♪رواية هالفيتي♪

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طيف المقبرة
    عـضـو
    • Mar 2019
    • 25
    • Hidy-sheroko

    ♪رواية هالفيتي♪

    °•°•﴿ مقدمة ﴾•°•°


    ربما....
    من الممكن....
    احتمال وارد .....
    هذه كلمات لم تدخل لقاموسه البتة،أمامه عليك قطع الشك باليقين ....
    ففي رقعته ليس أمامك سوى أن تختار إما الأسود أو الأبيض لا مجال للرمادي أن ينتصف بينهما ......
    فقراره واحد وكنهه واحد....
    من الأفضل لك أن تبتعد إذا لمحت أشرعة تأجج نيرانه...
    أو {تأخدها من قصيرها } ولا تقترب من الأساس....
    ويبقى يريد ..ويريد .. ويريد...

    ***********

    ماذا عنها هي ؟؟؟
    فألف معمعة تتجول في ثناياها...
    هذا أو ذاك !!!
    هذه أو تلك !!!!
    هؤلاء أم أولئك !!!
    لا تعلم»»»
    الشيء الوحيد الذي يتربع فوق خلايا لبها ، أن لا مفر منه؟؟
    فكيف تهرب منه؟؟؟وهو من ستفر إليه ؟؟
    أين الخلاص وهو الملاذ ....
    وتبقى تريد .....وتريد .... وتريد..

    لكنهم لا يعلمون أن : هو يريد وهي تريد واللٰٓه يفعل ما يريد ........


    hidy-sheroko
    الملفات المرفقة
  • طيف المقبرة
    عـضـو
    • Mar 2019
    • 25
    • Hidy-sheroko

    #2
    رد: ♪رواية هالفيتي♪

    الفصل الأول ﴿ ١ ﴾ .A



    ذات اللحظة التي تبتسم فيها.
    هناك من يعبس.
    ذات اللحظة التي تضحك فيها.
    هناك من يبكي .
    ذات اللحظة التي تولد فيها .
    هناك من يموت .
    ذات اللحظة التي تفوز فيها .
    هناك من يخسر .

    ولكن....،،،..
    ويبقى بعد لكن أفقا!!
    لست دوما من سيبتسم/
    لست دوما من سيضحك /
    لست دوما من سيولد/
    لست دوما من سيفوز/
    ستحزن،ستتألم ، وستبكي ، وستخسر ، وستعبس وتغضب و و و ؟؟؟
    نهايتك سيتلبسك الموت

    ولكن ...،،،...
    ماذا لو؟؟
    ماذا لو لم أخسر ولم أفز؟
    ماذا لو لم أضحك ولم أبكي؟
    ماذا لو لم أغضب ولم أفرح؟
    حينها سنتعادل ، وستقف مشاعرنا موقفا حياديا لا داعي للفرح أو للحزن،للغضب، للاكتئاب ،ولهذا كله؟؟
    لا داعي لهذه الخزعبلات كلها ...

    ولكن..،،،...
    لن تستطيع قول ماذا لو لم أولد؟؟
    فقد ولدت بالفعل.... »»من التراب
    لن تستطيع قول ماذا لو لم أمت؟
    فقد ولدت لتموت..... »»إلى التراب
    فمنه وإليه ولا مفر منه •••

    انتهى من كتابته ،أغلق حاسوبه، يجتاح خلجاته اللامنطق..
    ذاك الأحمق ،،كلما يتذكر يتسرب الدخان من أذنيه..حمقاء هي الأخرى،، أرخت اللجام ،،،فرك فروة رأسه بعنف كاد يقتلعه...
    ;;غبية غبية غبية ٱوووف...
    عيناه تنطق بالنيران يود لو يمسك به ويسلخه ويجتث ما بقي فيه من روح ...طفر أن يجلس ويعاني وحده التقط هاتفه يلتهم الأزرار ، وينتظر أن يجيب الطرف الآخر...
    ،،لحظات وسمع زفيره وهو يثور ...
    ..:السلام عليكم
    :ثواني وألاقيك عندي وإلا بولع فيك
    ...:ههههههه وش هالعصبية هدي وروق يا رجل هههه
    :شف شف أحر ما عندي أبرد ما عنده، أحمد بلا مصاخةوتعال »»بصراخ
    ولا أقولك انسى خلاص أنا الغلطان من الأساس اللي رنيت عليك روح انقلع يا شيخ
    أحمد:ههههه الأخ معصب منجده خلاص خلاص ثواني وأكون عندك »»يكبت ضحكته...
    أغلق الخط دون أن يسمع ردا من الطرف الآخر .. انتفض واقفا عن سريره تناول جهازه (اللابتوب) وخرج مسرعا يلبي ما هتف به صديقه الأرعن كما يسميه ، لحظات وحاد عن خطواته وهرول عائدا إلى غرفته ، ليلتقط ما نسيه، أخذ مفاتيح السيارة من فوق الخزانة القصيرة التي تجاور سريره ..وذهب يلتهم درجات السلم ليصل إلى بوابة المنزل ، ثم تخطى الحديقة مسرعا دلف لسيارته السوداء ، وقادها يعب بها الطريق توقا لما هو أبعد من مجرد تلبية نداء صديقه....
    دقائق وكانت سيارته تقف أمام منزل صديقه ، فتح باب سيارته وهب واقفا تعدى السور الخارجي للداخل، رفع يده ليطرق بوابة المنزل الداخلية ،وما أوشكت أصابعه أن تطرق إلا وهاجمه هذا الإعصار خارجا ، تنحى جانبا ليسمح لها بالخروج، ما هي إلا وكان قد لمح وجهها حتى انكفأ على وجهه يضحك بصوت مجلجل ، فلم تكن تلك سوى حمقائه ، قد خطت فوق تفاصيل وجهها خربشات وألوان ، وما هي إلا دقائق حتى خرجت والدة صديقه تهتف بابنتها ..
    :اللٰٓه يقلعك من بنت تعالي ، عوذ باللٰٓه ما هي ببنت الا تقول جني ،،تعالي يا بنت (لمحت الواقف قبالة الباب) توقفت وشعرت بالحرج فقد رأى تلك المغفلة ..توجهت نحوه باعتذار وملامحها تنضح حنقا على تلك التي دلفت للداخل وارتدت شالها وعادت لبوابة المنزل لتطلق عنان لسانها اللاذع عليه،..
    الأم: اعذرنا يا وليدي على هالمنظر واللٰٓه هالبنت ما بقى غير تطلعلي قروووون روحي ضفي خشتك داخل يلي ما تستحين واقفة قدام الرجال بخراطيشك ، اللٰٓه يخسك من بنت ، يلا قدامي داخل ..
    قاطعها قائلا: معذورة خالتي تعودت ..وعاد لنوبة ضحكه فور رؤيتها بملامحها التي تشوهت...ونطقت توجه الكلام ل ,أحمد,
    ..: خير انت الثاني كل يوم وانت راز وجهك عندنا ، يا اخي اثقل شوي ، وضف وجهك عننا ولو يوم ، إف صدق مخفة..ورفعت يدها في الهواء وحركتها متقززة ودلفت للداخل تهرول ، فهي تعلم ما سيصيبها من والدتها لو بقيت هناك دقيقة أخرى..أفاق من دهشته على صوت الأم المعتذر فالتفت إليها....
    :عادي أص... ، بترت كلماته عندما جذبه صديقه للداخل هاتفا به
    : ما شاء اللٰٓه ما شاء اللٰٓه الأخ قاعد يسولف هني، وأنا انلطع فوق وهو ولا عنده ولا عند باله ، يلعن أم النذالة اللي تنطنط بعروقك، امش معي امش...
    وسحبه خلفه يجتاز درجات السلم ليصعد إلى غرفته بجوار غرفة شقيقته المجنونة التي لمحها ,ٱحمد, وهي تقف أمام مرآتها تسب وتلعن ..
    :وبعدين عاد وش ذا القرف الل ما ينمسح قال أضحكهم يقعدون يلحقون وراي بالشباشب هيييين يا فصيل الكلب واللٰه ان ما كون تولين ان ما علٰٓمتك الأدب يا دب.....
    أمسك أحمد فمه بيده ليبتلع صوت ضحكه حتى لا تكتشف أمره وتطلق لجام لسانها عليه وخطا مسرعا لغرفة صديقه.....
    ******************
    أما عن النيران التي تشتعل بالأسفل فالأم وما أدراك ما الأم ،تحدث نفسها وتغلي من الحنق ....
    :هالعيال راح يموتوني ناقصة عمر ، واحد لا يحترم لا صغير ولا كبير والثانية اللٰٓه يخلف عالعقل بس , ولا الدٰٓاهية الكبير العاقل فيهم صدق من قال ياما تحت السواهي دواهي ٱثاريه ما هو بهييين واللٰٓه ما أكون أم إبراهيم إن ما ربيتكم هييين واللٰٓه لأعلمكم الأدب يا ولاد سعد...
    ...وش بلاههم ولاد سعد يا ام إبراهيم؟؟
    التفتت إليه في غضب ..
    :وش بلاهم ولاد سعد ،، انت قول وش ما فيهم هالعفاريت، قررود يبون تربية من أول وجديد ما تقول كأن البنت ما هي بصاكه العشرين وباقية على خبالها ما تعقل ولا الولد يا شينه الثاني م...
    قاطع الأب كلامها في شيء من الضحك يحاول كبته قدر الإمكان حتى لا تقلب الطاولة بما فيها عليه..
    : ما عليه يا زوجتي العزيزة بس يكبرون يتعلمون..
    :اللهم ألهمني الصبر بس ، اذا عكذا غير يشيبون وما ينعدلون..
    :تركيهم يا ام ابراهيم وروحي سويلي لقمة أبل ريقي فيها جاي من الشغل تراني جيعان مررة ..
    ((يعلم كيف يهدء من ثورانها أجل فكيف لا وهي عشرة اثنين و ثلاثين ربيعا ،، تزوجا بعدما خاضا غمار الحب ، تحدت هي وخاطر هو ،، ونالا ما هدفا إليه من البداية،، قصة حب أثمرت ،، وهاهي الثمار تثير جنون الأم فكما تسميهم "عفاريت" ولكنهم فلذة كبدها مهما غضبت ،حنقت، واحترقت أعصابها منهم فستبقى دوما تمنح بلا نفاذ كما اعتادوها....)))
    ...:يخسى الجووع وانا راسي تشم الهوا روح تروش والأكل يكون جاهز ..
    : ما تقصرين يا ام ابراهيم..
    هتفت "تولين"وهي تهبط السلالم مسرعة ..:اللٰٓه هاللٰٓه عالحب تتغزلون هني، واللٰٓه إنكم ما انتم هينين عالأقل ال...قاطع كلامها صاروخ الحذاء الأرض جوي ، اقتنص وجهها تماما ...من والدتها
    : ما تستحين انتي، فاصخة الحيا حسبي اللٰٓه على إبليسك من بنت ...
    نهرها الوالد بشيء من الجدية :يا مسهل على وين لابسةو متلبسة ..؟
    بعدما أشاحت بوجهها عن والدتها أجابته ...
    :هل تسمح لي يا والدي الموقر المحترم العزيز الحبيب الوقور ال...
    هز الوالد رأسه في يأس : ما في مجال للعقل، بسك عاد وش تريدين جاية تتمصلحين ؟
    :يا كاشفني انت ، أبي اروح عند صديقتي الصدوقة الصادقة ال ....
    قاطعتها أمها :ول ول بالعة راديو ما تسكتين إنتي....
    الوالد: روحي بس لا تطولين .
    نزلت تخطو الدرجات مثنى مثنى كادت تقع .. ووصلت لوالدها
    وقفت أمامه على أطراف أصابع قدميها وقبلت وجنته قائلة ..
    : أنت تؤمر أمر يابوي عالساعة ثمان أكون منثبرة بالبيت ولا يهمك .. تدخلت الوالدة: هاذا هو اللي خربهم دلعك الزايد لهم.. فرد عليها
    :ما بقى بالدنيا مثل ما مضى يا ام ابراهيم خلنا نشوفهم مبسوطين قدامنا ... خرجت تولين مسرعة قبل أن يحيد والدها عن رأيه ..

