رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Lea_winchester
    عـضـو
    • Apr 2020
    • 21
    • Be Best Then Be First :3:

    رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

    مرحبا أعضاء وزوار منتديات عبير سأنشر لكم روايتي الطويلة هنا، أتمنى أن تعجبكم وهذه نبذة تشويقية عنها أبدوا رأيكم بكل صراحة أنا هنا أتعلم وآخذ آراؤكم ابنشر فصل كل أسبوع بإذن ربي إلا إذا حصل لي ظرف ممكن انزل كل اسبوعين مرة اعذروني مقدمًا لو فيه خطأ إملائي او غيره أنا في النهاية بشر

    رواية بوليسية، غموض وخيال علمي تتحدث عن دانيال المريض بمرض غريب يجعله يتقمص دور مجرم يدعى إد، سبب مرضه هو هوسه كمحقق بالقبض على إد حتى أنه يعرف أصغر معلومة عنه، والذي مات منتحرًا في زنزانته، لكن ولسبب ما دانيال يرفض تصديق مرضه، لماذا؟ دانيال يقول لكم: ليس هناك مرض نفسي يجعل الشخص يمتلك ذكريات شخص آخر وكأنني عشتها! أنا لم أعش مع إد حتى لأتذكر تلك الذكريات! أنا لم أكن أعرف إد حتى، ولا أتذكر بأنني كنت ألاحق شخصًا بهذا الاسم! ولا أتذكر أغلبية حياتي! فكيف لي أن أتذكر ذكريات إد وأنا لم أتذكر ذكرياتي هي بذاتها!
  • تـمـر حـنـه
    V - I - P
    • Jun 2012
    • 2656

    #2
    رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي



    ننتظرك .. هاتي ماعندك


    تعليق

    • Lea_winchester
      عـضـو
      • Apr 2020
      • 21
      • Be Best Then Be First :3:

      #3
      رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

      المشاركة الأصلية بواسطة تـمـر حـنـه


      ننتظرك .. هاتي ماعندك


      شكراا على ردك المحمس ذا

      تعليق

      • Lea_winchester
        عـضـو
        • Apr 2020
        • 21
        • Be Best Then Be First :3:

        #4
        رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

        الفصل الأول: المحقق دانيال

        23 ديسمبر 2038، 9:15 صباحًا.
        {مركز الشرطة رقم 24}.

        عدَّل دانيال ربطة عنقه بتوتر امام مركز الشرطة الذي سيعمل فيه، توجه داخلاً واخرج بطاقة التعريف الخاصة به، مررها عبر الشريط الآلي وفُتح الباب، استنشق دانيال بضع ذرات اكسجين وانطلق يبحث عن المكتب الذي سيعمل فيه، اخذت فتيات القسم بالحديث عن وسامته وشعره المتوسط الطول المرتب بشكل جميل، وطوله المعتدل وعيناه الأخاذتان ذات اللون الاخضر كالتلال الخلابة، غير ان هناك شيئًا واحدًا فقط يميز فكَّه الحاد، وهو جرح قديم على طول فكه الأيمن، ذلك جعل جاذبيته اكثر، اعني رجل وسيم وذو ذوق كلاسيكي يرتدي قبعة فيدورا ولديه جرح على وجهه مما يزيد وسامته غموضًا، انه فارس احلام السيدات باختصار، او بطل المسلسلات التي يتابعونها، اخذ دانيال يبحث في ارجاء المركز الشبه قديم عن مكتب السيد كلارك لامور، لم يستطع ان يخفي شعوره بالاشمئزاز من بعض الاوساخ على الجدار المتشقق، في النهاية يفترض به ان يعمل في المركز الذي حقق اكبر نسبة نجاح في امساك المجرمين في مدينة سندال، كان يفترض به ان يكون اكثر فخامة من هذا، بعد بضعة مكاتب وجد اخيرًا اسم السيد كلارك، ارتاح دانيال نوعًا ما لكون مكتب كلارك مرتبًا ونظيفًا ولا يعكس المركز ابدًا، كبير يحتوي على ثلاث مكاتب مفتوحة على بعضها غير مكتب قائد الفريق الذي يحتوي على غرفة اجتماعات كبيرة قليلاَ، وجد فيها دانيال موظفان يرتبان اوراقًا، طرق الباب ودخل.

