

    فيصل استأذن بالصعود إلى غرفته ليرتاح ويبدل ملابسه حاولت الأم أن تساعده لكن فيصل اعتذر وقال لأمه : أستطيع فعل كل شيء لوحدي فأنا بخير .

    وصل فيصل إلى غرفته ، تفاجأ بأمل بأجمل حلة ،ارتمت عليه والدموع في عينيها وطلبت منه أن يسامحها على فعلة أهلها .ابتعد عنها فيصل وجلس على الكرسي وقال لها : شكرًا لك .ولَم تتوان أمل في الإلحاح على مسامحتها لما بَدَرَ من أخيها وابن عمها .

    شهقت أمل من كثرة بكائها شهقة وكادت أن تختنق وتابعت قولها : أنا اكتشفت أني لا أستحقك فأنا جرحتك عدة مرات، والآن فهمت الحقيقة وعرفت أن ما فعلته تريد إنقاذي وإنقاذ شرفي .

    أرجوك سامحني وأنا أعدك بأن أكون لك زوجة وفية مخلصة لآخر يوم في حياتي .

    - 39 -

    تذكر فيصل عندما أصيب كيف أمل احتضنته وهي تصرخ وتبكي وتقول : لِمَ فعلتم هذا بزوجي ؟ أنا سأشهد عليكم في الشرطة وتذكر أيضاً كيف كانت تضغط على جراحه النازفة لحين وصوله إلى المستشفى بعد أن غطّى في غيبوبة وفقد وعيه . تنهد فيصل ووقف وأمسكها وضمّها وقال : أنت زوجتي وأنا أحبك كثيراّ ولا أستطيع أن أغضب منك بعد الآن حتى لو كنت تكرهينني .

    أمل بخجل أخفضت رأسها وقالت:أنا أحبك أيضا يا فيصل .

    وضع فيصل يده على فمها قبل أن تكمل كلامها قائلاً : حسنا لننسَ ما فات وما حصل ، ولنبدأ حياتنا من اليوم يا أمل يا أمل حياتي ، هل اتفقنا . أمل هزت رأسها وتعانقا .

    ( تمت بفضل الله )







    مع تحياتي: سارة الخالدي

    الكاتبة: زبيدة هارون الهوساوي

    تعليق

    google Ad Widget

    تقليص
    يعمل...