    ****************
    أما في الطابق العلوي... قبل نصف ساعة......
    أحمد : ها وش تريد جبتني على ملا وجهي؟؟
    فيصل:تعرف لو ما بلعت لسانك اذبحك..
    همهم أحمد وهو يضع كفه فوق فاهه بشكل مضحك كأنه يمنع نفسه من الكلام ...
    هدر فيصل في وجهه قائلا..
    : هالبنت راح تجيب آخرتي ، دايم على هالموال ،أقولها يمين تروح شمال أقولها شمال تروح يمين يا اخي جننتني وش اسويلها بعد...؟؟
    أحمد:ليه وش مسويه هالمرة..؟؟
    فيصل:بنص المحاضرة قاعدة وتبحلق بالدكتور ، واهو ماشاء الله عليه يتأمل فيها ولا هامه إحنا وسط مجلس علم ،واهم يتأملون ببعض يروحون ينقلعون يسرحون بعيد مو قدام خلق اللٰٓه ،ولا كأني منبهها قبل بيومين ما تناظر الشباب بس يا أخي دلخة ما تفهم..
    أحمد بنظرة غريبة غير واضحة : قلتلي وسط مجلس علم ...
    ورفع الآخر رأسه ينتظر رد فعل صديقه..
    صمت أحمد لبرهة من الزمن:اممم طيب انت ليه منفعل للهدرجة؟؟
    فيصل :لأنها ما تفهم عكس ما أقول تنفذ..
    وعاد أحمد لصمته الذي استغربه الآخر...فهتف به حانقا:يا أخي قول انطق تكلم أنا جايبك تسكت؟؟
    أحمد : وبصفة شو انت بتؤمرها؟؟
    فيصل : بصفة إنو...............صمت لم يعلم ما هو بالنسبة لها ، يسأل نفسه ،هذا صحيح ماذا أعني لها أنا؟؟يفكر بم سيسد هذا الفراغ في هذه الجملة لم يعلم ألجمه السؤال ،يحاول تجميع أحرفه...
    ظل أحمد يراقب المشاعر التي تتباين على وجه صديقه بوضوح ، لقد وقع في شركها ،لكنه لا يعترف أو بالأحرى لا يعلم أساسا ، ابتسم بحنو:ما تفكر كثير،،،واضحة فصييل .... واخذ يرفع حاجب وينزل أخر يستفز صديقه...نظر له فيصل بتشتت ،،واضحة؟؟ أهو أحمق لهذه الدرجة؟؟؟ كيف له أن يقول هذا هل يعلم إجابة السؤال الذي طرحه؟؟
    :وش يعني واضحة ما فهمت يا ابو حميد؟؟
    أحمد :امم ما اعرف لاقي اجابته بنفسك يا حضرة الذكي. وصمت يترصد لملامح من تجمد من حروفه ، ليلاحظ اشتعال عينيه مجددا..
    فيصل باستهزاء : مين قال اني ذكي؟مستحيل مستحييل ... وبقي الصديقان يتشاجران كما حالهما دوما. ,فيصل, الذي يندلع غيظه يقف على شفا خطوة من النيران ، و,أحمد, الذي يأخذ الأمور ببساطة مستدامة..
    *******************

    في صباح كل يوم جديد ، هنالك ولادة جديدة ، ونهاية جديدة ، فرح جديد ،وأمل يجدده قلوب العشاق، وحقد وغل يغلف من اتبع هواه بلا دينه.....
    استيقظت على شيء ناعم يداعب وجنتها أبت أن تفتح عينيها ،وبكسل رفعت يديها لتبعد ما يزعجها ظنا منها أنها ذبابة أو أيا يكن ، ولكن لم يتوقف ففتحت عينيها ببطء...
    ..:ضياء ،بس خمس دقايق... وسحبت الغطاء وتدثرت به . أمسك بكتفها وهزها. ::قومي يلا بلا كسل.. اقترب قليلا وطبع قبلة على وجنتها ...
    تنهدت:يب حاضر، بس وخر عني شوي ،،، وجلست تتمطى في الفراش عاجلها واضعا وجهه أمامها :مو ملاحظة إنك نسيتي شي...؟؟
    نظرت إليه وقد فهمت تماما ما يقصد لكنها قالت بعبث:
    لا وش ألاحظ ، تركني خلني أقوم أروح أشوف سما يمكن صحت من النوم ... لكنه حال دون قيامها فقد أمسك بمرفقيها ودفعها للسرير مرة أخرى:ها وش قلتي؟؟؟ الصباح أول بعدين شوفي سما...حاولت الفكاك منه لكنه ثبتها جيدا وهم بالاقتراب منها مجددا... لكنها باغتته وانسلت من بين براثنه مفرقة بين شفتيها بابتسامة مشرقة، وولت الأدبار لتطمئن على صغيرتها،، نظر في ظل انسحابها بهدوء ، فتسلل إلى شفتيه تقوسا طفيفا للأعلى، وهو يستذكر نفحات من ماض ليس ببعيد،،تتخلله أم طلفته ، وتستحوذ على دور البطولة فيه ،،، يسترجع أياما كان فيها أهوجا ، مراهقا، يتبع أهوائه بلا تردد يذكر ، وكانت هي من احتل أهمها،، فأولاها من عبثه دوما،، تطلع ليوم أن تكون فيه زوجته ، ولم يخب ظنه،،فقد تسلق درجة درجة،،حتى حصل على مليكته ،،..... قاطع شروده رنة هاتفها،، انتظر قليلا ومازال الرنين يخرق أسماعه، التقطه ولمح اسم المتصل ، فتجمدت أوصاله لدى رؤيته ،مسح عينيه مرة أخرى ،لم يتغير الاسم ،، تيقن أن ما رأت عيناه حقيقة ......احتدت ملامحه، واكتسب صوته نبرة غليظة ورد ............

    ****************

    في مكان مغاير ،، تمشي بتهدل أكتاف ،،تتمسك بالحائط بجانبها،، تترنح في خطواتها ، يتراءى لها على المدى البعيد ،، أشباحا حالكة السواد ،، تكتسح أطرافها رعشة غريبة ، يدب قلبها بنبضات متباعدة ،،، تهالكت على الأرض ،،غشاوة على العينين ،فسقطة ،ثم إغماض ،فأصوات متداخلة تتسابق لأذنيها ، فتخف حدتها شيئا فشيئا،،تسارعت أنفاسها ثم تهاوت في ظلمة دامسة...

    *****************
    " لقد كنت أتخبط في تيه ،بلا دليل، لا أعلم ، هل أتقدم ؟؟ أم أتراجع ؟؟ فالأمران سيان ، أحلاهما مر ، أيا منهما أختار،، أتقدم؟؟؟أم التفت لأت...."
    بتر حواره الداخلي صوت ارتطام حاد بالأرض ، رفع رأسه بعنف، لقد رأى تلك المناشدة من عينيها البحريتين، وثب يضاعف ما بين قدميه ، كان الرصيف قد احتضن رأسها قبل ذراعيه، التمت الحشود وكان أولهم ، اقترب منها، تحسس أنفاسها ، ثم طار جسدها الموشح بالسواد بين ذراعيه ، ورفع رأسه يهتف حانقا ، .....
    ..... :وش واقفين تسوون احد فيكم يتصل بالإسعاف..
    ....أتاه الرد على هيئة أمر له بدخول إحدى السيارات المركونة بجواره، ولم يتواني، فاستحث خطاه ، وضعها في المقعد الخلفي، والتقط المفتاح من صاحب السيارة وهو يقول :...
    بردلك السيارة بأقرب وقت ممكن...
    ودلف للمقعد الأمامي وانطلق بالفتاة لأقرب مشفى ....
    لا يعلم، كيف اجتاز تلك المسافة ، وهو بين الفينة والفينة ينظر من مرآة السائق للجثة الهامدة في الخلف ،، توقف أمام المشفى وقد أحدث صوت احتكاك العجلات بالأرض صوت صفير مدو، فتح الباب بجانبه مسرعا ثم انطلق للباب الخلفي ، عاود حملها وتوجه بأقل عدد من الخطى للمشفى وأخذ ينهر الممرضين ....
    ...: أبي حمالة بسررعة،، حالة طارئة ..
    لمحه أحد الممرضين ،،فأسرع إليه بواحدة،، : تفضل دكتور طلال معل ...
    وضعها على السرير مقاطعا خطاب الاعتذار المنمق ، وقاموا بواجبهم ، حيث أسرعوا يهرولون لغرفة من تلك الغرف المصطفة باتساق في ممر المشفى الطويل ،وتوجه هو لغرفة أخرى ، وعلى ما يبدو أنها كانت مكتبا صغيرا، دلف للغرفة وتناول معطفه الأبيض المعلق فوق شماعة خلف الباب مباشرة، وارتداه كيفما اتفق وأسرع لتلك الغرفة .......

    أصوات أجهزة ، وقرقعة أدوات مدوية ، التمعت عيناه وصرخ بحدة ،،
    :وش تسوون؟؟
    هرع إليه الممرضين ارتبك البعض منهم فهم الآن في خضم عملية جراحية إما حياة أو موت وبرفقة من؟؟؟،،برفقة الطبيب ابن مدير المشفى ,طلال,:......
    ***************

    يقول البعض : الغاية تبرر الوسيلة...
    ولكن..... ماذا إن كانت الوسيلة هوة تحول بين البينين؟؟؟
    هذا هو الهراء بحد ذاته ،،، »»من منظوره الخاص....
    هذا هو عين الصوابــــــ ،،، »»من منظورها المنفرد...
    ليس هذا ولا ذاك !!!!»»» من زاوية نظرهم هم...
    في إحدى قاعات المحاضرات ،،، في منتصف النهار ...
    التفت إلى من بجانبه لقد عاد لغليانه ،، فهي تقف مع المحاضر ويعيد لها شرح ما لم تعه بمفردها ،، ابتسم ,أحمد, ابتسامة داخلية ،خشية أن يراه ذاك الأرعن ، فاجأه بخطوات مستعجلة متجها للمحاضر وعيناه تلمع خبثا ،،،.
    ...: يا دكتور ، الجزئية هاد مش داخله مخي ، لو سمحت ابي تشرحلي ياها بعد،،، ، وأشار على ورقة من إحدى وريقات الكتاب، وأفتر ثغره عن ابتسامة جانبية،،، نظر له المحاضر بدهشة ممتزجة باستغراب ، فهذا ليس الطالب المجد، من يسعى ليحصل على الدرجات ، إذا لم هو هنا ،، توقف عن التفكير وأعاد شرح تلك النقطة من جديد، وهو يتابع بعينيه نظرات الوعيد التي تحتد فيما بين طالبيه باتجاه واحد، بعد مدة ليست بالقصيرة انتهى المحاضر من شرح ما لم يستوعبه ,فيصل, كما يدعي ، وتلك الأخرى بجواره ، توجه , فيصل , لصديقه مباشرة ، بعدما أشار لها بعينيه بأن تتبعه ، نظرت إليه نظرة يشوبها القلق ، فهي أساسا مجرد رؤيتها لتلك الخطوط التي تنسج فوق حاجبيه بدقة ، فور رؤيته لها ، يدب الرعب في مفاصلها لا تعلم لما يفعل ذلك ، لكنها متأكدة أنه يشعرها بالخوف والرهبة أكثر مما سبق في هذه اللحظة ، .....انتبهت لمقلتيه كعادته عندما يرمقها بنظراته تشتعلان ، توالت خطواتها في صمت تتبعهما ، توقفا للحظة ، وهمس , فيصل , لمن يرافقه بضع كلمات ، وما لبث سوى أن ابتعد عنها ،.... وعنه ،، أو عنهما،،،،
    مواجهة فردية ،،،
    ونظرات حارقة ،،،،
    وصوت محتد بادرها فيه ،يتكلم من بين أسنانه.......
    : لولو،أعتقد إني قلت لك قبل ما تناظرين الشباب ،،
    وكان جليا أنه يحبس ثورانا أوشك على الانفجار ،،، تلعثمت حروفها ، التقطت شفتها السفلية بنواجدها العلوية ،،
    ,,:ااا ... (لم تجد مفرا سوى الاعتذار) آسفة ،،،،وأخفضت رأسها تحدق بالأرض ،،، وجه لها طرفة من عينيه ،، ولم يتخلى عن تقوس حاجبه الأيمن للأعلى ، لاحظ رعشة يداها وتعرقهما ، عادة تلازمها فور تسرب التوتر لجسدها الضئيل ،
    لا يعلم...
    لا يدري لم....
    لكنه تخلى عن عناده ورحل ، مر بجانبها مثيرا هبوب نسمة طفيفة ، تطايرت معها أطراف حجابها ، زادت قوة قبضتها على حزام حقيبتها ،، أغمضت عينيها ، تنتظر صوتا يستله من حنجرته كما اعتادت عليه ، عندما شعرت أن مدة الانتظار قد انقضت ، فتحت مقلتيها ، مجرد مكان خال أمامها ، رفعت رأسها تبحث عمن يسبب لها الخوف حد الارتعاش ،ازداد انفراج حدقتيها بدهشة،،،،،،،،
    ..لقد رحل دون أن يصب جام غضبه عليها ،،تلفتت يمنة ويسرة لم تره ، مجرد وجوه أخرى من الطلاب لا تألفهم ،أرخت يداها وانتصبت قامتها ، وحاولت تناسي ما حدث توا فهي تقريبا قد اعتادت،، واستحثت خطاها مسرعة لتستطيع اللحاق بمحاضرتها ، رفعت ساعدها ، وناظرت ساعة معصمها ، تبا لذلك لقد تأخرت ،
    "هذا محاضر الرياضيات يا ويلي شكل اليوم اليوم العالمي للبهدلة  "
    أسرعت تتقافز فوق درجات السلالم ، محاولة قدر المستطاع ألا تتعرض للتوبيخ ، فما تتلقاه من ,فيصل ,يكفي ويفيض ،،،،

