احمد اسعد صبح
.
،،....انتهى به الأمر الى السكن في مخيم - شنلر ,, كان يزورني وأنا في عمان
يسعل باستمرار وعمره في أوله... من شدة ما يلقى من برد غرفته - الزينكو-في ذلك المخيم,, ونطبخ الأرز، نأكل ونشرب الشاي ونحن نقص القصص ونناقش الحياة !...........
،،في اول التسعينات.........ارسلته اخته الى دمشق ,,يبحث عن ابنها الذي ضاع بعد قتال الأخوة في لبنان .......يتعرف عليه احد الأخوة السابقين الغادرين !,,وكان مع جماعة -فتح المنشقة - ..يشي به ويلقى في السجن ,,!! لأن أحمد اسعد كان من فتح التي انسحبت من بيروت..وتريد السلام .......!
.
،،وبعد ست سنوات يخرج احمد اسعد من السجن ,,يذهب الى مخيم اليرموك في نواحي دمشق-الذي تهدم الآن ،وهو يتهدم في أية حرب بين العرب ! ..،، لايملك فلسا واحدا ,,وهو بقميصه الذي سجن وهو يرتديه ايام الصيف وخروجه كان في الشتاء ...قولونه يضرب بطنه بسبب التعذيب,, وسعاله اشتد بسبب البرد والجوع.......!
.
،،انتصف الليل ....فكر في نار المزبلة يتدفأ عليها في نواحي المخيم..يتعجب أنه لا يجد في هذا العالم الواسع كأس شاي ساخن !......نظر الى صاحب هذا العالم الذي في السماء ،،قال: يارب !.......وفورا ابطأ أحد الكرماء في إقفال محله .....ينفذ أمرا سماويا ...رآه احمد اسعد وهو ما يزال متأخرا في دكانه.....اصطنع حكاية ومجموعة من الأسئلة ,,ليقترب من ابريق شايه ومدفأته ..!
.
،.عرف الرجل الكريم ما به - والكريم اذا سمع أجاب - ....دعاه الى بيته وأخذ يقد الزاد له وهو يأكل مثل - ذئب الفرزدق -ويلتف حول ناره وصدره يصدر ازيز الحمد والشكر ,, غير مصدق ان الدنيا تمتلىء بالطعام ودفء الكرام ....!! فهو يعلم ان نعمة الله تكون دائما في بيوت الغيلان! واللصوص...لذلك يكثر الفقراء !....ويستغرب ان يجد طعاما في بيت رجل من الفضلاء أو العلماء !
.
،،ونام وفي الصباح ..تأتي الى المخيم مندوبة النرويج,,تبحث في موضوع الأمم المتحضرة الملح- حقوق الانسان -....وتجد اكثر اهل الأرض احتياجا لها ....(احمداسعد صبح ),,تسأل كل بلاد العرب-.......يقولون :هو مطرود
.. مطرود .......وتأخذه -المدينة الفاضلة- الى احضانها ...!!
،
.....ورايت اليوم احمد اسعد ,,يرتدي معطفا جميلا ويضج وجهه بالدماء ..ولكن قولونه مازال يرقص في بطنه رقصة الموت القديمة ,,وسعاله لم يفارق حنجرته ...ليتذكر دائما انحطاط امته وسفه احلامهم ..!....وطريقتهم الضحلة التي لا توصلهم لشيء ابدا ......فهم ..يشبهون الضائعين ...!!
.
،، ودمعت عيني على الملايين الباقية مثله ,,لم تلتق بعد بمندوبة المدينة الفاضلة ..وينتظرون مدينة الله الفاضلة بعد الموت ..!....يمنع فيها الظلم والحزن والجوع...
و لا اعتداء فيها ,,لأن نفوسهم يملؤها الرضا ,,والنفس الراضية لا تعتدي ..
،
،،و لا يمنع الناس الأقوياء ضعاف الناس ثمار ارض الله وماء ينابيعه...!.....و لا يتسمى الناس فيها بالثائرين والفاضلين كذبا وزورا ...!..ويحبون بعضهم فقط حبا
لا يختبىء فيهم الغدر ..ولا يقتلون بسكين الكذب ..اخوتهم ،،!....ولا صراع فيها على الجاه,, لأن الناس فيها لا تقدس الا الله ..!.مستحق المجد !،،ولا تقدس انسانا عاجزا مثلهم ،،يجوع ويمرض ،،وناقصا يكذب مثلنا ويغدر ،،وكل الناس هناك اخوة..............
.
وودعت احمد اسعد ....يطير بطائرات النرويج ...وأنا بقيت في ارض العرب
..أسلق بعض الأرز وأشعر بالبرد وأكتب الشعر،، أناقش نفسي وأسليها .......وتتبع عيني السماء المليئة بالمسافرين ........دماؤهم ودموعهم تسيل ...........!
.
.
.
.
.
.
.....................أنا أكتب هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية
.