        -مرحبًا، انا دانيال بانر، الموظف الجديد لهذا الفريق.
        -اوه انت دانيال؟ مرحبًا بك، انا جينا مير.
        -وانا لوكاس سِد ، مرحبًا بك في فريقنا، كلارك لم يصل بعد، يمكنك الجلوس على مكتبك وترتيبه حتى يأتي.
        -حسنًا، سررت بمعرفتكما.

        اخذ دانيال يرتب مكتبه ويضع كل شيء يريده في مكانه، صورة والدته ووالده الذين ماتوا في حادث سير حينما كان رضيعًا، وكرة مطاطية يحب اللعب بها كثيرًا، واخيرًا مرآة ينظر بها الى ندبة وجهه التي لا يعرف حتى الآن كيف وصلت الى فكه، حتى الأشخاص الذين كانوا مسؤولين عنه في الميتم لم يعلموا كيف أتته، حياته حتى بالنسبة له غريبة، اغلب الأشياء لا يتذكرها، لا يتذكر من كان اصدقاؤه في الميتم الا صديقًا واحدًا وهو ديفيد ايركسون، لا يتذكر دراسته لأي شيء رغم انه ذكي ويعرف الكثير عن كل شيء، باختصار انه المكتمل الناقص.

        ***

        انتهى دانيال من ترتيب مكتبه ولم يحضر قائد الفريق بعد، بدأ ينطبع في عقل دانيال أن كلارك مجرد موظفٍ كسول لا يأتي في وقت الدوام المناسب، اخذ دانيال يتأمل في زميلاه حيث انه لم يعر اهتمامًا للتأمل في وجهيهما حينما وصل، جينا امرأة سمراء ذات شعرٍ اسود قصير وجسم نحيل لكن رياضي، ربما راكضة؟ عيناها عسليتان، تتميز بذوق خاصٍ بالملابس، فهي ترتدي معطفًا جلديًا وبنطالاً من الجلد كذلك، حتى حذاؤها جلدي، أما لوكاس فهو رجل ضخم البنية، أصلع الرأس ذو عينان بنيتان، لباسه محترم يليق بالمكان الذي هو فيه.

        حفظ دانيال المكتب عن ظهر قلب وهو يتأمل أرجاءه، ولم يصل قائد الفريق بعد، قرر دانيال استغلال الوقت وترك المكتب للتعرف على المركز اكثر رأى اوجه الكثير من الناس وهو في طريقه الى الكافيتيريا ليشتري مشروب طاقة، المجرم والمظلوم وأفراد شرطة ولسبب مجهول مألوفون لدانيال، اخيرًا وصل دانيال الى آلة بيع المشروبات، أدخل قرشًا من فئة العشرة واشترى المشروب الذي يريد، كاد ان يفتح العلبة حتى سمع صراخ امرأة في الكافيتيريا، ذهب بسرعة ليتفقد الأمر.

        كانت امرأة جميلة جدًا ذات شعر احمر وعينان زرقاوتان، بدت وكأنها في بداية الثلاثينات، أما الرجل الذي كان جالسًا مقابلها فقد كان في الأربعينات يمتلك شعرًا بنيًا وكذلك عينان بنيتان وما ميَّزه في عين دانيال هي تلك التجاعيد التي تغطي وجهه والتي جعلته أكبر من سنه، صرخت على الرجل وقد كان ممسكًا بيدها بقوة.

        -اتركني!
        -شيلا اهدئي! لن اتخلى عن التحقيق في الأمر لا تقلقي!
        -قلت لك اتركني!

        تدخَّل دانيال وامسك بيد الرجل، عيناهما التقت، نظراتهما لبعضهما بدت كأسد ينظر لأسد آخر.

        -ليس من الاحترام أن تؤلم سيدة.

        قال دانيال وهو يبتسم، ترك الرجل يد المرأة وامسك بيد دانيال وابعدها عن يده، قال الرجل بغضب شديد.

        -ليس لدي وقت لأعلمك درسًا.

        نظر الرجل الى دانيال نظرة اخيرة حادة وذهب، اما المرأة فمسحت دموعها.

        -هل انتِ بخير؟
        -اجل، لكن لم يكن عليك التدخل يا سيد.

        تعجب دانيال من اسلوبها القاسي.

        -ليس عليكِ شكري.
        -لن افعل ذلك.