    ****************
    في ساحة الجامعة الخارجية ....

    ..:ما أصدق ههههههههههههه ، فيصل هههههه،،،،
    فيصل,يزم شفتيه ،يكتف يديه ، ويزوي ما بين حاجبيه متمتما ،،
    : من عرفت القصة وانت توزع ابتسامات ، وبعدين معاك حميد ،يا أخي فكنا خلاص ، الله يوريني يوم فيك ، قل آمين.......
    ....: أها خلاص انثبرت ، ،،بس ما قلت لي ؟ على ما أذكر أنو عندك محاضرة يا فاالح ,,
    .:هههههه انت ما تعودت علي لحد الحين؟؟، هذي المحاضرة بالذات اسحب على أمها وافلها ، وش رايك نروح الكافيتريا الحين ، هاا؟؟
    ..:سواء قلت لك اي او لأ راح تاخذني ، خلني اروح بكرامتي احسن لي ولك ،،،،،،
    وبعد عدة خطوات وئيدة ساراها،، وصلا لبوابة الكافيتريا التي تبعد عن مبنى المحاضرات عدة كيلو مترات ،،،،وكانت المسافة تتخللها همسات بين الفتيات اعتادا عليها ، فهن يرين بهما ما لا يرينه في غيرهما , [فيصل,كيف لا وهو صاحب عيون كثيفة الرموش ، يبدو للناظرين أكحلا ، وعدستين تشبعتا باللون الزيتي المائل للبني،،وأنف مستقيم حاد،، وذقن غير حليقة تزيد من جاذبيته،، وعلى رأسه مزرعة من السواد الحالك،وجسد ينضح قوة] وبجواره يقف من وقف بجانبه دوما ولسان حاله يقول،،»»لا تمشي أمامي فربما لا أستطيع اللحاق بك،ولا تمشي خلفي فربما لا أستطيع القيادة ، ولكن امش بجانبي وكن صديقي» أما عن , أحمد, [فشعره بني يميل للصفرة ، وعيناه زرقاء مخضرة، وقد اكتسبهما من والدته الكندية، و شفاه رفيعة إلى حد ما ، يتمتع جسده باللياقة ولكنه أقل ضخامة من جسد صديقه بقليل ، ذي قامة طويلة بعض الشيء، وأخلاق الرجل الشرقي تكتسح تصرفاته العقلانية دوما ، خلاف صديقه الأرعن ،الذي يتخذ من قانون "نفذ أولا،وفكر لاحقا"منهج حياته،،] جلسا على أول طاولة تراءت لعينيهما ،، وبعد ثوان قليلة من جلوسهما ،،
    ....: امممم،، ما تشم هالريحة فصييل؟
    :آه تقصد ريحة القهوة،،،
    ...:اي ، ريحة قهوة شرقيه عالأصول .
    :قم جيبلك فنجال بدل ما انت قاعد هني ،،هذا هم بالطاولة اللي وراك عزام وحسام وو.. عدنان و بدر و مؤمن،،،،،
    تعجب قائلا وهو يلتفت خلفه ،،
    :انتم هني وما تقولون؟؟
    رد عليه بدر هاتفا بمزاح،،
    :لا هناك ،، تعالو اجلسوا معنا تقهوو.. ...
    همس ,حسام, في أذن بدر ...
    :عدنان هني يا حيوان ،،
    ارتبك بدر وقد بدا ذلك على ملامحه جليا ،،
    فسأله عزام : وش بلاكم تتساسرون...؟؟
    حسام: هاا لا لا ولا شي قاعدين نقول لو جا فيصل وابو حميد ...
    قاطعه بدر قائلا(يرقع):تعالو ذوقو القهووة (يمط أجفانه بتسبيل ويرمش بسرعة)عمايل اديا وحيات عنيا،،،
    انفجر الشباب بالضحك على ،، *نكتة الشلة* كما يلقبونه.
    هب كل من ,أحمد ,و,فيصل, عن مقعديهما،، وعيني ,فيصل,تتابعان تحركات عدنان بهدوء مريب،،
    عدنان:بالإذن شباب ، فيه عندي شي ضروري الحين...
    تبادل كل من , بدر ,و, حسام نظرات غريبة ،،ثم ولا اهتمامهما لمن انضما لطاولتهم قبل قليل يرتشفان من "فناجيل" القهوة الشرقية الأصيلة ، ،،
    شعر ,بدر, بالجو المشحون ،، وشحنات التوتر تتقافز بالهواء ففاجئهم قائلا:
    في سؤال محيرني من اسبوع عجزت حله،،،
    ..:أتحفنا بسؤالك,مع إنو مليون بالمية بايخ متل وجهك ،،،
    كان هذا رد مؤمن الذي فتح شفتاه وأخيرا،،،
    وضع ,بدر ,يده على فمه يمنع ضحكة من التسلل إليه قبل أن يطرح سؤاله،،
    :هو الحرمة الحامل لما تاكل علك وتبلعها، يلزق العلك بشعر الجنين؟؟؟
    تبادلو النظرات جميعا ثم رنت أصوات ضحكهم عدا واحد(عزام)...
    فيصل(وآثار الضحك واضحة على صوته):اللٰٓه يقطع ابليسك يا شيخ,أنت عقلك من شنو افهم أنا ..
    بدر ، وهو يحاول التحدث كالفتيات:من مارشميلو وشوكلا نوتيلا،،
    مؤمن:يا ذي الداهية الولد اخترب ،،
    ثم علت أصواتهم من جديد ،، ما كاد الصمت أن يسود إلا وصدح فيه صوت قهقة مدو عزام :ههههههههههههه... يلزق بشعرو هههههههه..
    أحمد :الله يخسك فضحتنا قصر صوتك،،،
    مؤمن(بنبرة تهكم): مبروك يا خوي توك تفهمها ،، منجد ذكائك خارق..
    أحمد: المهم ما عليكم منه، عندي لكم فكرة خطييرة،،
    فيصل :المايك معك،ياابوالخطير انت..
    أحمد: ......
    ***********************



    hidy-sheroko

    تعليق

    • طيف المقبرة
      عـضـو
      • Mar 2019
      • 25
      • Hidy-sheroko

      #3
      رد: ♪رواية هالفيتي♪

      الفصل الثاني ﴿ ٢ ﴾ .A


      ليس الانحناء دوما علامة الضعف والهوان ،فلولا انحناء القصب أمام الريح لاجتثها من جذرها ،،وليست الدمعة دوما علامة حزن، فربما تنحدر من المحاجر لقرارة عينها .....
      فلا تحكم بما ترى فالصبار رغم قسوته يظل زهرة والفراشة رغم جمالها تبقى حشرة.....

      جالسة على الأرجوحة،في حديقة المنزل ،تودي بها أماما وخلفا ، كما تترنح أفكارها تماما، لما فعل ذلك؟؟ هل هو يبث صدقا أم ينفث سما؟؟ لا تعلم ....تتذكر أحداث البارحة....

      Flash pack

      وقفت أمامه على أطراف أصابع قدميها وقبلت وجنته قائلة ..
      : أنت تؤمر أمر يابوي عالساعة ثمان أكون منثبرة بالبيت ولا يهمك ..
      ثم ذهبت تهرول للخارج ،، دلفت للسيارة وأخبرت السائق ,هندي الجنسية, الذي خصصه والدها للعائلة ، بأن يتوجه إلى منزل صديقتها...
      : انت روح على بيت فريند أنا ، انت تعرف هو اوكي ؟
      :هاضر مدام..
      "هانت يا ياسمين ،ما أخليك غير لما تحكيلي منهو اللي سرق القلب ..."
      وجلست تخطط كما اعتادت ،، ثم فجأة وبلا سابق إنذار ابتسمت ببلاهة ،وعلت شفتيها بعدها ابتسامة شيطانية...
      فهذه هي تولين لن تحيد عن قرارها ما لم تعترف صديقتها به ، فقد أخبرتها قبل وقت ليس بالبعيد ،تلميحا بسيطا حتى تثير جنون الأنثى الفضولية بداخلها ،ولكن على ما يبدو أنها ستقلب الطاولة عليها وتكتشف من وجد مفاتيح الأقفال الصدئة التي أبقت عليها صديقتها ببئر عميق كما قالت ، لن ينزله سوى من يعلم تماما أين يخطو ، وأين سيجد المفتاح ....لربما أمسك هو بأطراف خيوط النور المتسللة من الصدع الذي ظنته قد التئم .....
      ..: وصلنا بيت مدام....
      تنبهت على صوت السائق تناولت حقيبتها وهاتفها وعدلت من حجابها الذي لا يفصح سوى عن عينيها ،،، فتحت الباب،ثم أفلتت قدميها للرياح ،،انطلقت مسرعة تتهادى نحو البوابة الحديدية الكبيرة ، دفعتها بصعوبة متوجهة نحو الداخل ،،اجتازت الممر الذي يحاصره من كلا الجانبين أزهارا وشجيرات تتنبأ بحمل الأثمار ،، صعدت الدرجتين اللتين تسبقان الباب بقليل ،ثم جمعت أصابعها في راحة يدها وطرقت الباب مرة ، واثنتين،،، حثها صوت سمعته على فتح الباب والدخول ،،
      ::تفضلي يا بنتي ، افتحي الباب ما في حدا هون ،،،
      فتحت الباب ثم دخلت ،،تلقي السلام على أهل البيت ،،،
      تولين:السلام عليكم يا خالة شلونك ؟؟
      ..: الحمدللٰٓه ، لك ادخلي لجوا ، لشو واقفة عالباب ،!
      ثم استطردت بعد أن خطت تولين للداخل ، ،،
      : كيفكن وشو أخبار الوالدة؟
      : الحمدللٰٓه كلهم بخير يسلمون عليك..
      :: طيب منيح الحمدللٰٓه ،ياسمين عم تنتظرك فوق هلأ اطلعيلا....
      هرولت على السلالم بسرعة ، بعد أن أومئت برأسها للوالدة ،، طرقت الباب ودلفت قبل أن تسمع إذنا بالدخول ،،،،
      : حياللٰٓه بمن جانا ، يا هلا يا هل..
      : خلي عنك الهبال وعلميني ، وشلون صار ؟؟كيف؟ومتى ؟ووين اه اعترفي يا كذابة الكذابين ...(وهي تقلد صوتها ) خلاص قلبي ما يتحمل ،وما راح انساه ،والحين يالخاينة شلون علميني من طقطق لسلام عليكم على قولة أمك..
      ياسمين: ول ول كليتني بقشوري ،طيب سلمي بالأول انتم عرق اللقافة عندكم بالعايلة ينط نط...
      تولين وهي تخلع حجابها وتفك أزرار عبائتها السوداء ،
      ...:سلام عليكم ،وعليكم السلام، شخبارك شحوالك ، الحمدللٰه تمام ، يلا خلصيني هذاني سألت وجاوبت ..
      ::يقطع إبليسك ،،وشو له هالعجلة ؟
      ..أخذت نفسا طوليلا :اللهم طولك يا روح، كأنك ما تعرفين منهو هذا اللي تسولفين عنه لي بالجوال،،؟؟قري واعترفي..
      ابتسمت ياسمين بهدوء واكتست وجنتاها حمرة طفيفة قائلة....
      ::وااااه خقيت عليه لو تشوفين طول بعرض ،وجمال،، يا لبى قلبه بس،،،،
      ولا لا ما تشوفيه ما صدقت الاقيه،،
      اطلقت تولين ضحكة رنانة من بين شفتيها ...
      :واللٰٓه وجاء اليوم الي انتقم فيه ،،هين وش بعد ، تغارين عليه ،،أثاري البنت غرقانة لشوشتها ،ههههههههههه
      : اي اي تمسخري وش عليك ،،،
      ::هههه‍هه احكيلي الموقف وشلون شفتيه ...؟؟؟
      شردت بعينيها لذلك الوقت ،لتلك النظرة المشتتة ،،،، أخذت تسرد بإسهاب، تحدثها عن أحلامها الوردية. ،، وعن فارسها الذي يمتطي الجواد الأبيض ،،
      لكنها لاتدرك ،فللعطاء في هذه الحياة سقف ،لا يخترقه سلم نحو الأعلى ،
      إنها تعطي وتأخذ ، تربت على صفحة وجهها بهدوء تمهيدا لصفعة تترك عليها بصمات غائرة ربما تندمل لكن آثارها لن تمحى ، ستظل تتراقص في هامش حياتها ربما ، أو على رأس قارعة طريقها، والاحتمال الذي تزيد فرصته وتقل ،،يعتمد على مناعتها ضد الصدمات،،أن يبقى يسد نافذة الضوء في الممر الواصل بين ماضيها و مهاد مستقبلها المشرق كما تعتقد،،،،،
      ...: قبل يومين جا لجوال إمي اتصال من أختي فرح، والوالدة كانت بالمطبخ مدري وش تحوس فيه ،فرديت أنا على الجوال .....
      »»»»»»»»»
      ...:هلا واللٰٓه بالقاطعة ،لا أخبار ولا علو...
      ...: هذا بيت فرح ماجد العلي؟؟
      ياسمين أعادت النظر لشاشة الهاتف تتأكد من اسم المتصل،،أجل إنه رقم هاتف شقيقتها ولكن لم هذا الصوت الرجولي الذي يحادثها ،وليس أيضا صوت زوجها؟؟من  المتحدث؟؟؟
      ...:ألو في أحد عالخط؟؟
      ياسمين: من معي ؟ايه هذا بيتها؟وشلون وصلك الجوال؟؟
      ...:الآنسة فرح حاليا بمشفى ال..... ،ولقينا هذا الرقم مسجل باسم امي...
      مجيئكم ضروري حتى توقعو على أوراق العملية اللي.....
      أغلقت الهاتف وهتفت،،،تجيب على سؤال والدتها:
      مين يلي عالجوال ياسمين؟؟
      نظرت لوالدتها بهلع، خوف ربما ،،تلاها سرد سريع للحكاية ،التي لم تستوعب الأم منه سوى أن أحد فلذات قلبها قد دخلت المحطة الأخيرة التي تسبق القبر ،،ثوان قليلة وكانتا قد استقلتا سيارة ابنتها،،التي لم تستطع قيادتها بسبب رفض والدتها لذلك ،فهي توقن أنه لن يعود بالخير عليهم،، وهي تتذكر ما حل بها قبل عشر سنوات ،،ذكرى قديمة طفت للسطح، لتجدد فتق محاجر الدموع التي ظنت أنها قد جفت ، صاحت بالسائق ليتجه للمشفى،،استعجلته حتى كاد أن يصطدم بما أمامه عدة مرات ،،لكنهم وصلوا لمرماهم ،ترجلتا من السيارة تهرولان بهلع،،إحداهما ترتجف خوفا،،ربما لفوبيا الفقدان ،،والأخرى تترنح بمشيتها،،،، وصلتا لمكتب الاستقبال فهتفت ،،،،
      : فرح ماجد العلي ،،
      ... بعد أن طرقت من تقف على المكتب على بعض مفاتيح الحاسوب المضيء أمامها ،،
      ..,بالطابق التالت الممر الأول على اليمين ،،،غرفة ١٩٩ ..
      تقافزتا على السلالم،، ركضتا في الممر ، عندما تخليتا عن وقار الأنثى،،تبا للوقار وتبا لكل شيء في سبيل حياة.....وصلتا .
      رقم مئة وتسع وتسعين ،،تسمرت حدقتاهما على تلك التي يحتضنها الفراش الأبيض في المشفى وتغلق عينيها في هدوء قاتل...
      تقدمت بخطوات وئيدة ،فتحت الباب، وعيناها ما زالتا معلقتين بها ،،أما الأخرى فما زالت تحدق ،بعدم تصديق ،باستنكار،بدهشة، وأخيرا بألم أجتاح جوارحها،،تبعت والدتها، تناولت كرسيا قريبا ووضعته خلف والدتها بجانب رأس شقيقتها،،بينما جلست هي على جانب الفراش.....
      ...:حضراتكم أهل الآنسة فرح؟؟
      ...:إيه...
      اختصرت إجابتها بكلمة،،واحتفظت بالباقي لنفسها ،،توا انتبهت؟؟؟
      ما الذي حصل ،كيف؟لم؟إين؟والأهم من السبب؟؟؟؟؟قاطع جولة تفكيرها التفاتة سريعة من الممرضة التي طرحت السؤال عليهم توا لورائها،،،
      لقد أقبل بهيبته التي اعتاد عليها الجميع،،، بعينيه التي رغم اختلاف ألوانهما إلا أنهما تشتركان في بث منقطع النظير من مشاعر مختلطة، كل ذلك يخفيه خلف حجاب ضبابي ، يفضل أن يحتفظ بما يجول بكنهه لنفسه ليس مستعدا للأسئلة....
      ...:المحقق والضابط على وصول ،إذا صحت بلغو الممرضة وهي راح تبلغنا،،،،
      ألقى جملته بحيادية تامة ثم حرك قدميه بعملية رتيبة، يتجه صوب الباب أوقفه جملة من يتفطر قلبها على تلك المستلقية أمامها بنبرة ألم يشوبها الاستفهام...
      ...:شو مالها دكتور؟؟ شو يلي صار؟؟
      ...لم يجب ،إنما حرك كتفيه للأعلى وأشار برأسه للممرضة، تاركا لها المجال لشرح ما حدث، فكما صرح لنفسه سابقا غير مستعد لأي سؤال من أي نوع، وأكمل ما كان بصدد فعله، توجه نحو الباب ،،