،،....انتهى به الأمر الى السكن في مخيم - شنلر ,, كان يزورني وأنا في عمان
يسعل باستمرار وعمره في أوله... من شدة ما يلقى من برد غرفته - الزينكو-في ذلك المخيم,, ونطبخ الأرز، نأكل ونشرب الشاي ونحن نقص القصص ونناقش الحياة !...........
،،في اول التسعينات.........ارسلته اخته الى دمشق ,,يبحث عن ابنها الذي ضاع بعد قتال الأخوة في لبنان .......يتعرف عليه احد الأخوة السابقين الغادرين !,,وكان مع جماعة -فتح المنشقة - ..يشي به ويلقى في السجن ,,!! لأن أحمد اسعد كان من فتح التي انسحبت من بيروت..وتريد السلام .......!
.
،،وبعد ست سنوات يخرج احمد اسعد من السجن ,,يذهب الى مخيم اليرموك في نواحي دمشق-الذي تهدم الآن ،وهو يتهدم في أية حرب بين العرب ! ..،، لايملك فلسا واحدا ,,وهو بقميصه الذي سجن وهو يرتديه ايام الصيف وخروجه كان في الشتاء ...قولونه يضرب بطنه بسبب التعذيب,, وسعاله اشتد بسبب البرد والجوع.......!
.
،،انتصف الليل ....فكر في نار المزبلة يتدفأ عليها في نواحي المخيم..يتعجب أنه لا يجد في هذا العالم الواسع كأس شاي ساخن !......نظر الى صاحب هذا العالم الذي في السماء ،،قال: يارب !.......وفورا ابطأ أحد الكرماء في إقفال محله .....ينفذ أمرا سماويا ...رآه احمد اسعد وهو ما يزال متأخرا في دكانه.....اصطنع حكاية ومجموعة من الأسئلة ,,ليقترب من ابريق شايه ومدفأته ..!
.
،.عرف الرجل الكريم ما به - والكريم اذا سمع أجاب - ....دعاه الى بيته وأخذ يقد الزاد له وهو يأكل مثل - ذئب الفرزدق -ويلتف حول ناره وصدره يصدر ازيز الحمد والشكر ,, غير مصدق ان الدنيا تمتلىء بالطعام ودفء الكرام ....!! فهو يعلم ان نعمة الله تكون دائما في بيوت الغيلان! واللصوص...لذلك يكثر الفقراء !....ويستغرب ان يجد طعاما في بيت رجل من الفضلاء أو العلماء !
.
،،ونام وفي الصباح ..تأتي الى المخيم مندوبة النرويج,,تبحث في موضوع الأمم المتحضرة الملح- حقوق الانسان -....وتجد اكثر اهل الأرض احتياجا لها ....(احمداسعد صبح ),,تسأل كل بلاد العرب-.......يقولون :هو مطرود
.. مطرود .......وتأخذه -المدينة الفاضلة- الى احضانها ...!!
،
.....ورايت اليوم احمد اسعد ,,يرتدي معطفا جميلا ويضج وجهه بالدماء ..ولكن قولونه مازال يرقص في بطنه رقصة الموت القديمة ,,وسعاله لم يفارق حنجرته ...ليتذكر دائما انحطاط امته وسفه احلامهم ..!....وطريقتهم الضحلة التي لا توصلهم لشيء ابدا ......فهم ..يشبهون الضائعين ...!!
.
،، ودمعت عيني على الملايين الباقية مثله ,,لم تلتق بعد بمندوبة المدينة الفاضلة ..وينتظرون مدينة الله الفاضلة بعد الموت ..!....يمنع فيها الظلم والحزن والجوع...
و لا اعتداء فيها ,,لأن نفوسهم يملؤها الرضا ,,والنفس الراضية لا تعتدي ..
،
،،و لا يمنع الناس الأقوياء ضعاف الناس ثمار ارض الله وماء ينابيعه...!.....و لا يتسمى الناس فيها بالثائرين والفاضلين كذبا وزورا ...!..ويحبون بعضهم فقط حبا
لا يختبىء فيهم الغدر ..ولا يقتلون بسكين الكذب ..اخوتهم ،،!....ولا صراع فيها على الجاه,, لأن الناس فيها لا تقدس الا الله ..!.مستحق المجد !،،ولا تقدس انسانا عاجزا مثلهم ،،يجوع ويمرض ،،وناقصا يكذب مثلنا ويغدر ،،وكل الناس هناك اخوة..............
.
وودعت احمد اسعد ....يطير بطائرات النرويج ...وأنا بقيت في ارض العرب
..أسلق بعض الأرز وأشعر بالبرد وأكتب الشعر،، أناقش نفسي وأسليها .......وتتبع عيني السماء المليئة بالمسافرين ........دماؤهم ودموعهم تسيل ...........!
.
.
.
.
.
.
.....................أنا أكتب هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية
تعليق