مشاركة صديقتي في مسابقة القلم الحر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نوح
    عـضـو
    • Aug 2020
    • 1

    مشاركة صديقتي في مسابقة القلم الحر

    كيمياء الحبّ

    عانيت ذات يومٍ أشدّ عناءٍ في الامتحان ، و إذا صحّ التّعبير ، فإنّي قد فشلت ، فالامتحانات عند شخصٍ مثلي كانت أموراً مصيريّة حد ّالهلع ، بكيت في الطّريق كالأطفال ، رُغم أنّي الشّخص البالغ الذي يدرس ثانويته بتفانٍ بعيداً عن منزله و أسرته ، و أنا أمسح دموعي بكمّي قميصي الرّمادي كما أذكر ، عرض عليّ بائع المناديل بضاعته ، شيخٌ كبيرٌ أذكره كما لا أذكر بائعاً متجوّلاً عداه ، بلباسه التّقليدي ، تكاد لا تصدّق أنّه بائع مناديل ، كيف لبائع مناديلٍ أن يكون بأناقة فقيه ، يبتسم و يضرب على كتفي و على وجهه نظرة حكمة مألوفة : “أ يا ولدي هذه تفصيلة ، هذه دقيقة من أعوام ، هذه أتفه التّوافه ” أذكر أنَه عندما تحدّث إليّ و بينما كنت أحاول التّسلّل بعيداً عنه ، لأنّه كباقي البائعين لا يصمت -بالأحرى لم أعجب به كونه كشف ضعفي و رأى دمعي المخبَأ – بدأت قطَة مشرَدة بالاحتكاك بجلبابه ، فأشار إليها خاتماً كلامه :” أن يا بني تأمّل حال القطّة رضيّ اللّه عنك ، هيَ حتَى لا تدري إن كانت تشبع أم تجوع ، تُوَاصل العيش بمرح و كأنَ ما من غيب في مسألتها الحياتيَة “، الغريب في الأمر أنّني حقاً تأمّلت حال القطّة لفترة جيَدة ، و أنا من لا يحبّذ القطط ، حتّى نسيت أمر الامتحان .
    و اليوم بينما استشطت غضباً على صاحب الحافلة ، فقد تخلّى عنّا ( الرَكَاب ) في منتصف الطّريق و تركنا عاجزين لا حول لنا و لا قوّة ، في عزّ صيامي أسمعته مالم أتصوّر أنّي سأسمعه لأحدهم يوماً ما ، لكنّي فعلت ، الأمر كان أشبه بقهرٍ كبيرٍ بالنّسبة لي كيف أُخذل بهذا الشكل ؟ كيف يحصل معي موقف كهذا ؟! كيف للإنسان أن يكون بهذا القدر من اللاّمسؤولية ؟! و الكثير من الأسئلة الّتي صنعت منّي قنبلة آنذاك ، و حين انتهت بنا السّبل ، و اضطررنا لحلٍّ لم يرضني ، شعرت و كأنّ صدري قد انقبض ، و الدّموع أعلنت عن قدومها ، و صرت أبتلع ريقي بصعوبةٍ بالغةٍ ، إذ ركبنا حافلةً أخرى تفتقر حتّى للكراسي ، أخذت أستنشق الهواء كأنّه الشّهيق الأخير ، و أدرك أنّي أمام انهيارٍ محتّمٍ ، ورائي امرأة عجوز ، تتمتم وحدها و تنكزني ، “أ يا ولدي أفسحلي طريقاً “، و لأنّ الرّكّاب وقوف و لا مجال للتّزحزح ، قلت لها :” يا خالة ليست هناك طريق ، لو كانت لسلكتها ” بعصبيّتها تلك ، أجابت بعبارةٍ سحبت كلّ ما بداخلي من غضب حتّى أنّي ضحكت دموعاً ، لوحدي أضحكتني عبارتها العاديّة بينما الجميع يعتبرني مجنوناً : “ما هذه الأفكار يا ولدي ” إنّها عبارة بسيطة لا مغزى منها و لا هدف ، حتّى أنّها لا تُضحك ، لكن بلكنتها الّتي تشبه لكنةً أعرفها و تعرفني ، ذكّرتني بما قالته أمّي في موقف طريفٍ ضحكنا إثره كثيراً و لا زالت تضحكنا ذكراه ، و حين نطقت به العجوز كأنّما وضعت شيفرة الفرج ، كأنّها نطقت أسراري أنا و أمّي ، لم أكلّف نفسي عناء الالتفاف حتّى أرى وجهها ، لقد أدركت تلقائياً أنّها تشبه أمّي ، بل ربَما هي أمّي نفسها ، تلازمني ، تضحكني وحدي ، و تمسح عني غبار التّعب ! و الشّيخ كان والدي في صلاة العصر يدعو بخشوعٍ أن فرّج همَ ولدي ، أن عوَضه و أسعده يا اللّه ، فما كان من اللّه إلاَ أن استجاب ، ربّما كانت المواقف السّعيدة كلّها ، أو ما نسمَيها نحن بضربات الحظَ ، ما هيّ إلاّ دعوة أمّ ، انشغال أب ، أو عشق حبيبة .. قد تكون جميعها تفاعلات لا تراها العين المجرّدة ، وحدها كيماء الحبَ ، من تجعل كهلاً لا علاقة له بك ، يهوَن عليك الفشل ، من ترسل أمَك البعيدة عنك بقارَة و بضع بلدان ، أن تركب معك نفس الحافلة لتخبرك أن ما أنت وحدك ، هنا أنا معك دائماً ، غبتُ أم حضرتُ ، و وحده حبّ الآخرين يلاحقك كالقرين
    لطفا ادخلو الموقع لتساعدوها على الفوز بجائزة الجمهور هي فعلا تستحق ، رجاء
    الرابط : https://qlm-hor.com/41403/
  • جنوون صنعانيه
    V - I - P
    • May 2020
    • 7306
    • لو يطول الوقت ياعمري سنين

      غير حسك وعيونك ماعشقت





    #2
    رد: مشاركة صديقتي في مسابقة القلم الحر

    جميل
    دووم هالطله
    تحيه لك نوح

    تعليق

    google Ad Widget

    تقليص
    يعمل...