      ********
      طلال//
      خرج من الغرفة، اتجه نحو غرفة مكتبه، خلع معطفه الأبيض ،أرجع كرسيه للخلف،،،فجلس عليه مستندا بمرفقيه فوق المكتب، واضعا رأسه على قبضتيه،،،،
      أغمض عينيه بإرهاق مستميت،،،ثم فتحهما ببطء يوازي بطء تسلل الأفكار لعقله للتو،، عقد حاجبيه نتيجة مرور الأفكار بذهنه تباعا،،والدته من جهة، شقيقته، والفتاة التي لا تعلم ما يحاك من وراء ظهرها، وأخيرا تنفيذه لعملية دون استشارة أهل المريضة،،لديه احتمال ضئيل بأنه لربما سيتعرض لمساءلة قانونية فقد أزهق روحا لتحيا أخرى،،لكنه على يقين بأنه فعل الصواب،،،انتفض فجأة وأزاح جميع الأوراق أمامه،،،،،
      إنها مغلقة...
      يدور في حلقة مفرغة...
      يعلم أنه عاد في الوقت بدل الضائع.....
      هب واقفا ينتوي الرحيل للامكان ،،تناول مفاتيح سيارته وانطلق مسرعا يلف بها الشوارع، عله يلمح طيف حل لمعضلته..

      *************
      ...:سيادة حضرتك،، احنا تفاجأنا لما جه الدكتور طلال وهو حامل مدام بين إيديه ،وكانت بتنزف أوي،،دخلناها فورا لغرفة الطوارئ اتضح لنا إنها كانت حامل بالشهر التالت....
      اتسعت عيني من تستمعان بصمت ،،هل يعقل أن تحمل بكرها وهي آخر من يعلم؟؟؟ولكن هذه هي الدنيا كل يتلقى منها صفعة إما أن تفيقه،،وإما أن تكون القاضية...
      استطردت الممرضة ذات اللكنة المصرية قائلة...
      .:وتفاجأنا بعدها إنها كانت حامل بتوأم،،
      ...:توأم؟؟؟
      ..: أيوة توأم..، بس الظاهر إنها كانت بتعتنيش بنفسها والتغذية متدهورة،، وكان في المدام شوية رضوض نتيجة سقوطها من على درج يمكن أو حاجة مرتفعة مش متأكدين،، بس لما كشف حضرة الدكتور طلال عليها ،كان واحد من التوأم (بللت شفتاها في توتر)....توفى، اتصلنا على موبايل حضرتك عشان ناخد موافقتكم إنو نجهض الجنين الميت ،،بس حضرتك سكرتي الموبايل قبل ما ناخد الموافقة،،ووجود الجنين الميت داخل رحم المدام خطر على توأمه وعلى حياة حضرتها ، فاضطر الدكتور طلال يعمللها العملية على مسؤوليته ،ينقذ الروحين على أمل إنو تكونو موافقين ،على قرارو .....
      الوالدة:كتر خيرو،،،
      لم يتسع لها سوى الإجابة بهذه الكلمات القليلة......
      ثوان قليلة وسمعت صوت قرع الأقدام على الأرضية السيراميكية للغرفة، التفتت ياسمين، وجدت من يتوشح بذاك الرداء الكحلي الرسمي، بصحبة أحدهم ،لم تنتبه للآخر ،لا تعلم لم؟؟ولكن هناك هالة ما تغطي حوله،،
      : ما صحصحت؟؟
      أجابته بتحريك رأسها يمينا وشمالا،، عقدة ما ، لا تدري ماهيتها التفت حول لسانها،،، فناب عنه بالإجابة على سؤاله رأسها .....
      تراجع الشرطي ومن معه من حيث أتيا ، ينتظران تلك التي تستلقي على الفراش ،،، ليجمعا خيوط هذه الحالة ،حتى ينسجا لها بذلة تتمخض عن ولادة جديدة ، حياة جديدة ،،،،،

      تآكل رأسها ككل أم من كثرة القلق ، استرجاع ما مضى ،تطبيق على ما تراه،،
      انحدرت قطرات ساخنة تنحت في وجنتيها مسارا كان قد أغلق لعمليات الصيانة ،لكنها استأنفت التدمير واستقرت على زوايا شفتيها ،
      وككل أم حملت ،ولدت ،ربت ،وعلمت ،وأدبت ،و سهرت،ووو.. لو نفذت أحرف العطف لن ينفذ ما أغدقت وتغدق وستغدق به على تلك القطع من روحها ،أبنائها ،تراءى لها مشهدا قديما ،رؤيا قديمة أكل عليها الزمن وشرب،
      تتذكرها كما لو استفاقت منها حالا ، ذكرى آنية جعلت مقلتيها تتمخض عن المزيد من تلك القطرات الحارة،،،،،،

      حركت أصابعا،،،رمشت عيونا ،وارتجفت الشفاه ،ثم تدفق النور لمحيطها الذي يسكن جفنيها،،لوهلة ظنت أنه حلم ،التفتت لوالدتها ،
      .:يما،،،
      استفاقت تلك ،تهللت أساريرها ،،لم يقع ما توقعت ،بل وقع ما قدر له أن يقع .....

      لم تكن تشعر بهذا القلق الذي يصاحب والدتها ،لأنها وكما تعلم أن شقيقتها ستفيق، كانت تحافظ على هدوئها طوال الوقت أمسكت بيد شقيقتها في حنو بالغ،، نظرت لوالدتها التي تبتسم بين شلالات دموعها ،وشقيقتها التي تبستم بين جنبات ألمها ،وهي التي تبتسم بين ثقتها بمن نفخ فيها روحا ،،وبمن أشبعها علما حد الثمالة،،، وقفت متجهة صوب الباب ،،وخطوة فأخرى،، تعثر،، فسقطة وشيكة،، ثم إغماض ،،يليها فتحها لعينيها التي لا يبان سواهما من حجابها ،على اتساعهما تداركت الموقف وهبت واقفة على قدميها ،تلعن ساقها في سرها ،التي أوقعتها في مثل هذا الموقف الغبي من وجهة نظرها، حملقت بأرضية الغرفة معتذرة ثم هرولت خارجا ها هو ذا, ذا الرداء الكحلي قد منعها من السقووط،، جلست على إحدي الكراسي المصطفة باتساق في ممر المشفى ،،خرجت والدتها بعد لحظات قليلة لتعطي فرصة للضابط والمحقق في تجميع أشلاء القضية ،،،،
      بعد دقائق قليلة خرجا من الغرفة ،،أحدهما يتكلم والآخر على ما يبدو يسجل ملاحظات، توجهت الوالدة فورا لغرفة فتاتها ،ومن ملامحها أيقنت أنها علمت ما حل بها ،، جلست بجوار فراش ابنتها ،،،تخمن ما الذي حصل؟؟؟
      »»»»»»»»»»»»
      ياسمين.: المهم ،،عرفنا إنو زوج فرح _رحمة الله عليه_توفى بحادث سير
      ثم مسحت دمعة فارة بغتة فاستطردت...
      ..:وأول ما سمعت فرح الخبر انصدمت ونزلت عالسلم ركض وقعت على آخر أربع درجات فيه ،، وبعد قامت وطلعت عالشارع تدوره،،وكانت تنزف وقتها من السقطة،، والدكتور شافها وصار اللي صار ....وهذاهي القصة من طقطق للسلام عليكم متل ما تريدين...
      لم تدر من أين تلقفتها يدي صديقتها تولين ،،احتضنتها بأخوية بحتة ، ...
      ...:كل ذا تعيشينه وأنا آخر من يعلم ...
      ثم حولت نبرتها للمزاح الماكر...
      ...:بس ما قلتيلي منهو حبيب القلب ،؟؟
      ...: قلنا بسولفلك القصة الحزينة تنسين ،بس وين هذي تولين ولازم تحشر خشمها ،،،
      ..:لا تضيعي السالفة ،، احزرلك أنا؟ ،،أبو عيون مختلفين مو؟؟
      ...: لأ،،الشرطي
      ...:ههههههه ،والله منتي قليلة أختك بالمشفى وانتي تحبحبين،،صدق شخبار أختك الحين؟؟؟
      ..: الحمدللٰٓه أحسن من قبل ،والدكتور طلال نفسه يشرف على حالتها،،لانو بالفترة اللي طافت أهملت صحتها كثير ،والتأثير عالجنين كان كبير،،،،فاضطر إنو يشرف بنفسه....
      ...:حصل خير,,,بس تصدقين ما اتخيل منظرك مع شرطي ،تهاوشينه هيك ولا هيك يهفك بالمسدس ههههههههه
      ...:الدنيا دوارة ،،واليوم اللي اتشمت فيكي فيه احسه قريب حييل ،،
      ..:تحلمين أنا جنس الشباب كله على بعضه ما اطيقه تريديني أحب؟ خبلة أنا ولا خبلة؟؟ خلني كذا بحريتي إريح من مقابلة خششهم ....
      ..:نشوف وراكي وراكي والزمن طويل وقولي ياسمين قالت،،،،،
      تولين: بس صدق تحبينه؟؟
      ياسمين: بسم اللٰٓه علي ، أحبه من نظرة وحدة فلم هندي تفكريني؟؟
      تولين : هه أحسب ....
      وبعد عدة مناوشات هبت واقفة تنظر لساعتها تنتوي الرحيل ،، ارتدت ما أتت به وخرجت ، وجدها من كان يتربص بها منذ دخولها من الباب الخارجي ،،،سد طريقها مرر ليدها ورقة ،وبطرفة عين رحل ولم يترك له أثر …
      نظرت بذهول ،إنه علي ،شقيق صديقتها، ناظرت ما طواه بيدها دسته بحقيبتها ورحلت ،،تتهادى خطواتها مسرعة نحو السيارة غريزتها الفضولية أجبرتها على فتحها،،,ولكنها لم تجرؤ على التهام أحرفها ،،، عندما وصلت المنزل أسرعت تصعد الدرجات لغرفتها تقتنص بعض الخصوصية ،،بعد فتحها وقراءتها أدركت أنه لم يكن سوى تصريح بالغرق في بحر عشقها يؤكد لها فيها أنه سيستلم صك الملكية عما قريب ....علمت لم كانت صديقتها متأكدة من وقوعها مثلها قريبا ،ربما تعلم مسبقا ما سيفعل شقيقها،،
      نظرت بسخربة للاشيئ ورفعت زاوية شفتاها...
      ...:تظن اني بهالسهولة يا علي ،،وتتفقون علي بعد؟؟؟ ما هقيتها!!

      **************

      تعليق

      • طيف المقبرة
        عـضـو
        • Mar 2019
        • 25
        • Hidy-sheroko

        #4
        رد: ♪رواية هالفيتي♪

        الفصل الثالث ﴿ ٣ ﴾ .A


        عندما تناوشك أفكار،،أن من تحب بات يهرب من قفصك؟؟؟
        يسعى بشق الأنفس ربما بحثا عن قفص ذهبي جديد!!!
        فهذا قد تآكلت قضبانه؟؟ وغفلت عنها...
        لكن،،،إن مر من فتحات تتخلل سياجه ستدمي أجنحته..
        والباب قد أحكمت إغلاق قفله....
        ولأجل من تحب ستفك سراحه حتى لا يجرح....
        ولكن ماذا عنك؟؟ ستجرح من تحب في سبيل الحفاظ عليه؟؟؟
        أم ستتركه في سبيل الحفاظ عليه أيضا؟؟؟
        الأولى ستؤلمه لكنها ستريحك..
        والثانية ستؤلمك لكنها ستريحه...
        خياران أحلاهما مر...

        والأشرعة التي لوحت له في تلك اللحظة....
        لقد فهم ما بين السطور بحرفية....
        الوقوع بالمصيبة قدر...لكن الخروج منها قرار....
        لقد وقع فيما لم يتخيله يوما؟؟؟ الخياانة..