        اخذت المرأة حقيبتها التي كانت معلقة على طرف الكرسي وكادت ان تذهب لولا سقوط الحقيبة من يدها وتناثر اغراضها، اخذت تجمع اغراضها التي تناثرت، ساعدها دانيال في جمع قلم الحمرة الذي كاد ان يدخل تحت الكرسي وكأنه جُرذ يهرب من البشر، بطاقة عمل للمحقق كلارك لامور، وهو قائد فريق دانيال المهمل الذي لم يأتي بعد، وأخيرًا خاتم من الزمرد الأحمر القرمزي الجميل، اخذ ابصار الحاضرين جميعهم من زائرين ومراجعين وافراد شرطة، النساء منهم والرجال، اخذ دانيال ينظر الى احمراره الذي يبدو كالدم، كلما ركز عليه كلما آلمه رأسه، اخذ يرى ذكرياتٍ غريبة عن امرأة غير واضح اي شيء فيها وهو يُلبسها هذا الخاتم بذاته، بدأ الألم يزداد أكثر أغمض دانيال عيناه ليتحاشى رؤية الخاتم واعطاه للمرأة واختفى صداعه تدريجيًا.

        -شكرًا على مساعدتي، أنا شيلا موري.

        قالت وهي خجلة.

        -على الرحب والسعة، لكن لازلتِ تدينين لي بشكرٍ آخر.
        - لا تكن طماعًا، ما اسمك ايها السيد؟

        واخيرًا التقت عيناهما بشكل مباشر لأول مرة، كان الأمر كما لو ان التلال التقت بسمائها، ارتبك جميعهما، دانيال لم يعرف سبب ارتباكه حتى الآن، اما شيلا فقد أحست بأنها ضاعت بين تلال عيناه، كما لو أنها ضاعت بهما من قبل.

        -اسمي.. اسمي دانيال بانر.
        -سررت بمعرفتك، هل أعرفك؟
        -لا اعتقد هذا.

        استأذنت شيلا للذهاب وتركت دانيال غارقًا باستغرابه واحاسيسه المختلطة فيما يحصل له، اسرع بإخراج هاتفه واتصل بصديق طفولته ديفيد، بعد بضع ثوانٍ من النغمات المتقطعة رد ديفيد.

        -ديفيد، احتاج لمقابلتك!
        -ماذا هناك دانيال؟ يمكنك ان تقول صباح الخير على الأقل صحيح؟
        -الساعة الرابعة تعال الى مكان عملي، رقم المركز 24.
        -حسنٌ.

        ***

        رجع دانيال الى المكتب وقد نسي تمامًا مشروبه الذي لم يستمتع به، جلس على مكتبه ولاحظ كل من جينا ولوكاس شحوب وجهه.

        -دانيال؟ وجهك شاحب، أأنت بخير؟!

        سألت جينا بقلق.

        -أجل، بخير تمامًا.

        بعد بضع ثوان دخل قائد الفريق أخيرًا، كان غاضبًا بشكل هستيري، كاد ان يدخل مكتبه حتى استوقفه لوكاس ليسأله عن حاله.

        -لست جيدًا! هناك رجل كان الكافيتيريا اثار غضبي اود أن اعرف اسمه لا اعلم ربما تعرفانه، كان طويلاً لكن نحيل ورياضي عيناه خضراوتين ولديه شعر جميل، اكره الاعتراف بهذا، لكن لديه شعر جميل جدًا، اوه ولديه ندبة على فكه.
        نظر كلٌ من لوكاس وجينا الى دانيال الذي أخذ يتصبب عرقًا ولا ينظر لأحد بعينه ابدًا من خوفه اخذ يفكر هل سأطرد قبل ان ابدأ؟، لم يكن يعلم ان الرجل الذي افتعل مشكلة معه في الكافيتيريا هو نفسه قائد الفريق كلارك لامور.

        ***

        تعليق

        • Off The Grid
          كُلُّهُم رَحَلـوا ...
          • Dec 2004
          • 4007

          #5
          رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

          شدّتني التفاصيل هنا، و لكن لانشغالي سأضطر للوقوف مؤقتًا فقط عند آخر كلمتين بلغتهما:

          "باختصار انه المكتمل الناقص. "

          أعجبني هذا الوصف تحديدًا، لا أدري لم؟ ههه

          لي عودة إن شاء الله بعد أن أنتهي مما كنت بصدد القيام به

          تحية طيبة إلى حين

          تعليق

          • Lea_winchester
            عـضـو
            • Apr 2020
            • 21
            • Be Best Then Be First :3:

            #6
            رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

            المشاركة الأصلية بواسطة زينب المرزوقي
            شدّتني التفاصيل هنا، و لكن لانشغالي سأضطر للوقوف مؤقتًا فقط عند آخر كلمتين بلغتهما:

            "باختصار انه المكتمل الناقص. "

            أعجبني هذا الوصف تحديدًا، لا أدري لم؟ ههه

            لي عودة إن شاء الله بعد أن أنتهي مما كنت بصدد القيام به

            تحية طيبة إلى حين
            شكرا على قراءتك لروايتي! ، حتى أنا عاجبني هالوصف

            تعليق

            • Lea_winchester
              عـضـو
              • Apr 2020
              • 21
              • Be Best Then Be First :3:

              #7
              رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

              الفصل الثاني: قليل من الماضي ١

              24 ديسمبر 2035، 10:35 صباحًا.
              {؟؟؟}.

              -سأحرركِ من هذه الحياة، سأتزوجك ما إن اصبح ثريًا، ولن تحتاجي لشيء بعد الآن.

              قال إد لشيلا بصوت رومانسي على ضفة نهرٍ ما، كل ما اراده هذا اللص من حياته ان يصبح ثريًا ويتزوج حب حياته ولا تحتاج لأحد او لشيء بعد الآن، في النهاية هو يرى بأنه من العدل ان يسرق الأثرياء الذين لن يفتقدوا ما سُرق بشدة، يمكنهم تعويضه، هو فقط يستعيد ما لم تعطه الحياة، لطالما كان إد هاربًا من الشرطة وحيدًا في المدينة الباردة، شيلا هي من انتشلته من تلك المدينة وأتت به الى مدينة العاشقين، رغم أنها ليست في موقف افضل منه، إنها تعمل كنادلة في نادٍ، حلمها ان تكمل دراستها وتعمل في مكانٍ محترم، كانت بحاجة اي هللة، لذلك خانت ثقة إد وأحضرت المحقق كلارك الى ضفة النهر مقابل مبلغ مالي.

              - اسف لمقاطعة هذه الرومانسية.

              التفت إد بعينيه الخضراوتين بسرعة الى من يقف خلفه، اذ به كلارك الذي كان يلاحقه لمدة سنة، اخذ إد يفكر هل هذه نهاية احلامي؟ لماذا شيلا قامت بخيانتي؟ لكنه لم يعاتبها رغم ذلك، في النهاية هي لديها احلامها ولا يود إد ان تدخل السجن معه لمجرد انها حبيبته وتصبح احلامها طيرًا سجينًا بين جدران السجن، عرف بأنها قد خانته من نظراتها الغير متعجبة بل الخائفة من حكم إد عليها، لكن يبدو بأنها لا تعي مقدار حجم حب إد لها.

              -إدوارد ريغان، اللص الوسيم، الملقب بإد، واخيرًا التقينا دون ارتدائك قبعة الفيدورا التي ينسدل منها قماش يغطي وجهك.
              -كلارك لامور، المحقق العبقري الذي رفع مستوى قسمه لحظة وصوله، اخيرًا التقينا دون ارتدائك حزام السلاح.

              كان كل منهما يتكلم بتحدٍ، بدأ إد الذكي يحلل الأمر، كلارك لم يأتِ بسلاح ولم يجلب معه افراد شرطة.

              -لا اعتقد بأنك ستلقي القبض علي، ماذا تريد؟
              -ذكي كالعادة، صحيح، لن اقبض عليك، بل انا هنا لعرض اتفاق، لا يعلم احد به من قسمي، ابنتي اختطفها مجرمٌ مجنون يدعى مايكل شين، أراهن بأنك تعرفه، ساعدني لأجد ابنتي واقبض عليه مقابل ان اجعلك مخبري السري، واعدك بأني لن اقبض عليك طالما تساعدني في إمساك امثالك وأن تكف عن السرقة طالما تعمل معي.

              قهقه إد قائلاً.

              -لمَ انا؟ وكيف سأضمن بأنك لن تقبض علي بعد ان تجد ابنتك؟
              -لا اعلم لماذا اخترتك بصراحة، ربما لأنك اصعب مجرم لم امسكه بعد، ليس لدي ضمان سوى كلمتي لك.

              أخذ إد لحظة صمت وابتسم لكلارك بعد ثوان.

              -حسنٌ، سأساعدك، تعال الى هذا العنوان بعد ثلاث ساعات وستكون معي المعلومات الكافية عن مايكل شين.

              ***

              تعليق

              • Lea_winchester
                عـضـو
                • Apr 2020
                • 21
                • Be Best Then Be First :3:

                #8
                رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

                الفصل الثالث: كلارك لامور

                23 ديسمبر 2038، 9:55 صباحًا.
                {مركز الشرطة رقم 24}.

