يُحكى أن ثلاثةً من العُميان دخلوا في غرفة بها فيل ..
وطـُـلِـبَ منهم أن يوصفوا الفيل للناس
بدؤوا في تحسُّس الفيل وخرج كلٌّ منهم ليبدأ في الوصف
فقال الأول ٠٠ الفيل هو أربعة أعمدة على الأرض ( لأنه امسك بارجله الاربع )
وقال الثاني : الفيل املس وناعم يشبه الثعبان تماما ( لأنه مسك خرطوم الفيل )
وقال الثالث : الفيل يشبه المكنسة ( لأنه امسك بذيل الفيل )
كما في الصورة
وحين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار ..
وتمسّك كلٌّ منهم برأيه وراحوا يتجادلون ويتِّهم كل منهم الآخر بأنّه كاذب ومُدَّعٍ
وكل منهم كان يعتمد على برمجته وتجاربه الذهنية السابقة
فحكم ووصف ما لمسته يداه وهو صادق فعلا
لكن هل التفتّ إلى تجارب الآخرين؟
هل كان أحدهم يكذب؟
بالتأكيد لا .. أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه ..
فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ
قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الاخر
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس
لأن كل منهم يرى ما لا تراه .. فرأيهم قد يكون صحيحا أو قد يكون مفيداً لك .
لذا
في أي نقاش حاول أن تستوعب أفكار الغير قبل الدخول معهم في جدل ،
ولا تحاول تسفيه فكر الآخر فلا بد أن فيه جانب مضيء ولو يسير
، وإن لم يكن كذلك فبإنصاتك لكلامه كسبت وده واحترامه
مما يعطيك مجالا لتصويب الفكرة لديه ووجود القبول عنده .
وعليك ان تتذكر ان للحقيقة عدة وجوه فلا تتعصب لرأيك دوما..
فالخلاف الرأى لا يفسد للود قضية
وتذكر دوما قول الامام الشافعي طيب الله ثراه
رايي صو اب يحتمل الخطأ وراي غيري خطأ يحتمل الصواب
وقال الامام مالك طيب الله ثراه امام قبر نبينا صلي الله عليه وسلم
كل ياخذ من كلامه ويرد عليه الا صاحب هذا القبر الشريف صلي الله عليه وسلم
اللهم وسع صدورنا لإخواننا وافتح بيننا وبينهم بالحق وانت خير الفاتحين
اللهم صل وسلم وبارك علي نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وارض اللهم عن صحابته الاطهار الاخيار ابي بكر وعمر وعثمان وعلي والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين
منقول التاريخ الاسلامي
تعليق