        .. : ألو نعم
        سكت الطرف الآخر لوهلة لايستسيغ هذا الرد الرجولي!!!
        ....:منو إنت؟؟
        ضياء :أنا مفترض أسأل منو أنت مو أنت تسأل....
        ...رد منفعلا يشوبه استفهام عميق : إنت ضيااء صح؟؟؟
        بنبرة سخرية وتهكم"لا ومعلماه بعد اسم زوجها ما هقيتها منك يالعنود"
        :لا خياله..
        ..بعد استيعابه للوضع..: هههههههههه تححفة مو هاد العشم فيك يا ابن العم هههههه
        .."صدق هاذ النبرة مو بغريبة علي معقووول؟؟؟"
        ضياء:عادل؟؟
        ...: بشحمه ولحمه وش كنت تفكر بخيتي يا النذل ههههههه
        ضياء ارتبك وأنب ضميره فرد وهو يبتسم ويحك مؤخرة رأسه
        : عاد فكك مني ومن تفكيري... ،،شعلومكم وأخباركم..
        عادل:إي إي ضيع السالفة ،،افوتلك هالمرة،أخبارنا تمام نشكر اللٰٓه ،وانت شخبارك يا النسيب؟ وشلون زوجتك...
        ...:كأنها مو أختك يعني ،،عالعموم نحنا بأحسن حال ،،إلا ما قلتلي عمي وش صارله بعد ما طلع من المستشفى؟؟
        ..:والله ما أكذب عليك ،وضعه ما يسر لا صديق ولا عدو..
        ضياء :سلامات سلامات انشاللٰٓه يقوم بالسلامة ، اهو من بعد وفاة عمتي اللٰٓه يرحمها ما شاف خير ...
        ..:اي واللٰٓه صدقت،، هي العنود وين حتى ترد انت عجوالها ؟؟
        .....: عند سما تطمن عليها ،ياخي طلعت عيوني من تفز من النوم تروح تطمن عليها مو كأن شايفتها قبل ساعة يعني واهي ترضعها...
        ....: ههههههه وش عليك خلها بحالها المهم حقك واصلك يا ابن العم...
        ضياء :وتالت ومتلت بعد هههههه
        'لقطك ، وش عندك ترد على جوالي يا ابو الضو 'هتفت بها بعد أن دلفت الغرفة بخطوات لا يكاد يسمعها بعد أن وقفت بجانب أذنه ،انفلتت قهقهة صاخبة من سماعة الهاتف ، حتى أجبرته أن يبعده عن أذنه صارخا..
        :وصمخ يا عادل الكلب ،،أذني مو متخلي عنها..
        العنود:اعترف يا ابو الضو ليه ترد عالجوال؟؟؟
        عادل :انكمشت يا ابو الضو ههههههع حلوة ذي ابو الضو ،هههه روح انحاش قبل تغرز سنونها برقبتك....
        ضياء:لا العنود حبيبتي ما تسويها،،تقلع انت ووجهك..
        العنود:أبي جواب الحين...
        ضياء : أغاار عليك، ارتحتي ولا بعد؟
        العنود:إي إي خلاص ارتحت ،خلك سنع وهات الجوال ...
        ناولها إياه والبسمة تعلو شفتيه....التقتطه وفعلت السماعة الخارجية

        عادل : هلا واللٰٓه ومسهلا ...
        العنود:أهلين فيك عويدل وين هالغيبة لا بتطل ولا بتسأل؟
        ضياء : 'هههههههه خلاص عويدل لقط لقط ههه'
        عادل:كذا آخرتها تشمتين العالم فينا يا أختاه....وأنا متصل أتحرى أخبار توأمي الحبيبة...
        ضياء :تراني سامعك لا تتغزل انت ووجهك ،،
        عادل :أختي و توأمي وأنا حر فيها ...
        ضياء :زوجتي وحبيبتي وام عيالي بعد وأنا حر فيها...
        العنود:لا واللٰٓه انت حر فيني واهو حر فيني ،حلوة ذي ،لا انت ولا هو أنا حرة بنفسي....
        عادل:تم قصف الجبهة ،،هههههههه لقط لقط هذا هو حاجبك تحت رجولي هههههه
        ضياء:ها ها ها ما تضحك ، بروح الشغل ابرك لي من مقابل خشتك انت وتوأمك ،اشبع فيها ، بس يا ويلك لو اتصلت بعد ما ارجع راح أفرغ المسدس اللي تحمله على جنبك ذا براسك....
        عادل:كأنك تطول يعني ...
        ذهب الآخر تاركا زوجته وشقيقها يتحدثان بأريحية ، باغته ضميره مؤنبا...
        أيشك بها؟؟؟ هل يعقل؟؟ أجاب نفسه مندفعا.....

        ..:بالطبع لا أشك لكنني أغار ..
        ..:تغار ؟أأنت متأكد؟؟ لقد استخسرت ثقتك بها لحظة ظننت أنها أخبرته باسمك!!لا مجال للإنكار....
        نفض رأسه ينثر تلك الأفكار من عقله، هو رجل شرقي الأصل والمنبت ، وبديهي منه أن تراوده تلك الأفكار ، ذلك ما أقنع نفسه به ، أخرج من دولابه بذلة سوداء توائم كحولة عينيه،،ارتداها فوق القميص الرمادي،،وقف أمام المرآة سرح شعره ،ونظراته تراقبها، كلما التقت العينان انتفض قلبه واحمرت وجنتاها ، أفصحت شفتاها عن بضع كلمات غير مفهومة لمن تحادث، ثم أغلقت الهاتف...
        ..:شكلي بهون عن الشغل..
        ..استندت على السرير واقفة بنبرة اكتست الدلال.:ما ينفع عندك اجتماع مهم بالشركة...
        .:هههههه حسابك عندي بعدين ،،وترجل حاملا حقيبته السوداء ،وودعها بقبلة كما اعتادت،،ثم خرج منطلقا لميدانه....

        *************
        عندما تتصالح القطط مع الفئران...
        عندما يستطيع الرجال حل أحجية المرأة...
        عندما تذبل زهور باقة اصطناعية...
        عندها سيتوقف عن إثارة دهشة إبليسه من مجريات ما يستعر في ثناياه،
        عندها ستتوقف الشياطين عن الانحناء له إجلالا والتعلم منه،،،،

        هالة سرحان فاخر ،يتقن نسج أصابعه حول كأس النبيذ ،تتصاعد الفقاعات من القعر للسطح ،في حالة توائم حالة طفو بنات أفكاره لدماغه....
        ارتفعت زوايا شفتيه للأعلى في مكر جلي..، صدح صوت قعر الكأس عندما ارتطم بالطاولة الخشبية ذات اللون البني الداكن ،وأفلته من يده ،حل عقدة ركبتيه وفرد ذراعيه على ظهر الكنبة السوداء بأريحية مطلقة..
        مرجعا رأسه للوراء يستند على ما تبقى من الكنبة غير الذي احتلته ذراعاه ،نزع نظارته السوداء ،ثم تناول هاتفه وأضاء شاشته باستمتاع ،،،
        توازى ذلك مع اتساع ابتسامته، ولمعان صف أسنانه وسط محيطه المظلم كما تجويف الجالس فيه تماما....
        ...:آه يا حمدي
        حمدي: هلا طال عمرك، آمر..
        ...: وش صار عالخطة؟؟
        حمدي : ما بقى عليها شي طال عمرك بعد يومين بالتمام تسمع خبره...
        ...: حلو ، وش بعد؟؟؟
        حمدي: والشقة بقت جاهزة تقريبا...
        أغلق الهاتف بلا كلمة إنهاء،،،
        همس مبتسما ،بينما الشياطين تصفق له ،، تتخذ منحى المبتدئ أمامه،،
        ..:ولسة الخير جاي ،بس صبركم علي...

        ********************
        بعد مرور ثلاثة أيام
        ، أحدهم يلهو هنا ،وآخر يتسلق درجات هدفه،،
        وذاك يعتصر دماغه ليلد الحل،،مرت سريعة ،أو بطيئة لبعض آخر...
        على الساعة السابعة وخمس وعشرين دقيقية...
        سمع أبواق السيارات ترج مدخل بيته،،خرج للشرفة يهرول،،،
        نظر من علوه،،،،..
        ...: ما تعرفون ان خلق اللٰٓه نايمين ،انتظروا دقايق يا خيبة انت وهو...
        ثم عاد مسرعا وارتدى معطفه،وحمل حقيبته وأسرع لهم......
        دلف لسيارة صديقه هاتفا به....
        ..:ما عندكم ذرة حيا ولا ذوق،،كذا تسوون؟؟
        أحمد: المرة الجاية هههههه
        فيصل :وهقتني مع الدلخة داخل من سمعت صوت السيارات تبي تجي وتلزق، أنا ماخد فترة نقاهة منها وتبي تجي معي ،عزة اللٰٓه ما اعرف كيف طالعة أختي...
        أدار محرك السيارة وانطلق يتبع سيارات أصدقائهم من أمامه متجهين نحو الرمال الذهبية، صحراء السعودية، كما اقترح عليهم أحمد قبل فترة بالخروج إلى "البر "...
        أحمد: واللٰٓه انت واختك كل يوم والتاني هواش ، بس تعرف؟؟(أخذ يراقص حاجباه يرفع أحدهما وينزل الآخر ) عفية عليها خلها تاخذ لي حقي منك...
        فيصل: يا حرااام القطوة بتاكل عشاك انت، سالفتك متل وجهك.....
        أحمد:هههههههه ،المهم جبت البندقية تبعك؟؟
        فيصل : وهو هذا سؤال طبعا وحنا لليش رايحين ؟
        أحمد : لا بس باطمن أعرفك خبل من يوم يومك....
        تفاجأ بالقبضة التي ضربت معدته بقوة ،،
        نظر إلى من بجواره ووضع يدا على معدته والأخرى يمسك بها المقود..
        :عساها للكسر قل آمين ..
        فيصل: عشان تعرف الخبل وش يسوي...
        اعتدل في جلسته على المقعد ...
        أحمد: هين بردها لك،،
        فيصل: ...نشوف

        في سيارة أخرى....

        حسام :على اللٰٓه بس ما تكونوا نسيتوا شي..
        بدر :لا تطمن ما نسينا ، تأكد من الأغراض عزام مو؟؟
        عزام : اي اي لا تاكل هم...اقول؟؟
        حسام :قول ...
        عزام :وش فيهم عدنان وفيصل؟؟
        التفت حسام الى بدر مرتبكا..
        حسام:اا ...وش بلاهم مافيهم شي.
        عزام :تخبون عني الشي واضح مثل الشمس نظرات فيصل له ما تخفى عن بعيد او قريب ...
        بدر : ما تاخد بالك مو مهم.... سوء فهم بسيط

        في آخر سيارة .....
        مؤمن : عدنان ..
        عدنان : سم
        مؤمن: سم اللٰٓه عدوك ، وش ناوي عليه اليوم.؟
        عدنان :بس نصل، كل شي بوقتو حلو.....
        ************

        عندما تراهم يعومون في بحر الغدر لا تستغرب.....
        لأن شاطئ الخيانة ممتلئ عن آخره..
        ولكنه عندما حاول التخلي عن واحته ، والخوض في عباب ذلك البحر ،
        غرق...
        أجل غرق ،فهو مثقل بالوفاء ، لم تستطع المياه حمله....
        عافر وتشبث باللاشيء ،مانعا نفسه من العودة مجددا لأعماق ألمه ،
        وفجأة دون سابق إنذار انبثقت فوهة الأمل من وسط ألمه...
        "فمن وسط المحن تخرج المنح "
        لقد رآها عصية على الوقوع مثله ، مع أنها مرت بما لا تحمد عقباه...
        فقدان الشريك والطفل ، ليس بالهين ،ولكن من الواضح أن جدارها صلب بما فيه الكفاية ليوقف تلك الأعاصير خارجا عنها....
        كان يراها صابرة محتسبة ، ولو أنه لمح طيف الحزن يمر بعينيها لوهلة قصيرة ، سرعان ما تمحوه وتعاود بناء جدارها أو بالأصح إضافة طبقات إلى طبقاته اللتي تزداد جلادة كلما وضع الدهر عليها بصماته....
        ...:صباح الخير
        كانت تنظر من النافذة سارحة في ملكوت الله انتبهت لدخول أحدهم غرفتها البيضاء تماما ،التفتت إليه....
        فرح :صباح النور دكتور طلال...
        طلال :شلونك اليوم؟
        عاودت الالتفاف مجددا نحو النافذة بعد تنهيدة حارة خرجت من شفتيها...
        فرح : الحمدللٰٓه، تمام مثل كل يوم...
        لم تسمع ردا أو صوت إغلاق للباب ، إذا هو لم يخرج ، أعادت نظرها إليه فوجئت به ، إنه جالس بالقرب منها على كرسيه الدوار ، الذي اعتاد الجلوس عليه كلما زارها ، ينظر إليها بشيء من التفكير، أمالت رأسها ناحية اليسار باستفهام لما يفعل..
        طلال : ممكن سؤال؟؟
        فرح :أكيد تفضل..
        طلال : أبي أعرف انتي شلون هيك؟؟
        رفعت حاجبا وانزلت الأخر باستغراب ..
        فرح:مافهمت؟؟
        طلال: يعني ، كل من يزورني من مرضى ما يكونون مثلك ، متماسكة لأبعد درجة..
        فرح :آها
        وجهت نظراتها ليديها ..
        فرح :الجواب بسيط جدا ،، عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، اللٰٓه سبحانه وتعالى قال في كتابه :" وفي السماء رزقكم وما توعدون " وأنا انتظر وشو قسملي ربنا ، ولا اعتراض على قضائه وقدره ، أظن إنك فهمتني الحين؟
        أعادت عينيها إليه ، لقد كان ينظر إليها باتساع عينيه على آخرهما،، فظهر جليا لوناهما المختلفان ، ازدادت لمعة عيناه مع مرور شعاع من الشمس أمامه،....
        لقد ابتسم .....
        أرخى عضلات وجهه ثم أخفض رأسه ، ثم رفع يده يحك جبينه ،
        رفع رأسه لها ، دون أن يتخلى عن ابتسامته التي تظهر صف أسنانه،
        طلال :قلتيلي بسيط جدا ،،
        .:إي...
        هم واقفا ينتوي الرحيل لكنه عاد قبل أن يخطو الثانية وعينيه تخبرانها بشيء مما سيتفوه به.....
        طلال :امممم هالمرة ممكن يكون طلب مو سؤال...
        لم تنبس ببنت شفة تنتظر منه أن يبدأ...
        طلال :بحدود ساعة ساعة ونص تقريبا ، أبي منك تجاريني بالحكي وبس..
        وانطلق مسرعا خارجا عنها،،تاركا إياها تتآكل في حيرتها من طلبه الغريب
        أما هو فعاد لمكتبه بعد أن اطمأن على بعض مرضاه ....
        جلس وهو يبتسم وأخيرا وجد نوره الذي كان ينتظره في آخر نفقه،،
        لقد طفت فكرته إلى السطح عندما كان يحادثها...
        لقد فاجئته بالفعل إجابتها " وفي السماء رزقكم وماتوعدون"
        لحظات من تفكيره وطرق الباب ، وقف وعدل من هندامه وخطى مسرعا يفتح الباب ....
        ...:السلام عليكم..
        طلال :وعليكم السلام، تفضلي يما اجلسي هنا..
        ...:طلال، بدون لف ودوران أنا جيت احاكيك بنفس الموضوع، بنت خالت..
        طلال :قبل ما تكملي يما ، أنا فكرت، وفكرت كتير كمان ،
        أنا موافق،،،
        تهللت أسارير والدته وهمت بقول شيئ ما لكنه أشار لها بالاستماع له ،،
        طلال :ثواني خليني أكمل ، أنا موافق عفكرة إنو اتزوج ، بس مو بنت خالتي....
        ....:نعم؟؟
        طلال:إي ، ما أبي أظلمها معي ،لا هي تحبني ولا أنا أحبها لشو اتزوجها؟؟
        الأم :الحب ما هو أساس تبني عليه مستقبلك صحيح اهو احد الأسباب بس مو أهمها الاهم هو التواف...
        طلال : خلاص خلاص احنا خلصنا من الأسباب ووصلنا للجوهر ، انا قررت اتزوج من اللي أحبها....
        ورمى القنبلة .....
        الأم باستهجان :اللي تحبها؟؟تحب من وراي يا ولد بطني؟؟
        طلال : مو من وراكي هذاني قلتلك أول وحدة ، والبنت تعرف وموافقة بعد ،اذا حتى تبين تشوفينها اقدر اخذك لها ..