                -انت!

                قال كلارك بغضب شديد وهو يشير إلى دانيال، تحول دانيال من اسد الى شبل، واصبح لوكاس وجينا متفرجين، قال دانيال الذي في قلبه بتردد وكأن عقله يقول أجننت؟! ستخسر وظيفة لم تبدأ بها حتى! لكنه تجاهله على اي حال.

                -أنا.. أنا قد فعلت ما رأيته مناسبًا فحسب! ولو تكرر الأمر سأفعلها من جديد!

                تغيرت نظرة كلارك من غضب الى اشمئزازٍ محزن، عرف دانيال ذلك من تجاعيده التي ظهرت الى جانب عينيه.

                -أنت! لمَ؟ لمَ تتكلم مثله؟! لمَ ترتدي مثله حتى؟!!

                استغرب دانيال ماقاله كلارك، اتحدث مثله؟ من؟ مهلاً ماذا؟!، اخذ كلارك نفسًا عميقًا وذهب الى مكتبه واغلق الباب بقوة وكذلك ستائره، اراد ان يختفي مؤقتًا عن الحياة لسببٍ ما.

                -مامشكلته؟

                تحولت تعابير جينا ولوكاس الى تعابير مشابهة لكلارك، كسر لوكاس اخيرًا لحظة الصمت وكذلك الاستغراب والحيرة.

                -كلارك كان يمتلك صديقًا يشابهك كثيرًا لولا وجهك، نفس اسلوب الملابس، نفس الاصرار، نفس النظرات العنيدة.
                -كان؟

                شاركت جينا بكسر اللحظات الصامتة.

                -أجل، لقد مات قبل سنة.

                أحس دانيال بشعور حرارة حارقة في صدره، جلس على مكتبه لدقائق ثم ذهب عازمًا الى مكتب كلارك ولم يطرق على خشب الباب حتى.

                -انا.. انا آسف! لم.. لم أقصد.. انا سأغير ملابسي من الغد وأسلوبي كذلك! لن اكون عنيدًا!

                عمَّ الصمت البشري على مكتب كلارك لثوانٍ لكن اصوات السيارات هي من اخذت تملئ مكان الصوت البشري، ابتسم كلارك وبعدها انفجر ضاحكًا.

                -كيف ستغير من انت؟ ولأجلي؟ انت مضحك! لكن.. شكرًا، وآسف، أنا.. لست على ماهيتي اليوم...
                -أعلم! انا اسف بشأن صديقك...

                حاول كلارك ان يغير الموضوع قبل ان يذرف دمعة حزن.

                -على اي حال، زوجتي تود منك ان تحضر الى منزلنا، هذه عادتها حينما تعرف بأنه لدي موظف جديد.
                -أنا؟

                بدأت علامات الفرحة تبدو على دانيال بوضوح، باختصار لقد تكلم وجهه.

                -بعد أن ننتهي من العمل سآخذك ونذهب.
                -لكن... لدي موعد في الساعة الرابعة.
                -لا بأس فأنا ينتهي عملي في الخامسة بما أنني القائد.

                لاحظ دانيال كون كلارك يحب التباهي قليلاً.

                -اسمع لن ارحمك لأنك موظف جديد! هيا خذ هذه الملفات ورتبها، من غدٍ ستبدأ بالعمل الميداني معي.

                لم يكن دانيال يستطيع الانتظار اكثر ليوم الغد، كما لو انه طفل وعده والداه بهدية يوم غد، اتضح لدانيال أن الفرق ينقسم الى فريقين فرعيين جيلو (جينا ولوكاس) وهو وكلارك، أخذ دانيال يفكر بسعادة بالاسم الذي سيسميه له وكلارك وهو يرتب الملفات.

                4:15 عصرًا.
                {كافيتيريا مركز الشرطة}.

                -ديف! آسف لقد تأخرت.

                قال دانيال وهو يركض باتجاه ديفيد صديق طفولته، وهو طبيب ذكي في اكثر من علم، كعلم التشريح والنفس وغيره، ديفيد ايركسون نابغة الطب اليافع في مدينة روزفيلد، الفتيات يعشقنه بجنون! خصوصًا شعره الأسود الطويل الذي يربطه وبشرته البيضاء، ولون عينيه العسليتين.

