● يقول الله تعالى في كتابه الحكيم :-
(إنك ميت وإنهم ميتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون)
● تصور،،
وأنت تحاسب يوم القيامة يظهر لك خصوم،،
أنت لا تعرفهم ولم ترهم ويخاصمونك أمام الله، ويأخذون من حسناتك،
وأنت،، في أشد الحاجة،، لحسنةٍ،، ترجح موازينك،، ليغفر الله لك بها.
هؤلاء،،
الخصوم،، الذين لا *نُلقي* لهم بالاً بالدنيا.
● فكم من شخص،،
وأنت تقود سيارتك،،
يعترضك بقصد أو بدون قصد،، فتشتمه وتمضي،، سمعك أم لم يسمعك،،
فقد سمعك الله تعالى،،
وأصبح خصماً لك يوم القيامة، وأنت لا تعرفه.
● وكم مرة،،
رأيت،، شخصا لا تعرفه في الشارع،،
فعلقت أمام من معك،،
على لبسه أو شكله أو هيئته،
أو تصرف قام به،،
وسجلت عليك غيبة لشخص،، سيكون خصيما لك يوم القيامة وأنت لا تعرفه.
● وكم مرة،،
تشاجرت مع شخص ما،، فشتمت،
أمه أو أباه أو أهله،، ويكون هؤلاء كلهم،،
خصماء لك يوم القيامة، وأنت لا تعرفهم.
● وكم مرة،،
وأنت في حوار مع شخص ما،، وتحدثتم في أمور أحد البلدان، فقلت عنهم، مثلا :-
الشعب المصري كذا، أو الشعب السعودي كذا، أو الشعب البنغالي كذا ....
ولم يدر في بالك،،
أنك ستقف،، خصمهم فردا فردا لكل ذلك الشعب،،
أمام الله يوم القيامة، بأن شملتهم،،
بغيبتك أو بقذفك أو بشتمك، وأنت لا تعرفهم .
● تصور،،
أن يكون *شعب كامل*، خصمك أمام الله يوم القيامة، لكلمةٍ لم تلق لها بال
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رض) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلىَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنْ الْقَرْنَاءِ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ) رواه أحمد.
إن العبد ليجيء يوم القيامة، بأمثال الجبال من الطاعات، فيرى أنهن سينجينه، فما يزال عبد يجيء فيقول: رب إن فلاناً ظلمني بمظلمة، فيقول: أمح حسناته.
● فأنظر يرعاك الله،،
كم خصيما،، سيأتي يوم القيامة؟
ليقتص منك، ويأخذ من حسناتك؟
● فإن غضبت،،
وزل لسانك وشتمت احدا أو قذفته،،
فعاجل بالإستغفار،، لك ثم له، وقل:-
" اللهم اغفر لي ولأخي"
وادع له ولأهله، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واستغفر وتب إلى الله تعالى
● رب،،
*إغفر لي ولوالدي، ولمن لهم حق علي، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، اﻷحياء منهم واﻷموات.*
اللهم اغفر لي ولكل من سببته او شتمه او علقت عليه بكلمة او نظرة.
يقول أحد الدعاة
في المسجد الذي أصلي فيه أخبرني حارس المسجد ان هناك باب لإحدى الغرف التابعة للمسجد يجب تغييره
فقلت له حسنا سأذهب إلى الحراج بعد أخذ المقاس وابحث عن باب مستخدم ورخيص الثمن في نفس الوقت
ذهبت ظهرا لحراج بن قاسم
اغلب المحلات مقفلة
الحركه قليلة
وجدت على مدخل السوق سيارة (ونيت) سائقها (شنب) من ملامح وجهه لا تملك الا ان تظن به ما تشاء من الظنون السيئة
ناداني قائلا (مشوار يامطوع)
قلت في نفسي (لو ما يبقى إلا انت ما أخذتك)
إعتذرت منه وانصرفت
وبعد مشقة وجدت محلا لبيع الأبواب المستعملة ولقيت بغيتي في احد الأبواب وبعد مفاصلة في السعر ثمن العامل الباب بثلاثمائه ريال
بعدها كان علي البحث عن سيارة لنقل الباب
ذهبت ابحث في السوق وطال البحث ولم أجد أحدا فقد كانت فترة غداء لمعظم اهل السوق
وفجأة
امر بجانب سيارة (ابو شنب)
والذي أعاد على كلامه
(مشوار يا مطوع)
قلت في نفسي للضرورة أحكام
قلت له نعم تعال معي
ذهبنا إلى المحل وحملنا الباب على ظهر (الوانيت)
بعد أن اتفقنا على ثلاثين ريال أجره السيارة
وعندما هممنا بالتحرك تذكرت اني لم اشتري مقابض للباب
طلبت من الرجل ان ينتظر حتى اشتري المقبض واعود
ابتعدت قليلا ثم تمادت بي الظنون وقلت أخشى ان تركته ان يهرب ومعه الباب
فعدت اليه وقلت انتبه للباب فوالله انه للمسجد وليس لي
فقال لي بلهجته (روح ما تشيل هم)
عدت سريعا بعدما اشتريت المقبض ووجدت السيارة في مكانها وحمدت الله أن كفاني شره
وعندما أخرجت المحفظة لأدفع المبلغ للعامل
إذا بصاحبنا (الشنب) يناديني من الخلف
يامطوع أسألك بالله الباب للمسجد
قلت نعم
فقال والله ما يدفع قيمته غيري
دهشت من كلامه حاولت منعه
أصر على كلامه
وقال الثمن والتوصيل علي (امشي قدامي)
ركبت سيارتي ومشيت أمامه
خنقتني العبرة
استحيت من الله اين وصلت بي الظنون مع هذا الرجل
وصلنا المسجد انزل الباب وانصرف
غادر (الشنب) وترك لي درسا لا أنساه ما حييت
ان أتأدب مع الله أولا ثم مع خلقه ثانيا
وان المظاهر ليست مقياسا للحكم على خلقه
غادر (الشنب) الذي كان متسمرا في حر الظهيرة يبحث عن مبلغ يسير أجرة لسيارته
وإذا به يهبه لوجه الله ومعه قيمه الباب
ومعه أيضا درس بليغ لي
تعليق