        **************

        هل يختلف الهواء هنا عن الهواء هناك؟؟
        كيميائيا كلا....
        فهنا وهناك أكسجين ونيتروجين وهيدروجين ..
        وفيزيائيا كلا....
        فحالته هنا وهناك غازية...
        أما شعوريا ، ونفسيا ،فبالطبع نعم وألف نعم.
        فمنذ اغترابه بات يختنق بالهواء ...
        لقد نمت بداخله هوة كبيرة ،،فلديه جفاف أسري...
        قبل قرابة سنتين سافر إلى مدينة الضباب "لندن" ليكمل مسيرته التعليمية لقد كان يغفل عما سيفقده ،لكنه على ثقة بأنه سيعود، فأجمل هدية يقدمها لهم هي الشهادة والعودة إلى الديار سالما ،
        "إبراهيم" هو شاب طموح لفوق المتوقع ، يرفع سقف أحلامه ولا يحبو من أول سقطة ،فحتى لو كانت عن الدرجة الأخيرة فسيقف ويحاول من جديد......
        جالسا في شقته التي استأجرها بالشراكة مع زميل له يدرس في نفس جامعته، والذي أصبح فيما بعد رفيق الغربة.. يتصفح الإنترنت إستعدادا لمشروع كلف به، داهم صديق الغرفة مسرعا ....
        .....: برهوم برهوم تعال بسرعة.
        لم يترك له مجالا للاستفسار ،فقد التقط يده ونزل الدرجات بسرعة ، وهو خلفه يكاد ينزلق ،
        إبراهيم : وش في ،وش في خرعتني يا رجل ...
        طارق : تعال شوف الأول واسأل بعدين.....
        توقفا عندما خطا كل منهما خارج المنزل ، التفت إبراهيم يمنة ويسرة ،يحاول أن يجد مسوغا لما حصل للتو ...
        إبراهيم :ها نزلنا وش فيه اللي متسربع عليه؟؟
        أغمض الآخر عينيه ببلاهة مطلقة ، ثم التقط مفاتيح سيارته وصعد ،
        وأشار إلى إبراهيم بأن يجلس بجانبه ،نظر له الآخر باستغراب ، ولكن٧ه سرعان ما استوعب ما يحصل ....
        إبراهيم وعيناه تستعران :ما تقول إنك نزلتني وخضيتني وقطعت دراستي عشان .....
        طلال بكل برودة أعصاب :إي عشان تطلع تشوف خلق اللٰٓه وتروح عن نفسك شوي يا أخي ، طول يومك بالغرفة إما دراسة وإما نوم واذا غيرت روتينك يعني تروح تتغدى بمطعم ، وش بلاك يا راجل ما تشبع دراسة ،،دافور ماشاللٰٓه عليك خلنا نتفسح شوي طقيت وانت جالس مع نفسي...
        ابراهيم :اللهم جيبك يا طولة البال....
        ثم ذهب وجلس بكرسيه بجانب رفيقه، لقد اعتاد على هذا، إنه يذكره بشقيقه فيصل ،ينفذ بلا تفكير تهمه جدا راحته ، ابتسم في شيء من الشرود ناظرا من النافذة الأمامية ، ويجري حوارا من نفسه...
        "يا ترى شحالهم هلي وكيف صار فصيل و توتو يااااه شقد مشتاقلها ولخبالها حيييل وامي وابوي وكلهم ،بس هانت ما بقى شي وانتهي واجيكم رافع روسكم فيني....

        *************






        hidy-sheroko

        تعليق

        • طيف المقبرة
          عـضـو
          • Mar 2019
          • 25
          • Hidy-sheroko

          #5
          رد: ♪رواية هالفيتي♪

          الفصل الرابع ﴿ ٤ ﴾ .A

          في معضلة الحياة أمامك خياران ، إما أن تختار الذي سلطت لك عليه الأضواء ، وإما أن تبدأ في البحث خارج الصندوق ، تحفر طريقك وتمهده بيديك ، وإن خطت قدماك على إحدى العتبتين لا مجال للرجوع نحو البداية ، فالقدر قد أمسك بالزمام ، ليس لك سوى أن تتماهى معه ومع ما يسوق لك من حبكات ، أما عنها فقد قررت التمنطق بما تراه منطقيا ، ترى ما أمامها جسرا لما هو لاحق ، لقد أسقطت المقصلة فوق الذي كان، واعتدت للذي سيكون.....
          تسللت الأشعة الذهبية خلف ستائرها البيضاء ، وداعبت عينيها استيقظت وتراءى لها ما حدث البارحة، عندما طرق الباب ودخل طبيبها وامرأة بصحبته ، تنظر لها باستهجان......
          Flash pack
          طلال:تفضلي .... وصلنا.
          والدته:اللٰٓه يزيد فضلك ..
          ثم جلست تراقب التي تجلس فوق سريرها باستغراب لما يحصل ..
          والدته: شنو اسمك؟؟
          ....:فرح
          ..: اها ، من صدق انتي موافقة؟؟؟
          فرح أشاحت بنظرها للطبيب الذي غمزها مذكرا إياها بطلبه
          فرح : موافقة؟؟على شنو؟
          الأم نظرت لابنها ثم قالت:انك تتزوجي هذا ...
          تفاجأت تماما زاغت بنظراتها إليه ثم لوالدته ومن ثم استقرت بحضنها؟.
          أهذا هو طلبه حقا؟؟ بأن يقحمها في ما لا تعلم ؟؟؟ وهل يتوقع منها أن تجاريه حقا أم ماذا؟؟
          ..:إي موافقة....
          وقفت الأم بأسلوب غير لبق ثم خرجت وصفعت الباب عائدة لمنزلها...
          فرح :هذا هو طلبك يا حضرة الدكتور؟؟
          طلال: ايه باعتذر اني فاجأتك بس واللٰٓه مضطر...
          فرح : وشو يخليك تمثل على أمك انك تبي تتزوجني؟؟
          طلال : اهي تريديني اتزوج بنت خالتي ،واختي تبيني اتزوج صديقتها وانا ما اريد لا هذي ولا هذي ، انا ما ابي الزواج من أساسه.
          فرح :اها فلقيت أحسن طريقة انو تخبرها ان في وحدة براسك مو؟؟
          طلال:إي
          فرح:بس ...
          طلال :بس شو ؟
          فرح:ماخفت إني أرفض؟
          طلال :لا..
          فرح:السبب!!
          طلال: من خلال متابعتي لحالتك ،يعني بأغلب الأوقات اذا مش كلها بتفكري بمنطقية بحتة ....
          تجول في الغرفة ذهابا وإيابا وهو يشرح بيديه ما ينطق به ....
          ..: بتاخدي معطيات المسألة بتفنديها ، بتفرضي وتختاري الأفضل وتدرسي النتائج ....
          فرح : اها ولمتى؟؟..
          طلال :متى؟؟..
          فرح : التمثيلية ، لمتى بتبقى تخدع امك؟..
          طلال : اممم ، لما يفرجها ربك ..
          أومأت برأسها وهو هم واقفا خارج الغرفة..
          ***************

          بمثل ما تتشبع به طفولتك ، فإنك ستغدق به ، فكما يقولون فاقد الشيء لا يعطيه .....

          لا ترى حولها سوى ظلام، مقيدة على كرسي مقيت ، وأقدامها مجنزرة بأرجل الكرسي ، فاهها مكمم، وعيونها مربوطة بعصبة منيعة، تخال المشهد من إحدى الأفلام ،لكنه كان واقعا ، منذ صغرها لم تكن كما كانوا ،...
          أحلامها تتخطى ما رسم لها من حدود ، ولربما ما حدث لها سيكون درسا لغيرها ،لكن ليس لها...
          بعد وهلة قصيرة ، اقتربت منها أصوات خطوات أقدام ، تشعر بأن خافقها سيخرج من أضلاعها ، مهما يكن فستظل أنثى بكل ما للأنوثة من صدى ، لفحت أنفاسه وجهها ، عاثت يديه بحجابها إلى أن خلعه ، لقد كان حجابها كحلي اللون يوائم ما ترتدي ، بزة عسكرية نسائية ، فانسدلت خصلاتها البنية متهدلة على أكتافها ، بعد ثوان دوى صوت قهقهته في الغرفة ....
          ...:ههههههههه واللٰٓه وكبرنا وصرنا نطول شعرنا يا وضيح ، كانوا ما يقدرون يفرقون بينك وبين الولد ههههههه ..
          ثم اقترب فجأة وهمس بفحيح الأفعى يترصد لما يتباين على عينيها ....بس تصدقين أهو لايق عليكي بشكل خرافي.... سكت لبرهة ثم عاود بث سمه .....
          :واللٰٓه ووقعتي بيدي يا بنت زايد، تذوقين من الكاس اللي جرعتيني ،قلتلك بصيدك وهذاني نفذت....
          ...:تخسى يالنذل تفوو عليك وعلى أمثالك ، خسارة فيك تكون ابن خالتي يا وصخ ، فكني ....
          ارتفع أحد حاجبيه ، ثم ارتفعت يداه وصفق ، أجل صفق لها، منذ لحظات لم تكن تتكلم بسبب ما ربط على فيها ، ولكنها بشكل ما نزعته ، طبقت ما تعلمت منه منذ كانوا أطفالا بحرفية مطبقة ، فوضع سبابته عليه مستهزءا....
          ...: تؤ تؤ تؤ ،عيب كذا ، ترجيني أول وبعدها ممكن أفكر أفكك ههههههه.....
          ...:على قص رقبتي ،أنا وضحة بنت زايد تترجى عاهر مثلك يا كلب..
          ،ثم أخذت ترج وتهتز بالكرسي الذي تجلس عليه بعنف هاتفة....
          ...: فكني اقووول ،وإلا أورجيك نجوم الليل فعز الظهر....
          .....:: شنو شاربة انتي ،...
          ثم صرخ مناديا على ساعده الأيسر ...
          : حمدي ، يا حمدي ناولني جنزير الدباب ، خلك تشوفين منو اللي راح يورجي مين نجوم الظهر يا وضيح ههههههه
          دقائق معدودة ،وامتلئ المكان بصراخها على وقع ضربات السلسة على جسدها ، بعدما علق يديها بحبل من الأعلى ، وقدماها بالكاد تلامس الأرض، ثم أخذ يضرب بسياطه على جسدها ،و ظهرها قد كان الأوفر حظا منها ، ويتلفظ ببذائة تليق بأمثاله ، حاجبيه يعتصران ، وذراعه أنهكت ، وهي لم تكن تحرك ساكنا ، فعندما تذوق الألم لن تشعر بالأخف منه ، لقد فقدت المشاعر ، كما لو أنه شيء حار وحسب يتجول فوق معالمها ، أصبحت الرؤية مشوشة ، والأصوات تداخلت ، وازى ذلك انزلاق خيط من السائل الأحمر خارج فمها ، لم تكن تبالي بما يحترق فوق معصميها ، فقد ارتخت وانتهى الأمر....

          *************

          عندما ترتدي الذئاب أزياء الخراف ، ترمي خناجرها المسمومة إلى الصدر مباشرة ، ولكن!!!!
          عندما ترتدي الخراف أزياء الذئاب ، فإنها تنبش الصدر وصولا للنهى....
          إلا أنه اختار أن يكون الذئب وحسب ، حتى ترتد خناجرهم إليهم ،مخترقة أسوار الخطيئة ،لعلها تفق ذلك الكائن الحجري الذي يتربع خلف أضلاعهم إن وجد أساسا.......