                -لا بأس توقعت تأخرك على أي حال، مالأمر الذي لا يحتمل حتى قول صباح الخير؟
                -ديف! تحصل لي اشياء غريبة هذه الفترة!
                -غريبة؟
                -أنا.. لا استطيع تذكر بعض تفاصيل حياتي، وتمر أمام عيني ذكريات مشوشة لا أذكر حصولها فعلاً.

                تجهمت ملامح ديفيد، وقال بصوت جاد.

                -منذ متى؟
                -اليوم فقط! في الحقيقية.. لا أتذكر الأمس حتى، اتذكر فقط أشياء حياتي البارزة لكن ليس تفاصيلها.
                -مارأيك أن تأتي في صباح الغد الى مشفاي وأكشف عليك بشكل جيد؟

                صرخ دانيال باعتراض.

                -لا! عملي واخيرًا سيبدأ غدًا! لنجعلها في مثل هذا الوقت.

                أومأ ديفيد بالموافقة وعاد الى عمله، أما دانيال فقد عاد راكضًا الى المكتب حتى لا يتأخر على كلارك، استقلَّ دانيال سيارته ولحق بكلارك الى منزله، طوال الطريق كان يفكر بقلق أسيحبونني؟ هل ستحبني ابنته الصغيرة؟، هو فقط يبغض الأطفال.

                -عزيزتي، لقد وصلت مع دانيال.

                اخذ دانيال ينظر الى انحاء المنزل المشرق وعيناه مفتوحة على اتساعهما، منزل كهذا عليه ان يكون منزلًا من الخيال او افلام الكرتون!، قال في داخله، مرتب ومتناسق الألوان بشكل مريح وكأنه يُدلِّك الأعين مزين باللون الأصفر والأبيض، والذي زاد من الطين بلَّه هو جمال زوجة كلارك، ذات الشعر الأشقر كأشعة الشمس، وعيناها الزرقاء كبحر تستطيع رؤية انعكاسك منه، ولم يكن ينقصه الا ابنتها التي أخذت جمالها بالضبط، ذات العينين وذات الشعر، لكنها امتلك هالة كلارك، انها ابنته بالتأكيد!، ذات النظرات.

                -مرحبًا بك دانيال، واو لم اتوقع ان يكون الموظف الجديد ممثلًا وسيمًا.
                -شكرًا، كذلك لم اتوقع كون زوجة كلارك ملكة جمال العالم.

                تنهد كلارك وهو ينفس بتنفسه عن غضبه وقال بنبرة الذي يحاول الإمساك بأعصابه.

                -سأتجاهل كون زوجتي وواحد من فريقي يهيمان بعيني بعضهما لأنني جائع فقط!

                قهقهت تينا الزوجة الجميلة وهي تضرب كلارك مازحةً.

                -انا تينا، سررت بمعرفتك.
                -دانيال بانر، وأنا أكثر، ومن هذه الطفلة؟

                نظر دانيال الى سارا ذات الخمس سنوات ولم يستطع كرهها كباقي الأطفال، هو فقط ذلك الشعور الغريب الذي يمنعه من كرهها وكأنه قد لعب معها من قبل، قالت سارا وهي تتكلم بكل براءة.

                -أنا سارا، لديك شعر جميل! هل أمشطه لك؟

                قهقه دانيال ونزل الى مستوى نظرها.

                -دعينا نأكل أولاً، وسأمشط شعركِ كذلك لديك شعر اجمل مني.
                -يمكنك الجلوس انت وكلارك في غرفة الجلوس ريثما اضع الطعام.

                كانت غرفة الجلوس مفتوحة على المطبخ، باختصار يمكنهم رؤية الطاهية وهي تحضر الطعام اللذيذ، اخذ كلارك ودانيال يتبادلان اطراف الحديث عن العمل وعيناهما تارة الى بعضهما وتارة الى الأكل الذي يوضع على المائدة حتى بدأت سارا تغني اغنية وهي تلعب، نظر اليها دانيال باستغراب وأُلفة غريبة.

                -مرة كان هناك شرطي، تعرف على سارق شقي، قال له اتصبح رفيقي؟، الشقي قال انا سارق ذكي، وانت شرطي نقي، كيف لنا ان نجتمع على شيء؟

                كان دانيال يحدق بها طوال الوقت وهي تلعب بدميتان احداهما ترتدي ملابس شرطي والأخرى ملابس لص، بدأ رأسه يؤلمه بشدة اكثر من تلك المرة، وكأن عقله يفرض عليه ذكرياتٍ ليست له، حاول كلارك ان ينتشله من مايحصل له لكن اخذ يشتد الألم حتى اغمي عليه جالسًا.

