قصة الفتى صاحب الطائره
في احد الايام الهادئة في احدى القرى الصغيره والتي تبعُد ألف الاميال عن المُدن الكبيره والصاخبة، كانت توجد تلك القرية الجميلة ذات الجبال والتضاريس الخلابه والتي تلفُت انتباه كل من من يمُر لتلك القرية. كان يعيش هُناك فتى صغير ذو الثمانية اعوام مع والديه في منزل فوق التلال، مُنذ ولادة هذا الطفل لم يُغادر قريته متراً واحد فلقد ولد وترعرع وهو يرى والده الفلاح الذي يعمل في مزرعته الخاصه ووالدته التي تخيط ملابس نساء القرية. اشتهرت والدته بمهاراتها في الخياطة وتصاميم الازياء، كان كل نهاية اسبوع يأتون اليها نساء القرية ليطلبوا منها ان تحيط لهم بعض الملابس وآخُريات يأتون ليروى تصاميمها الجديده ليختاروا ما يروقُّ لهم من تصاميمها العديدة. في هذه الاثناء، كان والد الطفل يعملُ فلاح ولديه مزرعته الخاصه حيث كان يزرع الفواكة والخضروات وحتى الورود ليبيعها لسكان القرية. كبَّر الطفل وهو يرى والديه يعملان في هذه المجالات، لطالما أراد الابّ ان يعمل ابنه مزارعاً مثلهُ تماماً فهو ايضاً عملَّ مزارعاً لان والده كان يعمل كذلك. كان دائماً يصطحب ابنه معه الى مزرعتهم حتى يرى والديه كيف يعمل ويتعلم منه، الاب كان متهماً جدا بأن يعلم ابنه طريقة زراعة الورود والفواكه والخضروات، فيبدأ بوضع البذور في التربة الصالحه لزراعه ثم يقوم بسقيها بالماء بشكلٍ يومي. احّب الطفل هذا العمل وفي يوم من الايام عندما جاء والده لاصطحابه الى المزرعه طلب الطفل ان يجرب هذه المره بزراعة بعض الورود بنفسه فرحّ الاب كثيراً ورحبّ بطلب ابنه فذهب لإحضار المستلزمات المطلوبة حتى يبدأ ابنه بتجربة الزراعه لاول مره. بدأ الابُّ مسرورا جدا وهو يرى ابنه يبدأ بوضع البذور في التربة بينما كان الطفل في المقابل يرى ان هذا العمل ممتع ولكن القيام به بشكل يومي شاق، بعد فترةً وجيزة انتهى الطفل وعاد هو ووالده الى المنزل وفي طريقهم رأوا اطفالا يلعبون وكان الطفل ينظر اليهم وتمنى لو كان يمكنه العب معهم. حينما وصول الى منزلهم، كانت هنالك زبونه مع طفلها الصغير لدى والدته، وكان مع ذلك الطفل طائرةً ورقيه ويبدوا انه كان فرحاً بها. في ذلك الحين بدأ الطفل يتسأل لماذا لا املك العاباً مثله؟ لماذا لا يمكنني العب مثل بقية الاطفال في الطرقات؟ وفي صباح اليوم التالي قررت سؤال والده هذه الاسئلة متأملاً ان يجد اجابات على تلك الاسئلة الكثيره، ولكنه للاسف عندما سأل والده ردا الابّ وقال: لاننا نسعى دوماً للحصول على مستقبل افضل فلا نهتم لما نعيشه حالياً ولكننا نهتم لما نريد ان نحصل عليه. لم يفهم الطفل كلام والده ولكنه كان حزين جداً. اخبر الاب الام باسئلة طفلهما فصمتت الام قليلاً وبدأت بالتفكير فيما قال طفلها. وفي اليوم التالي، لم يذهب الطفل مع والده الى المزرعه اصبح فقط يود ان يجلس ويرى الاطفال الاخرين وهم يلعبون، حتى جاءت والدته ومعها بعض الالعاب والهدايا، عندما شاهدها الطفل فرح كثيراً وشكر والدته لانها تفهمت كونه طفلاً ويريد ان يلعب كبقية الاطفال.
تعليق