          تناول ريشته مضيفا فوق لوحته ما جال بذهنه ، بعض الرتوش هنا وأخرى هناك ، وأخيرا انتقل إلى زاوية اللوحة السفلية يضيف عليها ما يجعلها تنتمي لممتلكاته ، وقعها ثم وقف متراجعا للخلف ، ليلقي عليها نظرة عامة ....
          " ظلان لبيت واحد" لقد قرأ هذا العنوان في أحد مؤلفات كاتب يعشقه ، ذاك الذي يضيف الملح للجروح ، يداويها بطريقته الخاصة " طلال أبو شاويش " ، انتهى من خط اسمها في مدونته ثم حملها متجها نحو الحائط الذي يضم عشرات من لوحاته ....
          جال ببصره فوقها جميعا ، إلى أن حطت مقلتيه فوق إحداها خطى نحوها ، والذكريات تلتهب داخل رأسه ، ....
          طائرة...
          اختناق وضجة...
          وظلمة حالكة.....
          اعتصر جانبي رأسه بقوة ، يغمض عينيه عل ذلك يوقف من تدفق صور ما جرى أمامه ،،،،،
          فعندما استيقظ وجد أنه لم يبق إلاه ، ناج من تحطم الطائرة بلا زوجته وطفله،،،،
          أطلق صرخة مدوية ،،ثم أخذ يلهث بأنفاس متسارعة ، تهالكت قدماه فوق البساط ، ارتكز على يديه لربما يستطيع إسناد ما تهشم في قرارته ....
          لقد اجتاحه العجز ،الندم ،،، كبل يديه تماما عاجزا عن المضي للأمام ، فأشباح الماضي ما زالت معلقة فوق سقف منزله، عندما رفض تغيير أي شيء مما يحتفظ برائحتيهما ،، استقام عائدا للوحة ، نظر إليها تبث الصخب الذي بداخلها حرابا نحو ما تبقى من فؤاده ،،،،
          ما أسوأ أن تكون بحاجة البكاء ومحاجرك جافة ، لا تنبئ بالهطول أبدا ، التف حول نفسه في رجاء من أن يحمله الحائط ، ثم إرخى ظهره عليه ، وأخذ يهوي تدريجيا ، إلى أن وصل للقاع ، جلس في إثناء لركبتيه ، يسند مرفقه الأيمن فوق ركبته اليمنى ورأسه مصوب للأمام ، ثم ترك ركبته اليسرى تلامس الأرض بانفراد ، رصدت عيناه باب الشرفة ، تسابقت هي إلى دماغه ، عندما كانت تركض وتختبئ منه خلف جدارها وقتما ، تريد إغاظته تذكر ما كان يقوله لها دائما ...

          ...: تعرفين وش نفسي فيه؟؟
          ...:هممم
          ....:تشوفين هذي الحيط ؟
          ...: إي؟
          ....: أبي أشيلها ، عشان ما تلاقين مكان يحميكي مني ، أنا اللي أحميكي وبس ...
          .....:ههههههههه لا خليها أنا أحبها

          تردد على أسماعه رنين ضحكها كأنه يسمعها توا ، وليس من سنتين انقضتا ، يذكر غيرتها من طفله الأول وكأنه البارحة ، لقد أتخم ذكريات ، أنزل رأسه نحو الأسفل ،،،،
          انحدرت الدموع أخيرا ،،،،
          رفع رأسه للأعلى ،، لكي تسيل بجانب أذنيه ، قطرة فالثانية ثم توقفت ، لم تكف تلك القطرات ، فسنة الحياة لا تعطيك ما تريد وقتما تريد ، فمن من الخلق يهوى الدموع؟؟ لكنه يحتاجها بشدة في هذه اللحظات ، تخرج من عينيه حارة علها تلتقط بعض الندوب من كتلة النبض تلك........

          *************
          سمعت ذات مرة أن الأنام في الوقت ثلاث:
          من يقتات على فتات الماضي ، مسدلا الستار على القادم....
          وآخر طفق في أظافره قضما ،في الانخراط بخوف مما هو آت...
          ومن يعش اللحظة واضعا الماضي خلف ظهره والمستقبل خلف أجفانه....
          أما عنها فقد اختارت الثالث ، لا تبالي أو هكذا تظن.....

          اليوم ليس لديها الوقت ,فقد دعت قريناتها من عمومتها للحضور للسهر في منزلها ، فهي وحيدة المنزل من الإناث ، واستجاب البعض والبعض تلهف ، وأخر تغيبن ، تقف أمام المرآة تصلح بعض خصلات شعرها التي تطايرت ، وتعاود تزيين مظهرها بصعوبة ، فمرات وقوفها أمام مرآتها معدودة قليلة , فهي معتادة على التصرف كالفتيان ، تشبعت بمحيطها....
          تولين : أووف عاد اعدل من جهة تخترب جهة ،،
          بعد وهلة من حربها مع ما ترتدي ، (تنورة سوداء تصل لأسفل ركبيتها ، منثور على بعض كسرها بعض الكريستالات المنمنمة ، وقميص أحمر من الستان اللامع يتوسطه أزرار قماشية سوداء ، يتلائم مع نصاعة بشرتها ، في نهاية أكمامه انتفاخ بسيط ) انتهت من تعديلاتها ، تناولت هاتفها من فوق المنضدة وركضت من فورها للنزول للطابق السفلي ، للاستقبال .....
          لحظات قصيرة وطرق الباب ....
          تولين : وأخيرا جو يسس..
          وانطلقت للباب تفتح لهم ....
          تولين : ما بغيتوا تيجون ، ليه تأخرتو؟؟
          ....:ايييه قولي منيح انا وصلنا أنا و سمر ، منى و علياء وسحر بيجون مع أخوهم محمد ، ودينا ونجود هذاهم ورانا مع السواق وعلا يمكن ما تجي ، و رنا انتي تعرفين موب فاضية ..
          سمر : اخ رجولي تعورني يلا داخل ...
          تولين : تعالو فوق عالغرفة عشان ناخذ راحتنا ...
          توجهتا للداخل وذهبت تولين متوجهة للمطبخ لتحث الخدم على الإسراع في تقديم واجب الضيافة ، ثم خرجت تتجه لغرفتها ، وما كادت الوصول لمنتصف الدرج حتى طرق الباب ثانية ، فعادت من حيثما أتت ، وفتحت لهم ....
          تولين : هلا ومرحبا ، سندو الدرج لفوق وهذاني وراكم ...
          أغلقت الباب وسارت نحوهن .....

          *************




          hidy-sheroko

          تعليق

          • طيف المقبرة
            عـضـو
            • Mar 2019
            • 25
            • Hidy-sheroko

            #6
            رد: ♪رواية هالفيتي♪

            الفصل الخامس ﴿ ٥ ﴾ .A


            في مكان ما هناك ، يتأمل أطياف النجوم تداعب القمر في جوف السماء...
            يقف في وسط المعمعة ، يشعرون بوجوده بشكل أو بآخر ، ولكن أفكاره تسرح في ملكوت اللٰٓه ، هناك ما يقف على هوة بركانه ، يلقي بفتات الحجارة حتى تنصهر داخله ويزيد من غليانه ، اعتصر قبضة يده على ماسورة الحديد التي تخص بندقية الصيد خاصته.....
            ....: وش فيك سرحان؟؟
            قاطعه هتاف صديقه به مستفسرا عن حاله ، رفع رأسه حتى يتواجه وجهاهما ، عندما كان يثني ركبتيه ممسكا بهما بذراعيه، تقبضان بشدة على البندقية التي يرتكز بها على الرمال ، يصوب نظراته بعيني صديقه الذي أثنى جذعه حتى يوازيه...
            أخرج زفيرا حارا من قرارة جوفه ، كفيلا بجعلك تعلم ما يجول بمكنونه....
            أدلى برأسه للأسفل يحرك قدميه حول البندقية..
            لم يلاحظ أن من أتاه سائلا عن حاله جلس بجانبه ووائمه بجلسته...
            لم يدرك ذلك إلا عندما أحس بذاك الثقل من يد من بجانبه يرتمي فوق كتفه ، التفت إليه فوجد عينيه قد احتضنتاه بدفئ مريب ، تحركت شفتي من يقابله ، باستعداد للتفوه بشيء ما لكنه رطب شفتيه ثم أعاد غلقها وأعاد يده من فوق كتفه إلى حضنه....
            مؤمن: وش اللي تراجعت عن حكيه؟؟
            عزام:ها لا ولا شي ما تاخد بالك ....
            ثم خيم الصمت في حرم اللقاء... كانت تتخلله أصوات طقطة الأخشاب داخل النيران التي خلفهم.....
            قال عزام محطما سيادة الصمت...
            عزام : مؤمن...
            مؤمن :سم
            عزام: سم اللٰٓه عدوينك ، تدري وش؟
            مؤمن :ها؟
            عزام : في حاجة وحدة أنا متأكد منها وعارفها منيح ، الدنيا ما لها مرسى يخوي...
            مؤمن :شيعني؟
            عزام : يعني اليوم بتاخد بكرة بتعطيك ، اليوم بتعطيك وبكرة بتاخد...
            اللي راح بيجي غيرو ...
            مؤمن : ما ظنيت واللٰٓه ، نغم ما في متلها اتنين اخخ بس خليها على ربك..
            هز عزام رأسه يمنة ويسرة رافضا ما انبثق من شفتي من بجواره....
            عزام : شوف علي ، تعرف كم نسمة في بالعالم؟؟
            مؤمن : يب ، ٧ مليار تقريبا ..
            عزام : وانت واحد من السبعة مليار متخيل وضعك كيف ؟ يعني في ستة مليار وتسعمية وتسعة وتسعين مليون وتسعمية وتسعة وتسعين ألف وتسعمية وتسعة وتسعين واحد غيرك حياتهم ماشية تمام التمام ، انعزالك مش هيئذي واحد غيرك ، واللي بيروح بيجي بدالو ألف ، الدنيا بتقفش عواحد ، انت ذالحين عايش اكتئاب ومنعزل عن الوسط، استفدت شي غير انك محطم حياتك؟؟وعايش عالأطلال..
            :مو أنا ، صورتها مسيطرة على عقلي ، وش اسوي يعني؟
            ....:حلها بسيط ، بس أن ما اعرفه انت حاول ولاقي طرف الخيط بعدها راح تنفك لحاله....
            ثم هم نافضا التراب عن سرواله ، وربت على كتف صديقه وعاد لمجموعته....