                تعليق

                • Lea_winchester
                  عـضـو
                  • Apr 2020
                  • 21
                  • Be Best Then Be First :3:

                  #9
                  رد: رواية الاختفاء والظهور/ بقلمي

                  الفصل الرابع: قليل من الماضي٢

                  24 ديسمبر 2035، 10:56 مساءً.

                  {؟؟؟}.

                  -شكرًا لمساعدتك ادوارد لكن لن اسمح لك بالدخول معي دون سلاح!
                  -كلارك، انا لا احب الأسلحة.
                  -اذًا لن تدخل معي!

                  اخذ كلارك وإدوارد يتشاجران وهما في وضعية الجلوس، كانا داخل مجارٍ لحيٍ ما، كانت الرائحة نتنة بشكل فظيع، حتى انهما احيانًا يتساءلان أنحن نتنفس حتى؟ كانا يتشاجران بهمس حتى لا يراهما احد من عصابة مايكل شين.

                  -كلارك سأكون بخير اذا التزمنا بالخطة! لن اخذ اي سلاح!
                  -اذًا لنراجعها، سأدخل أنا ومعي ملفات مايكل شين المزيفة وسأحرقها أمامه وكأنها الحقيقية، ريثما افعل انا ذلك ستنقذ ابنتي سارا، عندها سأضغط على زر قوات التدخل السريع، فقط ضع ابنتي في مكان آمن وارسل لي موقعها واهرب.
                  -أنا لست طالبًا كلارك، انا مجرم اعلم ماعلي فعله، هذه ليست اول خطة انفذها!

                  اخذ كلاهما نفسًا عميقًا وبدآ بتنفيذ الخطة، دخل كلارك على الرجال الاربعة عشر المسلحين ورفعوا اسلحتهم تجاهه، بمن فيهم مايكل شين، اما عينا كلارك كانت تارة على إدوارد وتارة على مايكل ورجاله.

                  -مايكل أتيت بملفاتك وسأحرقها أمامك.

                  امسك كلارك بالولاعة واخذ يماطل بأقصى مالديه حتى يتمكن ادوارد من فك قيد ابنته.

                  -انتي سارا صحيح؟ لا تقلقي انا... انا صديق والدك، سأنقذك.

                  اومأت الطفلة المرعوبة برأسها، تمكن ادوارد من فك تلك الحبال التي تركت علامات على يديها الصغيرة، حملها ادوارد على ظهره وخرج بها، تنهد كلارك براحة لم يشعر بها أبدًا مذ وُلِد، ضغط على الزر المخبئ في كم قميصه وبدأ المكان يعج بأصوات قوات التدخل السريع، استسلم فورًا بعض الرجال بينما بعضهم حاول الفرار، امسك كلارك بقميص مايكل وهو يهدد.

                  -لقد اخترت المحقق الخطأ لتعبث معه!

                  ردَّ مايكل بتحدٍ.

                  -رجالي لن يتركوك، انا قائدهم حتى وان كنت في السجن!

                  كاد كلارك ان يضربه لولا رجال الشرطة الذين تدخلوا واخذوا يحاولون تهدئته، نظر كلارك الى هاتفه ولم تصله رسالة من ادوارد بعد، بدأ كلارك يقلق لكن عليه ان يصبر حتى لا يشك به أحد، في النهاية لو عرف احد انه متعاون مع المجرم الذي يلاحقه سيُفصل او ربما يتم اعتباره حاميًا لمجرم!

                  في تلك الأثناء خارج تلك المجاري النتنة، استنشق كلٌ من سارا وإدوارد الهواء النقي وكأنهم خرجوا كأطفال حديثي الولادة، أخذت سارا تبكي بعد المأساة التي شهدتها حاول إدوارد التخفيف عنها وهو يطبطب على ظهرها بحنان.

                  -لا بأس، انتي بأمانٍ الآن.
                  -انت! توقف! اذا كنت سأدخل السجن على اي حال سأدخل وانا قد أخذت روحك على الأقل.

                  قال احد رجال مايكل الذين هربوا وهو يوجه السلاح الى ظهر إدوارد، بدأت انفاسه بالتسارع حتى احست بذلك سارا، اخذ يفكر في تلك الثانيتين، شيلا؟ احلامي؟ هل سأموت؟ وعلى يد مجرم مثلي؟ كان يتوقع ان يموت على يد كلارك على الأقل، المحقق الذي يلاحقه، جثى على ركبتيه وهمس بأذن سارا.