            ****************
            عندما ترى الحياة مليئة بقوس قزح ، وكل ما حولك وردي ، تيقن بأنك أنت من سيصنع القرار ، أنت من تجلب الغيوم والبرق والصواعق لمخدعك هذا ، وأنت من سيحيل حياتك رمادية ، وأنت نفسك من ستحافظ على ورديتها وتستقيم بها .....
            حانية زوايا شفتيها للأعلى ، تتجاذب أطراف الحديث معهن......
            ...: هي علا ما جت ليه؟
            شوق: مو قلتلك يمكن ما تجي؟
            تولين : ايوة صح ، العتب عالذاكرة هههههه
            شوق : عز اللٰٓه جدتي تتذكر اكثر منك خخخخ
            تولين : وش قلتي؟ اظن إني ما سمعت زين...
            سمر : راحت فيها البنت ، (وهي تزيد من ارتفاع نبرتها )حتى السمع ما هو بزين عندك؟واحسرتاه عليك يا بنت العم ....
            توقفت نظرات تولين فوق ملامحهما ، رافعة حاجبها الأيسر فوق الآخر ، وفجأة كعادتها أظهرت تلك الابتسامة البلهاء فوق شفتيها ، ثم وقفت وانتحت ركنا من الغرفة تحت سبعة أزواج من العيون المراقبة المستهجنة لأفعالها ، احنت ظهرها للأسفل قليلا ثم أعادت نصبه ، والتفتت لهن حاملة كتابا يزخر بالورق..
            سحر وقد بدا الذعر جليا على ملامحها : لااا إلا ذي الرواااية بليييز ...
            وقفت الأخريات وتراجعن للحائط خلفهن ،،،
            أما عنها فقد أزفرت غليانها من جوفها ، وأخذت تضرب بالكتاب يدها الأخرى ،مستعدة لتلقينهن درسا جديدا...
            شوق : توتو بليز لا ،واللٰٓه توبة خلاص ، آخر مرة ضربتيني فيها بقيت علامة على يدي ..
            سمر: أنا بنت عمك حبيبتك أهون عليك ؟؟
            منى : اصص انتي يا أساس البلا ، تبلينا وتبين تهربين يا سمر...
            علياء : احم احم ، توتو قلبي انا مالي دخل صح؟يعني ما رح تضربيني معهم...
            منى بعد أن ضربت جبهتها براحة يدها بخفة: صدق وانا بعد ما سويت شي ليه واقفة اترجاها معهم؟هههه استخفيت ...
            سحر : وأنا بعد ...
            تولين : وبعدييين ، معكم المرة ذي بس سماح بعد كذا اللي تعيدها اوريكن ، (بعد أن أشاحت نظراتها لما تحمله )واللٰٓه الرواية ذي ما استفيد منها بشي غير تأديبكم نياهاهاها»»ضحكة شريرة ..
            منى : مو كأن في أحد ناقص؟
            نجود: ايوة دينا راحت تجيب كاس مي ..
            تولين: مو كان قالتلي كان جبت لها أنا...
            سحر : عدوى السمع انتقلتلي؟؟؟(ازداد اتساع عيناها )انتي تجيبين لها ؟من متى؟؟؟؟
            تولين : من ذلحين.
            شوق : مو كأن الأدب زايد حبتين عندك اليوم توتو؟...
            تولين :شكلي بهون عن السماح ، (تهم بالوقوف)بروح أجيب روايتي حبيبتي ، تخافون منها أكثر مني ..
            الجميع باستثناء نجود : لاااااا ..
            شوق :خلاص خلاص آخر مرة ..
            تولين : نو نو وقت السماح راح ، لاقيلك غيرها..
            قاطعهن صوت باب الغرفة، بموازاة دخول دينا اليهن........
            تجمدت معالمهن ،يبست أوصالهن لدى رؤيتهن لتفاصيل وجهها .....
            ****************
            في خضم مواجهة القلب والعقل..
            تقرع طبول الحرب ....يستمع لقلبه أم عقله؟...
            وأي أحمق ذاك الذي سيختار ، وسط هذه الموجات الفوق واقعية؟.
            عليه أولا أن يربت على كتلة النبض تلك،ثم يهدهد مركز التفكير ، مقتنصا بذلك هدوءا مؤقتا مساويا لجرعة المخدر التي أعطاهما ، فإذا استفاق أحدهما دون الآخر لن ينفعه الندم، فقد وصل في الوقت بدل الضائع...
            ...: إن العالم يعيش تحت نظرية العالم الافتراضي ...؛؛
            ..: لاستيقظت منذ ألف عام ، فقد تلقيت من الصفعات ما يكفي لإيقاظ ميت!!!
            ...: أنت تعيش لمرة واحدة ،وتموت مرة واحدة..؟؟
            ...: وأجرب كل ما تلتقطه عدسات الفلتر الخاص بي...٪
            ...: البطل يختار قدره...؟
            ...: والمحارب يسلك الطريق الذي تختاره الأقدار...؛
            ...: الندم سلسلة ستلتف حول عنقك...!
            ...: والإيمان بالقدر يحطم الفولاذ!!;
            ...: ليس لديك شيء تخوض العباب فيه...
            ....: أنا أعزل ،لكن لدي اللٰٓه....
            وبهت الذي سيختار.......
            من ذاك الذي سيحتار عندما يختار؟؟
            فالخيرة فيما اختاره اللٰٓه ، وما سيختار....
            هذا ما همس به لنفسه ، ليقنعها بما فعل.....
            كان مستلقيا على سريره ، يخوض نزال تحديق مع السقف ،الذي يخسر فيه دائما وبجدارة ،والسقف بدوره يساعده على رسم المشاهد التي يفكر بها ، فيتخيلها أمامه ،....
            بعد لحظة وجيزة هم واقفا وكأن أفعى لدغته ، تناول سترته ومفاتيح سيارته وخرج من الغرفة، أخذ يتأرجح فوق درجات السلم هبوطا للطابق السفلي ، توجه مسرعا نحو بوابة المنزل ثم توقف وكأنه نسي شيئا ما ، التفت لوالدته وأعلمها بخروجه ، تلك التي خاصمته مذ أخبرها بأنه يحب ، أمسك بقبضة الباب وخرج ، قابلته شقيقته التي كانت بصدد الدخول للمنزل ، ألقت عليه التحية....
            هايدي : مرحبا طلول..
            طلال : أصغر عيالك أنا؟
            هايدي:امممم صراحة لأ...
            طلال بنظرة سخرية :فكرت ..
            هايدي بلا سابق إنذار : طلال أنا آسفة ...
            طلال: على وشو؟
            هايدي: امم عشان كنت أحن عليك تخطب رفيقتي...
            بس كنت متجاهلة مشاعرك ، آسفة والله ما انتبهت ، مو قصدي المهم ما تزعل مني انت تعرف واللٰٓه كنت أبي مصلحتك.
            طلال بنظرة حنان : يخسى اللي يزعل من هيدودي..
            هايدي بابتسام : دام في القصة هيدودي يبقى انت راضي علينا....
            طلال : في أحد قال غير هيك؟
            هايدي: تسلم يا طلوول..
            قبلته على وجنته وفرت هاربة فهي تعلم أنه لا يحب أن يقبله أحد على وجنته ، لكنها لن تكون هايدي إن لم تثر استفزازه...
            وضع يده على وجنته وابتسم لظلها ثم أكمل طريقه لسيارته ...
            فتح الباب الأمامي، وجلس على مقعده وقاد السيارة نحو المشفى..
            وصل للمشفى بعد عدة دقائق ، فلم تكن تبعد عن بيته سوى بضعة كيلومترات...
            دلف من البوابة ألقى التحية على الجميع ، ثم توجه لمكتبه تناول ملفا ورقيا من فوقه ، وارتدى معطفه الأبيض ، ثم حث خطاه نحو الغرفة قبل المئتين بواحدة ، وقف أمام الباب لبرهة عندما سمع صوتا في الداخل ، تبين له فيما بعد أنها تحادث جنينها ، ابتسم ولكنه شعر بغصة في قلبه ، لا يدري لم؟ لكنه شعر بها ،،
            دلف للغرفة بعد أن طرق قليلا...
            طلال: اللٰٓه يصبحك بالخير..
            فرح : اللٰٓه يصبحك بالنور..
            طلال : جيت أعمل آخر الفحوصات لأنو  ساعة ساعتين وبتكوني بالبيت انشاللٰٓه
            فرح :اللٰٓه يبشرك بالخير، كتر خيرك....
            ترك الملف الورقي فوق الطاولة التي أمام السرير وباشر بعمله...
            بعدما انتهى جلس على الكرسي الدوار للمرة الألف منذ تواجدت فرح في هذه الغرفة..... ويبدو أن في جعبته مزيدا من الحديث..
            طلال : ........
                    *************
            في بعض الأحيان يحتاج المرء لمجالسة نفسه ، كي ينبش عما يوقد ذهنه، ويعيد صياغة حجرات دماغه ، ويرتب مستنداتها،،
            كانت تقف أمام النافذة البيضاء ، تراقب القادم والذاهب .....
            ذاك سعيد بخروج والده من المشفى ، وذلك يتراكض ساحبا المغذي خلفه يحاول الوصول لطفلته التي بدأت بالحبو ، وزوجته تبتسم لرؤية عائلتها مكتملة،
            وأحدهم يقف بعيدا حزينا فقد أخرج شهادة وفاة أمه توا ، والآخر يخرج شهادة ميلاد ابنته والفرحة تتقافز من عينيه ، حالما رأته تذكرت طفلها الذي في أحشائها ولا إراديا انتقلت يدها تمسد بطنها الذي بدأ بالبروز قليلا ، نظرت إليه بشيء من الحنين .....
            ....: يا بعدي انت ، ما بقالي من ريحة الغالي غيرك ، متى تيجي وتساند إمك يا روح امك انت .....
            سمعت طرقا خفيفا على الباب أعادت ترتيب حجابها فوق رأسها والتفت نحو الوافد.....
            ...: اللٰٓه يصبحك بالخير.
            فرح : اللٰٓه يصبحك بالنور ..
            أخبرها بأنه سيستكمل الفحوصات ، التي تسبق خروجها ردت عليه بصوت هامس و باشر بعمله...
            تحركت متجهة لسريرها وجلست مسندة ظهرها على الوسائد خلفها ..
            تشاهده يتحرك بسرعة متجها لشاشة التخطيط...
            ثم ينتقل هنا وهناك يفعل أشياء لا علم لها بها ،وفجأة تباطأت خطواته بشكل وئيد ثم توجه جالسا على الكرسي ، فغر فاهه ليتكلم....
            ...: فرح
            فرح :اممم
            طلال : بخصوص الفحوصات الطبية ، الحمدللٰٓه كل شي تمام ، بس ذالحين انتي حامل بالشهر الرابع وباقي شوي تدخلين بالخامس ، لازم تحافظين على نفسك لو مو عشانك عشان جنينك ..
            فرح : انشاللٰٓه..
            رأت أنه يمتلك حديثا آخر ،أومأت برأسها تحثه على استكمال حديثه...
            طلال ببطء: امم اهلك يدرون إنك صرتي خطيبتي؟
            فرح بهدوء: قصدك يدرون بالكذبة؟ لا ما يعرفون ما حكيتلهم ،ليه أنا ما استحي ولا ما استحي؟ زوجي مات قبل أقل من شهرين اروح اقلهم فلان يبي يخطبني وانا موافقة؟؟؟؟؟
            التمعت عيناه المختلفتين ثم أخفض رأسه.....
            طلال : اها ، اعرف اطلب منك شي صعب بس مابي أظلم بنات الناس معي...
            عالعموم بعد شوي بيجون اهلك يستلمون وراقك وتطلعين من المشفى.
            أومأت برأسها ...
            هب واقفا خارج الغرفة، التفت اليها قليلا تحدق ببطنها المنتفخ أزاح عيناه عنها ثم أقفل الباب خارجا....
            **********
            ....بنظرات تمتلئ هلعا ورعبا: يمااااااا
            الأم : بسم اللٰٓه الرحمٰن الرحيم وش بلاك يا بنت؟؟
            ..... : يماا صرصورر صرصور ..ااااااه بعد عني يما، اااااه لا تقرب...
            ... : قصري صوتك فضحتينا قدام خلق اللٰٓه....»تقدم وأمسك بالصرصار ثم ألقاه بعيدا«..وهه الصرصور و ذبحناه صوتك ما أسمعه.....
            لؤلؤة: ااخ ،وأخيرا بيصيبني جلطة منه... ومن هم خلق اللٰٓه اللي فضحتك قدامهم؟...
            ياسر : ربعي من بيكون يعني ..
            لؤلؤة :. اها ، ما قصدت بس أخاف منه واللٰٓه أخاف ، تخيل أكبر مخاوفك تتجسد قدامك وش بتسوي يعني؟؟... ثم بدأت نبرتها تتزعزع منبأة بهطول الأمطار...
            تفاجأ شقيقها الصغير من ردة فعلها فدائما ما تكون هي مصدر الأمان لهم كيف لها أن تبكي ، تقدم منها ونظر في عينيها لوهلة ، في حين زاغت ببصرها عنه...
            ياسر : صح أنا أصغر منك ب ٤ سنوات ، بس أفهمك ،،،
            ثم فتح ذراعيه على وسعهما مشجعا إياها على احتضانه ،،
            ما كاد أن يفتح ذراعيه حتى ضمته وبكت وعلا نشيجها ...بالرغم من أنها تكبره سنا إلا أنه يكبرها حجما...سار بها نحو أريكة قريبة منهم مهترئة بعض الشيء جلس وأجلسها بجانبه ، هم بالوقوف لكنها ازدادت تمسكا به ..
            ياسر : بروح امشي الشباب وأرجع لك ...
            تركته من قبضتها ...
            لؤلؤة: لا خلاص ، خلك وياهم أنا بخير الحين.....
            ياسر : بس ، اوكيه بس ارجع هكلمك....
            ذهب لأصدقائه معتزما استنطاقها حالما يعود....
            نظرت إليه وهو متوجه نحو الغرفة الخارجية للمنزل التي يستضيف بها أصدقاءه.. يكفيها منه أنه يشعر بها، يحاول بشتى السبل والوسائل حمل العبء معها لكنها ترفض ...
            لملمت أشتاتها وتوجهت لغرفتها، الغرفة الوحيدة الموجودة في هذا المنزل سوى الغرفة الخارجية ، وتتشاركها مع والدتها ، جلست في إحدى زوايا الغرفة ، ثم نظرت للأعلى ، تحاول السيطرة على مجرى تفكيرها، الذي كلما هم بالعمل توجه تلقائيا للتفكير بهتجسها الأكبر..
            نفضت رأسها محاولة طرد الأفكار عنه ، ثم تناولت أحد كتبها وبدأت بالمذاكرة... هذه هي طريقتها في الهروب........
            بعد ثوان قليلة أغلقت الكتاب بعد أن دخل أخاها وجلس بجانبها ، أيقنت أنه سيحادثها بما جرى قبل قليل، لكنها لن تخبره أبدا...
            فليهتم بدراسته و أموره الشخصية إلى أن تجد حلا...
            "************
            من المؤكد أن المحيط يؤثر في أفعالنا وفي مجريات تفكيرنا...
            ،، بعيدا عن صخب المدن وأبواق السيارات يجلس رفقة أصدقائه في حلقة دائرية يتجاذبون أطراف الحديث،،، لم يغب عنه أمر صديقه مؤمن لكنه فضل أن يبتعد عنه ليعطيه مساحة شخصية ، ويعطيه الحق باتخاذ قراراته ومن ثم يحاول قدر المستطاع أن يوجه دفته بعد أن يكون قبطان السفينة مستعدا للإبحار من جديد...
            يستذكر ما حدث قبل أيام قليلة عندما كان في أوج غضبه، مقررا بأن يعنفها ويقومها.. استغرب من ردة فعله وفعلها في آن واحد ، لقد كان دائما يرى الخوف في عينيها لكنه في ذاك اليوم رأى شيئا مخالفا ....!!
            ، جعل غضبه يتبخر في لحظات،،،
            تركها ورحل!!!
              لازال يفكر ما الذي جعلها تبدي ردة الفعل تلك ..
            وما الذي جعله يتركها دون أن ينفذ ما اعتزم على فعله...
            ....: فصييل،، فصييل فصيييل
            فيصل : وجع وش تبي؟؟
            أحمد باستهزاء : وصلت باريس ولا باقي؟
            فيصل : اقول انطم يا شيخ..
            أحمد: انت ومؤمن تاركين الفلة والوناسة وتفكرون، تظن إني ما اعرف بوش تفكر؟ مؤمن وعذره معه اللٰٓه يعينه نعرف ،بس إنت وش عذرك؟
            يا اخي سيب البنت بحالها حتى وانت بعيد عنها شاغل بالك؟وش ذا الحال؟ خلها ترتاح منك وانت ارتاح منها بهاليومين ...
            فيصل وهو ينظر للأفق ، للشمس التي تعلن غيابها : ما ظنيت ارتاح منها أو اريحها...
            حرك صديقه رأسه في يأس من حاله، فهو لم يفكر بهذه الرحلة سوى أنه رأى حاله هكذا ، لقد حاول .... لكنه يغلق كل أبواب راحته ،وكأنه ينتقم لها من نفسه على ذنب لم يقترفه ، ...
            ....: أحمد ..
            أحمد : ها؟
            بدر : هواة
            أحمد: نعم وش تبي؟؟؟
            حسام : نبي تغني...
            أحمد : بشرط..
            عزام:وش هو؟
            أحمد بنظرة شر : يقوم بدر يرقص ...
            بدر : ما طلبت ، غني بس انت وأنا اعلمك الرقص الشرقي والغربي..نياهاهاهاها
            عدنان : تم قصف الجبهة بنجاح ههههههه
            حسام يسدل جفنيه قليلا وينظر لعدنان شذرا: ما أظن في قصف بالموضوع ...
            عدنان : إلا فيه صح أبو حميد؟؟
            أحمد: هه صحين ،المهم وش تبون أغني ؟
            مؤمن : صغيرتي أنتي..
            التفت أحمد إليه متوقعا هذه الإجابة منه، أخفض أصدقائه رؤوسهم ، حزنا منهم على حاله ، فلهذه الأغنية لديهم ذكرى خاصة جدا.....
            بعد دقيقة الحداد التي حلت عليهم ،، صدح صوت أحمد بالأغنية التي طلبها صديقه 'صغيرتي أنتي'......
            لم يجرؤ بدر على تنفيذ تحديه مع أحمد فعلى ما يبدو جميعهم يتقاسمون الحزن ، كل لديه ما يفكر به......
            ********
            دينا ترتجف شفتاها : إبراهيم واللٰٓه شفته.......
                                         *********************
                                                  
                                   (شوفوا الرواية واحكموا عليها رايكم يهمني)




            hidy-sheroko

            تعليق

            google Ad Widget

            تقليص
            يعمل...