                  -سارا، ترى هل انتِ جيدة في لعبة الاختباء؟ اختبئي وسأجدك حسنًا؟ هيا اسرعي!

                  ابتسم الرجل ذو الندبة على عينه ووشم التنين الذي على يده التي تحمل السلاح.

                  -لا اريد حياتها بل حياتك، ايها اللص الشهير إد.

                  تساءل ادوارد كيف له ان يعرف اسمي؟، في النهاية هو يسرق متخفٍ عن طريق ارتدائه قبعة الفيدورا ذات الغطاء المنسدل على وجهه، لابد انه من عصابة كبيرة اكبر من عصابة مايكل، قال إدوارد في داخله.

                  قرر كلارك التخلي عن صبره وذهب للبحث عن إدوارد وسارا خارج المجاري، أخذ ينادي باسم ابنته بصوت عالٍ، وأمِل ألا يظهر إدوارد معها، فالشرطة وقوات التدخل السريع في كل مكان، بعد لحظات من البحث في أنحاء الأرض الفارغة التي بالكاد تمتلك عشبًا اخضر وكأن العشب والتراب في حرب، خرجت سارا وهي تركض باكية واحتضنت والدها، اشتم كلارك رائحتها وكأنها غابت عنه سنوات، بعد بضع دمعات سألها عن إدوارد، قالت بتلعثم وبالكاد تُفهم الكلمات الخارجة من فمها وأخطأت في اغلب الكلمات.

                  -هناك كان رجل معه مسدس، لكن ادورد قال لي أن العب معه اختباء.

                  فجأة صوت دوي رصاصة مسدس قد سُمع، اتجهت جميع القوات الى ذلك المصدر، وضع كلارك ابنته في احد سيارات الشرطة قبَّل جبينها وركض ليبحث عن إدوارد قبل ان تصل اليه القوات، وجد رجلاً برصاصة في رأسه، لكنه لم يجد إدوارد في اي مكان، هل قتله إدوارد؟ اين اختفى؟ هل أصيب؟ جال كل احتمال وارد في عقل كلارك، حتى سمع صوت هاتفه يرن.

                  -إدوارد!! هل انت بخير؟
                  -سأعيش لا تقلق، لكن أريد منك أن تأخذني من هذا المكان النتن، عدت الى المجاري بعد ان توجهت جميع القوات الى مكان ذلك اللعين.
                  -حسنٌ أنا آتٍ!

                  ركض كلارك بسرعة عائدًا الى المجاري، اخذ نفسًا نقيًا اولاً ثم دخل وكأن ذلك سيحدث فرقًا في الرائحة، فتح مصباحًا واخذ يبحث، وجد آثار دمٍ وتبعها، اخذ يدعو أرجوك لا تمت أرجوك لا تمت، حتى ظهرت قدما إدوارد من خلف الجدار.

                  -ادوارد!

                  صرخ كلارك وانتشل إدوارد المبلل من ماء المجارِ العفن.

                  -جيد، كدت ان اموت ليس من الرصاصة التي بكتفي بل من هذه الرائحة!

                  ضحك كلارك بارتياح.

                  -سآخذك الى المشفى!

                  -لا، كلارك، أنا مجرم أنسيت؟ لا استطيع الذهاب الى المشفى، فقط اوصلني الى شقتي وشيلا ستعتني بي، كانت لتكون طبيبة رائعة لولا أنها لا تدرس.

                  اشاح كلارك عينه عن عين إدوارد وهو يمسك بذراعه ليحمله وقال بنبرة حزن وامتنان.

                  -إدوارد، أنا رأيتك مجرمًا طوال فترة بحثي عنك، لكن ليس بعد الآن، لم يكن عليك انقاذ ابنتي، كان بإمكانك فقط تركها والهرب، لكنك لم تفعل، شكرًا، حقًا.

                  قهقه إدوارد وهو يتألم مع محاولاته لعدم السقوط.

                  -يمكنك فقط مناداتي بإد، ادوارد كان صعبًا حتى على والديَّ بالتبني، ثم لا تشكرني، لو تكرر الأمر سأفعلها من جديد يا صديق.

                  -صديق؟

                  -أجل، لقد أصبت برصاصة من أجل ابنتك، عليك أن تكون أفضل من الصديق حتى.

                  ***

                  تعليق

                  google Ad Widget

                  تقليص
                  يعمل...